المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحولات في فكر الشباب الخليجي



هويتي مسلمة
05-27-2008, 02:33 PM
التحولات في فكر الشباب السعودي
عرضت على تلفزيون العربية ندوة عن مشاكل الشباب العربي نظمتها مؤسسة الفكر العربي المتميزة، وحضرها مفكرون سعوديون وعرب، وكان النقاش يدور عن حال الشباب العربي، وأهمية إتاحة الفرص للشباب العربي، وهجرة الشباب، وكان معظم الحديث عن أعراض ظاهرة، لكنه لم يتعمق في جذور المشكلات ولعل المفكرين الاجتماعيين في تلك الندوة كانوا تحت رقابة ذاتية لم يتصادموا فيها مع واقع الحال كما فعل الشباب نفسه في مدوناتهم، ورواياتهم، أو أنهم لم يطلعوا على تلك المكتوبات، المدونات الكاشفة لحال الشباب في الاتجاهات المختلفة، من غاية "المحافظة" و"التطرف"، إلى غاية البوح الصريح، والتهتك.
سأتحدث عن الشباب السعودي والخليجي على وجه الخصوص، وأضيق الموضوع إلى فئة تبحث بحثا عن التوازن لأنها تعاني من ظروف التحولات الاجتماعية، فئة تحاول أن تبلور نفسها، وتعبر عن مكنونها بوضوح، سواء وافقناه الرأي نحن المجتمع، أم اختلفنا معه، ولن أتعرض لفئات طرفي النقيض لأنها لا تشكل الأغلبية.
ومع هذا الموضوع أتمنى أن تعاود مؤسسة الفكر العربي التجربة في إطار منهجي آخر ينطلق من مفهوم تقلص عمر الهوة بين الأجيال إلى عشرين سنة فقط بدلا من خمسين بسبب المستجدات، وهذا الانفصال بين الأجيال ومفاهيمها ليس سيئا في حياتنا السعودية، بل هو أمر مطلوب لتحريك العقل الجامد الذي خلط التقاليد القديمة بالدين، وبنى جدار عزلة التنمية عن الحراك الاجتماعي لسنوات طويلة، ومنهم فكر الصحوة، اليوم بدأت ملامح جيل سعودي جديد قادم يكسر الجمود، ويسعى للتوافق مع نفسه.
إذا استثنينا المتطرفين شديدي التطرف فإن الجيل الجديد يتغذى على معطيات التقنية والاتصال، ويعبر ما يكتبه من الواقع المعاش بتفاصيل لا يسمح الصمت الاجتماعي القديم بالتفوه بها، ولا يتقيد بالصيغ اللغوية، أو سلامة اللغة التي يقدسها البعض بجمودها وليس صحتها بل يلقيها نابضة بالحياة، متجددة باشتقاقات، وصرف جديد يعبر عن الحياة الواسعة للمجتمع وليس مجتمع القبيلة، والقرية.
من قراءة ما يكتبه الشباب من روايات "واقعية"، أو حتى "طبيعية"، ومن قراءة مدوناتهم الجادة على الإنترنت، تجد أن هذا الجيل الجديد بين العشرينات، والثلاثينات لا يناقض الحياة الحية بسلوكه، ويحاول أن يتغلب على الشخصية المزدوجة في الجيل الذي سبقه، ويتصرف بانفتاح عال رغم أن الولد يضع "غترته" الحمراء، والبنت تلف شيلتها السوداء كما يريد المجتمع المحافظ، ولكنه يفكر بطريقة مختلفة في التعامل مع الواقع، وهي تسوية صعبة إذا قرأنا إفرازه الثقافي الواقعي الذي بين أيدينا، وهي بالتالي تغييب لفكر الصحوة.
المجتمع الشاب غامض التفاصيل، والذي لا نعرفه إلا من خلال مدوناته، وما يعرف بروايات الشباب، وأفلام قصيرة قليلة الحرفية، هو أيضا في ظني لا يعرف نفسه، لكنه بدأ يطير أسرابا كثيفة باتجاه هدف تنمية الذات خارج عوائق المجتمع، ميز هذا الجيل في العقد الأخير أنه بدأ يكتب ويتواصل بالقلم أحيانا، وبآلة التصوير أحيانا أخرى، وعلينا أن نسأل عن الظواهر، وما هي محفزات هذا السلوك من الشأن الاجتماعي الذي يشهد تحولات كبيرة على كل المستويات استجابة لطفرة التنمية؟
ليست القدرة المالية الكافية، وتيسر التقنية بأيديهم هو المحفز الأول، فهذه القدرة كانت لدى الجيل السابق الذي وصفته بأنه "مزدوج السلوك" من جيل ما يعرف بالخصوصية، لكني أحسب أن الجيل الجديد هو جيل الوعي، فهذا الجيل السعودي يطير أسرابا باتجاه العالم كما يراه هو فهو الشجرة التي ظهرت من ركام ثقافة الموت السائدة، وتريد الحياة متمردة على حالات اليأس، والقنوط، وتلبس الفكر الضيق والتعصب، فنحن مع جيل تحولات في الجانب الإيجابي، وهو بكل أسف لم يأخذ من اهتمام الدراسات الاجتماعية الكثير، لذلك نمت هذه التحولات خارج زاوية الرؤية؛ وخارج تقاليد المدرسة، ومن هنا كانت غائبة عن حوار أساتذة الفكر في الندوة المشار إليها.
