المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على من يرفض أن يقول: أنا سلفي خشية التفرقة



جمال البليدي
05-22-2008, 01:36 AM
الرد على من يرفض أن يقول: أنا سلفي خشية التفرقة
الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله

السؤال: بعض إخواننا الدعاة يقول: أنا أرفض أن أقول: أنا سلفي، خشية أن الناس تنظر إلي نظرة حزبية، فهل هذا الكلام صحيح أم أن عليَّ أن أبين للناس السلفية؟

الجواب: جرت مناقشة بيني وبين أحد الكُّتاب الإسلاميين الذين هم معنا على الكتاب والسنة، أرجو من إخواننا طلاب العلم أن يحفظوا هذه المناقشة؛ لأن ثمرتها مهمة جداً.
قلت له: إذا سألك سائل: ما مذهبك؟ ما هو جوابك؟ قال: مسلم.
قلت: هذا الجواب خطأ.
قال: لم؟
قلت: لو سألك سائل: ما دينك؟
قال: مسلم.
فقلت: أنا ما سألتك أولاً ما دينك؟ أنا سألتك ما مذهبك؟ وأنت تعلم أن في الأرض الإسلامية اليوم مذاهب كثيرة وكثيرة جداً، أنت معنا في الحكم على بعضها بأنها ليست من الإسلام في شيء إطلاقاً، كـالدروز مثلاً: والإسماعيلية، والعلوية ونحوهم، مع ذلك فهم يقولون: نحن مسلمون، وهناك طوائف أخرى قد لا نقول: إنها خرجت من الإسلام، وإنما لا شك أنها تكون من الطوائف الضالة التي خرجت في مسائل كثيرة عن الكتاب والسنة، كـالمعتزلة، والخوارج والمرجئة والجبرية ونحو ذلك.
ما رأيك أهذا موجود عندك اليوم أم لا؟ قال: نعم. قلت: فإذا سألنا شخصاً من هؤلاء الأشخاص: ما مذهبك؟ سيقول قولك متحفظاً: مسلم، فأنت مسلم وهو مسلم، إذاً نحن نريد أن توضح في جوابك عن مذهبك بعد إسلامك ودينك؟ قال: إذاً أنا مذهبي الكتاب والسنة.
قلت: أيضاً هذا الجواب لا يكفي.
قال: لم؟
قلت: لأن من ذكرناهم يقولون عن أنفسهم أنهم مسلمون، ولا أحد منهم يقول: أنا لست على الكتاب والسنة.
فمثلاً: هل الشيعة يقولون: نحن ضد الكتاب والسنة؟ بل يقولون: نحن على الكتاب والسنة، وأنتم منحرفون عن الكتاب والسنة، فلا يكفي يا أستاذ أن تقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة، فلا بد من ضميمة أخرى، فما رأيك: هل يجوز أن نفهم الكتاب والسنة فهماً جديداً، أم لابد أن نلتزم في فهم الكتاب والسنة ما كان عليه السلف الصالح؟
قال: لا بد من ذلك.
قلت: هل أنت تعتقد أن أصحاب المذاهب الأخرى - من كان خارجاً عن الإسلام، ويدعي الإسلام ومن كان لا يزال في دائرة الإسلام لكنه ظل عن بعض أحكامه - هل تعتقد أنهم يقولون معك ومعي: نحن على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح؟
قال: لا. لا يشتركون معنا.
قلت: إذاً أنت لا يكفي أن تقول: أنا على الكتاب وعلى السنة، لابد من ضميمة أخرى.
قال: نعم.
قلت: إذاً ستقول: على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح .
والآن نأتي إلى بيت القصيد، قلت له وهو رجل أديب وكاتب: هل توجد كلمة واحدة في اللغة العربية تجمع لنا إشارة إلى هذه الكلمات كلها: مسلم، على الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح، مثلاً: أنا سلفي؟
قال: هو كذلك. وأسقط في يده، هذا هو الجواب، فإذا أحد أنكر عليك فقل لـه هذا الكلام الذي ذكرناه: وأنت ماذا؟ سيقول لك: مسلم، وأكمل بقية المناقشة معه. وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

جمال البليدي
05-22-2008, 01:43 AM
مشروعية الإنتساب للسلفية
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:

فإن لانتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهيك به من شرف، فلفظ السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح.
والسلفية رسم شرعي أصيل يرادف {أهل السنة والجماعة} و {أهل السنة } و{أهل الجماعة} ، و{أهل الأثر} و {أهل الحديث} و {الفرقة الناجية} و{الطائفة المنصورة} و{أهل الاتباع}.

والسلف الصالح الذي تنسب إليه السلفية هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، وأئمة الدين والهدى، والسلفي هو من رضي بهذا الميراث واكتفى به ولزم الكتاب والسنة على فهم علماء الأمة من الصحابة فمن بعدهم من الأئمة، هذا هو السلفي
((السلفية)) نسبة إلى السلف وقد نص عليها السلف

جاء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على ذلك : من ذلكم : قوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها : ((فإنه: نعم السلف أنا لكِ)) رواه مسلم (2482).


وكلمة (السلف) دارجةٌ عند أئمة السلف:قال البخاري: باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل وقال راشد بن سعد كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله مفسراً كلمة السلف: "أي من: الصحابة ومن بعهدهم" فتح الباري: (6/66)
وقال (5/2068): باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره
وقال أيضاً : قال الزهري في عظام الموتى – نحو الفيل وغيره – :"أدركت ناساً من سلف العلماء يمتشطون بها، ويدّهنون بها ولا يرون بأساً" فتح الباري (1/342)
وأخرج مسلم من طريق محمد بن عبد الله قال سمعت علي بن شقيق سمعت عبد الله بن المبارك يقول على رؤوس الناس دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف. مقدمة صحيح مسلم ص6
وقال الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم قل بما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم". الشريعة للآجري ص58


الإجماع على مشروعية الانتساب إلى : ((السلف))


و حكى الإجماع على صحة الانتساب إلى السلف: شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ في الفتاوى : (1/149) في رده على قول العز بن عبدالسلام : ".. والآخر يتستر بمذهب السلف": ( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق ، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).



علامة أهل البدع: كراهة الانتساب إلى : ((السلف))


ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى (4/155) أن ((شعار أهل البدع : هو ترك انتحال السلف الصالح))؛ فلا تجد خَلَفِيًّا لا سيما المنتسبون إلى الجماعات الدعويَّة الحديثة الظاهرة في الساحة اليوم والمناوئة لأهل السنة والجماعة إلاَّ وهو يكرهُ السلفية، ويكره الانتساب إلى السلفية.



