المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحفاد ابن الراوندي



أبو المثنى
04-06-2005, 01:18 PM
أحفاد ابن الراوندى

من أعجب الشخصيات فى التاريخ العربى الإسلامى ، بل فى التاريخ الإنسانى كله ، شخصية ابن الراوندى الملحد (أو بالحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق ، المتوفى فى حدود سنة 301 هجرية ) فقد عاش هذا الرجل حياة غربية ، تنقَّل فيها بين الديانات والمذاهب على نحو عجيب .

كان ابن الراوندى فى أول الأمر يهودياً ، وسرعان ما أعلن إسلامه ليدخل فى نطاق عزة الإسلام -آنذاك- ويستظل فى ظل الدولة العباسية التى كانت -آنذاك- فى أوج مجدها .. ووجد ابن الراوندى أن فرقة المعتزلة هى أكثر الفرق الإسلامية اقتراباً من الخفاء العباسيين ، فصار معتزليا ! وألَّف مجموعة من الكتب على مذهب المعتزلة .. لكن المعتزلة لم يفسحوا له مكانا لائقا بينهم ، ولم ينل ابن الراوندى ما كان يطمح إليه ، فانقلب على المعتزلة وهاجمهم فى كتاب مشهور له ، عنوانه : فضيحة المعتزلة (نقض فيه كتاب الجاحظ : فضيلة المعتزلة!)

وقام المعتزلة بالهجوم على ابن الراوندى ، ويبدو أنهم أوغروا صدر الخليفة ضده، فهرب والتجأ لأعداء الدولة - آنذاك- من الشيعة الباطنية ، وألف لهم كتابا ضد مذهب أهل السُّنة ، نظير مبلغ 33 ديناراً ! وكان عنوان الكتاب : فى الإمامة .. وبعد فترة ، شعر ابن الراوندى أن الشيعة لن يحموه من السُّنة ، وأنه من الممكن أن يتقرب للسنة مرة أخرى ، فكتب كتابه : فى التوحيد .

ثم اكتشف ابن الراوندى أنه لم يحقق مأربه عند أهل السنة ، وانقلب عليه الشيعة أيضاً .. فخرج عن نطاق الإسلام بما فيه من سُنة وشيعة ، ولجأ إلى اليهود. ومرة أخرى يستخدم ابن الراوندى فكره وقلمه لتحقيق أغراضه الدنيوية التافهة ، فيؤلف لليهود كتاب (البصيرة) ينتصر فيه لليهودية ويرد على الإسلام ، وتقاضى ابن الراوندى مبلغ 400 درهم من اليهود نظير تأليفه لهذا الكتاب .. ثم أراد بعد فترة أن ينقضه ويرد على ما ذكره فيه من آراء ضد المسلمين والإسلام ، فأعطاه اليهود 100 درهم أخرى ، فعدل عن الرد على الكتاب ! .

وفى نهاية الأمر ، يقف ابن الراوندى ضد كل الديانات وجميع الأنبياء ، فيضع كتاب الفرند ليطعن فيه على الأنبياء والنبوة ، ثم يضع كتابه المشهور الزمردة فيطعن فيه ضد الرسالات السماوية كلها ، ويشكك فى الألوهية ذاتها ..

وهكذا عاش ابن الراوندى حياته متنقلاً بين المذاهب والديانات ، وقضى أيامه (الدرامية) البائسة ساعيا وراء المجد الدنيوى ، وهو المجد الذى ما ناله ابن الراوندى قط ، وإنما نال لقب : الملحد الأكبر فى تاريخ الإسلام .

ويبدو أن نسل ابن الراوندى لم ينقطع من بعده - مع أنه لم يترك أولادا - ففى كل زمن نجد زمرة من هؤلاء الذين يتوسلون بالكلمة المكتوبة لتحقيق المآرب الدنيوية .. وقد كان لابن الراوندى بالأمس أحفاد ساروا على نهجه، ولابن الراوندى اليوم أحفاد أكثر .. هم أولئك الذين يبيعون أقلامهم لكل من يدفع ، وكثيراً ما ينقلبون من الضد إلى الضد .