من جانب آخر فإن المؤسسات يقوم عليها جيل قديم يفهم الحياة بفكر واحد، واتجاه واحد، ويأخذ الفتيا من مجتهد واحد، ولكل هذا أقول إن حركة الجيل الجديد في صالح تنوع فكر الوطن لإخراجه من الرأي الواحد، والفكر الواحد، و فئة هؤلاء الشباب مطلعون في أمور الدين والدنيا، ولهم جانب بالتزام العرف ويعبرون بوضوح، مع أنك لا تعدم من هم في اتجاه الانفلات التام كما هو حال التطرف التام، وهؤلاء عبروا عن ردود أفعال إزاء تجارب خاصة بهم في مراحل العمر كانوا في سياق التعصب، أو التطرف وهم ليسوا الغالبية.
التحولات الجديدة في الفكر المنفتح، وفكر الخطاب، وقبول الآخر، ومحاورة الذات هي الملاذ الاجتماعي من خطر التشوهات الفكرية، لأنها لا تتخذ الصحيح المطلق وما غيره خطأ بل، هي حوار من أجل النمو المعرفي وتحديد المواقف، وهي بالتالي شهادة صادقة على حياة مجتمع يتحول، وقد يزور بعضهم رسم صور التحول ويلجأ إلى أسلوب التعويض والتبرير لتداول فكره الخاص، لكنه مفيد في قراءة جادة لهذا الفكر.
سهل تلمس فكر هؤلاء، بواسطة "مسبار" بسيط من طريقة تحليل بعض المضامين، لأنه يعبر، و يكتب فما عليك إلا أن تقرأ متجاهلا تقليدية ونمطية الكتابة الشائعة، مع الاهتمام فقط بإرهاصات فكرية مدونة، ستجدها جديرة بالاهتمام، فهي وثيقة التحول، وشهادات التغيير الاجتماعي المنتظر فهذه الكتابات لم تعد في الصحف المتحفظة فقط، ولا في السينما الشبابية ضعيفة التقنية، ولكنها في مدونات الإنترنت والرواية.
في القراءة الاجتماعية لمعرفة التحولات الاجتماعية لا يهم إن كان ما يكتب أدبا، أو فكرا، أو مجرد فن للفن، أو كان مجرد محاولة رواية، أو سيرة ذاتية بالحواشي لصاحبها، فأجمل ما يكتب هو ما يكتبه الإنسان عن خصائص وتفاصيل ذاته، حياته، ولا يبتعد عن مسافة أرنبة أنفه، ولذلك قلت إن بعضها حقيقة يفتح ثقوبا في رداء الخصوصية المزعومة، ويتيح الفرصة للقراءة الاجتماعية الصحيحة للمجتمع الواقعي المنفتح.
كثير من المكتوبات تأتي بشكل واقعي بسيط، استنساخ أساليب، أو روايات عربية أو غير عربية بنسخة سعودية، لكنها تفتح كوة في انغلاق أفق التعبير الصريح المتفاعل القريب من حياة الإنسان، وهي بالتالي تجاوز لبعض المحظورات الاجتماعية للكلام بالمضمر، وتلمس للمسكوت عنه، و الكاتب، أو الكاتبة يقدم شهادة بالحرف والصورة للحال العام في السياسة والاقتصاد، والمجتمع، قد يكون التمويه، الكثير من التمويه بين ثلج الصمت، ونار رغبة البوح الصريح غير المسموح في المجتمع، فالتعبير هو قفز في حلقة مشتعلة وهذا بسبب قصر التجربة.
هذه الروايات، أو المدونات الشخصية أيا كانت للجيل القادم بقوة بينت (في تحليل المضمون) الكثير من سقطات اللسان المهمة، وربما البوح النادر بشكل عام، يرسمها قلم الكاتب عن شخصيات غير سوية في مجتمع له وجهان: وجه تقليدي جامد يلفه من جانبيه بقطعة قماش أحمر، أو أسود، ووجه خاص يكشف عنه في تداعيات قلمه بمبرر الأدب الواقعي أو الطبيعي، وهي سمة كثير من مكتوبات الشباب، إنها حياة المجتمع المحلي الضيق، المليئة بمهادنة الواقع الصامت، وهي سمة هذا الجيل التي لم تظهر في مكتوبات الجيل السابق.
أتمنى أن تصمد شخصيات هؤلاء للزمن تدافع عن نفسها بريئة كما هي الآن، مهما كانت قليلة بين الحشد الاجتماعي المضاد لحياة الخديج الحضاري من النقد المحبط، وأن تبقى مكتوباتها كما هي بسقطات لسان، وجرأة أصحابها لكشف حال التحولات لأنها درس اجتماعي للحالة المتناقضة لمجتمعنا بين واقعه العصري وتطوره الكبير، لرسم خريطة تقريبية لمستقبل الفكر السعودي خارج التنظير الجزافي لحالة العمل والإحباط، أعني أن تكون أراء الاجتماعيين الأفاضل مبنية على الواقع الرقمي للتحولات الاجتماعية.
كما أتمنى أن تسعى مؤسسة الفكر العربي، وهي المؤهلة لذلك مع غيرها من المؤسسات العلمية إلى تبني دراسات اجتماعية مقننة للحال في الجيل القادم من أجل وضع صورة واضحة للمستقبل الاجتماعي.


