حسام الدين حامد
03-15-2008, 09:12 PM
قال الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم - حفظه الله :
قال الله تعالى ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) " الأنعام : 144 ".
إن التعالم الكاذب هو عتبة الدخول على جريمة القول على الله بغير علم ، المحرمة لذاتها تحريمًا أبديًّا في جميع الشرائع ، و هذا مما علم من الدين بالضرورة ، و هو مما حذَّرَناه رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد التحذير .
عن عبد الله و أبي موسى - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل ، و يُرفع فيها العلمُ ، و يكثرُ فيها الهَرْجُ ) الحديث . (1)
و عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من أشراط الساعة أن يقلَّ العلم ، و يظهرَ الجهلُ ) (2)
و عن مالك قال : أخبرني رجل أنه دخل على ربيعة فوجده يبكي ، فقال : " ما يبكيك ؟ أمصيبة دخلت ليك ؟ " ، و ارتاع لبكائه ، فقال : " لا ، و لكن استُفتي من لا علم له ، و ظهر في الإسلام أمرٌ عظيم " ، فقال ربيعة : " و لبعض من يفتي ههنا أحق بالحبس من السُّرَّاق " (3)
و قال القاسم بن محمد : ( لأن يعيش الرجل جاهلًا ، خير من يقول على الله ما لا يعلم ).
و أفضح ما يقوم للمرء : دعواه بما لا يقوم به ، و قد عاب العلماء ذلك قديمًا و حديثًا .
قال الإمام ابن حزم - رحمه الله : ( لا آفة على العلوم و أهلها أضر من الدخلاء فيها ؛ و هم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون و يظنون أنهم يعلمون ، و يفسدون و يقَدِِّرون أنهم يصلحون ) .
و قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله : ( إذا تكلم المرء في غير فنه ، أتى بهذه العجائب ) .
خلق اللهُ للحروب رجالًا و رجالًا لقصعة و ثريدِ .
قال بعض المصنفين : ( و الانفراد عن أهل العلم برأي في الشرع ، و القول بما لم يقل به أحد فيه ، ينبئان عن خلل في العقل ) .
قال زُفَر بن الهذيل : ( إني لا أناظر أحدًا حتى يسكت ، بل أناظره حتى يُجَنَّ ) ، قالوا : كيف ذلك ؟ ، قال : ( يقول بما لم يقل به أحد ) .
و قال علي بن الحسين ين علي بن أبي طالب : ( ليس ما لا يُعرف من العلم ، إنما العلم ما عُرف و تواطأت عليه الألسن ) .
و قال إبراهيم بن أبي عبلة - رحمه الله : ( من حمل شاذَّ العلم حمل شرًّا كثيرًا ) .
و قال الشاطبي - رحمه الله : ( قلما تقع المخالفة لعمل المتقدمين إلا ممن أدخل نفسه في أهل الاجتهاد غلطًا أو مغالطة ) .
و قال الأمير شكيب أرسلان : ( و من أعظم أسباب تأخر المسلمين : العلم الناقص ، و الذي هو أشد جهلًا من الخطر البسيط ، لأن الجاهل إذا قيض الله له مرشدًا عالمًا أطاعه ، و لم يتفلسف عليه ، فأما صاحب العلم الناقص فهو لا يدري ، و لا يقتنع بأنه لا يدري ، و كما قيل " ابتلاؤكم بمجنون خير من ابتلائكم بنصف مجنون " ، و أقول : ابتلاؤكم بجاهل خير من ابتلائكم بشبه عالم ) (4) .
------------------------------------------------------------------------
(1) رواه البخاري ( 13/ 13 - فتح ) .
(2) رواه البخاري ( 1/ 178 - فتح ) .
(3) " جامع بيان العلم " رقم ( 2410 ) ص (1225) .
(4) " لماذا تأخر المسلمون ؟ " ص (75) .
قال الله تعالى ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) " الأنعام : 144 ".
إن التعالم الكاذب هو عتبة الدخول على جريمة القول على الله بغير علم ، المحرمة لذاتها تحريمًا أبديًّا في جميع الشرائع ، و هذا مما علم من الدين بالضرورة ، و هو مما حذَّرَناه رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد التحذير .
عن عبد الله و أبي موسى - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل ، و يُرفع فيها العلمُ ، و يكثرُ فيها الهَرْجُ ) الحديث . (1)
و عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من أشراط الساعة أن يقلَّ العلم ، و يظهرَ الجهلُ ) (2)
و عن مالك قال : أخبرني رجل أنه دخل على ربيعة فوجده يبكي ، فقال : " ما يبكيك ؟ أمصيبة دخلت ليك ؟ " ، و ارتاع لبكائه ، فقال : " لا ، و لكن استُفتي من لا علم له ، و ظهر في الإسلام أمرٌ عظيم " ، فقال ربيعة : " و لبعض من يفتي ههنا أحق بالحبس من السُّرَّاق " (3)
و قال القاسم بن محمد : ( لأن يعيش الرجل جاهلًا ، خير من يقول على الله ما لا يعلم ).
و أفضح ما يقوم للمرء : دعواه بما لا يقوم به ، و قد عاب العلماء ذلك قديمًا و حديثًا .
قال الإمام ابن حزم - رحمه الله : ( لا آفة على العلوم و أهلها أضر من الدخلاء فيها ؛ و هم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون و يظنون أنهم يعلمون ، و يفسدون و يقَدِِّرون أنهم يصلحون ) .
و قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله : ( إذا تكلم المرء في غير فنه ، أتى بهذه العجائب ) .
خلق اللهُ للحروب رجالًا و رجالًا لقصعة و ثريدِ .
قال بعض المصنفين : ( و الانفراد عن أهل العلم برأي في الشرع ، و القول بما لم يقل به أحد فيه ، ينبئان عن خلل في العقل ) .
قال زُفَر بن الهذيل : ( إني لا أناظر أحدًا حتى يسكت ، بل أناظره حتى يُجَنَّ ) ، قالوا : كيف ذلك ؟ ، قال : ( يقول بما لم يقل به أحد ) .
و قال علي بن الحسين ين علي بن أبي طالب : ( ليس ما لا يُعرف من العلم ، إنما العلم ما عُرف و تواطأت عليه الألسن ) .
و قال إبراهيم بن أبي عبلة - رحمه الله : ( من حمل شاذَّ العلم حمل شرًّا كثيرًا ) .
و قال الشاطبي - رحمه الله : ( قلما تقع المخالفة لعمل المتقدمين إلا ممن أدخل نفسه في أهل الاجتهاد غلطًا أو مغالطة ) .
و قال الأمير شكيب أرسلان : ( و من أعظم أسباب تأخر المسلمين : العلم الناقص ، و الذي هو أشد جهلًا من الخطر البسيط ، لأن الجاهل إذا قيض الله له مرشدًا عالمًا أطاعه ، و لم يتفلسف عليه ، فأما صاحب العلم الناقص فهو لا يدري ، و لا يقتنع بأنه لا يدري ، و كما قيل " ابتلاؤكم بمجنون خير من ابتلائكم بنصف مجنون " ، و أقول : ابتلاؤكم بجاهل خير من ابتلائكم بشبه عالم ) (4) .
------------------------------------------------------------------------
(1) رواه البخاري ( 13/ 13 - فتح ) .
(2) رواه البخاري ( 1/ 178 - فتح ) .
(3) " جامع بيان العلم " رقم ( 2410 ) ص (1225) .
(4) " لماذا تأخر المسلمون ؟ " ص (75) .