المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الظاهرة الإسلامية ومعالم الصراع



حازم
06-12-2008, 01:15 AM
بقلم تبسم نقلا عن منتدى الساخر

قبل فترة قام البابا بنديكتوس السادس عشر بتعميد صحفي مصري من أصول مسلمة اسمه مجدي علام أشتهر هذا الأخير بموقفه المؤيد لإسرائيل وبمواقفه المعادية لكل ما هو مسلم .

هذا التعميد أثار المسلمين ووجدوا فيه حلقة من حلقات الإساءة للإسلام


طبعاً هذا التصرف من الكنيسة لا يمكن وصفه الا انه موقف تافه اقرب الى تصرف المراهقات في المدارس الثانوية منه الى ان يكون تصرف تنظيم ديني مؤسساتي بحجم الفاتيكان

كثير من المسلمين يعتقد ان الذي يقف خلف هذا النوع من التصرفات التافهة و الاستفزازية هو رأس الكنيسة بنديكتوس السادس عشر المتهم بالتعصب ضد الإسلام ويقول من يعتقد ان مشكلة الإسلام مع الكاثوليكية تكمن في تعصب البابا الجديد ان الدليل على هذا الكلام يكمن في عدم ظهور تصرفات استفزازية مماثلة في زمن البابا السابق يوحنا بولس الثاني بنفس الطريقة الحاصلة في زمن البابا الحالي..

طبعاً ذاكرة إسلامية قصيرة الأجل وسأذكر هنا حادثتين حصلت في زمن الحبر السابق تبين عدم مصداقية هذا الكلام

الحادثة الأولى
عندما وضعت احد الأبرشيات في(( المقر الرسولي )) صورة مقتبسة من ملهاة دانتي الشهيرة
تصور الرسول صلى الله عليه وسلم وابن عمه علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يعذبان في قعر الجحيم


أما الحادثة الثاني
عندما أعلن الفاتيكان عن تعيين اول رجل غير ابيض في الحرس البابوي (الحرس السويسري)
واسمه Dhani Bachmann



هذا الرجل يتيم تبنته أسرة سويسرية عندما كان عمره خمس سنوات من أحد ملاجئ الهند و عندما اعلن الفاتيكان عن تعيين هذا الرجل قدمه بـ أسم إسلامي "علي مش عارف شو" كنوع من التصريح الغير مباشر انه مسلم متنصر كون الذي يشغل وظيفة في الحرس السويسري يجب ان يكون من الروم الكاثوليك .

المشكلة التي واجهت الفاتيكان هنا ان الحرس السويسري منصب شرفي وتقليد تعود جذوره الى 600 سنة عندما قتل 100 جندي سويسري خلال استبسالهم في الدفاع عن موكب البابا في ذلك الوقت ولهذا فأن هذا المنصب حكر على السويسريين وامتياز لهم فكيف يعطى لرجل هندي حتى لو كان مؤمن جديد ترك الإسلام ليكون من الكاثوليك....؟؟؟
هنا انكشفت حكاية التنصير المكذوبة وظهر أن هذا الرجل سويسري و مسيحي التنشئة من الأصل


إذا المشكلة لا تكمن في تعصب بنديكتوس مع وجود هذا التعصب ولكن المشكلة مع الفاتيكان ككل

هنا يظهر سؤال يقول لو كانت هناك مشكلة عند الفاتيكان مع الإسلام لماذا الطرق الملتوية في ترجمة هذا الموقف السلبي لماذا لا يكون هذا العداء واضح مباشر ....؟؟؟؟

هل هم يخافون من الإسلام...؟؟؟

السبب في هذا يكمن في ما يمكن أن نسميه برتوكول غير معلن في سياسة هذه المؤسسة الدينية

الكنيسة الكاثوليكية أيدلوجيا ضمن مجموعة أيدلوجيات تعيش في بيئة شديدة التنافس هذه البيئة لو ظهر فيها موقف أو تصريح يمكن أن يفسر على انه عنصري سيتم تفسيره على انه عنصري حتى لو لم يكن كذلك لان هذه البيئة مشتعلة بالصراع الفكري ولهذا فأن أي خطاب رسمي لأي مؤسسة فكرية يجب أن يكون منضبط
حتى لا يستغل في الصراع داخل هذه البيئة