وأحفاد ابن الراوندى تجمع بينهم أمور .. أولها أنهم لايؤمنون أبداً بشئ، ففى زمن الماركسية والاشتراكية هم الماركسيون الاشتراكيون ، فإذا جاءت دولة الانفتاح صاروا - هم أنفسهم- الانفتاحيين ! وثانيها أن غرضهم الأول والأخير هو المال ، والمنصب الذى يتحول بشكل ما إلى أموال .. وثالثها أنهم يعرفون كيف يكتبون .

فكيف لنا : اليوم ، أن نتعامل مع أحفاد ابن الراوندى ؟
لابدَّ لنا أولاً أن نعى درس الماضى ونستخرج منه العبرة ، فنرى كيف تعامل القدماء مع ابن الراوندى ، فنستفيد من ذلك فى تعاملنا مع أحفاده الحاليين. وأول ما يستوقفنا من درس الماضى ، هو أن ابن الراوندى لم يقتل ولم يسع أحد لأغتياله ، وإنما مات ميتة طبيعية فى منزل رجل يهودى كان يأويه .

والدرس الثانى أن ابن الراوندى قدم أفكاراً ولم يحمل السلاح ، وبالتالى رد عليه القدماء بالقلم لا بالسيف ، فكتب الخياط المعتزلى كتابا بعنوان (الانتصار فى الرد على ابن الراوندى الملحد) فجاء الرد على الأفكار بالأفكار ، دون أن يسرف القدماء فىتأليف الكتب ردا على ابن الراوندى .. وذلك هو الدرس الثالث ، فكثرة الرد من شأنها أن تعطى قيمة للمردود ! فالقدماء عرفوا أن (التهميش) وغض النظر عن أمثال ابن الراوندى ، هو أفضل تعامل معه . ولذلك ، لم تذكر كتب التاريخ عن ابن الراوندى إلا شذرات قليلة ، ولم يبق الزمان من مؤلَّفاته التى بلغت 114 كتاباً ورقةً واحدة ولولا أن الخياط قد أورد بعض فقرات من كتاب الزمردة لابن الراوندى فى كتابه (الانتصار) ، لما كان اليوم نعرف عن الألحاد ابن الراوندى شيئاً ..

وهناك درس رابع نتعلمه من التاريخ ، فقد روت الكتب أن ابن الراوندى اجتمع يوماً مع أبى على الجبائى شيخ المعتزلة ، على جسر بغداد ، فقال له : يا أبا على ، ألا أسمعك شيئاً من معارضتى للقرآن ونقضى له ؟ فقال الجبائى: أنا أعلم بمخازى علومك وعلوم أهل دهرك ، ولكنى أحاكمك إلى نفسك، فهل تجد فى معارضتك للقرآن عذوبة وهشاشة ونظما كنظمه وحلاوة كحلاوته ؟ قال ابن الراوندى : لا والله ! قال أبو على الجبائى : قد كفيتنى فانصرف حيث شئت .

من هذه الدروس نتعلَّم ، ونستهدى فى إيجاد أفضل السبل للتعامل مع أحفاد ابن الراوندى مع معاصرينا الذين يشوشون العقول بأقلامهم ، ويتعالون بالقول ثم ينقضونه بعد فترة ، كلما قبضوا المال أو لاحت المناصب .. أولئك الزمرة لاحل معهم إلا الرد -بالكلمات لا بالطلقات- على تناقضاتهم ، كما فعل الخياط مع جدهم ابن الراوندى دون أن نسرف فى تتبع أقوالهم كلها بالرد، حتى لانعطى لأقوالهم قيمة ليست لها .. علينا -إذن- الانصراف عن تشويش هؤلاء، والاهتمام بما هو حقيقى من الفكر والكتابات ، وأعنى بالحقيقى : ما ليس مدفوع الأجر !

ولعلنا بانصرافنا عن الاهتمام بما يكتبه أحفاد ابن الراوندى ، نغض من قيمتهم، فلا يجدوا من يدفع لهم ، ويكفون فى النهاية عن الكتابة البهلوانية الحربائية .. وهذا -بالطبع- يقتضى أن يكون للقارئ حسُّ نقدى يتعرف به على صحيح الأقوال من فاسدها ، ويقتضى أيضاً ، أن تكون لنا ذاكرة تحفظ تاريخ الكاتب من هؤلاء ، وترصد تقلباته العابثة بعقل الأمة .

