المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغزالي منزلته و اراء النقاد فيه



لطفي
04-28-2008, 09:19 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تناقشت انا و الاخ ابو عمر ع الخاص في موضوع الغزالي و حبيت ان الاعضاء يناقشو في هذا الموضوع فوضعته


تضاربت في الغزالي اراء المحققين و المؤرخين و النقاد .فمنهم من اثنى عليه و اعترف بفضله و مكانته العلمية و منهم من نسبه الى الجهل و التخبط و التردد بين الدين و الفلسفة و الكلام قال ابن خلكان :"لم يكن للطائفة الشافعية في اخر عصره مثله " .
و قال ابن كثير الدمشقي :" كان من اذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه و ساد في شبيبته حتى انه درس بالنظامية ببغداد و له اربع و ثلاثون سنة فحضر عنده رؤوس العلماء"
و من خصوم الغزالي القدامى ابن رشد الذي قال فيه :" لا شك ان هذا الرجل اخطا على الشريعة كما اخطا على الحكمة "
و منهم ابن تيمية الذي كتب فصولا في تناقضه و تسفيه بعض ارائه.
و منهم ابن القيم الجوزية الذي شن على الغزالي حملة من خلال مناقشته لكتاب احياء علوم الدين و ابراز ما فيه من اخطاء.
و من انصاره تاج الدين السبكي الذي كتب عنه في "طبقات الشافعية " اكثر من ثمانين صفحة و دافع عنه دفلع الابطال . و كان يرى انه لو لم يكن لدى المسلمين غير كتاب الاحياء لكفى.
و منهم الزبيدي الذي وضع شرحا مطولا للاحياء في عشر مجلدات و دافع عن الغزالي في المجلد الاول من كتابه دفاع المستميت .
اما المعاصرون فقد اختلفوا في مواقفهم من الغزالي فهم بين معارض مناهض و مناصر مؤيد و محايد لم يتشدد في نصرة او خصومة .
يشكر الدكتور مصطفى فهمي الغزالي على ما اداه للعلم من خدمات و يغفر له اغلاطه لانه كاكثر المؤلفين لعهده يعتمد على ذاكرته و الاعتماد على الذاكرة يورث التناقض و الاضطراب.
يرى الشيخ علي عبد الرزاق ان الغزالي اوجد حركة فكرية في العالم الاسلامي تختلف قيمتها باختلاف الاقطار و الامصار .
يرى الشيخ عبد العزيز جاويش ان جهل الغزالي بفن الحديث هو المقتل الوحيد لقيمته العلمية و لن ينفعه بعد ذلك ذيوع اسمه في العالمين .
يرى الدكتور علي العناني ان الغزالي حاول الوقوف في وجه استقلال العقل عن الشرع و الوحي فحارب الفلاسفة و ناضلهم حتى اخمل ذكرهم في المشرق و يرى ان الغزالي انما سلك تلك السبيل خضوعا للراي العام اولا ثم تاثر بما دعا اليه في النهاية و عاد حربا للعقل و سلاما للمبادئ الروحية .
يقف الشيخ عبد الوهاب النجار من الغزالي موقفا وسطا فهو يرى انه في جملته لا نظير له و ان الحكم بتناقضه فيه شيئ من المبالغة و ينكر عليه الغلو في متابعة الصوفية .
يرى الشيخ عبد الباقي سرور ان ليس للغزالي مذهب خاص و انما يتنوع دفاعه بتنوع الراي الذي يدافع عنه و هذا منشا ما في كتبه من تباين الاراء فقد كان يحتج باصول المعتزلة و الاشعرية و الكرامية و هو يناقش الفلاسفة بهدف جمع كل الاسلحة الفكرية التي تمكنه من دفع تيار الفلسفة و طغيانه على اصول الدين .
و يرى الدكتور احمد امين ان الغزالي حول الناس عن الاشتغال بالفلسفة و رجعهم الى الكتاب و السنة و اعلى شان الصوفية و حببها الى الناس و يرى ان اسلوبه في الترغيب و الترهيب من انفع الاساليب في هداية الجماهير.
و بعد فهذا بعض ما قيل في الغزالي و علمه و فضله و دوره في الحركة الدينية و العقلية في عصره. و ما كانت الاقوال لتكثر فيه و ما كانت المواقف لتتباين منه لولا مكانته الرفيعة التي تبواها هذا الرجل في عالم الدين و الفكر و الفلسفة .
و لو لم يكن الغزالي على ذلك القدر من الجراة التي دفعته الى تجريح الفلاسفة و نقض مقولاتهم و محاربة افكارهم متسلحا بعلوم الكتاب و السنة و بالمذهب الاشعري الذي اعتنقه و الصوفية التي سلك معارجها و الفلسفة التي عقلها ووعاها .و لو لم يكن كاتبنا على تلك الحال من الجراة و المعاندة و الاقدام و الوعي لما اجتهد خصومه و اجهدوا انفسهم في تجهيله و تسفيه ارائه و لما تفانى انصاره في الدفاع عن مقولاته و التخفيف من حدة سقطاته و هناته.
__________________

