المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول مواقف نبي الإسلام العسكرية



وليد غالب
04-22-2008, 12:20 AM
في هذا الموضوع أناقش مزاعم من يرون الكمال في شخصية نبي الإسلام ويعتبرون ذلك دليلاً على نبوته ، مركزاً على الجانب العسكري كمثال على عدم كماله.
قال الزميل كميل:
((عندما نتحدث عن نبي الإسلام :salla1: فاننا نتحدث عن رجل اكثر من مجرد عبقرى او رجل عظيم
و العقلاء من خصومه لا يسعهم الا اعتباره عبقرى من اعظم عباقرة التاريخ بل يقول القس الحداد :
(كانت شخصية نبي الإسلام بن عبد الله الهاشمى القرشى ، النبى العربى ، مجموعة عبقريات مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء .
و هذا لم يجتمع لأحد من عظماء البشرية . كان نبي الإسلام عبقرية دينية ... و كان نبي الإسلام عبقرية سياسية ... و كان عبقرية دبلوماسية ... و كان نبي الإسلام عبقرية عسكرية ... و كان نبي الإسلام عبقرية إدارية ... و كان نبي الإسلام عبقرية تشريعية ... و أخيرا كان نبي الإسلام عبقرية أدبية)))

طبعاً ما قاله القس هو مما يؤمن به المسلمون ، ولذلك فإن مناقشتي لأقواله هى في ذات الوقت مناقشة لمزاعم المسلمين.

((كانت شخصية نبي الإسلام بن عبد الله الهاشمى القرشى ، النبى العربى ، مجموعة عبقريات مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء ((.

هذه مبالغة درج المسلمون على ترديدها ، وفيها تجاهل كبير لظروف خارجية ساعدت نبي الإسلام أعظم مساعدة ولم يكن لعبقريته دور فيها ، وأهم هذه الظروف:
1-انتماء نبي الإسلام لأسرة مرموقة، ولذلك أهمية عظيمة في بيئة عربية تجعل للانتماءات القبلية والعشائرية أهمية قصوى تقيم بسببها أعتى الحروب لأتفه الأسباب.
فانتماء نبي الإسلام لبني هاشم أعطاه حصانة قلما حصلت لمدعي النبوة ، حصانة مكنته من الدعوة لدينه جهاراً عشر سنوات، عشر سنوات يسب فيها آلهة قريش ويسفه أحلامهم ، ولو أن من فعل ذلك كان ينتمي لأسرة ضعيفة معزولة لما بقي لعشرة أيام!
ولقد تجلت هذه الحصانة في شخص أبي طالب أحد سادة قريش ، فدافع ومانع عن محمد، قال نبي الإسلام: مَا نَالَتْ مِنّي قُرَيْشٌ شَيْئًا أَكْرَهُهُ حَتّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ ، سيرة ابن هشام 1-416 ، وحتى حين أرادوا قتله ، وضعوا خطة تجنبهم التصادم مع بني هاشم ، فانتخبوا من كل قبيلة أشدها ، لتتكون مجموعة مهمتها أن تضرب نبي الإسلام بالسيف ضربة رجل واحد فيُقتل ، فيتفرق دمه بين القبائل ، فلا يتمكن بنو هاشم وأنصارهم من الثأر.
إذاً حتى حين أرادوا قتله كانوا يخشون من حصانته كابن أسرة مرموقة.

2-لا يشك أحد في أن الهجرة من مكة إلى المدينة كانت هى البداية الحقيقية للإسلام ، بل جعل المسلمون من هذا الحدث بداية لتاريخهم الهجري.
ولكن السؤال هو: ما الذي جعل أهل يثرب بالذات يوافقون على تبني دعوة محمد؟ فقد عرض نبي الإسلام دعوته على الكثيرين غيرهم:
فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِ كُلّمَا اجْتَمَعَ لَهُ النّاسُ بِالْمَوْسِمِ أَتَاهُمْ يَدْعُو الْقَبَائِلَ إلَى اللّهِ وَإِلَى الْإِسْلَامِ وَيَعْرِضُ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ اللّهِ مِنْ الْهُدَى وَالرّحْمَةِ وَهُوَ لَا يَسْمَعُ بِقَادِمِ يَقْدَمُ مَكّةَ مِنْ الْعَرَبِ ، لَهُ اسْمٌ وَشَرَفٌ إلّا تَصَدّى لَهُ فَدَعَاهُ إلَى اللّهِ وَعَرَضَ عَلَيْهِ مَا عِنْدَهُ
سيرة ابن هشام 1-425
وقبل ذلك عرض نفسه على ثقيف في الطائف ، فانتهى به الأمر مُلاحقاً بالصبيان يرمونه بالحجارة ، وعرض نفسه على بني كندة فرفضوا ، وعرض نفسه على بني كلب فرفضوا ، وعرض نفسه على بني حنيفة "فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه رداً منهم " سيرة ابن هشام 1-424، ثم عرض نفسه على بني عامر:
قالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي الزّهْرِيّ أَنّهُ أَتَى بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ فَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ - يُقَالُ لَهُ بَيْحَرَةُ بْنُ فِرَاسٍ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : فِرَاسُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَلَمَةَ ( الْخَيْرِ ) بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ - : وَاَللّهِ لَوْ أَنّي أَخَذْت هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ ، لَأَكَلْتُ بِهِ الْعَرَبَ ، ثُمّ قَالَ أَرَأَيْتَ إنْ نَحْنُ بَايَعْنَاك عَلَى أَمْرِك ، ثُمّ أَظْهَرَك اللّهُ عَلَى مَنْ خَالَفَك ، أَيَكُونُ لَنَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِك ؟ قَالَ الْأَمْرُ إلَى اللّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَفَتُهْدَفُ نَحُورُنَا لِلْعَرَبِ دُونَك ، فَإِذَا أَظْهَرَك اللّهُ كَانَ الْأَمْرُ لِغَيْرِنَا لَا حَاجَةَ لَنَا بِأَمْرِك ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ
سيرة ابن هشام 1-424

نلاحظ هنا بعداً جديداً في المعايير التي كانت قبائل العرب تقيّم بها دعوة نبي الإسلام وهل تنصره أم لا، ألا وهو المصلحة! فبنو عامر لم تكن عندهم أي مشكلة مع دين نبي الإسلام ودعوته لنبذ الشرك! ، ولكن كل مشكلتهم مع النبي كانت في المصلحة والمكاسب السياسية. فامتنعوا عن نصرة دينه لهذا السبب .
وبما أنك عرفت الآن بأن عوامل المصلحة والمكاسب السياسية كانت أهم من العامل الديني عند بني عامر ، سَهُل عليك أن تعلم بأن أهل يثرب قبلوا بمحمد لأنه كان في ذلك لهم مكاسب سياسية. ولم يكن العامل الديني هو الوحيد في قبول أهل يثرب لمحمد وقد رأيت موقف بني عامر.


العضو وليد تذكر انك في منتدى حواري وعليك أن تجزئ مقالتك المطولة حتى تأخذ كل مسألة حقها من النقاش.
ولا تنسى أن تتأدب عند ذكر النبي (ص) فقل نبي الإسلام

متابعة إشرافية

ناصر التوحيد
04-22-2008, 01:02 AM
هذا الوليد الذي لا يعرف المسدس من البندقية يتحدث عن العسكرية !!!

في حين ان دراسة عسكرية أميركية حملت عنوان "محمد: العقلية العسكرية الفذة" , تقول ان عبقرية الرسول العسكرية انقذت الإسلام
وهي "فصلية التاريخ العسكري" المتخصصة في الشئون العسكرية والدراسات العسكرية التاريخية، ويكتب فيها نخبة المؤرخين العسكريين الأميركيين.
أما كاتب الدراسة فهو المؤرخ العسكري ريتشارد جابريل الذي عمل سابقا في جهات حكومية مختلفة في الولايات المتحدة وخدم في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وله 41 كتابا، ويقوم الكاتب بتدريس التاريخ والسياسة في الكلية الملكية العسكرية بكندا.

تذكر الدراسة في مقدمتها انه بدون عبقرية * ورؤية الرسول محمد العسكرية الفذة ما كان ليبقى الإسلام ويصمد وينتشر في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته . وتقول أيضا أنه وبرغم توافر الكثير من الدراسات العلمية عن حياة وإنجازات الرسول، إلا أنه لا توجد دراسة تنظر لمحمد كأول جنرال عسكري في الإسلام.
وترى الدراسة أنه لولا نجاح الرسول محمد كقائد عسكري، ما كان للمسلمين أن يغزو الإمبراطورتين البيزنطية والفارسية بعد وفاته.
وتقول الدراسة إن النظر للرسول محمد كقائد عسكري هو شيء جديد للكثيرين، حيث أنه كان عسكريا من الطراز الأول قام في عقد واحد من الزمن بقيادة 8 معارك عسكرية، وشن 18 غارة، والتخطيط لـ38 عملية عسكرية محدودة.
وتذكر الدراسة ان الرسول الكريم أصيب مرتين أثناء مشاركته في المعارك. ولم يكن محمد قائدا عسكريا محنكا وحسب، بل ترى الدراسة أنه كان "منظرا عسكريا" و"مفكرا إستراتيجيا" و"مقاتلا ثوريا".

إستراتيجيات النبي الكريم العسكرية

تشيد الدراسة بـ"أجهزة المخابرات" التي أنشأها وأدارها الرسول، والتي تفوقت على نظيراتها عند الفرس والروم أقوى إمبراطوريتين آنذاك.

وتعزو الدراسة نجاح محمد في إحداث تغيير ثوري في العقيدة العسكرية لما كان معروفا وسائدا في جزيرة العرب، لإيمانه بأنه مرسل من عند الله، وتشير إلى أنه وبفضل ذلك نجح في إيجاد أول جيش نظامي عربي قائم على الإيمان بنظام متكامل للعقيدة الإيديولوجية "الدين الإسلامي".

مفاهيم مثل "الحرب المقدسة" و"الجهاد" و"الشهادة" من أجل الدين قدمها أولا وأستخدمها الرسول محمد قبل أي شخص أخر، ومن المسلمين اقتبس العالم المسيحي مفهوم "الحرب المقدسة"، وباسمها شن الحروب الصليبية فيما بعد ضد المسلمين أنفسهم.

وترى الدراسة أن الرسول شكل القوات العربية المسلحة المتحدة التي بدأت غزواتها بعد عامين من وفاته، وكانت تلك القوات العربية المسلحة تجربة جديدة للجزيرة العربية ليس للعرب سابق عهد بها. وقدم الرسول طبقا للدراسة ثمانية مناهج إصلاحية عسكرية على الأقل كان لها أثر كبير في تغيير نوعي وشكلي في منظومة القوات المسلحة العربية.

ثورية الرسول محمد

تمتدح الدراسة كثيرا قدرة الرسول الكريم ونجاحه في إحداث تغيير ثوري في الطريقة التي حارب بها العرب، فبدلا من مجموعات قتالية صغيرة ذات ولاءات قبلية محدودة تقوم بهجمات صغيرة من "كر وفر"، استطاع الرسول بدرجة عالية من الحنكة خلق أول جيش عربي موحد جمع جنوده من مختلف القبائل العربية. وكان الجيش ذا طبيعة تنظيمية واضحة وصارمة.

وبدون هذا النجاح، ترى الدراسة أن الإسلام كدين ما كان لينجح في الصمود والانتشار داخل الجزيرة العربية بعد وفاة الرسول. وتأخذ الدراسة حالة ردة بعض القبائل عن الدين الإسلامي بعد وفاة الرسول كنموذج لعبقرية جنرالات الجيش الذي أنشأه الرسول، إذ استطاعوا أن يهزموا المرتدين ويحافظوا على الدين الإسلامي بعد غياب الرسول.

وترى الدراسة أن الرسول نجح في دمج التشكيلات العربية المقاتلة التي انقسمت إلى فئتين: فئة جنود المشاة المكونة من رجال فقراء من سكان القرى الصغيرة والواحات والتجمعات خارج المدن الرئيسية، وفئة الفرسان المكونة من رجال القبائل ممن لهم مهارات قتالية عالية متوارثة.

وترى الدراسة أن المقاتلين العرب قبل الإسلام كانوا فقط يهتمون بمصالحهم المباشرة والمحدودة، فقد كان الهدف من القتال الحصول على غنائم مادية، لذا غاب عن العرب مفهوم الجيوش النظامية.

وكانت الحروب في الجزيرة العربية صغيرة محدودة متكررة. ولم يكن هناك ضابط أو رابط لتوقيت المعارك أو موعد تجمع المقاتلين، فقد كان ينضم المقاتل وقد يغادر أرض المعركة قبل أن تنتهي إذا حظي بغنائم ترضيه.

ومن أجل إصلاح هذه المعضلات، ترى الدراسة أن الرسول نجح في بناء منظومة عسكرية للقيادة والسيطرة للمرة الأولى في التاريخ العربي.

وحدة العرب حول الرسول

تقول الدراسة ان الرسول نجح في خلق منظومة عسكرية متطورة هو شخصيا محورها الأساسي، إضافة إلى خلق هوية جديدة لا تفرق بين المواطن والمقاتل في إطار مفهوم "الأمة" الذي كان مفهوما ثوريا جديدا على القبائل العربية.

وترى الدراسة أن الرسول نجح في جعل الدين أهم مصدر للوحدة بين القوات العربية، وفاقت أهمية الدين أهمية عامل الدم والروابط القبلية المعروفة أهميتها عند العرب. وفاقت أهمية الإيمان بالدين الجديد أهمية الروابط الأسرية للمرة الأولى في تاريخ العرب، مشيرة إلى أنه من المعروف تاريخيا أن رابطة الدم هي أهم ما كان يوحد بين قبائل العرب.

وتذكر الدراسة ان الرسول محمد نجح في إقناع أتباعه أنهم ينفذون أوامر الله في الأرض وإنهم جند الله، وكانت تلك المرة الأولى في التاريخ التي يعتقد ويؤمن فيها جيش نظامي أنه ينفذ أوامر الله في الأرض، ومن هنا تطور مفهوم "الحروب المقدسة".

وترى الدراسة أن التاريخ لا يوفر مادة علمية تكشف كيف درب الرسول جيوش المسلمين على القتال، إلا أن الدراسة تؤكد أن الرسول وكبار قادته العسكريين قد قاموا بذلك.

الخلاصة

تنهي الدراسة عرضها للأساليب العسكرية للرسول بالإشارة إلى مفهوم الجهاد. وترى الدراسة أن الجهاد في الإسلام جوهره الكفاح والتغلب على المصاعب، إلا أن المفهوم يساء تصنيفه في الغرب في زمننا المعاصر، ويتمحور حول مفهوم "الحرب المقدسة" فقط.

وتذكر الدراسة أن الجهاد طبقا للتعاليم الإسلامية هو كفاح الإسلام ضد الكفار والملحدين، وأن الأمة الإسلامية بقيادة الخليفة الإسلامي عليها واجب تطبيق قواعد الإسلام حتى يصبح العالم بأكمله محكوما بالقانون الإسلامي.

لذا فالتوسع الجهادي هو واجب على كل المسلمين، فالأرض التي احتلها المسلمون تعرف بـ" دار الإسلام" والأراضي الأخرى تعرف بـ"دار الحرب". وترى الدراسة أن هناك مفهوم "الجهاد الدفاعي" ويتمثل في حالة الهجوم على أي من أراضي المسلمين، وحينذاك ينبغي على المسلمين مقاومة المهاجمين، وينبغي على بقية المسلمين مساعدة من وقع عليه الهجوم من المسلمين.

* : مع تحفظي على لفظة العبقرية .. لانها النبوة ...
قال الله تعالى :
كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إن الله لقوي عزيز
ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون
إنها النبوة الكريمة الشرفة ونصر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم لمواقف رسوله وصبره وتحمله ويقينه

د. هشام عزمي
04-22-2008, 01:07 AM
هذا فقط تعليق سريع ..
فإن نسبة العبقرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قِبَل القس هدفه هو نفي التأييد الإلهي له ..
فليس الأمر كما تتصور يا أستاذ وليد ..

بل قصد القس هو الترويج للعبقرية ضد النبوة ..
فكل ما بنيته من جدليات يبطله هذا الأصل :
وهو أننا لا نؤمن بعبقرية الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل نؤمن بنبوته ..
وأنه يوحى إليه وأنه لا ينطق عن الهوى ..
فما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم كبشر فهو قابل للخطأ والصواب ..
أما ما يصدر عنه من سبيل الوحي فهو حق لا مرية فيه ..
لهذا كان الصحابة يراجعون رسول الله صلى الله عليه وسلم سائلين :
هل هو الرأي أم الوحي ؟
وهذا من فقههم رضوان الله عليهم .

فراجع مقالك في ضوء هذه المسألة ..
ولنا عودة بإذن الله تعالى بعد الرجوع من السفر ..

والله الموفق ، وهو يهدي السبيل .

وليد غالب
04-22-2008, 01:12 AM
على الرغم من أن الإدارة لو تركت الموضوع بطوله فذلك لن يؤثر على تجزيء المناقشة ، والقاريء حين يطلع على كل المقالة تتكون لديه فكرة أفضل لأن المسائل متشابكة مع بعضها ، على كل حال فلتفعل الإدارة ما تريد.
بالنسبة لذكري اسم النبي مجرداً ، فالعقاد كان يذكر اسمه مجرداً!! فهل يا ترى كان كلام العقاد سفيهاً ساقطاً كما زعم المدعو "ناصر التوحيد" عن كتابتي؟؟ وبما أن المشرف قد جزّأ مقالتي ، فحين يحين دور الأجزاء القادمة سأستخدم كلمة "الرسول" فهى أسهل لفظاً من "نبي الإسلام". فهل يوجد مانع من استخدام كلمة "الرسول"؟؟

ناصر التوحيد
04-22-2008, 01:26 AM
قيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - السياسية والحربية

حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته هي المثل الأعلى الذي يحتذيه كل مسلم ، وهي على تقادم العهد بها، جديدة في كل عصر، توحي لكل فئة من فئات الأمة بما يبعثها نحو الخير، ويدفع بها إلى ميادين الخلود، ويزيد من إمعان النظر بخطط الدعوة في مراحلها الأولى حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع أصولها ويوجّه دفتها بما ينزل عليه من وحي ، وما توصل إليه قيادته من وجوه الحق ومسالك النصر

وسنقصر حديثنا على ناحية واحدة من النواحي التي تهم الدعاة إلى الله قادة وجنودا ، وهي ناحية جديرة منا بالعناية والدرس ، إذ يتوقف على فهمنا لها نجاح الدعوة في المواقف الحرجة إلى حد كبير

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على أن لا يواجه الأعداء جميعا في وقت واحد ، فإذا تجمعوا لقتاله حرص على التفريق فيما بينهم بكل الوسائل ، حتى إذا أمكنته الفرصة بطش بأقواهم ثم بمن بعدهم حتى يتم له النصر، ولم يكن عليه الصلاة والسلام حين يريد الأمر فيحال بينه وبين ما يريد، تأخذه حمية المقاتل الذي يصر على أن ينتصر، بل كان يقدر الظروف المحيطة به ، ويقارن بين ما يريد وبين ما يعرض له من فرصة، فإن وجدها أجدى عليه مما يريد عمل بها وأخر ما يريد إلى وقت آخر

وبذلك نجت الدعوة في حياته من كثير من المتاعب ، وحال دون تألب الأعداء عليه جميعا إلا حين لم يستطع لذلك دفعا كما في غزوة الأحزاب ، وأنزل الضربات المتتالية بأعداء الدعوة فريقا إثر فريق ، وتنازل في مواقف الشدة عن بعض مظاهر القوة ليدفع شراً أو ليكسب من وراء ذلك نصرا
وإليكم الأمثلة على ذلك

في المدينة مع اليهود

لما استقر الرسول عليه الصلاة والسلام بالمدينة بعد هجرته كان لا بد له من أن يستعد لنزال قريش وخوض الحرب معها، فما كانت قريش بالتي ترضى أن تكون للرسول في المدينة العزة والمنعة . وهي التي حرصت ثلاثة عشر عاماً على مناصبة دعوته العداء، فكيف وقد أفلت من يدها وأصبح في المدينة سيدها وقائدها ورئيسها المحبوب .
لقد كان الصراع مع قريش بعد الهجرة ـ صراعاً حربياً ـ أمراً متوقعاً في نظر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان في المدينة ـ مع الأوس والخزرج ـ عدد كبير من اليهود يسكنون في أرباضها أو على مواقع تحيط بها، ولم يكن يتوقع الرسول من اليهود سلماً لدعوته ورضى بانتشارها وهم الذين كانوا يستولون على مقدرات سكانها من الأوس والخزرج ، ويثيرون العدوان بينهم ، لتظل لهم السيطرة السياسية والمالية عليهم , فكيف يرتاحون إلى وحدة كلمة هؤلاء المؤمنين من جيرانهم ، وانتهاء الحروب والفتن الداخلية فيما بينهم ؟
هذا مع ما فاض به تاريخ اليهود من محاربة لرسل الله ، وقتل لأنبيائه ، وإثارة للفتن والعداء في كل مجتمع يعيشون فيه ، وبذلك واجه الرسول في المدينة جبهة أخرى معادية لدعوته ، بعد أن كان العداء بينه وبين خصوم الدعوة في مكة محصوراً في قريش ومن يناصرها.
هنا تتجلى حكمة الرسول البعيدة المدى، إذ بادر إلى عقد ميثاق بينه وبين يهود المدينة ليأمن شرهم ، ويمنعهم من مؤازرة قريش في معاركها المقبلة . ووضع الميثاق ، وأصبح اليهود مواطنين في المدينة، يربطهم الميثاق الجديد بالدفاع عن المدينة ممن يقصد غزوها، وبأن يكونوا مع المؤمنين فيها يدا واحدة على النوائب ، ومن هنا استطاع الرسول أن يتفرغ لرد عدوان قريش ، وأن يخوض معها بدراً وأحداً وغيرهما من المعارك ، آمناً في جبهته الداخلية، مكفئاً شر اليهود ، وهم أقدر على إيذائه من قريش ، إذ كانوا في أرباض المدينة وما حولها

مع يهود بني قينقاع

ولكن طبيعة اليهود تأبى إلا الغدر والخيانة، فما كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتصر على قريش في بدر حتى ثارت في يهود بني قينقاع عوامل الحقد والبغضاء، فاظهروا للمسلمين شراً ، وغدروا ببعض نساء الأنصار، فهتكوا حرمتهن ، ولم ير رسول الله ـ وهو الذي يعلم أن هؤلاء اليهود سيكون منهم ما كان من يهود بني قينقاع – أن يجاهرهم جميعاً بالعداء، بل حارب بني قينقاع وحدهم ، وتمَّ له إجلاؤهم عن ديارهم ، وظل على عهده مع بقية اليهود ، إذ لم يبد منهم في الظاهر ما يدل على نقض الميثاق ، ولأن معركته مع قريش لم تنته بانتصاره عليها في بدر.

مع يهود بني النضير

وتحرك بعد ذلك بنو النضير، وهم يجاورون المدينة وقد كانوا حلفاء الخزرج قبل الإسلام ، وناصبوا الرسول العداء، وبيتوا على قتله ومن معه ، فأنذرهم الرسول بوجوب الجلاء عن مساكنهم ، بعد أن بدا منهم الغدر، فلما أبو وتحصنوا في حصونهم ، نازلهم المسلمون وتغلبوا عليهم ، فاضطروا للجلاء عن ديارهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا آلة ا لحرب.

مع يهود بني قريظة

وظل الرسول بعد ذلك محافظاً على ميثاقه مع بقية اليهود الذين لم ينقضوا الميثاق ، مع أن الدلائل كلها تدل على أنهم جميعا محنقون من انتشار الدعوة ، مبيتون للغدر بالرسول ومن معه ، ذلك أن رسول الله سار على هذه الخطة الحكيمة وهي ألا يحارب في جبهتين وأن يتقي أقوى الجبهتين خطراً بأقلها وأقربها إلى الخضوع والاستسلام . . ومعركة قريش لا تزال هي المعركة الرئيسية في جزيرة العرب ، فليوجه إليها كل همه ، وليهدئ من عداء اليهود بقدر ما يستطيع ، حتى تنتهي المعركة الكبرى مع قريش بالنصر، ولكن اليهود قوم لا يرتاحون إلى السلم والعيش الكريم
فما كاد عظماء بني النضير يجلون عن ديارهم ـ عقوبة لهم على غدرهم ـ حتى أخذوا يثيرون قريشاً وقبائل العرب ضد الرسول وصحبه ، وكان من أثر ذلك غزوة الأحزاب التي تم تجمعت فيها قريش وغطفان ومرة وأشجع وبنو سليم ، وبنو أسد، وهاجموا المدينة في عشرة آلاف محارب ، وكانت غزوة الأحزاب ، وتحركت بنو قريظة ـ وهمّ يهود المدينة نفسها ـ فنقضوا الميثاق وأبدوا العداء للرسول ، وظنوا أن هذه المعركة قاضية على المسلمين في المدينة فأعلنوا الحرب وانحازوا إلى الأحزاب ، وهنا تشتد المعركة على المسلمين ، ويصبح أهل المدينة في قلق شديد على ذراريهم ونسائهم ، خوفاً من بني قريظة الذين أعلنوا عداءهم
ويتدارك الله رسوله وصحبه بالعناية الإلهية، فيسلم " نعيم بن مسعود " من غطفان وهو صديق قريش واليهود، فيعمل على التفرقة بينهم ، ويغرس في نفوس كل من قريش واليهود عوامل الريبة والحذر بعضهم من بعض ، فتختلف كلمة الأحزاب ، ويرسل الله ريحاً باردة في ليلة شديدة الظلام ، فتولي قريش وحلفاؤها، لا تلوي على شيء ، وينبلج الصباح عن فرار قبائل العرب في الظلام ، ويظل الرسول وجهاً لوجه مع يهود بني قريظة الغادرين في أحرج الساعات... ويتم القضاء عليهم بما حكم به حليفهم سعد بن معاذ ، من قتل الرجال ، وسبي النساء والأطفال

مع اليهود الآخرين

وانتظر الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تمّ صلح الحديبية ، وأمن شرّ قريش ، فاتجه إلى تصفية قضية اليهود الباقين حول المدينة فأنهى علائقه مع يهود فدك ، بحقن دمائهم ومغادرة ديارهم ، وترك أموالهم ، ثم انتهى من يهود وادي القرى ويهود خيبر، فتغلب عليهم ، وفرض عليهم الجزية، وجردهم من قوتهم الحربية . . وبذلك انتهى من معركة اليهود، دون أن يخوض معهم جميعا معركة واحدة، ودون أن يحاربهم وقريشاً في وقت واحد

وهذه إحدى العبر في تاريخ الرسول السياسي والعسكري ، دلنا على براعته وتوفيقه في الوصول إلى النصر، دون أن يثير قوى الأعداء عليه جميعاً ما دام يستطيع أن يفرق بينهم ـ كما في غزوة الخندق ـ أو أن يضربهم الواحد بعد الآخر كما حصل في تصفية قضية اليهود في جزيرة العرب

في صلح الحديبية

وأمامنا مثل آخر يدل على مرونة الرسول صلى الله عليه وسلم وبراعته وتفضيله المصلحة البعيدة المدى على المصلحة المؤقتة التي يمكن أن تكسب بالعاطفة، ولكنها تفوت كثيراً من المكاسب السياسية . ففي صلح الحديبية كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد القتال بل يريد الطواف في الكعبة، فلما أصرت قريش على المنع صمم الرسول صلى الله عليه وسلم على قتالهم ، ووجد من المسلمين كل استعداد للفداء، وبايعه المسلمون بيعة الموت المشهورة ببيعة الرضوان ، حتى إذا أبدت قريش رغبتها في الصلح على الشروط المعروفة، وهي شروط لم يرضها المسلمون أول الأمر، بل رأوا فيها ضعفاً وذلة، ولكن القائد الرسول الذي يمتد بصره إلى ما لا يمتد إليه بصر جنوده المؤمنين ، أصر على قبول الشروط ، فلم يجد المسلمون بداً من القبول ، وتبين فيما بعد أن هذه الشروط كانت سبباً من أسباب تعجيل النهاية المرتقبة للوثنية في جزيرة العرب ، وأن صلح الحديبية كان الخطوة الأولى لفتح مكة واستسلام الوثنية العربية استسلاماً لا قيام لها من بعده أبداً

حين رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم إصرار قريش على أن لا يدخل الرسول ذلك العام مكة أبداً ، فرجع عنها هو وصحبه بعد أن أوشكوا على وصولها ، وكان قادراً على أن يدخلها عنوة واقتداراً ، ولكن المعركة يومئذ ستكلف المسلمين كثيراً من التضحيات ، وما كسبه الإسلام من صلح الحديبية ، كان أعظم سياسياً ودينياً وعسكرياً مما كان يكسبه لو دخل المسلمون آنئذ مكة عنوة، وما هو إلا انتظار سنتين بعد ذلك حتى دخل الرسول مكة فاتحاً ، وقد استسلمت قريش ، ثم دخلت في دين الله أفواجاً

وصلّى الله وسلم على القائد الأكبر الذي قال عز وجل فيه : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وقال جل جلاله :
" لقد كان لكم فيهم أسوة حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر " سورة الأحزاب : الآية 21

ناصر التوحيد
04-22-2008, 01:40 AM
على الرغم من أن الإدارة لو تركت الموضوع بطوله فذلك لن يؤثر على تجزيء المناقشة ، والقاريء حين يطلع على كل المقالة تتكون لديه فكرة أفضل لأن المسائل متشابكة مع بعضها ، على كل حال فلتفعل الإدارة ما تريد.
بالنسبة لذكري اسم النبي مجرداً ، فالعقاد كان يذكر اسمه مجرداً!! فهل يا ترى كان كلام العقاد سفيهاً ساقطاً كما زعم المدعو "ناصر التوحيد" عن كتابتي؟؟
ننقل لك مقتطفات من كلام العقاد حتى نرى مدى عدم صحة ما قلته عنه :
يقول عباس محمود العقاد عبقرية في كتابه محمد صلى الله عليه وسلم :
الجزء الرابع من كتاب العقاد ...
القائد البصير ..
لم يكن الإسلام إذن دين قتال ولم يكن النبي عليه الصلاة والسلام مقاتلاً يطلب الحرب للحرب ، ولكنه مع هذا كان نعم القائد البصير إذا وجبت الحرب ودعته إليها المصلحة اللازمة . . يعلم من فنونها بالإلهام مالم يعلمه غيره بالدرس والمرانة ، ويصيب في اختيار وقته وتسيير جيشه .

وهنا نختار أبرع القادة المحدثين وهو نابليون بونارت عى أسلوب حرب الحركة الذي كان هو الأسلوب الغالب في العصور الماضية ، والذي ظهر في الحرب العالمية ، أنه لايزال الخطوة الأخيرة في جميع الحروب ، وعلى الرغم من الحصون والسدود .. لأن اختيار نابليون يبين لنا السبق في خطط النبي ( صلى الله عليه وسلم ) العسكرية ، بالمضاهاة بينها وبين خطط هذا القائد العظيم ..

1- نابليون كان يوجه همه الأول إلى القضاء على القوة العدو والعسكرية بأسرع مايستطيع ، فلم يكون يعنيه ضرب المدن ولا اقتحام المواقع ..

لقد كان النبي ( صلى الله عليه وسم ) سابقاً إلى تلك الخطط في جميع تفصيلاتها .. فكان كما قدمنا لايبدأ أحداً بالعدوان ، ولكنه إذا علم بعزم الأعداء على قتاله لم يمهلها حتى يهاجموه ، بل ربما وصل إليه الخبر كما حدث في غزوة تبوك والناس مجدبون والقيظ ملتهب والشدة بالغة .. فلا يثنيه ذلك .
وكان يعمد إلى القوة العسكرية حيث أصابها ، فييقضي على عزائم أعدائة بالقضاء عليها .. ولايضيع الوقت في انتظار مايختاره ألئك الأعداء .

2- وكان نابليون يقول نسبة القوة المعنوية إلى الكثرة العددية كنسبة ثلاثة إلى واحد .
والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان عظيم الاعتماد على هذه القوة المعنوية التي هي في الحقيقة قوة الإيمان .
ومعجزة الإيمان هنا أعظم جداً من أكبر ميزة بلغها نابليون بفضل ماأودع نفوس رجاله من صبر وعزيمة .


3- وكان نابليون مع اهتمامه بالقضاء على القوة العسكرية فكان يحارب الإنجليز بمنع تجارتهم وسفنهم أن تصل إلى القارة الأوروبية ، وتحويل المعاملات عن طريق انجلترا إلى طريق فرنسا .

وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحارب قريشاً في تجارتها ويبعث السرايا في أثر القوافل كلما سمع بقافلة منها .

وأنكر بعض المتعصبين من كتاب أوروبا هذه السرايا ، وسموها (( قطعاً للطريق )) ، وهي هي ( سنة المصادرة ) بعينها التي أقرها القانون الدولي . وعمل بها قادة الجيوش في جميع العصور .


4- وقد أسلفنا أن نابليون كان يوجه همه إلى الجيش ، ولايقتحم المدن أو يشغل باله بالمحاصرة لغير ضرورة .

ونرجع إلى غزوات الرسول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فلا نرى أنه حاصر محلة ، إلا أن يكون الحصار هو الوسيلة الوحيدة العاجلة لمبادرة القوة ، كما حديث في حصار بني قريظة وبني قينقاع .


5- وكان نابليون معتداً برأية في فنون العسكرية ولاسيما الخطط الحربية ، ولكنه مع هذا الاعتداد الشديد لايستغني عن مشاورة صحبة في مجلس الحرب الأعلى .

ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) كان على رجاحة رأيه يستشير صحبه في خطط القتال وحيل الدفاع ويقبل مشورتهم أحسن قبول .


6- ولم يعرف عن قائد حديث أنه كان يعنى بالاستطلاع والاستدلال عناية نابليون .

وكانت فراسة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في ذلك مضرب الأمثال ، فلما رأى أصحابه يضربون العبدين المستقيين من ماء بدر ، لأنهما يذكران قريشاً ولا يذكران أبا سفيان ، علم بفطنته الصادقة أنهما يقولان الحق ولايقصدان المراء ، وسأل عن عدد القوم فلما لم يعرفا العدد سأل عن عدد الجزور التي ينحرونها كل يوم ، فعرف قوة الجيش بمعرفته مقدار الطعام الذي يحتاج إليه .

7- واشتهر عن نابليون أنه كان شديد الحذر من الألسنة والأقلام ، وكان يقول : إنه يخشى من أربعة أقلام ماليس يخشاه من عشرة الاف حسام ..

والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان أعرف الناس بفعل الدعوة في كسب المعارك وتغليب المقاصد ، فكان يبلغه عن بعض أفراد أنهم يخفرون الذمة التي عاهدوا عليها ، ويشهرون به وبالإسلام أو يثيرون العشائر لقتاله ويقذعون في هجوه وهجو دينه ، فينفذ إليهم من يحربهم في حصنهم أو يتكفل له الخلاص منهم ..


-----------------------

أمران مهمان :

الدعوة إلى الحرب لها – كما لايخفى – غرضان أصيلان بين أغراضها العديدة .. أحدهما : إقناع خصمك والناس بحقك ، وهذا قد تكفل به القرآن والحديث ودعاة الإسلام جميعاً ، فالدين كله دعوة من هذا القبيل .

وثانيهما : إضعافه عن قتالك بإضعاف عزمه وإيقاع الشتات بين صفوفة .. وربما بلغ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) برجل واحد في هذا الغرض مالم تبلغه الدول بالفرق المنظمة ، وبالمكاتب والدواوين وبدر الأموال .

-----------------

قائد بغير نظير :

عندما تنعقد المقارنة بين المعارك القديمة والمعارك العصرية ، ينبغي أن ننظر لفكرة القائد قبل أن ننظر إلى ظواهر المعارك أو أشكالها أو أحجامها ، فإننا إذا نظرنا للظواهر فلا معنى للمقارمة فالدبابة أفضل من النقل على الخيول ..

لكننا إذا نظرنا إلى فكرة القائد ، أمكننا أن نعرف كيف أن توجيه ألف رجل قد تدل على براعة في القيادة لانراها في توجيه مليون . . بينهم الراجل والراكب ، ومنهم من يركبون كل مايركب من مخلوقات حيه وآلات مخترعه ...

وهذه الفكرة التي ترينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قائداً حربياً بين أهل زمانه بغير نظير .
الفكرة التي تغلب فيها الرسالة على القيادة العسكرية ، ولا يلجأ إلى هذه القيادة إلا حين توجها رسالة الهية .

----



وبما أن المشرف قد جزّأ مقالتي ، فحين يحين دور الأجزاء القادمة سأستخدم كلمة "الرسول" فهى أسهل لفظاً من "نبي الإسلام". فهل يوجد مانع من استخدام كلمة "الرسول"؟؟
لا مانع , واحسنت لحسن تجاوبك مع الطلب

ناصر التوحيد
04-22-2008, 02:05 AM
نصيحة لك ان تقرا الكتب التي تتخذ من المحور العسكري منهجا لها
واهديك هذا الكتاب للواء الركن محمود شيت خطاب بعنوان الرسول القائد ( صلى الله عليه وسلم )
فإنه أحد الأعلام البارزين في تأليف سلسلة كتب عن الفتوحات الإسلامية وقادتها، والعديد من دراساته العسكرية
وهذا كتاب :
دروس في الكتمان من السيرة النبوية
http://www.fileflyer.com/view/FtaWqAm


دروس عسكرية من السيرة النبوية
تأليف: محمود شيت خطاب، عبد اللطيف زايد
تقف شخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحيدة بين شخصيات العالم وعظماء التاريخ، فريدة في تاريخ البشرية كلها، فإن جميع المحامد والفضائل العليا، وجدت فيه، وانتهت إليه، دون سواه من الناس، وللنبي صلى الله عليه وسلم ميزة ثانية، وهو أن سيرته المطهرة، وجميع تصرفاته وما صدر عنه، كله مسجل ومدون في كتب متعددة من كتب الحديث والسيرة، وهذه الكتب شاملة لكل ما جاء عنه، حتى شملت هذه المدوّنات الأمور الخاصة التي في البيت، ومع نسائه أمهات المؤمنين.
والميزة الثالثة أن كل ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بحث ونوقش وضع تحت منظار العقل والنقل. والميزة الرابعة أنه نتيجة لبحث ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نشأت علوم ومعارف وأبحاث تكاد أن تبلغ الغاية وتصل إلى النهاية، تحت قبة السنة المطهرة، والسيرة العطرة، وهذه العلوم خاصة بالمسلمين وحدهم دون سواهم. وهناك أمر آخر يخص هذا البحث، وهو الجانب العسكري عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالرسول عليه الصلاة والسلام يعتبر قائداً عسكرياً ورائداً وخبيراً في كثير من الأعمال العسكرية إبتكر أموراً في فنية القتال، ومواجهة الأعداد وبعض هذه الجوانب لم يأخذ بها العسكريون إلا في العصور الأخيرة.

وفي هذا الكتاب دراستين الأولى بعنوان "الجانب العسكري في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم" وفيها يتحدث المؤلف عن الحرب في الإسلام، عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم العسكرية، الخطة العامة والخطة الخاصة، الإعداد المعنوي للمعركة، تحطيم الروح المعنوية للعدو، الإعداد المادي، الشورى، صلة الرسول صلى الله عليه وسلم كقائد بجنده، الحزم والسرعة في مواجهة المشكلات. أما الدراسة الثانية فجاءت بعنوان "تاريخ جيش النبي صلى الله عليه وسلم" وهي من إعداد اللواء الركن "محمود شيت خطاب" وفيها يتحدث عن التوحيد والجهاد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، والغزوات التي قادها سرياً.

ناصر التوحيد
04-22-2008, 02:21 AM
اذا كانت الصفات المثالية للقائد جاءت نتيجة لدراسة شخصيات ابرز القادة فى التاريخ، وهى مجموعة من مزايا شخصيات كثيرة لا شخصية واحدة حيث انه ليس من الممكن ان تجتمع كلها فى شخصية واحدة ولكن هذه الصفات بل وصفات اخرى غيرها قد اجتمعت في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قائد جيش الاسلام الاول. لذلك فهو المثل الكامل وهو القدوة المثلى كما يقول اللّه تعالى: " لقد كان لكم فى رسول اللّه اسوة حسنة" وباستعراض هذه الصفات نجدها كالآتى:
1- كمال الاخلاق : فالرسول صلى اللّه عليه وسلم افضل قومه مروءة، واحسنهم خلقا، واكرمهم حسبا وارجحهم حلما، واصدقهم قولا، واستوفى من مكارم الاخلاق كل مكرمة لم ينلها انسان قبله ولا بعده، قال اللّه تعالى " وانك لعلى خلق عظيم".
2- كمال العقل وحسن السياسة : لقد كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم اعقل العالمين.. انظر الى حسن تدبيره وسياسته للعرب الذين كانوا اهل عزة واباء وانطلاق، وكيف احتمل جفاءهم وصبر على أذاهم بكل سياسة وحكمة وبعد نظر.. حتى انقادوا اليه، والتفوا حوله، وقاتلوا فى سبيله اهليهم وآباءهم وأبناءهم.
3- احترام النفس والتواضع: كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم بريئا من الرياء والتصنع، مستقل الرأى، ولم يكن متكبرا ولا ذليلا.. وكان لايؤخر عمل اليوم للغد، وما عبث قط، ولا ظهر فى قوله او فعله روح اللهو، وكان يكره ان يحوط نفسه بالمظاهر الكاذبة او مظاهر السلطان والملك. كان يقول لاصحابه: " لا تطرونى كما اطرت النصارى ابن مريم"، " انما انا عبداللّه"، " فقولوا عبداللّه ورسوله".
4- الصبر وقوة الاحتمال والصبر على المبدأ: كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم فى الصبر وقوة الاحتمال المثل الاعلى، وكان شجاعا وحكيما، فكم ناله من اذى المستهزئين وكيد المنافقين. وكان يقابل الأذى بالصبر، والحمق والخرق بالحلم والرفق، والصلف واللجاج بالوداعة والأناة.
5- الوفاء: والوفاء فضيلة اذا تحلى بها القائد كان قائدا عظيما، اذ بالوفاء يأسر القائد قلوب رجاله، ويرفع روحهم المعنوية الى قمتها. وكان النبى صلى اللّه عليه وسلم شديد الوفاء بالعهد.
6- الشجاعة والنجدة: كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم المثل الاعلى حيث قاد بنفسه 28 غزوة انطوت على كل صور العمليات الحربية من دفاع وهجوم ومطاردة وحصار، ولم يكتف بالقيادة، بل كان يشارك فى القتال بنفسه وخاصة فى المواقف الصعبة.
7- اللياقة البدنية: كان النبى صلى اللّه عليه وسلم يتمتع بلياقة بدنية قوية، ففي غزوة الخندق كان اصحابه يلجأون اليه عند حفر الخندق كلما استصعب عليهم صخرة فيسرع اليها لتحطيمها.
8- حسن العشرة: كان النبى صلى اللّه عليه وسلم اوسع الناس صدرا واصدقهم حديثا وألينهم عريكة واكرمهم عشرة، وكان يخالط اصحابه ويجيب دعوة الحر والعبد والمسكين ويعود المرضى فى اقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.
9- الثقة المتبادلة: كانت ثقة اصحاب الرسول صلى اللّه عليه وسلم به عظيمة جدا، كما كانت ثقته باصحابه عظيمة ايضا ولولا ثقة اصحابه به لرفضوا صلح الحديبية. ولولا ثقة الرسول باصحابه لما زج بهم فى معركة (بدر) حيث كنت قوات المشركين ثلاثة امثال قواته.
10- المحبة المتبادلة: ظهرت محبة الرسول صلى اللّه عليه وسلم لاصحابه ومحبة اصحابه له فى كل غزواته، بل فى كل موقف له فى السلم والحرب، فكان اصحابه يذودون عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم فى غزوة (احد) باجسامهم لحمايته من نبال المشتركين.
11- روح الدعابة:كانت الهشاشة والبشاشة والابتسام من صفات الرسول صلى اللّه عليه وسلم فى اكثر الاحيان وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يقول:" روِّحوا القلوب ساعة بعد ساعة فانها اذا كلت عميت".
12- التوازن النفسي: لقد كان رسول اللّه عليه وسلم قدوة عليا فى التوازن النفسى، وحفلت سيرته بصور اقرب الى الخيال منها الى الحقيقة من التحكم فى الاعصاب فى اشد المواقف حرجا في السلم والحرب معا.
13- بعد النظر: يعتبر التنبؤ وبعد النظر ارقى درجات استعمال العقل ومن اسس النجاح فى التخطيط الذى هو فى مفهوم علم الادارة " تنبؤ بما سيكون عليه المستقبل مع الاستعداد لهذا المستقبل" ولقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتحلى بمزية سبق النظر فى اعماله العسكرية والامثلة على ذلك كثيرة: حيث اصر الرسول صلى اللّه عليه وسلم على قبول شروط هدنة الحديبية لانه فكر وسبق النظر فعرف بفكره الثاقب ان قبول هذه الشروط نصر للمسلمين فهى تؤمن لهم الاستقرار وبالتالى اصبح جيش المسلمين عشرة الاف مقاتل فى فتح مكة بعد كان 1400 فى غزوة الحديبية قبل سنتين.
14- الشخصية: لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شخصية قوية نافذة حيث كان متواضعا،حليما، رؤوفا، رحيما، ومع ذلك لايستطيع احد ان يرفع صوته فوق صوت النبى، ولايستطيع احد ان يديم النظر الى وجهه المنير، ولايستطيع احد ان يرد له امرا او يتردد فى تنفيذه. ان سبب قوة شخصية الرسول صلى اللّه عليه وسلم هى محبته للناس جميعا ورغبته الشديدة فى خيرهم وهدايتهم وخلقه العظيم.
15- القدوة الحسنة: كان النبى صلى اللّه عليه وسلم يبيت الليالى المتتابعة طاويا، واهله لايجدون عشاء، وكان عامة خبزهم الشعير. وخطب رسول اللّه صلى عليه وسلم فقال: واللّه ما أمسى فى آل محمد صاع من طعام، وانها لتسعة ابيات" وما قالها استقلالا لرزق اللّه ولكن اراد ان تتأسى به امته. وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول:" ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه: حسب ابن ادم اكلات يقم صلبه، فان كان لامحالة فثلت لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه".
بعد استعراضنا لصفات القائد نرى انها صفات نابعة من القرآن والسنة فالدين الاسلامى والعقيدة الاسلامية لم يُترك فيهما شيء الا اوضحه وبينه رسول اللّه عليه الصلاة والسلام. فالرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يدع جماعة الا عين لها قائداً وكان اختياره للقادة بناء على هذه الصفات. والمدرسة الاسلامية تقرر المعيار لاختيار القائد وهو الكفاءة والحب. حيث قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم: " خيار ائمتكم الذين تحبونهم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ( اى تدعون لهم ويدعون لكم ) وشرار امتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم".