وأخيراً ، فعلينا أن نكتشف التناقضات الكامنة فى أفكار أحفاد ابن الراوندى كما اكتشف الجبائى تناقضات جدهم الأكبر .. ولنتركهم من بعد ذلك يتوحلون فى تناقضاتهم الذاتية .
ولاشك فى أن أحفاد ابن الراوندى قد طوروا منهجه الانتهازى المتلون، وجاءوا بما لم يعرفه الأوائل من حيل والتفافات .. ولذلك ، فلابد لنا -أيضاً- من تطوير آليات القراءة وتعميق النزعة النقدية الفاحصة فيما نطالعه ؛ وبهذا نردهم ونتقى شرَّهم .

من مجلة أكتوبـــر(27/3/1994- 17/4/1994)

مراقب 1
04-06-2005, 04:36 PM
مقال يستحق التثبيت

ابو مارية القرشي
04-06-2005, 05:13 PM
والدرس الثانى أن ابن الراوندى قدم أفكاراً ولم يحمل السلاح ، وبالتالى رد عليه القدماء بالقلم لا بالسيف ، فكتب الخياط المعتزلى كتابا بعنوان (الانتصار فى الرد على ابن الراوندى الملحد) فجاء الرد على الأفكار بالأفكار ، دون أن يسرف القدماء فىتأليف الكتب ردا على ابن الراوندى .. وذلك هو الدرس الثالث ، فكثرة الرد من شأنها أن تعطى قيمة للمردود ! فالقدماء عرفوا أن (التهميش) وغض النظر عن أمثال ابن الراوندى ، هو أفضل تعامل معه . ولذلك ، لم تذكر كتب التاريخ عن ابن الراوندى إلا شذرات قليلة ، ولم يبق الزمان من مؤلَّفاته التى بلغت 114 كتاباً ورقةً واحدة ولولا أن الخياط قد أورد بعض فقرات من كتاب الزمردة لابن الراوندى فى كتابه (الانتصار) ، لما كان اليوم نعرف عن الألحاد ابن الراوندى شيئاً ..



الحق ان الرد على امثال هذا في شريعتنا هو قطع رقبته و لا كرامة فمن(بدل دينه فاقتلوه)، هكذا أمرنا.
وطلقة رخيصة في راس أمثال هذا الزنديق خير من الف كتاب في الرد عليه.
فان انتشر فكره و راجت بضاعته وامتنع باهل الكفر فالواجب الرد عليه وبيان كفره و ضلاله حتى لا يغتر بفكره انسان من غير اسراف في الرد كما ذكر صاحب المقال حفظه الله.
ولا ننسى ان اخوة ابن الراوندي قد نالتهم سيوف الموحدين و لله الحمد كاضحية العيد الجعد بن درهم و الحلاج و غيرهم من الكفرة الفجرة.

والله اعلم و احكم.

الفرصة الأخيرة
07-10-2006, 01:55 AM
للرفع رفع الله قدركم :emrose:

اسلام الصالح
07-10-2006, 02:03 AM
جزاك الله خيرا

اخت مسلمة
06-22-2009, 03:04 AM
يرفع للراوندين وابنائهم للاستفادة من التخبط

محمد كمال فؤاد
06-22-2009, 08:43 AM
فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ

niels bohr
06-22-2009, 09:18 PM
معلومات قيمة ولم أكن أعلم أن ابن الرواندي في الأساس يهوديا.
قرأت بعض العبارات التي وردت على لسانه ووجدته يناقض نفسه في نفس الجملة.
والغريب أن كثير من ملحدي هذه الأيام يعتبرونه مثلا وقدوة له بل يتسمون باسمه في منتدياتهم كأنه ديفيد هيوم مثلا!
والواضح من قصة حياته أنه لم يكن مسلما يوما من الأيام حتى ولو تظاهر بذلك لمصالح خاصة.

riozaki
07-03-2009, 02:10 PM
شكرا على المقال
لم أقف في حياتي على كتاب أو مقال لابن الرواندي ولم أكن أعرفه إلا منك ، أرجو أن تفيدني إن أمكن بكتبه
فأنا منذ صغري أحب أن أقرأ ما يكتب الكاتب ثم أن أقرأ ما يكتبونه عنه (لم أستطع أن أنزع عني هذه العادة)
سـأكون لك شاكرا إن أتحفتني بأحد كتبه ، فقط لأعرف كيف يكتب ويفكر وماذا يقول

اخت مسلمة
07-03-2009, 07:28 PM
اهلا بك ياريوزاكي
وجدت هذا لك اخي الكريم عن ماسالت وعن نفس الموضوع