ناصر التوحيد
04-29-2008, 12:34 AM
الإمام أبو حامد الغزّالي - رحمه الله - فقيه وأصولي شافعي
وله كتب المنخول في علم الأصول وكتاب المُستصفى في أصول الفقه , والوسيط في المذهب والوجيز في فقه الإمام الشافعي والقسطاس المستقيم والمنقذ من الظلال وميزان العمل وحجة الحق وفضائح الباطنية وفيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة وإلجام العوام عن علم الكلام .. وله الكثير من الكتب في شتى العلوم .. حتى ان هناك كتبا نسبت اليه نسبا فقط مثل كتاب المضنون به على غير أهله
وأشتغل بالتدريس في المدرسة النظامية ببغداد
وله كثير من الأسفار والارتحالات والتنقلات في الاقاليم الاسلامية من اجل تلقي العلم ومن اجل تعليم العلم


وكان من سمات عصر الغزّالي شيوع المناظرات والجدل بسبب انتشار علم الكلام والفلسفة الدخيلة على ديننا الحنيف.
فقام الغزّالي بدراسة الفلسفة للرد على الفلاسفة .. وكتب كتبه في ذلك مثل كتاب " تهافت الفلاسفة " وكتاب " مقاصد الفلاسفة "
ورد عليه الفيلسوف ابن رشد بكتابه " تهافت التهافت "
ورد عليه الغزّالي كذلك

وسقط الغزالي في أتون الفلسفة وتأثر بها , وهو لا يدري رغم نقضه لها , وصار صوفيا وصار فيلسوفا للصوفية , وصار يقول بكرامات الولاية عند الصوفية , والتي وصلت عند بعضهم حد المبالغة إلى درجة ادعاء رفع التكليف بحصول اليقين ثم إلى درجة ادعاء الحلول أو الإتحاد ..

قال الذهبي رحمه الله: وأدخله سَيَلانُ ذهنهِ في مضايقِ الكلام، ومزالِّ الأقدام ‍. سير أعلام النبلاء (19/323) .
وقال أبو بكر بن العربي رحمه الله: شيخُنا أبو حامد: بَلَعَ الفلاسفةَ، وأراد أن يتقيَّأهم فما استطاع ‍ . سير أعلام النبلاء (19/327)

فمن جهتي , ليس عيب كتابه " إحياء علوم الدين " - في التصوف - قاصر على أخذه بالأحاديث الضعيفة والموضوعة فيه , مما جعل العلامة العراقي يتعقبها ويخرّجها , بل ايضا لانه وضعه على مذهب الصوفية وترك فيه الفقه ، وضع فيه الكثير من البدع والخرافات في ما يدعونه انه من كرامات الأولياء ..