نصرة الإسلام
04-22-2008, 02:24 AM
الاخ ناصر التوحيد ,

جزاك الله خيراً فقد اصبته فى مقتل .
فبارك الله فيك و جعلك دوماً ناصراً للتوحيد . :41::41:

الزميل وليد ,

خاب ظنى فيك , فقد توسمت فيك بعد اعتذارك ان تكون باحثاً عن الحق و لكن للأسف :thumbdown:thumbdown

و للادارة الكريمة ,

لقد نبه د. هشام عزمى قبل ذلك على عدم الترويج لعناوين الشبهات , فلماذا اذن هذا العنوان الساقط ؟؟؟!!! و على الرغم من ان ما قاله المدعو وليد لا يرقى لمستوى الشبهة الا ان عنوان موضوعه مسئ لشخص النبى ( ص ) و فيه من التطاول ما فيه . فارجو تغييره بعنوان لائق و جزاكم الله خيراً .

ناصر التوحيد
04-22-2008, 02:40 AM
الاخ ناصر التوحيد ,

جزاك الله خيراً فقد اصبته فى مقتل .
فبارك الله فيك و جعلك دوماً ناصراً للتوحيد . :41::41:
.

وجزاك الله خيراً وبارك الله فيك
ببساطة مطلقة أقول إن أكبر بالون منفوخ من هذه الأشكال يكفيه شكة دبوس
هذا هو الاسلام العظيم وهذا هو رسول الاسلام العظيم ( ص )

عبد الواحد
04-22-2008, 02:42 AM
في كلام الزميل وليد أخطاء جوهرية بنى عليها كلامه. إن قيل كيف نصر الله عبده؟ يقول الغرب: عبقريته هي التي نصرته و ليس الله. أما المسلم فيؤمن أن الله رب كل الأسباب وهو الذي نصره.

ما قاله القس هو مما يؤمن به المسلمون ، ولذلك فإن مناقشتي لأقواله هى في ذات الوقت مناقشة لمزاعم المسلمين.
هذا هو أصل موضوعك وهو بالتأكيد خطأ. فمناقشتك لأقوال الغرب لا ترد بأي حال على ما يؤمن به المسلم. السقوط في فخ عبقرية أنبياء الله هي أول خطوة لنفي نبوتهم. وللأستاذ محمد جلال القصاص محاضرة قيمة بهذا الخصوص. نحن لا نؤمن ان عبقرية الأنبياء وأتباعهم هي التي تأتي بالنصر بل نؤمن :
1- #(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ)
2- (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى)
إذاً رغم إيمان المسلم بالأسباب إلا أنها لا تكفي لان الله هو رب كل الأسباب وإن كان هناك نصر فمن عنده وحده.

((كانت شخصية نبي الإسلام بن عبد الله الهاشمى القرشى ، النبى العربى ، مجموعة عبقريات مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء
نفس المغالطة في قالب مغاير. هل المسلم يؤمن بهذا القول حتى تدعي أن الرد على أقوال الغرب هو رد على المسلمين؟
هل المسلم يؤمن أن عبقرية النبي (ص) مكنته من تأسيس دين ؟ بالطبع لا .. بل نؤمن بقوله تعالى:(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)

هذه مبالغة درج المسلمون على ترديدها
بل هذه كذبة كبرى أنت ترددها.. مرة أخرى المسلم لا يقول أن عبقرية النبي (ص) مكنته من تأسيس دين ودولة.

وفيها تجاهل كبير لظروف خارجية ساعدت نبي الإسلام أعظم مساعدة ولم يكن لعبقريته دور فيها ، وأهم هذه الظروف:
من الظروف التي ذكرتها (انتماء نبي الإسلام لبني هاشم أعطاه حصانة ) لكنك نسيت عوامل خارجية أخرى ساعدت النبي (ص).. نسيت مثلا ذكر العنكبوت الذي نسج على مدخل الغار بيته وضلل الكفار وقد كانوا على بعد خطوات منه (ص) ومن القضاء على الدين الجديد. ذكرتُ هذا المثل لأبين لك الخلل الجوهري الثاني في كلامك. إن كان النسب ساعد النبي (ص) فكذلك العنكبوت.. وما يسري على الأول يسري على الثاني فكلاهما أسباب خلقها الله.. لكنك تشترط ضمناً أن لا ينصر الله نبيه بأسباب خلقها! وهذا شرط باطل!

ثم ادعيت أن أهل المدينة بايعوه ونصروه لأجل مصالح سياسية ومالية. فما هي المصلحة السياسية التي يستفيد منها أشخاص غير مؤمنين -كما تدعي- يغامرون بنصرة المستضعفين من المهاجرين ويشاطرونهم الأموال ويضحون بمصالحهم مع القبائل الأخرى؟ لا تنسى ان الأنصار لا يعلمون الغيب وقد ذكرت بنفسك أن بعض القبائل رفضت النصرة لأسباب سياسية و اقتصادية.. وهذا إقرار منك أن نصرة المهاجرين لا يُستفاد منها وبالتالي غاية الأنصار لم تكن دنيوية.

وليد غالب
04-22-2008, 01:15 PM
أريد أن أنبه لشيء مهم سبب نقصاً في طرحي ، وهو أن المشرف حين اجتزأ مقالتي فهو حتى لم يحسن الإبقاء على الفقرة التي أبقاها لأن لها تتمة! إذ ذكرت بعد ذلك المصالح السياسية التي كانت لأهل يثرب ، ولم يكن كلامي عن ذلك مجرد افتراض قياساً على موقف بني عامر ، وهذه هى تتمة الفقرة:
وبما أنك عرفت الآن بأن عوامل المصلحة والمكاسب السياسية كانت أهم من العامل الديني عند بني عامر ، سَهُل عليك أن تعلم بأن أهل يثرب قبلوا بالنبي لأنه كان في ذلك لهم مكاسب سياسية. ولم يكن العامل الديني هو الوحيد في قبول أهل يثرب للنبي وقد رأيت موقف بني عامر.
فقد كانت تدور في يثرب فصول طويلة من الحرب الأهلية بين الأوس والخزرج ، حتى أن وفوداً منهم كانت تأتي لقريش تستنصرهم ، وفي إحدى المواسم لقي النبي جماعة من يثرب من الخزرج ، فحصل حينها القبول من أهل يثرب ، لننظر كيف حصل ذلك:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ إظْهَارَ دِينِهِ وَإِعْزَازَ نَبِيّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَإِنْجَازَ مَوْعِدِهِ لَهُ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْمَوْسِمِ الّذِي لَقِيَهُ فِيهِ النّفَرُ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فِي كُلّ مَوْسِمٍ . فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ لَقِيَ رَهْطًا مِنْ الْخَزْرَجِ أَرَادَ اللّهُ بِهِمْ خَيْرًا . قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالُوا : لَمّا لَقِيَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : نَفَرٌ مِنْ الْخَزْرَجِ ، قَالَ أَمِنْ مَوَالِي يَهُودَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ أَفَلَا تَجْلِسُونَ أُكَلّمُكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى . فَجَلَسُوا مَعَهُ فَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ الْإِسْلَامَ وَتَلَا عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ . قَالَ وَكَانَ مِمّا صَنَعَ اللّهُ بِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ أَنّ يَهُودَ كَانُوا مَعَهُمْ فِي بِلَادِهِمْ وَكَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَعِلْمٍ وَكَانُوا هُمْ أَهْلَ شِرْكٍ وَأَصْحَابَ أَوْثَانٍ وَكَانُوا قَدْ غَزَوْهُمْ بِبِلَادِهِمْ فَكَانُوا إذَا كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ قَالُوا لَهُمْ إنّ نبَيّا مَبْعُوثٌ الآن قَد أَظَلّ زَمَانُهُ نَتّبِعُهُ فَنَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ . فَلَمّا كَلّمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أُولَئِكَ النّفَرَ وَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ يَا قَوْمِ تَعْلَمُوا وَاَللّهِ إنّهُ لَلنّبِيّ الّذِي تَوَعّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ فَلَا تَسْبِقُنّكُمْ إلَيْهِ . فَأَجَابُوهُ فِيمَا دَعَاهُمْ إلَيْهِ بِأَنْ صَدّقُوهُ وَقَبِلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْإِسْلَامِ وَقَالُوا : إنّا قَدْ تَرَكْنَا قَوْمَنَا ، وَلَا قَوْمَ بَيْنَهُمْ مِنْ الْعَدَاوَةِ وَالشّرّ مَا بَيْنَهُمْ فَعَسَى أَنْ يَجْمَعَهُمْ اللّهُ بِك ، فَسَنَقْدَمُ عَلَيْهِمْ فَنَدْعُوهُمْ إلَى أَمْرِك ، وَتَعْرِضُ عَلَيْهِمْ الّذِي أَجَبْنَاك إلَيْهِ مِنْ هَذَا الدّينِ فَإِنْ يَجْمَعْهُمْ اللّهُ عَلَيْهِ فَلَا رَجُلَ أَعَزّ مِنْك . ثُمّ انْصَرَفُوا عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَاجِعِينَ إلَى بِلَادِهِمْ وَقَدْ آمَنُوا وَصَدّقُوا .
سيرة ابن هشام 1- 428

نتيجة: أهل يثرب من بين كل القبائل الأخرى هم من وافق على نصرة النبي للسببين التاليين:
1-وجود اليهود معهم ، فقد كان اليهود يتوعدونهم بقرب قدوم نبي وإذا جاء سيحارب النبي مع اليهود عليهم. فأراد أهل يثرب أن يسبقوا اليهود إليه.
2-الرغبة في إنهاء الحرب الأهلية التي أنهكت الجميع. فتجتمع كلمتهم على الرسول.

إذاً ، أهل يثرب لم يختلفوا عن بني عامر الذين ردوا النبي ، فكلاهما لم يكن لديهما مشكلة مع دين محمد ، ولكن لأن بني عامر لم يكن لهم في نصرة النبي مصلحة امتنعوا عن نصرته ، أما أهل يثرب فوجدوا مصلحة في تبني دعوته ، فكانت الهجرة ، وكانت الدولة الإسلامية ، وكانت الأمة الإسلامية.
فلو لم يكن في يثرب يهود ، ولو لم تكن فيها حرب أهلية ، لما كانت لهم مصلحة في تبني دعوة النبي، ولما نجح النبي في إيجاد بلد لدينه ، ولما تكونت للإسلام دولة. ومن المؤكد أن قريشاً كانت في النهاية ستضع حداً لحياته كما حاولت يوم هجرته.

وهكذا ، تكون قد علمت الآن مدى المبالغة في قول من يقول أن محمداً قد أسس أمة من لاشيء وقد رأيت أن أعظم حدث في تاريخ الإسلام لم يكن للنبي يد فيه ، ولو أنهم نصاروه فقط بسبب نقاوة دعوته وإعجاز قرآنه ومهارته في الإقناع لقلنا حينها بأن تبني يثرب للنبي يعود فيه الفضل لمحمد. ولكن هذا لم يحصل ، بل كان وجود المصلحة الدنيوية التي ليس لها أي علاقة بالدين ، كان هو الدافع.

مجرّد إنسان
04-22-2008, 01:38 PM
زميلي وليد....

بصراحه....حاولت جاهداً أن أربط بين عنوان الموضوع ومضمونه....فلم أجد أيّة علاقة....لا بدلالة المطابقة....ولا التضمّن....ولا الالتزام!!!

لا ثمّة أخطاءٌ هنا....ولا عسكريّة....إلا أن يكون ما كتبته في مقالك المطوّل ما له علاقة....وحتى في هذه الحالة لا علاقة بمقدّمتك وبين العنوان.....هذا أوّلاً.


وثانيا : أرصد هنا محاولةً لك لإظهار دعوة النبي-( ص ) وفداه أبي وأمّي-....بمظهرٍ مادّيٍ بحت.....وهذا هو الوتر الذي يعزف على المستشرقون كثيرا.


لكنّ محاولتك غير موفّقة....ومصادمة لأحداث التاريخ المكّي والمدني على عهدٍ سواء....ومتناقضة بشكل صارخ مع الأسس والدوافع التي قامت عليها دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - ورسالته.....تناقضٌ لو أردنا التعبير عنه برسمةٍ ذات دلالة...لتكوّنت لدينا لوحةُ سيرياليّة صارخة الألوان....تذكّرنا بالألوان التي يستخدمها الأفارقة شعاراُ لهم .


هل كان النبي( ص ) زعيما سياسيا أو مصلحا اجتماعيّاً فحسب؟؟؟ سؤال تجد إجابته بشكل مفصّل على الرابط التالي :

http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=87576


أتراك تريد أن تقول أن الهدف هو الزعامة؟؟؟ لو أرادها النبي( ص )....لوصل إليها مبكّراً....انظر النصّ التاريخي التالي :




في البداية والنهاية لابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قريشا قالت للنبي( ص ) : ((إن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا... وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا... وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا... وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك -وكان يسمون التابع من الجن الرئي- فربما كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه أو نعذر فيك ))))

أقصر الطرق لسدّة الحكم .....لكن انظر إلى ردّة الفعل :
((فقال رسول الله ( ص ): ما بي ما تقولون ، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ، ولا الشرف فيكم ، ولا الملك عليكم ، ولكن الله بعثني اليكم رسولا ، وأنزل علي كتابا ، وأمرني أن أكون لكم بشيرا نذيرا ، فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم من الدنيا والآخرة ، وإن تردوه على أصبر لامر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم)))البداية والنهاية 3-50


إجمالا : لتقديم أي تفسير لقضيّةٍ تاريخيّة....لابد أن تمسك بالخيوط كلّها....لا أن تبرّر جانبا وتترك آخر....لذلك ترى أنك وقعت في جملةٍ من الأخطاء نبّهت على بعضها من قبل الأخوة....


خذ مثلا :



فانتماء نبي الإسلام لبني هاشم أعطاه حصانة قلما حصلت لمدعي النبوة



كذلك الأمر في مسيلمة الكذّاب...!!! فما أغنى ذلك عنه شيئاً.



حصانة مكنته من الدعوة لدينه جهاراً عشر سنوات، عشر سنوات يسب فيها آلهة قريش ويسفه أحلامهم


فلماذا يسبّ آلهة قريش مادام يريد الحكم-بزعمك-....كان يكفيه الإصلاح الاجتماعي فتدين له العرب بقضّها وقضيضها.

ولماذا يتأخّر في قبول عرض قريش بالوصول للحكم؟؟؟؟


ولماذا ولماذا؟؟؟؟ أسئلة كثيرة تجعل من فرضيّتك سراباً بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء




ولكن السؤال هو: ما الذي جعل أهل يثرب بالذات يوافقون على تبني دعوة محمد؟ فقد عرض نبي الإسلام دعوته على الكثيرين غيرهم


يجيبك عن هذا السؤال الأنصار بأنفسهم :


عن ابن عباس:radia: : أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه . فلما بعثه الله من العرب كفروا به ، وجحدوا ما كانوا يقولون فيه . فقال لهم معاذ بن جبل وبشربن البراء بن معرور أخو بني سلمة : يا معشريهود ، اتقوا الله وأسلموا ، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم ونحن أهل شرك ، وتخبروننا أنه مبعوث ، وتصفونه بصفته ! فقال سلام بن مشكم أخو بني النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه ، وما هو بالذي كنا نذكر لكم ! فأنزل الله جل ثناؤه في ذلك من قولهم : ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين


وليست مكسباً سياسيّاً.....لأن :



فما هي المصلحة السياسية التي يستفيد منها أشخاص غير مؤمنين -كما تدعي- يغامرون بنصرة المستضعفين من المهاجرين ويشاطرونهم الأموال ويضحون بمصالحهم مع القبائل الأخرى؟ لا تنسى ان الأنصار لا يعلمون الغيب وقد ذكرت بنفسك أن بعض القبائل رفضت النصرة لأسباب سياسية و اقتصادية.. وهذا إقرار منك أن نصرة المهاجرين لا يُستفاد منها وبالتالي غاية الأنصار لم تكن دنيوية.


ثم : هل وعدهم بالملك بعده؟؟؟؟؟سؤالٌ جدير بالتكفير

مجرّد إنسان
04-22-2008, 02:22 PM
بدا واضحاً الآن أن العنوان لا علاقة له ألبتة بالموضوع...ولعله لو كان على غرار ( لماذا أسلم الأنصار) لكان أكثر دلالة...

تبدأ المغالطة من هنا :


قبلوا بالنبي لأنه كان في ذلك لهم مكاسب سياسية. ولم يكن العامل الديني هو الوحيد في قبول أهل يثرب للنبي وقد رأيت موقف بني عامر.

لم يكن الدين هو العامل الوحيد....صارت عندك : العامل السياسي هو العامل الرئيسي لقبول هذا الدين الجديد.


مغالطة مكشوفة.....تفضحها ما تقتبسه بنفسك :



قَالُوا لَهُمْ إنّ نبَيّا مَبْعُوثٌ الآن قَد أَظَلّ زَمَانُهُ نَتّبِعُهُ فَنَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ . فَلَمّا كَلّمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أُولَئِكَ النّفَرَ وَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ يَا قَوْمِ تَعْلَمُوا وَاَللّهِ إنّهُ لَلنّبِيّ (1) الّذِي تَوَعّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ(2) فَلَا تَسْبِقُنّكُمْ إلَيْهِ

(1)إنّه للنّبي....تصريحٌ بإقرارهم على نبوّته....فهم آمنوا به كنبيّ.....والنبي : تعني أنه صاحب رسالة سماويّة....فهم آمنوا به لأنّه صاحب رسالة سماويّة

(2) وهذا دليل صدق نوبّته....وهو بشارة أصحاب الكتاب به.


ولذلك :



فَأَجَابُوهُ فِيمَا دَعَاهُمْ إلَيْهِ بِأَنْ صَدّقُوهُ وَقَبِلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْإِسْلَامِ



وبطبيعة الحال....هم أدركوا أن في الإيمان به فلاحٌ في الدنيا والآخرة....ومن فلاح الآخرة : النجاة من عذاب النار...والفوز بالجنّة.


ومن فلاح الدنيا : أن يحصل بالنبي( ص ) اجتماع الكلمة...وهذا مطلبٌ محمود في حدّ ذاته...لكنّه ليس الدافع الرئيس...


وإلا :


فكيفك تفسّر أن هذا الباعث ( اجتماع الكلمة ) : لم يُذكر على لسان ما قام بدعوة رجالات الأنصار ...لماذا لم يكن يٌقال لهم : ( أتيناكم بمن يجمع كلمتكم ) ....بينما تدلّ النصوص فحسب على أن ما كانوا يذكرونه هو : ( فعرض عليه الإسلام وقرأ القرآن ).....هل كان دافع : أسعد بن زرارة ومعاذ بن جبل وأسيد بن حضير وغيرهم وسعد بن معاذ رضي الله عنهم....هو معرفتهم بقدرة النبي - صلى الله عليه وسلم - على توحيدهم؟؟؟

ألم يقولوا بصريح العبارة يوم بدر :

((فقال سعد بن معاذ :والله لكأنك تريدنا يا رسول الله قال أجل قال قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة)))


ولماذا كانت المبايعة مطلقة على مناصرته ومؤازرته في توسّع الدولة مع ما سيجلبهم ذلك من ويلات الحرب؟؟؟؟ومعادات الناس؟؟؟؟


عندك معادلة : النصرة وإراقة الدماء وقبول تعاليم جديدة...مقابل توحيد الكلمة والأمن من الخطر اليهودي....

لو كنت مخيّراً في هذه المعادلة أكنت ستقبلها جملةُ وتفصيلاً؟؟؟ أم ستكتفي بجانب الحماية وتأمين العيش مقابل المحافظة على استقرار المدينة وتأمين الجبهة الداخليّة؟؟؟؟ لولا وجود عاملٍ جديد يحافظ توازن المعادلة : وهو الإيمان بصدق نبوّة عارض الطلب( ص )



وأخيرا : ألم يكن أهل المدينة على وشك تنصيب ابن سلول عليهم؟؟؟ وبه تجتمع الكلمة؟؟؟ فلماذا عزفوا عنه إلى رجلٍ( ص ) سيفرض عليهم رمي العرب كلّهم عن قوسٍ واحدةٍ وهم يدركون ذلك؟؟؟؟



طريقة غريبةُ في التفكير...تدعوك إلى إعادة النظر بشكلٍ أكثر جدّية

ســــاهر
04-22-2008, 03:05 PM
ببساطة مطلقة أقول إن أكبر بالون منفوخ من هذه الأشكال يكفيه شكة دبوس


صدقت أخي الناصر:emrose:

حفظك الله و أظلك في ظله:emrose:

mehdimn
04-22-2008, 03:36 PM
كلام فاضي لا يستحق القراءة

يبدو أن العضو ينتمي لمذهب الأنسنة , أي عبادة الانسان والعلم من دون الله .

روح يا شيخ ربنا يهديك .

نصرة الإسلام
04-22-2008, 03:57 PM
يبدو أن العضو ينتمي لمذهب الأنسنة , أي عبادة الانسان والعلم من دون الله .

صدقت اخى و انظر الى توقيعه :
اشهد الا عظيم الا الانسان

ما رأيك ايها الزميل وليد ان تنتقل لمناقشة موضوع آخر بدلا من الارغاء و الازباد فى نفس الموضوع الذى افحمك فيه الاخوة الافاضل - ان كنت قد جئت مجادلا - او الذى اقنعك به الاخوة الافاضل - ان كنت قد جئت باحثاً عن الحق - .

masre
04-22-2008, 04:11 PM
ارى ان هذا الاهتمام الكبير بالاسلام وبرسول الاسلام من هجوم ضارى ما هو الا دليل على عظم هذا الدين وعظم شخصية الرسول الكريم فالانسان لا يرمى حجارتة الا على الشجرة المثمرة
فالحمد اللة على نعمة الاسلام

ايمان نور
04-22-2008, 06:24 PM
لحفظ ماء الوجه افتح موضوع جديد أفضل .
جزاكم الله خيراً .

وليد غالب
04-22-2008, 08:10 PM
ناصر التوحيد أغرق الموضوع باقتباسات عن عبقرية النبي العسكرية!!! وكأنني أنكرت ذلك!!!
مدار الموضوع هو إثبات أن النبي لم يكن كاملاً في عبقريته العسكرية وكانت له أخطاء - مثله مثل أي إنسان آخر- بعضها فادح كاد أن يودي بحياته كما في معركة أحد ، ولم أتحدث في الموضوع بشيء عن إنكار لعبقرية محمد العسكرية ، وإنما إثبات أن عبقرية محمد العسكرية لم تختلف بشيء عن عبقرية الآخرين لأنه وقع في أخطاء.
وهذا من بركات الإدارة التي شطبت معظم الموضوع بجرة كيبورد فحصلت هذه الالتباسات عند القارئين.

أنا لا أتحدث عن نبوغ النبي العسكري ،أنا أتحدث عن الكمال في ذلك وأفنده ، رداً على من زعم بأن اجتماع الكمالات في النبي دليل على نبوته.


قال الدكتور هشام العزمي:
((هذا فقط تعليق سريع ..
فإن نسبة العبقرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قِبَل القس هدفه هو نفي التأييد الإلهي له ..
فليس الأمر كما تتصور يا أستاذ وليد ..

بل قصد القس هو الترويج للعبقرية ضد النبوة ..
فكل ما بنيته من جدليات يبطله هذا الأصل :
وهو أننا لا نؤمن بعبقرية الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل نؤمن بنبوته ..
وأنه يوحى إليه وأنه لا ينطق عن الهوى ..
فما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم كبشر فهو قابل للخطأ والصواب ..
أما ما يصدر عنه من سبيل الوحي فهو حق لا مرية فيه ..
لهذا كان الصحابة يراجعون رسول الله صلى الله عليه وسلم سائلين :
هل هو الرأي أم الوحي ؟
وهذا من فقههم رضوان الله عليهم .

فراجع مقالك في ضوء هذه المسألة ..
ولنا عودة بإذن الله تعالى بعد الرجوع من السفر ..

والله الموفق ، وهو يهدي السبيل .))


بينكم هنا في المنتدى كاتب اسمه "القلم الحر" أعلن شكه في الإسلام ، ثم عاد إلى الإسلام وانهالت عليه التبريكات من الأعضاء وغير اسمه إلى الغزالي ، وفي منتديات أخرى "كميل" ، وحين راح يتحدث عما أقنعه في الإسلام ركز على إعجاز الشخصية المحمدية ومن ذلك عبقرياته ، وانهالت المدائح فيما كتبه في هذا المنتدى، ولم أقرأ لأحد انتقاداً لما كتبه ، ألم يكن واجباً عليكم كمسلمين أن تبينوا الخطأ الكبير الذي وقع فيه الغزالي حين جعل من عبقرية محمد دليلاً على إعجاز شخصيته ومن ثم دليلاً على نبوته؟ ولو حتى بإشارة عابرة موجزة كما فعل معي الدكتور هشام. خاصة أنه لم يقل ذلك من عنده بل اعتمد على أبحاث لمصطفى محمود وعبد الله دراز وإبراهيم عوض.

يقول الزميل عبد الواحد:

((السقوط في فخ عبقرية أنبياء الله هي أول خطوة لنفي نبوتهم. وللأستاذ محمد جلال القصاص محاضرة قيمة بهذا الخصوص. نحن لا نؤمن ان عبقرية الأنبياء وأتباعهم هي التي تأتي بالنصر بل نؤمن :
1- #(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ)
2- (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى)
إذاً رغم إيمان المسلم بالأسباب إلا أنها لا تكفي لان الله هو رب كل الأسباب وإن كان هناك نصر فمن عنده وحده.))

ليتك قلت ذلك لأخيك في الإسلام الغزالي الذي رأيتموه غارقاً في أخطائه ولم تنصحوه.
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3352

((هذه مبالغة درج المسلمون على ترديدها
بل هذه كذبة كبرى أنت ترددها.. مرة أخرى المسلم لا يقول أن عبقرية النبي مكنته من تأسيس دين ودولة))


ما قلته كان تعليقاً على قول القس:
((كانت شخصية نبي الإسلام بن عبد الله الهاشمى القرشى ، النبى العربى ، مجموعة عبقريات مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء ((.

وقد كنت قد لونت "من لا شيء" بالأحمر ، أي أنني كنت أرد على هذه الجزئية ، أي بإمكاني أن أصيغ العبارة التي كنت أرد عليها هكذا: الإسلام حقق نجاحه من لا شيء.
والآن قل لي: ألا تؤمن أنت بأن الإسلام - بعبقرية النبي وتأييد الله والهدي الذي فيه وإعجازه - قد حقق النجاح من لا شيء؟
إن قلت لا ، لم نختلف ، وإن قلت نعم ، فهنا نختلف، بل حتى القول بأن العوامل الخارجية كان تأثيرها محدوداً على نجاح الإسلام هو قول خاطيء، لأنك رأيت معي أن أبرز وأعظم حدث ساهم في تمكين الإسلام وهو تبني أهل يثرب لدعوة النبي ، وهذا الحدث وقفت وراءه وبشكل مهم عوامل لا فضل للإسلام أو النبي فيها.
مع ملاحظة أنني لا أنكر العامل الداخلي في نجاح الإسلام كتأثير معاني وبلاغة القرآن فيمن سمعه ، ولكن لم يكن العامل الداخلي هو الوحيد فقط ، بل كانت هناك عوامل خارجية لعبت دوراً بارزاً.
بمعنى ، ما أحاول الوصول إليه من كل ذلك هو : أن حالة نجاح الإسلام لم تكن فقط بسبب محتوى الإسلام بل ساهمت في ذلك ظروف بيئية وتاريخية مادية ، فلم يكن النجاح فقط بسبب محتوى الإسلام وأفعال نبيه ، وبذلك ننظر للإسلام ونجاحه نظرة أكثر "بشرية".


(( .. نسيت مثلا ذكر العنكبوت الذي نسج على مدخل الغار بيته وضلل الكفار وقد كانوا على بعد خطوات منه فكذلك العنكبوت.. وما يسري على الأول يسري على الثاني فكلاهما أسباب خلقها الله.. لكنك تشترط ضمناً أن لا ينصر الله نبيه بأسباب خلقها! وهذا شرط باطل!))

مثالك عن غار ثور هو مثال ممتاز لمبالغات المسلمين في التأييد الإلهي لدينه ، فحادثة نسج العنكبوت والحمامة هى حادثة لم ترد في أي من كتب المتون – الصحاح والسنن والمسانيد والمصنفات وغيرها- ، ولم ترد في كتب التاريخ.
يعني وصلتنا كما تصل الحكايات الشعبية.
وحكمها عند المحدثين بأنها لا أصل لها ، تعرف مايعني ذلك؟ يعني أسوأ من الضعيف والضعيف جداً والموضوع والمنكر والشاذ والمنقطع والمعضل.. إلى آخر هذه التقسيمات.
ويذكرني ذلك بنشيد "طلع البدر علينا" الذي يؤمن العامة بأن أهل المدينة استقبلوا به النبي ، وهى عند المحدثين ضعيفة جداً.
فشكراً لك على مثالك الذي صار من حيث لا تدري مثالاً لي يثبت مرادي.


الزميل مجرد إنسان

((اقتباس:
فانتماء نبي الإسلام لبني هاشم أعطاه حصانة قلما حصلت لمدعي النبوة


كذلك الأمر في مسيلمة الكذّاب...!!! فما أغنى ذلك عنه شيئاً.))

لقد حقق مسيلمة نجاحاً باهراً في قومه وصار كلهم من أتباعه ، ولم يوقف نجاحه إلا الحل العسكري.
ولقد بينت في الجزء المحذوف من موضوعي حين تحدثت عن معركة أحد، أن محمداً لو قُتل في المعركة – وكان قريباً جداً من ذلك- لكانت معركة أحد مثل معركة اليمامة ، نهاية دين لمتنبيء نجح في جمع أتباع ولم يوقفه إلا الحسم العسكري.

((اقتباس:
قبلوا بالنبي لأنه كان في ذلك لهم مكاسب سياسية. ولم يكن العامل الديني هو الوحيد في قبول أهل يثرب للنبي وقد رأيت موقف بني عامر.

لم يكن الدين هو العامل الوحيد....صارت عندك : العامل السياسي هو العامل الرئيسي لقبول هذا الدين الجديد.))

لم أقل أنه العامل الرئيسي ، ولا يهمني هل كان في المرتبة الثانية بعد العامل الديني أم لا، ما يهمني أن العامل الغير ديني لعب دوراً مهماً في إقناع أهل يثرب بتبني دعوة النبي.


((اقتباس:
قَالُوا لَهُمْ إنّ نبَيّا مَبْعُوثٌ الآن قَد أَظَلّ زَمَانُهُ نَتّبِعُهُ فَنَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ . فَلَمّا كَلّمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أُولَئِكَ النّفَرَ وَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ يَا قَوْمِ تَعْلَمُوا وَاَللّهِ إنّهُ لَلنّبِيّ (1) الّذِي تَوَعّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ(2) فَلَا تَسْبِقُنّكُمْ إلَيْهِ

(1)إنّه للنّبي....تصريحٌ بإقرارهم على نبوّته....فهم آمنوا به كنبيّ.....والنبي : تعني أنه صاحب رسالة سماويّة....فهم آمنوا به لأنّه صاحب رسالة سماويّة

(2) وهذا دليل صدق نوبّته....وهو بشارة أصحاب الكتاب به.))

وجود اليهود عزز عند أهل يثرب الدافع الديني والدافع السياسي ، أما الدافع الديني:
فحديث اليهود لأهل يثرب عن قرب قدوم نبي يجعل أهل يثرب أكثر استعداداً للإيمان بنبوة من يدعي النبوة ،
أما الدافع السياسي: اليهود كانوا يتوعدونهم بأن النبي سيكون حليفهم ، فأراد أهل يثرب أن يسبقوا اليهود إليه ليكون حليفهم لا حليف اليهود.



((ولماذا كانت المبايعة مطلقة على مناصرته ومؤازرته في توسّع الدولة مع ما سيجلبهم ذلك من ويلات الحرب؟؟؟؟ومعادات الناس؟؟؟؟


عندك معادلة : النصرة وإراقة الدماء وقبول تعاليم جديدة...مقابل توحيد الكلمة والأمن من الخطر اليهودي....

لو كنت مخيّراً في هذه المعادلة أكنت ستقبلها جملةُ وتفصيلاً؟؟؟ أم ستكتفي بجانب الحماية وتأمين العيش مقابل المحافظة على استقرار المدينة وتأمين الجبهة الداخليّة؟؟؟؟ لولا وجود عاملٍ جديد يحافظ توازن المعادلة : وهو الإيمان بصدق نبوّة عارض الطلب))

1- الحرب مع طرف خارجي أهون من الحرب الأهلية.
2- الجهاد لم يكن قد شُرّع أصلاً فحديثك عن علمهم بالمخاطر في قبول دعوته فيه نظر، (أذن للذي يُقاتلون بأنهم ظُلموا) نزلت بعد الهجرة.
3- مصدر الخطر المتوقع حينها كان متركزاً في قريش فقط ، ولم يكن أحد يتوقع أن يحصل ما حصل يوم الأحزاب.

***********************

بما أن الدكتور هشام قد أظهر ما يُفهم منه ألا مشكلة لديه مع وقوع أخطاء عسكرية من النبي ، فأنا بذلك سأقتصر مما حُذف من موضوعي على ذكر خطأ واحد فقط حصل في معركة بدر لأنه كان الخطأ الوحيد الذي صدر من القرآن نفسه ، بمعنى هو ملزم ولا مجال للقول بأن القرآن يخطيء ويصيب.

معركة بدر في السنة الثانية للهجرة

في معركة بدر لدينا مثال مهم جداً ووحيد في نوعه فهو قطعي الثبوت وقطعي الدلالة ، لأن النص هنا هو قرآن وليس حديثاً أو رواية في كتب السيرة ، والمعنى فيها واضح وصريح ، وقد نزلت قبل أن يلتحم الطرفان في بدر ، جاء في سورة الأنفال
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)

جاء في صحيح البخاري:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ ( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ ، فَجَاءَ التَّخْفِيفُ فَقَالَ ( الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضُعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) . قَالَ فَلَمَّا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنَ الْعِدَّةِ نَقَصَ مِنَ الصَّبْرِ بِقَدْرِ مَا خُفِّفَ عَنْهُمْ . 15-259

وهذا إخفاق وقع فيه من قال القرآن ، حيث لم يكن على دراية كافية بقدرات مقاتليه وبالغ في ذلك فأمرهم بأن يثبت الواحد منهم أمام العشرة! وهذه نسبة كبيرة وغير منطقية على الإطلاق ، وهذا الأمر العسكري بصمود الواحد أمام العشرة فيه استهتار كبير بحياة المقاتلين ورمي لهم إلى هلاكهم ، فلو أن سرية للمسلمين قوامها ثلاثون مقاتلاً اعترضها جيش قوامه ثلاث مئة مقاتل ، فعلى السرية أن تقاتل!
وبالطبع استثقل ذلك أصحاب محمد ، وبلغه ذلك ، فجاء التصحيح من القرآن: الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

لتهبط النسبة من حالق وتصبح واحداً إلى اثنين!
فانظر أخي القاريء إلى هذا الإخفاق الصريح في قراءة قدرات المقاتلين وانظر إلى الاستهتار بحياتهم ، وانظر كيف تحصل المراجعة والتصحيح في القرآن تماماً كما يحصل في كلام البشر. إن هذه الآية تثبت بشكل واضح أن المعرفة التي كانت وراء القرآن هى معرفة بشرية محدودة القدرات يجوز عليها الخطأ تماماً كالبشر ، وإلا فهل هذا شيء يصدر من الله العليم القدير الذي لا يعزب عنه مثقال حبة خردل في السموات ولا في الارض؟ فلم يعرف قدرات مقاتليه فأمرهم بما لم يحتملوه فأتى التصحيح بعد أن اشتكوا!
ولقد جعل علماء المسلمين الآيات السابقة ضمن ما يسمى بـ "الناسخ والمنسوخ" ، وآيتا سورة الأنفال مثال تجده غائباً عن الأسلوب التقليدي السطحي في عرض الناسخ والمنسوخ في كتابات المسلمين ، حيث يُظهرون الأمر على أنه تدرج من أجل مصالح العباد ويضربون لذلك المثال الشهير عن التدرج في تحريم الخمر ، ولكن هنا نجد مثالاً غائباً عن هذه التنظيرات التي تركز على أمثلة معينة ، ففي هذا الآيات من سورة الأنفال لا تجد مكاناً لتلك الحكم التي أغدقوها على النسخ. وإن وجدت فهى حكم ضعيفة ولا تستحق جعل كتاب الله محلاً للشك ، مثل ما حكاه الزرقاني في "مناهل العرفان في علوم القرآن":
أما الحكمة في نسخ الحكم الأصعب بما هو أسهل منه فالتخفيف على الناس ترفيها عنهم وإظهارا لفضل الله عليهم ورحمته بهم وفي ذلك إغراء لهم على المبالغة في شكره وتمجيده وتحبيب لهم فيه وفي دينه
2-141

فهل هذا كلام مقنع؟
إذاً ، لقد حصلت مراجعة واضحة وبشكل صريح في القرآن ، ولم يبقَ أسوأ من ذلك إلا أن يغير النبي في نص الآية التي نزلت بعد أن يعترض معترض!
والآن عزيزي القاريء المسلم ، ما سبق لم يكن افتراضاً مني ، فهذا الأسوأ وقع فعلاً ، وإن كنت قد استهجنت ما ظننت بأنه افتراض ، فإنك قد اعترفت بنفسك أن محمداً لا يمكن أن يكون نبياً ، فقد روى البخاري في صحيحه في شأن آية نزلت في غزوة بدر:
باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ( لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ ) إِلَى قَوْلِهِ ( غَفُورًا رَحِيمًا )

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ ( لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « ادْعُوا فُلاَنًا » . فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ أَوِ الْكَتِفُ فَقَالَ اكْتُبْ « لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ » . وَخَلْفَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ . فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا ( لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ) .
15-145

وقد روى هذا الحديث بألفاظ أخرى مسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي والنسائي في سننهم وأحمد في مسنده والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه والبزار في مسنده والدارمي في سننه والبيهقي في سننه الكبرى والطبراني في معجميه الأوسط والكبير وأبو يعلى في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه.

وقد جاءت هذه الروايات عن أربعة من الصحابة: زيد بن ثابت – وهو من كتب الآية - والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وفلتان بن عاصم ، ونقلها عن الأربعة خمسة:خارجة بن زيد بن ثابت وأبو إسحاق ومروان بن الحكم وقبيصة بن ذؤيب وكليب أبو عاصم.
ونقلها عن الخمسة ثلاثة عشر: زكريا وشعبة وأبو الزناد وسهل بن سعد وأبو بكر بن عياش وسليمان أبو معتمر والزهري وأبو سنان الشيباني وعاصم بن كليب وإسرائيل ومِسْعَر وسفيان وزهير.
وكثر بعد ذلك الناقلون إلى أن وصلت الروايات إلى مدوني الأحاديث كالبخاري ومسلم.

إذاً: الحادثة في صحة ثبوتها كالجبال ولا سبيل لإنكارها.

وهكذا ، وبعد كل ما يُقال عن إلهية القرآن وعظمته وإعجازه وتفرده وحفظه ، نجد أن آية من القرآن قد تعرضت للتعديل في نصها وبعد أن نزلت! فقد أمر النبي بكتابتها ، أي أن نزول الآية قد اكتمل ، ولكن ، حين اعترض ابن أم مكتوم الأعمى ، تغيرت الآية وبكل بساطة لتتوافق مع ما استجد عند محمد من معرفة!
فماذا نريد دليلاً أكثر من ذلك على بشرية القرآن؟
الحادثة السابقة تثبت ما يلي:
1- أن الآية بصيغتها الأصلية كانت خاطئة المعنى.
2- أن مصدر المعرفة التي تقف وراء القرآن هو مصدر غير خارجي بل هو في ذات محمد، وإلا فإن الله لا يجهل بأمر الذي كان خلف محمد بعدة أمتار.
3- أن المراجعة في القرآن وصلت إلى حد المراجعة في النص ، وهذا عين ما يحصل في النصوص البشرية.

القلم الحر
04-22-2008, 09:01 PM
مرحبا بالزميل وليد
كتبت :
لم يكن واجباً عليكم كمسلمين أن تبينوا الخطأ الكبير الذي وقع فيه الغزالي حين جعل من عبقرية محمد دليلاً على إعجاز شخصيته ومن ثم دليلاً على نبوته؟

و هذا غير صحيح بل قلت ان اجتماع هذه الكمالات فى انسان هى نبوة لا عبقرية
و اقتبس لك من موضوع اثبات النبوة الذى لم تقراه جيدا للاسف :

فالشخصية المحمدية بكل ما حققته و ما قدمته لا يمكن تفسيرها بالعبقرية التى تنبع من الانسان من حيث هو انسان لان العبقرية ان تبلغ ذاتك الذروة فى صفة فتبز فيها و تتفوق على اقرانك فهذه هى العبقرية و كما يقول الدكتور مصطفى محمود :
ان تبلغ الذروة فى الخطابة فانت ديموستين .. و ان تبلغ الذروة فى الشعر فانت بيرون , و ان تبلغ الذروة فى الزعامة فانت بركليس , و ان تبلغ الذروة فى الحكمة فانت لقمان , و ان تبلغ القمة فى فنون الحرب فانت نابليون , و ان تبلغ الذروة فى التشريع فانت سولون
اما ان تكون كل هؤلاء , و ان تمتحنك الايام فى كل صفة فتبلغ فيها غاية المدى فهو الاعجاز بعينه
و اذا حدث هذا فانه لا يفسر الا بانه نبوة و مدد و عون من الله الوهاب وحده
(وَكَذَلِكَ أوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحاً مِنْ أمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاط مُسْتَقِيم)
فمجموع ما قدمه محمد صلى الله عليه و اله و سلم و ما حققه , فوق طاقة هذا الانسان و فوق طاقة اى انسان
هذا ما امتلات قناعة به

اما موضوعك هذا فقد اعترفت ان محمدا (ص)كان عبقريا فى العسكرية , و قد اعترف خصومه كالقس الحداد بانه كان من اعظم القواد العسكريين فى العالم ,و لا يمكنك ان تنكر تميزه فى هذا الميدان
و اقر خصومه بانه كان عبقريا فى ميادين اخرى
و نحن نرد عليك و عليهم بان اجتماع كل هذه الصفات فى انسان لا يمكن تفسيره بالعبقرية , لان العبقرية ان تتميز فى مجال واحد او اثنين لا كل هذه الميادين
فلا تفسير لهذه الظاهرة الفريدة الا انه روحى فداه كان مؤيدا بمدد غيبى , اى كان حقا نبيا من عند الله

ناصر التوحيد
04-22-2008, 09:24 PM
أي مصلحة إجتماعية أو سياسية تلك التي جعلت الوليد هذا يتوهم ما لا يمكن توهمه ممن عرف الحقائق !!؟؟ فيتوهم بأنهم رجحوا المصلحة الإجتماعية أو السياسية على المصلحة الحقيقية وهي الدين والإيمان فقط .
فسطر واحد من العهد الذي تم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الأنصار ينسف كل توهمه الباطل والأخرق

فقد روى الامام البخاري وأحمد والحاكم وابن حبان عن جابر حديث " فهذه بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بايعناه عليها ‏"‏ وأوله : ‏"‏ مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في المواسم بمنى وغيرها يقول‏:‏ من يؤويني، من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة‏؟‏ حتى بعثنا الله له من يثرب فصدقناه ‏"‏ فذكر الحديث حتى قال‏:‏ ‏"‏ فرحل إليه منا سبعون رجلا، فوعدناه بيعة العقبة، فقلنا‏:‏ علام نبايعك‏؟‏ فقال‏:‏ على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب، فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة ‏"‏ .‏
ولأحمد من وجه آخر عن جابر قال‏:‏ ‏"‏ كان العباس آخذا بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغنا قال رسول الله‏:‏ أخذت وأعطيت ‏"‏ وللبزار من وجه آخر عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء من الأنصار‏:‏ تؤوني، وتمنعوني‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏
قالوا‏:‏ فما لنا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ الجنة ‏"‏ وروى البيهقي بإسناد قوي عن الشعبي، ووصله الطبراني من حديث أبي موسى الأنصاري قال‏:‏ ‏"‏ انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم معه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة فقال له أبو أمامة - يعني أسعد بن زرارة - سل يا محمد لربك ولنفسك ما شئت، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب‏.‏ قال‏:‏ أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم، قالوا‏:‏ فما لنا‏؟‏ قال‏:‏ الجنة‏.‏ قالوا‏:‏ ذلك لك ‏"‏ وأخرجه أحمد من الوجهين جميعا‏.‏

فأي مصلحة سياسية أهم من الملك والحكم كانوا سيطلبونها لو كانوا يريدون الدنيا , فقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " لكم الجنة " ..فهل الجنة مصلحة دنيوية , يا من تدعي أنك ابو العرّيف وأنت غارق في جهالات الجاهلينا !!