منقووول .من جريدة الوطن . للفائدة ارجو الرد بلإيجاب او القبول ... اشكركم

doreme
05-28-2008, 10:17 PM
.


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، رحمة ربنا المهداه .
***
أما بعد ،

تحية طيبة لك أختي المسلمة ،

لقد عشت لفترة في المملكة العربية السعودية ، وتحاورت مع كثير من أصحاب الرأي ، وكذلك أصحاب المناصب . . وقد كنت متصورا ً أن شعبا ً
منغلقا ًفكريا ً وثقافيا ً وعقائديا ً ، مثل السعودية لابد أن ينتج عن ذلك الإنغلاق أشخاص محدودي الفكر والفهم لفلسفة الحياة والوجود ، بيد أني وجدت على عكس ذلك تماما ً ،
وجدت إنفتاحا ً على فهم الأخر و وعي ثقافي عالي ، بل وتأني في الحكم على الأمور بشمولية ، ولكنني أيضا ًوجدت شعبا ً يفقد هويته ، وكل طموحاته في الحياة فقط في ساعته الآنية ،

لا تفكير في المستقبل إلا فيما سيمتلك من متاع الدنيا الزائل ، ولم ألتقي خمسة عشر عام برجل يريد أن يصنع شيء للبشرية أو لأنسانيه التي ينتمي إليها غير المدفوع بوازع ديني ،
والكل تقريبا ً همه في عمارة الأرض لمتعته ، هذا لو أخرجنا من تلك القائمة من يريد أن يكدس المال في خزائنه ليتمتع من خلفه من زوجة أو أولاد ، فهذا أقصى فكر للتفاني يفعله الخليجي في الغالب للغير،

ولا تخلو قاعدة ً من شواذ فقد إلتقيت برجل من الذين حصلوا على المال بكدهم ونجاحهم ، ذلك لكثير من الظروف المواتية التي تسخرها الدولة لأبناءها ،
لفئة الشباب المجتهد الذين لا يركنون لدعة ، فلم تدع الدولة فرصة إلا لنجاحهم وصعودهم المبكر ولو كان على أشلاء أبناء الأمم من المغتربين للعمل لديهم ،
وقد حقق هذا الرجل ما كان يصبو إليه ، وكون أسرة وأصبح له أبناء وحياة مستقرة ، وكنت دونه في كل شيء إلا الفكر الذي جمعني به ،