((السلفية)) في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية

"درء التعارض" (5/356): فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية فإنه لابد أن يضل ويتناقض ويبقى في الجهل المركب أو البسيط.
"بيان تلبيس الجهمية" (1/122) : أبو عبدالله الرازي فيه تجهم قوي ولهذا يوحد ميله إلى الدهرية أكثر من ميله إلى السلفية الذين يقولون إنه فوق العرش.
"الفتاوى" (5/28) : وأعلم أنه ليس فى العقل الصريح ولا فى شىء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريق السلفية أصلا. "الفتاوى" (12/349) ولهذا كانت الطريقة النبوية السلفية أن يستعمل فى العلوم الالهية قياس الأولى كما قال الله تعالى (ولله المثل الأعلى)
"الفتاوى" (16/471): والأشعري وأمثاله برزخ بين السلف والجهمية أخذوا من هؤلاء كلاما صحيحا ومن هؤلاء أصولا عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة فمن الناس من مال إليه من الجهة السلفية ومن الناس من مال إليه من الجهة البدعية الجهمية. "الفتاوى" (33/177) : وأما السلفية فعلى ما حكاه الخطابى وأبو بكر الخطيب وغيرهما قالوا مذهب السلف إجراء أحاديث الصفات وآيات الصفات على ظاهرها مع نفى الكيفية والتشبيه عنها فلا نقول إن معنى اليد القدرة ولا أن معنى السمع العلم وذلك أن الكلام فى الصفات فرع على الكلام فى الذات يحتذى فيه حذوه ويتبع فيه مثاله فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية فكذلك إثبات الصفات اثبات وجود لا اثبات كيفية.
"درء التعارض" (1/249) : ومن المعلوم أن قول نفاة الرؤية والصفات والعلو على العرش والقائلين بأن الله لم يتكلم بل خلق كلاما في غيره ونفيهم ذلك لأن إثبات ذلك تجسيم هو إلى مخالفة الكتاب والسنة والإجماع السلفي.


النسبة إلى: ((السلف)) جارية في كتب التراجم والسير


فهذ الإمام الذهبي قال في ترجمة: الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي: "السلفي بفتحتين وهو من كان على مذهب السلف" السير (21/6).
وقال في ترجمة محمد بن محمد البهراني : "وكان ديناً خيراً سلفياً". معجم الشيوخ : (2/280)
وقال في ترجمة: أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي: "وكان على عقيدة السلف" معجم الشيوخ : (1/34)
وقال في السير(16/457) " وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إليّ من علم الكلام. قلت لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً". وقال في ترجمة ابن الصلاح "قلت وكان سلفياً حسن الاعتقاد كافّا عن تأويل المتكلمين " تذكرة الحفاظ (4/1431)
وقال في ترجمة الفسوي "وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفيا" السير (13/183)
وقال في ترجمة عثمان بن بن خرزاذ الطبري : "فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا نحويا لغويا زكيا حييا سلفيا" السير (13/380)
وقال في ترجمة الزبيدي "وكان حنفيا سلفيا" السير (20/317)
وقال في ترجمة ابن هبيرة "وكان يعرف المذهب والعربية والعروض سلفيا أثريا" السير (20/426)
وقال في ترجمة ابن المجد "وكان ثقة ثبتا ذكيا سلفيا تقيا" السير (23/118)
وقال في ترجمة يحيى بن إسحاق: "وكان عارفاً بالمذاهب خيراً متواضعاً سلفياً حميد الأحكام ... ". معجم الشيوخ رقم {957}



((السلفية)) فــي كــتــب الأنــســاب


o وقال السمعاني (ت 562) في الأنساب (3/273): "السلفي؛ بفتح السين واللام وفي آخرها فاء: هذه النسبة إلى السلف، وانتحال مذاهبهم على ما سعمت منهم"o قال ابن الأثير (ت630) عقب كلام السمعاني السابق: "وعرف به جماعة".

فريد
05-30-2008, 11:07 AM
السلام على من اتبع هدى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان لما سأله فقال: يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : ( نعم ) . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : ( نعم ، وفيه دخن ) . قلت : وما دخنه ؟ قال : ( قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : ( هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك . ولما كثر على الناس اللغط حول مفهوم اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبحوا تائهين في مسلك الطوائف والتيارات التي تدّعي اتباعها لنبيها الكريم , آثرت على نفسي أن أقدم هذا التعريف البسيط عن مفهوم السلفية عسى الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا ويرزقنا الجنة.

أول سؤال يتبادر إلى الذهن هو:
من هم السلف؟: هم الصحابة ، والتابعون ، وتابعوهم من أهل القرون الخيرية الثلاثة الأُوَل ، التي أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيريتها، فقال: " خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خير قرون الأمة القرن الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. والصحابة جمع صحابي، والصحابي: هو من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ، ومات على ذلك ، وإن تخللته ردة على الراجح من أقوال اهل العلم.
فالصحابة: هم الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم،واكتحلت أعينهم بمشاهدة أنواره.
والتابعون: هم الذين رأوا الصحابة ، أو واحداً من الصحابة .

فالسلف: هم الصحابة ، والتابعون ، وتابعوهم من أهل القرون الخيرية الثلاثة الأول ، عدا الأول ، عدا أهل البدع كالخوارج ، والمعتزلة ، والقدرية ، والجهمية ، وغيرهم من فرق الضلالة.
والسلفيون: هم الذين يعتقدون معتقد السلف الصالح رضي الله عنهم ، وينتهجون منهج السلف في فهم الكتاب والسنة,وهنا نقف لماذا ابتدعنا اسم السلفية مع أنه كان يكفينا قول ربنا في كتابه الحكيم {هو سماكم المسلمين من قبل}؟
اجاب عن هذا التساؤل الإمام ابن حنبل رحمه الله فقال:كان هذا يسع من كان قبلنا أما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول القرآن كلام الله غير مخلوق. بمعنى اسم المسلمين كان كافيا قبل ظهور المبتدعة من المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن, فكان يكفي العبد اسم الإسلام عندما كان المسلمون جماعة واحدة ، على اعتقاد واحد ، وعلى فهم واحد للكتاب والسنة ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: " إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة ، وإنكم ستحدثون ، ويحدث لكم ، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول ". وقالالإمام مالك رحمه الله: لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان, لأن البدع ظهرت في آخر عهد الصحابة رضي الله عنهم. كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنه منيعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ".وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستفترق إلى جماعات فقالافترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ،وافترقت النصارى على ثنتي وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلهم في النار إلا واحدة ، قالوا: من هم يا رسول الله؟ ، قال: هم الجماعة), وليس المقصود بالجماعة أي جماعة في أي مكان ، لأن الجماعات تختلف بإختلاف الأمكنة واختلاف الأزمنة ففي بعض الأماكن ينتشر مذهب الشيعة ، وفي بعض الأماكن ينتشر فكر الصوفية ، وفي بعضها فكر الأشاعرة ، فهل يقصد النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يكون مع أي جماعة في أي بلد وفي أي زمان ؟!. ليس هذا هو المقصود قطعاً فالمقصود بالجماعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم هي التي على شاكلة الجماعة الأولى ، التي كانت على فكر واحد ، وعلى عقيدة واحدة ، وعلى فهم صحيح للكتاب والسنة, لأن الله تعالى جعل معتقد الصحابة هو المقياس للعقيدة الصحيحة فقال عز وجل: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ} (137) سورة البقرة.
فالدعوة السلفية ليست فهم الإسلام بفهم شخص من الناس ، ليست فهم شيخ الإسلام ابن تيمية ، أو فهم العلامة ابن باز ، أو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني...، ولكن المقصود بالسلفية: المُحافظة على معتقد السلف ، وعلى فهم السلف للكتاب والسنة ، وعلى منهج السلف رضي الله عنهم.
وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بأن طائفة من الأمة لا تزال ظاهرة على الحق ، ترفع راية السنة وتدعو إلى الفهم الصحيح ، للكتاب والسنة فقاللا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك), هذه الطائفة هي الفرقة الناجية التي أخبر عنها المعصوم الظاهرة الذين هم أهل الحديث ، و أهل الأثر ، وليس المقصود بالظهور ظهور السلطان ، والسيف، والسنان في كل مكان وزمان ، ولكن هذا الظهور ظهور الحجة إما ظهورا كاملا ظهور حكم ، وسلطان ، وسيف وسنان ، وأدنى الظهور ظهور الحجة والبيان: فلابد أن يبقى أناس يرفعون راية السنة ، ويَذُبُّونَ عن سنة رسول الله ويدافعون عن معتقد ومنهج أهل السنة والجماعة {كما قال ابن القيم رحمه الله:ظن بعض الناس أن الجماعة هي سواد الناس ، وأن من شذ شذ في النار ، ولقد شذ الناس كلهم في زمن الإمام أحمد إلا نفراً يسيراً...}.
أكتفي بهذا القدر على أن أتمم باقي محاور الموضوع في وقت لاحق.
والسلام على من اتبع هدى النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين

فخر الدين المناظر
05-31-2008, 01:22 AM
الحق ان مفهوم السلفية مفهوم متشعب جدا لكثرة استعماله تاريخيا وهذه روابط لندوة علمية لثلاث دكاترة رأيتُ ان أنقلها لما بها من فوائد عظيمة :

مفهوم السلفية تقديم للشيخ العلامة فريد الأنصاري 1 (http://www.youtube.com/watch?v=nPDIqr2A6Nw)

مفهوم السلفية الدكتور علي أبو العكيك 2 (http://www.youtube.com/watch?v=WUUN5DyWOqw)

مفهوم السلفية الدكتور علي أبو العكيك 3 (http://www.youtube.com/watch?v=_5i0yWU6TF0)

مفهوم السلفية الشيخ العلامة الحسن العلمي 4 (http://www.youtube.com/watch?v=aj6uB8VyiVo&feature=related)

مفهوم السلفية الشيخ العلامة الحسن العلمي5 (http://www.youtube.com/watch?v=9Z_HIsoPDZM&feature=related)

مفهوم السلفية الشيخ العلامة الحسن العلمي 6 (http://www.youtube.com/watch?v=xaaLubUHOBw&feature=related)

مفهوم السلفية الشيخ العلامة فريد الأنصاري 7 (http://www.youtube.com/watch?v=FMmr5Uw4wQU&feature=related)

مفهوم السلفية الشيخ العلامة فريد الأنصاري 8 (http://www.youtube.com/watch?v=xe4E4iJBWsI&feature=related)

مفهوم السلفية الشيخ العلامة فريد الأنصاري 9 (http://www.youtube.com/watch?v=CSm_BON7hWo&feature=related)

مفهوم السلفية الشيخ العلامة فريد الأنصاري 10 (http://www.youtube.com/watch?v=f4hiRWabR40&feature=related)

مداخلة الشيخ الحسن العلمي 11 (http://www.youtube.com/watch?v=KPIGSDyrdn4&feature=related)

مداخلة الشيخ الحسن العلمي 12 (http://www.youtube.com/watch?v=JVQXVKHew5U&feature=related)

يحيى
06-01-2008, 12:52 AM
أي سلفية ؟؟ سلفية الأئمة الأربعة؟ السلفية السياسية؟ السلفية الجهادية؟ سلفية الذين يشاركون في انتخابات الكويت؟ سلفية من يكفر الانتخابات؟ السلفية الدعوية؟ سلفية الدعوة و التبليغ؟ السلفية الرسمية لدولة ما ؟ الجامية ؟ المدخلية؟ السلفية الإصلاحية ؟ السلفية الإخوانية؟ سلفية أبو مريم ..!!؟؟ كل يدعي و صلا بليلى و ليلى لا تقر له بدلك لأن في الواقع كل يتهم الآخر بل قد يصل الحد للتكفير .. أما الاتهام بالخروج و الارجاء و الحداثة فحدث و لا حرج .. في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ظهرت أساس مدرستين في فهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي مدرسة المقاصد و مدرسة الظواهر و عد في ذلك الى الاختلاف بين الصحابة حول صلاة العصر .. أما في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ظهرت اساس مدرستين و هي أهل الحديث في الحجاز و منها تفرعت المالكية و الشافعية و الحنابلة و أخرى مدرسة أهل الرأي في العراق و منها منهج و مذهب أبو حنيفة في فهم الاسلام و تطبيقه .. الاختلافات كانت حتى بين الصحابة رضي الله عنهم أما من يدعون اليوم السلفية لا يعترفون بالاختلاف في شيء لا في العقيدة و الآيات المتشابه و لا في الفقه و لا في السياسة و يضربون فقه الواقع و الاولويات عرض الحائط و كل سلفية تتهم سلفية أخرى ههههههه .. لا حول و لا قوة الا بالله.

جمال البليدي
06-04-2008, 04:46 PM
أي سلفية؟؟؟؟؟سبحان الله وهل يوجد سلفيات
السلفية هي طريق واحد وهو الإسلام الذي نزل على محمد عليه الصلاة والسلام وفهمه أصحابه والتابعبين إليهم بإحسان

سلفية الأئمة الأربعة؟
الأئئمة الأربعة من التابعين وهي نفسها سلفية الصحابة رضوان الله عليهم
يقول الإمام أحمد من أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والإقتداء بهم ، وترك البدع

السلفية السياسية؟السلفية الجهادية؟
لا يوجد سلفية سياسية لأن النبي عليه الصلاة والسلام تكلم عن سلفية واحدة وليس عشرات ولم يرد أي نص تكلم فيه عن السلفية السياسية ولا حتى الصحابة ولا التابعين
لم يتكلم أي أحد عن السلفية السياسية
فالسلفية هي الإسلام بشموله فكيف تحصرها أنت في السياسة أو الجهاد


كل يدعي و صلا بليلى و ليلى لا تقر له بدلكهذا أمر طبيعي السلفية هي الحق وكل يدعي الوصول إليها فأين المشكلة هنا