يعتبر ابن الراوندي واحدا من أهم دعاة الفكر اللاديني في العصر العباسي في النصف الأول من القرن الثالث للهجرة ، وقد عُرف بجرأته في التشكيك بعقائد الاسلام بل وانكار النبوة ووجود الخالق حتى لم يبق شك في الحاده وردته في التكييف الفقهي الاسلامي ، ورغم ذلك فإن أحداً لم يتعرض لابن الراوندي بسوء، واكتفى فقهاء ذلك العصر بالرد على آرائه المعلنة ، وقد بلغت شهرته حدا جعلت كبار الكتاب والمفكرين في عصره يتبارون في الرد عليه ونقض كتبه ..

فمن هو ابن الراوندي ؟؟؟

هو أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي، نسبة إلى قرية راوند الواقعة بين إصفهان وكاشان في فارس ، ولد في عام 210 هجري ، وتوفي في ريعان الشباب في الأربعين من العمر سنة 250 تقريبا ( على خلاف بين الرواة في تاريخ وفاته ) .

وكانت في قريته هذه مدرسة إسلامية، فالتحق بها ودرس مقدمات العلوم حتى اعتزم النزوح عنها إلى مدينة (الري) .

ولا نعرف من أيام دراسته هناك إلا أنه كان طالباً مجداً، أظفره اجتهاده بإعجاب أساتذته والمحيطين به في مدرسة الري، كما إننا لا نعرف شيئاً عن أساتذته والدروس التي تلقاها في الري والمدة التي قضاها في هذه المدينة على وجه التحديد، وإن كنا نعرف عنه أنه كان في تلك الفترة طيب السيرة، نقي السريرة، محافظاً على الفرائض الدينية، لا يقصر في شيء منها، مقيماً على السنن المرعية والآداب العامة. وفي هذه المدينة ألف كتابه (الابتداء والإعادة) ويعتبر هذا الكتاب وكتابه الثاني الموسوم (الأسماء والأحكام) دليلاً على صدق انتمائه إلى الإسلام وعمق إيمانه .

ثم انتقل بعد ذلك الى بغداد العاصمة السياسية والفكرية والثقافية .. وهناك عمل في نسخ الكتب مما زاد من سعة ثقافته واطلاعه .

ومن خلال استعرضنا السريع لأقوال أصحاب السير والتواريخ، يتبين أن ابن الراوندي كان من الشخصيات العلمية البارزة، ومن أعلام المعتزلة في القرن الثالث الهجري، اذ أيد المعتزلة، ووضع لهم الكتاب تلو الكتاب للدفاع عن آرائهم الكلامية والفلسفية، ولكنه انفصل عنهم فيما بعد ، فأخذ ينتقد آراءهم ومناهجهم ويرد عليهم، ومن أشهر كتبه التي الفها في الرد على المعتزلة كتاب ( فضيحة المعتزلة ) الذي كتبه ردا على كتاب ( فضيلة المعتزلة ) للجاحظ .. وبدأت تظهر عليه الميول الشيعية حتى اصبح شيعيا مدافعا عن الشيعة ، وألف في ذلك كتابا سماه ( الإمامة ) وكان ابن الرواندي الى ذلك الحين شيعيا متمسكا بالاسلام ، الا أن هذه الفترة لم تدم طويلا، فقد التقى بشخص ترك فيه تأثيرا فكريا كبيرا الا وهو أبو عيسى الوراق الملحد الذي دفعه الى ترك الشيعة واختيار طريق الالحاد واللادينية .. فكان أبو عيسى الوراق استاذه في الالحاد .. واعتبارا من هذه الفترة بدأ ابن الرواندي يكتب كتبه الالحادية النقدية الشهيرة التي جعلته علما من أعلام الالحاد في تاريخ الاسلام .

