المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قولة تعالى(وتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ)والتحقيق فى الاية...



البراك
06-14-2008, 03:23 AM
قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}ق(30)

سوف اذكر مجمل اقوال العلماء ثم اذكر الرأى الراجح عندالمحققين من العلماءاولا..

اختلف العلماء على قولين ..منهم من قال ان هل من مزيد على سبيل الانكار او الاستفهام على قولين
1- ان هل من مزيد على سبيل الاستفهام بمعنى الاستزادة
2- ان المعنى قد امتلات فلم يبق فى موضع لم يمتلىء فهو استفهام انكارى واستدل هؤلاء على رايهم
ابقوله تعالى: {هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ}[الأنعام:47], أي ما يهلك إلا القوم الظالمون، وعلى هذا، فمعنى {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} لا محل للزيادة لشدة امتلاء النار، واستدل بعضهم لهذا الوجه بآيات من كتاب الله كقوله تعالى: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [السجدة:13], وقوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود:119] قال: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ, لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}، ، لأن إقسامه تعالى في هذه الآية المدلول عليه بلام التوطئة في {لَأَمْلَأَنَّ} على أنه يملأ جهنم من الجنة والناس، دليل على أنها لا بد أن تمتلىء، ولذا قالوا: إن معنى {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}، لا مزيد، لأني قد امتلأت فليس في محل للمزيد،

وايضا استدلوا ان المقصود بالاية الاستفهام الانكارى اى لامزيد قالوا لان النار ضيقه لا مكان فيها لا هل النار فاصبح المكان ضيقا بحيث ان الناس يحشرون فى بعض ويصبح المكان ضيقا وهذا عذاب لهم لان هناك مكان ومكين فالمكان هو النار والمكين هومن فى النار؛ فلاتوجد سعه فى النار فلاداعى لطلبها الزيادة ؛ بل يحشرون فى بعض وهذا عذاب لهم ؛ وتقول النار لامزيد استفهام انكارى اى هل بقى مزيد ؛ فالذى يدخل النار يدخل على ضيق وعذاب.. لا العدد سيقل لانها ضيقة ولا هى ستضيق لمن فيها لكن ليس عن سعة وانما عن ضيق ؛ فالمكان متوفر على قدر المكين لا احد سيهرب من عذاب النار؛ لان المكان ضيق فالعصاة سيدخلون حتى ولو كان المكان ضيق سيحشرون بعضهم فوق بعض كما قال الله فى سورة الاسراء(قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوفُورًا ) فالنار اذن ضيقه ... وعلى المقابل الجنة واسعة وفيها سعة كما قال الله( وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلاٌّرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) وقال فى اية اخرى( سَابِقُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالاْرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ )
( وقال فى اية اخرى( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى) وهذا المقام قد فسرتة الاية الاخرى فقد قال فى اية اخرى(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ )
اذن النار ليس فيها سعة على عكس الجنة فيها سعة فالسعة دليل النعيم والضيق دليل العذاب واستدلوا ايضاعلى ذلك انهم حين يلقون فى اماكن ضيقه من النار وهم مقيدون فى الاصفاد ومكبلون بالسلاسل والاغلال كما قال الله(إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً) وقال ايضا(وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى الاٌّ صْفَادِ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ)..وقالوا لان كل انسان خلقه الله لة مكان فى النار وله مكان فى الجنة فاذا دخل اهل الكفر النار تركوا اماكنهم يرثوها اهل الجنة واذا دخلوا اهل الجنة الجنة تركوا اماكنهم لاهل النار فكانت الجنة فيها سعه والنار ضيق...
واستدلوا بالاحاديث ذكرها الامام الطبرى فى تفسيرة حين قال
وأما قوله:( هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله, فقال بعضهم: معناه: ما من مزيد. قالوا: وإنما يقول الله لها: هل امتلأت بعد أن يضع قدمه فيها, فينزوي بعضها إلى بعض, وتقول: قطِ قطِ, من تضايقها فإذا قال لها وقد صارت كذلك: هل امتلأت؟ قالت حينئذ: هل من مزيد: أي ما من مزيد, لشدّة امتلائها, وتضايق بعضها إلى بعض. ذكر من قال ذلك:
1-حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قال ابن عباس: إن الله الملك تبارك وتعالى قد سبقت كلمته لأَمْلأَنّ جَهَنّمَ مِنَ الجِنّةِ والنّاسِ أجَمعِينَ فلما بعث الناس وأحضروا, وسيق أعداء الله إلى النار زمرا, جعلوا يقتحمون في جهنم فوجا فوجا, لا يلقى في جهنم شيء إلا ذهب فيها, ولا يملأها شيء, قالت: ألستَ قد أقسمت لتملأني من الجِنّة والناس أجمعين؟ فوضع قدمه, فقالت حين وضع قدمه فيها: قدِ قدِ, فإني قد امتلأت, فليس لي مزيد, ولم يكن يملأها شيء, حتى وَجَدَتْ مسّ ما وُضع عليها, فتضايقت حين جَعل عليها ما جعل, فامتلأت فما فيها موضع إبرة
2ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قال: وعدها الله ليملأنها, فقال: هلا وفيتكِ؟ قالت: وهل من مَسلكٍ.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ, يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ كان ابن عباس يقول: إن الله الملك, قد سبقت منه كلمة لأَمْلأَنّ جَهَنّمَ لا يلقى فيها شيء إلا ذهب فيها, لا يملأها شيء, حتى إذا لم يبق من أهلها أحد إلا دخلها, وهي لا يملأها شيء, أتاها الربّ فوضع قدمه عليها, ثم قال لها: هل امتلأتِ يا جهنم؟ فتقول: قطِ قطِ قد امتلأت, ملأتني من الجنّ والإنس فليس فيّ مزيد قال ابن عباس: ولم يكن يملأها شيء حتى وجدت مسّ قدم الله تعالى ذكره, فتضايقت, فما فيها موضع إبرة. انتهى