مثال على هذا الكلام

الجنرال فرنكوا الزعيم والديكتاتور الاسباني الشهير كان يمثل واحد من أقبح نظم الحكم في أوربا في القرن الماضي ولكنه أيضاً كان في نفس الوقت كاثوليكياً متدينً فعندما مات في العام 1975 م قام البابا يوحنا بولس الثاني بتأبينه و الصلاة على روحه
هذا الموقف من البابا فتح على الكنيسة أبواب الجحيم كل القوى الفكرية وغير الفكرية قامت باستثمار هذا الموقف في صراعها مع الفكر الديني الذي يمثله الفاتيكان الملحدين العلمانيين حتى المثليين(( أعزكم الله )) وحركات تحرير المرأة استثمروا هذا الموقف الذي قام به البابا .
من هنا يتضح لماذا لا يستطيع الفاتيكان ان يصعد من نبرة العداء تجاه الإسلام أو حتى أي أيدلوجيا مناوئة له


___________


الكلام السابق فيه نقطة ضعف على الشكل التالي

لو كانت البيئة الفكرية في الغرب تعيش نوع من أنواع توازن الرعب ((الفكري)) فكيف لنا أن نفهم ظهور مواقف عدائية بشكل سافر تجاه الإسلام (مثل قضية الرسوم) دون مراعاة لحسابات الصراع في هذه البيئة...؟؟؟

في الواقع أن الإجابة على هذا السؤال تلقي بنا مباشرة في معمعة النقطة الأولى التي يناقشها هذا الموضوع وهي أنماط الصراع بين الإسلام والغرب
الغرب ليس كيان فكري واحد ولكنه خليط بالغ التعقيد من التيارات الفكرية والعقائدية وكل هذه التيارات إذا نظرنا لخطوطها الرئيسية نجدها تصب . في خطين اثنين


الأول – الايدولوجيا التقليدية المبنية على الفكرة العقائدية مثل الفكر الديني والقومي والوطني

ثانياً ــ الايدولوجيا الفكرية والمبنية على مخرجات الفكر الإنساني مثل الإلحاد والعلمانية وما ينضوي تحتها من جماعات حقوقية ومدنية

هذا التقسيم على أي أساس وضعته ؟؟؟؟

لو تلاحظون أن الفرق الجوهري بين هذين التيارين أن الايدولوجيا التقليدية عبارة عن كيانات محددة المعالم إما الأيدلوجيات الفكرية فليست كيانات مؤسسية وإنما فكر غير مركزي ولهذا نجد انه اقل تأثراً بالضغط

وكمثال على هذا الكلام أقول

تذكرون حديثنا عن صلاة البابا يوحنا بولس الثاني على روح الجنرال فرنكوا وكيف انه تم استثمار هذا الخطأ المقدس في الهجوم على الدين من قبل الملاحدة وغيرهم ....؟؟؟

السؤال هنا ماذا لو حدث العكس ماذا لو قامت شخصية ملحدة مهمة بالإدلاء بتصريح مستهجن هل ستستطيع المؤسسة الدينية أن تستثمر هذا الموقف لتمرير أجندتها الخاصة .....؟؟؟

طبعاً لا لأنه لا يوجد كيان تستثمر هذا الموقف ضده أليس كذلك

وهذا ما يخبرنا به التاريخ في الوقع انظر لصاحبة الصورة



هذه السيدة هي مدلين موري أوهير دكتورة وباحث أمريكية ملحدة لها من الكتب كتاب الحرية تحت الحصار وكتاب من هو الملحد وكتاب لماذا انا ملحدة

هذه السيدة رفعة قضية في المحكمة الدستورية الأمريكية العليا تطالب فيه بمنع الصلاة في المدارس الأمريكية
خصوصاً عبارة "ليبارك الرب أمريكا " God bless America

واستطاعت بالفعل أن تمنع هذه الصلاة في قطاعات التعليم العام في الولايات المتحدة الأمريكية السؤال هنا لماذا لم تستطع المؤسسات الدينية أن تستثمر هذا الموقف (الغير وطني) من هذه الشخصية الملحدة والشهيرة جداً في الهجوم على الإلحاد أو تحقيق مكاسب على حسابه أو تمرير أجندات خاصة بالفكر الديني على حساب الإلحاد..؟؟؟

السبب في هذا كما قلنا سابقاً يكمن في أن الإلحاد كيان فكري وليس كيان مؤسساتي ولهذا نجد المؤسسات الدينية لا تستطيع أن تستغل عدائية هذه البيئة الفكرية في محاربة الإلحاد وإلا لأصبحت كمن يحارب طواحين الهواء.