وقد كتب ابن الراوندي عدة كتب ، وهذه قائمة ببعضها ، كما ذكرها الخياط في ثنايا رده على ابن الراوندي في كتابه (الانتصار) وسائر المؤرخين، ونبدأ بالكتب التي وضعها وهو مع المعتزلة، ثم الكتب التي وضعها بعد أن هجرهم واختلف معهم، أو كما يقول ابن البلخي الكتب التي وضعها وهو ملحد وزنديق:

1ـ كتاب الابتداء والإعادة (ذكره ابن البلخي)

2ـ كتاب الأسماء والأحكام (ذكره ابن البلخي)

3ـ كتاب خلق القرآن (ذكره ابن البلخي وابن النديم)

4ـ كتاب البقاء والفناء (ذكره ابن البلخي)

5ـ كتاب لا شيء إلا موجود (ذكره ابن البلخي)

6ـ كتاب الطبائع في الكيمياء (ذكره الانتصار وابن المرتضى)

7ـ كتاب اللؤلؤ (ذكره ابن البلخي)

وبعد انفصاله عن المعتزلة واختلافه معهم ألف الكتب الآتية:

8 ـ كتاب الإمامة (ذكره الانتصار وابن المرتضى)

9ـ كتاب فضيحة المعتزلة: وقد وضع الخياط كتاب (الانتصار) رداً عليه.

10ـ كتاب القضيب: سماه ابن البلخي: كتاب القضيب الذهبي (ذكره ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان).

11ـ كتاب التاج: (ذكره الخياط وابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان) وذكره ابن النديم أن أبا سهل النوبختي رد عليه في كتابه (السبك) (الفهرست ص117).

12ـ كتاب التعديل والتجوير: زعم فيه أنه من أمرض عبيده، فليس بحكيم في ما فعل بهم ولا ناظر لهم ولا رحيم بهم، كذلك من أفقرهم وابتلاهم (الانتصار ص1).

13ـ كتاب الزمرد: ذكر فيها آيات الأنبياء فطعن فيها وزعم أنها مخاريق ـحسب كلام الخياطـ (ذكره ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان والخياط).

14ـ كتاب الفرند: انتقد فيه الأنبياء، وقد رد عليه أبو هاشم (أشار إلى ذلك ابن المرتضى، ويقول ابن البلخي إن الخياط رد عليه) (وجاء ذكر هذا الكتاب عند ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان).

15ـ كتاب البصيرة: (ذكره أبو العباس الطبري، وقال إنه ألف هذا الكتاب نزولاً عند رغبة اليهود وطعناً في الإسلام.

16ـ كتاب الدامق: ذكره ابن البلخي وابن المرتضى .

17ـ كتاب التوحيد (ذكره الخياط في الانتصار (الفقرة 5) .

18ـ كتاب الزينة (ذكره صاحب (كشف الظنون) 5: 9).

19ـ كتاب اجتهاد الرأي (ذكره ابن النديم في (الفهرست) ص177) وأضاف أن أبا سهل النوبختي رد على هذا الكتاب.

