محمد جابر
05-01-2008, 05:24 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذه بعض الآيات الكريمات الدالة على علو الله سبحانه وتعالى وكلام أهل التفسير فيها لا سيما شيخ المفسرين الإمام الطبري رحمه الله مع نقل إجماع أهل السنة على إثبات العلو لله سبحانه وتعالى لكن على المعنى اللائق بالله تعالى*ذكر آيات من كتاب ربنا تثبت علوّ ربنا عز وجل على خلقه ، وأنه سبحانه وتعالى في السماء، وقد تنوعت عبارات القرأن في اثبات علوه عز وجل:
-منها: أن تصرح الآيات بأنه سبحانه وتعالى في السماء:
مثل قوله تعالى :" أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فاذا هي تمور، أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حا صبا فستعلمون كيف نذير "(الملك : 16،17)
فانظروا الى هذه الآيه التي هي قرة عين لأهل السنه ، وغصة في حلوق أهل الزيع كيف تصرح بأن ربنا تبارك وتعالى في السماء.
قال شيخ المفسرين أبن جرير الطبري في تفسيره (12/168): ( يقول تعالى ذكره :" أأمنتم من في السماء " أيها الكافرون " أن يخسف بكم الأرض فاذا هي تمور" ، يقول: فاذا الأرض تذهب بكم تجيء وتضطرب ، ( أم أمنتم من في السماء ) وهو الله" أن يرسل عليكم حاصبا " وهو التراب الذي فيه حصباء....) ومعنى " في السماء" أي "على السماء" كما قال فرعون للسحره:" ولأصلبنكم في جذوع النخل " أي: على جذوع النخل .
- منها : تصريح الآيات بأن الله رفع عيسى عليه السلام اليه ، والرفع انما يكون الى العلو،
. كقوله تعالى :( ياعيسى اني متوفيك ورافعك اليّ ) (آل عمران :55)
قال ابن جرير الطبري في تفسيره (3/288): (يعني ذلك جل ثناؤه :ومكر الله بالقوم الذين حاولوا قتل عيسى مع كفرهم بالله ، وتكذيبهم عيسى فيما أتاهم به من عند ربهم ،أذ قال الله جل ثناؤه :
*اني متوفيك"فاذا"صلة من قوله :"مكر الله" يعني:ومكر الله بهم حين قال الله لعيسى اني متوفيك ورافعك الي، فتوفاه الله ورفعه اليه)اه.
(قال ابن جرير في تفسيره(3\289):حدثنا محمد بن سنان :حدثنا أبو بكر الحنفي:عنعباد عن الحسن ـوهو البصري ـ في قوله عز وجل "يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي"ا؟لأيه كلها،قال :رفعه الله اليه فهو عنده في السماء).اه.
*كقوله تعالى:بل رفعه اليه الله) (النساء:158)يعني عيسى ابن مريم عليهما السلام.
قال ابن جرير في تفسيره(4\356) (أما قوله جل ثناؤه:"بل رفعه الله اليه"فانه يعني:بل رفع الله المسيح اليه).اه.
ـ ومنها تصريح الآيات بأن العمل الصالح والكلم الطيب يصعد اليه،ولا يصعد الشيء الاّ الى ما هو في العلو.
كقوله تعالى:(اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) (فاطر:10)
قال ابن جرير في تفسيره(10\398 ـ399):وقوله:" اليه يصعد الكلم الطيب"يقول تعالى ذكره:الى الله يصعد ذكر العبد اياه وثناؤه عليه،"والعمل الصالح يرفعه"يقول:ويرفع ذكر العبد ربه اليه عمل الصالح،وهو العمل بطاعته وأداء فرائضه والانتهاء الى ما أمربه،وبنمو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل،ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن اسماعيل الأحمسي،قال:أخبرني جعفر بن عون،عن عبدالرحمن بن عبدلله المسعودي،عن عبدلله بن المخارق عن أبيه المخارق بن سليم،قال: قال لنا عبدالله ـ وهو ابن مسعود رضي الله عنه ـ :اذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله، ان العبد المسلم اذا قال:سبحان الله وبحمده،الحمدلله،لا اله الاالله،والله أكبر،تبارك الله،أخذ من ملك،فجعلهن تحت جناحيه،ثم صعد بهن الى السماء،فلا يمر بهن على جمع من الملائكة الا استغفر لقائلهن،حتى يحييّ بهن وجه الرحمن،ثم قرأ: (اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)......