وفي وقفة مع هذه البيعة نجد أن الأنصار قد فهموا بشكل لا يرقى إليه أي شك أن النبي الكريم ‏هو من سيكون الآمر الناهي في دولة المدينة، وان نظام الحكم الذي يبتغي إقامته عليه ‏الصلاة والسلام، له متطلبات وعليه التزامات تتعارض مع ما كان سائدا من عادات وأعراف ‏ومواثيق، حيث أدركوا أن تلك البيعة تقتضي وضع الأنصار كافة إمكانياتهم ومقدراتهم بإمرة ‏النبي الكريم، وان الأمر كله رهن بما سيشكله النبي من نظام يحل مكان النظام القبلي الذي ‏كان يرفض أن يأتمر القوم بغير سيد منهم فكيف بمن هو قادم من خارج القوم، فضلا عن انه ‏رجل مطارد من قبل قومه، ولذلك فقد فكر الأنصار مليا قبل أن ينجزوا البيعة وقال أبو ‏الهيثم بن التيهان وهو احد نقباء الأنصار (يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبلاً، وإنا ‏قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: بل الدم الدم والهدم الهدم أنا منكم وانتم مني، أحارب من ‏حاربتم وأسالم من سالمتم)

وبمجرد أن وصل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أبواب المدينة ‏في هجرته إليها خر له مئات الأنصار مسلحين يستقبلونه، قائلين له وكان معه أبو بكر ‏الصديق (ادخلا آمنين مطاعين).‏ هذه هي الصورة التي أستقبل بها النبي وليس فقط بصورة طلع البدر علينا .
فقد روى البخاري عن عروة بن الزبير في حديث مطول جاء فيه " وسمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرّة فينتظرونه ، حتى يردّهم حر الظهيرة ، فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظارهم فلما آووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أطم من آطامهم لأمرٍ ينظر إليه فبصر برسول الله وأصحابهِ مبيّضين يزول بهم السراب ، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته : يا معشر العرب ، هذا جدكم الذي تنتظرون " قال ابن حجر العسقلاني: أي حظكم وصاحب دولتكم الذي تتوقعونه . ثم قال عروة : " فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرّة " ، ففي ذلك دلاله على انه لو منع أو حال بينهُ وبين الوصول إلى هدفهِ حائل لأزالوه ولو بقوة السلاح وإراقة الدماء وهذا ما شرطوه على أنفسهم إذا قدم عليهم يثرب.

والمدقق في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، يجد عرض الرسول نفسه على القبائل يطلب منهم النصرة ، إنما هو بأمر من الله عزّ وجل له في ذلك . ( قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لمّا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على القبائل خرج وأنا معه ، وأبو بكر إلى منى، حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، وتقدم أبو بكر وكان نسابة فقال‏:‏ من القوم‏؟‏ فقالوا‏:‏ من ربيعة‏.‏ فقال من أي ربيعة أنتم‏؟‏ قالوا‏:‏ من ذهل - ذكروا حديثا طويلا في مراجعتهم وتوقفهم أخيرا عن الإجابة - قال‏:‏ ثم دفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أفلا تجلسون أكلمكم‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن ورغب في الإسلام ثم قال‏:‏ أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم، قال‏:‏ فما نهضوا حتى بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهم الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار لكونهم أجابوه إلى إيوائه ونصره
وقد ورد في الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (أمرت بقرية ‏ ‏تأكل القرى ‏ ‏يقولون ‏: يثرب ، ‏وهي ‏ ‏المدينة ‏ ‏تنفي الناس كما ينفي ‏ ‏الكير ‏ ‏خبث ‏ ‏الحديد ) يعني انه أمر بالسعي إلى قرية هذا وصفها تأكل القرى أي تكون منطلقاً وقاعدة للدعوة والدولة الإسلامية

وقد ذكرت كتب التاريخ والسيرة، أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب النصرة من ست عشرة قبيلة ... فكان طلب النصرة من اصعب المراحل لانها كانت حساسة جدا حيث تحمل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه عناء العذاب والمقاطعة والسفر ونذكر ان الرسول لم يساوم في هذه المرحلة على اي فكرة او اي حكم كما حصل في عرض قريش وعرض بني صعصعة ... الى ان بعث وكلف الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير ليقوم بالصراع الفكري العقائدي في مجتمع المدينة الى ان اسس له وصار يذكر الاسلام في كل بيت من بيوت المدينة ...
وتحققت النصرة مقابل : " ولكم الجنة "

{ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }

إنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وصفوة الله من خلقه، اختاره ليحمل رسالته إلى الناس كافة أبيضهم وأسودهم عربهم وعجمهم، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (سبأ: 28)

ناصر التوحيد
04-22-2008, 09:31 PM
صار ينحى عن الموضوع وينوح على نفسه
فمرة يريدنا ان نتهجم على الاستاذ العقاد بالافتراء عليه
ومرة اخرى يريدنا ان نتهجم على الاخ الفاضل القلم الحر بالافتراء عليه
وبحمد الله فقد رد عليه الاخ الفاضل القلم الحر وألجمه تماما وبيّن كذبه وافتراءه

مراقب 3
04-22-2008, 10:04 PM
إن هذه الآية تثبت بشكل واضح أن المعرفة التي كانت وراء القرآن هى معرفة بشرية محدودة القدرات يجوز عليها الخطأ تماماً كالبشر

أرجو من الزميل وليد أن يلتزم فى هذا الحوار ببعض البديهيات المتعارف عليها :
ومنها عدم الخلط بين الإنطباعات الذائقية وبين الأدلة التى تحتاج لأمور أخرى خارج حدود التذوق الشخصى
فاستخدامك لعبارة "الإثبات" يحتاج منك أولاً .. لإثبات !!
وذلك قبل تقريره وتمريره بسرد حواديتى تغلفه الإنطباعات والقدرة الشخصية على الإدراك والتحليل
فمن المفيد أحياناً أن نستخدم عبارات اقل تدليساً واقرب للواقع كأن تقول :
ورأيى أن كذا ... أو تقول وأرى أن كذا وكذا ، لأن ما تعرضه فى حقيقة الأمر ليس إلا رأيك مغموساً بذائقة وانطباع !

الحديث حول فرع لا يخدم قضيتك فى نفى الأصل طالما أن نفيك قائم على حدود المعرفة والفهم لا غير
وأرى -وهو اقتراح لك- أن تناقش حول الأصول إن كنت جاداً فى تحيزك للفكر الإلحادى ، وتعرض ما لديك حول أصل الإيمان بالوحى !

ودعنى أقرب لك المسالة : كل ما تكتبه قد يرد عليه محاورك بكلمة واحدة : وهى "اثبات" -كإثباتك- للأصل الإيمانى وكفى بهذا للمؤمن أن يكون داعياً للتصديق بكل ما ياتى بعده !! وهى عبارة قد لا تقبلها كإنسان ملحد بحكم عقيدتك ولكنك لا تستطيع -منهجياً- أن تردها لسببين : أولاً أنك لم تخدش الاصل الذى يلجا إليه المسلمون ولم تعرض ما يفند هذا الإيمان ولو فعلت ذلك لألزمت محاورك بترك الركون إليه فى الحوار .. تماماً كما ندعوك نحن الآن أن تترك الركون "لإثبات انطباعى" يقوم على حسك وذائقتك !! وثانياً لأنك تتحدث بحديث عموم الذائقة والحس الشخصى والإستحسان الذى تحوله لـ "دليل مثبت" فقط لأنك تراه كذلك !! ولو تجاوزنا الخلاف .. واقررت لك -افتراضياً- بنصف الدعوى وهى أننا لا نملك دليلاً على الإيمان ، لجاز لنا -كمؤمنين- أن نرد دعواك بنفس الإنطباعية ونقول أن ايماننا هو ما نفهمه ونؤمن به ونقبله بحكم الذائقة والإستحسان .. فما الذى يجعل استحسانك مقبولاً واستحساننا مرفوض !؟

إن أردت من هذا الموضوع سرداً حواديتياً لا غير فلتحتفظ به من خلال عباراتك فى هذا الإطار وإلا سنضطر لإستحضار روح المقص والساطور كلما أزعجتنا لغتك المتعدية ، أما إن أردت حواراً تعرض ما لديك بمجموعة أدلة أو براهين أو قدمت لنا قدرة منك على الحديث حول الاصول وتأجيل الفروع فإن هذا هو الأفضل وسيثبت لنا أنك طالب للحق ولست باحثاً عن الصداع !

وليد غالب
04-22-2008, 10:58 PM
أهلاً بالزميل القلم الحر ، قلت:

((و هذا غير صحيح بل قلت ان اجتماع هذه الكمالات فى انسان هى نبوة لا عبقرية ))

لا يوجد فرق جوهري ، لأنك بعد أن تقرر اجتماع العبقريات في النبي تأتي لتقول:
((فلا تفسير لهذه الظاهرة الفريدة الا انه روحى فداه كان مؤيدا بمدد غيبى))

فأن تؤمن بأن اجتماع العبقريات في محمد كانت نتيجة للمدد الغيبي ، يستلزم بشكل مباشر ألا تكون في هذه العبقريات أخطاء لأن الخطأ لا يصدر ممن هو مُؤيَّد غيبياً، فإذا كان التأييد الغيبي هو الذي أعطاه اجتماع هذه العبقريات ، فما معنى أن يتخلى التأييد الغيبي في العبقرية الواحدة فلا تكون جميع قرارات النبي في الميدان العسكري مثلاً صحيحة؟
ثم إن النبي لو كان سجله العسكري ناصعاً خالياً من الأخطاء ، لقلتم لنا: انظروا إلى هذه المعجزة ، هل يوجد قائد عسكري مثل نبينا لم يخطيء أبداً؟
ولكن هذا ما لم يحصل ، إذاً: الإعجاز في شخصية محمد إعجاز ناقص وكان من الممكن أن يكون تاماً ، فكيف يكون الإعجاز ناقصاً وهو من عند الله؟
سؤال: هل تؤمن بأن النبي لم يقع في أي خطأ عسكري؟ وكيف تنظر لتصويب الصحابة له في بعض قراراته العسكرية؟ وإن كنت ترى بأنه وقع في أخطاء عسكرية فأين ذهب التأييد الإلهي الذي أعطاه عبقرياته؟
وشكراً لك

القلم الحر
04-22-2008, 11:24 PM
باختصار

لم تثيت ان النبى (ص) اخطا خطئا ينتقص من كماله
فكلامك عن قوله تعالى (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ..) يرد عليه انه لا نسخ هنا و لا ما تسمية " تصحيح "
و خلاصة الجواب : ان مقاتلة العشرين للمائتين استحبابى فلا تصحيح و لا يحزنون
فمدلول الايتين هو تحريض المؤمنين على القتال ، وان الله يعدهم بالنصر على أعدائهم ، ولو كانت الاعداء عشرة أضعاف المسلمين ، إلا أنه تعالى لعلمه بضعف قلوب غالب المؤمنين ، وعدم تحملهم هذه المقاومة الشديدة لم يوجب ذلك عليهم

اما الحادثة التى تقول انها في صحة ثبوتها كالجبال ولا سبيل لإنكارها.فاالعبد الفقير لا يعتقد صحتها , و يمكن لمن يعتقد صحتها ان يرد عليك بان الغرض من ذلك اثبات فضل لابن ام مكتوم , كما ان الرواية تضمنت اثباتا لظاهرة برحاء الوحى و هى من ادلة ان الحبيب المصطفى كان يوحى اليه
و بما انك مهتم هكذا بالحديث فانصحك بقراءة كتاب " القران و الحديث " للدكتور ابراهيم عوض
تجده هنا
http://www.al-maktabeh.com/a/index.htm

و الله الهادى

ناصر التوحيد
04-23-2008, 12:04 AM
وانتقل هذا الوليد من موضوعه الاساسي والمعنون بمضمونه حول العبقرية العسكرية الى بشرية القرآن الكريم !!
ووقع الوليد في حيص بيص

فقوله تعالى: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ , هو خبر وهو بمعنى الأمر , كل واحد بعشرة، وهو ايضا وعد كريم منه تعالى بغلبة كل جماعة من المؤمنين على عشرة أمثالهم , والمعنى: إِن يوجد منكم يا معشر المؤمنين عشرون صابرون على شدائد الحرب يغلبوا مائتين من عدوهم، بعون الله وتأييده .
ولذلك كان المسلمون يلتزمون بهذا الامر ويصبرون ويحتسبون , فقاتل المسلمون بقوة فكان الرجل منهم بعشرة .
وروى الحافظ ابن مردويه عن ابن عمر رضي اللّه عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين‏}‏ قال‏:‏ نزلت فينا أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم‏.‏
- ذكرني هذا الوليد بهذه الطرفة : انه في احدى المعارك وجد القائد احد جنود المسلمين قاعدا فقال له مالك لا تقاتل فقال له لقد خلّصت العشرة خاصتي .-
ثم جاء التخفيف، فقال‏ تعالى :‏ ‏{‏الآن خفف اللّه عنكم‏}‏الآية، فكانوا إذا كانوا على الشطر من عدوهم لم يسغ لهم أن يفروا من عدوهم، وإذا كانوا دون ذلك لم يجب عليهم قتالهم وجاز لهم أن يتحرزوا عنهم
فالتخفيف لا يقع إلا بعد تكليف , والمراد بالتخفيف هنا التكليف بالأخف لا رفع الحكم أصلا
فهل في ذلك مدعاة للغرابة !!
لا طبعا
فقد كانت الصلاة ستفرض خمسين مرة في اليوم ثم جعلها الله خمس صلوات وفي نفس الموقف وهو حادثة المعراج وجعل ثوابها ثواب الخمسين صلاة
فكان الحكم ( إن يكونوا عشرين يغلبوا مائتين ) ، ولما انتهى أمد العمل به نزلت الآية الثانية ليخبر الله سبحانه انتهاء أمد ذلك ، وأنه الآن إن يكن منكم مائة يغلبوا مائتين .
فهل في ذلك مدعاة للغرابة !!
ثم هل من مانع للتخفيف .. وخاصة بعد ان قوي الاسلام والمسلمون وكثر عددهم , واهل الايمان يدعون ربهم قائلين :
{ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } سورة البقرة

فعليكم الاعتماد على الله عز وجل في النصر مع الأخذ بالأسباب . وهذا ما كان يحصل في ل معارك المسلمين ..
فما انتصر عليهم عدو رغم ان عدد العدو كان يكون احيانا بقدر عشرة اضعاف عدد المسلمين
في معركة اليرموك الفاصلة , كان عدد جيش المسلمين ستة وثلاثين ألف مقاتل، وكان عدد جيش الروم مئتي ألف مقاتل , فسمع القائد خالد رجلاً من المسلمين يقول، وهو ينظر إلى جيش الروم:ما أكثر الروم، وما أقلّ المسلمين , فغضب خالد غضباً شديداً، وقال لذلك الرجل:بل قل: ما أقلّ الروم، وما أكثر المسلمين , إن الجيوش إنما تكثر بالنصر، وتقلُّ بالخذلان , وانتهت المعركة الفاصلة بانتصار ساحق للمسلمين على الروم، وانهزم الروم هزيمة منكرة.

----
( لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ) .
وعند الترمذي انه : لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } جاء عمرو بن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال وكان ضرير البصر فقال يا رسول الله ما تأمرني ؟ إني ضرير البصر ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية { غير أولي الضرر } الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة .

فـإن أُولِى الضَّرَرِ لهم العذر في أكثر من آية .. والمتأمل في آيات الله تعالى يجد نفسه أمام آيات كثيرة توحي بهذا المعنى
قال تعالى : {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم }( التوبة ) تدل الآية دلالة واضحة على أن الضعفاء والمرضى ليس عليهم أية حرج إذا لم يقاتلوا مع إخوانهم الأصحاء.
وذكر الله في القرآن :{ ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج.} آية 17 سورة الفتح , ويقصد عدم الحرج عندما يتخلفون عن المعارك فإن لهم العذر المقبول عند الله
فصار ذلك مخرجا لذوي الأعذار المبيحة لترك الجهاد من العمى والعرج والمرضى عن مساواتهم للمجاهدين في سبيل الله
ثم أخبر تعالى بفضيلة المجاهدين على القاعدين قال ابن عباس: "غير أولي الضرر" وكذا ينبغي أن يكون , كما ثبت في صحيح البخاري من طريق زهير بن معاوية عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه" قالوا وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال "نعم حبسهم العذر"
فإن القرآن الكريم لم يهمل ذكر ذوي العاهة ولم ينكر وجودها ولم يتجاهل أثرها على صاحبها
فالله اعلم بحقيقة نيتهم وحبهم للجهاد في سبيله لولا هذه الاعذار المبيجة لهم .. فساوى بينهم وبين المجادين بالفعل في الثواب , كما في قوله تعالى "وكلا وعد الله الحسنى" أي الجنة والجزاء الجزيل. وفيه ايضا دلالة على أن الجهاد ليس بفرض عين بل هو فرض على الكفاية.

عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏{ ‏من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه} رواه مسلم

قال صلى الله عليه وسلم : [ عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.... ]

ناصر التوحيد
04-23-2008, 12:16 AM
ارى ان هذا الاهتمام الكبير بالاسلام وبرسول الاسلام من هجوم ضارى ما هو الا دليل على عظم هذا الدين وعظم شخصية الرسول الكريم فالانسان لا يرمى حجارته الا على الشجرة المثمرة
فالحمد لله على نعمة الاسلام

نعم
اعداء الاسلام اصابهم الصرع من قوة الاسلام العظيم في عقيدته وشريعته ومبادئه وفي نبيّه الكريم ( ص )
فالنصارى يعملون المستحيل للنيل من الدين الاسلامي ومن المسلمين .. بتفاهات وافتراءات واكاذيب وجهالات ..
وكل ذلك يأتي بعكس مرادهم ..
فالاسلام ينتشر بين النصارى في الشرق والغرب ..ولا يوجد اي سبيل امام اساطين دولهم للحيلولة دون هذا الامتداد الاسلامي في عقر دارهم

قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ » (الأنفال: 36-37).

نصرة الإسلام
04-23-2008, 06:58 AM
وانتقل هذا الوليد من موضوعه الاساسي والمعنون بمضمونه حول العبقرية العسكرية الى بشرية القرآن الكريم !!
ووقع الوليد في حيص بيص

فقوله تعالى: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ , هو خبر وهو بمعنى الأمر , كل واحد بعشرة، وهو ايضا وعد كريم منه تعالى بغلبة كل جماعة من المؤمنين على عشرة أمثالهم , والمعنى: إِن يوجد منكم يا معشر المؤمنين عشرون صابرون على شدائد الحرب يغلبوا مائتين من عدوهم، بعون الله وتأييده .
ولذلك كان المسلمون يلتزمون بهذا الامر ويصبرون ويحتسبون , فقاتل المسلمون بقوة فكان الرجل منهم بعشرة .
وروى الحافظ ابن مردويه عن ابن عمر رضي اللّه عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين‏}‏ قال‏:‏ نزلت فينا أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم‏.‏
- ذكرني هذا الوليد بهذه الطرفة : انه في احدى المعارك وجد القائد احد جنود المسلمين قاعدا فقال له مالك لا تقاتل فقال له لقد خلّصت العشرة خاصتي .-
ثم جاء التخفيف، فقال‏ تعالى :‏ ‏{‏الآن خفف اللّه عنكم‏}‏الآية، فكانوا إذا كانوا على الشطر من عدوهم لم يسغ لهم أن يفروا من عدوهم، وإذا كانوا دون ذلك لم يجب عليهم قتالهم وجاز لهم أن يتحرزوا عنهم
فالتخفيف لا يقع إلا بعد تكليف , والمراد بالتخفيف هنا التكليف بالأخف لا رفع الحكم أصلا
فهل في ذلك مدعاة للغرابة !!
لا طبعا
فقد كانت الصلاة ستفرض خمسين مرة في اليوم ثم جعلها الله خمس صلوات وفي نفس الموقف وهو حادثة المعراج وجعل ثوابها ثواب الخمسين صلاة
فكان الحكم ( إن يكونوا عشرين يغلبوا مائتين ) ، ولما انتهى أمد العمل به نزلت الآية الثانية ليخبر الله سبحانه انتهاء أمد ذلك ، وأنه الآن إن يكن منكم مائة يغلبوا مائتين .
فهل في ذلك مدعاة للغرابة !!
ثم هل من مانع للتخفيف .. وخاصة بعد ان قوي الاسلام والمسلمون وكثر عددهم , واهل الايمان يدعون ربهم قائلين :
{ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } سورة البقرة

فعليكم الاعتماد على الله عز وجل في النصر مع الأخذ بالأسباب . وهذا ما كان يحصل في ل معارك المسلمين ..
فما انتصر عليهم عدو رغم ان عدد العدو كان يكون احيانا بقدر عشرة اضعاف عدد المسلمين
في معركة اليرموك الفاصلة , كان عدد جيش المسلمين ستة وثلاثين ألف مقاتل، وكان عدد جيش الروم مئتي ألف مقاتل , فسمع القائد خالد رجلاً من المسلمين يقول، وهو ينظر إلى جيش الروم:ما أكثر الروم، وما أقلّ المسلمين , فغضب خالد غضباً شديداً، وقال لذلك الرجل:بل قل: ما أقلّ الروم، وما أكثر المسلمين , إن الجيوش إنما تكثر بالنصر، وتقلُّ بالخذلان , وانتهت المعركة الفاصلة بانتصار ساحق للمسلمين على الروم، وانهزم الروم هزيمة منكرة.

----
( لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ) .
وعند الترمذي انه : لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } جاء عمرو بن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال وكان ضرير البصر فقال يا رسول الله ما تأمرني ؟ إني ضرير البصر ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية { غير أولي الضرر } الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة .

فـإن أُولِى الضَّرَرِ لهم العذر في أكثر من آية .. والمتأمل في آيات الله تعالى يجد نفسه أمام آيات كثيرة توحي بهذا المعنى
قال تعالى : {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم }( التوبة ) تدل الآية دلالة واضحة على أن الضعفاء والمرضى ليس عليهم أية حرج إذا لم يقاتلوا مع إخوانهم الأصحاء.
وذكر الله في القرآن :{ ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج.} آية 17 سورة الفتح , ويقصد عدم الحرج عندما يتخلفون عن المعارك فإن لهم العذر المقبول عند الله
فصار ذلك مخرجا لذوي الأعذار المبيحة لترك الجهاد من العمى والعرج والمرضى عن مساواتهم للمجاهدين في سبيل الله
ثم أخبر تعالى بفضيلة المجاهدين على القاعدين قال ابن عباس: "غير أولي الضرر" وكذا ينبغي أن يكون , كما ثبت في صحيح البخاري من طريق زهير بن معاوية عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه" قالوا وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال "نعم حبسهم العذر"
فإن القرآن الكريم لم يهمل ذكر ذوي العاهة ولم ينكر وجودها ولم يتجاهل أثرها على صاحبها
فالله اعلم بحقيقة نيتهم وحبهم للجهاد في سبيله لولا هذه الاعذار المبيجة لهم .. فساوى بينهم وبين المجادين بالفعل في الثواب , كما في قوله تعالى "وكلا وعد الله الحسنى" أي الجنة والجزاء الجزيل. وفيه ايضا دلالة على أن الجهاد ليس بفرض عين بل هو فرض على الكفاية.

عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏{ ‏من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه} رواه مسلم

قال صلى الله عليه وسلم : [ عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.... ]


رحمك الله اخى ناصر التوحيد ,

معقول هذا الكلام ؟؟؟!!!
الوليد لم يفق بعد من صدمة مشاركتك رقم ( 24 ) , أفتعاجله بالضربة القاضية قبل ان يفيق من صدمته الاولى ؟؟!!
رفقاً بالوليد يا اخى ناصر التوحيد :))::)):

و انت يا وليد , اين ردك على مداخلة الاخ ناصر التوحيد رقم ( 24 ) ؟؟
اراك - عند العجز عن الرد - تجيد الهروب , فتركت الاجابة و تشاغلت بحوار جانبى مع الاخ القلم الحر .
فليتك تنحى تلك الحوارات جانباً و تتحفنا باجاباتك .
فى انتظارك

متروي
04-23-2008, 11:42 AM
سؤال الى وليد
- لماذا رفض رسول الله صلى الله عليه و سلم عرض بني عامر عليه فهل كان على يقين من النتيجة التي سيحققها ؟؟؟ و اذا كان الذين نصروه من اهل المدينة يبحثون عن مصالحهم الخاصة فما بال المهاجرين الذين اتبعوه في المدينة ماذا كانوا يبتغون و منه الاغنياء السادة ؟؟؟؟؟؟؟
- ثانيا هل تصدق ان اليهود كانوا ينتظرون نبيا جديدا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- ثالثا تقول ان النبي ارتكب اخطاء كادت تودي بحياته ؟؟؟؟؟؟ فهل لو قتل النبي كانت نبوته باطلة ؟؟؟؟؟؟؟؟ أولم تعلم ان الكثير من الانبياء قتلوا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فما علاقة هذه بتلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مجرّد إنسان
04-23-2008, 02:21 PM
أولا : مربط الفرس


الزميل وليد....


تحت عنوان : (( أخطاء نبي الإسلام العسكريّة )) كتبت الكثير والكثير....

وكلّما ازدت كتابة....كلما زاد البعد بين العنوان والمضمون....

ثم كانت الردود منك على (بعض) ما عقّب به عليك....كعادتكم بني لادين في انتقاء ما يحلو لكم من الردود والهروب من غيرها ....

فما النتيجة ؟؟؟

إنني أرى أمامي ما يُشبه المخلوق الأسطوري فرانكشتاين Frankenstein...مجرّد قصاصاتٍ مشوّهة حاولت فيها أن تجمع بين أمورٍ غير متجانسة أخرجتها أمام الناس لتقول متفاخراً : انظروا إلى موضوعي المتكامل!!


قلّبت ما كتبته كما أقلّب المكرونه:o:....باحثاً عمّا تريد الوصول إليه....

توصلت إلى التالي : أردتَ أن تنقض أصل النبوّة وثبوتها....بنقض الكمال في الجانب العسكريّ في حياة النبي( ص )...(1)


وأن تنقض الكمال في الجانب العسكريّ....بادّعاء وقوع أخطاء افي سياسات الحرب وتصرّفاتها...(2).



هذا الهرم ( الورقيّ ) الذي بنيته....تكفيه نفخة هواء واحده.....يبعثها السؤال التالي :


* هل كلّ ما يتعلّق بالجانب العسكريّ في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - هو وحيٌ إلهيّ؟؟؟ هل كلّ التصرّفات العسكريّة الحاصلة فيها كانت وحياً منزّلا من الله تعالى ؟؟؟ أم أنها كانت على قسمين : ما كان وحياً إلهيّاً مباشرا ، وما كان فيه مجال الاجتهاد البشريّ انطلاقا من قوله تعالى : (( وشاورهم في الأمر)) ، ومثل تلك الاجتهادات ينزل فيها الوحي ليبيّن صوابها من خطئها....؟؟؟؟


لو كانت هذه قاعدة....لانتقضت بموضع اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لمعركة بدر....وانتقضت باختيار بقبول النبي صلى الله عليه وسلم للمشورات الحربيّة المختلفة....وبأمور أخرة مبثوثة في السيرة....


لكنّك لن تجد أحداً يقول ذلك.....إذاً فأنت بنيت مقالتك على باطل....وما بُني على باطل فهو باطل.....

ملاحظة : كلامي هذا عن منهجيّة البناء المعرفي لدى الزميل وليد....قبل الشروع في مناقشة ما يراه أخطاءً عسكريّة ...وهذه مرحلةٌ أخرى...ولا تعني بالضرورة أنني أقول بقوله





ثانيا : ما قاله القسّ....وما قاله القلم الحرّ :



* بل قصد القس هو الترويج للعبقرية ضد النبوة ..
فكل ما بنيته من جدليات يبطله هذا الأصل :
وهو أننا لا نؤمن بعبقرية الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل نؤمن بنبوته ..
وأنه يوحى إليه وأنه لا ينطق عن الهوى ..


أقتطف هذا الجزء مما قاله الدكتور هشام حتى تفهم القضيّة.....


القس أراد أن يفسّر كلّ تصرّفات النبي( ص ) على ضوء العبقريّة البشريّة ....


وما قام الأخ القلم هو أن سلّم (من باب الجدل )...أن كل ما صدر منه ( ص ) في المجالات السياسيّة هي عبقريّة بشريّة...وأن كلّ ما صدر منه( ص ) في المجالات الإداريّة هي عبقريّة بشريّة....وأن كلّ ما صدر منه( ص ) في المجالات االتشريعيّة هي عبقريّة بشريّة....و...و....و.


لكن اجتماع كلّ تلك العبقريّات أمرٌ لا يمكن تصوّره بحالٍ من المنظور البشريّ....لا يمكن أن تكون كللللللللللللللللللللللللل تلك الكمالات والتصرّفات العبقريّة والبروز الكامل في جميع الجوانب الإنسانيّة والفكريّة والعمليّة أن تجتمع في شخصٍ واحدٍ دون تأييد إلهيّ....


فكان توصيف النبوّة بجميع ما تتعلّق به سذاجةٌ في التفكير....


ولذلك قال :


((فالشخصية المحمدية بكل ما حققته و ما قدمته لا يمكن تفسيرها بالعبقرية التى تنبع من الانسان من حيث هو انسان لان العبقرية ان تبلغ ذاتك الذروة فى صفة فتبز فيها و تتفوق على اقرانك فهذه هى العبقرية و كما يقول الدكتور مصطفى محمود :
ان تبلغ الذروة فى الخطابة فانت ديموستين .. و ان تبلغ الذروة فى الشعر فانت بيرون , و ان تبلغ الذروة فى الزعامة فانت بركليس , و ان تبلغ الذروة فى الحكمة فانت لقمان , و ان تبلغ القمة فى فنون الحرب فانت نابليون , و ان تبلغ الذروة فى التشريع فانت سولون
اما ان تكون كل هؤلاء , و ان تمتحنك الايام فى كل صفة فتبلغ فيها غاية المدى فهو الاعجاز بعينه
و اذا حدث هذا فانه لا يفسر الا بانه نبوة و مدد و عون من الله الوهاب وحده
(وَكَذَلِكَ أوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحاً مِنْ أمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاط مُسْتَقِيم)
فمجموع ما قدمه محمد :salla1: و ما حققه , فوق طاقة هذا الانسان و فوق طاقة اى انسان )))


إذاً فأنت لم تفهم كلامه كما قال لك...فكان اعتراضك في غير محلّه...

وبعبارة مختصرة : أنت بنصّ كلامك لم تنفِ العبقريّة العسكريّة للنبي( ص )...ووقوع تلك الأخطاء - هذا من باب التسليم جدلا وليس إقرارا لك - لن تنفي تلك العبقريّة....لكننا لم نستدلّ بالعبقريّة أصلاً....بل باستحالة أن تكون جميع تلك التصرّفات محض عبقريّة...واستحالى اجتماعها في شخصٍ واحد من منظور بشريّ....فتأمّل!!!




ثالثا : قصّة العنكبوت :




(((مثالك عن غار ثور هو مثال ممتاز لمبالغات المسلمين في التأييد الإلهي لدينه ، فحادثة نسج العنكبوت والحمامة هى حادثة لم ترد في أي من كتب المتون – الصحاح والسنن والمسانيد والمصنفات وغيرها- ، ولم ترد في كتب التاريخ.
يعني وصلتنا كما تصل الحكايات الشعبية.
وحكمها عند المحدثين بأنها لا أصل لها ، تعرف مايعني ذلك؟ يعني أسوأ من الضعيف والضعيف جداً والموضوع والمنكر والشاذ والمنقطع والمعضل.. إلى آخر هذه التقسيمات.
ويذكرني ذلك بنشيد "طلع البدر علينا" الذي يؤمن العامة بأن أهل المدينة استقبلوا به النبي ، وهى عند المحدثين ضعيفة جداً.
فشكراً لك على مثالك الذي صار من حيث لا تدري مثالاً لي يثبت مرادي.)))


أولا : وقعت في خطأ فاحش.....فادّعيت أن القصّة المذكورة لم تردد في السنن والمسانيد والمصنّفات....وليت شعري من أين لك أيها النحرير أن تتقوّل مثل ذلك؟؟؟ هل استقرأت تلك الكتب؟؟؟ أم أنها استعانةٌ غير موفّقة بالشيخ جوجل؟:sm_smile:؟؟

الحديث مرويٌّ في مسند الإمام أحمد....ومصنّف الإمام عبدالرزّاق....هذه واحده...


ثانياً : الحديث ضعيفٌ وليس لا أصل له....

فالحديث الذي بين يدينا ضعيفٌ...يعني لم يصحّ عن النبي ( ص )...وليس إلى درجة المكذوب....


وقفت على حديث موضوع لكن ليس هو الحديث الذي نتكلم فيه بنصّ :


((العنكبوت شيطان مسخه الله فاقتلوه))


أعلم أنها مصطلحاتٌ يصعب عليك فهمها....لكن حسبك الإشارة إلى ما وقعت به من خطأ


ثالثا : كعادتك الانتقائيّة أنت وبني لادين...فرحت فرحاً عظيما بمثل هذا المثال الذي قدّمه أخونا عبد الواحد....فتركت الجواب عمّا ذكره في كلامه...


وسوف أستبدل لك المثال بما صحّ عندنا....ولنرَ كيف ستجيب عن ذلك :


المثال الصحيح :


(( عن بن عباس : ان الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاهدوا باللات { والعزى ومناة الثالثة الأخرى لو قد رأينا محمدا قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله قال فأقبلت فاطمة تبكي حتى دخلت على أبيها فقالت هؤلاء الملأ من قومك في الحجر قد تعاهدوا ان لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك فليس منهم رجل الا قد عرف نصيبه من دمك قال يا بنية أدني وضوءا فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه قالوا هو هذا فخفضوا أبصارهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه أبصارهم ولم يقم منهم رجل فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من تراب فحصبهم بها وقال شاهت الوجوه قال فما أصابت رجلا منهم حصاة الا قد قتل يوم بدر كافرا)) رواه الإمام أحمد وإسناده قوي على شرط مسلم...


والآن :

من الظروف التي ذكرتها (انتماء نبي الإسلام لبني هاشم أعطاه حصانة ) لكنك نسيت عوامل خارجية أخرى ساعدت النبي .. نسيت مثلا ذكر القبضة من تراب التي حصب بها وجوه القوم وضلل الكفار وقد كانوا على بعد خطوات منه ومن القضاء على الدين الجديد. ذكرتُ هذا المثل لأبين لك الخلل الجوهري الثاني في كلامك. إن كان النسب ساعد النبي فكذلك التراب.. وما يسري على الأول يسري على الثاني فكلاهما أسباب خلقها الله.. لكنك تشترط ضمناً أن لا ينصر الله نبيه بأسباب خلقها! وهذا شرط باطل!




رابعا : قصّة الأنصار :

قلت :


فحديث اليهود لأهل يثرب عن قرب قدوم نبي يجعل أهل يثرب أكثر استعداداً للإيمان بنبوة من يدعي النبوة ،
أما الدافع السياسي: اليهود كانوا يتوعدونهم بأن النبي سيكون حليفهم ، فأراد أهل يثرب أن يسبقوا اليهود إليه ليكون حليفهم لا حليف اليهود.


وقلت :


1- الحرب مع طرف خارجي أهون من الحرب الأهلية.
2- الجهاد لم يكن قد شُرّع أصلاً فحديثك عن علمهم بالمخاطر في قبول دعوته فيه نظر، (أذن للذي يُقاتلون بأنهم ظُلموا) نزلت بعد الهجرة.
3- مصدر الخطر المتوقع حينها كان متركزاً في قريش فقط ، ولم يكن أحد يتوقع أن يحصل ما حصل يوم الأحزاب.


كلّ ذلك يبطل بنقلٍ واحد....أرجوك لا تكلّفني في بيان دلالته....فأحسبك أذكى من ذلك :


في بيعة العقابة : (((...وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم فقال رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فأما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله وأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبينة فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله... قالوا أمط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا ولا نسلبها أبدا قال فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة)) رواه أحمد إسناده صحيح على شرط مسلم


أكتفي بهذا القدر وللحديث بقيّة إن شاء الله:ANSmile:

مجرّد إنسان
04-23-2008, 07:51 PM
فكان توصيف النبوّة بجميع ما تتعلّق به سذاجةٌ في التفكير....


وقع نقص....وهو : فكان توصيف النبوّة بجميع ما تتعلّق به كعبقريّة بشريّة لا غير....سذاجةٌ في التفكير....

مجرّد إنسان
04-23-2008, 08:13 PM
مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء


وضعت خط تحت كلمتين......ويمكن لأي عضو من الأعضاء التعليق على كل واحدة منهما.....فمن يتبرّع من الإخوان التعليق على القضيّتين؟؟؟؟ اعتبروها تمريناً ذهنيّاً:)):

ناصر التوحيد
04-23-2008, 09:25 PM
وضعت خط تحت كلمتين......ويمكن لأي عضو من الأعضاء التعليق على كل واحدة منهما.....فمن يتبرّع من الإخوان التعليق على القضيّتين؟؟؟؟ اعتبروها تمريناً ذهنيّاً:)):

اي تعليق يا اخي الفاضل ونحن نتكلم عن دين شامل كامل لا يمكن ان تاتي به اي عقليات بشرية ولو تجمعت على ذلك الامر
اي تعليق يا اخي الفاضل ونحن نتكلم عن قرآن كريم لا يمكن ان تاتي به اي عقليات بشرية ولو تجمعت على ذلك الامر , كما أن اسلوب القرآن الكريم اسلوب فريد متميز معجز ويغاير كل الاساليب البشرية ومن ضمنها اساليب رسول الله ( ص ) نفسه
اي تعليق يا اخي الفاضل ونحن نتكلم عن نبي كريم ( ص ) قال لصناديد زعماء قريش وهو في أضعف قوة وعدد مادية وبشرية وسلاحية "والله لقد جئتكم بالذبح " ما لم تؤمنوا
اي تعليق يا اخي الفاضل ونحن نتكلم عن نبي كريم ( ص ) وعد من لحقه في الهجرة ليقتله بسواري كسرى , وبعد (15) عاما فقط أخذهما من الخليفة عمر بناء على هذا الوعد

في الحقيقة لم يبق لي من تعليق سوى ان اقول ان مكان هذا الموضوع هو سلة المهملات هو وكاتبه الأخرق .. ولعدم وجود سلة مهملات .. اتمنى لو يوضع في مكانه المناسب وهو قسم - خنفشاريات - , والا فلنفتح قسما جديدا عنوانه - افتراءات وجهالات - ونرميه فيه كي يظل عبرة لكل من تكلم بغير الحق وبغير الصواب

وليد غالب
04-23-2008, 11:13 PM
إلى ناصر التوحيد:
أولا: أكرر مرة أخرى أنا لم أقل بأن العامل السياسي عند أهل يثرب كان مقدماً على العامل الديني ، بل قلت بأن العامل السياسي كان له حضور في أسباب تبنيهم لدعوة النبي.
سؤال: هل تنكر بأن عوامل غير دينية كان لها علاقة بنصرة أهل يثرب؟ حتى لو كان ذلك في المرتبة الألف بعد العامل الديني ، لكن ألا ترى في سعيهم لإنهاء الحرب وسعيهم إلى تبني النبي قبل اليهود ، ألا ترى في ذلك عاملاً ساعد – ولو بشكل بسيط- في تبنيهم لدعوة النبي؟
إن قلت نعم ، فحينها يصبح الخلاف بيني وبينك هو فقط في درجة تأثير هذا العامل على تبنيهم للنبي. أما أنا فوجهة نظري هى: أن تأثير هذا العامل لم يكن سطحياً.
أما كل حديثك عن استعداد أهل يثرب لتحمل المخاطر والتحديات ومواجهة العرب في سبيل نصرة النبي، فلو أن النبي وعد بني عامر بأن يكون لهم الأمر لتحمل بنو عامر أيضاً هذه المخاطر.
ثم إن أهل يثرب لم يكونوا منزهين تماماً عن الرغبة في السلطة من وراء تبني دعوة النبي ، فبعد أن توفي النبي ، وهو ما يزال مُسجى لم يدفن بعد ، اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة لتداول أمر الخلافة ورشحوا سعد بن عبادة ليكون الخليفة وكانت حجتهم الأساسية في ذلك بأنهم معشر الأنصار هم من نصر الإسلام ونبيه. فحين تقبل قادة أهل يثرب دعوة النبي كانوا يضعون بعين الاعتبار أنه وعلى المدى الطويل فإن في انتصار النبي على العرب انتصاراً لهم ، وفي توليه للحكم اليوم تولي لهم للحكم غداً.
ولكن نعرف جميعاً ما الذي منع الأنصار من استلام الحكم وكيف تمت بيعة أبي بكر وكانت فلتة كما وصفها عمر في خطبته الشهيرة.

ثانياً : ما نقلته مما تثبت فيه إيمانهم بنبوته ومدى يقينهم في ذلك ، فقد سبق أن بينت أن ما كان يهود يثرب يقولونه عن قرب قدوم نبي ساهم في اعتقاد أهل يثرب بصدق النبي.
مثال لتقريب الفكرة: لو طرق باب بيتك شخص وقال لك بأنه مندوب من الملك ، فهل ستصدقه؟
ولكن لو أن الكثيرين كانوا قد أخبروك مسبقاً بأن مندوباً للملك سيزور المنطقة ، فهذا سيسهم كثيراً في تصديقك بأن من أتاك هو فعلاً مندوب من الملك.

وكذلك مع النبي محمد الذي قال بأنه رسول من الله ، وكان أهل يثرب يسمعون من اليهود بأن نبياً قد آن أوان قدومه ، فهذا أعطى لأهل يثرب تهيأة ممتازة للتصديق بالنبي ، فاجتمع ذلك مع ما أتى به النبي من قرآن وما فيه من سمو ، فآمن أهل يثرب به.

إذاً ، فحتى في الأمثلة التي تسردونها والتي تحاولون من خلالها تحجيم دور المصلحة السياسية وقصر أسباب النصرة على إيمانهم بالنبي ، فحتى في إيمانهم بالنبي كان لذلك عوامل خارجية ساهمت في حصوله، فلو لم يكن اليهود مجاورين لأهل يثرب ، ولو لم يكن اليهود يعتقدون بقرب قدوم نبي ، لما كانت عند أهل يثرب التهيأة للإيمان بنبوة من يأتيهم مدعياً النبوة.
وإلا فما الذي ميز أهل يثرب بالذات عن بقية العرب الذين رفضوا دعوة النبي؟ لماذا هم بالذات من آمن بنبوة محمد من بين كل من دعاهم النبي؟
العرب الآخرون وجدوا في قرآن النبي سمواً وبلاغة ، ولكن لم يكن ذلك كافياً لهم ليؤمنوا به ، ولكن أهل يثرب كان عندهم عامل آخر وهو اعتقادهم المسبق بقرب قدوم نبي ، فلذلك كان أهل يثرب هم من آمن بمحمد.
ولقد رأينا تأثير هذا الشيء بأن أول تعليق للخزرج الذين دعاهم النبي كان: إن هذا هو النبي الذي تحدثكم به اليهود.
فَلَمّا كَلّمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أُولَئِكَ النّفَرَ وَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ يَا قَوْمِ تَعْلَمُوا وَاَللّهِ إنّهُ لَلنّبِيّ الّذِي تَوَعّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ فَلَا تَسْبِقُنّكُمْ إلَيْهِ .
أي ربطوا مباشرة بين ادعاء محمد للنبوة وبين حديث اليهود عن قرب قدوم نبي ، ما يؤكد تأثير حديث اليهود على أهل يثرب في تصديقهم بالنبي.


السيد مراقب3

((اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد غالب
إن هذه الآية تثبت بشكل واضح أن المعرفة التي كانت وراء القرآن هى معرفة بشرية محدودة القدرات يجوز عليها الخطأ تماماً كالبشر

أرجو من الزميل وليد أن يلتزم فى هذا الحوار ببعض البديهيات المتعارف عليها :
ومنها عدم الخلط بين الإنطباعات الذائقية وبين الأدلة التى تحتاج لأمور أخرى خارج حدود التذوق الشخصى
فاستخدامك لعبارة "الإثبات" يحتاج منك أولاً .. لإثبات !!
وذلك قبل تقريره وتمريره بسرد حواديتى تغلفه الإنطباعات والقدرة الشخصية على الإدراك والتحليل
فمن المفيد أحياناً أن نستخدم عبارات اقل تدليساً واقرب للواقع كأن تقول :
ورأيى أن كذا ... أو تقول وأرى أن كذا وكذا ، لأن ما تعرضه فى حقيقة الأمر ليس إلا رأيك مغموساً بذائقة وانطباع !))


لا يا سيدي ، استنتاجي لم يكن مبنياً على الذائقة والانطباع ، فأنا قلت "تثبت بشكل واضح" اعتماداً على المقدمات التالية:
1-المسلمون يعتقدون بأن الله عليم بكل شيء.
2-المسلمون يعتقدون بأن القرآن كلام الله.
3-صدور قانون يتبين فور إصداره عدم صلاحه فيتم إلغاؤه بقانون ثان ، يعني بأن القانون الأول صدر بسبب نقص المعرفة.
وفي حالة آيتي سورة الأنفال ، صدر قانون ثبت أنه فوق طاقة المحكومين ثم تم التراجع عن هذا القانون إلى صيغة مخففة كثيراً وبعد شكوى المحكومين ، معنى ذلك أن من وضع القانون الأول ليس عليماً بكل شيء ، معناه أن الأمر الأول في آيات سورة الأنفال لم يصدر عن عليم بكل شيء ، ما يؤدي إلى أن نسبة المسلمين القرآن إلى من هو عليم بكل شيء ليس صحيحاً ، ولو أن المسلمين لا يؤمنون بأن الله عليم بكل شيء لما وجدت في آيات سورة الأنفال أي دليل على بشرية القرآن.
ورواية صحيح البخاري عن الحادثة تصرح بشكل واضح بأن الأمر كان ملزماً للمقاتلين ، لَمَّا نَزَلَتْ ( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ
إذاً هنا نتحدث عن فرض وقانون ملزم وليس كما قال القلم الحر بأنه أمر استحبابي، وثبت بأن الصحابة قد بينوا صعوبة الأمر عليهم ، فتغير القانون ليتوافق مع ما أبداه الصحابة من رأي ، ما يعني بأن القانون الأول قد صدر بسبب نقص المعرفة بحال الصحابة ، ما يعني بأن من أصدر القانون ليس عليماً بكل شيء ، ما يعني بأنه ليس الله.
فأين الذائقية في هذا الاستنتاج؟


((ودعنى أقرب لك المسالة : كل ما تكتبه قد يرد عليه محاورك بكلمة واحدة : وهى "اثبات" -كإثباتك- للأصل الإيمانى وكفى بهذا للمؤمن أن يكون داعياً للتصديق بكل ما ياتى بعده !! وهى عبارة قد لا تقبلها كإنسان ملحد بحكم عقيدتك ولكنك لا تستطيع -منهجياً- أن تردها لسببين : أولاً أنك لم تخدش الاصل الذى يلجا إليه المسلمون ولم تعرض ما يفند هذا الإيمان ولو فعلت ذلك لألزمت محاورك بترك الركون إليه فى الحوار .. تماماً كما ندعوك نحن الآن أن تترك الركون "لإثبات انطباعى" يقوم على حسك وذائقتك !! وثانياً لأنك تتحدث بحديث عموم الذائقة والحس الشخصى والإستحسان الذى تحوله لـ "دليل مثبت" فقط لأنك تراه كذلك !! ولو تجاوزنا الخلاف .. واقررت لك -افتراضياً- بنصف الدعوى وهى أننا لا نملك دليلاً على الإيمان ، لجاز لنا -كمؤمنين- أن نرد دعواك بنفس الإنطباعية ونقول أن ايماننا هو ما نفهمه ونؤمن به ونقبله بحكم الذائقة والإستحسان .. فما الذى يجعل استحسانك مقبولاً واستحساننا مرفوض !؟))


1- لقد بينتُ أن استنتاجي حول آيتي سورة الأنفال لم يكن مبنياً على الذائقة والاستحسان.

