المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رياض النعيم (6)



ابوالمنذر
04-07-2005, 09:40 AM
(6) من معاني الرحمة في القران الكريم والسنة المشرفة

وردت لفظة ( الرحمة ) في تسعٍ وسبعين موضعاً في القرآن الكريم ، وجاءت مضافة إلى ضمائر في خمس وثلاثين موضعاً، قال ابن الجوزي ( وذكر أهل التفسير أن الرحمة في القرآن على ستة عشر وجها ً)، و أوصلها الفيروزابادي إلى عشرين وجهاً ، و الدامغاني إلى أربعة عشر وجهاً ، وقد فتح الله عزوجل لعباده من خلال التجميع والتوافيق والزيادة والتهذيب لما كتبوه رحمهم الله في هذا الباب و سوف نرتب المعاني كالتالي( 1) :

1- الرحمة صفة لله عزوجل قال عزوجل ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ )( 2) وقوله عزوجل (كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)(3 ) ، وقوله عزوجل ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ( 4) ، وقوله عزوجل ( وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ )(5 )

2- الرحمة القرآن الكريم كلام رب العالمين قال عزوجل ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ( 6) ،وقوله عزوجل ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) ( 7) ،وقوله ( وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(8 )، وقوله ( وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (9 ) ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) ( 10) (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً)( 11)

3- الرحمة المغفرة قال عزوجل ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ( 12) ،وقال عزوجل ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ( 13) ، وكذا ألا يجد العبد عقوبة سيئاته يوم القيامة كقوله عزوجل( وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ( 14)

4-- الرحمة التوبة وهى من صفاته العليا عزوجل ، كما في وقوله عزوجل ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ( 15)، ويوضح ذلك قوله عزوجل ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) ( 16)

5- الرحمة إجابة الدعاء قال عزوجل( ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) ( 17)، وقوله عزوجل ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) (18 )

6- الرحمة النبي :salla2: بل هو :salla2: رحمة عامة في قوله عزوجل (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (19 )، وخاصة للمؤمنين في قوله عزوجل ( وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ )( 20)، وفي الحديث قوله :salla2: (أنا محمد و أحمد و المقفى و الحاشر و نبي التوبة و نبي الرحمة) (21 ) ، وقوله :salla2: ( إنما أنا رحمة مُهداة )( 22).

7- الرحمة النبوة قال عزوجل ( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ،أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّك)( 23) ، وقوله عزوجل ( فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) ( 24)

8- الرحمة الإسلام قال عزوجل ( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) ( 25) ، وقوله عزوجل ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) ( 26)، وقوله عزوجل )وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) ( 27) ، وقوله عزوجل ( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) ( 28)

9- الرحمة الجنة قال عزوجل ( وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ( 29)، وفي الحديث قوله :salla2: ( احتجت الجنة و النار فقالت الجنة: يدخلني الضعفاء و المساكين و قالت النار: يدخلني الجبارون و المتكبرون: فقال الله للنار: أنت عذابي أنتقم بك ممن شئت و قال للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من شئت و لكل واحدة منكما ملؤها) (30 )
10- الرحمة السعة في الأحكام والتخفيف قال عزوجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ( 31)( 32) وقال عزوجل ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة:286)

11- الرحمة العصمة من الوقوع في المحرمات قال عزوجل على لسان امرأة العزيز ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) ( 33)

12-الرحمة ما جعله الله في قلوب الخلق من المشاعر والأحاسيس الفياضة من الرقة والعطف والحنو وغيرها قال عزوجل ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ( 34) ، وقوله عزوجل ( وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً)( 35) ، وقال :salla2: عندما فاض الدمع رحمة على بعض ولد ابنته :radia: (هذه رحمة يجعلها الله في قلوب من يشاء من عباده و إنما يرحم الله من عباده الرحماء) ( 36) ‘ ولما قبّل :salla2: بعض ولد ابنته شفقة به و رحمة فلما رآه الأعرابي قال إن لي عشرة من الولد لم اقبّل منهم أحدا فقال له :salla2: (أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك )( 37)

13- الرحمة المودة والمولاة بين المؤمنين قال عزوجل في وصف النبي :salla2: و أصحابه :radia: ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ )( 38)، الرحمة الائتلاف واجتماع الكلمة بين المسلمين وفى الحديث عن النعمان بن بشير :radia: قال رسول الله :salla2: ( الجماعة رحمة والفرقة عذاب)( 39)

14- الرحمة التأييد والتثبيت قال عزوجل على لسان الراسخون في العلم في دعائهم (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (40 )

15- الرحمة فضل الله عزوجل قال عزوجل على لسان الخضر :salla1: ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) (41 ) ،وقوله عزوجل ( يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) ( 42)

16- الرحمة العافية والسلامة قال عزوجل ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ) ( 43) ، وقوله عزوجل )فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ) ( 44)

17- الرحمة الرزق قال عزوجل ( وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً) ( 45)

18 - الرحمة الهدى قال عزوجل ( قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ - يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (آل عمران73:74 )

19- الرحمة النعمة قال عزوجل ( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإنسان مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ) ( 46)وقوله عزوجل ( وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) ( 47)

20- الرحمة الغيث والمطر قال عزوجل( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ( 48)، وقوله عزوجل ( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (49 ) ، و في الصحيحين عن زيد بن خالد الجهني :radia: قال ( صلى بنا رسول الله :salla2: صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال : ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب وأما من قال مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) .

21- الرحمة النصر قال عزوجل ( قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) ( 50)

22- الرحمة التمكين قال عزوجل ( وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) <(يوسف:56)>
23- الرحمة المنّّّة قال عزوجل( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) ( 51) ، وقوله عزوجل ( وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكَافِرِينَ) (52 ).

