المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعليقات بمناسبة البرجماتية والمذهب النفعي أرجو الدخول مثال يثير الدهشة !



عبد الله الكاتب
06-12-2008, 03:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الكرام رواد المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت هذه المقالة منذ زمن لكاتب ظهر(أتكلم عن حدود بلدي) في وقت ما كمنتسب لمجلة سلفية ( البيان ) كانت تصدر من دولة أجنبية بريطانيا.. ! وتطبع في مصر ..! ويعلم الله أنه كان فيها خير كثير وقد استفدت منها كثيراً وجعلها الله لي منار هداية في وقت كنت أحتاج إليها فيه .. إلى أن تغيرت الظروف وظهرت أمارات العصرنة أو العولمة عليها فأصبحت في نظري لا فارق كبير بينها وبين أي جريدة حكومية زخرفة وبهرجة ثم خواء والحق يتميز عن الباطل بأن البهرجة تضره أكثر مما تنفعه ولا ينصع إلا في بيئة الصدق وعدم التكلّف .. هذا رأيي !
المهم كنت مساهماً في منتدىً ما لإحساني الظن بشخص ما .. ثم بدا لي أن الأمور بخلاف ما كنت أظنّ وأن المسيطر بل الموجه ( المشرف ) يدعو للفكر النفعي البارجماتي والمحاكمة الواقعية الوجودية .. فلا للإنغلاق وأهلا بالانفتاح والانغلاق عنده يقصد به الأحكام الشرعية القاضية بمصارمة أهل الباطل والتميّز عنهم ودعوتهم إلى الحق بما لا يشين الحق وأهله .. والانفتاح عنده يعني الانغماس في الباطل وبين أهله تحت ستار إسلامي .. طبعاً المشروع لَم يتكامل بعد ليصل إلى مرحلته هذه وإلا كان انفض الناس من حوله ولكن هذا ما يبدو للناظر عندما يتفكّر في المصادر كثمرة للموارد .. وعاقبة الأمر .. كما يبدو لي .. أنه يؤسس مزرعة ميكروبية لنقل الأمراض والأوبئة من كل بلد إسلامي يعاني منه إلى كل بلد آخر عافاه الله من بلاءه .. وأنا لا أتكلم بتفصيل عنه أو أوضح مَن هو لعل الله يهديه ويكفّ أذاه عن الإسلام .
فما أكثر الغثاء ومدّعي التجديد من حواريي المسيخ الدجال هذه الأيام
ورغم المخالفات والإهانات .. فقد بدأ المنتدى بنشر مقالات تحمل معانيٍ مغلوطة عميقة المغزى رغم هشاشة المستوى الفكري للمشاركين فيه وطبعاً الردود مستواها ضعيف للغاية مما يقوّي الشبهة .. ولكنّي آثرت الانسحاب عندما بدا لي الأمر كمسابقة في الاستفزاز لن تنتهي بل ستزداد حدّة مع بدء استخدام أساليب غير مرضية وكون الضحايا من المتفرجين سيحتاج إصلاح خللهم ردحا من الزمان والشرح .. لموقعي كمنتسب فقط في حين التوجه العام كما يريد ..... !! ..لا أدري ؟؟

هنا مقاله نشرت في موقع مرتبط بالمنتدى وسوف أوردها في المشاركة التالية كاملة لكاتب كنت أظنه لانتسابه للمجلة (المذكورة في المقدمة) يكتب بدافع الدعوة إلى الحق لكنّ دوافعه الحقيقة من الكتابة الآن أصبحت لا تبدو لي ,.,!
أرجو منكم جزاكم الله خيرا التعليق عليها إن أمكن وقد وضعت بعض التعليقات على ما عنّ لي ..

عبد الله الكاتب
06-12-2008, 03:56 AM
في وجه التبسيط

الجزء الأول من المقالة للكاتب / *** ****** ****
1/2
لا تستطيع عقولنا التعامل مع معلومات كثيرة متداخلة ومتقاطعة على نحو مباشر ومثمر، وكثيراً ما نحار في إيجاد حل لهذه المعضلة. وقد لجأ العقل البشري قديماً إلى تقسيم المعرفة -والتي كانت واحدة- إلى علوم واختصاصات بغية تأمين نوع من السيطرة على فوضى المعلومات والوصول بالتالي إلى تنظيم جديد للمعرفة يتيح لبني الإنسان تعاملاً موضوعياً أفضل مما هو سائد. لكن هذا لم يحل المشكلة على نحو كامل، فهناك الكثير من الأوضاع التي لا تمكن معرفة كنهها وتشكيل رؤية واضحة لها من خلال أي علم من العلوم. ومن هنا فقد وجد الكثير الكثير من الناس في سبك المقولات المتقنة، وإطلاق الشعارات الجذابة وتشكيل الصور الذهنية المحددة أداة مثلى لاجتراح المجهول، وتقريب البعيد من الأحداث والأحوال . والواقع أن هذا العمل يلبي إلى حد بعيد تشوقات العامة والجماهير العريضة والتي تبحث عن شيء يريح عقولها من مشاق التأمل والخوض في التفاصيل؛ لكنه لا يخدم الحقيقة الموضوعية في شيء ذي قيمة؛ بل إنه يختزل الواقع التاريخي والمعيشي، ويعطي عنه صوراً مضللة ومبتذلة توفر من الإزعاج للباحث المدقق على مقدار ما توفره من الارتياح والإنشاء لأنصاف العوام والمتشبثين بأذيال المعرفة. ومن أجل توضيح ما أريد قوله سأضرب مثالين اثنين؛ أحدهما يتعلق بالحاضر والثاني تاريخي.