حدثني علي:ثنا أبو صالح،قال:ثنى معاوية عن علي عن ابن عباس ،قوله:"اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه"قال:الكلام الطيب:ذكرالله،والعمل الصالح:أداء الفرائض،فمن ذكر الله في أداء فرائضه،حمل عليه ذكر الله،فصعد به الى الله... ) اه.
قال ابن كثير في تفسيره(3\557): (قوله تعالى:"والعمل الصالح يرفعه" قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما:الكلم الطيب،ذكرالله تعالى ،يصعد به الى الله عز وجل)اه.
- ومنها تصريح الآيات بأن الملائكه تعرج اليه سبحانه وتعالى ، والعروج هو الصعود الى أعلى .
كقوله تعالى :" يعرج اليه في يوم ..." ( السجده :5)
وقوله تعالى :" تعرج الملائكه والروح اليه "( المعارج:4) أي : تعرج الى الله سبحانه وتعالى .
قال ابن جرير في تفسيره (12/226) وقوله :" تعرج الملائكه والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه) يقول تعالى ذكره : تصعد الملائكه والروح وهو جبريل اليه ، يعني الى الله عز وجل ) .اه .
- ومنها : وصف الله تعالى بأنه ذو المعارج .
قوله تعالى : (من الله ذي المعارج ) ( المعارج :3) .
قال ابن جرير في تفسيره (12/226) : ( قوله : ( ذي المعارج ) يعني : ذا العلو والدرجات والفواضل والنعم حدثني علي : قال ثنا أبو صالح قال : ثني معاويه عن علي عن ابن عباس في قوله : " ذي المعارج " يقول :العلو الفواضل) . اه . وذكر البخاري في صحيحه ( 9/154) في " كتاب التوحيد " : ( وقال مجاهد : - ومنها : تصريح الآيات بأنه سبحانه فوق عباده .
كقوله تعالى : " وهو القاهر فوق عباده " ( الأنعام : 18/61)
وآيه هي دليل على أنه سبحانه فوق عباده حقيقه ، هي قرة عين الموحدين ، وأهل السنه العاملين، هي قوله تعالى عن الملائكه : ( يخافون ربهم من فوقهم ) ( النحل : 50 ) و( من ) هنا للظرفيه : فدلت على فوقية الله سبحانه تعالى على الحقيقه فهو فوق ملا ئكته التي حول عرشه في السماء الذين قال الله تعالى عنهم : ( وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم ) (الزمر : 75)
ـ ومنها:الآيات التي تبين ان من اسمائه(العلي)وأنه(الأعلى)وأنه(المتعال).
كقوله في آية الكرسي: (وهو العلي العظيم) (البقرة:255)
وقوله عز وجل:(سبح اسم ربك الأعلى) (الأعلى:1)
وقوله عز وجل:(عالم الغيب والشهادهالكبير المتعال) (الرعد:9)
ـ ومنها قوله تعالى: (وقال فرعون ياهامان آبن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب،أسباب السماء فأطلع الى اله موسى واني لأظنه كاذبا.. ) (غافر:36،35)
قال ابن جريرفي تفسيره(11\61): (وقوله:"اني لأظنه كاذبا"يقول:واني لأظن موسى كاذبا في ما يقول ويدعي من أن له في السماء ربا أرسله ألينا).اه
قال الأمام محمد أبو محمد الجويني والد امام الحرمين في رسالته في"الاستواء"(1\177):(وهذايدل على أن موسى أخبره ربه تعالى فوق السماء ، ولهذا قال:"واني لأظنه كاذبا"اه
ذكر استواء ربنا الى السماء.
* مثل قوله تعالى:(هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيءعليم) (البقرة:29)
قال البخاري في صحيحه في"كتاب التوحيد"(باب"وكان عرشه على الماء" "وهو رب العرش العظيم"قال أبو العالية:(أستوى الى السماء)أرتفع،فسواهن،خلقهن،وقال مجاهد:(أستوى)علا على العرش).أه.(صحيح البخاري:9\151).
نقل الامام ابن جرير في تفسيره(1\228)أقوال أهل العلم، ونقل منها قول الربيع بن سليمان أنه فسر قوله تعالى:(أستوى الى السماء)أي أرتفع.
ثم قال ابن جرير في تفسيره(وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه:(ثم أستوى الى السماء فسواهن)علا عليهن وارتفع،فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سماوات)أه.