ومما قاله عنه محمد الأندلسي الطرطوشي: فأمّا ما ذكرتَ مِن "أبي حامد"؛ فقد رأيتُه، وكلَّمتُه، فرأيتُه جليلاً مِن أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارسَ العلومَ طولَ عُمُرِه، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا عن طريق العلماء، ودخل في غِمار العمَّال، ثم تصوَّف، وهجر العلومَ وأهلَها، ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز "الحلاَّج"، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، فلمَّا عمل " الإحياء": عمَد يتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، فسقط على أمِّ رأسه، وشحن كتابه بالموضوعات.

وقال "أبو الفرج عبد الرحمن بن علي " ابن الجوزي" : صنَّف "أبو حامد" الإحياء، وملأه بالأحاديثِ الباطلةِ، ولم يَعلم بطلانها، وتكلَّم على الكشف، وخرج عن قانون الفقه، وقال أيضاً: وجاء أبو حامد الغزالي فصنف لهم - أي للصوفية - كتاب الإحياء على طريقة القوم، وملأه بالأحاديث الباطلة وهو لا يعلم بطلانها، وتكلم في علم المكاشفة، وخرج عن قانون الفقه، وجاء بأشياء من جنس كلام الباطنية (تلبيس إبليس).

ولما سئل شيخ الإسلام عن كتابه إحياء علوم الدين قال في جوابه: "أما الإحياء فغالبه جيد، لكن فيه ثلاث مواد فاسدة، فيه مادة من ترَّهات الصوفية -الترهات أي: شبه الأساطير- ومادة من الأحاديث الموضوعة، ومادة فلسفية"، وهي من تأثر أبي حامد بالفلسفة التي كان إماماً في الرد عليها.

ولذلك حين يقال : الغزالي الفقيه والأصولي ..نأخذ كتاباته بعلم
وحين يقال : الغزالي الفيلسوف والصوفي , نأخذ كتاباته بحذر وتتبع

غفر الله له.. ونسأل الله أن يغفر لنا

لطفي
04-29-2008, 01:04 AM
جزاك الله اخي خيرا
و شكرا لمرورك
ورد عليه الغزّالي كذلك
اخي الفاضل عندما رد ابن رشد على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة بتهافت التهافت لم يجد ابن رشد من يرد عليه لان الغزالي مات و الحمد لله قام هذا الرجل بدوره في الدفاع عن دين الله ووطن نفسه لدراسة الفلسفة و كان قد كتب كتاب اسماه مقاصد الفلاسفة ضمنه اقوال الفلاسفة وارائهم و المطلع على هذا الكتاب يظن ان صاحبه ذا مذهب فلسفي و لكنه تلاه بكتاب التهافت الذي كان ضربة قاضية للفلسفة في عصره

ناصر التوحيد
04-29-2008, 03:04 AM
جزاك الله اخي خيرا
و شكرا لمرورك
ورد عليه الغزّالي كذلك
اقتباس:
اخي الفاضل عندما رد ابن رشد على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة بتهافت التهافت لم يجد ابن رشد من يرد عليه لان الغزالي مات و الحمد لله قام هذا الرجل بدوره في الدفاع عن دين الله ووطن نفسه لدراسة الفلسفة و كان قد كتب كتاب اسماه مقاصد الفلاسفة ضمنه اقوال الفلاسفة وارائهم و المطلع على هذا الكتاب يظن ان صاحبه ذا مذهب فلسفي و لكنه تلاه بكتاب التهافت الذي كان ضربة قاضية للفلسفة في عصره

وجزاك الله خيرا اخي
وشكرا لتوضيحك لي هذه الحقيقة
نعم
لم يعش ابن رشد في زمن أبي حامد الغزالي , ورد ابن رشد على كتاب الغزالي بكتابه " تهافت التهافت " بعد وفاة الغزالي
رحمه الله

لطفي
04-29-2008, 03:29 PM
جزاك الله خيرا اخي و شكرا لمرورك العطر