بالنسبة إلى المثال الأول؛ فإن من الملاحظ أن الحسّ الإسلامي يميل في علاقاتنا مع الغرب –على نحو عام- إلى اتخاذ موقف وسط، يبتعد عن الانغلاق التام والانفتاح المطلق. وقد لخـّص أحد المصلحين ذلك الموقف بالقول: نأخذ من الحضارة الغربية ما يلائمنا وينفعنا، ونُعرض عن غيره. وهذه الصياغة على المستوى النظري مثالية جدًّا إلى درجة أن معظم شعوب الأرض لا تحلم في علاقاتها بعضها مع بعض بأكثر ما ترشد إليه هذه المقولة. لكن هذه العبارة على المستوى العملي تفقد الكثير من قيمتها بسبب ضيق مجالات تطبيقها، والذي يقف وراء هذا القصور عدم تصور من سبكها كيفيات التطبيق والتنفيذ. إن صعوبة تطبيق هذا القول تنبع من الاعتبارات والحيثيات التالية:
1- نحن نتعامل مع الغرب على المستوى العام وعلى المستوى الشخصي من خلال قرارات عامة. وحين يكون الأمر كذلك فإننا لا نستطيع اتخاذ قرار نفي وإيجابي وملائم على نحو كامل ما دمنا نعيش في وسط غير كامل، وما دامت إمكاناتنا غير كاملة.
2- يختلف الكثيرون من أبناء المسلمين في تحديد ما يلائمنا من ثقافة الغرب وأخلاقه ومنتجاته على نحو عام؛ فما يعده فلان من المسلمين مهمًّا وحيويًّا لنا، ينظر إليه مسلم آخر على أنه خطر وسيئ .
3- نحن لا نستطيع في كل الأحوال أن نقوم بعملية الانتقاء التي نريدها فالغرب ليس (سوق خضار) تتسوق منه ما شئت وتدع ما شئت لأصحابه؛ حيث إن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الأخلاق والسياسة وبين الأخلاق والاقتصاد وبين الاقتصاد والسياسة، وبين كل هذه الأشياء وبين الاجتماع والتربية والتعليم. فإذا أردت أن تقتبس أسلوباً أو نظاماً من أي مجال من هذه المجالات؛ فقد يقتضي الأمر أن نقتبس ما يرتبط به في مجال آخر، مما لا يلائمك ولا يرضيك. ينظر الغرب إلى التعددية الفكرية والسياسية على أنها أحد مصادر قوته وتميزه، لكن لولا تجرد الغرب من العقيدة الدينية لما أمكن له الحصول على تلك التعددية على النحو الموجود الآن.
حيوية الاقتصاد الغربي قائمة على الربا والتأمين والضرائب العالية وعلى النفوذ السياسي العالمي لدولة وقدرتها على تأمين مواد خام رخيصة وفتح أسواق لمنتجاتها.
المرأة في الغرب تعلمت وأبدعت وعملت في كل المهن والأعمال وحازت درجة عالية من الوعي واستقلال الشخصية... وكان ذلك في أحيان كثيرة على حساب كرامتها وحشمتها وعفتها، كما كان على حساب سلامة البناء الأسري... وهكذا فإن أخذ ما ينفعنا من الغرب قد يقتضي أن نأخذ معه ما لا ينفعنا ولا تبيحه عقائدنا ومبادئنا؛ فتفكيك المنظومات الحضارية أو تغريق الصفقة – كما يقول الفقهاء- ليس ممكناً في كل الأحوال، وحين يكون ممكناً فقد لا يكون مجدياً، فكيف يكون العمل؟.
4- إذا فرضنا جدلاً أننا تجاوزنا كل المحاذير السابقة؛ فإننا سنواجه مشكلة الفجوة بين النظرية والتطبيق- هي فجوة أبدية-. فالتنظير يتم دائماً على نحو طليق من القيود، وعلى أساس توفر كل الإمكانات المطلوبة للتنفيذ، لكن حين نأتي للتطبيق فإنه تواجهنا مشكلات كثيرة لم تخطر في بال المنظَّر، كما أن الإنسان حين يأتي للعمل يضطر إلى الدخول في موازنات دقيقة لا تُعرف ولا تُحسب وقت التخطيط. وهذا مثال يمكن أن نلاحظ فيه كل ذلك:
لدينا حكومة إسلامية شديدة الالتزام وعظيمة الوعي بطبيعة العلاقة التي تربطنا بالغرب، وأرادت أن تأخذ قراراً بشأن علاقة أبنائها بعلوم الغرب. طبعاً لديها خيار إغلاق باب الابتعاث إلى الغرب على نحو نهائي وإذا فعلت ذلك فإنها ستشعر ويشعر مواطنوها أنهم حرموا من علوم مهمة للارتقاء بالحياة في بلادهم، وسوف يؤدي ذلك إلى تراجع الوضع العلمي والتقني في البلد. وهي مع ذلك القرار لا تستطيع أن تمنع من السفر أولئك الشباب الذين يريدون السفر للدراسة على نفقتهم الخاصة، إلا إذا قررت تحويل بلادها إلى سجن كبير.

