المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على المسيئ إلى الرسول الكريم



منير قنيش
03-31-2008, 07:14 PM
أنت يا من تدعي أنك أسأت للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتحسب أنك نلت من المسلمين:
كلا، إنك تسيء لنفسك وتعبر لاإراديا عما تحمله شخصيتك أو نفسيتك إن صح التعبير من عقد مرضية قد يكون لها تأثير سلبي وخطير بشكل أو بآخر على محيطك الاجتماعي.
لم أنظر إلى رسومك التي كنت تنشد بها شهرتك التي أوصلتك إلى مرتبة المشهور المغمور، مرتبة المجرم الفار المعروف لدى كل الناس ومبحوث عنه. لقد تعمدت ألا أنظر إليها لسبب بسيط هو تقديري الكبير للشخص الذي حاولت التقليل منه، لكنني ومن خلال التعليق والتنديد عرفت محتواها كما استنبطت مدى كرهك للإنسان المسلم وشعورك بالحقد اتجاهه.
إن الكره ومحاولة تشويه صورة الشخص المكروه هو سلوك يتصرف به الإنسان الكاره في حالة ما إذا شعر بقلق أو بنقص أمام ذلك الآخر. وليس هناك ما هو أسوأ من سلوك صادر أساسا لتلبية حاجة نقص مزمن.

إن حالتك هذه فريدة من نوعها،

تحاول أن تنال من الإنسان المسلم بضربك في مثله الأعلى. إنه لأمر سخيف، ذلك لأن الرجل الذي حاولت الإساءة إليه لم يولد رجل مثله بعد ومهما حاولت تشويهه فصورته الجميلة منقوشة في أذهان كل المسلمين. فلا أنت ولا غيرك قادر على لمسها.
إنه مثلنا الأعلى
إننا لا نقدسه كما نقدس الله سبحانه وتعالى وإنما نرى فيه صورة الرجل الكامل ولولا صدقه وقوته وأمانته وصرامته وليونته وذكائه وحلمه ولطفه وبساطته ونبله، لولا كل هذه الصفات لما اختاره الله لتبليغ آخر رسائله لعباده.
إن محمدا صلى الله عليه وسلم رجل قوي في كل شيء يستحق أن يكون مثلنا الأعلى حتى لو لم يكن نبيا.
فيا أيها المسيء لنبينا، لا أطلب منك اعتذارا عما اقترفته من خطأ في حق المسلمين وإنما أدعوك إلى زيارة طبيب نفساني ليفحص نفسيتك ويحل عقدتك. وسأسهل الأمر عليك لأنك تعز علي بالرغم من أن رجل في سنك لا يليق به أن يتصرف بمثل هذا السلوك. إن عقدتك سببها عجز أو برود جنسي الأمر الذي جعلك تفشل في حياتك مع المرأة ودفع بك إلى كره كل من له القدرة على ذلك خصوصا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي تزوج أربع نساء وكان قادرا عليهن وعلى العدل بينهن.
إنه من حقوق المرأة على الرجل إشباع غريزتها الجنسية وهذا ما لم تقدر عليه أنت بينما يقدر عليه الشخص المسلم المؤمن بالله وبرسله وبكتبه وباليوم الآخر. فالإيمان بالله يولد الأمل في الحياة مما يقوي غريزة التناسل التي تضمن الاستمرارية. أما الإلحاد فالفراغ الروحي الذي يخلقه في النفس يجعل الشخص الملحد يائسا وبائسا بلا رغبة وبلا أمل، إنه لا يعطي للحياة أي لون ومن حاول استطعامه فسوف لن يجد له ذوق.