الاختلافات كانت حتى بين الصحابة رضي الله عنهم أما من يدعون اليوم السلفية لا يعترفون بالاختلاف في شيء لا في العقيدة و الآيات المتشابه و لا في الفقه و لا في السياسة و يضربون فقه الواقع و الاولويات عرض الحائط و كل سلفية تتهم سلفية أخرى ههههههه ..نعم الإختلافات حاصة بين الصحابة والصحابة هم السلف والسلفيون هم أتباعهم بإحسان والإختلاف كان بين الصحابة في الأمور الإجتهادية فقط ونفس الشيء بين السلفيين لأنهم أتباعهم
أما فقه الواقع فالمشكلة لا تكمن فيه إنما تكمن في إنزال الأحكام الشرعية على الواقع وإلا ما الائدة أن تقه الواقع ولا تعرف تنزيل الأحكام عليه


و كل سلفية تتهم سلفية أخرى ههههههه ..يوجد سلفية واحدة ههههههههههههه

جمال البليدي
06-05-2008, 05:09 PM
أخي الحبيب الفاضل فجر الإسلام أنا أوافقك في قولك

على العموم لا أظن أن أحداً يمانع أن ينتسب للسلفية إن كانت تعني الإنتساب للصحابة و التابعين و من تبعهم بإحسان . و لكن إذا كانت السلفية تعني الانتساب إلى بعض السلفيات المعاصرة فالأمر يختلف .

أما عن باقي كلامك فأقول :

النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وأصحابه كانو يتسمون بالإسلام لأنهم كانو على الإسلام الحق قبل أن تدخله التشويهات من الفرق المنحرفة فلم يكن حاجة لكلمة أهل السنة والجماعة لأنهم كانو عليها سليقة وفطرة كما كانو يتكلمون العربية الفصيحة دون لحن أو خطأ فلم يكن علم النحو والصرف والبلاغة حتى ظهر اللحن فظهر هذا العلم الذي يضبط عوج اللسان وكذلك لما ظهر الشذوذ والإنحراف عن جماعة المسلمين بدات تظهر هذه المسميات:أهل السنة-أهل السنة والجماعة-السلفيون-أهل الحديث-أهل الأثر -الفرقة الناجية-الطائفة المنصورة وكل هذه التسميات مدلولها واحد وهو الإسلام الحق الذي نزل على النبي عليه الصلاة والسلام قبل أن تأتي الفرق المنحرفة
مع أن النبي أشار لهذه التسمية بقوله عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي عضو عليها بالنواجذ
وقال النبي عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها نعم السلف أنا لك

الوعد الصادق
06-06-2008, 11:33 PM
الأخوة المسلمين :

اذا كان الاسم والوصف مهم جدا بالنسبة لكم لهذه الدرجة اذا :

ما قولكم في الاسم ( حنيف ) وفي الوصف ( رباني ) ؟

واذا صدق هذا الاسم و ذاك الوصف على مسلم الا تظنون حينها ان هذا سيميز صاحبه عن اهل البدع من بقية المسلمين ؟

او ليس اهل السنة مسلمين حنفاء ؟

اوليس اهل السنة من الربانيين ؟

او ليس اهل السلف الصالح حنفاء من الربانيين كما أمرهم نبيهم ؟

جمال البليدي
06-07-2008, 02:15 AM
أخي الكريم الوعد الصادق لو تفصل أكثر في كلامك لأنني لم أفهم جيدا ما تقصد :emrose:

الوعد الصادق
06-07-2008, 08:07 PM
( ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين 67 ) آل عمران .

( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون 79) آل عمران .

:emrose::emrose:

dfkjdsfkdfsk
06-13-2008, 03:22 AM
يا إخواني نحن نريد لفظة تدل على
1- الكتاب
2- السنة
3 - بفهم السلف الصاح
وهي السلفية
وهذه سنة من كان قبلنا
فهم أول من أتى بتسمية أهل السنة
ليميزوا بين المسلمين
ونحن بهذا الزمن نحتاج لنميز من يأخذون الكتاب بفهم السلف الصالح ومن يأخذونه بفهمهم أو بفهم قادتهم
أو بعبارة أخرى (من التي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسة الخلفاء المهديين الذين عضوا عليها بالنواجذ)
أو بعبارة أخرى فرقة إلا واحدة (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)

والخلاف شر قال تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) فمن رحم ربي غير مختلفين
وفي السنة(أن النبي - صلى الله عليه وسلم -خبأ لابن صياد (دخاناً)، فسأله عما خبأ له؟ فقال: دخ. فقال:
"اخسأ؟ فلن تعدو قدرك ".
فلما ولى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"ماقال؟ ".
فقال بعضهم:
دخ. وقال بعضهم:
بل قال: زخ . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم:قدِ اختلفتُم وأنا بين أظهُركم، وأنتُم بعدِي أشدُ اختلافاً)أخرجه الألباني فس السلسلة الصحيحة وقال:
(لعل في أولئك الغافلين من يتنبه من غفلته، ويعود إلى رشده حين يرون النبي - صلى الله عليه وسلم -لا يرضى من الصحابة- رضي الله عنهم- اختلافهم في تحديد ما قاال ابن صياد؛ هل هو (الدُّخ) أو (الزخ)؟ مع أن مثل هذا الاختلاف ليس له علاقة بالدين مطلقاً كما هو ظاهر، لعلهم حين يتنبهون لهذا يتبين لهم أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يرضى منهم الاختلاف في الدين ولا يقره من باب أولى.
فالحق أن الخلاف- وهو الذي يسميه ابن تيمية- رحمه الله- اختلاف تضاد-
إنما هو نقمة وليس برحمة).

فخر الدين المناظر
06-26-2008, 11:09 PM
ونحن يا أخي راضون باللفظ الذي أطلقه علينا رسول الله ( ص ) حيث قال هم أهل السنة والجماعة، فقد روى أبو داود وابن ماجة وأحمد : "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، الناجية منها واحدة والباقون هلكى. قيل: ومن الناجية ؟ قال : أهل السنة والجماعة، قيل : وما السنة والجماعة؟ قال ما عليه اليوم وأصحابي".

قال الإمام الشاطبي في الاعتصام [1/79]:
" وقال عبد الرحمن بن مهدي: قد سئل مالك بن أنس عن السنة؟ قال: هي ما لا اسم له غير السنة، وتلا: ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ".
وقال ابن القيم في مدارج السالكين [3/179]:
" وقد سئل بعض الأئمة عن السنة؟ قال: ما لا اسم له سوى السنة. يعني أن أهل السنة ليس لهم اسم يُنسبون إليه سواها ".
وفي كتاب الانتفاء لشيخ الإسلام بن عبد البر (ص:35): أن رجلاً سأل مالكاً فقال: من أهل السنة؟ قال: " أهل السنة الذين ليس لهم لقبٌ يُعرفون به؛ لا جهمي ولا قدري ولا رافضي ".