اتخذت تلك الحكومة قراراً بإيفاد طلابها للغرب من أجل الدراسة في تخصصات، تظن أنها ضرورية لتقدمها ونموها وقوتها، كما تظن أنها لا تشكل خطورة على عقيدة أبنائها وعلى خصوصيتهم الثقافية، كما هو الشأن في دراسة الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم البحتة. وذهب فعلاً ألوف الشباب من أبنائها؛ وهناك تشعر الحكومة أنها فقدت جزءاً كبيراً من السيطرة على أولئك الشباب؛ حيث إنها ستجد بين أولئك المبتعثين من لم يَرُق له التخصص الذي ابتعث إلى دراسته، فتحول من الطب إلى دراسة الأدب الإنجليزي أو الفلسفة أو إدارة الأعمال. وستجد بينهم من تعرف على بعض قرناء السوء، فوقع في شباك الرذيلة ومستنقع المخدرات. وستجد أيضاً من عزف عن الدراسة، وانخرط في مهنة من المهن يكسب منها قوته. وهناك من تزوج نصرانية بدافع الخوف من الفاحشة، فصارت فيما بعد أمًّا لأطفاله ومربية لهم... وهكذا فلم تستطع الدولة المسلمة أن تجعل أبناءها يأخذون من علوم الغرب ما هو نافع، ويعرضون عما هو ضار؛ لأن المسألة في غاية التعقيد.
ولك أن تقيس على هذا التحالف مع الغربيين في بعض الأمور والإقامة بين ظهرانيهم لكسب الرزق، حيث وجد كثير من أبناء المسلمين في الغرب الرخاء على حين ضاقت عليهم بلادهم، بالإضافة إلى الاستغاثة بالغربيين في تنظيم بعض الشؤون المحلية وغير ذلك.
________________________________________

عبد الله الكاتب
06-12-2008, 03:59 AM
تعليقاً على المقالة

أولاً : المؤلف ينتقد التبسيط أو لعلها البساطة وعدم التكلّف في دراسة العلوم .. ويمر بنا هاجس أنه ينتقد انعدام التخصصية في البحث .. نعم ! .. ولكن .. لنكمل .
ثانياً : الإنسان !! اخترع طرق جديدة لدراسة المعارف وقسم اختصاصاتها ووزعها على أفراد مختلفين لكي يضمن السيطرة على ( فوضى المعلومات ) ..اقتباس ((والوصول بالتالي إلى تنظيم جديد للمعرفة يتيح لبني الإنسان تعاملاً موضوعياً أفضل مما هو سائد )) وهذا كلام متين موزون مقفّى .. أرجو أن نتذكر ما تحته خط لدقيقة واحدة .

ثالثاً ويا مرْحَى :اقتباس (( لكن هذا لم يحل المشكلة على نحو كامل، فهناك الكثير من الأوضاع التي لا تمكن معرفة كنهها وتشكيل رؤية واضحة لها من خلال أي علم من العلوم. )) .. هل يقصد هنا العلوم الشرعية !! .. لا لا إنه يقصد علم .. التاريخ ..
لكن ما تحته خط في ثالثاً أقرب إلى الغيبيات والعلوم الشرعية منه إلى التاريخ ... أحسن الظــــنّ ّ ّّ .. واحملها على الوجه الحسن .
الخلاصة .. أن هناك توسّعات وتساهلات في التقعيد لبعض العلوم بسبب أنه لا تمكن معرفة كنههاااات كثيرة مرتبطة بهاا .. مثل علم التاريخ .
رابعاً : البلهاء والدهماء والحرافيش هم الذين يقبلون بهذه المعلومات ( التاريخية ) ولا يتعاملون معها بموضوعية .. أما الأذكياء والشطّار والعيّارين .. فهم يحسبلون من بلاهة الحرافيش الذين يسعون دوما للتشبّه بهم والتعلّق بأذيالهم ؟؟!! في حين أنهم جهلة لم يقرأوا المنشور الجديد الذي قسّم العلوم وقولـَب الفهوم ..... وانتصر للظالم ! من المظلوم .. !! .. حمقى .. دائما هم هكذا .. الحرافيش الدهماء ...