2- القرآن نفسه يعطي الحق للإنسان بأن ينقد الأصل الإيماني من خلال الجزئيات، مثل قول القرآن: أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً.
فالقرآن يقرر هنا أن إثبات وجود تناقض في القرآن سيعني بأنه ليس من عند الله! ولغياب ذلك فإن هذا دليل على أن القرآن من عند الله كما يقول القرآن.
وهذا يعني أن نقاش حول آية من القرآن تتحدث عن خلق الأرض ويُفهم منها ظاهرياً بأن خلق الكون تم في سبعة أيام وليس في ستة ، نقاش في ذلك هو في ذات الوقت نقاش في الأصل الإيماني.
فالتداخل بين الأصل الإيماني والجزئيات هو تداخل عضوي. وأنا فعلت ما يريده القرآن فتدبرته فتشكلت عندي ملاحظات كان منها ما قدمته حول آيتي سورة الأنفال.


3-الفروع من الممكن لها أن تثبت الأصل الإيماني ، فالإعجاز العلمي مثلاً ، إذا نظرنا إليه على افتراض صحة القول الإسلامي عنه ، فإنه يثبت بأن القرآن نص معجز ويثبت بأن القرآن وراؤه قوة كونية عالمة بكل شيء ، فيصبح الإعجاز العلمي مثبتاً حتى لوجود الله!! والإعجاز العلمي يعتمد في إثباته على جزئيات. ومثل ذلك عن الإعجاز اللغوي فمن يَثبت له القرآن لا يمكن أن يكون كلام بشر بسبب بلاغته ، يكون ذلك بحد ذاته دليل على وجود قوة غيبية غير بشرية. إذاً: نص القرآن وتفاصيله من الممكن لها أن تثبت الأصل الإيماني ، وهذا يُضعف من تهوينك لأثر البحث في الفروع على الأصول.

4- ما المانع من نقاش ما أطرحه بشكل مجرد عن خلفيتي الفكرية؟ ولو أنني كنت مسلماً متشككاً أطرح استفساراتي – كما فعل القلم الحر سابقاً- فلابد من مناقشة ما يُطرح بشكل مُجرد عن الأصول كوجود الله وضرورة النبوة لأن من يرطح الإشكالات في تلك الحالة مؤمن بهذه الأصول أصلاً. ولديكم في المنتدى موضوع مُثبت جمعتم فيه ردوداً على شبهات كثيرة ، وإذا نظرنا لمنهجية الرد على الشبهات في ذاك الموضوع لوجدنا أن الأجوبة مقنعة لأي شخص مهما كانت خلفيته الفكرية ، أي تم مناقشة الشبهات بشكل متجرد.
وإلا ، فالإبمكان أن تردوا على الكثير من الشبهات فقط عبر المقارنة مع المسيحية فمثلاً أي شبهة حول رواية القرآن وجمعه بالإمكان إسقاطها عبر المقارنة مع ثبوت نص الكتاب المقدس الذي هو نكتة إذا ما قورن بمقدار ثبوتية النص القرآني.

5-أنا من الذين أصبحوا على ما أصبحوا عليه بسبب الجزئيات ، فأنا لم أنكر الإسلام لأني أولاً أنكرت وجود الله ، بل بحثت في وجود الله بعد أن تبين لي أن الإسلام لا يمكن أن يكون ديناً من عند الله بسبب ملاحظات على جزئيات فيه. وهذا هو السبب والمنشأ الحقيقي لظاهرة اللادينيين الألوهيين ، فهم رفضوا الأديان بسبب ما فيها من نقائص ، ولكن حافظوا على إيمانهم بالله ، إذ لا علاقة إلزامية بين الإيمان بالله والإيمان بالدين إلا لمن يؤمن بالدين.


الزميل القلم الحر.. ألاحظ أن ردودك مقتضبة ومختصرة وهذا يعني بأنك تعاني من ضيق في الوقت ، فأرجو منك حين تحصل على فترة فراغ كافية أن تبين نقدك بشكل أكثر وضوحاً.
قلت:
لم تثيت ان النبى اخطا خطئا ينتقص من كماله

وهذا تنازل ، فبعد أن كنت تقول بأنه لم يخطيء ، أصبح لدينا هنا شيئاً جديداً: ألا يكون الخطأ منتقصاً للكمال!! فما هى يا ترى المعايير التي تقيم من خلالها الخطأ وهل هو هامشي أم انتقص من الكمال؟

تقول:
((فكلامك عن قوله تعالى (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ..) يرد عليه انه لا نسخ هنا و لا ما تسمية " تصحيح "
و خلاصة الجواب : ان مقاتلة العشرين للمائتين استحبابى فلا تصحيح و لا يحزنون
فمدلول الايتين هو تحريض المؤمنين على القتال ، وان الله يعدهم بالنصر على أعدائهم ، ولو كانت الاعداء عشرة أضعاف المسلمين ، إلا أنه تعالى لعلمه بضعف قلوب غالب المؤمنين ، وعدم تحملهم هذه المقاومة الشديدة لم يوجب ذلك عليهم))

وهذا تنقضه رواية البخاري لنزول الآيات ، حيث تبين أن الأمر كان فرضاً وملزماً.
لَمَّا نَزَلَتْ ( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ

فهل هذه الرواية أيضاً لم تثبت عندك؟

تقول:
((اما الحادثة التى تقول انها في صحة ثبوتها كالجبال ولا سبيل لإنكارها.فاالعبد الفقير لا يعتقد صحتها , ))

أرجو حين تحصل على فترة فراغ كافية أن تبين لنا منهجيتك في رفض وقبول الأحاديث ، وأن تبين لي ما معنى قولك بأنها لم تثبت عندك ، يعني وضعها الزنادقة مثلاً فانطلت على المسلمين؟ وأنت رأيت أن أقل طبقة من طبقات الرواة هى طبقة الصحابة وعددها أربعة ، فهل تواطأ هؤلاء الأربعة على اختلاق هذا الحديث؟ أم حصل التواطؤ من الخمسة الذين نقلوا الحديث عن الأربعة؟ إن كان الزنادقة قد نجحوا في بث روايات مستفيضة في صحاح المسلمين ، فالسلام على السنة النبوية ، وأرجو أن تشرح لي أين حفظ الله لسنته النبوية على ضوء قول القرآن : ونزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما أُنزل إليهم.
فما فائدة حفظ القرآن دون حفظ ما يفسره؟

أما قولك
((و يمكن لمن يعتقد صحتها ان يرد عليك بان الغرض من ذلك اثبات فضل لابن ام مكتوم ,))

فأنت هنا تضع مبرراً لوضع واختلاق الروايات عن الحادثة!! ولا تقدم تفسيراً عن تناقض الحادثة مع نسبة القرآن إلى من هو عليم بكل شيء.

تقول:
((كما ان الرواية تضمنت اثباتا لظاهرة برحاء الوحى و هى من ادلة ان الحبيب المصطفى كان يوحى اليه
و بما انك مهتم هكذا بالحديث فانصحك بقراءة كتاب " القران و الحديث " للدكتور ابراهيم عوض
تجده هنا
http://www.al-maktabeh.com/a/index.htm))

لقد اطلعت على هذا الكتاب ، وأستطيع تفسير كل ما جاء فيه اعتماداً على أبحاث علمية جرت على امراة أمريكية ادعت النبوة وكانت تعتقد بأنها صادقة في ذلك ، فوجدوا بأنها بالفعل كانت لا تسيطر على "نوبات الوحي" التي كانت تأتيها ، أما المفاجأة فهى أن طبيعة الكلام الذي كان يصدرمنها وقت النوبات ليس مختلفاً فقط عن طبيعة كلامها العادي ، بل كان بلغة إنجليزية قديمة كالتي كان يكتب بها شكسبير.
العقل الباطن يا عزيزي يفعل المستحيل. ولأن الإدارة تمنع وضع روابط لمنتديات أخرى سأرسل لك على الخاص الرابط الذي تم فيه عرض هذا البحث وهو مُترجم عن السويدية.


شكراً لك

انسانه
04-23-2008, 11:43 PM
بشكل مختصر جدا ..

العضو وليد // أرى أن الاخوة الكرام قد ألقموك أحجارا تعجز حنجرتك بلعها .. وهذا واضح جلي جدا لايمكن إنكاره ابدا .. فلهم الجنة بجهادهم فيك وبغيرك , بإذن الله ..

سؤال بسيط جداَ دوما أسأل عنه من هم مثل فكرك وارجوك وشكرا سلفا لك ..

وهو , بماذا تفسر إخباريات الغيب التي أخبر بها النبي الكريم ,, مثل قتل علي وابنه رضي الله عنهما وكذلك يوم خيبر عندما اخبر رسول الله ان غدا سيفتح باب خيبر بيد علي فكان كما وعد وما سيحدث بين علي وعائشة وغيره الكثيررررر,,

شكرا لك ..

ناصر التوحيد
04-24-2008, 12:39 AM
إلى ناصر التوحيد:
أولا: أكرر مرة أخرى أنا لم أقل بأن العامل السياسي عند أهل يثرب كان مقدماً على العامل الديني ، بل قلت بأن العامل السياسي كان له حضور في أسباب تبنيهم لدعوة النبي.
سؤال: هل تنكر بأن عوامل غير دينية كان لها علاقة بنصرة أهل يثرب؟ حتى لو كان ذلك في المرتبة الألف بعد العامل الديني ، لكن ألا ترى في سعيهم لإنهاء الحرب وسعيهم إلى تبني النبي قبل اليهود ، ألا ترى في ذلك عاملاً ساعد – ولو بشكل بسيط- في تبنيهم لدعوة النبي؟
إن قلت نعم ، فحينها يصبح الخلاف بيني وبينك هو فقط في درجة تأثير هذا العامل على تبنيهم للنبي. أما أنا فوجهة نظري هى: أن تأثير هذا العامل لم يكن سطحياً.
شوف يا وليد
المصلحة الاساسية اذا انبثق عنها وعن وجودها عدة مصالح فهذا زيادة خير على الخير ولا مانع من ذلك
والاسلام كله تحقيق مصالح ودرء مفاسد
فمثل هذا الكلام منك حجة عليك لا لك
اما انك تسميها عوامل فقد ذكر جميع الاخوة لك ان العامل الاساس هو واحد وهو النصرة مقابل الجنة ..ولا زيادة على ذلك .. النصرة مقابل الجنة .
اما الحروب فهي كانت منتشرة بين قبائل العرب في جميع ربوع الجزيرة العربية , ولاأتفه الاسباب , وليس فقط فيما كانت تسمى يثرب ..
فوجود يهود من عدمه لا يغني لك فتيلا ..
فلا شك ان قوة وشكيمة قبيلتي يثرب الاوس والخزرج تفوق قوة وجبن اليهود فيها
كما ان النصرة كانت موجودة بين العرب , فلو كان هناك خوف واقع من اليهود لاستنصر عرب يثرب عرب الجزيرة على يهود وأفنوهم خاصة وانهم ليسوا من السكان والملاكين الاصليين بل مهاجرين وقادمين من اليمن ومن الجنوب , ومن الغرب بعد تشريد الرومان لهم



أما كل حديثك عن استعداد أهل يثرب لتحمل المخاطر والتحديات ومواجهة العرب في سبيل نصرة النبي، فلو أن النبي وعد بني عامر بأن يكون لهم الأمر لتحمل بنو عامر أيضاً هذه المخاطر.
دعك من لو والتزم بالوقائع
وكذلك لا يَعد رسول الله ( ص ) احدا باي مكسب دنيوي نظير نصرته , ولهذا رفض هذا الشرط من القبائل الاخرى



ثم إن أهل يثرب لم يكونوا منزهين تماماً عن الرغبة في السلطة من وراء تبني دعوة النبي ، فبعد أن توفي النبي ، وهو ما يزال مُسجى لم يدفن بعد ، اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة لتداول أمر الخلافة ورشحوا سعد بن عبادة ليكون الخليفة وكانت حجتهم الأساسية في ذلك بأنهم معشر الأنصار هم من نصر الإسلام ونبيه. فحين تقبل قادة أهل يثرب دعوة النبي كانوا يضعون بعين الاعتبار أنه وعلى المدى الطويل فإن في انتصار النبي على العرب انتصاراً لهم ، وفي توليه للحكم اليوم تولي لهم للحكم غداً.
ولم يتولوا الحكم ابدا .. صح
فالخلفاء الراشدون كلهم من المهاجرين ..والخلافة الاموية كذلك ..والخلافة العباسية كذلك , والخلافة العثمانية كذلك .. فما هذا الكلام منك الا غثاء ورغاء


ولكن نعرف جميعاً ما الذي منع الأنصار من استلام الحكم وكيف تمت بيعة أبي بكر وكانت فلتة كما وصفها عمر في خطبته الشهيرة.
اجتمعت كلمة الانصار والمهاجرين على هذا الامر وتنصيب ابي بكر :radia: خليفة .. وهذا التنصيب جاء لان الخلافة فرض على المسلمين ولان هناك اشارات عديدة على أحقية وعلى أفضلية ابي بكر :radia: . هذه هي كل القصة .



ثانياً : ما نقلته مما تثبت فيه إيمانهم بنبوته ومدى يقينهم في ذلك ، فقد سبق أن بينت أن ما كان يهود يثرب يقولونه عن قرب قدوم نبي ساهم في اعتقاد أهل يثرب بصدق النبي.
مثال لتقريب الفكرة: لو طرق باب بيتك شخص وقال لك بأنه مندوب من الملك ، فهل ستصدقه؟ ولكن لو أن الكثيرين كانوا قد أخبروك مسبقاً بأن مندوباً للملك سيزور المنطقة ، فهذا سيسهم كثيراً في تصديقك بأن من أتاك هو فعلاً مندوب من الملك. وكذلك مع النبي محمد الذي قال بأنه رسول من الله ، وكان أهل يثرب يسمعون من اليهود بأن نبياً قد آن أوان قدومه ، فهذا أعطى لأهل يثرب تهيأة ممتازة للتصديق بالنبي ، فاجتمع ذلك مع ما أتى به النبي من قرآن وما فيه من سمو ، فآمن أهل يثرب به.
مندوب الملك !!
كلامك فاضي
تعرف لماذا ؟
للاسباب التالية :
ساقول : دعك ودعنا من ذكر ارهاصات النبوة
وأقول : ودعك ودعنا من تبشير التوراة والانجيل بقدوم النبي محمد ( ص )
أسألك : الا يكفي مرور 13 عامًا على الدعوة النبوية واحداثها وما وقع فيها من تشديد على المسلمين وحصار طويل وقوة واخلاص متبعيه ودلائل النبوة التي سمعوا بها من اخبار قريش والعرب وبلاغة القرآن الكريم واعجازه على ان يؤمنوا بصدق نبوة رسول الله محمد ( ص ) ؟
طبعا يكفي .
ثم ان الكفار في مكة وما جاورها حاولوا قتل النبي ( ص ) واتفقوا على ذلك وارادوا توزيع جريمتهم بين القبائل المشتركة في هذه الجريمة .. فرد الله كيدهم عليهم ..
ثم انهم كانوا يمنعون المسلمين من الهجرة .. ومن كان يهاجر اما خلسة او بعد ان يشلحه الكفار كل امواله واملاكه . وطبيعي انهم كانوا يترصدون الرسول ( ص ) لمنعه من الهجرة لانهم يعلمون ان في هجرة من سبقه الى الحبشة دليل على ات رسول الله يبيت امرا بخصوص الهجرة . ومع ذلك فشلت محاولتهم ونجحت خطة رسول الله ( ص ) في الخروج والهجرة
ورغم ملاحقتهم له بعد ذلك لا انه استطاع اغلتملص من مطارداتهم وقال الله تعالى في ذلك :
قال الله تعالى {... إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} سورة التوبة – 40 .
اذن , حتى لو جاءني مندوب الملك وانا عندي علم مسبق بقدومه . فلا بد لي من التاكذ من صحة انه هو مندوب الملك .. اريد منه اشارات وعلامات ودلائل علة انه مندوب الملك .. اريد منه رسالة مختومة من الملك على انه مندوب الملك
فليس الامر بهذه العبطية التي انت تقول فيها


إذاً ، فحتى في الأمثلة التي تسردونها والتي تحاولون من خلالها تحجيم دور المصلحة السياسية وقصر أسباب النصرة على إيمانهم بالنبي ، فحتى في إيمانهم بالنبي كان لذلك عوامل خارجية ساهمت في حصوله، فلو لم يكن اليهود مجاورين لأهل يثرب ، ولو لم يكن اليهود يعتقدون بقرب قدوم نبي ، لما كانت عند أهل يثرب التهيأة للإيمان بنبوة من يأتيهم مدعياً النبوة. وإلا فما الذي ميز أهل يثرب بالذات عن بقية العرب الذين رفضوا دعوة النبي؟ لماذا هم بالذات من آمن بنبوة محمد من بين كل من دعاهم النبي؟
الذي ميزهم اختيار الله لهم
الم اقل لك سابقا ان الرسول ( ص ) كان مامورا بالتوجه اليهم وطلب النصرة منهم
وتحقق المطلوب بفضل الله


العرب الآخرون وجدوا في قرآن النبي سمواً وبلاغة ، ولكن لم يكن ذلك كافياً لهم ليؤمنوا به ، ولكن أهل يثرب كان عندهم عامل آخر وهو اعتقادهم المسبق بقرب قدوم نبي ، فلذلك كان أهل يثرب هم من آمن بمحمد.
وهل تظن , يا وليد , ان باقي العرب لم يكونوا يسمعون بخبر قدوم نبي ؟
اذا كنت تظن ذلك فأنت مخطئ تماما ..
وكما قلت لك هذا السبب ليس بذي بال ولا له تاثير
لو حفظ اليهود على العهود والمواثيق والاتفاقيات ولم يخونوا المسلمين الذين عملوا معهم هذه العهود والمواثيق والاتفاقيات لظلوا يعيشون بهناك مع المسلمين .ولكن وكما يقول الله تعالى :
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13
{وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }الرعد25 .


ولقد رأينا تأثير هذا الشيء بأن أول تعليق للخزرج الذين دعاهم النبي كان: إن هذا هو النبي الذي تحدثكم به اليهود. فَلَمّا كَلّمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أُولَئِكَ النّفَرَ وَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ يَا قَوْمِ تَعْلَمُوا وَاَللّهِ إنّهُ لَلنّبِيّ الّذِي تَوَعّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ فَلَا تَسْبِقُنّكُمْ إلَيْهِ . أي ربطوا مباشرة بين ادعاء محمد للنبوة وبين حديث اليهود عن قرب قدوم نبي ، ما يؤكد تأثير حديث اليهود على أهل يثرب في تصديقهم بالنبي.
وقبل ان يقال هذا الكلام منهم , فانه لما لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم من أنتم ؟ قالوا : نفر من الخزرج ، قال أمن موالي يهود ؟ قالوا : نعم . وبعد انتهاء الكلام بينهم . قال سعد بن الربيع :radia: لهم : يَا قَوْمِ تَعْلَمُوا وَاَللّهِ إنّهُ لَلنّبِيّ الّذِي تَوَعّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ فَلَا تَسْبِقُنّكُمْ إلَيْهِ .
هل تفهم ما تنقله ؟
ما تنقله يعني انهم يريدون ان يسبقوا اليهود في الايمان به ( ص )
وهؤلاء الانصار ما كانوا يعلمون خبيثة وخبيئة اليهود ضد رسول الله ( ص ) , فظنوا انهم سيؤمنون به لانه مذكور في كتبهم , فقالوا لن يسبقنا اليهود الى هذا الفضل العظيم , وسنسبقهم الى الايمان به .. هذه هي كل القصة وهذا هو الموضوع
طلعت انت وموضوعك على " فاشوش " . يعني كله فاضي في فاضي

فؤاد
04-24-2008, 01:10 AM
3- مصدر الخطر المتوقع حينها كان متركزاً في قريش فقط ، ولم يكن أحد يتوقع أن يحصل ما حصل يوم الأحزاب.
هذا كلام باطل وكذب لان أهل المدينة وهم الأنصار قبل ان يبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم علموا ان العرب سترميهم عن قوس واحدة وانه قد تذهب أموالهم وأولادهم جراء ذلك وهذا ليس مجرد إدعاء كما تدعي انت بل عليه أدلة منها هذه الرواية في المعجم الكبير للطبراني
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَمْرِو بن خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا بن لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ، قَالَ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ الْعَقَبَةِ أَبُو الْهَيْثَمِ بن التَّيْهَانِ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ النَّاسِ حِبَالا، وَالْحِبَالُ: الْحَلِفُ، وَالْمَوَاثِيقُ، فَلَعَلَّنَا نَقْطَعُهَا، ثُمَّ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَقَدْ قَطَعْنَا الْحِبَالَ، وَحَارَبْنَا النَّاسَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِ، وَقَالَ:"الدَّمُ الدَّمُ، الْهَدْمُ الْهَدْمُ"، فَلَمَّا رَضِيَ أَبُو الْهَيْثَمِ بِمَا رَجَعَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قَوْلِهِ أَقْبَلَ عَلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمُ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَشْهَدُ أَنَّهُ لَصَادِقٌ، وَإِنَّهُ الْيَوْمَ فِي حَرَمِ اللَّهِ وَأَمْنِهِ وَبَيْنَ ظَهْرَيْ قَوْمِهِ وَعَشِيرَتِهِ، فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِنْ تُخْرِجُوهُ بَرَتْكُمُ الْعَرَبُ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، فَإِنْ كَانَتْ طَابَتْ أَنْفُسُكُمْ بِالْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَذَهَابِ الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ، فَادْعُوهُ إِلَى أَرْضِكُمْ، فَإِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا، وَإِنْ خِفْتُمْ خِذْلانًا فَمَنَ الآنَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَبِلْنَا عَنِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولِهِ مَا أَعْطَانَا، وَقَدْ أَعْطَيْنَاكَ مِنْ أَنْفُسِنَا الَّذِي سَأَلْتَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَخَلِّ بَيْنَنَا يَا أَبَا الْهَيْثَمِ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلْنُبَايعْهُ )

ناصر التوحيد
04-24-2008, 01:59 AM
السيد مراقب3


((اقتباس:
أرجو من الزميل وليد أن يلتزم فى هذا الحوار ببعض البديهيات المتعارف عليها :
ومنها عدم الخلط بين الإنطباعات الذائقية وبين الأدلة التى تحتاج لأمور أخرى خارج حدود التذوق الشخصى
فاستخدامك لعبارة "الإثبات" يحتاج منك أولاً .. لإثبات !!
وذلك قبل تقريره وتمريره بسرد حواديتى تغلفه الإنطباعات والقدرة الشخصية على الإدراك والتحليل
فمن المفيد أحياناً أن نستخدم عبارات اقل تدليساً واقرب للواقع كأن تقول :
ورأيى أن كذا ... أو تقول وأرى أن كذا وكذا ، لأن ما تعرضه فى حقيقة الأمر ليس إلا رأيك مغموساً بذائقة وانطباع !))


لا يا سيدي ، استنتاجي لم يكن مبنياً على الذائقة والانطباع ،
وليت استنتاجك مبني على الذائقة والانطباع , بل مبني على الطبع الفاسد والتطبع الذي لا فكاك لك منه
هات نشوف على ماذا بنيته كما تدعي

فأنا قلت "تثبت بشكل واضح" اعتماداً على المقدمات التالية:
1-المسلمون يعتقدون بأن الله عليم بكل شيء.
2-المسلمون يعتقدون بأن القرآن كلام الله.
3-صدور قانون يتبين فور إصداره عدم صلاحه فيتم إلغاؤه بقانون ثان ، يعني بأن القانون الأول صدر بسبب نقص المعرفة.
ألم أذكر لك ان القانون الذي صدر كان يوجد مثله نفس القوانين , وانه لا موجب لذكر الاستثناء لان البيان والاستثناء موجود في آيات أخرى , وقد ذكرتها لك
قال تعالى : {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم }( التوبة )
وقال الله في القرآن المجيد :{ ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج.} آية 17 سورة الفتح ,
فالحرج مرفوع عن الذين يتخلفون عن المعارك بهذه الاعذار المقبولة عند الله

والحديث عند الترمذي انه : لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } جاء عمرو بن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال وكان ضرير البصر فقال يا رسول الله ما تأمرني ؟ إني ضرير البصر ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية { غير أولي الضرر } الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة .

ثم ان الله كريم ..وأراد أن يكرم ابن مكتوم بكرامتين هنا ..
الاولى انه انزل بيانا اضافيا آخر للبيانات والاستثناءات الأخرى
وثانيهما انه سيذكر ويترضى عليه كلما قرا المسلمون هذه الايات الكريمة

ثم فاعلم ان نفس الايات القرآنية الكريمة قد تنزل نفسها مرة أخرى في مواقف اخرى مشابهة .

ثم ان ما تدعيه لا يسمى الغاءً , بل بيانا , والبيان في معرض التعليم هو الأساس والأصل , وتأخير البيان عن وقته لا يجوز كما هو مقرّر عند أهل الأصول. ...وإلحاق البيان في وقت الحاجة يعد تعريفا بالحق في وقته. وهذا ما حصل




وفي حالة آيتي سورة الأنفال ، صدر قانون ثبت أنه فوق طاقة المحكومين ثم تم التراجع عن هذا القانون إلى صيغة مخففة كثيراً وبعد شكوى المحكومين
تراجع !! هذا قصور في الفهم وهو جهل واضح في الاسلام رغم بياننا ذلك لك سابقا
سأنقل لك كلام الأخ الفااضل القلم الحر فربما فتح لك عقلك في ذلك الامر

فكلامك عن قوله تعالى (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ..) يرد عليه انه لا نسخ هنا و لا ما تسمية " تصحيح "
و خلاصة الجواب : ان مقاتلة العشرين للمائتين استحبابى فلا تصحيح و لا يحزنون
فمدلول الايتين هو تحريض المؤمنين على القتال ، وان الله يعدهم بالنصر على أعدائهم ، ولو كانت الاعداء عشرة أضعاف المسلمين ، إلا أنه تعالى لعلمه بضعف قلوب غالب المؤمنين ، وعدم تحملهم هذه المقاومة الشديدة لم يوجب ذلك عليهم



ورواية صحيح البخاري عن الحادثة تصرح بشكل واضح بأن الأمر كان ملزماً للمقاتلين ، لَمَّا نَزَلَتْ ( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ
بل كما ذكرت لك ..
فالمعنى يشمل التالي :
هو خبر , وهو بمعنى الأمر , وهو ايضا وعد كريم منه تعالى بغلبة كل جماعة من المؤمنين على عشرة أمثالهم , فالمعنى: إِن يوجد منكم يا معشر المؤمنين عشرون صابرون على شدائد الحرب يغلبوا مائتين من عدوهم، بعون الله وتأييده .
ولذلك كان المسلمون يلتزمون بهذا الامر ويصبرون ويحتسبون , فقاتل المسلمون بقوة فكان الرجل منهم بعشرة .
وروى الحافظ ابن مردويه عن ابن عمر رضي اللّه عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين‏}‏ قال‏:‏ نزلت فينا أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم‏.‏
والمشقة ليست دائمة , فقد دخل الناس في دين الله وكثر وتضاعف عدد المسلمين . فلزم تخفيف الحكم على المسلمين .
ولان مرد ذلك في الدنيا ومرد ذك في اللآخرة , لان اصل الحكم يتحدث عن القتال وعن التول يوك الزحف . والتولي يوم الزحف امام قلة او نفس العدد او حتى ضعفه من الكبائر ..
والحكم والاسباب كثيرة ..




إذاً هنا نتحدث عن فرض وقانون ملزم وليس كما قال القلم الحر بأنه أمر استحبابي، وثبت بأن الصحابة قد بينوا صعوبة الأمر عليهم ، فتغير القانون ليتوافق مع ما أبداه الصحابة من رأي
كلامك فاضي
لانه اصلا الجهاد فرض كفاية وتطوع وليس فرض عين
فمن يريد ان يتطوع للجهاد فضل وخير
ومن يريد ان يستأسد في القتال - كما كان يفعل اغلب الصحابة في القتال - فضل وخير
يريد الاسلام من مقاتليه ان يكونوا اصحاء واقوياء وشجعان وبواسل .. وبهذه النصوص يكونون كما يريدهم الاسلام



1- لقد بينتُ أن استنتاجي حول آيتي سورة الأنفال لم يكن مبنياً على الذائقة والاستحسان.
لقد بينت أن استنتاجك حول آيتي سورة الأنفال لم يكن مبنياً إلا الذائقة وما تهوى نفسك وطبعك .وليس ما هو صحيح وواقع
اذا القضاء يغيره الله على الانسان اذا قضى عليه بشيء حين يدعوه الانسان فيقول رسول الله ( ص ) : الدعاء يرد القضاء
فكيف بالاحكام الشرعية
ولهذا لم ينزل الله دين الاسلام كاملا على البشر منذ عهد آدم .. لان الحياة تتطور .. وانتهت الامور التشريعية كما جاءت بها الدعوة النبوية مهما تطورت الحياة بعد ذلك لانها احكام تناسب كل زمان ومكان وبشر
فهناك فترة يلزم فيها حكم وتشريع ما .. يكون مؤقتا وحين تنتهي موجبة تشريعه ينتهي الحكم المؤقت ويكون الحكم الدائم المستمر
روح اقرا عن الاسلام وافهمه وبعدين تعال
هل تظنني انني استطيع ان افهمك اصول وقواعد الاسلام هنا



2- القرآن نفسه يعطي الحق للإنسان بأن ينقد الأصل الإيماني من خلال الجزئيات، مثل قول القرآن: أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً. فالقرآن يقرر هنا أن إثبات وجود تناقض في القرآن سيعني بأنه ليس من عند الله! ولغياب ذلك فإن هذا دليل على أن القرآن من عند الله كما يقول القرآن.
هذا كلام صحيح
شو يعني
هل يعني لما واحد جاهل ولا يعرف ما يتعلق بالامر او المسالة يروح يقول انه وجد تناقض ؟؟!!
لا يوجد ولا اي خطأ ولا أي تناقض في نصوص القران ولا في الاسلام لا في عقيدته ولا في شريعته



وهذا يعني أن نقاش حول آية من القرآن تتحدث عن خلق الأرض ويُفهم منها ظاهرياً بأن خلق الكون تم في سبعة أيام وليس في ستة ، نقاش في ذلك هو في ذات الوقت نقاش في الأصل الإيماني.
هذا الاستهبال دعك منه
هات لي آية من القرآن تتحدث عن خلق الأرض ويُفهم منها ظاهرياً او صريحا او دلالة بأن خلق الكون تم في سبعة أيام وليس في ستة
وهذه الجهالة المدعاة من الكفار - خاصة النصارى - سببها الجهل وكذلك التجني والافتراء
فقول الله تعالى :
( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ «9» وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ «10» ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ «11» فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ..) سورة فصلت
لا يفهم منها ان الله خلق الدنيا في سبعة ايام ولا في ثمانية ايام
بل يفهم منها :
خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ
وخَلَقَ الْأَرْضَ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ
وخَلَقَ السَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ
فالمجموع الكلي ستة ايام
لما واحد يزور فرنسا ويقول زرت فرنسا عشر ايام وزرت باريس يومين فلا يقول واحد ان مدة زيارته 12يوما بل يقول طبيعي ان المفهوم انها كلها عشر ايام فباريس من ضمن فرنسا
وهكذا تفهم هذه الايات انها كلها ستة ايام
وهكذا وردت أيضا في قوله تعالى (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) الأعراف/30. ومثلها كثير
فالعيب والنقص في الفهم ياتي من الجهل
إذن الله سبحانه وتعالى يتحدث هنا عن اتمام خلق الأرض .. هو يعطينا تفصيل الخلق .. فيقول خلق الأرض في يومين .. ثم يتم بعد ذلك الحديث عن الخلق فيقول .. ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) مادام الحديث تتمة لنفس الشيء الذي بدأ الكلام عنه .. وهو الأرض .. أي أن الله سبحانه وتعالى لم ينتقل إلى الحديث عن السماوات .. وإنما هو يفصل كيفية خلق الأرض .. فهو يتم لنا زمن خلق الأرض .. فهو يقول : إنني خلقت الأرض في يومين .. ثم أتممت خلقها في أربعة أيام .. إذن فمدة الخلق , كلها بالنسبة للأرض هي أربعة أيام .. وليست ستة . الله سبحانه وتعالى يتحدث عن خلق الأرض .. فهو يقول سبحانه وتعالى .. انني خلقت الأرض في يومين .. ثم أتممت عملية الخلق بأن جعلت فيها رواسي من فوقها .. وباركت فيها أقواتها في أربعة أيام .. كأن الأيام الأربعة هي كل الفترة التي استغرقتها .. عملية خلق الأرض .. منها يومان لخلق الأرض ... ويومان لاتمام الخلق بأن جعل لها الله سبحانه وتعالى رواسي من فوقها .. وبارك فيها أقواتها .. المدة كلها هي أربعة أيام .. وليست ستة أيام .. الله سبحانه وتعالى أراد أن يفسر لنا أنه خلق الأرض في يومين ثم أتم خلقها بكل ما فيها من أقوات ورواسي بما في ذلك خلق الأرض نفسها أربعة أيام .. فكأن اليومين الأولين جزء من الأيام الأربعة التي استغرقها خلق الأرض ..


الزميل القلم الحر.. لقد اطلعت على هذا الكتاب ، وأستطيع تفسير كل ما جاء فيه اعتماداً على أبحاث علمية جرت على امراة أمريكية ادعت النبوة وكانت تعتقد بأنها صادقة في ذلك ، فوجدوا بأنها بالفعل كانت لا تسيطر على "نوبات الوحي" التي كانت تأتيها ، أما المفاجأة فهى أن طبيعة الكلام الذي كان يصدرمنها وقت النوبات ليس مختلفاً فقط عن طبيعة كلامها العادي ، بل كان بلغة إنجليزية قديمة كالتي كان يكتب بها شكسبير.
العقل الباطن يا عزيزي يفعل المستحيل. ولأن الإدارة تمنع وضع روابط لمنتديات أخرى سأرسل لك على الخاص الرابط الذي تم فيه عرض هذا البحث وهو مُترجم عن السويدية.

وفيه اطفال كان يخرج صوت القران من بطنهم ؟

سيبك من الترهات التي تقول انها اعتمدت على أبحاث علمية جرت على امراة أمريكية ادعت النبوة
فدليل كذبها وكذبهم انهم لم يصدقوها

عبد الواحد
04-24-2008, 04:35 AM
تصور وليد الشخصي للنبوة وكأنها تجسد "اللاهوت في الناسوت"

فأن تؤمن بأن اجتماع العبقريات في محمد كانت نتيجة للمدد الغيبي ، يستلزم بشكل مباشر ألا تكون في هذه العبقريات أخطاء لأن الخطأ لا يصدر ممن هو مُؤيَّد غيبياً،
من أين جئت بهذا الشرط؟ هذا الشرط صحيح فقط إذا كنت تناقش ديانة تقول أن صفات الله تجسدت في بشر. حينها فقط يمكنك أن تدعي استحالة صدور أي خطأ ولو بسيط.

فإذا كان التأييد الغيبي هو الذي أعطاه اجتماع هذه العبقريات ، فما معنى أن يتخلى التأييد الغيبي في العبقرية الواحدة فلا تكون جميع قرارات النبي في الميدان العسكري مثلاً صحيحة؟
الجواب: لان اللاهوت لم يتجسد في الناسوت .. ولان اعتراضك ما هو إلا ترجمة لمقالات ملاحدة الغرب ضد الكنيسة.

سؤال: هل تؤمن بأن النبي لم يقع في أي خطأ عسكري؟ وكيف تنظر لتصويب الصحابة له في بعض قراراته العسكرية؟ وإن كنت ترى بأنه وقع في أخطاء عسكرية ف أين ذهب التأييد الإلهي الذي أعطاه عبقرياته؟
الجواب: المسلم لا يؤمن أن صفات الكمال الإلهية تُعطى أو تتجسد في بشر حتى تتوقع الكمال الإلهي في كل التصرفات البشرية ! متى إقتنعتَ أن النبي (ص) ليس صفة إلهية متجسدة حينها ستقتنع بكل تأكيد أن الله يوحي إلى عبده متى شاء و يعاتبه متى شاء ويؤيده أو يمتحنه متى شاء. وأي عاقل سيستوعب ذلك بمجرد قراءته لقصص الأنبياء في القرآن الكريم.

ملخص كل عبقريات (بعد استبدل أنبياء الله بسفراء الدول) : إذا رأيت السفير يتصرف من تلقاء نفسه في بعض الأمور فهذا في رأيك دليل قاطع انه ليس بسفير ولم يسبق أن حصل على دعم من دولته! ربما هذا المثل يوضح لك سذاجة المنطق الذي به وضعت شروطاً للنبوة لا توجد لا في كتاب سماوي ولا في واقع تستشهد به علينا.


افتراء الزميل على من يدعي انه يرد عليهم:

أنا لا أتحدث عن نبوغ النبي العسكري ،أنا أتحدث عن الكمال في ذلك وأفنده ، رداً على من زعم بأن اجتماع الكمالات في النبي دليل على نبوته.
هنا أنت تكذب على من ترد عليهم فتنسب لهم ضمنا عدم تفريقهم بين كمال الوحي من جهة وبين كمال الإنسان الذي لا يقارن بكمال الله. فالنبي (ص) قال: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع. فالحديث لم يحصر الكمال البشري في النبوة ولا اشترط العصمة المطلقة من الخطأ. إذاً النبي (ص) كامل كبشر وذلك الكمال ليس هو الدليل على نبوته بل الدليل هو في كمال الوحي .. والآن لنتأمل التلاعب في إقتباسك مرة أخرى:

،أنا أتحدث عن الكمال في ذلك وأفنده ، رداً على من زعم بأن اجتماع الكمالات في النبي دليل على نبوته.
هل تريد أن تفند الكمال البشري (1) أم كمال الوحي (2)؟
إن اخترت (1) هذا يعني انك تجهل ما معنى كمال الرجل كإنسان!
وإن اخترت (2) هذا يعني اختراعك لشرط مفاده أن كل تصرف بشري للنبي (ص) لابد أن يكون وحي من عند الله.
من أين لك هذا الشرط ؟ من الأمم المتحدة أم من كتاب سماوي أم من بنات أفكارك؟ لا تقل لي أن هذا ما يقوله الإسلام, إقرأ القران الكريم لتعلم أن الله يعاتب أنبياءه تارة ويفتنهم تارة أخرى كما فتن داوود عليه السلام من قبل (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ). وقوله لنبيه (ص) ( عَبَسَ وَتَوَلَّى) وفي موضع آخر ( عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ) و يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ)

أكرر السؤال: من أين جئت بشرطك الخاص للنبوة والذي هو أساس كل إعتراضاتك؟


بعض المغالطات الأخرى:
في ردك على الأخ د.هشام عزمي تقول :

بينكم هنا في المنتدى كاتب اسمه "القلم الحر" أعلن شكه في الإسلام ، ثم عاد إلى الإسلام وانهالت عليه التبريكات من الأعضاء وغير اسمه إلى الغزالي ، وفي منتديات أخرى "كميل" ، وحين راح يتحدث عما أقنعه في الإسلام ركز على إعجاز الشخصية المحمدية ومن ذلك عبقرياته ، وانهالت المدائح فيما كتبه في هذا المنتدى، ولم أقرأ لأحد انتقاداً لما كتبه ، ألم يكن واجباً عليكم كمسلمين أن تبينوا الخطأ الكبير الذي وقع فيه الغزالي حين جعل من عبقرية محمد دليلاً على إعجاز شخصيته ومن ثم دليلاً على نبوته؟
بل الواجب علينا أن نبين العلة في فهمك أنت. وأكتفي بمثل بسيط من كلام صاحب الموضوع عندما يقول أن النبي (ص) جاء ((بنمط فريد من الثقافة الإلهية عن الله سبحانه وتعالى وصفاته وعلمه وقدرته)) هل ادعى الكاتب أن النبي (ص) اخترع صفات الله من عنده؟ لو كان ذلك صحيحاً لوجدت الأخ قلم الحر مثلاً يعبد النبي (ص). وبما انه يعبد الله فهذا دليل قاطع انه لم يفسر ما جاء به النبي على انه عبقرية شخصية. وهذا دليل قاطع انك تفتري عليه ! في المقابل حديث الغرب عن عبقرية النبي (ص) الهدف منها تبرير حدث تاريخي لم يجدوا له تفسير مقنع فقبلوا بعبقريته حتى لا يعترفوا بنبوته. أظنك أستوعب الفرق الآن.

مثالك عن غار ثور هو مثال ممتاز لمبالغات المسلمين في التأييد الإلهي لدينه ، فحادثة نسج العنكبوت والحمامة هى حادثة لم ترد في أي من كتب المتون – الصحاح والسنن والمسانيد والمصنفات وغيرها- ، ولم ترد في كتب التاريخ.
يعني وصلتنا كما تصل الحكايات الشعبية.
فشكراً لك على مثالك الذي صار من حيث لا تدري مثالاً لي يثبت مرادي.
لا تتسرع في استنتاجاتك وأنظر إلى التناقض الذي سقطت فيه.
صحيح أن قصة العنكبوت لم تثبت لكن الطريف في الأمر أنك نفيت ذلك الخبر حتى تنفي تأييد الله لنبيه "بعامل خارجي" كما تسميه.
وهكذا ناقضت قولك الآخر حيث اعتبرت "نسب النبي كعامل الخارجي" لا يثبت تأييد الله لنبيه!!
عليك أن تحل هذه المعضلة وتختار رأيا واحداً من آراءك المتضاربة: هل "العامل الخارجي" دليل على تأييد الله لنبيه أم لا؟
على كل حال الخلل هو في إفتراضك أن الله هو رب بعض الأسباب دون غيرها.. فافترضت أن نسب النبي (ص) ليس من تقدير الله!
ملخص كلامك: (بما أن هناك سبب ساعد النبي.. وبما أن الله ليس رب كل الأسباب .. إذاً الإسلام ظهر صدفة) هذه مغالطة يكشفها الأطفال


مصطلحات يستعملها الزميل لا معنى لها: ما هي الحدود الفاصل بين "العامل الخارجي" عندك وبين "العامل الداخلي"؟
والآن قل لي: ألا تؤمن أنت بأن الإسلام - بعبقرية النبي وتأييد الله والهدي الذي فيه وإعجازه - قد حقق النجاح من لا شيء؟
إن قلت لا ، لم نختلف ، وإن قلت نعم ، فهنا نختلف، بل حتى القول بأن العوامل الخارجية كان تأثيرها محدوداً على نجاح الإسلام هو قول خاطيء،
أولاً كل شيء يحدث في ملك الله لا يخرج عن إرادته !
ثانياً: لنناقش استعمالك المتكرر لعبارة (العامل الخارجي) هل تقصد ما هو خارج ملكوت الله أم خارج إرادة الله الكونية؟ وما هي الحدود الفاصلة بين العوامل الخارجية والداخلية عندك... الحقيقة انه مجرد تلاعب بمصطلحات لا تملك لها أية تعريفات. (خارجي .. خارج ماذا؟ لا تدري .. خارجي و خلاص)
-----

شرط وليد العجيب لصحة الرسالة:

لأنك رأيت معي أن أبرز وأعظم حدث ساهم في تمكين الإسلام وهو تبني أهل يثرب لدعوة النبي ، وهذا الحدث وقفت وراءه وبشكل مهم عوامل لا فضل للإسلام أو النبي فيها. بمعنى ، ما أحاول الوصول إليه من كل ذلك هو : أن حالة نجاح الإسلام لم تكن فقط بسبب محتوى الإسلام بل ساهمت في ذلك ظروف بيئية وتاريخية مادية ،
المشكلة عند البعض أنهم لا يحسنون حتى تصور الواقع ... الواقع يا عزيزي أن الدين لا ينتشر إلا إذا أعتنقه الناس. والخيال هو في شرطك: أن ينتشر الدين دون أن يعتنقه أحد ! وقبل أن تدعي أني افتري عليك .. تأمل قولك هذا :

فلم يكن النجاح فقط بسبب محتوى الإسلام وأفعال نبيه ، وبذلك ننظر للإسلام ونجاحه نظرة أكثر "بشرية".
هل تقصد: إذا اسلم أهل يثرب أصبح الإسلام ديناً بشرياً و إذا لم يسلم احد أصبح الإسلام سماوياً... هل من شروط صحة الرسالة عندك انتشارها دون أن يؤمن بها الناس ودون وجود رجال سخرهم الله لنصرة دينه؟ (تنتشر الرسالة بين الشجر مثلاً؟) فعلاً منطق غريب وأنا على يقين انك لم تفكر من قبل في الطريقة -البديلة- والمثالية في رأيك لانتشار الدين. لأنك لو فكرت لما كتبت اقتباسك السابق.