راشد بن أحمد الراشد
06-27-2008, 12:31 AM
أظن الموضوع متشعب أكثر مما نظن؛ فالبداية كانت التسمية التي ارتضاها لنا الله و هي : المسلمون, ثم خرجت البدع, فأصبحت التسمية بأهل السنة, ثم فشى الرأي فشوا شديدا, فأصبح مسمسى أهل الحديث و أهل الأثر و الظاهرية, ثم في القرون المتأخرة زاد التفرق فخرج اسم السلفية, و السلفية الآن ينطبق عليها ما ينطبق على كل اسم من المسميات السابقة, و هو التفرق الحاصل؛ فنجد السلفية الأصلية المعروفة, و التي رموزها في هذا العصر العلماء ابن باز و الألباني و ابن عثيمين و و و , و خرجت لنا سلفية إخوانية ! و كذلك سلفية جهادية ! و كذلك سلفيات بأشكال و ألوان, فما أدري ما القادم ؟

وفقنا الله جميعا لما يحب و يرضى .

جمال البليدي
06-27-2008, 08:02 PM
ونحن يا أخي راضون باللفظ الذي أطلقه علينا رسول الله ( ص ) حيث قال هم أهل السنة والجماعة، فقد روى أبو داود وابن ماجة وأحمد : "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، الناجية منها واحدة والباقون هلكى. قيل: ومن الناجية ؟ قال : أهل السنة والجماعة، قيل : وما السنة والجماعة؟ قال ما عليه اليوم وأصحابي".

قال الإمام الشاطبي في الاعتصام [1/79]:
" وقال عبد الرحمن بن مهدي: قد سئل مالك بن أنس عن السنة؟ قال: هي ما لا اسم له غير السنة، وتلا: ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ".
وقال ابن القيم في مدارج السالكين [3/179]:
" وقد سئل بعض الأئمة عن السنة؟ قال: ما لا اسم له سوى السنة. يعني أن أهل السنة ليس لهم اسم يُنسبون إليه سواها ".
وفي كتاب الانتفاء لشيخ الإسلام بن عبد البر (ص:35): أن رجلاً سأل مالكاً فقال: من أهل السنة؟ قال: " أهل السنة الذين ليس لهم لقبٌ يُعرفون به؛ لا جهمي ولا قدري ولا رافضي ".

جزاك الله خيرا أخي العزيز

ولكن لما نشأت البدع في الإسلام، وتعددت فرق الضلال، وأخذ كل يدعو إلى بدعته وهواه - مع انتسابهم في الظاهر إلى الإسلام - كان لابد لأهل الحق وأصحاب العقيدة الصحيحة، التي ترك النبي صلى الله عليه وسلم الأمة عليها، من غير أن تشوبها شائبه، أو تدخل عليها داخلة، من هوى أو ابتداع: أن يعرفوا بأسماء تميزهم عن أهل الابتداع والانحراف في هذه العقيدة فظهرت حين ذلك أسماؤهم الشرعية المستمدة من الإسلام.

فمن أسمائهم: أهل السنة والجماعة - الفرقة الناجية - الطائفة المنصورة - السلف.

وما اشتهر لأهل السنة من هذه الأسماء لا ينافي ما سبق تقريره من أنهم ليس لهم اسم أو لقب يعرفون به إلا الإسلام، لأن هذه الأسماء دالة على الإسلام.

لكن لما انتسب إلى الإسلام من لم يحققه التحقيق الصحيح من أهل البدع ظهرت هذه المسميات، للتفرقة بين أهل التحقيق الصحيح للإسلام وهم أهل السنة وبين من انحرف عنه.

ومن تأمل هذه الأسماء (أسماء أهل السنة) ظهر له أنها كلها تدل على الإسلام فبعضها ثابت لهم بالنص من الرسول صلى الله عليه وسلم، والبعض الآخر إنما حصل لهم بفضل تحقيقهم للإسلام تحقيقاً صحيحاً. وهي تخالف تماماً مسميات أهل البدع وألقابهم فأسماء أهل البدع وألقابهم: إما ترجع إلى الانتساب لأشخاص، وإما إلى ألقاب مشتقة من أصل بدعهم، وإما أن هذه الألقاب ترجع إلى سبب خروج من تسمى بها عن عقيدة المسلمين، وجماعتهم.

فأين هذه الأسماء والألقاب من أسماء أهل السنة المستمدة من الإسلام؟

قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد بعد ذكره ألقاب أهل السنة: وهذه الألقاب الشريفة تخالف أي لقب كان لأي فرقة كانت من وجوه:
الأول: أنها نسب لم تنفصل ولا لحظة واحدة عن الأمة الإسلامية منذ تكوينها على منهاج النبوة فهي تحوي جميع المسلمين على طريقة الرعيل الأول، ومن يقتدي بهم في تلقي العلم وطريقة فهمه، وبطبيعة الدعوة إليه.

الثاني: أنها تحوي كل الإسلام (الكتاب والسنة) فهي لا تختص برسم يخالف الكتاب والسنة زيادة أو نقصاً.

الثالث: أنها ألقاب منها ما هو ثابت بالسنة الصحيحة، ومنها ما لم يبرز إلا في مواجهة مناهج أهل الأهواء والفرق الضالة، لرد بدعتهم والتميز عنهم.

الرابع: أن عقد الولاء والبراء، والموالاة والمعادة لديهم هو على الإسلام لا غير لا على رسم باسم معين ولا على رسم محدد، إنما هو (الكتاب والسنة) فحسب.

الخامس: أن هذه الألقاب لم تكن داعية لهم للتعصب لشخص دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.

السادس: أن هذه الألقاب لا تفضي إلى بدعة ولا معصية، ولا عصبية لشخص معين ولا لطائفة معينة، فإذا قيل: (أهل السنة والجماعة) انتظم هذا اللقب هذه الخواص، وهذا لا يكون لأحد من أهل الفرق بأسمائهم ورسومهم التي انشقوا بها عن جماعة المسلمين وهكذا بقية ألقاب أهل السنة (4).

وبعد أن ظهرت مغايرة أسماء أهل السنة وألقابهم لكل مسميات وألقاب أهل البدع نشرع في عرض أسماء أهل السنة، عرضاً موجزاً، لبيان معنى كل اسم، والأدلة على شرعيته، وانتمائه إلى الإسلام.

1- أهل السنة والجماعة:

وهذا الاسم يتألف من شقين: أ- أهل السنة . ب- الجماعة.

أولاً: أهل السنة:

والمقصود من إطلاق السنة هنا: معناها الاصطلاحي، وهو شمولها للإسلام كاملاً، فليس بدعاً من القول إذاً أن يطلق على من حقق الإسلام كاملاً كما جاء عن الله ورسوله: (أهل السنة) لمطابقة السنة للإسلام.

ومن تأمل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، في الأمر باتباع سنته، عرف مطابقة السنة للإسلام وشمولها له، وأدرك مطابقة تسمية أهل التحقيق الصحيح للإسلام، بـ (أهل السنة) جاء في حديث العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " .... فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلال " (5).

فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم في مقابل الاعتصام بسنته وسنة خلفائه، إحداث البدع. فدل على أن كل ما خرج عن سنته وسنة خلفائه بدعة، ولو كان هناك شيء من الدين لم تشمله سنته وسنة خلفائه، لما سمى الرسول صلى الله عليه وسلم الخروج عنها بدعة، فدل على شمول سنته وسنة خلفائه للإسلام كاملاً.