خامساً : هل فهمتم المقصد .. طبعاً لا .. لأنكم حرافيش .. لذلك خذوا المثال الأول وهو ليس في نباهة المثال الثاني ( والذي أرجو لمن لديه المقدرة من الإخوة التعليق عليه إن أمكن )
المثال يقول في علاقاتنا مع الغرب ننتهج منهج البلهاء والمخبّلين .. والدليل اقتباس ((وقد لخـّص أحد المصلحين ذلك الموقف بالقول: نأخذ من الحضارة الغربية ما يلائمنا وينفعنا، ونُعرض عن غيره. وهذه الصياغة على المستوى النظري مثالية جدًّا )) من هو هذا المصلح من بين المصلحين .. هل هو من عصر المأمون حين ترجمت الكتب السيريانية إلخ .. أم هو من عصر النهضة نهايات المماليك وبدايات العثمانيين .. أم .. إلخ المهم أن هذا الرجل أيضاً مقولته ويا للحسرة .. تتبع فئة الحرافيش والمخبّلين .. هل رأيتم أيها الصفوة هل رأيتم يا فرسان الدائرة المستديرة كيف تسلل الدهماء إلى منبر الخطابة حتى اختلط الحابل بالنابل !! ..
ثم يعطينا الكاتب العادل حيثيات الحكم بالإعدام على هذه المقولة ..
نمبر 1- إننا نتعامل مع الغرب بطريقة حرفوشية كمثل مجاذيب المولد بسبب رؤيتنا الغير كاملة !! وحتى لا نتعب أنفسنا ونلف وندور .. كل شيئ عندنا غير كامل .. من الإبرة إلى الصاروخ .. !! حرافيش .. زبالة .. متقوقعووووون .
نمبر 2- يختلف كثير من أبناء المسلمين !! ( يعني ليس المسلمين .. بل أبناء المسلمين !! لابد أنه يقصد الكفار من ابناء المسلمين !! أم .. ماذا ؟ )) في تحديد ما يؤخذ وما يُترك ..( الخلاصة الشريعة اندرست لدرجة أن أبناء !! .. المسلمين لا يرون أي حدود شرعية متفق عليها )
نمبر 3 – وهنا تبرق الأسنان العلمانية فجأة .. حيث أننا بعد أن قعّدنا وفرضنا و.. أوجبنا ...الأخذ .. بل الـــعـَبّ .. من الغرب لا يمكن أن نضع حدودا لمستوى الانفتاح لأنهم قوم .. فري .. وعندهم حرية وتعددية فعلى سبيل المثال .. أسبانيا وحدها بها أكثر من 500 فريق كروي .... وهذه التعددية هي سبب كل خير وجمال .. وعندهم نساء يبعن الشباشب في شوارع باريس في حين لا يقبل أي منا على أخته أو أمه أن تفعل هذه الفعلة المتحررة ,, إلخ فكيف نتقدم أيها السادة والمجاري تحاصرنا من جميع الأرجاء ..!!! وكما يقول الفقهاء ( يبدو أنهم ليسوا من طائفة الحرافيش هذه المرة .. نعوذ بالله من الحرافيش ) اقتباس (( ليس ممكناً في كل الأحوال، وحين يكون ممكناً فقد لا يكون مجدياً، فكيف يكون العمل ...؟!)) وبغض النظر عن كونه كلاماً للمالكية أو غيرهم لكن أين النص الشرعي !!! ألسنا ننظّر ( تنظير - نظرية ) أين الضرورة ؟؟ .. في هذا الموقف هنا والتي تبيح أكل الميتة .. وشرب الدم( والعياذ بالله !!) ؟؟!!
أليس من الممكن أن ننزّل هذا النص..! على لص يراقب خزانة أحد البائعين في سوق الخضار !!!
نمبر 4- يضرب لنا الكاتب المفضال مثالا من أرض الواقع المر حينأعلنت أحد الدول استمساكها بحبل الله المتين ردحاً من الزمان ثم إذا بها تنتهج نفس خطة الخسف التي سارت عليها دول من جاراتها ممن كانت تبزّها عزّا وجاهاً وسلطانا ومنعة .. فأضحت بما خطته في مستنقع البلايا والمحن ,, والكاتب يجعل خطة الخسف أمراً حتماً كختان الذكور .. !! فلابد من تهجير الشباب - الأعزب إن أمكن وبما لا يثير هوجة الحرافيش ونبدأ بالشباب وهدفنا الفتيات أيضاً لأجل البلد تعمر .. - إلى بلدان الفرنسيس والرومان والطاليان والهنّ والأسبان لكي يمتلؤا من الروح القدس .. ! ثم بعد الاستدلال بالواقع المشوّه نجد التنظير بناءاً عليه ... لم يعرض لنا سعادة النحرير واقع العلماء الذين يسلمون بالآلاف وهم من أصحاب الكفاءات من بني الغرب ,, ولا علماء المسلمين الذين يغتالون في بيوتهم ويذبحون كالأنارب ,, ما أشبه الكاتب بمَن قال الحج يكون في أي وقت تجنباً للزحام .. والسجائر لا تفطر لكي لا نعطّل مصالح .. المسلمين !! .. والحمد لله رب العالمين . هل رأيتم الواقع الذي نبني عليه نظرياتنا مخالفةً للنصوص الشرعية ؟
قد يقول قائل لكن هذا الواقع مشوه ممسوخ .. ( ملعوب فيه ) وليس هو أصل نبني عليه بل هو شذوذ وانحلال يجب أن يقاوم ويردّ إلى الأصل السليم كما كان في عهد النبي والخلفاء الراشدين المهديين .. فالشرع حاكم والواقع محكوم وليس العكس .. وهنا يكرّ الكاتب على أصحاب هذه المقولة بمقالته الأخرى ( المثال الثاني ) ليمسخ الحق بما يقرر الباطل .. (( أرجو منكم التعليق لأن هذه المقالة معناها خطير جداً وهي تقرير للباطل في ثوب النصيحة )) فإلى المقالة الثانية .. وأعتذر عن الإطناب في التعليق وأرجو إن أخطأت أن توضحوا لي خطأي وجزاكم الله خيراً ..
وإلى مقالة الكاتب الثانية

