المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد الماحق على افتراءات الغبي المنافق.



فخر الدين المناظر
07-14-2008, 04:48 PM
هذا عبارة عن كتاب غير مطبوع -كان عبارة عن سلسلة مقالات طويلة تصلح أن تكون كتابا مستقلا-، كنتُ قد كتبته أيام التصدي لدعوات التنصير ردا على أحد أغبياء المنصرين من جهة ومساهمة مني في دعم موقع سبيل الإسلام في حملته من جهة ثانية. والأسئلة التي أجاب عليها هذا الكتاب أغلبها -إن لم يكن كلها- قد انتشر عند معشر الملاحدة، مما دفعني إلى نقلها هنا في منتدانا المبارك، لكن الجزء الرابع من الكتاب المحتوي على إجابات مهمة ومصادر البحث قد فُقد نتيجة فايروس كان قد أصاب الحاسوب، وكنتُ قد أرسلته قبل ذلك للموقع لكن الإخوة لم يرفعوه هناك ونسوه والله المستعان.
كما أني قررت إعادة تسميته بـ "الرد الماحق لإفتراءات الغبي المنافق"، على ان أراجعه جيدا وأستكمل أجزائه مستقبلا إن شاء الله تعالى وربما ييسر الله عز وجل نشره في طبعة منقحة مزيدة في القادم من السنوات .
ورحم الله من ساهم في إثرائه أو نبه كاتبه على أخطائه.

المقدمة:
ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..أما بعد.
هناك مقال في جميع المواقع المسيحية يحمل اسم أسئلة تحتاج الى أجوبة ،، وهو مقال يحتوي على 113 سؤالا ،، ونظرا لكثرة الاسئلة ارتأيت أن أجيب عليها في سلسة مقالات بحيث كل جزء يحتوي على أجوبة عدد من الأسئلة التي وردت في ذلك المقال وهكذا دواليك حتى نستكمل باذن الله الرد على كل ما ورد .

ومما استنتجته حين قراءتي للأسئلة الواردة في المقال ، أن صاحبه لا يفقه شيئا في علوم اللغة وما تشمله من دلالات الألفاظ وقواعد النحو والصرف والاشتقاق ،، ولا يعلم شيئا في علوم البلاغة كالبيان والبديع والمعاني ،، اضافة على انه تعمد أن لا ينظر الى كتب التفاسير للقرآن الكريم بحيث حينما يصادف كلمة في القرآن الكريم لا يفهم معناها لجهله يعتبرها نقيصة ويعدها حجة ضد المسلمين ،،كما أنه لم يكلف نفسه النظر في مواقع المسلمين لرؤية الاجابات على اسئلته ،، وأيضا صاحب المقال أصبح مفسرا بالرأي فأصبح يفسر القرآن على هواه فاختلط عليه الحابل بالنابل وأصبح كالناقة العمياء التي تخبط خبط عشواء..وايضا ان بعض الاسئلة التي طرحها هو مطالب أن يجيب عليها لأنها تخص معتقده ايضا. وقد اعتمدت في الرد على مصادر اسلامية سوف اذكرها باذن الله في نهاية السلسلة. فاليكم اخوتي في الله الأجوبة على أسئلته التي جاءت في مقاله.


السؤال1 : مامعنى هذه الكلمات, هل يعطي الله طلاسم , وكلام غير مفهوم يحتاج الى مفسرين وجهابذة في اللغة لكي نعرف ماذا يقصد بكلمة الم أو الر أو كهيعص , ماذا يفعل الذين يقطنون في أماكن نائية وليس عندهم مفسرين للغة , أو ماذا يفعل غير العرب عندما يقرأون هذه الكلمات , أو ماذا تفسر الى الإنكليزية و الفرنسية ؟


الجواب قد وردت هذه الفواتح تارة مفردة بحرف واحد، وتارة مركبة من حرفين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة.

