المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمل المولد بدعة فاطمية علماء الازهر



شاذلى عبد الله
05-11-2008, 07:15 PM
عمل المولد بدعة فاطمية علماء الازهر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فقد كتب فضيلة الشيخ علي محفوظ رحمه الله فصلاً كاملاً عن بدع الموالد في كتابه الماتع «الإبداع في مضار الابتداع»، قال فيه
«الموالِد هي الاجتماعات التي تُقام لتكريم الماضين مِن الأنبياء والأولياء، والأصل فيها أن يُتحرى الوقت الذي وُلِد فيه مَن يُقصَد بعمل المولد، وقد يُتوسَّع فيها حتى تتكرَّر في العام الواحد أوَّل مَن أَحدَث الموالِد
أَوَّل مَن أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع فابتدعوا ستة موالد
المولِد النَّبوي
مولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه
مولد السيدة فاطمة الزهراء
مولد الحسن رضي الله عنه
مولد الحسين رضي الله عنه
مولد الخليفة الحاضر
وبقيت هذه الموالد على رسومها إلى أن أبطلها الأفضل بن أمير الجيوش، ثُمَّ أُعِيدت في خلافة الآمر بأحكام الله في سنة هـ بَعْد مَا كاد النَّاس ينسونها»
ثُمَّ ذَكَر ما تشتمل عليه هذه الموالد من المفاسد المُحرَّمة والمكروهة، قائلًا
«فمِن المفاسد المُحَرَّمة
إضاعة الأموال بكثرة الوقود في المساجد، والطرق وإيقاد الشموع والمصابيح في الأضرحة، وكل ما يرجع إلى الإسراف والتبذير، وفي الحديث «إِنَّ الله كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا؛ قِيلَ وقالَ، وإِضاعةَ المالِ، وكَثْرَةَ السُّؤَالِ»
ثم انتهاك حُرمة المساجد بتقذيرها وكثرة اللغط فيها، ودخول الأطفال حُفاة أو بالنعال فلا يكاد يتيسر لأحد إقامة الشعائر في مسجد يعمل فيه موْلِد
كذلك خروج النساء متبرجات مع اختلاطهنَّ بالرجال إلى حدٍّ لا يُؤْمَن معه وقوع الفاحشة، وناهيك عما يكون مِن البغايا، وطلبهنَّ الفاحشة جِهَارًا
أيضًا سماع الأغاني وآلات الطَّرب على الوجه المُحَرَّم بالإجماع، وغير ذلك مما يُفسد أخلاق الأُمَّة، ويبعث في نفوس الشُّبان روح العشق والميل إلى الفجور
قراءة القرآن على غير الوجه المشروع فيرجِّعون فيه كترجيع الغناء، غير مُراعين فيه ما يجب له مِن الآداب، والسُّنة في تلاوته أن تكون بخشوع وبعض القراء يفتتح مجلس المولد بقراءة شيء من القرآن، ثم يشرع في قراءة قصة المولد النبوي قليلًا، ثُمَّ يأخذ في الغناء بقصائد الغزل، فترتفع أصوات السامعين بالاستحسان، وينقلب إلى مجلس لهو وعبث بكرامة المسجد، وكل ذلك مع ما فيه مِن تعريضه للإهانة، وعدم الاحترام لكتاب الله تعالى ضد ما وصف الله به المؤمنين عند سماع كلامه حيث قال وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ «المائدة » ومما يُشعِر بالاستهانة والاستخفاف بكتاب الله تعالى وإن لم يقصد الفاعل ذلك شُرب الدُّخان في مجلس القرآن الكريم خصوصًا إذا كان ممَّن يقرب منه حال القراءة والتشويش عليه، والإعراض عنه؛ لظاهر قوله تعالى وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ، والاستماع الإصغاء، والإنصات السُّكوت، فإنَّ ظاهر هذه الآية الكريمة يقتضي وجوب الاستماع والإنصات عند قراءة القرآن في الصلاة وغيرها، وهو قول الحسن البصري وأهل الظاهر؛ تعظيمًا له واحترامًا، وبذلك يرجى الفوز بالرحمة
قال العلامة الشَّبراوي في شرح الورد نقلا عن شيخه السباعي «الذي نَدينُ الله عليه حُرْمَة شرب الدُّخان في مجلس القرآن، ولا وجه للقول بالكراهة، وإذا كان الحديث الدنيوي في مجلس القرآن منهيًّا عنه فشرب الدُّخان في مجلسه أولى بالنهي؛ لمِا فيه مِن الرائحة الكريهة، وإن كان شاربوه لا يدركون ذلك للإلف والعادة، كالذين تعودوا معالجة المواد البُرازية لا يتألمون مِن رائحتها، وإذا كان العقلاء يرون مِن الآداب أن لا يُشْرَب الدُّخان بحضرة ملوك الدُّنيا وأمرائها، أفلا يرون ذلك مُخلا بالآداب في وقت مناجاة ملك الملوك بقراءة القرآن، وكم مِن شيء لا يمنع بغير حضرة الملوك ولكن يمنع بحضرتهم
فعلى فرض أنَّ شُرب الدُّخان مكروه في غير مجلس القرآن، فهو في مجلس القرآن لإخلاله بالآداب في حضرة كلام ذي العظمة والجبروت مُحرَّم، ألَا ترى أنَّ كثيرًا مِن الأشياء مُباح خارج الصَّلاة لكنَّه يَحرُم في أثنائها وإن لم يبطلها، وما ذاك إلا لإخلاله بآداب الوقوف بين يدي الله تعالى» اهـ