عبد الله الكاتب
06-12-2008, 04:08 AM
الكاتب / *** ****** ****
1/2
كنت قد ذكرت في المقال السابق أني سأقدم مثالاً تاريخياً حول تبسيط بعض الناس لأمور هي في غاية التعقيد، واليوم أحاول الوفاء بذلك، وسيكون هذا المقال عن شيء يتعلق بتاريخ الرجل الكبير عمر بن عبد العزيز – رحمه الله-؛ حيث إن عدداً غير قليل من الإسلاميين يعتقدون أن الدولة الإسلامية بإخلاصها وصدقها وإمكاناتها الهائلة تحمل معها أينما قامت مفاتيح الحلول الجذرية المذهلة لكل مشكلات الأمة. وهم يبرهنون على ذلك بالإصلاح الواسع النطاق الذي قام به ذلك الرجل في فترة زمنية قياسية لا تزيد على سنتين إلا قليلاً. وكان من جملة إصلاحاته الباهرة قضاؤه على الفقر في الدولة الإسلامية.
ويستندون في ذلك إلى خبر يفيد أن الخير فاض في زمن عمر إلى درجة أن بعض الولاة أرسلوا إليه يستشيرونه فيما يفعلونه بأموال الزكاة التي جمعوها ولم يجدوا فقراء يوزعونها عليهم، فما كان منه إلا أن أرشدهم إلى أن يشتروا بهم عبيداً ويقوموا بإعتاقهم .
والحقيقة أنني شخصياً لا أكاد أحصي الذين سمعت منهم هذا الكلام من أبناء زماننا. وأجزم أن كل الذين يقولون ذلك لم يفكروا في يوم من الأيام في الآليات التنفيذية . وفي حجم الأموال الهائلة التي يتطلبها القضاء على الفقر في دولة تحكم أجزاءً واسعة من العالم خلال مدة زمنية قصيرة جداً في عمر الشعوب والحضارات.

إن هذا الخبر الذي يعتمدون عليه لو صحّ، فإنه في نظري لا يعدو أن يكون حدث في حي من الأحياء أو قرية من القرى أو قبيلة من القبائل، وليس هناك أي فرصة موضوعية لوقوعه فيما هو أوسع من ذلك وذلك للأسباب الآتية:
1- إن الخلاص من الفقر في دولة منتشرة على مساحات ممتدة في آسيا وأفريقيا في سنتين أو عشر سنوات أمر في غاية البعد إن لم نقل إنه في حيز المستحيل العادي؛ لأنه يستلزم أولاً تعريفاً للفقر تجري على أساسه مساعدة الفقراء. وهذا التعريف معقد – كما هو الشأن في تعريف البطالة- ولم يكن متيسراً آنذاك.
ويتطلب ثانياً القيام بمسح واسع النطاق لمعرفة مستحقي المعونة، وهذا يتطلب تشكيل مئات ألوف اللجان التي تقوم بذلك. وبما أن أقاليم الدولة متفاوتة في الغنى والفقر تفاوتاً شديداً؛ فإن عوائد الدولة وجباياتها في الأقاليم الفقيرة لا تسد حاجة الفقراء، ومن ثم فإن هذا يعني القيام بعمليات نقل واسعة ومكثفة للأموال والأشياء والأرزاق من الأقاليم الغنية إلى الأقاليم الفقيرة. وهذا كله على افتراض وجود فائض في بعض الأقاليم؛ وهذا غير ثابت. وعلى كلٍّ فليس لدينا أخبار تاريخية تدل على أن ذلك النقل الكثيف قد تم فعلاً، وهو في أحيان كثيرة لم يكن ممكناً بسبب الحكم (الفيدرالي) الذي كان سائداً، وبسبب صعوبة المواصلات بين الأقاليم الإسلامية المختلفة.
2- هناك ألوف الأخبار المنثورة في كتب التاريخ والتراجم والتي تدل على أن رجالاً كثيرين من أعلام الأمة وعلمائها وصالحيها كانوا يشكون في فترة حكم عمر بن عبدالعزيز من الفقر وقلة ذات اليد. والذين لم يذكر لنا التاريخ عنهم أي شيء يبلغون مئات الأضعاف لهؤلاء. فهل نصدق خبراً واحداً ونضرب بتلك الأخبار الكثيرة جداً عرض الحائط؟!
3- بعض فقر الفقراء يحتاج إلى علاج خاص، وبعضه لا يستطيع أحد علاجه حين يكون فقر الإنسان بسبب كسله وعدم رغبته في العمل؛ فإن الناس يعرضون عن مساعدته، بل يشعرون بأن مساعدته خطأ. وحين يكون فقره بسبب سفهه وتبذيره وسوء إدارته للمال؛ فإن هذا لا يساعده الناس. وإذا ساعدوه لم ينتفع بمساعدتهم.