وبهذا يعلم مناسبة تسمية أهل السنة بهذا الاسم، وذلك لتحقيقهم الإسلام تحقيقاً كاملاً صحيحاً. ويظهر بذلك شرعية تسميتهم (بأهل السنة) وأن هذه التسمية منبثقة من تسميهم بالمسلمين، بل هي مرادفة لتسميهم بالمسلمين، كما دلت على ذلك النصوص. والله تعالى أعلم.

ثانياً: الجماعة:

أما تسمية أهل السنة بـ (الجماعة) فهذه تسمية ثابتة لهم بالنص من رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أهل الكتاب افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة وهي: الجماعة وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرف ولا مفصل إلا داخله .. " (6).

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة " (7).

فالمقصود بالجماعة هنا أهل السنة لأنهم أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهؤلاء هم جماعة المسلمين.

قال الإمام البربهاري: " والأساس الذي بينا عليه الجماعة هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمهم الله أجمعين وهم أهل السنة والجماعة " (8).

2- الفرقة الناجية:

هذا اللقب مأخوذ من مفهوم حديث افتراق الأمة السابق: حيث نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن كل الفرق في النار إلا واحدة في الجنة، فأطلق من هذا المعنى على هذه الفرق التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها في الجنة (الفرقة الناجية).

ويفهم من كلام بعض أهل العلم أن هذه التسمية مأخوذة من منطوق الحديث وأنه عليه الصلاة والسلام سئل عن الفرقة الناجية فذكر أوصافها:

يقول الآجري: " ثم إنه صلوات الله وسلامه عليه سئل (من الناجية؟) فقال عليه الصلاة والسلام في حديث: (ما أنا عليه وأصحابي) وفي حديث قال: (السواد الأعظم)، وفي حديث قال: (واحدة في الجنة وهي الجماعة) " (9).

ويقول شيخ الإسلام في جوابه لسؤال عن حديث افتراق الأمة: " الحمد لله .. الحديث مشهور في السنن والمسانيد كسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وغيرهم ... - ثم قال بعد أن ساق الحديث بنصه -: وفي رواية قالوا: يا رسول الله من الفرقة الناجية؟ قال: (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وفي رواية قال: (هي الجماعة يد الله مع الجماعة) " (10).

فعلى ثبوت رواية: سؤال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم (من الفرقة الناجية؟) تكون التسمية ثابتة بالنص من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا فهي مأخوذة من مفهوم الحديث وهذا الذي يظهر لي والله تعالى أعلم.

وقد اشتهر إطلاق هذه التسمية (الفرقة الناجية) على أهل السنة بين العام والخاص حتى إن بعض علماء السلف ضمنوها عناوين كتبهم في عرض عقيدة أهل السنة واستغنوا بها عن غيرها من مسميات أهل السنة لاشتهارها بين الناس.

3- الطائفة المنصورة:

قد دل على استحقاق أهل السنة هذه التسمية قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه معاوية بن قرة عن أبيه: أنه صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى يوم القيامة " (11).

وفي الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ".

وهذه الطائفة المنصورة هم أهل السنة كما نص على ذلك الأئمة: " قال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم، قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث ".

قلت: والواقع يشهد بهذا فمن عرف التأريخ علم أن أهل السنة والجماعة هي الطائفة المنصورة فما زال الله تعالى يجدد لهم عقيدتهم (العقيدة الإسلامية) بأئمة يعودون بالناس إلى عقيدتهم الإسلامية، كلما اندثرت معالمها من أمثال الإمام أحمد بن حنبل (إمام أهل السنة) والإمام البخاري والإمام عثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم من علماء السلف رحمهم الله تعالى لما انتشرت بدع الجهمية في التعطيل وإنكارها صفات الباري جلا وعلا، والقول بخلق القرآن وذلك في النصف الأخير من القرن الثاني وبداية القرن الثالث من الهجرة.

وبأمثال شيخ الإسلام ابن تيميه ومن بعده تلميذه الإمام ابن القيم رحمهما تعالى، وبأمثال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، وما زلنا اليوم ننعم بفضل الله ثم بفضل دعوة الشيخ بصفاء العقيدة، وسلامة الفكر، ووضوح المنهج في الدعوة إلى الله على بصيرة، فجزى الله الشيخ عنا وعن المسلمين خير الجزاء.

ففي ذلك أكبر دليل، وأوضح حجة، وأصدق برهان على أن أهل السنة والجماعة هم الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خذلها إلى يوم القيامة فالحمد لله على فضله وتوفيقه.

4- السلفيون:

ويطلق على أهل السنة والجماعة (السلفيون) لاتباعهم منهج السلف الصالح الذين هم الصحابة والتابعون وأتباعهم على الخير والهدى.

جاء في القاموس المحيط (3/153): " السلف من تقدمك من آبائك وقرابتك ".

ويقول القلشاني: " السلف الصالح وهو الصدر الأول الراسخون في العلم المهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الحافظون لسنته اختارهم الله لصحبة نبيه وانتخبهم لإقامة دينه ... " (.

ويقول الباجوري: " وهم من كانوا قبل الخمسمائة، وقبل القرون الثلاثة الصحابة والتابعون وأتباع التابعين ".

فإطلاق (السلفيين) إذاً على أهل السنة والجماعة من كل عصر ومصر موافق تماماً لواقع حالهم وما يقوم عليه مذهبهم من متابعة السلف من الصحابة والتابعين.

وليس من الابتداع في شيء أن يتسمى أهل السنة بـ (السلفيين) بل إن مصطلح السلف يساوي تماماً مصطلح أهل السنة والجماعة، ويدرك ذلك بتأمل اجتماع كل من المصطلحين في حق الصحابة فهم السلف، وهم أهل السنة والجماعة.

وهنا قد يعترض معترض على إطلاق (السلفيين) على أهل السنة والجماعة المعاصرين، بدعوى مخالفة ذلك للغة: فيقول: إن السلف في اللغة من تقدم من الآباء والاتباع، فلو سلمنا إطلاق ذلك على من مضى أهل السنة باعتبار أنهم سلف لكم، فلا نسلم لكم إطلاقكم ذلك المصطلح على أنفسكم اليوم لمعارضة ذلك لقواعد اللغة.

فأقول: ليس المقصود بالسلف هنا معناه: (القديم) بالمقصود الانتساب إلى السلف الماضين وهذا سائغ في اللغة فكما يصح لنا القول: (سني) نسبة إلى (أهل السنة) يصح لنا القول: (سلفي) نسبة إلى (السلف) لا فرق.

فثبت بهذا أن إطلاق هذا الاسم على أهل السنة شرعي، وأنه يرجع في أصل معناه إلى أسمائهم الشرعية، كأهل السنة والجماعة، والطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، للتفريق بينهم وبين من ينتسب إلى الإسلام ممن انحرف عن العقيدة الصحيحة، التي ترك الرسول صلى الله عليه وسلم عليها أمته.