ومن ذكروا هذا الراى من المفسرين وقالوا به وهو ان الاستفهام انكارى الواحدى فى تفسيرة حين قال (اى هل بقى فى موضع لم يمتلىء اى قد امتلات)

وقال بهذا القول ايضا النيسابورى؛ وابى حيان؛ والمحلى فى تفاسيرهم..

اما القول الثانى.. ان الاستفهام يحمل على الحقيقة وهو طلب الزيادة وأنها لا تزال كذلك حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض وتقول: قط قط أي كفاني قد امتلأت، ولما ثبت في الصحيحين، وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن جهنم لا تزال تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط"، لأن في هذا الحديث المتفق عليه التصريح بقولها "قط قط"، أي كفاني قد امتلأت، وأن قولها قبل ذلك هل من مزيد لطلب الزيادة،

ومن قال بهذا الراى الطبرى حين قال(وقال آخرون: بل معنى ذلك: زدني, إنما هو هل من مزيد, بمعنى الاستزادة. ذكر من قال ذلك:
1- حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا يحيى بن واضح, قال: حدثنا الحسين بن ثابت, عن أنس, قال: يلقى في جهنم وتقول: هل من مزيد ثلاثا, حتى يضع قدمه فيها, فينزوي بعضها إلى بعض, فتقول: قطِ قطِ, ثلاثا.
24719ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ لأنها قد امتلأت, وهل من مزيد: هل بقي أحد؟ قال: هذان الوجهان في هذا, والله أعلم, قال: قالوا هذا وهذا.
وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال: هو بمعنى الاستزادة, هل من شيء أزداده؟ثم قال
وإنما قلنا ذلك أولى القولين بالصواب لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما:
2-حدثني أحمد بن المقدام العجلي, قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاويّ, قال: حدثنا أيوب, عن محمد, عن أبي هُريرة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ, لَمْ يَظْلِمِ اللّهُ أحَدا مِنْ خَلْقِهِ شَيْئا, وَيُلْقِي فِي النّارِ, تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ, حتى يَضَعَ عَلَيْها قَدَمَهُ, فَهُنالكَ يَمْلأُها, وَيُزْوَي بَعْضُها إلى بَعْضٍ وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ».
3-حدثنا أحمد بن المقدام, قال: حدثنا المعتمر بن سليمان, قال: سمعت أبي يحدّث عن قتادة, عن أنس, قال: ما تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع الله عليها قدمه, فتقول: قدِ قدِ, وما يزال في الجنة فضل حتى ينشىء الله خلقا, فيُسكنه فضول الجنة.
4-ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: حدثنا ابن علية, قال: أخبرنا أيوب وهشام بن حسان, عن محمد بن سيرين, عن أبي هُريرة, قال: اختصمت الجنة والنار, فقالت الجنة: ما لي إنما يدخلني فقراء الناس وسقطهم وقالت النار: ما لي إنما يدخلني الجبارون والمتكبرون, فقال: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء, وأنت عذابي أصيب بك من أشاء, ولكلّ واحدة منكما ملؤها. فأما الجنة فإن الله ينشىء لها من خلقه ما شاء. وأما النار فيُلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟ ويلقون فيها وتقول هل من مزيد, حتى يضع فيها قدمه, فهناك تملأ, ويزوي بعضها إلى بعض, وتقول: قط, قط.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن ثور, عن محمد بن سيرين, عن أبي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «احْتَجّتِ الجَنّةُ والنّارُ, فَقالَتِ الجَنّةُ: مالي لا يَدْخُلُنِي إلا فُقَرَاءُ النّاسِ؟ وَقالتِ النّارُ: مالي لا يَدْخُلُنِي إلاّ الجَبّارُونَ والمُتَكَبّرُونَ؟ فَقالَ للنّارِ: أنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أشاءُ وَقالَ للْجَنّةِ: أنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أشاءُ, وَلِكُلّ وَاحِدَةٍ مِنْكُما مِلْؤُها فأمّا الجَنّةُ فإنّ الله عَزّ وَجَلّ يُنْشىءُ لَهَا ما شاء وأمّا النّارَ فَيُلْقُوْنَ فِيها وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ, حتى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيها, هُنالكَ تَمْتَلِىء, وَيَنزْوِي بَعْضُها إلى بَعْضٍ, وَتَقُولُ: قَطْ, قَطْ».
5- حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, عن أنس, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَزَالُ جَهَنّمُ يُلْقَى فِيها وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزيدٍ حتى يَضَعَ رَبّ العالَمِينَ قَدَمَهُ, فيَنْزَوي بَعْضُها إلى بَعْضٍ وَتَقُولُ: قَدْ, قَدْ, بِعِزّتِك وكَرَمِكَ, وَلا يَزَالُ فِي الجَنّةِ فَضْلٌ حتى يُنْشىءَ اللّهُ لَهَا خَلْقا فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الجَنّةِ».
حدثنا ابن المثنى, قال: حدثنا عبد الصمد, قال: حدثنا أبان العطار, قال: حدثنا قتادة, عن أنس, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: «لا تَزَالُ جَهَنّمُ تَقُول هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حتى يَضَعَ رَبّ العالَمِينَ فِيها قَدَمَه, فَيَنْزَوِي بَعْضُها إلى بَعْض, فَتَقُولُ: بِعِزّتِكَ قَطْ, قَطْ وَما يَزَالُ فِي الجَنّةِ فَضْلٌ حتى يُنْشِىءَ اللّهُ خَلْقا فَيُسْكِنَه في فَضْلِ الجَنّةِ».
قال: ثنا عمرو بن عاصم الكلابي, قال: حدثنا المعتمر, عن أبيه, قال: حدثنا قتادة, عن أنس, قال: ما تزال جهنم تقول: هل من مزيد, فذكر نحوه غير أنه قال: أو كما قال.
حدثنا زياد بن أيوب, قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف, عن سعيد, عن قتادة, عن أنس, عن النبيّ صلى الله عليه وسلم, قال: «احْتَجّتِ الجَنّةُ والنّارُ, فَقالَتِ النّارُ: يَدْخُلُنِي الجَبّارُونَ والمُتَكَبّرُونَ وَقالَتِ الجَنّةُ: يَدْخُلُنِي الفُقَرَاءُ وَالمَساكِينُ فأَوْحَى اللّهُ عَزّ وَجَلّ إلى الجَنّة: أنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أشاءُ وأَوْحَى إلى النّارِ: أنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَن أشاءُ, وَلِكُلّ وَاحِدَةٍ مِنْكُما مِلْؤُها فأمّا النّارُ فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حتى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيها, فتَقُولُ: قَطْ قَطْ». ففي قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَزَالُ جَهَنّمُ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ» دليل واضح على أن ذلك بمعنى الاستزادة لا بمعنى النفي, لأن قوله: «لا تزال» دليل على اتصال قول بعد قول.
وايضا رجحة الامام الشنقيطى فى تفسيرة وتبعة على ذلك تلميذة الشيخ عطية سالم ووافقه علية فى ترجيحاتة وان النار تطلب الزيادة من المجرمين غضبا لربها وغيظا على الكافرين وادلتهم الحديث المتفق علية وهو(لا تَزَالُ جَهَنّمُ يُلْقَى فِيها وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزيدٍ حتى يَضَعَ رَبّ العالَمِينَ قَدَمَهُ, فيَنْزَوي بَعْضُها إلى بَعْضٍ وَتَقُولُ: قَدْ, قَدْ, بِعِزّتِك وكَرَمِكَ, وَلا يَزَالُ فِي الجَنّةِ فَضْلٌ حتى يُنْشىءَ اللّهُ لَهَا خَلْقا فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الجَنّةِ».
وهو الذى رجحه به الطبرى فى تفسيرة وايضا رجح هذا الراى بالحديث الصحيح ابن جزى حين قال( انها تطلب الزيادة وكانت لم تمتلىء وقيل معناة لامزيد اى ليس عندى موضع للزيادة فهى على هذا قد امتلات والاول اظهر وارجح)
وكذلك رجح ذلك الراى الامام السعدى حين قال( يقول الله مخوفا عباددة يوم نقول لجهنم هل امتلات وذلك من كثرة ما القى فيها وتقول هل من مزيد اى لاتزال تطلب الزيادة من المجرمين العاصين غضبا لربها وقد وعدها الله بملاها كما قال فى الايات حتى يضع رب العزة قدمة فينزوى بعضها على بعض وتقول قط قط اى قد اكتفيت وامتلات)
... وقال بهذا الراى ايضا ابن كثير والثعالبى والبقاعى وسيد قطب
( وقالوا ان صحة الحديث قاعدة يرجح بها المفسرون بين الاقوال؛ وان السياق يدل على ارادة الاستزادة وقد قال ابن كثير..( وهذا هو الظاهر من السياق من الاية)