من هنا نفهم لماذا تظهر بعض ملامح العداء القبيحة جداً ضد الإسلام ((قضية الرسوم)) مع أننا نقول أن البيئة الفكرية في الغرب بيئة ضابطة للصراع ولكن من المهم جداً أن نعرف أيضاً أن هذه البيئة ليست ضابطة لجميع إطراف هذا الصراع.

أيضاً من المهم جداً هنا أن أقول هنا أن الحديث السابق عن أنماط الصراع يجب أن يفهم في سياقه فعندما نتحدث عن نمط معين فنحن نتحدث عن صورة عامة يغلب عليها هذا النمط ولا نقصد قاعدة جبرية يصعب كسرها
بمعنى أننا عندما نقول أن البيئة الفكرية في الغرب بيئة ضابطة لمواقف الايدولوجيا التقليدية لا اعني أن كل طرح ديني يكون خاضع لهذه الموازنة التي يفرضها التباين الشديد هذه البيئة وذلك بسبب أن هناك عوامل أخرى تلعب دور مهم في التخفيف من دور البيئة الفكرية في تحجيم مواقف الايدولوجيا التقليدية و ابرز مثال على هذا الكلام هو اليمين الأمريكي أو المحافظين الجدد

اليمين الأمريكي شذوذ في النمط

لو نظرنا إلى المحافظين الجدد لوجدنا أنهم تيار ديني ((أيدلوجيا تقليدية )) ولكن في نفس الوقت سنجد أن أثر بيئة الصراع على هذه الايدولوجيا التقليدية ضعيف لم يضعف حدة الخطاب الراديكالي لرموز هذا التيار

طيب لماذا ...؟؟؟

هل لان كلامي عن كون البيئة الفكرية في الغرب بيئة عدائية خطأ أم إن هناك عوامل أخرى ساهمت في إضعاف تأثير هذه البيئة العدائية على هذه الايدولوجيا....؟؟؟؟؟

أيدلوجيا تقليدية بأساليب غير تقليدية
حتى نستطيع أن نفهم لم لم يكن للبيئة الغربية دور في تحجيم هذا التيار يجب أن نعرف من هم المحافظين الجدد أولا

هل هم تحالف الكنائس الإنجيلية والذين تتشكل قاعدتهم الجماهيرية في الولايات المحافظة المعروفة باسم ولايات حزام الانجيل...؟؟؟؟
هل هم قساوسة التلفزيون من امثال جيري فالويل وبات روبرتسون والذين يديرون محطات تبشيرية تبث في أكثر من ستين دولة ...؟؟؟؟
هل هم السياسيين الجمهوريين ...؟؟؟
أم إنهم تيار الفكري الداعم للصهيونية العالمية ...؟؟؟
في الواقع إن الجواب هو كل ما سبق اليمين ألأمريكي ما هو إلا تحالف بين كيانات دينية وسياسية وفكرية ضخمة جداً تربطها المصالح والعقيدة والأهداف وفي نفس الوقت تمتلك منظومة إعلامية فاعلة وتتحكم في جزء كبير من الاقتصاد الأمريكي من خلال شركات النفط وشركات صناعة السلاح وسلسلة ضخمة من شركات الخدمات وهذا يفسر بشكل كبير لماذا هذا التيار لا يخضع بشكل كامل للموازنة التي تفرضها البيئة الفكرية للغرب ولو رجعنا لمثالنا عن الضغوطات التي تعرض لها الفاتيكان كنتيجة لتأبين البابا للدكتاتور الاسباني فرانكو سنجد أن نفس الضغوطات تفرض على اليمين الأمريكي ولكن وهنا الفرق فأن اليمين الأمريكي المحافظ حين يتعرض لضغوطات من التيارات المناوئة له سيجد من الحلفاء من يساند موقفه وسيجد صوت إعلامي قوي يتبنى موقفه ويكفي أن تعرف أن أقوى جماعتي ضغط في الولايات المتحدة
((اللوبي)) تدعم هذا التيار وهي اللوبي الصهيوني والنفطي