24- الإطالة والإمهال قال عزوجل ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الملك:28) )

25- الرحمة الليل والنهار قال عزوجل ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)( 53)



الخلاصة
أن لفظة الرحمة في القرآن الكريم والسنة النبوية قد تطلق على بعض صفات الله عزوجل مثل:
1) صفة الرحمة لله عزوجل كما في قوله عزوجل ( كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ )( 54) .
2) صفة المغفرة وهى من صفاته عزوجل ،كما في قوله عزوجل ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ( 55).
3) القران الكريم الذي هو كلامه وهو أيضاً صفته عزوجل كما في قوله عزوجل ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) ( 56).
4) التوب وهى من صفاته العليا عزوجل ، كما في وقوله عزوجل ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ( 57)، ويوضح ذلك قوله عزوجل ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:17)
5) الإجابة وهى استجابة الدعاء وهو عزوجل من أسمائه المجيب . كما في قوله عزوجل ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) ( 58)
وتطلق الرحمة على مخلوقات الله عزوجل كالنبي :salla2: ، والمطر وما جعله الله في قلوب بعض خلقه الرقة والحنان كما سبق وكذلك على بعض الصفات والأحوال كالعافية والنجاة والرزق وغيرها، وهذا كله من آثار رحمه الله عزوجل وهذا سيتضح جلياً عند الكلام على آثار رحمة الله عزوجل في الخلق والأمر مصدقاً لقوله عزوجل ( فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ( 59)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) قال مقيده عفا الله عنه وعن والديه : والعجيب أن ابن الجوزي رحمه الله في كتابه (نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر )لم يذكر الرحمة التي هي صفة لله عزوجل ،وكذلك تسمية رسول الله :salla1: بالرحمة ، وقد زدت علي ما ذكر هاتين غير ذلك كما هو موضح بالبحث .والحمد لله على توفيقه وامتنانه.
( 2) الأعراف: من الآية156
( 3) الأنعام: من الآية12
( 4) الأنعام:54
( 5) الأنعام: من الآية133
( 6) الأعراف:52
( 7) يونس:57
( 8) يوسف: من الآية111
( 9) النحل:64
( 10) النحل:89
( 11) الإسراء:82
( 12) الأنعام:54
( 13) الزمر:53
( 14) غافر:9
( 15) الأنعام:54
( 16) (النساء:17)
( 17) مريم:2
( 18) الانبياء84:83
( 19) الأنبياء:107
( 20) التوبة: من الآية61
( 21) صحيح الجامع 1473 رواه أحمد ومسلم عن أبى موسي :radia: ، وزاد الطبراني ( ونبي الملحمة)
( 22) ( ابن سعد الحكيم ) عن أبي صالح مرسلا ( ك ) عنه عن أبي هريرة :radia: 2345 ( صحيح الجامع )
( 23) الزخرف: 32:31
( 24) الكهف:65
( 25) الإنسان:31
( 26) هود:28
( 27) الشورى:8
( 28) الإنسان:31
( 29) آل عمران:107
( 30) صحيح الجامع برقم 185 ، والحديث رواه مسلم و الترمذى عن أبى هريرة :radia: ، ومسلم عن أبى سعيد :radia: ، وابن خزيمة عن أنس :radia: .
( 31) البقرة:178
( 32) وفى الحديث:( إن الله حد حدوداً فلا تعتدوها،وفرض فرائض فلا تضيعوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها ، و ترك أشياء من غير نسيان من ربكم ولكن رحمة منه لكم فاقبلوها ، ولا تبحثوا عنها) رواه الحاكم و الدارقطنى وحسنه النووي و السمعاني وذكر له ابن رجب شواهد عند الطبراني و البزار وحسنه الألباني في تحقيق الإيمان والعقيدة الطحاوية ، ثم رجع عنه مضعفاً إياه في ضعيف الجامع( 1597)، وغاية المرام (4) للحديث شواهد بغير لفظه رواها أبو داود والترمذى وابن ماجة وحسنها الألباني في الصحيحة وصحيح الجامع وغاية المرام وصحيح السنن ولفظه ( عن سلمان :radia: قال سئل رسول الله :salla1: عن السمن والجبن والفراء ، فقال ( الحلال ما أحل الله في كتابه ، والحرام ما حرم الله في كتابه ، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه ) .
( 33) يوسف:53
( 34) الروم:21
( 35) الحديد: من الآية27
( 36) صحيح الجامع(7009 ) متفق عليه من حديث أسامة بن زيد :radia:
( 37) متفق عليه من حديث عائشة :radia:
( 38) الفتح: من الآية29
( 39) الإمام أحمد في المسند وابنه عبد الله في الزوائد وابن عاصم في السنة وحسنه الألباني في تخريج السنة( 93) والسلسلة الصحيحة ( 667 )وصحيح الجامع (3109 )وصحيح الترغيب والترهيب (976 ).
( 40) آل عمران:8
( 41) الكهف:82
( 42) آل عمران:74
( 43) هود:58
( 44) الأعراف:72
( 45) الإسراء:28
( 46) هود:9د
( 47) الروم:33
( 48) الروم:46
( 49) الشورى:28
( 50) الأحزاب:17
( 51) القصص:46
( 52) القصص:86
( 53) القصص 73:71
( 54) الأنعام: من الآية12
( 55) الزمر:53
( 56) النحل:89
( 57) الأنعام:54
( 58) الانبياء84:83
( 59) الروم:50




يتبع إن شاء الله إن كان فى العمر بقية