بعض الفقراء يكونون أيتاماً أو أرامل ومعوقين، وهؤلاء يحتاجون إلى ملاجئ ودور رعاية وجمعيات خيرية ومن غير ذلك تصعب مساعدة العديد منهم.
4- من أين جاءت الأموال لعمر بن عبدالعزيز – رحمه الله- حتى أغنى الناس، ولم يبق فيهم من يأخذ أو يستحق الزكاة؟
الذين يقولون بذلك يذهبون إلى أن عمر حسَّن نظام جمع الزكاة والخراج والجزية فصارت الأموال تذهب إلى خزينة الدولة عوضاً عن أن يضيع كثير منها بسبب الرشوة أو بسبب سرقة الجباة. كما أن الله – تعالى- يبارك في الرزق وينشر فضله ومعونته حين يسوء الصلاح ويتولى الأمور رجال أخيار من نوعية عمر بن العزيز.. وهذا الكلام صحيح جزئياً.
وقد كان إصلاح الأحوال في الأقاليم البعيدة عن مركز الخلافة –ومعظمها كذلك- أعظم مشقة بسبب صعوبة الاتصال. لكن الهدر الذي كان يحدث بسبب فساد نظام الجباية لا يشكل في أي حال رقماً ضخماً، ينقل الأمة من حال الفقر إلى حال الغنى.
5- علينا بعد هذا أن تساءل هل فريضة الزكاة شرعت أو روعي في مشروعيتها ألا يبقى في المجتمع المسلم فقيراً؟ وهل هذه النسبة القليلة كافية لسد حاجات الفقراء في كل الأحوال؟.
لا أعرف آية أو حديثاً فهم منه أئمتنا أن الزكاة إذا أديت على أكمل وجه في مجتمع أو إقليم تم القضاء على الفقر فيه. ولا أعتقد أن من يملك درجة متوسطة من الفقه يُقدم على القول بذلك. إن أفضل عصر أديت فيه الزكاة، وكانت الرغبة فيما عند الله أو أوجها هو عصر النبي – صلى الله عليه وسلم-، ثم عصر الخلفاء الراشدين . ولم يتم الفضاء على الفقر لا في مركز الدولة (المدينة المنورة) ولا في غيرها. وفي أمريكا أو أوروبا يدفع المواطن أحياناً ما يصـل إلى 60 أو 70% من دخله ضرائب للدولة، أي عشرات أضعاف الزكاة، ومع هذا فإن في تلك المجتمعات فقراء وبائسين كثر.
إنني أعتقد أن شعيرة الزكاة جزء من النظام الاقتصادي الإسلامي وهذه الشعيرة لا تحقق أغراضها بكفاءة إلا إذا اشتغلت باقي أجزاء النظام مثل: القرض الحسن، والكفارات، وتوفير فرص العمل، و... على نحو جيد. والنظام الاقتصادي هو الآخر جزء من النظام الإسلامي العام، فإذا كان هناك فساد إداري أو سياسي، أو كان هناك ظلم اجتماعي فادح، أو تحلل أخلاقي؛ فإن النظام الاقتصادي لا يعمل بالكفاءة المنشودة. ومع كل هذا فإن الأعمال الخيرية لا تشكل متن الكفاية المعيشية لأحد، وإنما هي عبارة عن كرّة أخرى من أجل تلافي قصور النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في توزيع العدالة. إنها تساعد النظم المعمول بها، وتسد فجواتها لكنها لا تكون أبداً بديلة عنها. ويجب أن يكون هذا واضحاً.
6- لنا أن نتساءل: هل قضى عمر بن عبدالعزيز على الفقر –على رأي من يدعي ذلك- بسبب صلاحه وتقواه أو بحسب حسن إدارته؟ إن كان ذلك بسبب صلاحه وتقواه، فالنبي – صلى الله عليه وسلم- ثم الخلفاء الراشدون أفضل منه وأصلح. وإن كان ذلك بسبب حسن إدارته وتدبيره، فعمر بن الخطاب حكم أضعاف مدته وهو الإداري والاستراتيجي الأول، ومع هذا فلم يتم القضاء على الفقر في عهودهم الميمونة.
7- إن الله- تعالى- جعل الحاجة والعوز ونقص الأموال أداة ابتلاء واختبار لعباده، وسوف تستمر هذه الأداة إلى أن تنتهي حياة البشر على هذه الأرض؛ قال سبحانه: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)[سورة البقرة:155].
إن هذا التفنيد لتلك المقولة على هذا النحو من التدقيق والتفتيش يستهدف تمرين الذهن على النظر العميق وتحريضه على عدم الاستسلام للمقولات الشائعة، كما أنه يستهدف تكوين بنية عقلية معقدة، تتجافى عن السطحية والتحليلات المستعجلة.
والله الهادي إلى سواء السبيل.