مع ملاحظة أن قوة هذا التيار وقوة تحالفاته لا تعني بأي حال من الأحوال انه لا يتعرض لضغوطات لو كانت على تيار أخرى لأحدثت أضرار كبيره فيه وسنضرب العديد من الأمثلة على هذا الكلام ولكن قبل هذا يجب ان أقول ان الانتخابات الأمريكية القادمة ستحدد بشكل كبير مقدار الضرر الذي لحق بهذا التيار .

أمثلة على ما يتعرض له المحافظين الجدد من هجمات



هذا الرجل هو تاد هاجرد من المقربين للرئيس الأمريكي جورج بوش و زعيم تحالف الكنائس الإنجيلية والذي يضم ما يقارب من 2000 كنيسة ويقدر عدد أعضائها بـ ثلاثين مليون شخص
وهو الرجل الذي وجه أوامره للكنائس التابعة له أن تقوم بالصلاة بالتزامن مع دخول شهر رمضان المبارك العام الماضي للمسلمين كمساعدة للمسلمين "ليقبلوا يسوع"



المهم ان هذا الزعيم الإنجيلي ظهر في فلم وثائقي اسمه معسكر يسوع عرض في سلسلة من القنوات الأمريكية والعالمية وبسبب اللغة المتشددة التي ظهرت في الفلم أشتهر هذا الفلم بشكل كبير إلى أن وصل إلى هذا الشخص



والذي كشف عن واحد من اكبر الفضائح التي ضربت الإنجيليين حين كشف عن علاقة تربطه بالزعيم الإنجيلي تشمل ممارسات جنسية نظير مقابل مادي وتشمل بيع وتعاطي المخدرات المدهش في الموضوع ان المنظمة التي يرأسها تاد هاجرد هي الجهة الممولة لقناة الحياة التي يظهر فيها زكريا بطرس
مع العلم أن هذا مجرد نموذج هناك مبشر اسمه بيني هنان على ما اعتقد وهو من أصول فلسطينية تتعقبه وسائل الإعلام الليبرالية بشراسة بسبب اتهامات بالتربح من خلال الوعظ الديني وهناك واعظ اسمه جيمى سواجرت الذي له مناظرة مع الشيخ احمد ديدات رحمه الله أيضاً تم اتهمه بسلوك غير أخلاقي وهكذا
__________________


النقطة الثانية في هذا الموضوع وهي السؤال الذي يقول لماذا الإسلام ...؟؟؟

لماذا لا تتعرض البوذية أو الهندوسية وهي من الديانات الكبرى في العالم لنفس الهجوم الذي يتعرض له الإسلام ...؟؟؟؟

_____________________


مرة قال لي أحدهم آلا تجد انه من الغريب أن يكون الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في العالم على الرغم من كونه أكثر الأديان التي تتعرض للهجوم والنقد ....؟؟؟؟

فكان جوبي له ليس من الغريب أبداً أن يكون الإسلام أكثر الأديان التي تهاجم لأنه أكثر الأديان انتشاراً في العالم.....!!!!

أنا اعتقد أن العقل المسلم لم يقرأ موقف الغرب من الإسلام بطريقة جيدة ووقع في خلط كبير بين أسباب الصراع وأدواته