ولنضرب لذلك مثلًا يوضحه ويزيدك إيمانًا به لو أنَّ مَلكًا أصدر قانونًا يتضمن شيئًا مِن مصالح الرَّعية كنظام الضرائب، ومُنَاوبات الرَّي، وحفر الأنهار، وأمَرَ عُمَّاله في الأقاليم أن يجمعوا العُمَد والمشايخ وأرباب المصالح في البلاد ويقرءوا عليهم هذا القانون ويشددوا عليهم في تنفيذه واحترامه، فاجتمعوا وقام فيهم عُمَّال الملك يتلون عليهم هذا القانون كما أُمروا، وفي أثناء تلاوته رأى أحد العمال رجلين يتكلمان أو أحدًا يشرب الدُّخان في مجلس الاجتماع ماذا يكون الحال؟
أَليْس يَغضب التالي للقانون مِن ذلك إن لم يعاقب بالطرد؛ لما في ذلك من انتهاك حرمة القانون وتاليه
فإذا كان هذا في قانون الملك المخلوق، فما بالك بقانون ملك الملوك، الخالق القادر، ربّ الأرباب ومالك العباد، وفيه مِن ضروب المصالح والفوائد ما يضمن لمن اهتدى بهديه سعادة الدُّنيا والآخرة
تَطَلُّب الرِّياء والسُّمْعَة بما ينفق في سبيل المولد، فترى الأغنياء يتنافسون في الليالي التي يحيونها بأسمائهم، وكلٌّ يجتهد في أن تكون ليلته أحسن الليالي لِيُقَال
إقامة حلقات الذِّكر المُحَرَّف في المساجد أيام المولد مع ارتفاع أصوات المنشدين مع التصفيق الحاد مِن رئيس الذَّاكرين بل الرَّاقصين وقد يضربون على البازة أو السلامية أثناء الذِّكر، وفي المسجد، وكل ذلك غير مشروع بإجماع العلماء، ولم يكن على عهد رسول الله ولا عهد الخلفاء ومَن بعدهم مِن الصحابة والتابعين ولا عهد الأئمة الأربعة المجتهدين رضي الله عنهم أجمعين
ومِن المفاسد المكروهة
قراءة القرآن على قارعة الطريق وفي الحوانيت
التَّكلُّف الذي يقع منهم في الوفاء بشهواتهم
الإفراط في السَّهر الذي يترتب عليه تضييع الصلوات وضرر الأبدان
شَدُّ الرِّحال إلى البقاع النائية وإهمال المزارع والصنائع والبيوت حتى تصير عرضة للتَّلف وسطو اللصوص إلى غير ذلك مما لا يخفى على بصير
ثم يقول «بقي النَّظر في هذه الموالد التي تُقام في هذه الأزمان، ولا شُبهة أنَّها لا تخلو عن المُحَرَّمات والمكروهات، وقد أصبحت مَراتِع الفسوق والفجور، وأسواقًا تباع فيها الأعراض، وتُنْتَهك محارم الله تعالى، وتُعَطَّل فيها بيوت العبادة، فلا ريبة في حرمتها والمصلحة المقصودة منها لا تُبيح هذه المحظورات التي فيها، ويمكن تأديتها من غير هذا الوجه
والقاعدة أنَّ درء المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح، وأنَّ النَّبي اكتفى مِن الخير بما تيسر، وفَطَم عن جميع أنواع الشَّر حيثُ قال «فإِذا نَهَيْتُكمْ عَن شيءٍ فَاجتَنِبوهُ وإِذا أمرتُكم بِأَمرٍ فَأتوا مِنهُ مَا اسْتطعْتُمْ» فهو صريح في أنَّ الشر وإن قلَّ لا يُرَخَّص في شيء منه، والخير يُكْتَفَى منه بما تَيسَّر
ولو لم يكن في الموالد الآن إلا اتخاذ قبور الأنبياء والأولياء عيدًا لكفى في المنع منها، فقد روى أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «لا تجعلوا بيوتكم مقابر ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا عليَّ أينما كنتم فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»
ومعنى اتخاذه عيدًا أن يقصد بالتوجه إليه مرة بعد أخرى ويظهر عنده الفرح والسرور، وتقع عنده العبادة وذبح الذبائح وإطعام الطعام على نحو ما كان يفعله أهل الجاهلية عند الأوثان، والنهي عن اتخاذ البيوت قبورًا في معنى الأمر بتحرى النافلة في البيوت حتى لا تكون بمنزلة القبور والنهي عن تحري العبادة عند القبور، وأشار بقوله «فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم» إلى أن القرب من قبره والبعد عنه سواء، فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدًا كما اتخذ المشركون من أهل الكتاب قبور أنبيائهم وصالحيهم عيدًا من أعيادهم التي كانوا عليها قبل الإسلام، وقد كان لهم أعيادٌ زمانية ومكانية أبطلها الله تعالى بالإسلام وعوّض عن أعيادهم الزمانية عيد الفطر والنحر وأيام منى، وعن المكانية الكعبة البيت الحرام وعرفات ومنى والمشاعر، كما سبق ذلك في بدع المقابر والأضرحة»اهـ
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين

أبو المسيطر
05-11-2008, 08:19 PM
جزاك الله خيرا
صار لنا قرن نقول لكم بأن الموالد بدع والبدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

رحمك الله يا فضيلة الإمام محمد بن عبدالوهاب
رحمك الله يا فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز
رحمك الله يا فضيلة الشيخ السعدي
رحمك الله يا فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين
رحم الله موتانا وموتى المسلمين