بالنسبة للناسخ و المنسوخ,
أولاً: الله قدر أن يكون في بلدك نهار ثم نسخ بالليل ثم بالنهار.. كل حدث في الكون هو بأمر الله وهو ناسخ لما قبله ...
إذاً كل من يعترض على النسخ هو بالتأكيد لا يحسن إدارة متجر صغير ولا يحق له انتقاد إدارة الله للكون.
ثانياً: كل من يعترض عل نسخ الأحكام المتعلقة بالحرب هو بالتأكيد شخص لم يعش يوما واحداً حياة عسكرية.
لان في الأيام الأولى للجيش يكلف الجندي بما لا يطيقه ثم يخفف عنه حتى يستسهل التكليف الناسخ للأول.
وهذا معمول به في كل الدول ولا تستنتج من ذلك جهل القائد بقدرات الجندي ...
لكن معاييرك تنقلب عندما تقرأ في الإسلام أن الله خفف على الجيش المسلم !
ثالثاً: أنت دائماً تسقط ضحية لخيالاتك البعيدة عن الواقع. لاحظ حتى لو صدر هذا التخفيف من أي زعيم قبيلة عادي فهذا لا يعني انه يجهل قدرات قومه. نحن لا نتحدث عن قائد "لوحة مفاتيح" في الإنترنت منفصم عن الواقع الذي يحلله.. بل عن أقوام شهدوا الحروب طوال حياتهم وهم اعلم بقدرات رجالهم وبأساليب الحرب في عصرهم. لذلك شبهتك "الأنترنيتية" لو سمعها أطفال يثرب في عصر النبوة لسخروا منها لان الجميع يعلم ان (1 ضد 10) في الحرب هو أمر شاق .. فهل تدعي ان النبي (ص) لم يكن يعلم تلك الحقيقة البديهية قبل النسخ؟
• إن قلت نعم لم يكن يعلم ذلك.. حينها تفقد مصداقيتك و تضحك عليك الناس.
• وإن قلت انه امر معلوم وبديهي .. بذلك تهدم شبهتك بإعترافك ان النسخ لم يكن بسبب عدم العلم !

قتيبة
04-24-2008, 10:29 AM
دراسة عسكرية أميركية لإستراتيجيات النبي محمد القتالية

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=88895#post88895

مجرّد إنسان
04-24-2008, 01:36 PM
لي عودة بإذن الله لاستكمال ما بقي من الموضوع....وشكرا لك أخي عبدالواحد وناصر

someone
04-24-2008, 06:10 PM
لننسين الملاحدة وساوس الحمق بناصر وعبد الواحد وقلم.

جزاكم الله خيرا اخوتي على ما تقدمونه للاسلام والمسلمين.
اريد ان اطلب طلبا بسيطا وهو ان تفتحوا موضوعا خاصا فقط لتعليم المسلمين اسس الرد على الملاحدة وطريقة تفكير الملاحدة وكيفية تهربهم وكل هذا الاشياء نظرا لاهمية هذا الموضوع وخصوصا على الشبكة. اعلم ان هذا الموضوع حساس وخطير لمن لم يتمكن من دينه ومخافة ان يحاول ضعيف العلم والايمان ان يدخل في مجال يمكن ان يدمره ويقضي عليه, وكلنا يعرف خبث الملاحدة واغلبهم يريد ان يثير الشكوك فقط وليس البحث عن الحق.

سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فقيل له: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ قال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع، فإنما هو للمسلمين وهذا أفضل.

وليد غالب
04-24-2008, 10:57 PM
قال ناصر التوحيد:


فقوله تعالى: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ , هو خبر وهو بمعنى الأمر , كل واحد بعشرة، وهو ايضا وعد كريم منه تعالى بغلبة كل جماعة من المؤمنين على عشرة أمثالهم , والمعنى: إِن يوجد منكم يا معشر المؤمنين عشرون صابرون على شدائد الحرب يغلبوا مائتين من عدوهم، بعون الله وتأييده .
ولذلك كان المسلمون يلتزمون بهذا الامر ويصبرون ويحتسبون , فقاتل المسلمون بقوة فكان الرجل منهم بعشرة .
وروى الحافظ ابن مردويه عن ابن عمر رضي اللّه عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين‏}‏ قال‏:‏ نزلت فينا أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم‏.‏
- ذكرني هذا الوليد بهذه الطرفة : انه في احدى المعارك وجد القائد احد جنود المسلمين قاعدا فقال له مالك لا تقاتل فقال له لقد خلّصت العشرة خاصتي .-
ثم جاء التخفيف، فقال‏ تعالى :‏ ‏{‏الآن خفف اللّه عنكم‏}‏الآية، فكانوا إذا كانوا على الشطر من عدوهم لم يسغ لهم أن يفروا من عدوهم، وإذا كانوا دون ذلك لم يجب عليهم قتالهم وجاز لهم أن يتحرزوا عنهم
فالتخفيف لا يقع إلا بعد تكليف , والمراد بالتخفيف هنا التكليف بالأخف لا رفع الحكم أصلا
فهل في ذلك مدعاة للغرابة !!
لا طبعا
فقد كانت الصلاة ستفرض خمسين مرة في اليوم ثم جعلها الله خمس صلوات وفي نفس الموقف وهو حادثة المعراج وجعل ثوابها ثواب الخمسين صلاة
فكان الحكم ( إن يكونوا عشرين يغلبوا مائتين ) ، ولما انتهى أمد العمل به نزلت الآية الثانية ليخبر الله سبحانه انتهاء أمد ذلك ، وأنه الآن إن يكن منكم مائة يغلبوا مائتين .
فهل في ذلك مدعاة للغرابة !!
ثم هل من مانع للتخفيف .. وخاصة بعد ان قوي الاسلام والمسلمون وكثر عددهم , واهل الايمان يدعون ربهم قائلين :
{ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } سورة البقرة

إذاً أنت اتبعت الأسلوب التالي:
أنه لم يحصل رفع للحكم ولكن تخفيف ، والتخفيف حصل في مواطن أخرى مثل عدد الصلوات.
أما قولك بأنه تخفيف ، فهذا لن يغير من حقيقة أن الحكم السابق قد نُسخ ،
قال الطبري في تفسيره للآية:
فمعلوم أن حكم قوله:(الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا)، ناسخ لحكم قوله:(إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا).

أما مقارنتك هذا التخفيف بتخفيف عدد الصلوات ، فأنت بذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار ، فهذه الحزمة من الأحكام الغير منطقية والتي خُففت بعد ذلك لا يشفع بعضها لبعض ، تصور لو أنك ذكرت تناقضاً في الكتاب المقدس فيرد عليك المسيحي: هذا التناقض موجود في مواضع أخرى من الكتاب المقدس!!!!! فهل ستقبل بهذا الجواب؟
لننظر في منطقية الحكم الأصلي لعدد الصلوات: الصلاة الواحدة تأخذ وقتاً – إذا صُليت جماعة- كمتوسط عشر دقائق ، إذاً الذي يصلي جماعة – وهذا هو الواجب - كل الصلوات الخمس ستأخذ منه الصلوات خمسين دقيقة في اليوم. أما في حالة أن يكون عدد الصلوات في اليوم خمسين صلاة، فحينها ستتطلب هذه الصلوات خمس مئة دقيقة في اليوم! أي ثمان ساعات وثلث الساعة. وإذا تذكرنا أن الإنسان كمتوسط ينام في اليوم ست ساعات ، يعني ذلك أن الثمانية ساعات هذه مأخوذة من 18 ساعة هى التي "يعيش" فيها الإنسان في يومه ، ما يعني أن نسبة الوقت الذي ستأخذه الصلاة من يوم الإنسان هى : 44% !!!!!!!!!!
تصور لو أن الحكم قد طُبق كما أراده الله في الأصل ، فهذا يعني أن الأمة الإسلامية ستهدر 44% من وقتها في الصلاة ، ولك أن تتصور كيف كان يمكن لحضارة إسلامية أن تنشأ ونصف وقت الناس عبادة لا تفيد دنياهم بشيء.
أما في عصرنا هذا ، فلك أن تتصور مدى كارثية هذا الحكم ، فالإنسان اليوم بالكاد يجد لنفسه وقتاً يستريح فيه من ضغوط الحياة ، سيكون مطالباً بأن يقضي ثمان ساعات من يومه في السجود والركوع ، وكل هذا يجب أن يتم بخشوع وإلا فما فائدة صلاته أصلاً؟
والكثير من المسلمين اليوم بالكاد يصلون الصلوات الخمس و"بالعافية" فلا يحضرون الجماعة في صلوات ويؤخرون في أخرى، فلك أن تتصور كيف سيكون حال المسلم لو كان عدد الصلوات بالعدد الأصلي.
وتصور موظفي البنوك والشركات وهم ملزمون بأن يقتطعوا عشر دقائق من كل نصف ساعة من دوامهم ليصلوا.
إن العدد الأصلي للصلوات كارثة بكل المقاييس.
فهل عرفت الآن لم كنتَ كالمتسجير من الرمضاء بالنار؟

أما قولك عن حادثة ابن أم مكتوم:

( لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ) .
وعند الترمذي انه : لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } جاء عمرو بن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال وكان ضرير البصر فقال يا رسول الله ما تأمرني ؟ إني ضرير البصر ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية { غير أولي الضرر } الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة .

فـإن أُولِى الضَّرَرِ لهم العذر في أكثر من آية .. والمتأمل في آيات الله تعالى يجد نفسه أمام آيات كثيرة توحي بهذا المعنى
قال تعالى : {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم }( التوبة ) تدل الآية دلالة واضحة على أن الضعفاء والمرضى ليس عليهم أية حرج إذا لم يقاتلوا مع إخوانهم الأصحاء.
وذكر الله في القرآن :{ ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج.} آية 17 سورة الفتح , ويقصد عدم الحرج عندما يتخلفون عن المعارك فإن لهم العذر المقبول عند الله
فصار ذلك مخرجا لذوي الأعذار المبيحة لترك الجهاد من العمى والعرج والمرضى عن مساواتهم للمجاهدين في سبيل الله
ثم أخبر تعالى بفضيلة المجاهدين على القاعدين قال ابن عباس: "غير أولي الضرر" وكذا ينبغي أن يكون , كما ثبت في صحيح البخاري من طريق زهير بن معاوية عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه" قالوا وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال "نعم حبسهم العذر"
فإن القرآن الكريم لم يهمل ذكر ذوي العاهة ولم ينكر وجودها ولم يتجاهل أثرها على صاحبها
فالله اعلم بحقيقة نيتهم وحبهم للجهاد في سبيله لولا هذه الاعذار المبيجة لهم .. فساوى بينهم وبين المجادين بالفعل في الثواب , كما في قوله تعالى "وكلا وعد الله الحسنى" أي الجنة والجزاء الجزيل. وفيه ايضا دلالة على أن الجهاد ليس بفرض عين بل هو فرض على الكفاية.

عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏{ ‏من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه} رواه مسلم

قال صلى الله عليه وسلم : [ عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.... ]

أولاً : كلامك حاولت فيه أن ترد على ادعائي بأن التعديل حصل بسبب عدم العلم ، ولكنك لم ترد على مسألة أن نص القرآن قد تعرض للمراجعة بعد نزوله وهذا قادح كبير في إلهية القرآن.

ثانياً:الآيات التي استشهدتَ بها نزلت بعد نزول آية "غير أولي الضرر" لأنهما من سورتي الفتح والتوبة ، فسورة الفتح نزلت في صلح الحديبية ، وسورة التوبة هى آخر سورة نزل من القرآن.
إن آية "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون" هى أول ما نزل من القرآن في إعذار من لهم عذر في التخلف عن المعارك.
فعلى ذلك تسقط محاولتك في إيهام القاريء بأن ماورد في الصيغة الأصلية للآية وما جرى لها من تعديل لم يكن بسبب عدم العلم.

ثم حتى لو افترضنا بأن النبي كان يعلم بأمر هؤلاء المعذورين ، فحتى ذلك لا ينفي ما في الحادثة من "بشرية" ، لأن غياب "أولي الضرر" في تلك الحالة يكون قد حدث بسبب النسيان وليس بسبب عدم العلم ، فيكون ما فعله ابن مكتوم هو تذكير وليس إعلاماً ،فتغيرت الآية بناءً على هذا التذكير وأُضيف إليها "غير أولي الضرر".

وقد عدتَ أنت للتحدث عن المسألة في ردك على ردي على "مراقب 3" فكررت نفس ما قلتَه هنا ، ولكن ذكرت في ردك الثاني شيئين جديدين:


ثم ان الله كريم ..وأراد أن يكرم ابن مكتوم بكرامتين هنا ..
الاولى انه انزل بيانا اضافيا آخر للبيانات والاستثناءات الأخرى
وثانيهما انه سيذكر ويترضى عليه كلما قرا المسلمون هذه الايات الكريمة

كان من الممكن أن يحصل هذا التكريم بدون هذه الطريقة وما فيها من مراجعة لنص القرآن ،ولو افترضنا بأن التكريم لم يكن ليحصل إلا بهذه الطريقة ، فهل فائدة مثل تكريم صحابي تستحق جعل كتاب الله محلاً للشك في إلهيته؟.


اقتباس:
ورواية صحيح البخاري عن الحادثة تصرح بشكل واضح بأن الأمر كان ملزماً للمقاتلين ، لَمَّا نَزَلَتْ ( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ

بل كما ذكرت لك ..
فالمعنى يشمل التالي :
هو خبر , وهو بمعنى الأمر , وهو ايضا وعد كريم منه تعالى بغلبة كل جماعة من المؤمنين على عشرة أمثالهم , فالمعنى: إِن يوجد منكم يا معشر المؤمنين عشرون صابرون على شدائد الحرب يغلبوا مائتين من عدوهم، بعون الله وتأييده .
ولذلك كان المسلمون يلتزمون بهذا الامر ويصبرون ويحتسبون , فقاتل المسلمون بقوة فكان الرجل منهم بعشرة .

ما قاله ابن عباس وما قاله الطبري والبيضاوي وابن عادل والقرطبي والبغوي وغيرهم من المفسرين أولى عندي وعند غيري من رأيك بألف مرة ، خاصة أن رأيك يخالف بشكل واضح رواية البخاري التي تقول بأن المسلمين شق عليهم الأمر وثقل ، فالأمر إن كان فيه وعد فهو لم يكن وعداً فحسب بل كان أيضاً أمراً إلزامياً صريحاً.

وهذا ما اجتمع عندي بنظرة سريعة على بعض كتب التفسير:


تفسير الطبري
وهذه الآية =أعني قوله:(إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين)، = وإن كان مخرجها مخرج الخبر، فإن معناها الأمر. يدلّ على ذلك قوله:(الآن خفف الله عنكم)، فلم يكن التخفيف إلا بعد التثقيل. ولو كان ثبوت العشرة منهم للمئة من عدوهم كان غير فرض عليهم قبل التخفيف، وكان ندبًا، لم يكن للتخفيف وجه، لأن التخفيف إنما هو ترخيص في ترك الواحد من المسلمين الثبوتَ للعشرة من العدو. وإذا لم يكن التشديد قد كان له متقدِّمًا، لم يكن للترخيص وجه، إذ كان المفهوم من الترخيص إنما هو بعد التشديد. وإذ كان ذلك كذلك، فمعلوم أن حكم قوله:(الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا)، ناسخ لحكم قوله:(إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا). وقد بينا في كتابنا "البيان عن أصول الأحكام"، (1) أن كل خبرٍ من الله وعد فيه عباده على عملٍ ثوابًا وجزاء، وعلى تركه عقابًا وعذابًا، وإن لم يكن خارجًا ظاهرُه مخرج الأمر، ففي معنى الأمر= بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

تفسير البيضاوي:
لما أوجب على الواحد مقاومة العشرة والثبات لهم وثقل ذلك عليهم خفف عنهم بمقاومة الواحد الاثنين

تفسير البغوي:
وهذا خبر بمعنى الأمر، وكان هذا يوم بدر فرض الله على الرجل الواحد من المؤمنين قتال عشرة من الكافرين، فثقلت على المؤمنين، فخفف الله عنهم، فنزل:
{ الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا } أي: ضعفا في الواحد عن قتال العشرة وفي المائة عن قتال الألف

تفسير القرطبي:
قلت: وحديث ابن عباس يدل على أن ذلك فرض.
ثم لما شق ذلك عليهم حط الفرض إلى ثبوت الواحد للاثنين، فخفف عنهم وكتب عليهم ألا يفر مائة من مائتين، فهو على هذا القول تخفيف لا نسخ.
وهذا حسن.
وقد ذكر القاضي ابن الطيب أن الحكم إذا نسخ بعضه أو بعض أوصافه، أو غير عدده فجائز أن يقال إنه نسخ، لانه حينئذ ليس بالاول، بل هو غيره.
وذكر في ذلك خلافا.

تفسير اللباب لابن عادل:
والمعنى : { إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ } فليصبروا وليجتهدوا في القتالِ حتَّى « يَغلبُوا مائتيْنِ » ويدلُّ على أن المراد الأمر وجوه .
أولها : لو كان المرادُ الخبر ، لزم أن يقال لم يغلب قط مائتان من الكُفَّارِ عشرين من المؤمنين ، وذلك باطل .
وثانيها : قوله تعالى : { الآن خَفَّفَ الله عَنكُمْ } نسخ والنسخُ لا يليق إلاَّ بالأمر .
وثالثها : قوله تعالى { والله مَعَ الصابرين } وذلك ترغيب في الثبات على الجهادِ .



قال الزميل مجرد إنسان:

هذا الهرم ( الورقيّ ) الذي بنيته....تكفيه نفخة هواء واحده.....يبعثها السؤال التالي :


* هل كلّ ما يتعلّق بالجانب العسكريّ في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - هو وحيٌ إلهيّ؟؟؟ هل كلّ التصرّفات العسكريّة الحاصلة فيها كانت وحياً منزّلا من الله تعالى ؟؟؟ أم أنها كانت على قسمين : ما كان وحياً إلهيّاً مباشرا ، وما كان فيه مجال الاجتهاد البشريّ انطلاقا من قوله تعالى : (( وشاورهم في الأمر)) ، ومثل تلك الاجتهادات ينزل فيها الوحي ليبيّن صوابها من خطئها....؟؟؟؟


لو كانت هذه قاعدة....لانتقضت بموضع اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لمعركة بدر....وانتقضت باختيار بقبول النبي صلى الله عليه وسلم للمشورات الحربيّة المختلفة....وبأمور أخرة مبثوثة في السيرة....


لكنّك لن تجد أحداً يقول ذلك.....إذاً فأنت بنيت مقالتك على باطل....وما بُني على باطل فهو باطل.....

ملاحظة : كلامي هذا عن منهجيّة البناء المعرفي لدى الزميل وليد....قبل الشروع في مناقشة ما يراه أخطاءً عسكريّة ...وهذه مرحلةٌ أخرى...ولا تعني بالضرورة أنني أقول بقوله


ولكن عاد الزميل ليقول بعد ذلك:
وما قام الأخ القلم هو أن سلّم (من باب الجدل )...أن كل ما صدر منه في المجالات السياسيّة هي عبقريّة بشريّة...وأن كلّ ما صدر منه في المجالات الإداريّة هي عبقريّة بشريّة....وأن كلّ ما صدر منه في المجالات االتشريعيّة هي عبقريّة بشريّة....و...و....و.


لكن اجتماع كلّ تلك العبقريّات أمرٌ لا يمكن تصوّره بحالٍ من المنظور البشريّ....لا يمكن أن تكون كللللللللللللللللللللللللل تلك الكمالات والتصرّفات العبقريّة والبروز الكامل في جميع الجوانب الإنسانيّة والفكريّة والعمليّة أن تجتمع في شخصٍ واحدٍ دون تأييد إلهيّ....


أنت تقول بأن اجتماع هذه العبقريات دليل على التأييد الإلهي ، طيب لننظر: ماذا يعني اجتماع العبقريات؟ هو تجمع لأفراد العبقريات ، يعني تكونت لدينا عبقرية واحدة ، فاجتمعت معها أخرى ، وأخرى ، إلى أن وصلنا إلى عبارة "كل هذه العبقريات في الرسول"..
إذاً اجتماع العبقريات انطلق أساساً من العبقرية الواحدة ، والعبقرية الواحدة في مجال معين مثلاً ، كيف تكونت؟ أليس من الاختيار الصائب والناجح للقرارات؟ أليس هذا هو تعريف العبقرية هنا؟
إذاً ، عبارة "اجتماع العبقريات في الرسول" ستؤدي في النهاية إلى الوصول إلى القرارات التي اتخذها الرسول والتي جعلت منه عبقرياً ، إذاً: حين تزعم بأن اجتماع العبقريات حصل بسبب التأييد الإلهي ، فهذا سيعني: بأن القرارات الناجحة التي اتخذها وجعلته عبقرياً كانت من التأييد الإلهي ، أي أن الله هو من أوحى له بتلك القرارات الناجحة فاتخذها فصار عبقرياً في المجال العسكري والسياسي وغيره.
فهمت؟
ولو أنك قلت بأن اجتماع العبقريات في الرسول ليس له علاقة بالتأييد الغيبي ، حينها يصبح حديثي عن أخطاء النبي العسكرية غير ناقض لنبوته.
أصلاً الموضوع بأكمله كتبته رداً على المزاعم التي طرحها القلم الحر ، وهو زعم بأن اجتماع العبقريات دليل على إعجاز في الشخصية المحمدية.
بطريقة أخرى: لو أنك قلت بأن العبقريات ليست جزءاً من إعجاز الشخصية المحمدية، حينها يصبح هذا الموضوع لا يعنيك بشيء، باستثناء حديثي عن غزوة بدر لأن ما تحدثت فهيه كان من القرآن وليس من النبي.



أولا : وقعت في خطأ فاحش.....فادّعيت أن القصّة المذكورة لم تردد في السنن والمسانيد والمصنّفات....وليت شعري من أين لك أيها النحرير أن تتقوّل مثل ذلك؟؟؟ هل استقرأت تلك الكتب؟؟؟ أم أنها استعانةٌ غير موفّقة بالشيخ جوجل؟ ؟؟

الحديث مرويٌّ في مسند الإمام أحمد....ومصنّف الإمام عبدالرزّاق....هذه واحده...

هذا تفنيد ناقص ، عليك أن تذكر لي أين بالضبط وردت في المسند والمصنف ، أو على الأقل اذكر لي اسم الصحابي الذي روى الحادثة.



ثالثا : كعادتك الانتقائيّة أنت وبني لادين...فرحت فرحاً عظيما بمثل هذا المثال الذي قدّمه أخونا عبد الواحد....فتركت الجواب عمّا ذكره في كلامه...


وسوف أستبدل لك المثال بما صحّ عندنا....ولنرَ كيف ستجيب عن ذلك :


المثال الصحيح :
اقتباس:
(( عن بن عباس : ان الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاهدوا باللات { والعزى ومناة الثالثة الأخرى لو قد رأينا محمدا قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله قال فأقبلت فاطمة تبكي حتى دخلت على أبيها فقالت هؤلاء الملأ من قومك في الحجر قد تعاهدوا ان لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك فليس منهم رجل الا قد عرف نصيبه من دمك قال يا بنية أدني وضوءا فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه قالوا هو هذا فخفضوا أبصارهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه أبصارهم ولم يقم منهم رجل فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من تراب فحصبهم بها وقال شاهت الوجوه قال فما أصابت رجلا منهم حصاة الا قد قتل يوم بدر كافرا)) رواه الإمام أحمد وإسناده قوي على شرط مسلم...

والآن :

من الظروف التي ذكرتها (انتماء نبي الإسلام لبني هاشم أعطاه حصانة ) لكنك نسيت عوامل خارجية أخرى ساعدت النبي .. نسيت مثلا ذكر القبضة من تراب التي حصب بها وجوه القوم وضلل الكفار وقد كانوا على بعد خطوات منه ومن القضاء على الدين الجديد. ذكرتُ هذا المثل لأبين لك الخلل الجوهري الثاني في كلامك. إن كان النسب ساعد النبي فكذلك التراب.. وما يسري على الأول يسري على الثاني فكلاهما أسباب خلقها الله.. لكنك تشترط ضمناً أن لا ينصر الله نبيه بأسباب خلقها! وهذا شرط باطل!

لقد رأيتَ كيف رفض القلم الحر - وهو مسلم - صحة الرواية عن حادثة ابن أم مكتوم ، فهل ستستكثر علي أنا الغير مسلم أن أرفض هذه الروايات؟ أنا أنطلق في هذا الموضوع من باب إلزامكم بما ألزمتم به أنفسكم ، ولكن أنا لا يلزمني الاعتقاد بصحة كل ما يرد في السيرة وكتب المتون، خاصة ما خالف فيه الحس والعقل كالمعجزات الحسية والغيبية ، وإلا للزمني أن اؤمن أيضاً بالمعجزات التي يرويها الهندوس والسيخ والبوذيون والبهائيون وغيرهم. على كل حال سأطرح موضوعاً عن قريب أتناول فيه المعجزات الحسية والغيبية في الديانات عامة والإسلام خاصة.
كما أن مثالك غير مبني على قاعدة واضحة ، فالتأييد الإلهي للنبي يحصل بشكل عشوائي ، فهو أيده في هذه الحادثة التي ذكرتها ، ولكنه تركه في مواضع كثيرة ، وكمثال صريح على التناقض:أن الملائكة قاتلت مع المسلمين في معركة بدر ، ولكنها لم تفعل شيئاً في معركة أحد!!




قلت :
اقتباس:
فحديث اليهود لأهل يثرب عن قرب قدوم نبي يجعل أهل يثرب أكثر استعداداً للإيمان بنبوة من يدعي النبوة ،
أما الدافع السياسي: اليهود كانوا يتوعدونهم بأن النبي سيكون حليفهم ، فأراد أهل يثرب أن يسبقوا اليهود إليه ليكون حليفهم لا حليف اليهود.

وقلت :
اقتباس:
1- الحرب مع طرف خارجي أهون من الحرب الأهلية.
2- الجهاد لم يكن قد شُرّع أصلاً فحديثك عن علمهم بالمخاطر في قبول دعوته فيه نظر، (أذن للذي يُقاتلون بأنهم ظُلموا) نزلت بعد الهجرة.
3- مصدر الخطر المتوقع حينها كان متركزاً في قريش فقط ، ولم يكن أحد يتوقع أن يحصل ما حصل يوم الأحزاب.

كلّ ذلك يبطل بنقلٍ واحد....أرجوك لا تكلّفني في بيان دلالته....فأحسبك أذكى من ذلك :
اقتباس:
في بيعة العقابة : (((...وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم فقال رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فأما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله وأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبينة فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله... قالوا أمط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا ولا نسلبها أبدا قال فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة)) رواه أحمد إسناده صحيح على شرط مسلم

نعم الرواية تثبت أنني كنت مخطئاً حين قللت من المخاطر التي كان أهل يثرب يتوقعونها من جراء تبني النبي ، ولكن هذه المخاطر كان بنو عامر على كامل الاستعداد لتحملها مع أن مصلحتهم كانت سياسية فقط. إذاً هذا لا ينفي وجود المصلحة السياسية في تبني أهل يثرب لدعوة النبي.

ناصر التوحيد
04-25-2008, 03:28 AM
إذاً أنت اتبعت الأسلوب التالي: أنه لم يحصل رفع للحكم ولكن تخفيف ، والتخفيف حصل في مواطن أخرى مثل عدد الصلوات. أما قولك بأنه تخفيف ، فهذا لن يغير من حقيقة أن الحكم السابق قد نُسخ ، قال الطبري في تفسيره للآية: فمعلوم أن حكم قوله:(الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا)، ناسخ لحكم قوله:(إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا)..

انت تقول :

أما قولك بأنه تخفيف ، فهذا لن يغير من حقيقة أن الحكم السابق قد نُسخ
ألم أقل لك ان هذا النسخ لا يرفع الحكم السابق ..!؟
فالحكم السابق موجود واتبعه ولا يزال يتبعه المسلمون ومنهم من يجد نفسه يواجه عشرة لوحده
فهذه اسمها ( العزيمة ) ومن أخذ بها فخير وزيادة خير ولا مانع من ذلك بل ان ذلك هو المطلوب اساسا رغم حكم التخفيف
ومن اخذ بالحكم المخفف فله ذلك ايضا ..
فالامر صار بيد المسلم وما يرى من قوته وبسالته وهو ان يواجه عشرة او اثنين او خمسة
وقد ذكرت لك سابقا انه في معركة اليرموك كان مقابل كل جندي مسلم ستة من جنود الروم الكافرين ..وانتصر المسلمون عليهم
اذن .. وكما ذكرت لك ايضا .. ان هذا الامر يتعلق بالدنيا ويتعلق بالاخرة .. والسبب بيان عدم التولي يوم الزحف وانه من الكبائر .. فخفف الله ذلك وجعل مواجهة المسلم لاثنين من الاعداء واجبا والا يكون كمن تولى يوم الزحف , ولكن لك ان تواجه عشرة ..طبعا اذا كنت قادرا على ذلك ..فهل الحكم المخفف يمنع المسلم من ان يواجه عشرة اعداء ؟
لا طبعا .وله ذلك في كل وقت .
اذن انتهت المسالة بهذا الكلام والبيان




أما مقارنتك هذا التخفيف بتخفيف عدد الصلوات ، فأنت بذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار
هات نشوف ما عندك حتى نرى هل كلامك في محله ام مجرد تنطع وعناد وفلول


لننظر في منطقية الحكم الأصلي لعدد الصلوات: الصلاة الواحدة تأخذ وقتاً – إذا صُليت جماعة- كمتوسط عشر دقائق ، إذاً الذي يصلي جماعة – وهذا هو الواجب - كل الصلوات الخمس ستأخذ منه الصلوات خمسين دقيقة في اليوم. أما في حالة أن يكون عدد الصلوات في اليوم خمسين صلاة، فحينها ستتطلب هذه الصلوات خمس مئة دقيقة في اليوم! أي ثمان ساعات وثلث الساعة. وإذا تذكرنا أن الإنسان كمتوسط ينام في اليوم ست ساعات ، يعني ذلك أن الثمانية ساعات هذه مأخوذة من 18 ساعة هى التي "يعيش" فيها الإنسان في يومه ، ما يعني أن نسبة الوقت الذي ستأخذه الصلاة من يوم الإنسان هى : 44% !!
طيب !!!


تصور لو أن الحكم قد طُبق كما أراده الله في الأصل ، فهذا يعني أن الأمة الإسلامية ستهدر 44% من وقتها في الصلاة
تهدر 44% من وقتها في الصلاة !!!
اولا : وماله ؟؟؟؟؟
ثانيا : المسلمون أُسود في النهار رهبان في الليل
ستقول لي من اين ياتون بالوقت !!
الوقت فيه بركة ولكن اعرف كيف تستغل وقتك ..هذا هو الامر الذي يغيب عن غير المسلم


ولك أن تتصور كيف كان يمكن لحضارة إسلامية أن تنشأ ونصف وقت الناس عبادة لا تفيد دنياهم بشيء.
انا كغيري من المسلمين كل يومي عبادة بنسبة 100 % حتى النوم ..حتى العمل .. حتى تلعيبي لاولادي ..هو عبادة .
شو جاي تقول لي 44 % !!
انا عبد لله واعمل لدنياي ولاخرتي



أما في عصرنا هذا ، فلك أن تتصور مدى كارثية هذا الحكم ، فالإنسان اليوم بالكاد يجد لنفسه وقتاً يستريح فيه من ضغوط الحياة ، سيكون مطالباً بأن يقضي ثمان ساعات من يومه في السجود والركوع ، وكل هذا يجب أن يتم بخشوع وإلا فما فائدة صلاته أصلاً؟
والكثير من المسلمين اليوم بالكاد يصلون الصلوات الخمس و"بالعافية" فلا يحضرون الجماعة في صلوات ويؤخرون في أخرى، فلك أن تتصور كيف سيكون حال المسلم لو كان عدد الصلوات بالعدد الأصلي.
انت مضغوط وبدك تروح مدينة الملاهي وبدك تروح مسرح او سينما , او تقعد لك في قهوة ساعتين او ثلاثة .. ومع قرناء السوء في رحلة استجمامية على البحر كمان اربع خمس ساعات .. ترى نفسك ملحوق في الوقت ..هذا كله للمفاسد ..والوقت مسؤول ابن آدم عنه وكيف قضاه

ثم قلت لك اكثر من مرة انساك من كلمة ( لو ) ..وتكلم في الواقع وفي القائم وفي الموجود .. ولكن انت وكل ما تقوله تبنيه على هذه (اللـّو )
والان تعمل لي ايضا حسابات قائمة على فرضية وغير واقعية ولا قائمة ولا موجودة !



وتصور موظفي البنوك والشركات وهم ملزمون بأن يقتطعوا عشر دقائق من كل نصف ساعة من دوامهم ليصلوا.
كلامك فاضي .. كلامك كله فاضي
تقول لو ثم تفترض عليها غير الموجود !



إن العدد الأصلي للصلوات كارثة بكل المقاييس.
عايش لي على اللو وعلى الافتراضات المخالفة للواقع والموجود
وجاي بنتيجة عقيمة عقم ما تعيش عليه من لولوة وافتراضات خيالية يعاكسها الواقع الموجود


فهل عرفت الآن لم كنتَ كالمتسجير من الرمضاء بالنار؟
الذي عرفته ومن الاساس هو انك تقوم على لو وعلى افتراض مخالف للواقع
وها انت تستمر على ان تقوم عليه ..وتظن انك بذلك تناقش وتحاور .. ولا تخدع بذلك الا نفسك


أما قولك عن حادثة ابن أم مكتوم
أولاً : كلامك حاولت فيه أن ترد على ادعائي بأن التعديل حصل بسبب عدم العلم ، ولكنك لم ترد على مسألة أن نص القرآن قد تعرض للمراجعة بعد نزوله .
هذا كلامك انت انه تعرض للمعارضة وكلامك غلط طبعا
لكن الصحيح هو البيان والاضافة وفي نفس الوقت والموقف .. وردّ وجواب على سؤال طرح من مسلم يخاف على نفسه .. وهذا البيان والانزال المرادف لا علاقة له بالعلم المسبق ... فالعلم المسبق لا شك فيه , والله يعلم مسبقا ان ابن مكتوم سيسال هذا السؤال ..والقرآن الكريم انزله الله كله الى السماء الدنيا في ليلة القدر ..ثم انزله الله الى الدنيا منجما بحسب الاحداث والوقائع والاستفسارات والاستبانات والاستفتاءات ..فكل هذه دليل على العلم المسبق بدليل العلم بما سيكون من امر هذه الاشياء كلها
فكلامك يهدم بعضه وفرضياتك تهدم نتائجك


ثانياً:الآيات التي استشهدتَ بها نزلت بعد نزول آية "غير أولي الضرر" لأنهما من سورتي الفتح والتوبة ، فسورة الفتح نزلت في صلح الحديبية ، وسورة التوبة هى آخر سورة نزل من القرآن. إن آية "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون" هى أول ما نزل من القرآن في إعذار من لهم عذر في التخلف عن المعارك. فعلى ذلك تسقط محاولتك في إيهام القاريء بأن ماورد في الصيغة الأصلية للآية وما جرى لها من تعديل لم يكن بسبب عدم العلم.
دليل عدم وجوب الجهاد ورفع الحرج عن الشيخ العاجز والأعمى والأعرج والمريض والضعفاء والذين لا يجدون ما ينفقون ونحوهم ، هو قوله تعالى: (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلِ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) سورة التوبة
وقوله تعالى : {لَّيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} سورة الفتح
ويمتدَّ رفع الحرج والإثم والعقوبة هذا عن كل ذوي العاهات التي تعيق قيامهم بهذا الفرض الشرعي، بحيث تجعل الجهاد أمراً شاقّاً عليهم في جميع الحالات, ولو لم تذكرهم الايات الكريمة .
الم اقل لك ان القران ينزل منجما وبحسب الاحداث والمناسبات .

قال ابن كثير في تفسيره لآيتي سورة التوبة (ثم بين الله الأعذار التي لا حرج على من قعد معها عن القتال، فذكر منها 1- ما هو لازم للشخص لا ينفذه عنه وهو الضعيف في التركيب الذي لا يستطيع معه الجلاد في الجهاد، ومنه العمى والعرج ونحوه، ولهذا بدأ به. 2-ومنها: ما هو عار من بسبب مرض عنّ له في بدنه شغله عن الخروج في سبيل الله 3- أو بسبب فقر لا يقدر على التجهيز للحرب، فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم، ولم يرجفوا بالناس ولم يثبطوهم).
وهؤلاء المعذورون يكتب لهم كأجر القائمين بالجهاد إذا علم الله منهم الصدق في أنهم لولا العذر لخرجوا
ولا مانع في الاية لمن يريد منهم ان يخرج للجهاد وهو من هؤلاء المعذورين .

نزلت آية "غير أولي الضرر" بسبب ابن مكتوم ..
ففي قوله تعالى (لا يستوي القاعدون من المؤمنين –غير أولي الضرر- والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم) استثنى من القاعدين أولي الضرر وألحقهم بالمجاهدين، ويدل على ذلك حديث أنس أن رسول قال وقد خرج مع الجيش: ( لقد تركتم بعدكم قوما ما سرتم من مسير ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم واديا إلا وهم معكم فيه , قالوا: يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ فقال: حبسهم العذر ) .
وما رواه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب قال: لما نزلت (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيداً فجاء بكتف فكتبها، وشكا ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر, قال القرطبي-رحمه الله- : فهذا يقتضي أن صاحب العذر يعطي أجر الغازي، فقيل: يحتمل أن يكون أجره مساويًا، وفي فضل الله متسع، وثوابه فضل لا استحقاق، فيثيب على النية الصادقة مالا يثيب على الفعل .

ففي سورة التوبة بيّن الله الأعذار التي لا حرج على من قعد معها عن القتال..
وفي سورة النساء استثنى الله من القاعدين أولي الضرر وألحقهم بالمجاهدين , وأن الله يعطي صاحب العذر أجر المجاهد
اذن تم بذلك رفع الحرج عنهم اولا ثم تم منح الاجر لهم كالمجاهدين على النية الصادقة دون الفعل .
هذا كله تشريع وبيان وهذا كله فضل وكرم من الله


نجد أن آية من القرآن قد تعرضت للتعديل في نصها وبعد أن نزلت
آية من القرآن تعرضت للتعديل في نصها وبعد أن نزلت .... لزيادة البيان , وليس فقط في رفع الحرج عنهم بل وايضا في اثبات الاجر لهم , وفيها أن المرء يبلغ بنيته أجر العامل إذا منعه الضرر عن العمل .
فالذي شكا من نفي المساواة بين المجاهدين وبينه لقعوده بسبب الضرر إنما شكا راجياً أن يدخل في هذا النفي ، ونزول الاستثناء بعد شكواه يدل أنه استجيب له فأصبح مساوياً للمجاهدين


ثم ألا تعلم أنّ المسلمينَ في مكّة لم يكن القتال عليهم مفروضاً بل ممنوعا ؟ فالتشريع لم يكتمل بعد .. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب مكة ( إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا ), ولما استأذنه أهل يثرب ليلة العقبة أن يميلوا على أهل منى فيقتلوهم قال: إني لم أؤمر بهذا
ولكن كان يتنزل التشريع طوال حياة رسول الله ( ص ) .. فما كان ممنوعا في العصر المكي صار مأذونا فيه ثم مأمورا به لمن بدأ المسلمين بالقتال ثم مأمورا به في مقابلة جميع المشركين، وكل ذلك له اسبابه ومناسباته , وهناك تشريعات اخرى نزلت بدون وجود اسباب ومناسبات .. فشرع الله تعالى الجهاد يأتي في الوقت الأليق به والمناسب له ..




ثم حتى لو افترضنا بأن النبي كان يعلم بأمر هؤلاء المعذورين ، فحتى ذلك لا ينفي ما في الحادثة من "بشرية" ، لأن غياب "أولي الضرر" في تلك الحالة يكون قد حدث بسبب النسيان وليس بسبب عدم العلم ، فيكون ما فعله ابن مكتوم هو تذكير وليس إعلاماً ،فتغيرت الآية بناءً على هذا التذكير وأُضيف إليها "غير أولي الضرر".
لاجلك ساطلب من مجمع اللغة العربية الغاء ( لو ) التي تبني عليها كل كلامك
وبناء على كلامك اقول : حتى لو افترضنا بأن ابن مكتوم ما كان موجودا ولا قال ما قاله .. لنزلت نفس الاية المذكورة , ألم أقل لك انها وكل ايات القرآن الكريم نازلة الى السماء الدنيا مرة واحدة ,ثم نزلت منجمة , فهي نازلة يسؤال ابن مكتوم وبدون سؤاله



كان من الممكن أن يحصل هذا التكريم بدون هذه الطريقة وما فيها من مراجعة لنص القرآن ،ولو افترضنا بأن التكريم لم يكن ليحصل إلا بهذه الطريقة ، فهل فائدة مثل تكريم صحابي تستحق جعل كتاب الله محلاً للشك في إلهيته؟
زادت نقطة اخرى على التكريمين الذين اصابهما ابن مكتوم وهي استجابة الله له ولطلبه قصاروا ثلاث تكريمات ..فضل من الله يؤتيه من يشاء
اما الكافر فيقول لنفسه ما قيمة الانسان المسلم عند الله ليفعل لاجله ما فعل بذكره في القران الكريم او بذكره في اسباب نزول القران الكريم ..
هذا لان الكافر لا قيمة له عند نفسه اصلا ..



ما قاله ابن عباس وما قاله الطبري والبيضاوي وابن عادل والقرطبي والبغوي وغيرهم من المفسرين أولى عندي وعند غيري من رأيك بألف مرة ، خاصة أن رأيك يخالف بشكل واضح رواية البخاري التي تقول بأن المسلمين شق عليهم الأمر وثقل ، فالأمر إن كان فيه وعد فهو لم يكن وعداً فحسب بل كان أيضاً أمراً إلزامياً صريحاً.وهذا ما اجتمع عندي بنظرة سريعة على بعض كتب التفسير
انا منذ البداية قلت لك بانه خبر وانه أمر إلزامي وأنه وعد , وهو يتعلق بالخبر عن حقيقة ملموسة .. وهي منح نصر الله للمسلمين ولو كان عددهم عشر عدد الكفار بشرط الصبر . ويتعلق بان لا يفر المسلمون من المواجهة مع العدو حين التقاء الصفوف ولو كان عددهم عشر عدد الكفار , ويتعلق بوعد الله لهم بالنصر حين وقوع القتال ولو كان عددهم عشر عدد الكفار , وذكرت لك نماذج من ان العدد ليس بذي بال عند المقاتلين المسلمين ..وان المعارك اثبتت صحة كل هذا .

وقوله تعالى : (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين) وإن كان مخرجها مخرج الخبر، فإن معناها الأمر.
(الآن خفف الله عنكم) بعد التثقيل. لأن التخفيف إنما هو ترخيص في ترك الواحد من المسلمين الثبوتَ للعشرة من العدو.
التشديد كان متقدِّمًا، الترخيص بعد التشديد.
تفسير القرطبي:فهو على هذا القول تخفيف لا نسخ. وهذا حسن.وقد ذكر القاضي ابن الطيب أن الحكم إذا نسخ بعضه أو بعض أوصافه، أو غير عدده فجائز أن يقال إنه نسخ، لانه حينئذ ليس بالاول، بل هو غيره.

وانا لا اقول نسخا لان النسخ ابطال للحكم السابق بحكم لاحق
لكن وكما قلت لك .. ان الحكم السابق لا يزال موجودا لمن يريد ويقدر على القيام به ..ولكن الذي حصل بالتخفيف هو ترخيص اي رخصة لمن يشق عليه ولا يستطيع ذلك .. فالقادر يقوم بالحكم الاول وهو العزيمة , وغير القادر يقوم بالحكم الثاني وهو الرخصة
وقوله تعالى { والله مَعَ الصابرين } ترغيب في الثبات على الجهادِ .

someone
04-25-2008, 11:51 AM
سبحان الله, دائما الملاحدة ما يبدؤون بمشاركة تحت عنوان معين ومع مرور الوقت يتغير الموضوع, لذلك من الافضل ان قوم بتغيير العنوان مع كل مشاركة للملحد. يعني عنوان ديناميكي اوتوماتيكي يكيف نفسه حسب رد الملحد.

جزاك الله خيرا اخي ناصر على ما تقدمه.