ـ ذكر آيات أستواء ربنا سبحانه وتعالى على العرش:
*منها قوله تعالى:(ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأأرض في ستة أيام ثم أستوى على العرش) (الأعراف:45)(يونس:3)
*منها قوله تعالى(الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم أستوى على العرش)(الرعد:2)
*ومنها قوله تعالى:(الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش)(السجده:4)
* منها قوله تعالى:(هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)(الحديد:4)
قال ابن جرير في تفسيره(7/329):(أما قوله:ثم استوى على العرش)أي:علا عليه).أه.
وقال أيظا في تفسيره(9/230):(يقول تعالى ذكره:المعبود الذي لا تصلح العباده ت الا له أيها الناس:(الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما"من خلق"في ستة أيام"ثم استوى على عرشه في اليوم السابع بعد خلقه السماوات والأرض ومابينهما.
كما حدثنا بشر،قال:ثنا يزيد قال:ثنا سعيد عن قتادة:(الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش)في اليوم السابع،..).أه.
وقال ابن جرير في تفسيره(11/87ـ 88):(حدثنا هناد بن السري،قال:ثنا أبو بكر بن عياش،عن أبي سعيد البقال:عن عكرمة،عن ابن عباس ـ قال هناد:"قرأت سائر الحديث على أبي بكر ـ" أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السماوات والأرض،قال:خلق الله الأرض يوم الأحد والأثنين،وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع،وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخرائب،فهذه أربعة،ثم قال:"أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين،وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين"لمن سأل،قال:وخلق يوم الخميس السماء،وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة الى ثلاث ساعات بقين منه،فخلق أول ساعة من هذه الثلاثة الآجال حين يموت من مات،وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس،وفي الثالثة آدم وأسكنه الجنة وأمرأبليس بالسجود له وأخرجه منها في أخر ساعة،قالت اليهود:ثم ماذا يامحمد؟قال:ثم أستوى على العرش،قالو:أصبت لو أتممت،قالو:ثم استراح،فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا. فنزل:(ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فآصبر على ما يقولون").أه.
وقد سبق ذكر ما ذكره البخاري في صحيحه:(باب"وكان على عرشه على الماء""وهو رب العرش العظيم"قال أبو العالية:"استوى الى السماء" "أرتفع" "فسواهن"خلقهن،وقال مجاهد:"استوى"علا على العرش).أه.(صحيح البخاري:9/151)وهو تفسيره قوله تعالى:(الرحمن على العرش استوى) (طه:5)أي علا وارتفع على العرش.
"روى الألكائي في السنة(1/91/2):(عن بشر بن عمر قال:سمعت غير واحد من المفسرين يقولون:(الرحمن على العرش استوى)قال:لى العرش ارتفع)أه.
وسيأتي في ذكر الأحاديث والآثار التي تدل على أنه سبحانه وتعالى فوق عرشه فوق سماواته سبحانه وتعالى.
- ذكر من نقل الإجماع على أنه سبحانه فوق عرشه وفوق سمواته وانه مع خلقه بعلمه:
- قال الأوزعي –عالم اهل الشام-:كنا والتابعين متوافرون نقول :إنالله فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ).إهـ
رواه البيهقي في (الأسماء والصفات :408) وذكره الذهبي في السير (7/120-121) وكذافي العلو وجود إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (13/406)
- قال الآجري في (الشريعة :3/1075) (الذي يذهب إليه أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سمواته وعلمه محيط بكل شيء قد أحاط بجميع ما خلق الله في السموات العلى وبجميع ما في سبع أرضين ).إهـ
- قال الإمام ابن بطة –شيخ العراق رحمه الله –في الإبانه عن شريعة الفرقه الناجية (3/136) (باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه أجمع المسلمون والصحابة والتابعين أن الله على عرشه فوق السمواته بائن من خلقه ).إهـ
- قال الإمام ابن عبد البر في (التمهيد :7/138-139)(أجمع العلماء من الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله تعالى : (ِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ )[المجادلة : 7] هو على عرشه وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك من يحتج بقوله )إهـ
- قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره (الجامع لأحكام القرأن :4/143) قال ما نصه : (وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهه ، ولا ينطقون بذالك ، بل نطقوا والكافه بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ، ولم بنكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على العرش حقيقه ، وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته ، وإنما جهلوا كيفية الإستواء فإنه لا تعلم حقيقته ،قال مالك: الإستواء معلوم _ يعني في اللغه _ والكيف مجهول ،والسؤال عنه بدعه ،وكذا قالت أم سلمه رضي الله عنها).أه.