الراى الراجح عندى والله اعلم وتطمئن الية النفس وعند المحققين من العلماء وهو ما اختارة والظاهر انه لامنافاة بين الاقوال فان الجهه منفكة وكل منهما نظر الى قول والايه حمالة الوجوة فان الايات التى استدل بها القائلون بان الاستفهام انكارى؛ وان الله قد وعد جهنم بملائها من الجنة والناس اجمعين فى الايات الكريمة ان؛ استدلالهم يدخل تحت الرأى الراجح عند من رجح الرأى الثانى وانها لطلب الاستزادة وذلك ان الله وعد بملء جهنم من الجنة والناس وسؤال جهنم هل من مزيد قبل امتلائها
فان من قال بان الاستفام انكارى نظر الى الايات التى استدلوا بها والى اخر الحديث انها لاتطلب الزيادة اى لامزيد وهى بعد ان يضع رب العزة قدمة وتقول قط قط فنظروا الى الحديث واخرة ... وقالوا انها تقول لامزيد كما قالت النار قط قط اى كفيت لامزيد
ومن قال بالرأى بان النار تطلب الزيادة من المجرمين نظر الى اول الحديث وقال ان لاتزال يلقى فى النار وان مازال تطلب الزيادة فى الحديث الوارد انها تقول هل من مزيد؛ قبل ان يضع رب العزة قدمة وتنزوى بعضها الى بعض وتقول قط قط فلا منافاة بين الرأيين وهذا الرأى قاله الشيخ عطية سالم
قال الشنقيطى فى التفسير...
واعلم أن قول النار في هذه الآية: {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}، قول حقيقي ينطقها الله به، فزعم بعض أهل العلم أنه كقول الحوض:

