المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البدعة : إطلاق ما قيده الله ورسوله وتقييد ما أطلقه الله ورسوله ؟



خيرى عبدالله
05-01-2008, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام اسمحوا لى أن أعرف نفسى أولا ، أنا أخوكم فى الله خيرى عبد الله السَسَكى الإندونيسى مشارك جديد فى هذه المنتدى . دعانى للتسجيل فى هذا الملتقى — أثاب الله كل من ساهم فيه بخير — إعجابى به منذ أن زرته بما فيه من علوم دينية مهمة لا غنى عنها لطالب علوم الدين وخاصة علم التوحيد . أنا طويلب صغير عجمي لا أفصح النطق بالعربية و قليل البضائع فى ععلوم الدين ، ولهذا أعتذر منكم قبل كل شيئ إن كان فى كتابتى بعض الألحان اللغوية أو الأفهام السيئة عن الدين.
كنت هنا أريد أن أوجه سؤالا او بالتحديد أطلب جوابا على شبهة . وهذا السؤال موجه إلى كل الإخوة طلبة العلم حملة الدين الدين . بما أننى أدرس فى جمهورية مصر العربية أجد فيه طريقات صوفية متعددة بعضها لا أرى فيها خيرا للإسلام والمسلمين بل إنى أرى فيها أشياء أعتبرها نيلا من الإسلام نفسه بل وجناية عليه .
لقد سمعت من بعض مشاييخ الطرق الصوفية أو بالضبط الطريقة البرهامية التى كانت زعيمها الشيخ مختار تعريفا أظنه غير صحيح و غير منسجم مع ما ينبغى أن يقال فيه . لأنى أرى أن هؤلاء يستخدمون هذا التعريف لأباطيلهم كالرقص والتمايل عند ذكر الله تعالى الذى ما أنزل الله بها من سلطان . وهذا التعريف للبدعة عندهم هو : " تقييد ما أطلقه الله و رسوله وإطلاق ما قيده الله ورسوله" . فالذكر عندهم عبادة مطلقة فلا يجوز تقييده بطريقة دون طريقة أو كيفية دون كيفية . وعليه فيجوز الذكر أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي كيفية كانت سواء بالتمايل جلوسا أو قعودا أو بالتصفيق بل و بالآلات الموسيقية كما أنه يجوز فى أي وقت كان . فمن قيده بالقعود فقط أو بالأصابع فقط وحرم التمايل و السبحة فقد قيّد ما أطلقه الرسول عليه الصلاة والسلام . وهكذا فأصبحوا يتهموننا الذين نجلس فى الذكر بعد الصلوات بالسر وبالأصبع فقط اتباعا للمصطفى صلى الله عليه وسلم .
ودليلهم فى ذلك هو أنه كما يجوز لأي شخص كان أن يذكر الله عز وجل وهو قائم أو قاعد أو مضطجع أو عند الرياضة البدنية كلعب الكرة ودفاع النفس والجري أو عند العمل وغير ذلك ، فكذلك يجوز عندهم الذكر مع الرقص والتمايل والتصفيق فلا فرق بين هذا وذاك ، كما فعلوا ذلك فيما يسمونه بالحضرة ويعتقدون أن الرسول عليه الصلاة والسلام حاضر معهم و يشاهدهم . وكما أنه يجوز أن يمدح السلطان بالرقص كرقصة الملوك أو العُرضة النجدية فالحضرة أولى بذلك حيث يمدح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم . بل كما قالوا أن وزارة التعليم السعودية أقرت على وجوب تعليم رقصة العرضة فى المدارس هناك ضمن المناهج الرياضية الجديدة . و قالوا أنهم لم يسمعوا أن عالما من علماء السعودية من يجرح الملوك والأمراء بالبدعة والضلال كما اتهموا الصوفية بذلك . ويستدلون أيضا بحديث رواه الإمام الطبرانى— ولم أقف على معرفة صحته أو ضعفه — عن علي رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة عندما وصف أهل الحق قال : إنهم كانوا عندما ذكر الله وقوفا تمايلوا كما تتمايل الأشجار مع الريح العاصف .
وها أنا ذا سائل منكم الجواب أو الرد على هذه الفرية والشبهة وأسأل الله أن يجمعنا جميعا فى مستقر رحمته فبالله التوفيق و إليه الرجاء وعليه التكلان. وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله . أفيدونا مأجورين...