المشكلة بين الإسلام والغرب أعمق من أن تكون مشكلة نظرة الإسلام للمرأة أو وحشية قانون الشريعة أو علاقة الإسلام بالآخر كما يزعمون هذه الإشكالات يمكن أن تعتبر أدوات الصراع وليست أسبابه
ولو كان غير هذا لكان موقف الغرب من الهندوسية الدين الطبقي الذي يحرق النساء و يقتل البنات أكثر حدة .
لا يوجد موقف يستجلب الغثيان أكثر من شخص يتحدث عن حقوق الإنسان المنتهكة في الإسلام ويكون الحل الذي يقدمه لهذه المشكلة الإنسانية في نظره قتل عشرين مليون مسلم كما يقول مايكل سافج المشكلة الحقيقية بين الإسلام والغرب هي مشكلة هوية تغذيها الإطماع والمصالح أما قشرة السكر التي يغلف بها الغرب إطماعه ومخاوفه وهي البكاء على حقوق الإنسان مجرد دعاية تافهة لم تعد تستطيع أن تغطي حقيقة الموقف الغربي من الإسلام والأمثلة على هذا الكلام أكثر من أن تعد وان كان لابد من إدراج بعض هذه الأمثلة حتى تتضح الصورة

______________

بعد أحداث سبتمبر و أمريكا تضرب طبول الحرب على أفغانستان بالتزامن مع حملة دعائية ضخمة تصور مقدار الظلم الحاصل للمرأة الأفغانية لدرجة أن حجاب المرأة الأفغانية أصبح أيقونة تمثل التعصب ضد النساء وان أمريكا الطيبة جاءت بالديمقراطية وحقوق الإنسان وإنقاذ المرأة الأفغانية من الظلم الواقع عليه المهم أن الفكرة أعجبت الأوربيين (الذين يعانون من مشكلة الهجرة )وحاولوا أن يطبقونها في بلدانهم ضد الجالية المسلمة هناك و والذي يذكر بداية هذه الحملة على الحجاب كانت الجهود الرسمية والشعبية ضد الحجاب في أوربا ترفع شعارات حقوق المرأة والحريات الفردية لكن هذا الموقف المعادي للحجاب واجه صدمة حقيقية عندما خرجت النساء المسلمات في مظاهرات تطالب بحقهم في الحجاب

السؤال هنا هل عندما اكتشف الغرب انه كان مخطئ من موقفه من الحجاب هل تغير موقفه...؟؟؟

أبداً الذي تغير هو الخطاب فبدل أن يحاربوا الحجاب لأنه يمتهن كرامة المرأة أصبحوا يحاربونه لأنه رمز ديني
وفي الحقيقة إن مشكلة الغرب مع الحجاب لا هذا ولا ذاك ولكن لان الحجاب من مظاهر الهوية المسلمة أصبح تلك المشكلة التي لا يمكن تجاهلها .





_____

مثال اخر على انفصال الخطاب الغربي عن حقيقة موقف الغرب من الإسلام .

في نيجريا وقعت الحكومة الفدرالية النيجيرية لضغوطات كبيرة بسبب حكم بالرجم على امرأة حملة سفاحاً واسمها صفية حسين والتي نجت من الحكم من خلال حكم شرعي أيضاً وهذه صورة لها مع عمدة روما بعد أن منحت الجنسية الايطالية الفخرية


وفي جهة ثانية نجد صمت مطبق على مجازر رواندا التي راح ضحيتها ما يقارب المليون شخص
_________________


دائماً والغرب يربط بين مواقفه وبين المفاهيم الأخلاقية والإنسانية ولكن أيضاً دائماً ما تكون هذه المواقف ابعد ما تكون عن هذه المفاهيم.




الإسلام الدين الأغر

نحن كمسلمين في نظرتنا للإسلام مثل الذي ينظر إلى جداريه شديدة الجمال ولكنه يلصق وجهه فيها فلا يدرك أبعدها ولهذا لا نفهم بعض الظواهر التي تعتبر من متلازمات الإسلام لأننا لم ندرك الصورة الكاملة لهذا الدين مثلاً
بعد احداث 9 / 11 زادت نسبة المعتنقين للإسلام في أمريكا مع أن المفروض أن يحصل العكس
الإسلام أسرع الأديان نمواً في العالم
المرة الوحيدة التي سجلها التاريخ والتي انقاد فيها الغالب لدين المغلوب كانت إسلامية
اكبر المطاعن من خصوم هذا الدين هو موقفه من المرأة ومع هذا نجد أن أغلب المسلمين الجدد هم من النساء

وليس هذا فقط بل إن أثر الإسلام في واقعنا السياسي كبير جداً من يصدق أن إسرائيل أصبحت دولة عمرها مائة سنة ومع هذا نجد أن المقاومة الإسلامية في فلسطين ليست مقاومة انفصالية لكنها مقاومة تحرير مائة سنة لم تكن كافية حتى تنتزع فلسطين من الوجدان المسلم ولو لم يكن الإسلام حاضراً في المشهد الفلسطيني لاستقرت الدولة العبرية منذ أن أنتها العصر الثوري الذي واكب الاتحاد السوفيتي ..