امتلأ الحوض فقال قطني مهلا رويدا قد ملأت بطني

وأن المراد بقولها ذلك هو ما يفهم من حالها خلاف التحقيق
واعلم أن التحقيق أن النار تبصر الكفار يوم القيامة، كما صرح الله بذلك في قوله هنا: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} ورؤيتها إياهم من مكان بعيد، تدل على حدة بصرها كما لا يخفى، كما أن النار تتكلم كما صرح الله به في قوله: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}، والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة، كحديث محاجة النار مع الجنة، وكحديث اشتكائها إلى ربها، فأذن لها في نفسين، ونحو ذلك، ويكفى في ذلك أن الله جل وعلا صرح في هذه الآية، أنها تراهم وأن لها تغيظاً على الكفار، وأنها تقول: هل من مزيد.
واعلم أن ما يزعمه كثير من المفسرين وغيرهم، من المنتسبين للعلم من أن النار لا تبصر، ولا تتكلم، ولا تغتاظ. وأن ذلك كله من قبيل المجاز، أو أن الذي يفعل ذلك خزنتها كله باطل ولا معول عليه لمخالفته نصوص الوحي الصحيحة بلا مستند، والحق هو ما ذكرنا.
وقد أجمع من يعتد به من أهل العلم على أن النصوص من الكتاب والسنة، لا يجوز صرفها عن ظاهرها إلا لدليل يجب الرجوع إليه، كما هو معلوم في محله.
وقال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة: "إن القول بأن النار تراهم هو الأصح"، ثم قال: "لما روى مرفوعاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ بين عيني جهنم مقعداً"، قيل يا رسول الله أولها عينان؟ قال: "أو ما سمعتم الله عز وجل يقول: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً}، يخرج عنق من النار له عينان تبصران ولسان ينطق فيقول: وكلت بكل من جعل مع الله آلهاً آخر فهو أبصر بهم من الطير بحب السمسم فيلتقطه" وفي رواية "يخرج عنق من النار فيلتقط الكفار لقط الطائر حب السمسم" ، ذكره رزين في كتابه، وصححه ابن العربي في قبسه، وقال: "أي تفصلهم عن



الخلق في المعرفة، كما يفصل الطائر حب السمسم عن التربة"، وخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق فيقول: إني وكلت بثلاث: بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله آلهاً آخر وبالمصورين". وفي الباب عن أبي سعيد قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن غريب صحيح". انتهى محل الغرض من كلام القرطبي.
وقال صاحب "الدر المنثور": "وأخرج الطبراني، وابن مردويه من طريق مكحول، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعداً من بين عيني جهنم". قالوا يا رسول الله: وهل لجهنم من عين؟ قال: "نعم أما سمعتم الله يقول: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}. فهل تراهم إلا بعينين". وأخرج عبد الله بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق خالد بن دريك، عن رجل من الصحابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يقل عليّ ما لم أقل، أو ادعى إلى غير والديه، أو انتمى إلى غير مواليه، فليتبوأ بين عيني جهنم مقعداً" قيل: يا رسول الله وهل لها من عينين؟ قال: نعم أما سمعتم الله يقول: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} إلى آخر كلامه" ، وفيه شدة هول النار، وأنها تزفر زفرة يخاف منها جميع الخلائق وهنااك ادله كثيرة على ذلك

فائدة فى الحديث وهو حديث صحيح استدل به العلماء على صحة ما ذهبوا اليه ان هنا ذكر القدم من احاديث الصفات والواجب ان نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسة فى كتابه وعلى لسان رسوله وهذة طريقه السلف وائمتها باثبات ما اثبتة الله لنفسة من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولاتعطيل وهى قاعدة( اثبات بلا تشبيه وتنزية بلا تعطيل) ؛ فالغلو هو الاثبات الى حد التشبية والغلو ايضا هو التنزية الى حد التعطيل للصفة