المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عن صلاة التراويح



اللاأدري
05-13-2008, 10:47 AM
السلام عليكم

نعلم أن الرسول الكريم عليه السلام قد صلى صلاة التراويح جماعة مع أصحابه ، ثم إنه تركها كصلاة جماعة خشية أن تفرض عليهم ، واستمر حال هذه الصلاة يصليها المسلمون متفرقين حتى أتى الخليفة عمر رض وجمعهم عليها مرة أخرى وقال : "نعم البدعة هذه"

ولدي بعض التساؤلات :

1) هل ترك الرسول لبعض ما شرعه الله يغير من مجرى الأمور شيئاً؟ كيف يتركها خشية أن تفرض عليهم؟ هل يعاند الله في حكمه؟

لو قلتم هذا من رحمته وشفقه فأقول : وهل هو أكثر رحمة وشفقة من الله العليم بأحوال عباده؟

لماذا لم يحسم الله أمر هذه الصلاة بما يتناسب مع أحوال العباد؟ وهل ترك الرسول لهذه الصلاة مع الجماعة سيغير من رأي الله في المسألة؟

في الحقيقة منطق غريب جداً (...)
مثل قصة الخمسين صلاة التي فرضها الله من البداية ، مما جعل النبي محمد يراجع ربه عملاً بنصيحة موسى !!!

هل النبيين محمد وموسى عليهما السلام أكثر شفقة على الأمة من الله؟ وهل يتراجع الله عن أحكامه المطلقة والحكيمة نزولاً عن رغبة أوليائه؟ أليس لا مبدل لكلمات الله؟

قصة غريبة جداً تذكرني بالميثولوجيا الإغريقية القديمة عندما يتراجع كبير الآلهة عن آرائه نزولاً على رأي أحد الآلهة الصغرى ، أو تنازل الآلهة عن آرائها نزولاً عند رغبة الكهنة !

هل هذا يليق بالله الكامل أن يشرع شيئاً ثم يغيره نزولاً عند رغبة نبيه؟

لو كان الله مشفقاً علينا لما شرعها خمسين صلاة من البداية؟ أم أن النبي محمد أكثر شفقة ورحمة بنا من الله؟

لا تقولوا نسخ ... فليس ثمة حكمة للنسخ هنا ... ولم ينسخ الله حكماً لم يعمل به أحد من الاصل؟

هذه نقطة

النقطة الثانية : (...)


أتمنى منكم التوضيح يا سادة

وليبارككم الله


متابعة إشرافية
انتبه لألفاظك ولا تخلط الإساءة بما تسأل عنه، والنقطة الثانية ناقشها بعد الانتهاء من النقطة الأولى .
مراقب 2

مراقب 2
05-15-2008, 01:40 PM
الردود على النقطة الثانية محذوفة مؤقتا إلى حين الانتهاء من النقطة الأولى ، وعندها ستعاد في شريط مستقل .

ناصر التوحيد
05-15-2008, 02:55 PM
صلاة التراويح

1- ما حصل من اقامة لها ثم من ترك يدل على ان حكمها هو سنة اي مندوب اي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها
فترك رسول الله ( ص ) لفعل عمل ولو لمرة واحدة يعني ان هذا العمل سنة ومندوب وليس فرضا
والقيام بها هو اتباع لسنة اخرى وهي سنة قيام الليل حتى انه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة.
فقد يكون بعض الناس يأتي لصلاتها وهو متخم بالطعام فلا يستطيع إكمالها
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم به فكان يقول : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه .
لماذا كل هذا ؟
لان قيام الليل فرض على رسول الله ( ص ) وهو فرض خاص به . واما سائر المؤمنين فيبقى حكم قيام الليل مندوبا لهم وليس فرضا عليهم .
ولان هذا من يسر الدين وهذا من تيسير الله الامر لعباده وهذا من عدم تحميل العباد ما لا يطيقونه , فجعله مندوبا وليس فرضا .
والثواب حاصل عند القيام بالعمل في الحالتين . ولكن العقاب وارد حين عدم القيام بالفرض , وغير وارد حين عدم القيام بالمندوب .