ناصر التوحيد
04-25-2008, 02:45 PM
سبحان الله, دائما الملاحدة ما يبدؤون بمشاركة تحت عنوان معين ومع مرور الوقت يتغير الموضوع, لذلك من الافضل ان قوم بتغيير العنوان مع كل مشاركة للملحد. يعني عنوان ديناميكي اوتوماتيكي يكيف نفسه حسب رد الملحد..
نعم
ولا دف جاي على كيفه مع انه لا يعرف على اي دف يرقص
ثم ماذا حصل معه ؟
حصل معه التناقض والتحريف
اسمع معي تناقضه وتخريفه هنا حين يقول :

ولو أنك قلت بأن اجتماع العبقريات في الرسول ليس له علاقة بالتأييد الغيبي ، حينها يصبح حديثي عن أخطاء النبي العسكرية غير ناقض لنبوته.
فالواقع ان اجتماع العبقريات في الرسول ( ص ) له علاقة بالتأييد الغيبي ، حينها يصبح كلامه عن أخطاء النبي ( ص )العسكرية غير ناقض لنبوته
طبعا رغم تحفظنا كلنا عن قول لفظة عبقري للنبي ( ص ) لانه رسول اصلا . والرسول عنده اكثر مما هو عبقرية واكثر مما هو حكمة واكثر مما هو مقدور عليه .. فعنده النبوة وله ان يعلمه الله تعالى بالغيبيات وله ان يمنحه الله المعجزات .. وهذه تجعل من العبقرية شيئا بسيطا جدا امام النبوة وتوابعها
وكذلك هو لم يذكر ما يثبت دعواه الجاهلة بذكره اي خطأ مدعى منه عن أخطاء النبي ( ص ) العسكرية , وحتى الآن .
ولفشله الذريع والمزري والمعيب - لو كان يعرف العيب اصلا - , خرج عن موضوعه وموضوع عنوانه الى موضوع آخر وبعيد تماما عن موضوعه وموضوع عنوانه
فشل مركب بل مكعب عنده وفي كل ما ينحوه من توجه او كلام
ونزل لك بافتراضات من عنده ولولوات ويصح ان يقال لوّات - جمع لو الوليدية - ثم اسس عليها حسابات غير واقعية ولا موجودة ثم خرج من هذه الافتراضات والحسابات الى استنتاج غريب عجيب ما له علاقة بافتراضاته وحساباته !!!!
فيقول لك : لو قُتل ..لو خمسين صلاة .. لو ما كان الاعمى موجود .. لو ما كان فيه يهود ..
ثم اسمع ماذا يقول :

نعم الرواية تثبت أنني كنت مخطئاً حين قللت من المخاطر التي كان أهل يثرب يتوقعونها من جراء تبني النبي ، ولكن هذه المخاطر كان بنو عامر على كامل الاستعداد لتحملها مع أن مصلحتهم كانت سياسية فقط. إذاً هذا لا ينفي وجود المصلحة السياسية في تبني أهل يثرب لدعوة النبي.
طيب يا سليل الجاهليين على مدار الازمان والعصور ..
هذه المخاطر كان بنو عامر على كامل الاستعداد لتحملها .. لكن رفض رسول الله ( ص ) قبول نصرتهم له لأن مصلحتهم كانت سياسية فقط.
هذا كلامك انت .. صح
طيب
فكيف تقول بعد ذلك وفي نفس السطر :

إذاً هذا لا ينفي وجود المصلحة السياسية في تبني أهل يثرب لدعوة النبي.
فإذا كان رسول الله ( ص ) رفض قبول نصرة بني عامر له لأن مصلحتهم كانت سياسية فقط. فكيف ولماذا يقبلها اذا كانت تشوب المصلحة السياسية شرط اهل يثرب الواحد والوحيد وهو الجنة مقابل النصرة ؟؟!!
هذا منك هو نوع من الهلوسة الفكرية وسببها مرض العقل الجاهل والمضروب ومرض القلب الأعمى والغافل

ثم ايضا تعال معي نسمع قوله هذا :

مثالك غير مبني على قاعدة واضحة ، فالتأييد الإلهي للنبي يحصل بشكل عشوائي ، فهو أيده في هذه الحادثة التي ذكرتها ، ولكنه تركه في مواضع كثيرة ، وكمثال صريح على التناقض:أن الملائكة قاتلت مع المسلمين في معركة بدر ، ولكنها لم تفعل شيئاً في معركة أحد!!
يعني لازم عندك الملائكة تقاتل مع المسلمين في أحد وفي غير أحد كما قاتلت مع المسلمين في معركة بدر ، وإلا - حسب قوله وعقله وفهمه - يكون التأييد الإلهي للنبي ( ص ) يحصل بشكل عشوائي !!!!
هذا شرطه للوليد والا يكون يشكل عشوائي !! فهل هناك جهل بعد هذا الجهل ؟؟!!
ذلك لانه لا يفهم ان احداث السيرة النبوية تشمل ايضا الدروس والعبر للمسلمين على مر الزمان , مثلما حدث في معركة أحد
ثم هو لا يفهم ان النتيجة في النهاية كانت النصر الكامل المؤزر .. فمكة التي هاجر منها المسلمون ورسول الله ( ص ) قسرا وقهرا مغلوبين على أمرهم ..عادوا اليها بعد ( 8 ) سنوات فقط فاتحين لها ..بل وخلال سنتين أخريتين كانت كل الجزيرة العربية التي مساحتها ثلاثة ملايين كيلومتر مربع، قد فتحت ودخلت الاسلام .
كل هذا يسّره التأييد الإلهي . ولكن لا يشترط التأييد الإلهي في كل وقت وموطن ..بل حين اللزوم , وهناك دروس وعبر لازمة للمسلمين منها , فرسول الله ( ص ) ليس دائما ومستمرا وجوده معهم ..بل سيرته هي الموجودة دائما معهم وباستمرار .. فيتبعونها فيتحقق المطلوب لهم باتباعها

واسمع معي ما يقوله عن قصّة العنكبوت :

هذا تفنيد ناقص ، عليك أن تذكر لي أين بالضبط وردت في المسند والمصنف ، أو على الأقل اذكر لي اسم الصحابي الذي روى الحادثة.
شوف العبط
طيب اذا انت لا تصحح قصّة العنكبوت .. فما رايك بهذا التاييد الالهي وهذه الحماية الالهية لرسول الله ( ص ) اثناء الهجرة وبدون قصّة العنكبوت .. هي عند العاقل اقوى ..العاقل يقول ان صرف الله انظار الكفار عن رسول الله ( ص ) وهو في الغار وهم على بعد شبر واحد من فتحة الغار من أكبر واهم التأييدات الالهية لرسوله الكريم ( ص )
فماذا نقول هنا عن هذا الوليد الذي لا ياخذ بقصة العنكبوت ومع ذلك لا يعرف ما الذي صرف انظار الكفار عن محاولة دخول الكفار الى الغار وتفتيشه وهم على بعد شبر منه ؟؟!!
انت جاوبني يا الوليد على ذلك

فروح نام انت وموضوعك الساقط اصلا ..
ولولا وجوب الرد والبيان لما سمعت ورايت كل هذه الردود وهذه الدلائل والبراهين
فسقوطك الذريع وسقطاتك لا حدود لها ولا اساس لها

نصرة الإسلام
04-26-2008, 10:03 AM
# اتوجه بالشكر الجزيل للادارة الكريمة لقيامها بتغيير العنوان غير اللائق

الزميل وليد :

اعلم ان الاخوة ناصر التوحيد و مجرد انسان و عبد الواحد قد ردوا عليك باستفاضة فأفحموك و الجموك الا انك مازلت مصمماً على الاكثار من الكلام الذى تعلم كما نعلم تماماً انه كلام من يهرف بما لا يعرف .
و للتاكد من صحة كلامى انظر الى مجموع مشاركاتك و ستجد انك حينما لا تجد ما ترد به و ينفد ما فى جعبتك من مجادلات , تسارع بالانتقال الى اى موضوع آخر - ان كان يصح ان نطلق على التفاهات كلمة موضوع - .
فالاول اثبات اخطاء النبى ( ص ) العسكرية
ثم انتقلت فوراً الى الطعن فى صدق الانصار فى نصرتهم للنبى ( ص )
ثم سارعت بالانتقال منه الى بشرية القرآن الكريم .
و انت فى ذلك كله تبنى نظرياتك تلك على شيئين :
1- انا ارى كذا و اعتقد كذا , اذن فالنتيجة كذا و كذا .
2- لو كان كذا و كذا لكان كذا و كذا .

و مشكلتك الاساسية ايها الزميل وليد تكمن فى انك لا تعلم ان الدين علم له علماؤه المتخصصون , فلا يستطيع كل احد ان يدلى فيه بدلوه كالطب و الهندسة تماماً . فماذا فعلت انت ؟؟؟؟
بدأت تبحث فى كتاب الله - لان الايمان واجب على كل فرد وواجب عليه تدبر القرآن - فوجدت فيه ما يظهر على انه نقص و تناقض - بزعمك - فماذا فعلت حينها ؟؟؟
بدل ما تروح تسأل العلماء اللى افنوا أعمارهم فى دراسة هذا الدين العظيم بكل اصوله و فروعه , تراك و بمنتهى البساطة تتوصل بتفكيرك المجرد عن العلم و بعقلك - الذى لا يعرف الفرق بين علم التفسير و علم اصول التفسير - الى ان دين الله ناقص و متناقض - بزعمك - ثم تتوصل الى النتيجة الحاسمة ( ان مافيش اله من اصله ) , على الرغم من اننا اذا افترضنا جدلاً ان فى الدين اخطاء ( و حاشاه ) فهذا يؤدى الى البحث عن الحق فى دين آخر و لكنه لا يؤدى ابداً الى نفى وجود الله تعالى .
اقول لك امراً : ذات مرة احببت ان اهدم حائطاً داخل شقتى لعمل تعديلات بها و حقيقة كنت اراه مشوها ًلجمال تصميم البيت . يا ترى ما رأيك بهذا الموضوع ؟؟؟
أأهدم الحائط لانه مشوه لجمال التصميم بزعم انى انا التى تسكن بالبيت و انه ملكى و انى قادرة على تمييز الشكل الجميل من القبيح ؟؟؟ أهذا يكفى ؟؟؟ ام اسأل المهندس المعمارى المتخصص فى علم الهندسة و المعمار و الذى لا أفقه انا فيه شيئاً ؟؟؟
و بالفعل بعد سؤاله علمت ان ما ظننته حائطاً كان عامود مسلح من اساسات العمارة و ليس لى هدمه لان العمارة ستقع على رأسى . و هذا ما فعلته انت بالضبط , فبدلاً من ان تسأل اهل الذكر من العلماء عما لا تعرفه , تخيلت ان الدين كلأً مستباحاً لكل من هب و دب و اخذت فى وضع نظريات باطلة ثم بنيت عليها نتائج ابطل منها و هكذا حتى خرجت من الدين بالكلية و سقطت العمارة على رأسك .
و لو طفت فى انحاء المنتدى لوجدت ان كل من يتصدى لاعداء الدين لا يتكلم بآرائه الشخصية و لا بتفكيره المجرد و انما ينقل ما تعلمه من العلماء الاكابر . و لا يستطيع اى منهم كائناً من كان ان يدلى بدلوه فى الدين , بل يقول قال العلماء كذا و قال الائمة كذا .

و حتى تعلم ان هذا الدين علم كبير و بحر واسع ادعوك لقراءة نبذة عن ( علم الرجال ) فقط و ليس كل علوم الدين , للدكتور امير عبد الله على هذا الرابط :
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=8246

http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=8271

لتعلم ان هذا الدين يحوى من العلوم العظيمة و الفروع الكثيرة مالا تستطيع انت و لا غيرك و لا حتى عوام المسلمين ان يعرفوا عددها فضلاً عن اسمائها فضلاً عن الجرأة على التكلم فيها بغير علم و دراسة .

و اخيرا اقول لك ان كل الحكاية ان الملحدين يريدون ان يعيشوا الدنيا على هواهم و مزاجهم و تبعا لمصالحهم الشخصية بلا حمل هم و لا تكاليف و لا مجاهدة نفس و لا خوف من الآخرة , فماذا هم فاعلون ؟؟؟
ينكرون وجود الله اصلا و الذى لا ينكره من كان له مثقال ذرة من عقل - يا من تتغنون بعقولكم - . و اقسم لك ان الملحدين اذا سنحت لهم الفرصة و انفردوا و حدهم بالوجود فى هذا الكون - من دون الناس - لاستحلوا لانفسهم كل ما يرضى مصالحهم الشخصية و شهواتهم حتى زنا المحارم . و لا تقل لى لا فالفطرة تأبى زنا المحارم لانى سأقول لك ان الفطرة تنكر الالحاد و تستقبحه قبل ان تأبى زنا المحارم . فلو انكم تتبعون الفطرة لما كان هذا حالكم .
و لكى يشعر الملحدون انفسهم بان لهم قيمة و كيان فى المجتمعات - لان الملحد لا قيمة له فى عرف كل من له دين و لان الانسان لا يستطيع ان يحيا بدون تقدير لذاته - يأخذون فى وضع المناهج وينشئون المنتيات و يجادلون و يصيحون , و كل ما يقولونه و يفعلونه غثاء و هراء .

و لذلك فانى حينما اقول لك انك تهرف بما لا تعرف , لا اقولها سخرية بل اقرر حقيقة واقعة لانك تتكلم فيما ليس لك به علم . فبدلا من تضييع عمرك فى تلك الخرافات التى ليس لها اساس من عقل او علم , اقض سنة او حتى سنتين فى تعلم بعض الاساسيات فى بعض علوم الدين و ارجع فيما لا تعلمه الى المختصين من العلماء لعلك تهتدى الى الحق فيزيدك الله تعالى هدى .
و لا تنس ما قاله القائل- بعملية حسابية عقلية بسيطة - و ان كنت لا احبذ هذا المبدأ فى الايمان بالله و اليوم الآخر :
زعم المنجم و الطبيب كلاهما لا تبعث الاجساد , قلت اليكما
ان صح قولكما فلست بخاسر او صح قولى فالخسار عليكما

هداك الله ووفقك لكل مايحبه و يرضاه ..... آمين

mona 120
04-26-2008, 05:25 PM
اقول لك امراً : ذات مرة احببت ان اهدم حائطاً داخل شقتى لعمل تعديلات بها و حقيقة كنت اراه مشوها ًلجمال تصميم البيت . يا ترى ما رأيك بهذا الموضوع ؟؟؟
أأهدم الحائط لانه مشوه لجمال التصميم بزعم انى انا التى تسكن بالبيت و انه ملكى و انى قادرة على تمييز الشكل الجميل من القبيح ؟؟؟ أهذا يكفى ؟؟؟ ام اسأل المهندس المعمارى المتخصص فى علم الهندسة و المعمار و الذى لا أفقه انا فيه شيئاً ؟و بالفعل بعد سؤاله علمت ان ما ظننته حائطاً كان عامود مسلح من اساسات العمارة و ليس لى هدمه لان العمارة ستقع على رأسى . و هذا ما فعلته انت بالضبط , فبدلاً من ان تسأل اهل الذكر من العلماء عما لا تعرفه , تخيلت ان الدين كلأً مستباحاً لكل من هب و دب و اخذت فى وضع نظريات باطلة ثم بنيت عليها نتائج ابطل منها و هكذا حتى خرجت من الدين بالكلية و سقطت العمارة على رأسك .
؟؟
الحقيقة يا أخت نصرة هولاء لا يرون اى تشويها فى دين الاسلام ولكنهم هم من يحاولون عبثا ايجاد اى شىء فى الاسلام لتشويهه لغرض فى نفسهم كلا حسب ما هو عليه ملحد ، لا دينى ، او اى دين اخر من الاديان الباطلة الاخرى فى مواجهة الاسلام الذين هم متأكدون انه الدين الحق ولكن ماذا عسانا نفعل امام المكابرة والعناد وعبادة الهوى والشيطان
وكما قال الاستاذ ناصر التوحيد ردا على الزميل وليد عندما قال ان الصلاة تهدر 44% من وقت المسلم !!!
قال له :

انت مضغوط وبدك تروح مدينة الملاهي وبدك تروح مسرح او سينما , او تقعد لك في قهوة ساعتين او ثلاثة .. ومع قرناء السوء في رحلة استجمامية على البحر كمان اربع خمس ساعات .. ترى نفسك ملحوق في الوقت ..هذا كله للمفاسد ..والوقت مسؤول ابن آدم عنه وكيف قضاه
هذا هو بيت القصيد مكابرة وعناد لتغطية على عبادتهم للهوى والشيطان كما قال شيخنا ابن القيم رحمه الله في نونيته عمن ترك عبادة الله عز و جل :

هربوا من الرق الذي خلقوا له *** و بلوا برق النفس و الشيطان .
واخيرا لا نملك لهم الا ان ندعوا الله لهم بالهداية

وليد غالب
04-26-2008, 09:07 PM
أنا أشهد بأن الدكتور هشام العزمي ومجرد إنسان وعبد الواحد قد حاوروني بلغة محترمة مقبولة وأنا أكن لهم كل التقدير والاحترام ، إلا ناصر التوحيد ، فقد صبرت على أذاه وشتائمه التي كانت في كثير منها شخصية ، صبرت كي لا يقول إذا امتنعت عن الرد عليه أنني فعلت ذلك تهرباً من الرد عليه ، وليس هروباً من رائحة النتن الفائحة من ردوده. أما الآن وقد بلغنا في حوارنا إلى منتهاه وبان الخافي وظهر المستتر وانجلت الحقيقة ، فقد آن لي أن أرد إليه شيئاً يسيراً من بضاعته ، مثل قوله:

في الحقيقة لم يبق لي من تعليق سوى ان اقول ان مكان هذا الموضوع هو سلة المهملات هو وكاتبه الأخرق ..
وقوله:

طيب يا سليل الجاهليين على مدار الازمان والعصور ..

ولكن حتى وأنا أرد على سفاهاته فإني لن أصل إلى مستواه الواطي ، فالفرق في التربية لا يسمح.

يقول المذكور:


انت تقول :

اقتباس:
أما قولك بأنه تخفيف ، فهذا لن يغير من حقيقة أن الحكم السابق قد نُسخ
ألم أقل لك ان هذا النسخ لا يرفع الحكم السابق ..!؟
فالحكم السابق موجود واتبعه ولا يزال يتبعه المسلمون ومنهم من يجد نفسه يواجه عشرة لوحده
فهذه اسمها ( العزيمة ) ومن أخذ بها فخير وزيادة خير ولا مانع من ذلك بل ان ذلك هو المطلوب اساسا رغم حكم التخفيف
ومن اخذ بالحكم المخفف فله ذلك ايضا ..
فالامر صار بيد المسلم وما يرى من قوته وبسالته وهو ان يواجه عشرة او اثنين او خمسة
وقد ذكرت لك سابقا انه في معركة اليرموك كان مقابل كل جندي مسلم ستة من جنود الروم الكافرين ..وانتصر المسلمون عليهم
اذن .. وكما ذكرت لك ايضا .. ان هذا الامر يتعلق بالدنيا ويتعلق بالاخرة .. والسبب بيان عدم التولي يوم الزحف وانه من الكبائر .. فخفف الله ذلك وجعل مواجهة المسلم لاثنين من الاعداء واجبا والا يكون كمن تولى يوم الزحف , ولكن لك ان تواجه عشرة ..طبعا اذا كنت قادرا على ذلك ..فهل الحكم المخفف يمنع المسلم من ان يواجه عشرة اعداء ؟
لا طبعا .وله ذلك في كل وقت .
اذن انتهت المسالة بهذا الكلام والبيان

أيها المكابر مهمها تكبرت وظننت في حجمك فأنت قزم غير منظور أمام أئمة التفسير الذين أتيتك بأقوالهم فنظرتَ إليها كما ينظر الأعمى إلى الشمس.
يا مكابر ألم تنظر لأقوالهم ولقول ابن عباس أن ذلك كان فرضاً عليهم فثقل عليهم ثم خُفف؟ ألم تنظر لأقوال العلماء أن الآية الأولى قد نُسخت؟ وحتى من لم يقل بنسخها قال بذلك لأن الحكم الأصلي لم يتغير ولكن تغير العدد ، ولكن المقطوع به أن الحكم التالي صار هو المعمول به وليس الأول ، يا مكابر الآيات تتحدث عن أمر عسكري صريح بألا يفر الواحد من العشرة ، أما إذا كانوا أكثر من عشرة فحينها يتحيز عن القتال ، ليتم إبطال هذا الأمر العسكري بأمر آخر ،
أما مكابرتك بأن الحكم لم يُرفع أصلاً فيا مكابر محاولتك السقيمة لا تنطلي على الأبله لأنك حين تحدثت عن عدم رفع الحكم صار الحكم الأصلي عندك ندباً ووعداً ، يا مكابر الحكم الأصلي كان أمراً وفرضاً وقد رُفع هذا الفرض ، أما الامر بالصمود أما المقاتلين وعدم النظر إلى الكثرة فهذا يا مكابر مرده إلى آيات كثيرة أخرى غير هذه الآية المنسوخة مثل : "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" ، و "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة".. إذاً الأصل الذي تبني عليه مزاعمك موجود يا مكابر في آيات أخرى أما هذه الآية فليس لها في ذلك شيء لأنها أمر وفرض عسكري نزل قبل موقعة عسكرية محددة ، وقد رُفع الفرض بفرض آخر مخفف. فأين الوعد هنا؟






اقتباس:
أما مقارنتك هذا التخفيف بتخفيف عدد الصلوات ، فأنت بذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار
هات نشوف ما عندك حتى نرى هل كلامك في محله ام مجرد تنطع وعناد وفلولفأقول: هات نشوف ما عندك حتى نرى هل كلامك في محله ام مجرد تنطع وعناد وفلول





اقتباس:
تصور لو أن الحكم قد طُبق كما أراده الله في الأصل ، فهذا يعني أن الأمة الإسلامية ستهدر 44% من وقتها في الصلاة
تهدر 44% من وقتها في الصلاة !!!
اولا : وماله ؟؟؟؟؟
ثانيا : المسلمون أُسود في النهار رهبان في الليل
ستقول لي من اين ياتون بالوقت !!
الوقت فيه بركة ولكن اعرف كيف تستغل وقتك ..هذا هو الامر الذي يغيب عن غير المسلم

أيها المكابر أهذا كلام تتحدث به في منتدى علمي مُخصص لقضية كبيرة مثل نقد الشبهات ومناقشة أقوال الناقدين للإسلام؟ ألا تخجل أن يقرأ شخص مثل الدكتور عزمي كلامك هذا؟ أهذا هو المظهر الذي تظهر به نفسك وأنت تدافع عن الإسلام؟
إجابتك هذه هى إجابة قد تكون مقبولة لو كان السؤال من طالب مسلم في الصف الثاني الابتدائي.





اقتباس:
ولك أن تتصور كيف كان يمكن لحضارة إسلامية أن تنشأ ونصف وقت الناس عبادة لا تفيد دنياهم بشيء.
انا كغيري من المسلمين كل يومي عبادة بنسبة 100 % حتى النوم ..حتى العمل .. حتى تلعيبي لاولادي ..هو عبادة .
شو جاي تقول لي 44 % !!
انا عبد لله واعمل لدنياي ولاخرتي

عنزة ولو طارت!
يا مكابر هذا يدخل في باب النية فتستطيع أن تجعل من الأمور التي هى من أجل دنياك عبادة ، أما في حالة الخمسين صلاة فلن تجد وقتاً أصلاً لأمور دنياك.





اقتباس:
أما في عصرنا هذا ، فلك أن تتصور مدى كارثية هذا الحكم ، فالإنسان اليوم بالكاد يجد لنفسه وقتاً يستريح فيه من ضغوط الحياة ، سيكون مطالباً بأن يقضي ثمان ساعات من يومه في السجود والركوع ، وكل هذا يجب أن يتم بخشوع وإلا فما فائدة صلاته أصلاً؟
والكثير من المسلمين اليوم بالكاد يصلون الصلوات الخمس و"بالعافية" فلا يحضرون الجماعة في صلوات ويؤخرون في أخرى، فلك أن تتصور كيف سيكون حال المسلم لو كان عدد الصلوات بالعدد الأصلي.
انت مضغوط وبدك تروح مدينة الملاهي وبدك تروح مسرح او سينما , او تقعد لك في قهوة ساعتين او ثلاثة .. ومع قرناء السوء في رحلة استجمامية على البحر كمان اربع خمس ساعات .. ترى نفسك ملحوق في الوقت ..هذا كله للمفاسد ..والوقت مسؤول ابن آدم عنه وكيف قضاه

ثم قلت لك اكثر من مرة انساك من كلمة ( لو ) ..وتكلم في الواقع وفي القائم وفي الموجود .. ولكن انت وكل ما تقوله تبنيه على هذه (اللـّو )
والان تعمل لي ايضا حسابات قائمة على فرضية وغير واقعية ولا قائمة ولا موجودة !

كلام أتفه من أن أرد عليه.





اقتباس:
وتصور موظفي البنوك والشركات وهم ملزمون بأن يقتطعوا عشر دقائق من كل نصف ساعة من دوامهم ليصلوا.
كلامك فاضي .. كلامك كله فاضي
تقول لو ثم تفترض عليها غير الموجود !


يا مكابر اعتراض الصحابة على الأمر بعدم الفرار من أمام العشرة قائم أصلاً على "لو" هذه.
ويا مكابر ، أنا افترضت بناءً على حقائق قائمة وكانت النتيجة أن الصلوات الخمسين ستتطلب ثمان ساعات يومياً.




اقتباس:
إن العدد الأصلي للصلوات كارثة بكل المقاييس.
عايش لي على اللو وعلى الافتراضات المخالفة للواقع والموجود
وجاي بنتيجة عقيمة عقم ما تعيش عليه من لولوة وافتراضات خيالية يعاكسها الواقع الموجود


ما تصفه بأنه خيال كان هو ما سيحصل إن نفذت الإرادة الأصلية لله لولا شفاعة النبي.





اقتباس:
فهل عرفت الآن لم كنتَ كالمتسجير من الرمضاء بالنار؟
الذي عرفته ومن الاساس هو انك تقوم على لو وعلى افتراض مخالف للواقع
وها انت تستمر على ان تقوم عليه ..وتظن انك بذلك تناقش وتحاور .. ولا تخدع بذلك الا نفسك

كلام مفحم ، من أين لك هذه الفصاحة؟





اقتباس:
أما قولك عن حادثة ابن أم مكتوم
أولاً : كلامك حاولت فيه أن ترد على ادعائي بأن التعديل حصل بسبب عدم العلم ، ولكنك لم ترد على مسألة أن نص القرآن قد تعرض للمراجعة بعد نزوله .
هذا كلامك انت انه تعرض للمعارضة وكلامك غلط طبعا
لكن الصحيح هو البيان والاضافة وفي نفس الوقت والموقف .. وردّ وجواب على سؤال طرح من مسلم يخاف على نفسه .. وهذا البيان والانزال المرادف لا علاقة له بالعلم المسبق ... فالعلم المسبق لا شك فيه , والله يعلم مسبقا ان ابن مكتوم سيسال هذا السؤال ..والقرآن الكريم انزله الله كله الى السماء الدنيا في ليلة القدر ..ثم انزله الله الى الدنيا منجما بحسب الاحداث والوقائع والاستفسارات والاستبانات والاستفتاءات ..فكل هذه دليل على العلم المسبق بدليل العلم بما سيكون من امر هذه الاشياء كلها
فكلامك يهدم بعضه وفرضياتك تهدم نتائجك

أما هذه ، فهى بحق فضيحة فاضحة فادحة واضحة ناضحة بالاستغفال والاستهبال بشكل لا يخطر على البال.
فالمذكور جعل الشيء شاهداً لنفسه ، فرد على تساؤل طُرح من غير مسلم بالاعتماد على معتقد غيبي لا يؤمن به إلا المسلم من أن علم الله أزلي وأن القرآن قد أُنزل إلى السماء ثم نزل على النبي منجماً ، ولو كان لهذه الطريقة شيء من القبول لما كلف المسلمون أنفسهم أصلاً عناء الرد على الشبهات لأن الرد جاهز ، فمن يشك في نبوة محمد الرد عليه ما قاله القرآن: محمدٌ رسول الله.
ومن يتحدث عن وجود أخطاء علمية وتناقضات في القرآن فالرد عليه جاهز: كتاب لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه.
ومن يشكك في سلامة القرآن من التحريف فالرد عليه: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
وبذلك تصبح كل تلك الأرتال التي كُتبت في الرد على ما يُثار من أسئلة وإشكالات عن الإسلام ، يُصبح كل ذلك مجرد عبث وترف.
بل أنت بذلك تهدم كل ما حاول هذا المنتدى أن يبنيه من أن كل شبهة عن الإسلام لها جواب منطقي ، ولك أن تراجع الموضوع المثبت بعنوان "الدليل الجامع للرد على الشبهات والأباطيل" وأتحداك أن تجد أحداً قد رد على شبهةٍ ما بنفس طريقتك هذه.


واعتماداً على طريقتك ، خذ هذا الدليل القاطع على أن المسيح هو ابن الله ، جاء في الكتاب المقدس:
لأنّه هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة". (يوحنا 3: 16

فهل رأيت كيف أنك أوقعت نفسك في فضيحة؟





اقتباس:
ثانياً:الآيات التي استشهدتَ بها نزلت بعد نزول آية "غير أولي الضرر" لأنهما من سورتي الفتح والتوبة ، فسورة الفتح نزلت في صلح الحديبية ، وسورة التوبة هى آخر سورة نزل من القرآن. إن آية "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون" هى أول ما نزل من القرآن في إعذار من لهم عذر في التخلف عن المعارك. فعلى ذلك تسقط محاولتك في إيهام القاريء بأن ماورد في الصيغة الأصلية للآية وما جرى لها من تعديل لم يكن بسبب عدم العلم.
دليل عدم وجوب الجهاد ورفع الحرج عن الشيخ العاجز والأعمى والأعرج والمريض والضعفاء والذين لا يجدون ما ينفقون ونحوهم ، هو قوله تعالى: (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلِ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) سورة التوبة
وقوله تعالى : {لَّيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} سورة الفتح
ويمتدَّ رفع الحرج والإثم والعقوبة هذا عن كل ذوي العاهات التي تعيق قيامهم بهذا الفرض الشرعي، بحيث تجعل الجهاد أمراً شاقّاً عليهم في جميع الحالات, ولو لم تذكرهم الايات الكريمة .
الم اقل لك ان القران ينزل منجما وبحسب الاحداث والمناسبات .

قال ابن كثير في تفسيره لآيتي سورة التوبة (ثم بين الله الأعذار التي لا حرج على من قعد معها عن القتال، فذكر منها 1- ما هو لازم للشخص لا ينفذه عنه وهو الضعيف في التركيب الذي لا يستطيع معه الجلاد في الجهاد، ومنه العمى والعرج ونحوه، ولهذا بدأ به. 2-ومنها: ما هو عار من بسبب مرض عنّ له في بدنه شغله عن الخروج في سبيل الله 3- أو بسبب فقر لا يقدر على التجهيز للحرب، فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم، ولم يرجفوا بالناس ولم يثبطوهم).
وهؤلاء المعذورون يكتب لهم كأجر القائمين بالجهاد إذا علم الله منهم الصدق في أنهم لولا العذر لخرجوا
ولا مانع في الاية لمن يريد منهم ان يخرج للجهاد وهو من هؤلاء المعذورين .


نزلت آية "غير أولي الضرر" بسبب ابن مكتوم ..
ففي قوله تعالى (لا يستوي القاعدون من المؤمنين –غير أولي الضرر- والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم) استثنى من القاعدين أولي الضرر وألحقهم بالمجاهدين، ويدل على ذلك حديث أنس أن رسول قال وقد خرج مع الجيش: ( لقد تركتم بعدكم قوما ما سرتم من مسير ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم واديا إلا وهم معكم فيه , قالوا: يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ فقال: حبسهم العذر ) .
وما رواه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب قال: لما نزلت (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيداً فجاء بكتف فكتبها، وشكا ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر, قال القرطبي-رحمه الله- : فهذا يقتضي أن صاحب العذر يعطي أجر الغازي، فقيل: يحتمل أن يكون أجره مساويًا، وفي فضل الله متسع، وثوابه فضل لا استحقاق، فيثيب على النية الصادقة مالا يثيب على الفعل .

ففي سورة التوبة بيّن الله الأعذار التي لا حرج على من قعد معها عن القتال..
وفي سورة النساء استثنى الله من القاعدين أولي الضرر وألحقهم بالمجاهدين , وأن الله يعطي صاحب العذر أجر المجاهد
اذن تم بذلك رفع الحرج عنهم اولا ثم تم منح الاجر لهم كالمجاهدين على النية الصادقة دون الفعل .
هذا كله تشريع وبيان وهذا كله فضل وكرم من الله

مجرد سرد لا علاقة له ولاقيمة ولا دور إلا إيهام القاريء بانك قد كتبت شيئاً للرد.






اقتباس:
نجد أن آية من القرآن قد تعرضت للتعديل في نصها وبعد أن نزلت
آية من القرآن تعرضت للتعديل في نصها وبعد أن نزلت .... لزيادة البيان ,

وهل التعديل فيما يكتبه الناس لا يحصل بسبب زيادة البيان واستدارك قصور أو خطأ في النص الأصلي؟
هذا هو مرادي من كل المسألة ، فما حصل مع القرآن في هذه الآية هو بالضبط ما يحصل مع البشر ، كما تجد في الطبعات التي تلي الطبعة الأولى لكتاب ما وكيف يتم فيها زيادات ، فهل هذه الزيادات قد أُضيفت لغرض غير زيادة البيان؟



لزيادة البيان , وليس فقط في رفع الحرج عنهم بل وايضا في اثبات الاجر لهم , وفيها أن المرء يبلغ بنيته أجر العامل إذا منعه الضرر عن العمل .


معلومة مفيدة في درس تربية دينية.



ثم ألا تعلم أنّ المسلمينَ في مكّة لم يكن القتال عليهم مفروضاً بل ممنوعا ؟ فالتشريع لم يكتمل بعد .. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب مكة ( إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا ), ولما استأذنه أهل يثرب ليلة العقبة أن يميلوا على أهل منى فيقتلوهم قال: إني لم أؤمر بهذا
ولكن كان يتنزل التشريع طوال حياة رسول الله .. فما كان ممنوعا في العصر المكي صار مأذونا فيه ثم مأمورا به لمن بدأ المسلمين بالقتال ثم مأمورا به في مقابلة جميع المشركين، وكل ذلك له اسبابه ومناسباته , وهناك تشريعات اخرى نزلت بدون وجود اسباب ومناسبات .. فشرع الله تعالى الجهاد يأتي في الوقت الأليق به والمناسب له ..

رائع! تثبت بذلك أكثر أن ما حصل من مراجعة في نص الآية كان بسبب عدم العلم لأنها حصلت والنبي كان في تجربته الأولى مع القتال.





اقتباس:
ثم حتى لو افترضنا بأن النبي كان يعلم بأمر هؤلاء المعذورين ، فحتى ذلك لا ينفي ما في الحادثة من "بشرية" ، لأن غياب "أولي الضرر" في تلك الحالة يكون قد حدث بسبب النسيان وليس بسبب عدم العلم ، فيكون ما فعله ابن مكتوم هو تذكير وليس إعلاماً ،فتغيرت الآية بناءً على هذا التذكير وأُضيف إليها "غير أولي الضرر".
لاجلك ساطلب من مجمع اللغة العربية الغاء ( لو ) التي تبني عليها كل كلامك
وبناء على كلامك اقول : حتى لو افترضنا بأن ابن مكتوم ما كان موجودا ولا قال ما قاله .. لنزلت نفس الاية المذكورة ، ألم أقل لك انها وكل ايات القرآن الكريم نازلة الى السماء الدنيا مرة واحدة ,ثم نزلت منجمة , فهي نازلة يسؤال ابن مكتوم وبدون سؤاله

نعم قلتَ ذلك ففضحت نفسك.





اقتباس:
كان من الممكن أن يحصل هذا التكريم بدون هذه الطريقة وما فيها من مراجعة لنص القرآن ،ولو افترضنا بأن التكريم لم يكن ليحصل إلا بهذه الطريقة ، فهل فائدة مثل تكريم صحابي تستحق جعل كتاب الله محلاً للشك في إلهيته؟
زادت نقطة اخرى على التكريمين الذين اصابهما ابن مكتوم وهي استجابة الله له ولطلبه قصاروا ثلاث تكريمات ..فضل من الله يؤتيه من يشاء
اما الكافر فيقول لنفسه ما قيمة الانسان المسلم عند الله ليفعل لاجله ما فعل بذكره في القران الكريم او بذكره في اسباب نزول القران الكريم ..
هذا لان الكافر لا قيمة له عند نفسه اصلا ..


أفحمتني مرة أخرى.




ا
قتباس:
ما قاله ابن عباس وما قاله الطبري والبيضاوي وابن عادل والقرطبي والبغوي وغيرهم من المفسرين أولى عندي وعند غيري من رأيك بألف مرة ، خاصة أن رأيك يخالف بشكل واضح رواية البخاري التي تقول بأن المسلمين شق عليهم الأمر وثقل ، فالأمر إن كان فيه وعد فهو لم يكن وعداً فحسب بل كان أيضاً أمراً إلزامياً صريحاً.وهذا ما اجتمع عندي بنظرة سريعة على بعض كتب التفسير انا منذ البداية قلت لك بانه خبر وانه أمر إلزامي وأنه وعد , وهو يتعلق بالخبر عن حقيقة ملموسة .. وهي منح نصر الله للمسلمين ولو كان عددهم عشر عدد الكفار بشرط الصبر . ويتعلق بان لا يفر المسلمون من المواجهة مع العدو حين التقاء الصفوف ولو كان عددهم عشر عدد الكفار , ويتعلق بوعد الله لهم بالنصر حين وقوع القتال ولو كان عددهم عشر عدد الكفار , وذكرت لك نماذج من ان العدد ليس بذي بال عند المقاتلين المسلمين ..وان المعارك اثبتت صحة كل هذا .

وقوله تعالى : (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين) وإن كان مخرجها مخرج الخبر، فإن معناها الأمر.
(الآن خفف الله عنكم) بعد التثقيل. لأن التخفيف إنما هو ترخيص في ترك الواحد من المسلمين الثبوتَ للعشرة من العدو.
التشديد كان متقدِّمًا، الترخيص بعد التشديد.
تفسير القرطبي:فهو على هذا القول تخفيف لا نسخ. وهذا حسن.وقد ذكر القاضي ابن الطيب أن الحكم إذا نسخ بعضه أو بعض أوصافه، أو غير عدده فجائز أن يقال إنه نسخ، لانه حينئذ ليس بالاول، بل هو غيره.

وانا لا اقول نسخا لان النسخ ابطال للحكم السابق بحكم لاحق
لكن وكما قلت لك .. ان الحكم السابق لا يزال موجودا لمن يريد ويقدر على القيام به ..ولكن الذي حصل بالتخفيف هو ترخيص اي رخصة لمن يشق عليه ولا يستطيع ذلك .. فالقادر يقوم بالحكم الاول وهو العزيمة , وغير القادر يقوم بالحكم الثاني وهو الرخصة
وقوله تعالى { والله مَعَ الصابرين } ترغيب في الثبات على الجهادِ .


سبق الرد عليه.





اقتباس:
ولو أنك قلت بأن اجتماع العبقريات في الرسول ليس له علاقة بالتأييد الغيبي ، حينها يصبح حديثي عن أخطاء النبي العسكرية غير ناقض لنبوته.
فالواقع ان اجتماع العبقريات في الرسول له علاقة بالتأييد الغيبي ، حينها يصبح كلامه عن أخطاء النبي العسكرية غير ناقض لنبوته
طبعا رغم تحفظنا كلنا عن قول لفظة عبقري للنبي لانه رسول اصلا . والرسول عنده اكثر مما هو عبقرية واكثر مما هو حكمة واكثر مما هو مقدور عليه .. فعنده النبوة وله ان يعلمه الله تعالى بالغيبيات وله ان يمنحه الله المعجزات .. وهذه تجعل من العبقرية شيئا بسيطا جدا امام النبوة وتوابعها
وكذلك هو لم يذكر ما يثبت دعواه الجاهلة بذكره اي خطأ مدعى منه عن أخطاء النبي العسكرية , وحتى الآن .
ولفشله الذريع والمزري والمعيب - لو كان يعرف العيب اصلا - , خرج عن موضوعه وموضوع عنوانه الى موضوع آخر وبعيد تماما عن موضوعه وموضوع عنوانه
فشل مركب بل مكعب عنده وفي كل ما ينحوه من توجه او كلام


إذا كنت لم تفهم هذه حتى الآن فلا عجب ألا تفهم فيما سبق ، ألم تنظر إلى قول المشرف بعد تعديله لموضوعي:

العضو وليد تذكر انك في منتدى حواري وعليك أن تجزئ مقالتك المطولة حتى تأخذ كل مسألة حقها من النقاش.

وألم تقرأ في تعليقاتي عن هذا الحذف؟
ألم تفهم حتى الآن بأن المقالة الأصلية طويلة وتعرضت فيها لمواقف اتخذها النبي في غزوات له؟ ألم تفهم بأن ما أبقى عليه المشرف من مقالي الأصلي هو مجرد المقدمة؟ وألم تفهم بأن حديثي عن المراجعة في القرآن كان في سياق الحديث عن غزوة بدر؟ وألم تفهم بأنني في الموضوع الأصلي تعرضت لجوانب عسكرية للنبي في غزوات أخرى؟ وألم تقرأ ما كتبته قبل أن أسرد ما سردته عن غزوة بدر:

بما أن الدكتور هشام قد أظهر ما يُفهم منه ألا مشكلة لديه مع وقوع أخطاء عسكرية من النبي ، فأنا بذلك سأقتصر مما حُذف من موضوعي على ذكر خطأ واحد فقط حصل في معركة بدر لأنه كان الخطأ الوحيد الذي صدر من القرآن نفسه ، بمعنى هو ملزم ولا مجال للقول بأن القرآن يخطيء ويصيب.


ولكن هو الحقد يعمي ويصم.




اقتباس:
نعم الرواية تثبت أنني كنت مخطئاً حين قللت من المخاطر التي كان أهل يثرب يتوقعونها من جراء تبني النبي ، ولكن هذه المخاطر كان بنو عامر على كامل الاستعداد لتحملها مع أن مصلحتهم كانت سياسية فقط. إذاً هذا لا ينفي وجود المصلحة السياسية في تبني أهل يثرب لدعوة النبي.
طيب يا سليل الجاهليين على مدار الازمان والعصور ..
هذه المخاطر كان بنو عامر على كامل الاستعداد لتحملها .. لكن رفض رسول الله قبول نصرتهم له لأن مصلحتهم كانت سياسية فقط.


طيب يا سليل العميان لو أنك قرأت ما دار بين النبي وبين بني عامر لما قلت بأن النبي هو من رفض بل بنو عامر هم من رفضوا ، ولماذا رفضوا؟ هل لأن النبي اعترض على مقصدهم الغير خالص لله؟ أبداً ، بل لأنه لم يضمن لهم أن تكون لهم الرياسة:
وَاَللّهِ لَوْ أَنّي أَخَذْت هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ ، لَأَكَلْتُ بِهِ الْعَرَبَ ،ثُمّ قَالَ أَرَأَيْتَ إنْ نَحْنُ بَايَعْنَاك عَلَى أَمْرِك ، ثُمّ أَظْهَرَك اللّهُ عَلَى مَنْ خَالَفَك ، أَيَكُونُ لَنَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِك ؟ قَالَ الْأَمْرُ إلَى اللّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَفَتُهْدَفُ نَحُورُنَا لِلْعَرَبِ دُونَك ، فَإِذَا أَظْهَرَك اللّهُ كَانَ الْأَمْرُ لِغَيْرِنَا لَا حَاجَةَ لَنَا بِأَمْرِك ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ




اقتباس:
إذاً هذا لا ينفي وجود المصلحة السياسية في تبني أهل يثرب لدعوة النبي.
فإذا كان رسول الله رفض قبول نصرة بني عامر له لأن مصلحتهم كانت سياسية فقط. فكيف ولماذا يقبلها اذا كانت تشوب المصلحة السياسية شرط اهل يثرب الواحد والوحيد وهو الجنة مقابل النصرة ؟؟!!


ما بُني على باطل فهو باطل ، ثم إن وعد النبي لهم بالجنة مقابل النصرة هل هذا ينفي وجود المصلحة السياسية؟ هل كنت تريد من النبي أن يقول لهم: لكم الوحدة والجنة؟!!!
ألم تنظر ماذا كانت أولى التعليقات من الخزرج الذين لقيهم النبي وكيف ربطوا مباشرة بين نبوته وبين المصلحة السياسية؟ ماذا يفهم الإنسان العاقل من هذا يا مكابر؟
ألم تفهم يا مكابر حتى الآن أنني لا أقول بأن المصلحة السياسية كانت هى السبب الرئيسي؟


هذا منك هو نوع من الهلوسة الفكرية وسببها مرض العقل الجاهل والمضروب ومرض القلب الأعمى والغافل

هنا انقلبت الأدوار ، فبعد أن كنتَ المعلم الذي يجيب على سؤال طالب الابتدائية ، أصبحتَ هنا طالب الابتدائية نفسه ، فهذه اللغة البالغة التفاهة والسخافة لا تصدر من بالغ ، وأربأ بنفسي أن أجاريك فيها ، وحتى لو جاريتك ، فإنك ستنزل بي إلى مستواك وتهزمني بالخبرة.





اقتباس:
مثالك غير مبني على قاعدة واضحة ، فالتأييد الإلهي للنبي يحصل بشكل عشوائي ، فهو أيده في هذه الحادثة التي ذكرتها ، ولكنه تركه في مواضع كثيرة ، وكمثال صريح على التناقض:أن الملائكة قاتلت مع المسلمين في معركة بدر ، ولكنها لم تفعل شيئاً في معركة أحد!!
يعني لازم عندك الملائكة تقاتل مع المسلمين في أحد وفي غير أحد كما قاتلت مع المسلمين في معركة بدر ، وإلا - حسب قوله وعقله وفهمه - يكون التأييد الإلهي للنبي يحصل بشكل عشوائي !!!!
هذا شرطه للوليد والا يكون يشكل عشوائي !! فهل هناك جهل بعد هذا الجهل ؟؟!!
ذلك لانه لا يفهم ان احداث السيرة النبوية تشمل ايضا الدروس والعبر للمسلمين على مر الزمان , مثلما حدث في معركة أحد
ثم هو لا يفهم ان النتيجة في النهاية كانت النصر الكامل المؤزر .. فمكة التي هاجر منها المسلمون ورسول الله قسرا وقهرا مغلوبين على أمرهم ..عادوا اليها بعد ( 8 ) سنوات فقط فاتحين لها ..بل وخلال سنتين أخريتين كانت كل الجزيرة العربية التي مساحتها ثلاثة ملايين كيلومتر مربع، قد فتحت ودخلت الاسلام .
كل هذا يسّره التأييد الإلهي . ولكن لا يشترط التأييد الإلهي في كل وقت وموطن ..بل حين اللزوم , وهناك دروس وعبر لازمة للمسلمين منها , فرسول الله ليس دائما ومستمرا وجوده معهم ..بل سيرته هي الموجودة دائما معهم وباستمرار .. فيتبعونها فيتحقق المطلوب لهم باتباعها

المواطن التي فيها تناقض مع التأييد الإلهي أحاول أن أصل من خلالها إلى التشكيك بوجود التأييد الإلهي لأنه لو أيده في بدر فما الذي منعه من أن يؤيده في أحد وقد أُصيب النبي في رباعيته وشُج وكاد أن يموت؟
مرادي من ذلك كله هو التركيز على أن أسباب نجاح الإسلام لم يكن لها علاقة بالتأييد الغيبي لحدوث حوادث تناقض ما يُفهم من تأييد النبي في بعض المواطن ، وحين نذكر مثالاً على ذلك كمعركة أحد تأتي وتقول بأن المراد من ذلك العبرة للمسلمين!! وهذا من الناحية العلمية ليس بجواب بل تبرير.



واسمع معي ما يقوله عن قصّة العنكبوت :

اقتباس:
هذا تفنيد ناقص ، عليك أن تذكر لي أين بالضبط وردت في المسند والمصنف ، أو على الأقل اذكر لي اسم الصحابي الذي روى الحادثة.
شوف العبط
طيب اذا انت لا تصحح قصّة العنكبوت ..