فهذه بعض الآيات الكريمات الدالة على علو الله سبحانه وتعالى وكلام أهل التفسير فيها لا سيما شيخ المفسرين الإمام الطبري رحمه الله مع نقل إجماع أهل السنة على إثبات العلو لله سبحانه وتعالى لكن على المعنى اللائق بالله تعالى*ذكر آيات من كتاب ربنا تثبت علوّ ربنا عز وجل على خلقه ، وأنه سبحانه وتعالى في السماء، وقد تنوعت عبارات القرأن في اثبات علوه عز وجل:
-منها: أن تصرح الآيات بأنه سبحانه وتعالى في السماء:
مثل قوله تعالى :" أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فاذا هي تمور، أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حا صبا فستعلمون كيف نذير "(الملك : 16،17)
فانظروا الى هذه الآيه التي هي قرة عين لأهل السنه ، وغصة في حلوق أهل الزيع كيف تصرح بأن ربنا تبارك وتعالى في السماء.
قال شيخ المفسرين أبن جرير الطبري في تفسيره (12/168): ( يقول تعالى ذكره :" أأمنتم من في السماء " أيها الكافرون " أن يخسف بكم الأرض فاذا هي تمور" ، يقول: فاذا الأرض تذهب بكم تجيء وتضطرب ، ( أم أمنتم من في السماء ) وهو الله" أن يرسل عليكم حاصبا " وهو التراب الذي فيه حصباء....) ومعنى " في السماء" أي "على السماء" كما قال فرعون للسحره:" ولأصلبنكم في جذوع النخل " أي: على جذوع النخل .
- منها : تصريح الآيات بأن الله رفع عيسى عليه السلام اليه ، والرفع انما يكون الى العلو،
. كقوله تعالى :( ياعيسى اني متوفيك ورافعك اليّ ) (آل عمران :55)
قال ابن جرير الطبري في تفسيره (3/288): (يعني ذلك جل ثناؤه :ومكر الله بالقوم الذين حاولوا قتل عيسى مع كفرهم بالله ، وتكذيبهم عيسى فيما أتاهم به من عند ربهم ،أذ قال الله جل ثناؤه :
*اني متوفيك"فاذا"صلة من قوله :"مكر الله" يعني:ومكر الله بهم حين قال الله لعيسى اني متوفيك ورافعك الي، فتوفاه الله ورفعه اليه)اه.
(قال ابن جرير في تفسيره(3\289):حدثنا محمد بن سنان :حدثنا أبو بكر الحنفي:عنعباد عن الحسن ـوهو البصري ـ في قوله عز وجل "يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي"ا؟لأيه كلها،قال :رفعه الله اليه فهو عنده في السماء).اه.
*كقوله تعالى:بل رفعه اليه الله) (النساء:158)يعني عيسى ابن مريم عليهما السلام.
قال ابن جرير في تفسيره(4\356) (أما قوله جل ثناؤه:"بل رفعه الله اليه"فانه يعني:بل رفع الله المسيح اليه).اه.
ـ ومنها تصريح الآيات بأن العمل الصالح والكلم الطيب يصعد اليه،ولا يصعد الشيء الاّ الى ما هو في العلو.
كقوله تعالى:(اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) (فاطر:10)
قال ابن جرير في تفسيره(10\398 ـ399):وقوله:" اليه يصعد الكلم الطيب"يقول تعالى ذكره:الى الله يصعد ذكر العبد اياه وثناؤه عليه،"والعمل الصالح يرفعه"يقول:ويرفع ذكر العبد ربه اليه عمل الصالح،وهو العمل بطاعته وأداء فرائضه والانتهاء الى ما أمربه،وبنمو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل،ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن اسماعيل الأحمسي،قال:أخبرني جعفر بن عون،عن عبدالرحمن بن عبدلله المسعودي،عن عبدلله بن المخارق عن أبيه المخارق بن سليم،قال: قال لنا عبدالله ـ وهو ابن مسعود رضي الله عنه ـ :اذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله، ان العبد المسلم اذا قال:سبحان الله وبحمده،الحمدلله،لا اله الاالله،والله أكبر،تبارك الله،أخذ من ملك،فجعلهن تحت جناحيه،ثم صعد بهن الى السماء،فلا يمر بهن على جمع من الملائكة الا استغفر لقائلهن،حتى يحييّ بهن وجه الرحمن،ثم قرأ: (اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)......