وللأسف الشديد لم يصلنا شيء من تلك الكتب ، فقد ضاعت في جملة ما ضاع من كتب التراث ، على أن شهرتها في تلك الفترة وسطوع نجم ابن الراوندي بوصفها مفكر ملحد دفع كتاب وفقهاء ذلك العصر الى الرد عليها وتفنيد افكار مؤلفها ، وقد جرت عادة المؤلفين في تلك الردود على ذكر أقوال ابن الراوندي بالحرف ، ومن ثم الرد عليه ، وقد وصلنا من الكتب التي الفت في الرد على ابن الراوندي كتاب " الانتصار " للخياط ، وهو رد على كتاب " فضيحة المعتزلة " لابن الراوندي ، ويكاد كتاب الخياط هذا يضم النص الكامل لكتاب " فضيحة المعتزلة " فضلا عن نقول كثيرة ووافية من كتاب " الزمرد " . أما المصدر الثاني الذي مدنا بمعلومات وافية عن مضمون كتاب " الزمرد " لابن الراوندي فهو كتاب " المجالس المؤيدية " للمؤيد في الدين الاسماعيلي ، والذي رد فيه أحد أجزائه على كتاب الزمرد ناقلا في سياق رده الكثير من هذا الكتاب مما يكفي لمعرفة محتواه بدقة كبيرة ..
ومن خلال هذين المصدرين ( الانتصار للخياط ، والمجالس المؤيدية للمؤيد الاسماعيلي ) أمكننا أن نخرج بتصور كاف وواف عن المضمون الفكري لأهم واخطر كتاب ألفه ابن الراوندي وهو " الزمرد " والذي تجاسر فيه ابن الراوندي وفي سخرية عنيفة على التشكيك في ركن الركان في الاسلام او هو النبوة ، حيث سخر فيه في العقائد الاسلامية وأنكر المعجرات الحسية ، وأكد على سمو العقل على النقل وبين أوجه تعارض الشريعة الاسلامية مع العقل ، وأنكر معجزات محمد عليه الصلاة والسلام ونقد فكرة اعجاز القرآن .
وبالطبع لم يقتصر النتاج النقدي لابن الراوندي على كتاب الزمرد هذا ، بل كتب الكثير من الكتب النقدية الأخرى مثل : كتاب " الدامغ " وهو طعن في القرآن ، وكتاب " التاج " ، بيد أننا لا نملك للآسف الشديد معرفة كافية عن مضمون هذه الكتب .
هذا وقد رد على ابن الراوندي الكثير من معاصريه ومن جاء بعده من الفقهاء مما يدل على علو كعبه في النقد وخطورة افكاره في التشكيك بتعاليم الاسلام ، وممن رد على ابن الراوندي :
1- أبو سهل اسماعيل بن علي النوبختي أحد شيوخ الشيعة ، حيث رد على كتاب التاج .
2- وألف الجبائي المعتزلي خمسة كتب في الرد على ابن الراوندي ومن بين هذه الكتب الزمرد والدامغ والتاج .
3- وكرس معاصر الجبائي وهو الخياط جزءا من حياته التأليفية في نقض كتب ابن الراوندي ، فكتب الانتصار ، وهو نقض لكتاب فضيحة المعتزلة ، كما نقض ايضا كتاب القضيب ، ونعت الحكمة ، والزمرد ، والدامغ .
4- ونقض الزبيري المعتزلي اربعة كتب لابن الراوندي .
5- كما رد ابو الحسن الشعري مؤسس الفرقة الأشعرية على ابن الراوندي في كتب كثيرة .
وممكن ان تستزيد عن زندقته وتذبذبه وامعيته من الشبكة فهو منتشر عليها واصبح عبرة لمن لايعتبر كما هو حال امثاله من الزنادقه والمدعيين
نسال الله العافية .

جزاكم الله خيرا

تحياتي للموحدين

ناصر التوحيد
07-03-2009, 10:26 PM
ثم انتقل ابن الراوندي بعد ذلك الى بغداد
وعاش في بغداد، وصار من أتباع المتكلمين المعتزلة
وصار يسترزق من نسخ الكتب ، الا انه فشل في هذا العمل ، وكان سبب فشله هو عدم الدقة, ووضع اضافات من عنده على اصل الكتاب الذي ينسخه

وانفصل عن المعتزلة .. لغضبه على رفاقه ... الذين اعتبروه فاسقاً ومنحرفاً .. وطردوه من حلقتهم، فبقي طريداً وحيداً فأخذ يؤلف كتباً لأبي عيسى الأهوازي (اليهودي) وظل طوع أمر هذا اليهودي وملتصقا به لانه لم يكن يجد عملا يقتات منه ، بعد محاولته الفاشلة كي يسترزق من النسخ .

وقام بوضع كتبه (الالحادية)،ووضع فيها شطحاته الفكرية، التي تجعل من يطلع عليه يتهمه بالزندقة والالحاد .

ورموه بالزندقة مرة، وبالإلحاد أخرى، وبالميل إلى الرافضة، وأخيراً بالميل إلى اليهودية. وقيل إن أباه كان يهودياً فأسلم، وقيل إنه يهودي، وإنه يلجأ إلى اليهود ويموت في أحضانهم ، وقال اليهود للمسلمين إنه سيخرب عليكم دينكم كما فعل أبوه بديننا.

وكتب كتابه (البصيرة) لليهود مقابل أربعمائة درهم استلمه من يهود سامراء، ثم عكف على رد الكتاب بنفسه، فدفع له اليهود مائة درهم آخر ليمتنع عن الرد) . راجع (معاهد التنصيص).

الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إلحاده وزندقته:

1- الفقر

2- كان خاضعاً لليهود

3- كتب في الإلحاد كان هناك من أغراه بالمال ليكتب في الالحاد ، حتى قيل إنه تقاضى ثلاثين ديناراً من الرافضة لتأليف كتاب (الإمامة)

موسوعة المعرفة

riozaki
07-04-2009, 06:47 PM
تحية للاخت المسلمة :
من مقالك يبدو انه لا يوجد ولم يصلنا اي كتاب
الى لقاء مستجد