يا عبيط ليس أنا من لا يصحح قصة العنكبوت بل كبار علماء الحديث.


فما رايك بهذا التاييد الالهي وهذه الحماية الالهية لرسول الله اثناء الهجرة وبدون قصّة العنكبوت .. هي عند العاقل اقوى ..العاقل يقول ان صرف الله انظار الكفار عن رسول الله وهو في الغار وهم على بعد شبر واحد من فتحة الغار من أكبر واهم التأييدات الالهية لرسوله الكريم
فماذا نقول هنا عن هذا الوليد الذي لا ياخذ بقصة العنكبوت ومع ذلك لا يعرف ما الذي صرف انظار الكفار عن محاولة دخول الكفار الى الغار وتفتيشه وهم على بعد شبر منه ؟؟!!
انت جاوبني يا الوليد على ذلك

سبق أن ذكرت بأنني غير ملزم بما يرويه المسلمون من معجزات وإلا لوجب أن أقبل بالمعجزات التي يرويها أهل الأديان الأخرى ، وهذه والله كبيرة عليك فأنت الذي لم تفهم حتى الآن بأن ما جاء في هذا الموضوع هو جزء يسير من موضوعي الذي حذفته الإدارة ، فكيف ستفهم هذه ؟



فروح نام انت وموضوعك الساقط اصلا ..


لو كان مقدار النوم بمقدار السقوط ، لنمتَ أنت كما نام أهل الكهف.



ولولا وجوب الرد والبيان لما سمعت ورايت كل هذه الردود وهذه الدلائل والبراهين

نعم رد وبيان خالفت فيه الطريقة التي يتبعها زملاؤك في المنتدى فجعلت من الإسلام شاهداً لنفسه.


فسقوطك الذريع وسقطاتك لا حدود لها ولا اساس لها

القاريء هو من يعلم من الذي استخدم لغة الشوارع وجعل من الشيء شاهداً لنفسه في فضيحة معتبرة.
وهذا آخر "نقاش" لي معك ، فخذ راحتك في الشتم في المرات المقبلة – يعني على سجيتك - لأني لن أقرأ كلامك أصلاً.
واعلم بأن كل شتائمك ما ضرتني بشيء إلا إذا ضر السحاب نباح الكلاب.

ناصر التوحيد
04-27-2008, 12:44 AM
أنا أشهد بأن الدكتور هشام العزمي ومجرد إنسان وعبد الواحد قد حاوروني بلغة محترمة مقبولة وأنا أكن لهم كل التقدير والاحترام ، إلا ناصر التوحيد ، فقد صبرت على أذاه وشتائمه التي كانت في كثير منها شخصية
وأنا أشهد بأن الدكتور هشام العزمي ومجرد إنسان وعبد الواحد قد حاورونك بلغة محترمة مقبولة وأنا أكن لهم كل التقدير والاحترام ، وأنا لا أكن لك اي تقدير واحترام .


صبرت كي لا يقول إذا امتنعت عن الرد عليه أنني فعلت ذلك تهرباً من الرد عليه ، وليس هروباً من رائحة النتن الفائحة من ردوده. أما الآن وقد بلغنا في حوارنا إلى منتهاه وبان الخافي وظهر المستتر وانجلت الحقيقة ، فقد آن لي أن أرد إليه شيئاً يسيراً من بضاعته
البادئ أظلم
يا متذاكي وانت عديم الحياء
فرحتوضعت موضوعا تتندم وتتاسف فيه على اسلوبك الواطئ الذي كتبت به سابقا وتعهدت بعدم العودة اليه
فما ان انزلت موضوعك هذا الا ووجدت فيه - ككل اخوتي الكلاام - كل العفن والدنس والنتن الذي يعيشه الكافر ماديا ومعنويا
وتم تنبيهك الى ذلك في موضوعك هذا هنا , وموضوعك ذاك هناك ..ولكن لا حياة ولا حياء لمن تنادي
فالطبع غلب التطبع
لكم لا انكر انك انعدلت مؤخرا كعضو في منتدى حواري مسلم ولكن بعد ان شربت النفس مما كتبته العلقما
وليس فقط في اسلوبك واخلافك لتعهدك ..
بل ايضا لموضوعك ومضمونه فهو يدل على اشياء كثيرة تؤكد مداخل النفس الكفرية وما تنتج من حقد ومغالاة بل وصلت الى اختلاق اللّوّات والافتراضات الخيالية .. فهل هذه اللّوّات والافتراضات الخيالية التي شملتها كل موضوعك هي دليلك الى ما تدعيه .. طبعا .. وليس لك ولكل امثالك وليس عندك ولا عند امثالك الا ذلك فقط



ولكن حتى وأنا أرد على سفاهاته فإني لن أصل إلى مستواه الواطي ، فالفرق في التربية لا يسمح.
انا تربيتي اسلامية وتربيتي تقول لي ان البادئ اظلم ووجوب المعاملة بالمثل
ولو كان الامر يخصني لسامحت وعفوت
اما انك تتطاول على الذات النبوية فهذا المجال لا اتسامح فيه ولا انساه بسرعة
وسبق ان قلت لك -وقال لك المراقب- دعك من تعليقاتك لانها تافهة ولا تفيد الحوار
وهناك اسباب اخرى ساذكرها حلال مداخلتي
ورغم ذلك , لا اجد منك الا لوّات وافتراضات وتعليقات واستنتاجات مبنية على خرفك الذي تقول به
اما تربيتك فانا اظن انها من خلفية نصرانية حاقدة او انها من قبيلها , فلا اسمع من لا يقول بوصف النبي الا من النصارى الحاقدين .. وانا كمسلم اقدس واحترم وأحب كل انبياء الله تعالى من آدم الى محمد عليهم الصلاة والسلام .. لا استثني منهم احدا



أيها المكابر مهمها تكبرت وظننت في حجمك فأنت قزم غير منظور أمام أئمة التفسير الذين أتيتك بأقوالهم فنظرتَ إليها كما ينظر الأعمى إلى الشمس.
هذا صحيح, وانا اتبعهم فإمامتهم في العلم والتفسير تاج على رأسي



يا مكابر ألم تنظر لأقوالهم ولقول ابن عباس أن ذلك كان فرضاً عليهم
طبعا نظرت .. وكلامهم صحيح وانا لم اخالف كلامهم
فقد قلت انه كان فرضاً عليهم
ولكن التفاسير تقول ايضا انه وعد لهم بنصر الله طالموا ثبتوا وصبروا , وان لا يلتفتوا ولا يهتموا الى عدد الكفار حين التقاء الصفوف .وقلت لك والتاريخ قال لك ان هذا هو ما حصل في كل معارك المسلمين ضد الكفار واعطيتك امثلة على ذلك



فثقل عليهم ثم خُفف؟
هو ثقيل عليهم ..ولكنه بمقدورهم وضمن استطاعتهم
والناس تتفاوت في ذلك .. رغم حبهم جميعا للجهاد في سبيل الله
فالمطلوب هو العزيمة والتصميم والاستبسال والثبات والصمود
فمن لا يقدر على مواجهة خمسة او ستة له ان يواجه ثلاثة او اثنين ولا يمنع من الجهاد اذا كان لا يقدر على مواجهة عشرة من الاعداء
هذه كل القصة



ألم تنظر لأقوال العلماء أن الآية الأولى قد نُسخت؟ وحتى من لم يقل بنسخها قال بذلك لأن الحكم الأصلي لم يتغير ولكن تغير العدد
لم يقل العلماء أن الآية الأولى قد نُسخت , بل قالوا ان حكمها نسخ .
ولكن لم يقل احد من العلماء انه لا يلزم ولا يمكن للمسلم الواحد ان يواجه عشرة
لا يقول عالم بمثل ذلك ..مع ان التخفيف حصل
وانا لا اقول نسخا لان النسخ ابطال للحكم السابق بحكم لاحق
لكن وكما قلت لك .. ان الحكم السابق لا يزال موجودا لمن يريد ويقدر على القيام به ..ولكن الذي حصل بالتخفيف هو ترخيص اي رخصة لمن يشق عليه ولا يستطيع ذلك .. فالقادر يقوم بالحكم الاول وهو العزيمة , وغير القادر يقوم بالحكم الثاني وهو الرخصة
وجاء قوله تعالى بعد ذلك { والله مَعَ الصابرين } ترغيبا في الثبات على الجهادِ .

{ يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ﴿65﴾ الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ﴿66﴾ } سورة الأنفال



ولكن المقطوع به أن الحكم التالي صار هو المعمول به وليس الأول
المقطوع به هو أن الحكم التالي حقق التخفيف وليس ان أن الحكم التالي صار هو المعمول به وليس الأول
فكلاهما معمول به عمليا وللمسلم ان يواجه اكثر من اثنين طالما كان ذلك بمقدوره في كل زمان . ولكن لا جناح لمن لا يستطيع ان يواجه ثلاثة ان ينسحب من امامهما مؤقتا لحين يطلب المدد


يا مكابر الآيات تتحدث عن أمر عسكري صريح بألا يفر الواحد من العشرة ، أما إذا كانوا أكثر من عشرة فحينها يتحيز عن القتال ، ليتم إبطال هذا الأمر العسكري بأمر آخر
لسة بيقول لك إبطال !!
هذا اسمه تخفيف .. وكما ورد في النص


أما مكابرتك بأن الحكم لم يُرفع أصلاً فيا مكابر محاولتك السقيمة لا تنطلي على الأبله لأنك حين تحدثت عن عدم رفع الحكم صار الحكم الأصلي عندك ندباً ووعداً ، يا مكابر الحكم الأصلي كان أمراً وفرضاً وقد رُفع هذا الفرض ، أما الامر بالصمود أما المقاتلين وعدم النظر إلى الكثرة فهذا يا مكابر مرده إلى آيات كثيرة أخرى غير هذه الآية المنسوخة مثل : "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" ، و "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة".. إذاً الأصل الذي تبني عليه مزاعمك موجود يا مكابر في آيات أخرى أما هذه الآية فليس لها في ذلك شيء لأنها أمر وفرض عسكري نزل قبل موقعة عسكرية محددة ، وقد رُفع الفرض بفرض آخر مخفف. فأين الوعد هنا؟

اسمع الايات الكريمة :
{ يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ﴿65﴾ الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ﴿66﴾ } سورة الأنفال
أليس هذا وعدا من الله بالنصر
أليس في هذا امر بالصمود أمام المقاتلين .. أم أن الصمود عندك له معنى مغاير للمعنى المعروف عند الجميع


أيها المكابر أهذا كلام تتحدث به في منتدى علمي مُخصص لقضية كبيرة مثل نقد الشبهات ومناقشة أقوال الناقدين للإسلام؟ ألا تخجل أن يقرأ شخص مثل الدكتور عزمي كلامك هذا؟ أهذا هو المظهر الذي تظهر به نفسك وأنت تدافع عن الإسلام؟ إجابتك هذه هى إجابة قد تكون مقبولة لو كان السؤال من طالب مسلم في الصف الثاني الابتدائي.
الله يعينك على عقلك
انت تفترض فرضية ثم تدعي بناء عليها ان المسلمين يهدرون 44% من وقتهم في الصلاة - لو تحققت فرضيتك - , وفرضيتك لم تتحقق اصلا .. فكيف تبني عليها ما لا يمكن ان يبتنى عليها
اسكت يا وليد فالسكوت افضل لك



عنزة ولو طارت!
يا مكابر هذا يدخل في باب النية فتستطيع أن تجعل من الأمور التي هى من أجل دنياك عبادة ، أما في حالة الخمسين صلاة فلن تجد وقتاً أصلاً لأمور دنياك.
وثور ولو حلبوه
فأي خمسين صلاة واي 44% ,, واين هي !! وأين الهدر والتهدير يا من تهدر عمرك عبثا وليس يومك فقط



كلام أتفه من أن أرد عليه.
ساعد لك اللّوات التي أتيت بها لترى ان كل كلامك لا قيمة له ..الا كما ذكرت لك من باب البيان والرد
وليس كما تدعي يا ابو اللّوات , أن :

اعتراض الصحابة على الأمر بعدم الفرار من أمام العشرة قائم أصلاً على "لو" هذه.
واين دليلك


أنا افترضت بناءً على حقائق قائمة وكانت النتيجة أن الصلوات الخمسين ستتطلب ثمان ساعات يومياً.
كلام تافه ساقط


ما تصفه بأنه خيال كان هو ما سيحصل إن نفذت الإرادة الأصلية لله لولا شفاعة النبي.
خذ لك الهبل
كل القصد هو نيل الثواب للمسلم بنيل أجر الخمس صلوات كاملة كأنه ادى خمسين صلاة , والاستجابة لرسول الله بعد ان يساله التخفيف , فالصلوات الخمس تجزى بخمسين صلاة ... وليس فرض خمسين صلاة هو الذي سيكون ويفرض .. ودلت مراجعته صلى الله عليه وسلم لربه في طلب التخفيف تلك المرات كلها أنه علم أن الأمر في كل مرة لم يكن على سبيل الإلزام , بخلاف المرة الأخيرة ففيها ما يشعر بذلك .‏والمراد في قول الله في الحديث : ( هن خمس وهن خمسون ) هن خمس عددا باعتبار الفعل وخمسون اعتدادا باعتبار الثواب.
ولذلك قال العلماء بجواز النسخ قبل الفعل كما يجوز بعده . وكل هذا من فضل الله وكرمه على البشر
وقد قلت لك سابقا أن الدعاء يرد القضاء .. فهذه مثل تلك

لولا شفاعة النبي
وهل هذه عندك من باب الشفاعة !!
هو طلبٌ واستجابةٌ للطلب ..
ثم فرضت عليّ الصلاة: خمسين صلاة كل يوم، فرجعت، فمررت على موسى، فقال: بما أمرت؟ قلت: أمرت بخمسين صلاة كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك. وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع الى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. فرجعت، فوضع عني عشرا. فرجعت الى موسى، فقال مثله. فرجعت فوضع عني عشرا. فرجعت الى موسى فقال مثله. فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم فرجعت الى موسى فقال: بما أمرت؟ قلت بخمس صلوات كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائل أشد المعالجة، فارجع الى ربك، فاسأله التخفيف لأمتك. قال: سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم قال: فلما جاوزت، نادى مناد: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي.



أما هذه ، فهى بحق فضيحة فاضحة فادحة واضحة ناضحة بالاستغفال والاستهبال بشكل لا يخطر على البال.
رمتني بدائها وانسلت
طيب كيف ولماذا


فالمذكور جعل الشيء شاهداً لنفسه ، فرد على تساؤل طُرح من غير مسلم بالاعتماد على معتقد غيبي لا يؤمن به إلا المسلم من أن علم الله أزلي وأن القرآن قد أُنزل إلى السماء ثم نزل على النبي منجماً ، ولو كان لهذه الطريقة شيء من القبول لما كلف المسلمون أنفسهم أصلاً عناء الرد على الشبهات لأن الرد جاهز ، فمن يشك في نبوة محمد الرد عليه ما قاله القرآن: محمدٌ رسول الله. ومن يتحدث عن وجود أخطاء علمية وتناقضات في القرآن فالرد عليه جاهز: كتاب لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه. ومن يشكك في سلامة القرآن من التحريف فالرد عليه: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
قلت لك انه معتقد وقلت لك انه تكريم وقلت لك انه بيان , وقلت ان هذا منك سببه الجهل والافتراء به اي بالجهل



واعتماداً على طريقتك ، خذ هذا الدليل القاطع على أن المسيح هو ابن الله ، جاء في الكتاب المقدس:
لأنّه هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة". (يوحنا 3: 16
فهل رأيت كيف أنك أوقعت نفسك في فضيحة؟
انت تعبان
قال دليل قاطع !
السؤال الان هو : كم ابن يوجد لله - حاشا وكلا وبئس ما تدعون - بحسب البايبل ؟
بحسب البايبل كلهم ابناء الله يعني ملايين ..وليس ابنه الوحيد
ويدعون انه ابنه البكر الوحيد .. وفي البايبل ان لله - حاشا وكلا وبئس ما يدعون وتدعون - ستة ابناء كلهم بكر ..ومن ضمنهم يعقوب ( اسرائيل )
فالبكورية وصف بها إسرائيل: " إسرائيل ابني البكر" (الخروج 4/22-23).
وكذا افرايم "لأني صرت لإسرائيل أباً، وإفرايم هو بكري" (إرميا 21/9).
وكذا داود "هو يدعوني: أنت أبي وإلهي وصخرة خلاصي، وأنا أيضاً أجعله بكراً، فوق ملوك الأرض علياً". (المزمور 89/26-27).
ولئن قيل في المسيح أنه ابن الله العلي، فكذلك سائر بني إسرائيل "و بنو العلي كلكم" (مزمور 82/6).
وكذا تلاميذ المسيح فهم أيضاً بنو العلي" أحبوا أعداءكم…فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي" (لوقا 6/35).
فالبايبل كتاب يهدم وينقض نفسه بنفسه ومليء بالاكاذيب والافتراءات والتناقضات
والسبب انه كلام وضعه الناس
اما كتاب الله القرآن الكريم فلا تجد فيه الا الحقائق والتناسق في كل نصوصه
فلا قيمة لدليلك القاطع الان وقد تبين تخريفه


مجرد سرد لا علاقة له ولاقيمة ولا دور إلا إيهام القاريء بانك قد كتبت شيئاً للرد.
مجرد السرد افضل من القول باللّوّات والافتراضات والأغلاط المحشوة كما تفعل


وهل التعديل فيما يكتبه الناس لا يحصل بسبب زيادة البيان واستدارك قصور أو خطأ في النص الأصلي؟
انت قلت :
اقتباس:

نجد أن آية من القرآن قد تعرضت للتعديل في نصها وبعد أن نزلت
وانا رديت غليك فقلت :

آية من القرآن تعرضت للتعديل في نصها وبعد أن نزلت .... لزيادة البيان
وقلت لك بان التشريع يتنزل منجما وبحسب الحوادث والمناسبات
وكل القران وكل السّنة بيان وزيادة بيان حتى لا يظل لانسان حجة بعد ذلك
{ إن علينا بيانه }
والله فعال لما يريد
فله ان يبين متى يشاء اي وقتما يشاء
فقد يبين مقدما وسلفا
وقد يبين بسبب وقوع حدث او طلب فتوى
وقد يبين بعد طلب او رجاء او دعاء
وكما قلت لك سابقا .وحين اللزوم
والله فعال لما يريد
وكل شيء في وقته المناسب له

وقلت لك ان هناك احكاما تكون مؤقتة لسبب ما .. ثم يتم نسخها بعد زوال السبب
فتسميه تعديل او نسخ او ابطال او بيان او زيادة بيان او تفصيل .. لا خلاف هنا في المصطلحات فالمعنى واحد بالنسبة لها بشكل عام
وهذه امور تشريعية لا يعرفها ولا يعرف احكامها الا المسلم
فانت خارج عن ذلك اصلا فأنّى لك أن تفهم



هذا هو مرادي من كل المسألة ، فما حصل مع القرآن في هذه الآية هو بالضبط ما يحصل مع البشر ، كما تجد في الطبعات التي تلي الطبعة الأولى لكتاب ما وكيف يتم فيها زيادات ، فهل هذه الزيادات قد أُضيفت لغرض غير زيادة البيان؟
مرادك على شونك . يعني باطل وفاشل مثلك
القرآن ليس مثل البايبل كل سنة تخرج منه طبع مزيدة ومنقحة ومعدلة
لا
فكل نسخ القرآن واحدة عند جميع المسلمين
لا تجد اي اختلف بينها
وهذا فضل من الله لانه حفظ القرآن الكريم على مر الدهور والعصور
وفي وقت التنزيل كان هناك العشرات من كتبة الوحي وظيفتهم كتابة ما ينزل من القرآن الكريم
عداك عن عشرات آلاف الحفاظ له غيبا
عداك عمن يكتبه بدون ان يكون من كتبة الوحي الرسميين
{ إن علينا جمعه وقرآنه }



رائع! تثبت بذلك أكثر أن ما حصل من مراجعة في نص الآية كان بسبب عدم العلم لأنها حصلت والنبي كان في تجربته الأولى مع القتال.

وانت فاقع
ولا اعرف بماذا تفهم .. بما في راسك أم بما في مؤخرتك
قلت لك :

كان يتنزل التشريع طوال حياة رسول الله .. فما كان ممنوعا في العصر المكي صار مأذونا فيه ثم مأمورا به لمن بدأ المسلمين بالقتال ثم مأمورا به في مقابلة جميع المشركين، وكل ذلك له اسبابه ومناسباته , وهناك تشريعات اخرى نزلت بدون وجود اسباب ومناسبات .. فشرع الله تعالى يأتي في الوقت الأليق به والمناسب له ..
فتاتي وتقول :

والنبي كان في تجربته الأولى مع القتال
ورسول الله ( ص ) متبع لاوامر الله تعالى ..
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب مكة ( إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا ), ولما استأذنه أهل يثرب ليلة العقبة أن يميلوا على أهل منى فيقتلوهم قال: إني لم أؤمر بهذا
ثم كان ما كان من تطور الامور واستكمال طريق الاسلام وتشيع الاسلام حتى بلغ الكمال والتمام والثبات



إذا كنت لم تفهم هذه حتى الآن فلا عجب ألا تفهم فيما سبق ، ألم تنظر إلى قول المشرف بعد تعديله لموضوعي: وألم تقرأ في تعليقاتي عن هذا الحذف؟ ألم تفهم حتى الآن بأن المقالة الأصلية طويلة وتعرضت فيها لمواقف اتخذها النبي في غزوات له؟ ألم تفهم بأن ما أبقى عليه المشرف من مقالي الأصلي هو مجرد المقدمة؟
حجة فارغة مثل عقل صاحبها ..وكنت أعلم مسبقا انك ستدعي ذلك
انا اطلعت على موضوعك كاملا قبل استعمال مقص المراقب ..
وكان كلامك فيه كما هو .. مجرد جعجعات



طيب يا سليل العميان لو أنك قرأت ما دار بين النبي وبين بني عامر لما قلت بأن النبي هو من رفض بل بنو عامر هم من رفضوا ، ولماذا رفضوا؟ هل لأن النبي اعترض على مقصدهم الغير خالص لله؟ أبداً ، بل لأنه لم يضمن لهم أن تكون لهم الرياسة : وَاَللّهِ لَوْ أَنّي أَخَذْت هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ ، لَأَكَلْتُ بِهِ الْعَرَبَ ،ثُمّ قَالَ أَرَأَيْتَ إنْ نَحْنُ بَايَعْنَاك عَلَى أَمْرِك ، ثُمّ أَظْهَرَك اللّهُ عَلَى مَنْ خَالَفَك ، أَيَكُونُ لَنَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِك ؟ قَالَ الْأَمْرُ إلَى اللّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَفَتُهْدَفُ نَحُورُنَا لِلْعَرَبِ دُونَك ، فَإِذَا أَظْهَرَك اللّهُ كَانَ الْأَمْرُ لِغَيْرِنَا لَا حَاجَةَ لَنَا بِأَمْرِك ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ
فلما صدر الناس رجعت بنو عامر إلى شيخ لهم ، قد كانت أدركته السن ، حتى لا يقدر أن يُوافي معهم المواسم ، فكانوا إذا رجعوا اليه حدثوه بما يكون في ذلك الموسم ؛ فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان في موسمهم ، فقالوا ‏‏:‏‏ جاءنا فتى من قريش ، ثم أحد بني عبدالمطلب ، يزعم أنه نبي ، يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه ، ونخرج به إلى بلادنا ‏‏. قال ‏‏:‏‏ فوضع الشيخ يديه على رأسه ثم قال ‏‏:‏‏ يا بني عامر ، هل لها من تلاف ، هل لذُناباها من مطلب ، والذي نفس فلان بيده ، ما تقولها إسماعيلي قط ، وإنها لحق ، فأين رأيكم كان عنكم ‏‏.‏‏ ‏
انت خالص بالمرّة
هل معنى ذلك أن الرسول ( ص ) وافقهم ؟
وكيف يأبون لو وافقهم الرسول ( ص ) ؟؟
انت تقول :

هم من رفضوا
وسألتَ وأنا أسأل معك :

ولماذا رفضوا؟
فكان جوابك لنفسك هو :

هل لأن النبي اعترض على مقصدهم الغير خالص لله؟ أبداً ، بل لأنه لم يضمن لهم أن تكون لهم الرياسة

فما معنى لأنه لم يضمن لهم أن تكون لهم الرياسة
معناها انه رفض بداية ونهاية
فلا شرط عنده الا شرط النصرة مقابل الجنة
فلما رفضوا شرطه ( ص ) ابوا عليه
ونرجع للو الوليدية لتفهم
ومعنى ذلك انه لو وافقهم رسول الله ( ص ) على شرطهم وتنازل عن شرطه لوافقوا على نصرته
و" لو " حرف امتناع لامتناع . فامتناع الرسول ( ص ) عن قبول شرطهم سبب امتناعهم عن نصرته
وهذا ما لم يحدث مع اهل يثرب
فلم يشترطوا ما اشترطه هؤلاء ..وقبلوا بشرط الرسول ( ص ) .. فتحققت النصرة له مقابل الجنة

الله يعطيك العافية
موضوعك كله وكل ما في مضمونه خالص مثلك



ما بُني على باطل فهو باطل ، ثم إن وعد النبي لهم بالجنة مقابل النصرة هل هذا ينفي وجود المصلحة السياسية؟ هل كنت تريد من النبي أن يقول لهم: لكم الوحدة والجنة؟!!!
أنا أريد !!
بل انت الذي يريد ذلك .ز
ولكن هذا بعيد عنك .. لان الحقيقة والاحداث تنقض مرادك وتنقض موضوعك من جذوره



ألم تنظر ماذا كانت أولى التعليقات من الخزرج الذين لقيهم النبي وكيف ربطوا مباشرة بين نبوته وبين المصلحة السياسية؟ ماذا يفهم الإنسان العاقل من هذا يا مكابر؟
ألم تفهم يا مكابر حتى الآن أنني لا أقول بأن المصلحة السياسية كانت هى السبب الرئيسي؟
لا مانع طالما كانت المصالح الاخرى منبثقة عن المصلحة لاولى والحقيقية وهي الدين والايمان
ولكنها لم تكن الدافع ولا الشرط ولا الاشتراط للايمان ولا النصرة



المواطن التي فيها تناقض مع التأييد الإلهي أحاول أن أصل من خلالها إلى التشكيك بوجود التأييد الإلهي لأنه لو أيده في بدر فما الذي منعه من أن يؤيده في أحد وقد أُصيب النبي في رباعيته وشُج وكاد أن يموت؟
الله فعال لما يريد
هنا في بدر أيدهم بجنود من الملائكة
وهناك في احد لم يؤيدهم بجنود من الملائكة
وهل الاسلام هو الفترة النبوية فقط !!
كل احداث السيرة النبوية العطرة دروس وعبر وتشريع للمسلمين
لكن التأييد الإلهي للرسول ( ص ) وللمؤمنين كان على طول فترة الدعوة
فروح نام أحسن لك
او تصحصح كويس وتصير تعرف كيف تتعلم وتعرف كيف تفهم



مرادي من ذلك كله هو التركيز على أن أسباب نجاح الإسلام لم يكن لها علاقة بالتأييد الغيبي لحدوث حوادث تناقض ما يُفهم من تأييد النبي في بعض المواطن ، وحين نذكر مثالاً على ذلك كمعركة أحد تأتي وتقول بأن المراد من ذلك العبرة للمسلمين!! وهذا من الناحية العلمية ليس بجواب بل تبرير.
الله فعال لما يريد
هنا في بدر أيدهم بجنود من الملائكة
وهناك في احد لم يؤيدهم بجنود من الملائكة


يا عبيط ليس أنا من لا يصحح قصة العنكبوت بل كبار علماء الحديث.
قصة العنكبوت لم يصححها كبار علماء الحديث

طيب
لكن هل موضوعنا قصة العنكبوت !!
انا قلت لك :

فما رايك بهذا التاييد الالهي وهذه الحماية الالهية لرسول الله اثناء الهجرة وبدون قصّة العنكبوت .. هي عند العاقل اقوى ..العاقل يقول ان صرف الله انظار الكفار عن رسول الله وهو في الغار وهم على بعد شبر واحد من فتحة الغار من أكبر واهم التأييدات الالهية لرسوله الكريم
فماذا نقول هنا عن هذا الوليد الذي لا ياخذ بقصة العنكبوت ومع ذلك لا يعرف ما الذي صرف انظار الكفار عن محاولة دخول الكفار الى الغار وتفتيشه وهم على بعد شبر منه ؟؟!!
انت جاوبني يا الوليد على ذلك
والا انت لا تفهم المكتوب ولا المقروء !
انت لا تصحح قصة العنكبوت
يعني ان الله أعمى أنظار الكفار عن رسوله ( ص ) وهو في الغار وهم على بعد شبر واحد من فتحة الغار بدون عنكبوت وحمام
ماذا تفهم من هذه الحادثة وهذه الحماية ..
جاوبني يا الوليد على ذلك



سبق أن ذكرت بأنني غير ملزم بما يرويه المسلمون من معجزات وإلا لوجب أن أقبل بالمعجزات التي يرويها أهل الأديان الأخرى
يا سلام
الان انت تتجه للانتقائية
هو على كيفك !! هذا اريده وهذا لا اريده .. !
ما هذا المنطق الاعوج والاهوج والأخرق !!

انسانه
04-27-2008, 02:52 PM
أحسنت أخينا ناصر التوحيد , أعلى الله قدرك بالدارين ,, فصلت وبينت بشكل يبصر العميان ويسَمع الصمان,,

لابأس إخواني الصبر والحلم وسعة الصدر ,, من يدري ربما الله يهديه ,,

ولكن نصيحة للزميل غالب , أن يتجرد من التعصب ويزن الامور بميزان العقل, تمنياتي لك بالخير والهدى من كل قلبي ..

مجرّد إنسان
04-27-2008, 04:18 PM
أنا أشهد بأن الدكتور هشام العزمي ومجرد إنسان وعبد الواحد قد حاوروني بلغة محترمة مقبولة وأنا أكن لهم كل التقدير والاحترام


وأنا أشهد أن الحوار لم يبلغ منتهاه....فلم ادّعاء أن الحوار قد بلغ منتهاه؟؟؟؟


سبق وأن ألمحت مرّتين أن للحديث بقيّة.....ولم أتمّ حديثي حتى الآن....


فضلا على أنّك لم تتناول بالتعقيب على كلّ ما قلته لك....


فلماذا التسرّع في إنهاء الحوار؟؟؟؟


يعني حرام أن تحصل للواحد ظروفٌ خاصّة....تمنعه من الإجابة المتكاملة....لتتسرّع في إنهاء الحوار؟؟؟


يا زميلي زوجتي أصيبت بوعكة صحّية شديدة.....وقد أدخلتها خلال هذا الحوار المستشفى مراراً....وسأضطرّ إلى ترحيلها للعلاج.....فصبرا يا زميلي صبراً....فالرحلة لم تنته....


فقد أريد تنبيهك لأمر.....من أكثر الأمور المزعجة لأي محاورة تجنّب التعليق على كلّ ما ذكره....فأرجو ألا يحدث ذلك مستقبلا.....


وفقنا الله لقول الحق والعمل الصالح

د. هشام عزمي
04-28-2008, 05:59 AM
نقد مقال وليد غالب حول عبقرية النبي العسكرية

بسم الله ..

وضع الأستاذ وليد غالب مقالاً طويلاً عن ما يُدعى أخطاء محمد صلى الله عليه وسلم العسكرية ، سعى فيه لنفي العبقرية العسكرية عن النبي صلى الله عليه وسلم ليتوصل بها إلى نفي نبوته صلى الله عليه وسلم .
وهدفي في هذا المقال هو نقد ما كتبه الأستاذ وليد من مقدمات ونتائج ومنهج وحجج وشبهات بإنصاف وموضوعية وعدل ..
ندعو الله تعالى أن نكون من المقسطين لا من القاسطين ..
آمين !

(1)
الفكرة الرئيسة للمقال ..

تدر فكرة المقال الرئيسة حول نقض ما أسماه الكاتب العبقرية العسكرية للنبي صلى الله عليه وسلم ، أو كما يقول هو نفسه : (( وما سأفعله في هذا الموضوع أنني سأبين أن محمداً لم يكن بتلك العبقرية العسكرية التي يتصورونها، وسأقف في مواضيع قادمة مع عبقرياته الأخرى )).
وسبيله إلى ذلك هو ما ذكره كذلك من أن : (( إثبات عدم كمال محمد في جانب مما ذكروه يدل على أنه لم يكن نبياً! ))

فعند الكاتب تكمن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في عبقريته الشخصية ، ولم يميز في مقاله بين ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم كبشر يخطئ ويصيب وما يصدر عنه باعتبار الوحي الذي لا يخطئ أبدًا ، أو كما يقول الكاتب : (( فالنبي من المفترض أن يكون مؤيداً من الله في كل شيء ومن هو أعظم البشر فيُفترض أن نجد فيه ما لم نجده في أي من البشر. ولكن حين نجد النبي يخطيء وفي قرارات مصيرية ، فإن ذلك يعني بدون شك بأنه لم يكن مؤيداً بقوة إلهية وأنه مثل بقية البشر )).

د. هشام عزمي
04-28-2008, 06:01 AM
(2)
عبقرية أم نبوة ..

من المعلوم أن العبقرية صفة ذاتية للمرء بخلاف النبوة التي هي صفة إضافية يمنحها الله تعالى لمن يصطفي من عباده ..

ونحن إن نسبنا ما حققه رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجاح لعبقريته فمؤدى هذا المسلك هو نفي النبوة عنه تمامًا لأن دور التأييد الإلهي عندئذٍ سينتفي تمامًا ..

وهذا هو المسلك الذي روج له بعض الكتّاب المسلمين في كتاباتهم الموجهة للغرب ؛ فهم يروجون لشخصية محمد العبقري المصلح الزعيم البطل إلى آخر هذه الأوصاف التي لا تقتضي النبوة التي هي من الغيبيات ..
وغرض هذا الصنف من الكتّاب هو التقرب إلى الغرب المنكر لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ..

كذلك يفعل المنكرون لنبوته من النصارى العرب كالقس يوسف حداد الذي استشهد الكاتب بكلامه في مواضع عديدة من مقاله ، ومعلومٌ أن العبقرية دون النبوة في المنزلة ولا يمكن أن تعدلها في المكانة ، وحسبنا في ذلك إمكان أن يكون العبقري محتالاً أو منافقًا أو كذابًا ..!

ونحن كما ننكر على القس حداد ومن وافقه نسبة العبقرية البشرية لمحمد صلى الله عليه وسلم ، ننكر ذلك أيضًا على الكتاب العصريين الذين يروجون لهذه العبقرية بين الغربيين والعلمانيين ، فإن دعوة غير المسلمين للإيمان بعبقرية محمد صلى الله عليه وسلم حاصلها هو صرف الأذهان عن نبوته ، وإلا فما الفائدة التي تعود على غير المسلمين من عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم ؟

وبالجملة فإن إثبات العبقرية لا يفيد النبوة ، بل ربما ينفيها تمامًا ..!

فإن احتج الكاتب بما ورد في مقال الأخ القلم الحر عن الإعجاز في شخصية محمد صلى الله عليه وسلم واجتماع العبقريات في ذاته واعتباره دليلاً على نبوته ، وقد استمد هذا المسلك في إثبات البنوة من كتابات الدكتور مصطفى محمود ، وقد سبق الدكتور إلى هذا المسلك عدد من أصحاب المدرسة العقلانية كمحمد فريد وجدي ومحمد حسين هيكل ومحمد رشيد رضا وعباس محمود العقاد وغيرهم ..
قلنا إن هذا المسلك هو جزء من دليل كبير استخدمه هؤلاء الكتّاب ولم يكتفوا بالكلام على الشخصية النبوية فقط من حيث هي شخصية ، بل امتد كلامهم لتأثير هذه الشخصية فيما حولها ومن حولها فيما يعرفه العلماء بدليل التمكين الإلهي لإثبات النبوة ..

قال الدكتور مصطفى محمود : (( وأيًّا كان التفسير فإنك إن أخذت تحسب بالورقة والقلم كيف حدثت هذه الأمور ، واستعنت بالعقل الإليكتروني وكافة وسائل الحساب الحديثة فإنك لا تستطيع أن تفسر كيف أن فردًا واحدًا مضطهدًا مطاردًا يؤثر هذا التأثير في أفراد قلائل يعدون على الأصابع .. ثم يؤثر هؤلاء في كثرة من مئات ثم ألوف تهزم الروم ثم الفرس "وكانتا دولتين كأمريكا وروسيا في ذلك الوقت" يحدث كل هذا في سنوات معدودة .. وابتداء من الصفر ومن بداوة مطلقة ومن عرب مشرذمين في قبائل تقتل بعضها بلا حضارة وبلا علم يذكر .. وإنك لن تصل أبدًا في حسابك إلى تلك النتيجة الهائلة وستظل المعادلة ناقصة حتى تدخل فيها ذلك العامل الخفي .. عامل الغيب .. وسند المدد الإلهي من التمكين والتوفيق )) ..
ويختم كلامه بقوله : (( نحن إذن أمام نبوة مؤيدة بسند الغيب ورجل انعقد له لواء التمكين الإلهي .. ولسنا أمام مصلح اجتماعي أو صاحب ثورة أو عظيم من عظماء الدنيا يعمل بالاحتهاد والعلم الكسبي )) مصطفى محمود ، محمد صلى الله عليه وسلم ص38-39 .

فهذا هو تمام الدليل الذي اعتمده الأخ القلم الحر ، ولا يصح نقل أول الدليل دون تمامه ، فأوله يبدأ من الملامح الشخصية ثم ينتقل إلى تأثيرها في غيرها حتى ينتهي إلى ما حققته هذه الشخصية من نتائج باهرة وإنجازات معجزة .

د. هشام عزمي
04-28-2008, 06:05 AM
(3)
هل النجاح في الميدان العسكري دليل على صحة النبوة ..

قال الأخ ناصر الشريعة حفظه الله في موضوع قديم حول دلائل النبوة :
((لا يمكن أن يدعي نبي النبوة وهو كاذب ثم يجعل الله الغلبة والعلو له في الأرض على جميع من خالفه . بل هذا يؤول إلى الطعن في حكمة الله عز وجل وقدرته ورحمته ، وهو مستحيل قطعا .
ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو وأصحابه قلة في جميع المعارك التي خاضوها إلا معركة حنين ، وكان أعداؤهم أضعافهم لا سيما في حرب الفرس والروم فلا مقارنة بين الأعداد ، ومع ذلك كتب الله النصر للمسلمين وليس لديهم مثل الذي عند أعدائهم من العدد والعدة . فهذا النصر والتمكين على أمم الكفر والشرك كلها دليل على نصر إلهي لا مجرد تمكين بشري محض .
وعلامة ذلك في واقعنا أن العرب والمسلمين رغم أنهم بالملايين إلا أنهم حين تركوا تحكيم شرع الله لم يمكن الله لهم في الأرض على أعدائهم ، وهذا سر أمة الإسلام ، كشفه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه للأمة حين قال : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، فإن ابتغينا العزة فيما سواه أذلنا الله .
وقال صلى الله عليه وسلم : "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " (سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله تعالى : 11) .

ومن نظر في ظهور الأمم والحضارات واستمرارها علم أن ظهور الإسلام على غيره من الأديان وظهور حضارته على بقية الحضارات لا يكون مرجعه بشريا قط ، بل هناك حفظ ونصر من الله لهم ، لولاه لبقي العرب كما كانوا رعاة غنم يعدوا بعضهم على بعض ليس لديهم شيء من العلم والمعرفة إلا شعر يتناشدونه في أسمارهم وربما هيج عليهم الحروب والقتال عند المفاخرة والمنافرة بين زعمائهم وكبرائهم )).

وهذا الكلام حقٌ لا ريب فيه ؛ فإنه ما جاء أحدٌ كنبينا صلى الله عليه وسلم في الوحدة والفقر والفاقة ومنافرة الأمم كلها ومعاداتها ، ثم صار أمره في القهر والغلبة ما صار أمره إليه ، فإنه في ظاهر الأمر وحكم العقل لا يكون إلا من قِبَل الله الذي لا يغلبه شيء ..

وما غلبت العرب ولا عزّت إلا بالإسلام ، فقد كانت الشرذمة اليسيرة من عسكر فارس أو الروم تنفذ إلى جزيرة العرب فتقتل وتأسر ، وكان النفر اليسير منهم يلقى الأعداد الكبيرة من مقاتلي قبائل العرب وفرسانهم فيهزموهم ويدحروهم ..

ثم عاد الأمر بخلاف ذلك فكان النفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقون الجموع الغفيرة من الفرس والروم فينصرون عليهم مع قلة سلاحهم وعتادهم وعدتهم (( حتى أخذ الله ملك الكفار مع ما معهم من رايات وتهويلات برجال ما كان لسيوفهم قباع ، وما كانت مجانهم إلا برادع جمالهم ، وكانت ملوك الفرس والروم تعجب من انهزام عساكرها الخشنة المعدة القوية الشديدة من بين أيدي المسلمين ، مع قلتهم وضعفهم وقلة آلتهم وسلاحهم )) انظر تثبيت دلائل النبوة للقاضي عبد الجبار .

فإن كان من المعقول أن تغلب القلةُ الكثرةَ في موقعة أو موقعتين ، فإنه لا يكون على طول الخط إلا بتأييد إلهي وحبل متين ..

أضف إلى هذا حقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعد أصحابه بهذا النصر والتمكين ، وأنه سيقهر كسرى وقيصر ، وأن دينه سيظهر ، وأن ملكه سيعلو ، وأخبر بهذا وملوك الفرس والروم قائمة ، بل والمسلمون أذلة في مكة لا يأمن الواحد منهم على نفسه ، فوعدهم أن يرثوا الأرض وملكها ، فكان الأمر كما وعد وأخبر ..

ومعروف من سيرته صلى الله عليه وسلم أنه كان يعرض نفسه على القبائل وفي المواسم ليتبعوه ، ويشرط عليهم في ذلك عداوة الأمم كلها ، ومحاربة الملوك كقوله صلى الله عليه وسلم لبني شيبان عندما أبدوا خوفهم من جيرانهم الفرس إن هم آووه : (( أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم ويفرشكم نساءهم ، أتسبحون الله وتقدسونه؟ )) ابن كثير ، البداية والنهاية 3/145 ..
وقوله لبني قيس بن ثعلبة عندما ذكروا له هوانهم على الفرس وقلة شأنهم أمامهم : (( فتجعلون لله عليكم إن هو أبقاكم حتى تنزلوا منازلهم ، وتستنكحوا نساءهم ، وتستعبدوا أبناءه أن تسبحوا الله ثلاثًا وثلاثين ، وتحمدوه ثلاثًا وثلاثين ، وتكبروه أربعًا وثلاثين؟ )) المصدر السابق ص140 ..
وقوله لأصحابه بعد مبايعة الأوس والخزرج : (( احمدوا الله كثيرًا فقد ظفرت اليوم أبناء ربيعة بأهل فارس ، قتلوا ملوكهم واستباحوا عسكرهم وبي نُصِروا )) المصدر السابق ص146 ..

هذه فقط أمثلة من وعود رسول الله صلى الله عليه وسلم – التي قطعها بمكة - لمن اتبعه بالنصر والتمكين ووراثة الأرض ، ولو تتبعت الوعود المماثلة التي قطعها في مختلف مراحل الدعوة في مكة والمدينة لطال البحث جدًا ولضاق المقام .

وبالجملة فإن الأمر لا يتوقف عند تحقق وعود النبي صلى الله عليه وسلم في الأمن والتمكين لمن اتبعه ونصره ، بل في تحققها ضد جميع الأسباب الطبيعية مع وحدته وفقره وتبرئه من جميع الأمم وتكفيره لها وإعلانه الحرب عليها ، وإخباره رغم كل هذه الحالات أن الله عز وجل سيظهره عليهم ، وقد أخبر بذلك جميعه في أول أمره قبل أن يكون شيء منه ، وقد وقع الأمر كما أخبر .

د. هشام عزمي
04-28-2008, 06:09 AM
(4)
النبي صلى الله عليه وسلم بين الخطأ والصواب ..

كتب وليد غالب مقاله بعنوان كبير هو (أخطاء محمد العسكرية) ، وهو عنوان لا يليق وضعه في منتدى إسلامي ، لذا كان عليّ التنبيه على أن في نسبة الخطأ لرسول الله صلى الله عليه وسلم تفصيل لابد من ذكره ..

فإن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ فيما يبلغه عن ربه ، إنما يجوز عليه الخطأ فيما هو من أمور الدنيا باعتبار بشريته ، قال القاضي عياض : (( فقد يعتقد في أمور الدنيا الشيء على وجه ويظهر خلافه ، أو يكون منه على شك أو ظن بخلاف أمور الشرع )) القاضي عياض ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2/211 .

وهذا واضح من قوله صلى الله عليه وسلم :
(( إنما أنا بشر ، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به ، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر )) ..
و في رواية أنس : (( أنتم أعلم بأمر دنياكم )) ..
و في حديث آخر : (( إنما ظننت ظناً ، فلا تؤاخذوني بالظن )) ..
و في حديث ابن عباس : (( إنما أنا بشر فما حدثتكم عن الله فهو حق ، وما قلت فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أخطئ وأصيب )) ..

فهذا هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه في أمور الدنيا ، وقد ذكره الإمام مسلم في صحيحه تحت عنوان (باب وجوب امتثال ما قاله شرعًا) ، وهذا من فقه الإمام مسلم رحمه الله تعالى ؛ فنبه على وجوب امتثال أمره صلى الله عليه وسلم ، ثم احترز فحددها بالشرع تحسبًا لما يصدر عنه من أمور الدنيا باعتبار بشريته فيخطئ ويصيب ..