حدثني علي:ثنا أبو صالح،قال:ثنى معاوية عن علي عن ابن عباس ،قوله:"اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه"قال:الكلام الطيب:ذكرالله،والعمل الصالح:أداء الفرائض،فمن ذكر الله في أداء فرائضه،حمل عليه ذكر الله،فصعد به الى الله... ) اه.
قال ابن كثير في تفسيره(3\557): (قوله تعالى:"والعمل الصالح يرفعه" قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما:الكلم الطيب،ذكرالله تعالى ،يصعد به الى الله عز وجل)اه.
- ومنها تصريح الآيات بأن الملائكه تعرج اليه سبحانه وتعالى ، والعروج هو الصعود الى أعلى .
كقوله تعالى :" يعرج اليه في يوم ..." ( السجده :5)
وقوله تعالى :" تعرج الملائكه والروح اليه "( المعارج:4) أي : تعرج الى الله سبحانه وتعالى .
قال ابن جرير في تفسيره (12/226) وقوله :" تعرج الملائكه والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه) يقول تعالى ذكره : تصعد الملائكه والروح وهو جبريل اليه ، يعني الى الله عز وجل ) .اه .
- ومنها : وصف الله تعالى بأنه ذو المعارج .
قوله تعالى : (من الله ذي المعارج ) ( المعارج :3) .
قال ابن جرير في تفسيره (12/226) : ( قوله : ( ذي المعارج ) يعني : ذا العلو والدرجات والفواضل والنعم حدثني علي : قال ثنا أبو صالح قال : ثني معاويه عن علي عن ابن عباس في قوله : " ذي المعارج " يقول :العلو الفواضل) . اه . وذكر البخاري في صحيحه ( 9/154) في " كتاب التوحيد " : ( وقال مجاهد : - ومنها : تصريح الآيات بأنه سبحانه فوق عباده .
كقوله تعالى : " وهو القاهر فوق عباده " ( الأنعام : 18/61)
وآيه هي دليل على أنه سبحانه فوق عباده حقيقه ، هي قرة عين الموحدين ، وأهل السنه العاملين، هي قوله تعالى عن الملائكه : ( يخافون ربهم من فوقهم ) ( النحل : 50 ) و( من ) هنا للظرفيه : فدلت على فوقية الله سبحانه تعالى على الحقيقه فهو فوق ملا ئكته التي حول عرشه في السماء الذين قال الله تعالى عنهم : ( وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم ) (الزمر : 75)
ـ ومنها:الآيات التي تبين ان من اسمائه(العلي)وأنه(الأعلى)وأنه(المتعال).
كقوله في آية الكرسي: (وهو العلي العظيم) (البقرة:255)
وقوله عز وجل:(سبح اسم ربك الأعلى) (الأعلى:1)
وقوله عز وجل:(عالم الغيب والشهادهالكبير المتعال) (الرعد:9)
ـ ومنها قوله تعالى: (وقال فرعون ياهامان آبن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب،أسباب السماء فأطلع الى اله موسى واني لأظنه كاذبا.. ) (غافر:36،35)
قال ابن جريرفي تفسيره(11\61): (وقوله:"اني لأظنه كاذبا"يقول:واني لأظن موسى كاذبا في ما يقول ويدعي من أن له في السماء ربا أرسله ألينا).اه
قال الأمام محمد أبو محمد الجويني والد امام الحرمين في رسالته في"الاستواء"(1\177):(وهذايدل على أن موسى أخبره ربه تعالى فوق السماء ، ولهذا قال:"واني لأظنه كاذبا"اه
ذكر استواء ربنا الى السماء.
* مثل قوله تعالى:(هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيءعليم) (البقرة:29)
قال البخاري في صحيحه في"كتاب التوحيد"(باب"وكان عرشه على الماء" "وهو رب العرش العظيم"قال أبو العالية:(أستوى الى السماء)أرتفع،فسواهن،خلقهن،وقال مجاهد:(أستوى)علا على العرش).أه.(صحيح البخاري:9\151).
نقل الامام ابن جرير في تفسيره(1\228)أقوال أهل العلم، ونقل منها قول الربيع بن سليمان أنه فسر قوله تعالى:(أستوى الى السماء)أي أرتفع.
ثم قال ابن جرير في تفسيره(وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه:(ثم أستوى الى السماء فسواهن)علا عليهن وارتفع،فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سماوات)أه.
