المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلازم وحدته وقهره تعالى (الواحد القهار)



طوبى
05-10-2008, 12:47 AM
تلازم وحدته وقهره تعالى

ورد في القرآن الكريم اقتران بين اسم الله ((الواحد)) باسم الله ((القهار))
وذلك في ستة مواضع
في سور : يوسف – الرعد – إبراهيم – ص – الزمر - غافر

1- يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) [يوسف]

2- قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) [الرعد]

3- يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) [إبراهيم]

4- قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) [ص]

5- لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4) [الزمر]

6- يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) [غافر]








[]قال الشيخ ( السعدي) – رحمه الله – } هو الله الواحد القهار {أي :
الواحد في ذاته ، وفي أسمائه ، وفي صفاته ، وفي أفعاله
فلا شبيه له في شيء من ذلك ، ولا مماثل .
فلو كان له ولد ، لاقتضى أن يكون شبيها له في وحدته؛ لأنه بعضه ، وجزء منه .
القهار لجميع العالم ، العلوي والسفلي .
فلو كان له ولد ، لم يكن مقهورا ، ولكان له إدلال على أبيه ، ومناسبة منه .
ووحدته تعالى ، وقهره متلازمان .

فالواحد لا يكون إلا قهارا ،

والقهار لا يكون إلا واحدا ،

وذلك ينفي الشركة له من كل وجه . ا.هـ
( سورة الزمر )




[]قال ابن القيم –رحمه الله – في نونيته :
والقهر والتوحيد يشهد منهما = كل لصاحبه هما عِدلان
ولذلك اقترنا جميعاً في صفا = ت الله فانظر ذاك في القرآن
فالواحد القهاَّر حقا ليس في الـ = إمكان أن تحظى به ذاتان





[]قال الشيخ محمد خليل هراس في شرح النونية (( كما أن أدلة التوحيد المثبتة لانفراده سبحانه بالربوبية والقهر شاهدة كذلك بحدوث كل ما سواه , إذ لو كان معه قديم غيره لكان مستغنياً في وجوده وبقائه عنه , فيكون رباً معه , ومن خصائص الرب أن يستقل بالخلق والإيجاد , فلو كان هناك ربان لحاول كل منهما أن يستقل بالفعل , ولا يتم له ذلك ما دام له شريك مساوٍ له في القدرة , ومكافئ له في الربوبية , فيتمانعان ويتعارضان , فإذا هما عدمان ممتنعان , قال تعالى (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) ( 91-المؤمنون) وحينئذٍ فلابد أن ينفرد أحدهما بالقهر والعلو على الآخر ويكون الآخر عاجزاً مغلوباً , ولهذا كان كل من القهر والتوحيد عدلاً للآخر , ودالاً على صاحبه , فكل واحد قهار , وكل قهار واحد ,وهذا هو سر مجيئهما مقترنين في كتاب الله تعالى كما قال سبحانه في سورة الرعد (قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) (16) وكما قال في سورة الزمر ( لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (4) فصفة القهر والعلو لا يمكن أن يتصف بها اثنان . ا.هـ



[]وأجاب عن هذا الإقتران السمين الحلبي
في كتابه عمدة الألفاظ في تفسير أشرف الألفاظ فقال (وغلب ازدواج هاتين الصّفتين وهما الوحدانية والقهر وذلك لمعنى بديع وهو أن الغلبة والإذلال من ملوك الدنيا إنّما يكون بأعوانهم وجندهم وعددهم وعددهم"ضم العين" والله تعالى يقهر كل الخلق وهو واحد أحد فرد صمد مستغن عن ظهير سبحانه(

والله أعلم