ولهذا ذكر المحققون أن مصطلح السلف إنما ظهر حين دار النزاع حول أصول الدين بين الفرق الكلامية، وحاول الجميع الانتساب إلى السلف الصالح فكان لابد من ظهور قواعد واضحة للاتجاه السلف تميزه عن مدعي الانتساب إلى السلفية .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نقلاً باختصار من كتاب موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع للشيخ إبراهيم الرحيلي حفظه الله (1/39-63).

------------------------
4) نقل باختصار من حكم الانتماء ص31-37.
5) رواه أحمد (4/126)، وأبو داود (5/13)، والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح الترمذي مع تحفة الأحوذي (7/438)، وابن ماجه (1/15) ح42، والدرامي (1/57)، ورواه الحاكم وقال: صحيح ليس له علة، ووافقه الذهبي، المستدرك مع التلخيص (1/95-96)، ورواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ص29 رقم 54، وابن بطة في الإبانة الكبرى (1/305-307) رقم 142، والآجري في الشريعة ص46، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/58) رقم 165.

وقال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله: " سنده صحيح " ونقل تصحيحه عن الضياء المقدسي. مشكاة المصابيح (1/58) رقم 165.
6) رواه أحمد (4/102)، وأبو داود (5/5-6) ح 4597، والدرامي (2/314)، والمروزي في السنة ص 15، وابن أبي عاصم في السنة ص33 ح 65، والآجري – بدون قوله: إنه سيخرج – انظر الشريعة ص 18. والحديث صحيح، صححه الحاكم ووافقه الذهبي انظر المستدرك مع التلخيص (1/128)، وقال الألباني في ظلال الجنة في تخريج السنة: " حديث صحيح بما قبله وما بعده "، انظر السنة لابن أبي عاصم مع ظلال الجنة ص 33.
7) رواه ابن ماجه (2/1322) ح 3993، وابن أبي عاصم في السنة ص 32 ح 64. والحديث صحيح نقل الألباني تصحيحه عن البوصيري.
8) شرح السنة ص21.
9) الشريعة ص 14.
10) مجموع الفتاوى (3/345).
11) رواه أحمد في المسند (4/436) (5/34)، والترمذي وقال: حسن صحيح. انظر سنن الترمذي مع التحفة (6/33) ح 2287)، وابن ماجه في سننه (1/4) ح6، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/112) ح 172، والحديث صحيح قال عنه الألباني في صحيح ابن ماجه (1/6) "صحيح" وقال في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/3/135): " واعلم أن الحديث صحيح ثابت مستفيض عن جماعة من الصحابة) وانظر بعض طرقه في صحيح مسلم (3/1523-1525)، وكتاب "أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى ص36-38.

جمال البليدي
06-27-2008, 08:20 PM
أظن الموضوع متشعب أكثر مما نظن؛ فالبداية كانت التسمية التي ارتضاها لنا الله و هي : المسلمون, ثم خرجت البدع, فأصبحت التسمية بأهل السنة, ثم فشى الرأي فشوا شديدا, فأصبح مسمسى أهل الحديث و أهل الأثر و الظاهرية, ثم في القرون المتأخرة زاد التفرق فخرج اسم السلفية
أخي العزيز ما قلت صحيحا نسبيا وإلا فإن كلمة السلفية لم تظهر في القرون المتأخرة كما قلت
بل قال النبي صلى الله عليه وسلم ((فإنه: نعم السلف أنا لكِ)) رواه مسلم (2482).
وكلمة (السلف) دارجةٌ عند أئمة السلف:
قال البخاري: باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل وقال راشد بن سعد كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله مفسراً كلمة السلف: "أي من: الصحابة ومن بعهدهم" فتح الباري: (6/66)
حكى الإجماع على صحة الانتساب إلى السلف: شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ في الفتاوى : (1/149) في رده على قول العز بن عبدالسلام : ".. والآخر يتستر بمذهب السلف": ( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق ، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).
وقال أيضا في درء التعارض" (5/356): فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية فإنه لابد أن يضل ويتناقض ويبقى في الجهل المركب أو البسيط.


السلفية الآن ينطبق عليها ما ينطبق على كل اسم من المسميات السابقة, و هو التفرق الحاصل؛ فنجد السلفية الأصلية المعروفة, و التي رموزها في هذا العصر العلماء ابن باز و الألباني و ابن عثيمين و و و , و خرجت لنا سلفية إخوانية ! و كذلك سلفية جهادية ! و كذلك سلفيات بأشكال و ألوان, فما أدري ما القادم ؟
1- أخي العزيز إنتساب بعض الفرق المنحرفة للسلفية دعوى خالية من الدليل
فالعبرة بالحقائق لا بالدعاوي فلو كانت الدعوى تنفع بمفردها لنفعت اليهود والنصارى عندما ادعو أن الجنة خاصة بهم كما قال الله تعالى عنهم(وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتو برهانكم إن كنتم صادقين)
ولو كانت الدعوى تنفع بمفردها لكان فرعون صادقا فيما ادعاه حيث قال الله تعالى عنه (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(لو يعطى الناس بدعواهم لادعى الناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعي عليه)
وما أحسن قول الشاعر
والدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء
2-تقسيم البعض للسلفية إلى جهادية وعلميةو....و.... تقسيم خاطئ وذلك لسببين:
السبب الأول:السلفية هي الإسلام بشموله فكيف نحصره في الجهاد ونقول" سلفية جهادية" أونحصره في العلم ونقول سلفية علمية؟ أو نخصره في التحزب ونقول سلفية إخوانية؟؟!
السبب الثاني:النبي صلى الله عليه وسلم تكلم عن سلفية واحدة وليس إثنان أوة عشرة وهي قوله صلى الله عليه وسلم ما كان على مثلي ما أنا عليه اليوم واصحابي
وأيضا الأئئمة عبر التاريخ لم يستعمل هذا التقسيم ألبتة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
واعلم أنه ليس في العقل الصريح , ولا في شيء من النقل الصحيح , ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية أصلاً ... ( الفتوى الحموية ص 34 ).
وقال أيضا:فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية فإنه لابد أن يضل ويتناقض ويبقى في الجهل المركب أو البسيط.