2- " ولكني خشيتٌ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها " . ولذلك لم يداوم عليها خشية أن تفرض , فهنا ماذا يحدث لو فرضت ؟ سيكون عدم المقيم لها عاصيا ويستوجب العقاب لعصيانه هذا . وهذا العقاب هو ما يخشاه رسول الله ( ص ) على امته . واما الثواب فتحصيله يتم بالأداء سواء كان فرضا او مندوبا
ولذلك جاءت هذه الصلوات كلها على سبيل الندب .. صلاة التراويح وصلاة الأوابين "صلاة الضحى " , فكلها من باب صلاة التطوع وصلاة النافلة , بل ان منها ما هو سنن مؤكدة يستحب الدوام عليها مثل السنن التي تكون قبل او بعد أداء الفرائض , لماذا مؤكدة ؟ حتى تجبر اي نقص في الثواب قد يحصل حين اداء الفرائض

ناصر الشريعة
05-15-2008, 03:24 PM
جزاك الله خيرا أخي ناصر التوحيد .

الزميل اللا أدري !

هناك جانبان مهمان يوضحان الخطأ الذي تعاني منه من فهم هذه المسألة :
الجانب الأول : أن الله عالم بما سيكون عليه الشرع أولا وآخرا ، فالله عالم بما شرعه من قبل أن يخلق الخلق ، فلا تغيير في شرع الله بما لم يعلمه الله عز وجل ولم يرده جل وعلا ، وإذا كان شرع الله نعمة ورحمة لعباده فكذلك نسخ الأحكام والتخفيف نعمة ورحمة يظهرها الله في ثوب التدرج والنسخ ليشكره عباده ويعرفوا فضله وعظيم منته عليهم ، والله عز وجل يحب أن يحمد ويشكر وهو أهل الحمد والشكر .
فلا موضع هنا لما قلته عن أساطير الإغريق ولا غيرهم من تراجع الآلهة الباطلة تحت ضغط ومطالبة غيرهم ، فشرع الله كله علمه الله وأراده من قبل أن يخلق الخلق كلهم ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه.

الجانب الثاني :
أن الأنبياء والرسل لا يعلمون من شرع الله ونسخه الأحكام إلا بعد نزول الوحي ، ولهذا كان الدعاء والرجاء من النبي صلى الله عليه وسلم للتخفيف على أمته في جميع الأمور حتى لا يكون الأمر كما كان على بني إسرائيل الذين شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ، كما حصل لهم في قصة البقرة حين شددوا على أنفسهم ، ولهذا خشي النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ما وقع لغيرهم ، فكان ماذا يا هذا ؟!

ومن ذلك سؤال النبي صلى الله عليه وسلم التخفيف في عدد الصلوات حتى صارت خمسا وهي في علم الله قبل أن يخلق الخلق كلهم خمس في نهاية الأمر لا خمسون .
ومن ذلك خشية النبي صلى الله عليه وسلم أن تفرض التراويح والصحابة حريصون عليها راغبون فيها لا يستثقلونها ولا تشق على أكثرهم لأنهم يقومون الليل العام كله فلا يشق على هؤلاء صلاتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفه ساعات من الليل في شهر رمضان ، بل الصلاة راحة قلوبهم وأنس نفوسهم ، فمن هنا خشى النبي صلى الله عليه وسلم أن تفرض عليهم لأنه لا يعلم ما سينزل به الوحي قبل نزوله ، فكانت خشيته أن يكون استعداد الصحابة ورغبتهم وحرصهم على التراويح كما هو حرصهم على الجماعة في الفرائض الخمس وصلاة الكسوف والخسوف والعيدين والجنازة والجمعة والتي جميعها واجبة وجوبا عينيا أو كفائيا ، فيكون ذلك وصفا مناسبا لفرضية التراويح على الأمة الإسلامية لاستعداد الأمة واستطاعتها أداء هذا الفرض لو فرض وإن كان بمشقة من بعضهم .

فكل هذه الخشية والشفقة من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسبابها أنه لا يعلم ما سينزل به الوحي ، لا أنه بذلك سيغير ما سيكون عليه الوحي ، فكيف يغير ما لا يعلمه ؟ ولو كان يعلمه فإنه لن يملك التغيير وإنما التبليغ والطاعة والامتثال كبقية أحكام الشريعة ، وسؤال التخفيف ورجاؤه من الدعاء الذي هو طاعة لله وعبادة لا اعتراض ولا عناد لحكم الله كما خيله لك فهمك وسولته لك نفسك !!

ففرق بين سؤال التخفيف وبين العناد ، وما أعظم الفرق بينهما إن تكن تعلم .

ثم دع عنك السؤال عن الفرعيات وهناك من عظائم الأمور ما أجدر بك أن تناقش فيه ، فما دمت لا أدريا ، فما هي طرق المعرفة ووسائلها التي تقر بها ولماذا ؟ فإن لم يكن لك طريق للمعرفة أبدا فلا يصح منك سؤال ولا جواب حتى يكون على سبيل صحيحة من المعرفة الصحيحة لا السفسطة التي هي حال من لا دين له ولا عقل له .