أرجو من إخواني الكرام التعليق قدر الممكن على هذه المقالة وجزاكم الله خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد الله الكاتب
07-08-2008, 03:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إذن ... فلا أحد يستطيع الرد على المقالة السابقة .. يبدو أنها مقنعة بقدر ما ...
وقد انتهت المقالة إلى التالي :
1- إن .. الإسلاميين !! .. (عدد غير قليل منهم ) .. يعيشون في وهم .. ! ألا وهو .. أن تحكيم شرع الله ( قيام الدولة الإسلامية ) هو مفتاح سحري لكل مشكلة !! .. (مع إغفال ذكر أي حديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم حول صلاح الأمة بصلاح " العلماء والأمراء " ).
2- وقد يحشدون لنصرة ظنهم !! ( أي الإسلاميين .. ولنسمهم .. المغفّلين ) براهين تاريخية ( عفا عليها الزمان ) .. ( تفتقد المصداقية ) .. مثل استدلالهم بخبر من عصر عمر بن عبد العزيز- رحمه الله – يؤيد ما يتوهمون ! .. ... ... ( ويبدو أن هذا هو الدليل الوحيد على القضية الذي وصل إلى آذان مدبّج المقالة ... (( النخبوية !! )) .. )
فلم يستمع مرة إلى آية في كتاب الله تربط بين اتّباع شرع الله وإغداق الرزق .. والمباركة فيه .. !! لا في سورة نوح ولا الأنعام ولا يونس ولا الكهف .. ولا حتى لإيلاف قريش !! .. ولم يَدْرِ بحديث حول هذا الموضوع ... يا للأسى واللوعة .. يا مفكرنا الكبير .. التربوي .. النخبويّ .. !!
.. ولعله إن وصله الخبر ليتسائل .. (( وما العلاقة بين الدولة الإسلامية !! وبين اتّباع الشرع !!! )) .. ويا للعجب !!! ؟ .
3- كثير من أفاضل المسملين ( أي الشحّاذين ) كانوا يشكون من الفقر وقلّة ذات اليد في عهد عمر ..!! برغم الأخبار الواردة عن شيوع وعموم البركة في الرزق مما يكذّب هذه الأخبار .. وبالتالي يحكم على الدولة الإسلامية بالفشل .؟!! ( و راجعوا من فضلكم طبقات الشحّاذين ؟)
ثم يطوّف بنا المفكر القدير بين أطلال دولة عمر بن عبد العزيز .. ليطلعنا على ما خفي عنا من كونها غير مستكملة الآليات .. أو عاجزة عن إحقاق الحق وإبطال الباطل .. مما يجعلنا نتسائل !! .. لماذا إذن مات عمر رضي الله عنه مسموماً من أعداءه .. طالما كان طرطوراً على ما يبدو .. ويقود دولة لا يتجاوز نفوذ العدل فيها أحد أحيائها .. أو قراها !!
فالعدل والحق يحتاجان لآليات افتقدها رضي الله عنه ..
ولكن لعل عمر إن كان أخفق في استكمال أدوات العدل وإعطاء كل ذي حق حقه .. أن يكون نجح غيره من أصحاب النبي .. أو ..... النبي نفسه صلّى الله عليه وسلّم .. فإذا بالمفكّر! يخلص بنا إلى أنه حتى المدينة المنورة بجلالة قدرها .. لم تستطع أن تحلّ الأزمة .. !! إنه يستشهد بالمدينة المنورة ما قبل فتح خيبر .. !! وبمعنى قول القائل ... إذا ثبت أن الطفل الرضيع لا يستطيع قيادة الطائرة فهذا دليل على أن البالغ لايقدر كذلك ..
وعندما ينهي استشهاده بالمدينة المنورة في مفتتح العهد النبوي إذا به يطير بنا من معية النبي الكريم وصحابته .. والذين فشلوا في معالجة قضايا مجتمعهم الصغير ..!! .. إلى معية الأمريكان وأبناءهم العظام !! من الزنى .. فيقول إن الضرائب في أمريكا كبيييرة .. ولكنها لم تحل مشكلة الفقر والبؤس .. ولا أدري ما العلاقة بين نبي موحى إليه .. وبين أهل نجس وكفر وركس ومعاقرة لكل الخباثات !!! وما وجه المقارنة بين شرع الله وأمره وإن كانت آلياته بسيطة من وجهة نظر الكفار .. وبين الظلم والجور ونهب المحكومين الممارس في أمريكا وغيرها .. يلزم من قول هذا المفكر أن يبطل حادثة نبع الماء أو تكثير الطعام لجميع الأنبياء والرسل إذا ثبت أنه كان هناكم ! جائع واحد من المسلمين أو المؤمنين بهم .. فلماذا إذن لم يُنبع لهم الماء أو يكثّر لهم الطعام .. يا لعظمة الفهم !!
ثم يقول أن الزكوات لا محالة ستفشل في حل المشكلات الاجتماعية .. والسبب .. هو ..... والسبب ..... هو !! .. انظروا إلى السبب .. فعنده يبطل العجب .. ويظهر لصاحبنا قرن وذنب ..
السبب أن النظام التكافلي لا يقوم وحده .. لا بد من صلاح شاامل !!! بكل المعايير في جميع المجالات والنواحي والمناحي !!!! ... هل يعي الرجل ما يقول ... !!؟
النبي .!! فشل في الإصلاح .. ( الإصلاح عنده بمعني القضاء على المشكلات الاجتماعية ) ... وعمر ... ثم عمر .. إلخ .. ولكن الحل هو أن نطبق النظام الإسلامي ... ؟!! ماذا يعني بالنظام الإسلامي الذي فشل نبيّ الإسلام في تطبيقه ؟!!
لا إله إلا الله ...
الرجل أصابته ربكة ولا شكّ ..
ثم يختتم المقالة بالتأكيد على ما افتتحها به من أن الإسلاميين سذّج وبلهاء وحرافيش ..يصدّقون ما يقوله لهم الأقدمون .. وأن الدين وحسن الإدارة ولو أنهما للأسف اجتمعا في عمر بن الخطاب فقط لا غير .. فإنهما لم يكفياه ليقوم بالإصلاح كما كان المفكّر ينتظر !! ... إلى ماذا يرمي مولانا الفقيه قدوة الآكلين وحجة اللاعبين .!!