ـ ذكر آيات أستواء ربنا سبحانه وتعالى على العرش:
*منها قوله تعالى:(ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأأرض في ستة أيام ثم أستوى على العرش) (الأعراف:45)(يونس:3)
*منها قوله تعالى(الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم أستوى على العرش)(الرعد:2)
*ومنها قوله تعالى:(الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش)(السجده:4)
* منها قوله تعالى:(هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)(الحديد:4)
قال ابن جرير في تفسيره(7/329):(أما قوله:ثم استوى على العرش)أي:علا عليه).أه.
وقال أيظا في تفسيره(9/230):(يقول تعالى ذكره:المعبود الذي لا تصلح العباده ت الا له أيها الناس:(الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما"من خلق"في ستة أيام"ثم استوى على عرشه في اليوم السابع بعد خلقه السماوات والأرض ومابينهما.
كما حدثنا بشر،قال:ثنا يزيد قال:ثنا سعيد عن قتادة:(الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش)في اليوم السابع،..).أه.
وقال ابن جرير في تفسيره(11/87ـ 88):(حدثنا هناد بن السري،قال:ثنا أبو بكر بن عياش،عن أبي سعيد البقال:عن عكرمة،عن ابن عباس ـ قال هناد:"قرأت سائر الحديث على أبي بكر ـ" أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السماوات والأرض،قال:خلق الله الأرض يوم الأحد والأثنين،وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع،وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخرائب،فهذه أربعة،ثم قال:"أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين،وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين"لمن سأل،قال:وخلق يوم الخميس السماء،وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة الى ثلاث ساعات بقين منه،فخلق أول ساعة من هذه الثلاثة الآجال حين يموت من مات،وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس،وفي الثالثة آدم وأسكنه الجنة وأمرأبليس بالسجود له وأخرجه منها في أخر ساعة،قالت اليهود:ثم ماذا يامحمد؟قال:ثم أستوى على العرش،قالو:أصبت لو أتممت،قالو:ثم استراح،فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا. فنزل:(ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فآصبر على ما يقولون").أه.
وقد سبق ذكر ما ذكره البخاري في صحيحه:(باب"وكان على عرشه على الماء""وهو رب العرش العظيم"قال أبو العالية:"استوى الى السماء" "أرتفع" "فسواهن"خلقهن،وقال مجاهد:"استوى"علا على العرش).أه.(صحيح البخاري:9/151)وهو تفسيره قوله تعالى:(الرحمن على العرش استوى) (طه:5)أي علا وارتفع على العرش.
"روى الألكائي في السنة(1/91/2):(عن بشر بن عمر قال:سمعت غير واحد من المفسرين يقولون:(الرحمن على العرش استوى)قال:لى العرش ارتفع)أه.
وسيأتي في ذكر الأحاديث والآثار التي تدل على أنه سبحانه وتعالى فوق عرشه فوق سماواته سبحانه وتعالى.
- ذكر من نقل الإجماع على أنه سبحانه فوق عرشه وفوق سمواته وانه مع خلقه بعلمه:
- قال الأوزعي –عالم اهل الشام-:كنا والتابعين متوافرون نقول :إنالله فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ).إهـ
رواه البيهقي في (الأسماء والصفات :408) وذكره الذهبي في السير (7/120-121) وكذافي العلو وجود إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (13/406)
- قال الآجري في (الشريعة :3/1075) (الذي يذهب إليه أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سمواته وعلمه محيط بكل شيء قد أحاط بجميع ما خلق الله في السموات العلى وبجميع ما في سبع أرضين ).إهـ
- قال الإمام ابن بطة –شيخ العراق رحمه الله –في الإبانه عن شريعة الفرقه الناجية (3/136) (باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه أجمع المسلمون والصحابة والتابعين أن الله على عرشه فوق السمواته بائن من خلقه ).إهـ
- قال الإمام ابن عبد البر في (التمهيد :7/138-139)(أجمع العلماء من الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله تعالى : (ِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ )[المجادلة : 7] هو على عرشه وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك من يحتج بقوله )إهـ
- قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره (الجامع لأحكام القرأن :4/143) قال ما نصه : (وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهه ، ولا ينطقون بذالك ، بل نطقوا والكافه بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ، ولم بنكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على العرش حقيقه ، وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته ، وإنما جهلوا كيفية الإستواء فإنه لا تعلم حقيقته ،قال مالك: الإستواء معلوم _ يعني في اللغه _ والكيف مجهول ،والسؤال عنه بدعه ،وكذا قالت أم سلمه رضي الله عنها).أه.