من هنا تتضح أسباب الصراع الحقيقية بين الإسلام والغرب وهي أن الإسلام دين نشط فاعل وليس دين جامد أو دين شعائر وطقوس البعض يعتقد أن أحداث سبتمبر هي الشرارة التي أطلقت المواجهة بين الإسلام والغرب وهذا اختزال للتاريخ كيسنجر قال قبل ثلاثين سنة صراعنا القادم مع الخطر الأخضر وفهم الناس أن هذا اليهودي يريد أن يستعدي الغرب ضد الإسلام وقد يكون هذا الكلام صحيح ولكن أيضاً لا يجب أن ننكر واقعية هذا الطرح عندما نقول أن الإسلام أسرع الأديان انتشاراً فنحن نتحدث ببساطة عن انقياد الغالب للمغلوب للمرة الثانية في التاريخ و يظهر لي هنا أن الغرب فشل في بناء جدلية فكرية تواجه الإسلام ولهذا نجد تصاعد وتيرة هجومية أكثر منها نقدية للظاهرة الإسلامية ومن الأمثلة الطريفة على هذا الكلام ما يحصل للسيخ في الولايات المتحدة من مضايقات

والسبب في هذا أن الطرح الغربي المضاد للإسلام هو طرح دعائي يضع المسلم في قالب مشوه لأنه لا يجد نقاط ضعف حقيقية في الإسلام وان كان هذا لا يعني أن بعض الرموز الفكرية والإعلامية في الغرب حاولت أن تبني نقد متوازن للإسلام ولكنها فشلت في هذا إلى حد كبير وكمثال على هذا الكلام نقول

نحن نعرف إن كثير من الأمراض الاجتماعية مرتبطة بالفقر والتخلف والفساد وضعف النواحي الاقتصادية في المجتمع ومع هذا نجد أن معظم دول الغرب تعاني بدرجة اشد من الدول الإسلامية من هذه الأمراض الاجتماعية فعندما حاول الفكر الغربي أن يعلل هذه الظاهرة خرج لنا بالطرح الذي يقول إن العالم العربي والإسلامي يعاني من هذه المشاكل بدرجة مشابهة لما يحصل في الغرب ولكن في حالة المجتمعات المسلمة لا يوجد مؤسسات ترصد هذه المشاكل الاجتماعية وان هناك نوع من التعتيم على هذه المعلومات

طبعاً هذا الكلام محاولة لتفريغ الظاهرة الإسلامية من محتواها و تفوقها الأخلاقي ولو نظرنا بعين الناقد لهذا الطرح لوجدنا انه لن يصمد طويلاً

مثال ذلك الادعاء بأن العنف الأسري والعنف ضد المرأة في العالم الإسلامي يماثل في حدته ما هو موجود في الغرب ادعاء ساقط من أساسه لأنك لو سألت أي متخصص في شئون الأسرة عن السبب الرئيسي للعنف الأسري في الغرب لأخبرك انه تعاطي المسكرات أي أن الإسلام قضى على أهم سبب للمشكلة وهذا مشاهد على ارض الواقع .


ختاماً أقول إن أي مجتمع يصاغ فيه الوعي تجاه قضية معينة من خلال الدعاية تكون مواقفه من هذه القضية هشة وغير حقيقية وهذا يفسر لماذا الإسلام هو أكثر الأديان انتشاراً في العالم مع ما يتعرض له من هجوم

لو كان الإسلام دين بخور ودروشة وأضرحة وزحف على البطون فسيحبه الغرب فمشكلة الغرب مع الإسلام الحركي لأنه يريده إسلام كسيح

تحياتي

ahmedmuslimengineer
06-12-2008, 05:30 AM
جزاك الله خيرا استاذ حازم