وخلاصة ما طفح من مقالة المفكّر أن أبيض يستسقى الغمام بوجهه .. كعمر بن عبد العزيز ومن قبله جده وإخوانه من الصحابة .. ثم على رأسهم رسول الله وخاتم أنبياءه صلّى الله عليه وسلّم .. لا يمثلون أكثر من قدوات روحية ، لكنّهم يحيون بمعزل عن واقع الحياة... وقد طبّقوا وفرضوا على الناس شرعاً لا ينصف المظلوم ولا يردع الظالم ولا يرفع الحق ولا يُزهِق الباطل وكان نظاماً فاشلاً وضعيفاً .. وغير قابل للتطبيق على مساحة أوسع من حدود المدينة المنورة .. أو حيّ من أحياء دمشق القديمة ..

وفي الختام يحاول المفكّر أن يتمسّح قليلاً في الشرع حتى يعطي حقنة مخدرة بعد انتهاء العملية فيورد لمرة يتيمة ! آية من كتاب الله ليدلل بها أولاً.. أنه كاتب إسلامي .. ثم .. أن الله يمتحن الناس بالجوع والمرض والفقر والخوف والموت ! فقط لا غير ولذلك خلقهم !!!
رغم أن الآية تقول أن الاختبار بالضراء مرحلي لفترة محدودة ويكون .. بشيئ من .. أي قليل وأقل من القليل .. وليست السماء ماطرة عليهم بالبلاء ليل نهار... ثم !! لإن كان البلاء سببه أن الله يوجده من العدم بلا مقدمات من بني آدم ولا أسباب .. فما تفسير مولانا للآية (ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم 41 )) الفساد والبلاء والنقص والاختلال ( المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والمناخية ) سببهم عدم اتّباع شرع الله من قبل الناس .. وبمعنى أعمّ ( عدم تطبيق شرع الله وأمره في مناحي الحياة .. أي دولة الإسلام ) .
وكموعظة باردة ينصحنا المفكّر بعدم الاعتماد على عقولنا في فهم الوقائع والأحداث .. بل على عقله وعقول أمثاله من المفكّرين .. باختصار ..

.وعقدة المقالة أو البحث .. أو الاستـبحث .... أن صاحبه لا يتكلم هنا عن القصور البشري في التطبيق .. لكي نعذره .. وكلنا بشر ! .. لكنه ينقض المسألة من أساسها .. فحتى القدوات فشلت ... إذن القضية باطلة أصلاً وفصلاً ...

وحين يأتي هذا المقال في ظل الدعوات لتعطيل ما تبقّى من بعض أحكام الله التي تطبّق على خلاف رغبة كثير من المسيطرين وفي بعضٍ قليلٍ ! .. من بلاد المسلمين ..
متوازياً مع دعاوي التخذيل والاتجار بآمال الصحوة الإسلامية ومحاولة تحويلها إلى أرصدة بنكية أووجاهات دنيوية ... باسم التجديد .. أو الترشيد .. ركوباً للموجة الإسلامية الهادرة وجرياً أمام التيار وادّعاء قيادته .. إلخ
فالأمر يصبح أخطر مما قد نظنّ ...
لقد أصبح من الفروض الواجبة غربلة ما ينسب إلى الإسلام من أعمال ومجهودات ودعوات .. لأنه بفضل الله ومنذ زمن ليس بالقليل قد اجتاحت الصحوة السنّية المباركة كل العالم .. مسلمه وكافره .. فأصبح لزاماً على أعداء الله أن يلبسوا لبوساً جديداً غير لبوس العداوة القديم .. فالاعتزال أصبح يقدّم على أنه فكر نخبويّ .. أو فكر إسلاميّ .. ورد الشرع والهزء به أصبح من باب الواقعية الإسلامية .. والإسفاف في تبديل أحكام الله بل أصوليات العقائد صار من دواعي التعارف والتسامح ومراعاة الآخر .. وفتاوى المجامع المسكونية .. ؟!! أو الفقهية ..!! إلخ ..
أعتذر أني لم أتذكّر وجود قسم الخنفشاريات إلا بعد كتابتي للموضوع هنا .. وقد كان أحق به من المنتدى العام .. لكن قدّر الله وما شاء فعل .. وقد كنت أرغب من الإخوة .. مع سعة علمهم ان يتعرضوا لنقد مثل هذه المقالة التربوية .. النخبوية .. لكون صاحبها مشهوراً وله تأثير في وسط شباب الملتزمين من المنخدعين بأفكار التجديديين الذين هم في حقيقتهم لا يزيدون عن كونهم معتزلة ... إن أحسنّا الظن بهم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

samahoo
07-08-2008, 06:41 AM
السلام عليكم و رحمة الله
أعتقد أنك تعاملت أخي الكريم بحساسية مفرطة مع ما هو مسطور في هاتين المقالتين و حملت الكلام فيهما ما لا يحتمل
و ربما توجسك من المنتدى الذي تشكو منه و كون المقالين كتبا هناك جعلك تشك في كل كلمة و كل جملة، فتبحث لها عن معنى خفي و فكرة مدسوسة تحملها بين ثناياها، و هذا ربما ما أوقعك في هذا التسرع في تقويم الكلام و الحكم عليه
و شخصيا أرى بأن الكلام الذي نقلته عادي جدا، بل و فيه أفكار أراها مقبولة و لا تصادم شرعا أو عقيدة، خصوصا بالنسبة للمقال الأول.
و حتى المقال الثاني الذي يمكن أن يناقش في بعض المواضع، إلا أني أحسب أن فكرة المقال في حد ذاتها صائبة و معقولة

geek
07-08-2008, 02:56 PM
كلام الأخ samahoo صحيبح ، فكاتب المقال موضع النقد هو الدكتور عبد الكريم بكار، سلسلة مقالاته نشرت في islamtoday.net
والدكتور بكار من الرجال المصلحين المفكرين، ولا نزكيه، نحسبه كذلك .