واعلم أن الرجال قوامون على النساء


مما لاشك فيه أن للرجل خصائص ومميزات مغايرة لما عند المرأة، كما أنه من المعروف منذ القدم أن الأنثى تكرس معظم وقتها لرعاية صغارها أما الذكر فعليه يقع حمل توفير الغذاء والدفاع ضد العدو. وعليه فنشاط الرجل يتطلب منه استخدام العقل الذي يستدعي منه أن يكون حذرا وقادرا على مواجهة الظروف المفاجئة طالما أنه الأقوى والأكثر استعدادا للصراع. كل هذا جعل الرجل منذ القدم يقرر بحسم ما يجب عمله أمام أي مشكلة، حتى أن تفكيره مال إلى محاولة فهم الظواهر الطبيعية خوفا على نفسه وعلى رعاياه من الأخطار التي تنتج عنها. وهذا الاستخدام العقلي المتواصل طور عند الرجل ملكة التفكير وزاد من حدة ذكائه.
أما نشاط المرأة فكان يتميز منذ القدم باللون العاطفي، وتتحرك إرادتها بدافع الغريزة كما أن طريقة تفكيرها تعتمد على الحدس ونهاية انفعالها البكاء الذي يخفف من توترها وهو ما يعطل تطور ملكة التفكير عندها، لأن التوتر أو الانفعال يعد رئيسيا في عملية إنتاج العقل للأفكار. ولهذا السبب نادرا ما نسمع عن امرأة مفكرة كما أننا لم نسمع قط عن امرأة فيلسوفة. فمهما تطورت المرأة وتفوقت على الرجال العاديين فهي دائما دون مستوى الرجال العظماء. وحتى لو تمكنت المرأة من ربط الأفكار القصوى بعضها ببعض وفقا لقواعد المنطق فإنها ستتخذ لعملها الفكري ميدانا ضيقا شتان بينه وبين الشمولية.
إنني أقول هذا وليس في نيتي مهاجمة المرأة أو احتقارها حاشى ولا يرضاها الله وأستغفر الله العظيم وإنما هذا ما يشهد به التاريخ لها. وبالنظر إليها كامرأة، فالطبيعة أوهبتها طابعا أنثويا خاصا عليها معرفة تقنينه لتحصل على السعادة. ومما لا شك فيه أن مطلب مساواتها مع الرجل الذي تقدمت به يعود بالدرجة الأولى إلى استخفافها بضعف الرجل في تدبير شؤونه وفي تلبية حوائجها وحمايتها كذلك، لكن في حالة ما إذا وجدت المرأة نفسها جنب الرجل بمعنى الرجل فهي تبرز خضوعها له كما تكون في غاية سعادتها التي تكمن في الأمومة.
قد يكون دور الأب في الأسرة يعتبر محركا لها، إلا أن دور الأم يعتبر الطاقة التي تشغل هذا المحرك. وهي كل شيء في البيت إن غابت عنه غاب معها استقراره. وعليها ألا تنسى أنوثتها والأمومة التي أعدت من أجلها محتفظة بحقها في الخروج لقضاء مصالحها ولوازم البيت، للدراسة، لحضور الندوات وللعمل إن تطلب منها الأمر ذلك. وليست كل الأعمال صالحة لها، لأن طبيعة العمل كيفما كان نوعه يكون لها تأثير بالغ على فيزيولوجية الشخص وعلى نفسيته كذلك وعليه، فالمرأة مهددة بفقدانها الطابع الأنثوي مع مرور الوقت لو استمرت في تطاولها على ميدان الرجل.
نحن نعلم جيدا أن ثقافة المرأة تعد شرطا رئيسيا لكي تعلم أبناءها تعليما سليما وترفع من مستوى أخلاقهم وتنمي شعورهم بالمسؤولية وتأدية الواجب. فالأم كما نعلم هي المدرسة التي يتلقى فيها الطفل دروسه الأولى فهي التي تعد الأجيال الناشئة وترسل بهم إلى المجتمع إما قوية الجسد، نيرة العقل وكريمة الخلق وإما هزيلة، جاهلة وفاسدة.
ما حاولت إيصاله إليك من خلال هذه السطور هو أن الرجل المسلم يعي هذه الأمور جيدا كما تعيها المرأة المسلمة كذلك.
يا ابن آدم، عد إلى الصواب وكفر عن غلطتك لأن إقدامك على خطوة كالإعتراف بالخطأ ومحاولة تصحيحه سيجلب لك محبة الناس خصوصا الذين أخطأت في حقهم وسيرتاح ضميرك الذي لم يتوقف حسب تقديري عن تأنيبك منذ بداية تفكيرك في إنجاز تلك الرسوم حتى هذه اللحظة.
إنها مسألة طبيعية أن ترسم ما شئت كما هو سلوك غير مستبعد متوقع أن يتصرف به شخص مريض نفسيا مثلك لكن أن يخرج عن نطاقك ويلحق الضرر بالآخرين فهذا ما لا يقبل أبدا. وعلى المجتمع الدولي أن ينظر مليا في القوانين التي تضبط مثل هذه الأمور التي يتخذ أصحابها حرية التعبير كذريعة أو حصانة تحميهم من العقاب.
أين هو محل المجتمع الدولي من الإعراب؟
إن الأمم المتحدة التي تمثله تعتبر حاليا كالأرملة التي يغلب عليها أمر الأولاد خصوصا أمر الابن العاق.