(( كما حكى ابن إسحاق أنه صلى الله عليه و سلم لما نزل بأدنى مياه بدر قال له الحباب بن المنذر : أهذا منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟
قال : [ لا ، بل هو الرأي والحرب والمكيدة ] . قال : فإنه ليس بمنزل ، انهض حتى نأتي أدنى ماء من القوم ، فننزله ، ثم نعور ما وراءه من القلب ، فنشرب ولا يشربون . فقال : [ أشرت بالرأي ] ، وفعل ما قاله .
وقد قال له الله تعالى : { وشاورهم في الأمر } [ سورة آل عمران / 3 ، الآية : 159 ] .
وأراد مصالحة بعض عدوه على ثلث ثمر المدينة ، فاستشار الأنصار . فلما أخبروه برأيهم رجع عنه .
فمثل هذا وأشباهه من أمور الدنيا التي لا مدخل فيها لعلم ديانة ولا اعتقادها ولا تعليمها ، يجوز عليه فيه ما ذكرناه ، إذ ليس في هذا كله نقيصة ولا محطة ، وإنما هي أمور اعتيادية يعرفها من جربها ، وجعلها همة ، وشغل نفسه بها ، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشحون القلب بمعرفة الربوبية ملآن الجوانح بعلوم الشريعة ، مقيد البال بمصالح الأمة الدينية والدنيوية ، ولكن هذا إنما يكون في بعض الأمور ، ويجوز في النادر فيما سبيله التدقيق في حراسة الدنيا واستثمارها ، لا في الكثير المؤذن بالبله والغفلة )) المصدر السابق ص212 ..

فإن كان الأمر كذلك فهمنا في ضوئه معنى قول صاحب المقال : (( وما سأفعله في هذا الموضوع أنني سأبين أن محمداً لم يكن بتلك العبقرية العسكرية التي يتصورونها، وسأقف في مواضيع قادمة مع عبقرياته الأخرى )) ، فنفي العبقرية لا يحتاج منه إلا إلى تتبع مواضع الخطأ في قول النبي أو فعله مما صدر عنه باعتبار بشريته أو باجتهاده كما قال صاحب المقال : (( ولكن حين نجد النبي يخطيء وفي قرارات مصيرية ، فإن ذلك يعني بدون شك بأنه لم يكن مؤيداً بقوة إلهية وأنه مثل بقية البشر )) ..

فما على صاحب المقال وليد غالب إلا ذكر (أخطاء محمد العسكرية) باعتبار بشريته في مقاله ، مع وعد منه بتتبع الأخطاء الأخرى في (مواضيع قادمة مع عبقرياته الأخرى) ..!

لكن صاحب المقال – والحق يقال - قد تراجع عندما نبهته لفساد هذا المسلك ، وعدل عنه لتبيين "الأخطاء" العسكرية في القرآن باعتباره وحيًا لا يجوز عليه الخطأ ، وذكر في سبيل هذا مثالاً واحدًا فقط ، لكن ينبغي التنبيه إلى عدم تسليمنا لصاحب المقال بكل ما زعمه من "أخطاء" ذكرها في المقال ، وسأسعى لتتبعها بإذن الله تعالى .

د. هشام عزمي
04-28-2008, 06:12 AM
(5)
آية المصابرة في القتال ..

طعن صاحب المقال في رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أخطأ – بزعمه - في تقدير قدرات مقاتليه في آية المصابرة من سورة الأنفال ..
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) }

يقول فضيلة الشيخ فوزي السعيد حفظه الله :
(( أمَرَ اللهُ نَبيَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَثِّ المؤمنين وتحريضهم على القتال ومصابرة العَدُو ، أي يُكون صبرُهم أكثر من صبر العدو حتى لو كان عدد عدِّوهم عشرة أضعاف عددهم . لا يسوغ ولا يجوز لهم الفرار أمام العدو ، فواجب على المؤمن أن يصبر ويثبت لمقاتلة العشرة ، والمائةَ لمقاتلة الألف وهكذا ، وجاءت البشارة بغلبة المؤمنين بتأييد الله لهم طالما التزموا شرط المصابرة المأمور به كما تقدم ، فهنا أمران : الأول: البشارة بالنصر ، والثاني : الأمر بثبات المؤمنين لعشرة أمثالهم ( لأنه خَبَر بمعنى الأمر) ، وذلك يتطلب إيمانًا عاليًا ، وقلبًا قويًا ، وشجاعة إيمانية ، وإعْدادًا للعدة وتدرُّبا على المصابرة ، وتخلصًا من آثار الذنوب والسيئات ، وغير ذلك مما كان عليه الصدر الأول من الصحابة ، فتحققت البشارة لهم ولمن تبعهم ، ولا تزال تتحقق متى تحققت الأوصاف والشروط السابقة . غير أن الأمر قد شق على بعضهم ، وعَلِمَ علام الغيوب بما سيكون إلى يوم القيامة من ضعف الإيمان وضعف الصبر وضعف الشجاعة والقلوب ، فخفف عن المسلمين برحمته ، ونسخ الحكم الأول ( مصابرة الواحد لعشرة ) بالحكم الناسخ وهو مصابرة الواحد للإثنين ، والمائة للمائتين ، وهكذا ، ودليل النسخ قوله تعالى :(( الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ )) ، ولكنه تعالى ثبَّت البشارة لمن أراد أن يغتنمها فحقَّق أسبابها أو لمن اضطر إليها ، ولقد أثْبَت التاريخُ ذلك كثيرًا .

* فإذا قال قائل : إذا كان الحكم الواجب الذي يعلم الله أنه سيسْتَقِرِّ إلى يوم الدين هو مصابرة الواحد للاثنين ، فلماذا لم يجعله الله حكمًا واحدًا منذ البداية ، ولا داعي للنسخ الذي يستغله خصوم الإسلام !!

فالجواب : هذه بشارة لم تُنْسَخ ، وامتنان من الله عظيم على المؤمنين إلى يوم الدين ( غلبة الواحد لعشرة كفار ) إذا فَرَضَت الظروف قتالاً بين المؤمنين وعشرة أمثالهم من الكافرين أو أكثر من ذلك بكثير ، فَصَابروا فالنصر حليفهم بهذه البشارة . وإنما الذي نُسِخ هو الحكم للتخفيف كما تبين ، حيث لو وَجَد المؤمنون عَدُوًّا أكثر من مِثْلَيهم ، فلهم أن يتحوزوا عن القتال ، ولهم أن يفرُّوا ، لا يُلْزمهم الله بمصابرة الواحد لعشرة ، لكن إن فعلوا واضطروا إلى القتال بمصابرتهم ذكر من مثليهم فالبشارة حاضرة ، والواقع التاريخي يؤيد ذلك تمامًا ، فالذي أنزل القرآن هو علام الغيوب ، وهو الذي يُقَلِّب الليل والنهار ، وهو الذي يُقَدِّر الأحداث كما يشاء .

وأيضًا : فالأصحاب الذين عاصروا الحكم الأول قبل النسخ ، قد صابروا لذلك وأثبتوا صدقهم ، وأن قوة المؤمن أساسًا في قلبه ، وأنه بهذا القلب القوي يستطيع المصابرة لعشرة وبالتالي غلبتهم ، وضربوا بذلك المثل والقدوة والأسوة لجميع الأمة ونالوا بذلك أعلى الأجر وأرفع الدرجات .

وأيضًا : فإن حق الله كبير ، ومن حقّه أيضًا أن يصابر المؤمن لعشرة ، وأن يعد العُدَّة لذلك ، وأن يتحمل في الله أقصي ما يستطيع ، والله تعالي عَفوّ ، يحب العفو ، ويسقط كثيرا من حقه لدي عباده ، ومن ذلك هذا الحق الذي نسخه بمصابرة الواحد للاثنين تخفيفا عنهم ، وفي ذلك بيان عفوه عن عباده بهذا النسخ كما مضي ، والله يحب لعباده الإقرار بنعمه وشكرها .

وكلما قرأ المسلم هذه الآيات تذكر هذه المعاني وأكثر . ومن أمثلة الغزوات والمعارك التي انتصر فيها المؤمنون على أكثر من مِثْلَيهم ما يلي : -
في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
1] سرية سيف البحر رمضان 1 هـ .
30 مقاتل من المسلمين بقيادة حمزة بن عبد المطلب مقابل 300 من المشركين فيهم أبو جهل .
2] سرية رابغ 1 شوال ا هـ .
60 مقاتل من المسلمين بقيادة عبيدة بن الحارث أمام 200 بقيادة أبي سفيان بن حرب .
3] غزوة بدر رمضان 2 هـ .
314 صحابي بقيادة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقابل 950 من المشركين بقيادة أبي جهل .
4] غزوة أُحد شوال 3 هـ .
700 صحابي بقيادة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مقابل ثلاثة آلاف من المشركين بقيادة أبي سفيان وفيهم 200 فارس 700 دارع .
5] غزوة حمراء الأسد 670 من المسلمين بقيادة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مقابل 3000 من المشركين .
6] غزوة الخندق شوال 5 هـ .
عدد المسلمين ثلاثة آلاف في مقابل عشرة آلاف من المشركين .
7] غزوة خيبر محرم 7 هـ .
عدد المسلمين 1400 مقاتل بقيادة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
8] فتح مكة رمضان 8 هـ .
عدد جيش المسلمين عشرة آلاف أمام قريش بأسرها .
9] غزوة اليرموك 13 هـ .
عدد المسلمين 40 ألف مقاتل بقيادة خالد بن الوليد ، وجيش الروم 460 ألف مقاتل وانتصر المسلمون ))
شبهات حول قضية النسخ للشيخ فوزي السعيد باختصار وتصرف .

د. هشام عزمي
04-28-2008, 06:14 AM
(6)
آية غير أولي الضرر ..

ففي الحديث أنه لَمَّا نَزَلَتْ ( لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - « ادْعُوا فُلاَنًا » . فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ أَوِ الْكَتِفُ فَقَالَ اكْتُبْ « لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ » . وَخَلْفَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ . فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا ( لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ ) .

ووجه الاعتراض هو وقوع التعديل في نص الآية بعد نزولها لقول ابن أم مكتوم ، وقد حسب المعترض صاحب المقال أن التعديل كان لخطأ في الآية تم تصحيحه بنزول الآية بصورتها الأخيرة ..!

والاعتراض هنا غير وجيه ؛ لأن النص الأول ليس فيه خطأ ، وإنما كان نزول (غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ) لإزالة سوء الفهم ، فإنه من المعلوم من دين الإسلام أنه لا حرج على أصحاب الأعذار ، لكن عندما ذكر ابن أم مكتوم أنه من أصحاب الأعذار الذين يضرهم القتال ولا ينفعهم ، نزلت (غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ) لإزالة سوء الفهم عنده ورفع الحرج عنه ، وإلا فإنه معلوم لكل مسلم عاقل أن الله لا يؤاخذ أحدًا بما هو فوق طاقته ومعذورٌ فيه ..

والاعتراض على وقوع النسخ لسبب هو كالاعتراض على نزول الآيات لسبب ، فإن كان في أسباب النزول شبهة فهي كذلك في هذا الموضع ، وإن كانت أسباب نزول الآيات شبهة فإنها كذلك في إجابة الله لدعاء السائلين ، وإلا فما الفرق بين نزول الآية للرد على سؤال أو لحسم خلاف أو لكشف سوء فهم وبين استجابة الله لمن يسأله النجاح أو الولد أو الرزق ؟

وإنما هي شبهات انطباعية عند المعترض ، ومردها في النهاية إلى تصوراته وتحكماته ، ولو رجع الأمر إلى حكم العقل المحض لظهر أن اعتراض صاحب المقال وليد غالب لا وجاهة فيه ولا حجة ..

والله هو الهادي إلى الصراط المستقيم .

مجرّد إنسان
04-28-2008, 02:18 PM
دقائق معدودة....أنتزعها من بين أنياب الزمن....للإسهام في الرّد على موضوعٍ ساقطٍ من أساسه....وتمّ بيان ذلك من قبل المحاورين المسلمين عدّة مرّات....

وحيث أن ما كنت أعزم على ذكره قد تمّ ذكر بعضه عند الأخوة الكرام...وبقي شيء آخر يحتاج إلى تعقيب....كان هذا الرّد...مع الإشارة أحيانا إلى ما تمّ بيانه من قبل الأخوة الكرام


وقبل الشروع في الرّد أحبّ توضيح قضيّةٍ لأخي الكريم ناصر التوحيد :


مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء


وضعت خط تحت كلمتين......ويمكن لأي عضو من الأعضاء التعليق على كل واحدة منهما.....فمن يتبرّع من الإخوان التعليق على القضيّتين؟؟؟؟ اعتبروها تمريناً ذهنيّاً:)):

أخي الكريم...إنما أتيت بالعبارة السابقة من قبيل التمرين الذهني للأخوة الكرام الذين ما فتئؤوا لحظة يطالبون بضرورة تعلّم طرق الرّد على الملاحدة واللادينيين....فكان فعلي إشحاذا لهممهم....ومرانا على نقد العبارات....وليس لعدم وجود إجابة عندي أو شيء من هذا القبيل....وفقك الله لما أحبّه...


والآن نشرع في المقصود بإذن الله العلي القدير


خامسا : قصّة العنكبوت مرّة أخرى :


هذا تفنيد ناقص ، عليك أن تذكر لي أين بالضبط وردت في المسند والمصنف ، أو على الأقل اذكر لي اسم الصحابي الذي روى الحادثة

لك منّي ذلك...وإن كنت في السابق قد أشرت إلى سبب الاختزال في كتابة الرّدود...وعلى أية حال إليك الحديث بتمامه :


حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر قال وأخبرني عثمان الجزري ان مقسما مولى بن عباس أخبره عن بن عباس : في قوله { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك } قال تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه فاطلع الله عز وجل نبيه على ذلك فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا أين صاحبك هذا قال لا أدري فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل خلط عليهم فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال

رواه الإمام أحمد


وكذلك :


حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه عن عروة قال :..فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا أين صاحبك هذا قال لا أدري فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الأمر فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا لو دخل ها هنا لم يكن بنسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاثا رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه...

وهو مرويٌّ عند غيرهما...ولا وقت لدي لاستقصاء ذلك حالياُ...لكن أحسب فيما نقلته كفاية..


أما مسألة العوامل الداخلية والخارجيّة والفرق بينهما....فقد أجاد الأخ الأخ عبدالواحد في بيانها...ولم ترد عليها حتى الآن



سادسا : عامل علوّ النسب :


انتماء نبي الإسلام لأسرة مرموقة، ولذلك أهمية عظيمة في بيئة عربية تجعل للانتماءات القبلية والعشائرية أهمية قصوى تقيم بسببها أعتى الحروب لأتفه الأسباب.

إن انتماء النبي( ص ) لأسرة مرموقة...لا يعطي الحصانة تماما عن النبي( ص )...من المنظور البشريّ ( الذي تحاول أن تفسّر بها السيرة كلّها )....

وإلا : ففسّر لي الفشل الذريع الذي حصل لقريش في قتل النبي( ص ) يوم الهجرة وفي غيرها....عندما أرادت تفريق دمه بين القبائل ( الحديث يقول برمي النبي( ص ) للرمل في وجوه القوم وهو تفسير لا تقبله أنت من الناحية المادية ) فما تفسيرك (البشري) لذلك؟؟؟؟

العجيب أن هذا الدليل قد جاء على لسانك لا لساني.!!



سابعا : تدرّجات وتنازلات :

في البدء...كان :


فلو لم يكن في يثرب يهود ، ولو لم تكن فيها حرب أهلية ، لما كانت لهم مصلحة في تبني دعوة النبي، ولما نجح النبي في إيجاد بلد لدينه ، ولما تكونت للإسلام دولة. ومن المؤكد أن قريشاً كانت في النهاية ستضع حداً لحياته كما حاولت يوم هجرته

ثم أصبح :


لم أقل أنه العامل الرئيسي ، ولا يهمني هل كان في المرتبة الثانية بعد العامل الديني أم لا، ما يهمني أن العامل الغير ديني لعب دوراً مهماً في إقناع أهل يثرب بتبني دعوة النبي

ثم أصبح التمسّك بأي درجة لهذا العامل...المهم هو وجود العامل غير الديني في الموضوع...


لكنني أقول : لو لم يكن الخلاف قائما بين الأنصار لآمنوا به كذلك...ونصروه...واتبعوه...


ليس هذا قولي...بل قولهم...وسبق أن اقتبست لك ما يدل على ذلك...ولا داعي للإعادة هنا

ثم نقول : هل لكان لهذا العامل وجود عند غفار وأسلم وغيرهما من القبائل التي جاءت مسلمة؟؟؟



ثامنا : من لا شيء!!!


مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء


ضع خطّ تحت : أمة-دين-دولة-لاشيء

لم تتعرّض لتفسير الأمّة من لا شيء....ولا الدين من لاشيء.....هذه واحدة

فقط ذكرت في معرض حديثك صناعة الأمّة من لا شيء.....وهي أعظم معجزة آمن بها الأخ القلم الحرّ.....


ونقول : لم يوجد في التاريخ كلّه طوله وعرضه أمة متلاحمة الأجزاء ذات الأواصر والروابط بين أفرادها ...روابط حقيقية...وليست قائمة على المصالح المشتركة...كالصحابة رضوان الله عليهم..

وذكر الله ذلك في قوله : ((لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم)) الأنفال 63

فأين يغيب التفسير (البشري) هنا؟؟؟


خذ الدين : بتشريعاته الدقيقتة الشاملة لجميع مناحي الحياة.....هل كانت رادفاً لحضارات أخرى؟؟؟إن قلت ذلك فأنت لا تعرف عن الإسلام شيئا....فأين يغيب التفسير (البشري) هنا؟؟؟


ثم الحديث عن الدولة : والدولة ليست بحدودها ومكانها فقط...بل حتى بقوانينها وترتيباتها الإداريّة....وشعبها الذين يسكنونها....


والأهم هنا :

كلمة : من لا شيء ...هنا تحتاج إلى وقفةٍ طويلة :

ما المقصود بالكلمة السابقة؟؟؟

أليس المقصود هو أنه أنشأ الأمور السابقة بعد أن لم تكن شيئا مذكورا؟؟؟ مجرّد أمم متناحرة لا يجمعها شيء سوى العصبية الجاهلية؟؟؟ فأعزهم الله بالإسلام وجمع كلمتهم؟؟؟ونظم حياتهم؟؟؟ وأنشأ كيانهم؟؟؟


أم المقصود عندك أن يكون من غير أسباب؟؟؟ يعني من المفترض عندك أن يصنع النبي( ص ) كل ذلك بعصا سحريّة؟؟؟؟؟

الفرض الثاني الساذج الذي مللنا أكثر من مرّة في نفيه قد فنّده الأخ عبدالواحد....وظنّك هذا لم يقله أحد...


بل قال الله تعالى صراحة :


((هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين))...فتأمّل



تاسعا : عودة على العبقريّة :

أجاد الأخوين عبدالواحد ود.هشام في تفنيد ذلك....وقد كنت ذكرت لك الجواب بشكل مختصر....

وهو أننا لا نؤمن بأن جميع تصرفات النبي( ص ) هي عبقريّات....

وللرد على هذا قلنا بوضوح : لو كانت تلك التصرّفات كلّها نتاجٍ ذاتيّ خاص....لاستحال أن تجتمع كلّها في شخصٍ واحد....خصوصاً مع من لا يعرف القراءة والكتابة...عليك بتفسير اجتماع تلك الأمور في شخصٍ واحدٍ من منظور بشريّ...

لا الهروب من هذا المأزق بدعوى وجود أخطاء....فليس هذا محلّ البحث في موضوع القلم الحرّ....


وأما قولك :


فأن تؤمن بأن اجتماع العبقريات في محمد كانت نتيجة للمدد الغيبي ، يستلزم بشكل مباشر ألا تكون في هذه العبقريات أخطاء لأن الخطأ لا يصدر ممن هو مُؤيَّد غيبياً،


أبداً ...ليس هذا بلازم القول...خصوصاً وأننا صرّحنا مراراً وتكراراً أن لتصرّفات النبي( ص ) جانبٌ متعلقٌ بالوحي....وجانبٌ آخر هو محض اجتهادات بشريّة.....


وعليه فهو إلزامٌ بما لا يلزم...وعليه ينهار بناؤك الورقيّ مرّة أخرى

ثم ما الذي تقصده هنا بالتأييد الغيبي؟؟؟


هل أن تكون جميع أفعاله وحياً من الله وبأمره ولا مدخل فيها للاجتهاد البشري؟؟ سبق وأن قلنا مرارا وتكرارا أن هذا لم يقله المسلمون ونفاه القرآن صراحة : أيدك بنصره وبالمؤمنين



أما إن كنت تقصد بأنه النصرة والتوفيق عند الأخذ بالأسباب...من جهة...والتصحيح والتصويب والتقييم للاجتهاداته البشرية من جهة أخرى...فذلك حاصلٌ


عاشراً (وقد ضاق الوقت لديّ ) : قضايا النسخ


نسخ آية القتال :

* جاءك الجواب من الأخ عبدالواحد وهشام...وأزيدك :

- بحثك لم يكن في قضيّة عسكريّة كما حاولت تمريرها...بل قضيّة تشريعيّة...وهذه هي المغالطة الكبرى....ومحاولة للتشعيب في الموضوع

-ما جاء نسخه فقط هو جواز الانحياز إلى الفئة المؤمنة مع اختلاف الأعداد...وهذه قضيّة تشريعيّة...وليست مسألة تقدير قدرات الجيش ....

فأنت لم تنفِ النبوغ عنه( ص )....فهل يتّفق أن يكون النابغ غير قادرٍ على تحديد القدرات العسكريّة لأفراد جيشه ( وهذه همن أبجديات القيادة)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أترك لك الجواب


نسخ آية ابن أم مكتوم :

لننظر إلى القضيّة بمنظور بشريّ بحت....:

- أنت تدّعي أن النبي( ص ) مؤلّف القرآن؟؟؟؟ إذاً عليك بالإجابة على التساؤلات التالية :

1- هل كان يعجزه( ص ) أن يفسّر مجرّد تفسير المعنى الصحيح وأنّه مستثنى عن الآية؟؟؟ كما فعل في قوله تعالى : ((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ))

جاء في البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال : ما نزلت { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } شق ذلك على المسلمين فقالوا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم


2- هل كان يعجزه( ص ) أن يتبعها بآيية مفسّرة...كما في قوله تعالى :

((ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا*إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاؤوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم))) النساء


وقوله تعالى :

(( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا *إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا)))

سورة النساء - الآية : 97 -98


3- وقبل هذا وذاك...كان معروفاً عندهم أليس على الأعمى حرج....

والدليل : جاء في تفسير آية سورة الفتح (ليس على الأعمى حرج)ما نصّه :


عن زيد بن ثابت قال : كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لواضع القلم على أذني إذ أمر بالقتال إذ جاء أعمى فقال : كيف بي وأنا ذاهب البصر ؟ فنزلت : { ليس على الأعمى حرج

رواه الطبراني

وكذلك ما جاء في سيرة عمرو بن الجموح...رضي الله عنه


ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني والدي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة قالوا : كان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج وكان له أربعة بنون شباب يغزون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى أحد قال له بنوه إن الله عز وجل قد جعل لك رخصة فلو قعدت فنحن نكفيك فقد وضع الله عنك الجهاد فأتى عمرو بن الجموح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن بني هؤلاء يمنعون أن أخرج معك والله إني لأرجو أن استشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد وقال لبنيه وما عليكم أن تدعوه لعل الله يرزقه الشهادة فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل يوم أحد شهيدا

رواه البيهقي


كل ذلك ...يبطل افتارض كونه مجرّد تعديل في النصّ



انتهى وقتني للأسف....وبقيت بقيّة لم أعلّق عليها...تتبع بإذن الله

وليد غالب
05-06-2008, 08:52 AM
الدكتور الفاضل هشام عزمي..
أعتذر على التأخر بسبب ضيق الوقت.. وأعتذر ثانياً لأنني سأتأخر ثانية!!
ولكن خلال هذه الفترة التي سأعد فيها الجواب على نقدك ، ولكي يكون جوابي القادم أكثر وضوحاً وتماماً ، أرجو أن تجيب على الاستيضاحات التالية:
أولاً: أرجو توثيق هذا الجزء من كلامك:

فقد كانت الشرذمة اليسيرة من عسكر فارس أو الروم تنفذ إلى جزيرة العرب فتقتل وتأسر ، وكان النفر اليسير منهم يلقى الأعداد الكبيرة من مقاتلي قبائل العرب وفرسانهم فيهزموهم ويدحروهم

وثانياً: بخصوص كتاب شبهات حول قضية النسخ للشيخ فوزي والذي اقتبست منه ردك حول آية المصابرة..

فهل هو متوفر على الإنترنت؟

ثالثاً: بالنسبة لحديثك عن حادثة "غير أولي الضرر".. فإنك قد رددت على جانب واحد من حديثي ، لكنك لم تتحدث عن جانب المراجعة في النص فالآية نفسها تغيرت تغيراً كبيراً بعد أن نزلت وليس الأمر كما في حالات النسخ المعروفة حيث ينزل النسخ في آية جديدة ولا تتعرض آية سابقة لأي تغيير ، وكذلك في الآيات التي تنزل لسبب.

شكراً جزيلاً


السيد مجرد إنسان..
أنا أيضاً مضغوط.. أنا أيضاً مجرد إنسان!
وحين يجود علي الزمان.. سأجيب على كل ما كان.
تحياتي

عبد الواحد
05-06-2008, 12:58 PM
بالنسبة للنسخ, المشكلة كلها تكمن في تصورك لعلاقة الصحابة بالله تعالى وكأنها علاقة الطالب بكتاب قانون طُبع فيه كل المقرر جملة واحدة. لا يوجد حوار بين كتاب القانون والطالب.. بخلاف العلاقة بين الله و الصحابة فالله يقول : (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ ...) و(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ ... ) و(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ ... ) و(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ ... ) و( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ .. ) و (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ .. ) إلى آخره ...

ما علاقة ما سبق بالنسخ؟
علاقته أن المربي الذي يسمع ويرد على من يربيه لا يسرد له كل الاحتمالات المتعلقة بمسألة ما. بل يعطيه القاعدة العامة ثم يعود الصحابي ليسال عن حالات خاصة. هذا الأسلوب التعليمي أصلاً يعتمد على التدرج في إيصال المعلومة المقترنة بتجارب على ارض الواقع.. فكيف تعترض أنت على النسخ هنا إذا كان التدرج نسخ؟

ما رأيك في هذا الحوار:
ولله المثل الأعلى, المعلم للتلميذ: لا يستوي العاقد في بيته والمواظب على المدرسة .
التلميذ: وماذا عن المريض؟
المعلم: المريض له عذره. لا تكلف المدرسة التلميذ إلا وسعه.
سؤالي لك الآن: هل المعلم كان يجهل الحالات الخاصة؟

كيف تختلق أنت الشبهة؟
بمغالطة بسيطة: يكفي أن تقنعني أن النبي (ص) لم يكن يعلم أن 50 صلاة في اليوم هو أمر شاق. وأن النبي (ص) لم يكن يعلم أن مواجهة المسلم الواحد لعشرة جنود أمر صعب. إذا نجحت في إقناع طفل صغير بذلك حينها يمكنك تمرير شبهتك. وبما أن الجميع يعلم بالبداهة أنها أمور شاقة فلن تفلح في أقناع احد أن النسخ هنا هو بسبب الجهل.. وبالمناسبة استشهادك بنسخ عدد الصلوات يدحض كل إدعاءاتك لان الأمر بـ50 صلاة ونسخها أكثر من مرة - كل ذلك - تم في غياب الصحابة.. فلماذا أخبرهم النبي (ص) بمنسوخٍ لم ولن يؤمروا به؟ هل تستطيع أن تجد سبباً آخر غير تحفيز المسلم حتى لا يتكاسل عن الخمس صلوات متى قارنها بالخمسين التي كان عليه أن يصليها يومياً؟ ولا تنسى انك عندما كنت تطرح وتجمع وتضرب لتحسب الوقت الذي تحتاجه كل تلك الصلوات .. كنت في الحقيقة تثبت ما أريد أقناعك به الآن.

د. هشام عزمي
05-07-2008, 03:20 PM
شكرًا يا أستاذ وليد على تعقيبك ..
وأنا في انتظار كامل ردك ..
رغم أني لم انته من نقدي لمقالك بعد ..!

أولاً : توثيق النقل
..
بخصوص ما كتبته عن كون العرب مع كثرتهم ينهزمون من أقل جند الفرس والروم ، فهو أمر معلوم للمؤرخين ، وله شواهده من روايات السيرة ، على سبيل المثال ما ذكر الحافظ ابن كثير في السيرة عندما عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على بني بكر بن وائل :
(( قال : كيف العدد ؟ قالوا : كثير مثل الثرى .
قال : فكيف المنعة ؟ قالوا : لا منعة ، جاورنا فارس ، فنحن لا نمتنع منهم ولا نجير عليهم .
قال : فتجعلون لله عليكم إن هو أبقاكم حتى تنزلوا منازلهم ، وتستنكحوا نساءهم ، وتستعبدوا أبناءهم أن تسبحوا الله ثلاثا وثلاثين ، وتحمدوه ثلاثا وثلاثين ، وتكبروه أربعا وثلاثين ؟ ))
ابن كثير ، السيرة النبوية 2/160 .

ففي رد بني بكر بن وائل - الذين هم كثيرو العدد مثل الثرى - ما يدل على أنهم عاجزون أمام الفرس لا يمتنعون منهم إن هاجموهم أو أغاروا عليهم رغم كثرة عددهم كالثري ..!

ويظهر هذا المعنى أكثر في كلام المثنى بن حارثة الشيباني عندما عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرته :
(( وإنا إنما نزلنا بين صريين احدهما اليمامة ، والآخر السماوة .
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما هذان الصريان ؟
فقال له : أما أحدهما فطفوف البر وأرض العرب ، وأما الآخر فأرض فارس وأنهار كسرى ، وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثا ، ولا نؤوى محدثا ، ولعل هذا الامر الذى تدعونا إليه مما تكرهه الملوك ، فأما ما كان مما يلى بلاد
العرب فذنب صاحبه مغفور ، وعذره مقبول ، وأما ما كان ـ مما ـ يلى بلاد فارس فذنب صاحبه غير مغفور ، وعذره غير مقبول . فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلى العرب فعلنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق ، إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أريتم إن لم تلبثوا إلا يسيرا حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم ويفرشكم بناتهم ، أتسبحون الله وتقدسونه ؟ ))
المصدر السابق 2/168 .

فأقوى قبائل العرب وأمنعها وأشدها تهاب الفرس ولا تمتنع منهم رغم كثرة عددهم ..
فبنو شيبان قبيلة قوية عظيمة قادرة على حرب العرب كلهم ..
لكنها لا ترفع سيفًا ولا عصا في وجه الفرس ..
ولا ريب أن الأمر كذلك مع الروم ..

والملاحظ أن المثنى بن حارثة الشيباني هذا كان من قواد حروب المسلمين ضد الفرس فيما بعد ..
وكان له ولبني شيبان دور عظيم في فتح بلاد فارس ..
حتى قال الأعشى :
فدى لبنى ذهل بن شيبان ناقتى * وراكبها عند اللقاء وقلت
هم ضربوا بالحنو حنو قراقر * مقدمة الهامرز حتى تولت
فلله عينا من رأى من فوارس * كذهل بن شيبان بها حين ولت
فثاروا وثرنا والمودة بيننا * وكانت علينا غمرة فتجلت

فانظر خشيتهم من الفرس قبل الإسلام ، وكيف فتح الله عليهم بلادهم بعده ..!

ثانيًا : كتاب (شبهات حول النسخ)
..
الكتاب متاح للقراءة والتحميل على هذا الرابط :
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1281

ثالثًا : آية غير أولى الضرر
..
لا أرى أني قصرت في الرد ..
بل التقصير من عقل القاريء ..
ولا فرق بين نزول آية في وسط سورة لسبب ونزول لفظة في وسط آية لسبب ..
ومن قال بالفرق يلزمه الدليل ..
وأصل الشبهة عندك هو نزول الآيات لسبب ..
فبينت أنه لا فرق بين نزول آية لسبب واستجابة الله لدعاء ..
إنما وقعت الشبهة عندك لأنك تعدها دليلاً على كون الرسول صلى الله عليه وسلم هو مؤلف القرآن ..
فطالما هو يستجيب للأسئلة والحوارات ويحل الإشكالات ويرفع سوء الفهم من هنا وهناك ، فهذا دليل عندك على كونه من تأليف الرسول لا من عند رب العالمين ..!
وكأن الله تعالى لا يجيب السائلين ولا يوحي للأنبياء ..!

لهذا فالأمر كله عندك ليس إلا انطباعات وتصورات وتحكمات ..
وليس حجة أو برهان عقلي تخضع له العقول ..
أرجو ألا أكون قد قصرت هذه المرة ..

والحمد لله رب العالمين .

د. هشام عزمي
05-12-2008, 03:03 AM
أواصل هنا نقدي لمقال وليد غالب حول عبقرية النبي العسكرية ..

(7)
قراءة خاطئة تمامًا لغزوة أحد ..

استدل الأستاذ وليد غالب صاحب المقال بهزيمة المسلمين في أحد لنفي العبقرية العسكرية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقصة هذه الغزوة باختصار شديد هو أن قريشًا خرجت لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ثلاثة آلاف مقاتل ، منهم مائتا فارس وسبعمائة دارع ، وقد أوعبوا من السلاح أي خرجوا بجميع ما عندهم منه ..
فتجهز المسلمون لملاقاتهم ، وكان رأي النبي صلى الله عليه وسلم هو التحصن بالمدينة ، لكن كثيرًا من الناس أرادوا الخروج إلى العدو وكان عامتهم ممن لم يشهد بدرًا ، وقد علموا ما كان لأهل بدر من الفضيلة ..
وبالفعل تحرك جيش المسلمين ، وعندما بلغ الجيش الشوط – وهو بستان بين المدينة وأحد – انسحب المنافق ابن سلول بثلاثمائة من المنافقين بحجة أن لن يقع قتال ، واعتراضًا على القتال خارج المدينة ..
وقد رفض رسول الله الاستعانة بكتيبة يهود المدينة مرسيًا قاعدة عظيمة وهي عدم الاستنصار بأهل الشرك على أهل الشرك ، وبعدها استبعد جماعة من الصبيان الذين خرجوا مع الجيش لصغر سنهم ؛ إذ كانوا دون الخامسة عشر ..
وعندما وصل الجيش إلى جبل أحد ، جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهورهم إلى الجبل ، وانتقى خمسين من الرماة ، ووضعهم على جبل عينين المقابل لأحد ، وأصدر أوامره إليهم بألا يبرحوا أماكنهم حتى يرسل إليهم ..
وفي ميدان المعركة استبسل المسلمون في مقاتلة المشركين ، حتى حلت الهزيمة بقريش وأحلافها ، واستباحوا معسكر المشركين ، فلما رأى الرماة ذلك أغراهم بمخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك مواقعهم والنزول للمشاركة في جمع الغنائم ..
ورأى خالد بن الوليد – وكان على خيالة المشركين – الفرصة سانحة ليقوم بالالتفاف حول المسلمين ، ففقد المسلمون مواقعهم الأولى ، وأخذوا يقاتلون دون تخطيط أو نظام ، واختلط الحابل بالنابل ، وقتل المشركون كل من لقوه من المسلمين حتى خلصوا قريبًا من النبي صلى الله عليه وسلم ، ورموه بحجر كسر أنفه ورباعيته وشجه في وجهه صلوات ربي وسلامه عليه ..
وشاع أن محمدًا قد قتل ، ففت ذلك في عضد المسلمين ، فتفرقوا ، وفر بعضهم إلى المدينة ، وانطلقت جماعة فوق الجبل ، واختلطت على الصحابة أحوالهم ..

وأتوقف عند هذه النقطة لأن الأستاذ صاحب المقال توقف عندها ..
وقد بني عليها نظريته قي الأخطاء المزعومة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ما وقع بالمسلمين من الهزيمة سببه – في رأبه – أخطاء محمد صلى الله عليه وسلم العسكرية ..!

ورغم اعترافه بكون السبب الأساسي للهزيمة هو مخالفة الرماة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو ينسب لها كل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم قبل المعركة ..
فخروجه من المدينة هو سبب الهزيمة ..
وتقدمه دون ابن سلول والمنافقين هو سبب الهزيمة ..
وفاته أن يذكر رفض الرسول صلى الله عليه وسلم لمشاركة اليهود ..
واستبعاد الصبيان كذلك ..!

وتفسير صاحب المقال للهزيمة هو أنها وقعت بسبب خروج الجيش من المدينة من البداية ..
فحسب قوله : (( لو كانت المعركة في المدينة لما تمكنوا من القيام بمثل هذه المناورة ، وإن تمكنوا لما كان تأثيرها كبيراً ، فأفراد جيش المسلمين في معركة أحد متجمعون في حيز واحد ، فيكون لهجوم فرقة الخيالة وما تمتاز به من سرعة وقوة سيكون لهذ الهجوم تأثيراً قوياً عليهم بسبب تجمعهم واقترابهم من بعض ، فيسهّل ذلك ضربهم ويسبب الهجوم تفريقاً واضطراباً لهم ، بينما لو كانت المعركة في المدينة وأزقتها فحتى لو حصل هكذا التفاف مباغت فلن يكون له هذا التأثير الهائل لأن الخيالة لن يكونوا متجمعين مع بعضهم ولأن المقاتلين المسلمين متفرقون أصلاً ))

وهذه القراءة الخاطئة للمعركة تدل على قصر باع صاحبها في تحليل المعارك والحروب ..
فإن اجتماع صفوف الجيش هو أكبر ضمان لسلامة أفراده وقوة تأثير ضرباته ..
وإنما ترك الرماة ثغرة في هذا الاجتماع فدخلت منها خيول المشركين ..
ولو أطاعوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لما حصلت هذه الثغرة ..
وكان الأولى بصاحب المقال أن ينبه إلى هذا ..
لكنه يكتب بإرادة جاهزة وتقرير مسبق ..
وليس هذا من الإنصاف أو الأمانة العلمية ..!

ومثل المسلمين في أحد كمثل من خيروه بين كلية الطب وكلية الهندسة فاختار الطب ..
ثم إنه لم يذاكر قبل أحد الاختبارات ، فرسب ..
فذهب بعضهم يلومه لأنه لم يختر كلية الهندسة ، وأنه لو اختارها لم يكن ليرسب في الطب ..!
أم يكن الأولى أن يلومه لعدم المذاكرة ؟!

فعجيب من صاحب المقال وليد غالب هذا المسلك في تصيد الأخطاء ..!

لكن القضية عند الأستاذ وليد تنحصر في الأسباب المادية التي يتحقق بها النصر في المعركة دون الأسباب الإلهية ..
بل هو يلوم رسول الله صلى الله عليه وسلم لتفكيره الغيبي كما يسميه ..
فنسبة الهزيمة لمخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد هذا التفكير الغيبي ..
أما نسبتها لأخطائه العسكرية فتعارضه ..
في ضوء هذا يمكننا أن نفهم دوافع صاحب المقال في قراءته الخاطئة لغزوة أحد ..

فهو يريد أن يخطئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراراته العسكرية ..
أما أن يكون قراره سليمًا وقد أدى إلى النصر في أول الأمر ثم كان الهزيمة لمخالفة أمره ..
فهذا هو الذي لا ينبغي أن يُقال عند صاحب المقال ..!

بل نقول نحن :
إنما يكون النصر والتمكين في طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وتكون الهزيمة في مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم ..
وغزوة أحد دليلٌ على ذلك ..
لا شك في ذلك ..

أما أن ننسب الهزيمة لخروج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة ، ثم عدم رجوعه عن ذلك ، فخطأٌ بيّنٌ ..
فقد انتصر المسلمون على المشركين حتى استباحوا معسكرهم وأخذوا في جمع الغنائم ..
وإنما وقعت الهزيمة لعصيان أمره صلى الله عليه وسلم ..
ولو أطاعوه لنجوا ، لكنها مشيئة الله تعالى ..
{ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }
سورة آل عمران : 152 .

د. هشام عزمي
05-12-2008, 04:31 PM
(8)
قائد عسكري في أحلك المواقف ..

دأب الأستاذ وليد في مقاله على نزع كل فضل ومزية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فنصر المسلمين في بداية غزوة أحد كان لأجل معنوياتهم العالية ..
أما هزيمتهم بعد ذلك فهو لإصرار النبي في البداية على الخروج من المدينة ..
ونصرهم أمام الأحزاب كان بسبب سلمان الفارسي ونعيم بن مسعود ..
وليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم دور فيه ولا فضل ..
وغيرها من التكلفات الباردة ..

وهذا هو منهج المقال على طول الخط ..
ليس مجرد نسبة الإخفاقات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم عدم مسئوليته الفعلية عنها ..
بل كذلك غمطه حقه وإنكار فضله ودوره في الانتصارات ..

وفي رأيي كان لابد أن يسلك صاحب المقال هذا المسلك ..
وإلا كيف كان سيتمكن من تبرير وجهة نظره ؟!
هو معذورٌ حقًا ..!

لكن هذا القائد العظيم الذي دأب صاحب المقال على نزع منه كل فضيلة ..
ماذا عنه في أحلك المواقف العسكرية ؟
بعيدًا عن القرارات الهادئة في المدينة ..
وبعيدًا عن شورى أهل الرأي وفرسان الحروب ..
وبعيدًا كذلك عن التكلفات الباردة والتحليلات السمجة لصاحب المقال ..

ماذا حدث عندما انهزم المسلمون في أحد واضطربت صفوفهم ؟
هل فر القائد من أرض المعركة لينجو بحياته ؟

كلا ..
لم يتزحزح صلى الله عليه وسلم من مكانه ..
وليس معه إلا تسعة من الصحابة سبعة منهم من الأنصار ..
واستبسل الأنصار في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استشهدوا واحدًا بعد الآخر ..
ثم قاتل عنه طلحة بن عبيد الله حتى أثخن وأصيب بسهم شلت يمينه ..
وقاتل سعد بن أبي وقاص بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وكذلك أبو طلحة الأنصارى ..
ووقفت نسيبة بنت كعب تذب عنه صلى الله عليه وسلم بالسيف وأصيبت بجراح عظيمة ..
وترس أبو دجانة دون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه يقع النبل في ظهره وهو يحجبه بجسده حتى كثر فيه النبل ..
ثم توارد مجموعة من الأبطال المسلمين ، قرابة الثلاثين ، منهم قتادة وابن الدحداح وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام ..
واستطاع عمر بن الخطاب أن يرد هجومًا مضادًا قاده خالد ضد المسلمين ..
وعاد المسلمون فسيطروا على الموقف من الجديد واستعادوا ثباتهم والتفوا حول النبي صلى الله عليه وسلم ..
أما قريش فإنها يئست من إحراز نصر حاسم وأجهد رجالها من طول المعركة وصبر وثبات المسلمين ..
ولم يأسر الكفار أحدًا من المسلمين حتى قال أبو سفيان :
لا محمدًا قتلتم ، ولا الكواعب أردفتم ، شر من صنعتم !

فانظر كيف ثبت النبي صلى الله عليه وسلم في أصعب مواقف الهزيمة ..
رغم تعدد إصاباته وجراحه البالغة التي أجبرته على الصلاة قاعدًا ..
هذا والجيش ينهار بين يديه وليس معه إلا تسعة استشهدوا الواحد تلو الآخر ..
هنا ثبت النبي صلى الله عليه وسلم ..
ثبت حتى جمع شتات جيشه وحشد صفوفه من جديد ..
فرغم الإخفاق لم تنقلب المعركة إلى هزيمة مخزية مروعة كما أراد الكفار ..
وكما كان يقتضي مسار المعركة ..
فلم يأسر المشركون أحدًا من المسلمين ولم يغنموا منهم ..

وفي حنين تكرر الموقف ..
أي : ثبات النبي صلى الله عليه وسلم ..
فلما ولى المسلمون مدبرين ، طفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته تجاه الكفار – أي: عكس اتجاه فرار الجيش – والعباس يمسكها كي لا تسرع ..
ثم نادى على أصحابه فعادوا وتجمعوا واصطفوا من جديد حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

هذا موقف حي من واقع الهزيمة ..
كيف تنقلب الهزيمة نصرًا ..
وهو يشترك مع موقف غزوة أحد في كون رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب المبادرة بالثبات أمام العدو رغم فرار الناس من حوله ..
يلي ذلك جمعه شتات جيشه وتمركزهم حوله ..
فهو صلى الله عليه وسلم القائد وهو نواة الجيش ..

فتأمل كيف تنخلع قلوب الأبطال والفوارس ساعة الهزيمة ..
وكيف يثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

وهكذا يكون التقييم السليم لأي قائد عسكري ..
أن تقيمه في أحلك المواقف ..
كما تقيم الطالب المتفوق بأصعب الأسئلة والاختبارات ..
وكما تقيم الجراح الماهر بأصعب الجراحات وأعقدها ..

وهذا هو العقل والإنصاف ..
أما تكلف التحليلات الباردة فلا يشين إلا فاعله ..
والله يهدي إلى صراط مستقيم .

وليد غالب
05-13-2008, 02:06 AM
دكتور هشام..
أنت ترد على جزئيات لم تُنشر في هذا الموقع!
لذلك لا أراك مُلزماً بالرد على "شبهة" لم يعلم بها القاريء المسلم في هذا المنتدى، كما أنني سأراجع المقال الأصلي وأعيد كتابة بعض أجزائه.
لذلك أرجو أن تؤجل نقاش هذه المسائل إلى حين وضعي لها في هذا الموضوع ، فأمامنا أصلاً الكثير لنتناقش حوله.
شكراً لك

د. هشام عزمي
05-13-2008, 03:24 PM
شكرًا يا أستاذ وليد ..
لكني لا أرى ما يمنع أن أواصل نقد مقالك كما تقوم أنت بنقد تصرفات رسول الله صلى الله عليه وسلم .
خاصة أنت تنشر مقالك في أماكن أخرى على الشبكة وتنافح عنه ..

وليس الأمر أني أرد على "شبهة" ، بل هو نقد مسلك خاطئ في تحليل الوقائع والأحداث ..
ومن قبله هو مسلك خاطئ في نفي النبوة وتصيد الأخطاء والمثالب ..

وما أكتبه ليس موجهًا للمسلمين بالأساس ؛ حيث أنه معروف ومتداول بين عوام المسلمين ..
إنما أكتبه لك ولمن أعجبه مقالك وظن فيه مثلبةً لمقام النبوة أو مطعنًا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
والله الموفق ، وهو يهدي إلى الصراط المستقيم .