فأين تقسيم السلفية عند هؤلاء الأئئمة؟
حقيقة الكفار والملاحدة يقسمون الإسلام حسب الزمن فيقولون إسلام عباسي وإسلام عثماني وحسب المكان فيقولون إسلام أوربي وإسلام شرقي وإسلام غربي
ولكن هؤلاء المحللون السياسيون والصحفيون العلمانيون ومن تأثربهم فقد قسمتموه إلى علمي وجهادي
وذلك لأنه من قسم السلفية يعني أنه قسم الإسلام الصحيح فالسلفية هي الإسلام والإسلام هو السلفية

والله تعالى أعلم

فخر الدين المناظر
06-28-2008, 01:21 AM
أخي الفاضل جمال البليدي لو أحببت ان انقل لك العديد من أقوال جبال أهل العلم في أن اهل السنة والجماعة لا يعرفون إلا بهذا الإسم ويحرجون على غيره من التسميات لفعلت ... أنا الآن لا اعترض عن القصد بالتسمية وإنما اعترض عن من يريد أن يُلصق هذا الإسم بأهل السنة والجماعة،، فمن لم يكن سلفي فإنه ليس من اهل السنة والجماعة!! هذا ما اعارضه .. ولو تتبعت تاريخيا لوجدت ان أول من تسمى بإسم السلفية هم مجموعة من الحنابلة عقائدهم بعيدة كل البعد عن معتقد أهل السنة، ولو راجعت الروابط أعلاه لأخذت فوائد عدة ...

موضوعنا الآن هو فرض التسمية على من لا يريد أن يتسمى بها،، يكفي أن أقول أنا من أهل السنة والجماعة حتى يعرف القاصي والداني معتقدي بدون لبس، أما استبدال اسم أطلقه رسول الله ( ص ) باسم ارتضاه بعض العلماء لا أراه سائغا أبدا ..

اما إطلاق الإسم للتمييز بيننا ويبن اهل البدع فهذا غير مسلم، لأن من اهل البدع من يتسمى بمفهوم السلفية وما الفرقة الخارجية المعاصرة عنا ببعيدة، كما أن هناك طائفة من الصوفية الخوانك البدعية تطلق على نفسها اسم السلفية وأيضا الجامية تطلق على نفسها اسم السلفية.. فوجب الآن -على حسب منطقكم- اختراع إسم آخر حتى نتميز مرة أخرى وهكذا دواليك إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها.

ولو قُلتم انه لا شأن لكم بمن ينتسب إلى السلفية من الفرق البدعية قلنا لكم أننا أيضا لا شأن لنا بمن ينتسب إلى أهل السنة والجماعة من الفرق البدعية.

الآن السلفية المعاصرة السنية إضافة إلى المعتقد تتميز بمذهب فقهي معين معروف، وأصبح تصديرها تصديرا لمذهب فقهي معين باسم الكتاب والسنة... لهذا زاد النفور من الإسم في العديد من البلدان الإسلامية لأنه وقع تحجيم لفرقة اهل السنة من جهة وتحجيم للأصولية المنهجية من جهة اخرى، وهذا من أدق الأمور المذهبية التي لا يستطيع كشفها إلا من كان من أهل الاختصاص ... ففرضت التسمية ضربا من الفهم للكتاب والسنة إلى درجة أنه بمجرد ذكر اسم السلفي تعرف اختياراته الفقهية ومنهجه الأصولي.

ونرجع إلى سؤال جوهري :

هل يجوز حمل الناس على لفظ ارتضاه مجموعة من اهل العلم خضع لتطورات عدة شمل فيها الأصول والفروع ولوم من اقتصر على تسمية لديه عليها من الله برهان؟؟

الوعد الصادق
06-28-2008, 01:30 AM
الأمر أبسط من هذا التشعب والتعقيد , فالأصل هو أن كلام الله المذكور في القرآن وتسمياته له أولوية على غيره من الكلام وأعني بذلك الألفاظ حيث يقول الله :

( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة 4 وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة 5 ) البينة

راشد بن أحمد الراشد
06-28-2008, 02:42 AM
الأستاذ جمال البليدي وفقه الله: أنت لم تفهم مقصدي على ما أظن, أنا لم أنكر ما بينتَه وفقك الله, بل كلامي منصب على ما بينتَ تماما تماما, لكنك غفلت أنني قلت لك أيضا: أن كل الألفاظ الجميلة الرائعة و التي تسمى بها المسلمون الذين هم على المعتقد الصحيح قديما تعرضت لما تعرض له مسمى السلفية, فلماذا نترك كل تلك المسميات و نتمسك بالسلفية مع أنها تعرضت لما تعرضت له تلك المسميات, فالتمسك بالمسلم أصلا أحسن من هذا كله؛ ففيه آية واضحة جدا, بينما هذه المسميات الجميلة, و التي لا أخالف عليها كلها تعرضت لما تعرضت له السلفية, و مسمى السلفية لا يختلف في التخبط الذي حصل لما حصل قبله (و العيب ليس من السلفيين الحقيقيين, بل من المتلبسين بها كذبا و زورا).

إذن, لماذا نتمسك بالسلفية ولا نتمسك باسم السنة و الجماعة أو الإسلام مثلا؟ ألم تتعرض السلفية لما تعرضت له المسميات الأخرى التي نوافق عليها (أهل السنة و الأثر و الحديث و ...) ؟؟

الأستاذ فخر الدين: المصطلح الذي يجب أن نتوقف عنده إذن هو الإسلام و حسب, و التوضيح هو نفس ما قلته أعلاه للأستاذ جمال البليدي, إن كنا سنتوقف فسنتوقف عند البداية؛ لأن الانتقال لما بعدها سيكون من حقك إن أردت, و كذلك من حق من يريد التسمي باسم أهل الحديث أو السلفية أو ما شابه هذا من هذه التسميات؛ فكل أحد منهم عنده سلف في تسميته, هذا رأيي, و الله أعلم .

يحيى
06-28-2008, 03:56 AM
جمال البليديأ
أنصحك بقراءة كتاب السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب اسلامي للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي و يجب ان تطلع على الكتاب و أنت مستقل حر تبحث عن الحق غير متعصب لا لفلان و لا ضد علان .. و بعد أن تنتهي من الكتاب يمكنك أن تقرأ رد و تعقيب الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله .. و لكن و الكتاب و المراجع بين يديك ... و هذا ليس مهم بل المهم أن تقرأ الكتاب و تفهمه جيدا قبل أن تقرأ الردود و التعقيبات و كما العادة فالدوافع السياسية المحضة تدفع البعض للمساهمة في تشكيل اتجاه فكري معين فلا حول و لا قوة الا بالله.

راشد بن أحمد الراشد
06-28-2008, 12:40 PM
و لا يصح الانتقال بعدها إلى أهل البدع و الضلال من باقي الفرقة المنحرف

هذا إلزام من غير ملزم, و إذا كان أهل الحديث و الأثر كالشعبي و البخاري و مسلم و أحمد و الشافعي من أهل البدع و الضلال فما أجمله من ابتداع و ضلال! و إن كان السلفيون من أهل الضلال و البدع كابن تيمية و ابن القيم و من المتأخرين ابن باز و ابن عثيمين و الألباني فما أجمله من ابتداع و ضلال!

لكن أهل الضلال حقا من بعد هؤلاء هم الأشاعرة و المعتزلة و الماتريدية و الصوفية و الإنتمائات التي لم تعرف إلا في القرن الماضي كذلك على هذا الطريق, كالبوطي مثلا الذي يرشدنا الأخ لقراءة كتبه المليئة بالتصوف ووحدة الوجود الكافرة, نسأل الله السلامة و العافية .