لقد تعجبت أن مثل تلك الظروف على مستوى الدولة كاملة ً يمكنها أن تنشيء شخصا ً كهذا ، الرجل يفكر كالفلاسفة وله عقل يسير على المنطق ،
وقريحة عالم يفكر أكثر ما يستطيع عقله ، لقد كان يبادرني بفهمة العميق وكم كان ذلك يخفف عني غربتي ، ولما اقترب مني الرجل أكثر بفكره ،
كان يسألني عن أمور دينية ، يعد السائل عنها لديهم كافرا ً ، تجول في خاطر الواحد منهم ولكنه يخشى السؤال عنها ، يسألني من غير حرج لأني على غير مذهبه

وتفاجأت أنهم يعطلون المذاهب الأخرى ويذكرونهم بسؤ ومناهجهم الدراسية لا تتعرض لأئمة على غير مذهبهم ، فإن كان لابد من ذكر أحدهم فإنهم ،
يشرحونه للطلبه كما لو كنا نشرح بولس النصراني لتلميذ مسلم ، قد كان يسألني ذلك الصديق وأجيبه فتغيرت حياته ولا أعرف هل للأحسن أم لغير ذلك ،
كل ما هنالك أنه أصبح لا يهتم بجمع المال كثيرا ً ، ولا بالأمور التافهة ، اختلفت نظرته للحياة بعدما كان يراها مادية بحتة ، يركد وراء كل ريال ليحصله

ولا يهدأ له بال إن فاته ذلك ، فتحول لرجل يسأل ما فائدة ذلك كله ؟! ، ما فائدة أن يجمع الرجل أكثر مما يحتاج ، وحتى مما يحتاجه أهله ليوم مماتهم ،
وكان يقول أراني ضيعت شبابي في اللهث وراء المال ، ها أنتم في بلادكم تحييون بغير المال الكثير ، بل وتمرون بالضيق الذي يخنق فما منكم من أحد مات جوعا ً ،
وإني لأعجب لكم فمنكم المفكرين والعلماء والأطباء والمهندسين ، ورواد العلوم الذين جالوا الأرض من مشارقها ومغاربها
وما عشتم حياة الترف أو التكتم الإعلامي وسيطرت الدولة على كل شيء ،

والإنغلاق وفقدان الهوية وتفاهة الفكر والركد وراء المظاهر التافهة وكأنك تعيش للجيران لا لنفسك ، إنكم تأكلون أي شيء وتحمدون الله ،
وإذا تحدثتم مع الأخر تتكلمون بالبشاشة وخفة الدم ، وتعرفون بذلك فأنتم شعب مثقف وله تاريخه وحضارة ولكم أجداد نوابغ في كل مجال ،
نحسدكم لأنكم تعبرون علنا ً عما يجيش في نفوسكم وما تمليه عليكم ضمائركم صوابا ً كان أم خطأ ً ولو في فقدالحاكم بل وتسخرون منه أحيانا ً ،

وصفحات الجرائد عندكم تنشر وتفضح أخطاء الكبير قبل الصغير ، والشعب يعبر عن كل ذلك بالنُكت ، تختلفون ولكنكم تلتقون في النهاية ،
طبعا ً هذا ما كان يقوله صديقي ، أما أنا فأقول له هذا الزمان الذي تصفه ، ذهب عنا يا رجل ، وأنت لا ترضي بحالك ولكني أحسدكم على حكامكم
الذين جعلوا لكم أقطاب البشر عبيدا ً إذا أتوكم يترزقون ، فجعلوكم تكفلونهم من دون الله لتأمنوا غدراتهم ، بينما نحن في بلادنا أصبحنا
عبيدا ً لمماليك العصر الذين ولوا أنفسهم علينا ، ووقفوا يحيونا إن خرجوا من قصورهم ، فوقعت أعينهم في أعيننا صدفة يشكرونا على ترشحنا لهم بنسبة 99% .

أختي الكريمة قري عينا ً فليس هناك أحد مرتاح .

.

هويتي مسلمة
05-29-2008, 12:07 AM
اشكرك اخي على الرد .. وعلى هذا الرأي الرائع الذي يظهر لنا مدى عمق تفكيرك وخبرتك بالحياة .. نريد من أمثالك ان يعلمونا ..
شكرا لك