خيرى عبدالله
05-03-2008, 06:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله
يا إخوان ! هل من مجيب أستفيد منه ؟

ناصر التوحيد
05-03-2008, 08:33 AM
التعريف للبدعة عندهم هو : " تقييد ما أطلقه الله ورسوله وإطلاق ما قيده الله ورسوله" .

التعريف للبدعة هو : ما خالفت الكتاب والسنة أو إجماع سلف الأمة من الاعتقادات والعبادات، أو هي بمعنى أعم : ما لم يشرعه الله من الدين.. أو ما ليس له اصل في الدين , اي انها تدخل تحت باب ما ليس من الإسلام
فالأصل هو الأساس الذي يعتمد عليه، وإليه يرد ما تنازع الناس فيه، فما وافقه كان حقًا، وما خالفه كان باطلاً

والحياة كلها على امرين متناقضين :
اسلام أو كفر , فما يخالف عقيدة الاسلام كفر ..
سنّة أو بدعة , وما لا اصل له في الاسلام بدعة.
فكل البدع مرفوضة ومردودة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد }
وفي رواية لمسلم: { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد }

وذم رسول الله صلى الله عليه وسلم البدعة في قوله : شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة
وفي رواية : وكل ضلالة في النار
والبدعة لا تأني إلا من أهل الأهواء ولا تكون إلا فيهم
والبدع مفسدة للقلوب والعقول والأنفس , لأن البدع معارضة للسنن، فتقود أصحابها إلى الاعتقادات الباطلة والأعمال الفاسدة والخروج عن الشريعة
قال الإمام الشاطبي - رحمه الله - في الاعتصام
فالبدعة إذاًَ عبارة عن طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه
ثم شرح التعريف، وخلاصته أن البدعة الإتيان بأمر اعتقادي أو عبادي قولي أو فعلي، أو ترك مبني على نية التقرب بذلك الترك، أو نسبة تحريمه إلى الدين، كل ذلك بغير دليل شرعي يخص ذلك الأمر داخلاً في عموم طلبه، أو المنع منه، ثم يكون الأمر مطلوباً طلباً مطلقاً فيقيده العامل بعدد، أو وقت، أو كيفية لم يرد بها دليل، فذلك كله يدخل في البدعة ، وحين لا يكون مطلوباً أصلاً يسمى بدعة حقيقية .

مثال : السماع الصوفي، العلماء اعتبروه بدعة؛ لأن القائمين به ينكرون أنه مجرد لهو أو لعب، وإنما يعتقدون أنه عبادة تقرب إلى الله، وتزكي النفوس، وهذه من أخص خصائص العبادات التوقيفية.
فالعادات لا يدخلها الابتداع من حيث هي عادات، وإنما يدخلها باتخاذها عبادة لذاتها، أو لربطها بالعبادة حتى يظن من يرى شدة ذلك الارتباط ودوامه؛ أنها من لوازم تلك العبادة وتوابعها.

وما أحدثت أمة في دينها بدعة إلا رفع بها عنهم سنة .
أخرج أحمد والبزار من حديث غضيف بن الحارث مرفوعاً: ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة
فتمسكٌ بسنةٍ خير من إحداث بدعة.
وذكر الطرطوشي في البدع والنهي عنها: ( 297 – 298 )، قول حذيفة رضي الله عنه : كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها؛ فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً

فالبدع مرض خطير قاتل، وآثاره مدمرة على الأمة في عقيدتها وعبادتها، وفي كيانها وهيبتها، وفي سائر جوانب حياتها
ومن اضرار وجود البدع إنهائها لاتباع السنّن المحمودة وإعاقتها للأعمال الصالحة المقبولة ..
ومن اضرار وجود البدع الخروج عن منهج السلف الصالح في العقيدة، وتبني عقائد محرفة ومنحرفة
ومن اضرار وجود البدع أن البدع سبب لتفرق الأمة وتنازعها؛ مما يسبب فشلها وذهاب قوتها.

خيرى عبدالله
05-06-2008, 11:58 PM
بارك الله لأخى ناصر التوحيد ونفعنا بعلومه .
ولكن أريد المزيد من التعقيب على تعريف هؤلاء للبدعة ، وكذلك البيان عن مدى صحة استدلالهم وقياسهم الذكر بالرياضة البدنية. وجزاكم الله خيرا