فالسور التى بدأت بحرف واحد ثلاثة وهى سور ص، ق، ن.

والسور التى بدأت بحرفين تسعة وهى: طه، يس، طس، { وحم } فى ست سور هى: غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف.

والسورة التى بدأت بثلاثه أحرف ثلاث عشرة سورة وهى: { ألم } فى ست سور: البقرة، وآل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة و { الر } فى خمس سور هى: يونس، هود، يوسف، الحجر، إبراهيم و { طسم } فى سورتين هما: الشعراء، القصص.

وهناك سورتان بدئتا بأربعة أحرف وهما. الرعد، { المر } ، والأعراف، { المص } ، وسورتان - أيضاً - بدئتا بخمسة أحرف وهما: مريم { كهيعص } ، والشورى { حم عسق }.

فيكون مجموع السور التى افتتحت بالحروف المقطعة تسعا وعشرين سورة.

هذا، وقد وقع خلاف بين العلماء فى المعنى المقصود بتلك الحروف المقطعة التى افتتحت بها بعض السور القرآنية، ويمكن إجمال خلافهم فى رأيين رئيسين:

الرأى الأول يرى أصحابه: أن المعنى المقصود منها غير معروف، فهى من المتشابه الذى استأثر الله بعلمه.

وإلى هذا الرأى ذهب ابن عباس - فى إحدى رواياته - كما ذهب إليه الشعبى، وسفيان الثورى، وغيرهم من العلماء، فقد أخرج ابن المنذر وغيره عن الشعبى أنه سئل عن فواتح السور فقال: إن لكل كتاب سراً، وإن سر هذا القرآن فى فواتح السور. ويروى عن ابن عباس أنه قال: عجزت العلماء عن إدراكها. وعن على - رضي الله عنه - أنه قال: " إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجى ". وفى رواية أخرى عن الشعبى أنه قال: " سر الله فلا تطلبوه ".

ومن الاعتراضات التى وجهت إلى هذا الرأى، أنه كان الخطاب بهذه الفواتح غير مفهوم للناس، لأنه من المتشابه، فإنه يترتب على ذلك أنه كالخطاب بالمهمل، أو مثله كمثل المتكلم بلغة أعجمية مع أناس عرب لا يفهمونها..

وقد أجيب عن ذلك بأن هذه الألفاظ لم ينتف الإِفهام عنها عند كل الناس، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يفهم المراد منها، وكذلك بعض أصحابه المقربين - ولكن الذى ننفيه أن يكون الناس جميعاً فاهمين لمعنى هذه الحروف المقطعة فى أوائل بعض السور.

وهناك مناقشات أخرى للعلماء حول هذا الرأى يضيق المجال عن ذكرها.

أما الرأى الثانى فيرى أصحابه: أن المعنى المقصود منها معلوم، وأنها ليست من المتشابه الذى استأثر الله بعلمه.

وأصحاب هذا الرأى قد اختلفوا فيما بينهم فى تعيين هذا المعنى المقصود على أقوال كثيرة، من أهمها ما يأتى:

1- أن هذه الحروف أسماء للسور، بدليل قول النبى صلى الله عليه وسلم
" من قرأ حم السجدة حفظ إلى أن يصبح " وبدليل اشتهار بعض السور بالتسمية بها كسورة (ص) وسورة (يس).

ولا يخلو هذا القول من الضعف، لأن كثيراً من السور قد افتتحت بلفظ واحد من هذه الفواتح، والغرض من التسمية رفع الاشتباه.

2- وقيل إن هذه الحروف قد جاءت هكذا فاصلة للدلالة على انقضاء سورة وابتداء أخرى.

3 - وقيل: إنها حروف مقطعة، بعضها من أسماء الله - تعالى - وبعضها من صفاته، فمثلاً { الۤمۤ } أصلها: أنا الله أعلم.

4 - وقيل: إنها اسم الله الأعظم. إلى غير ذلك من الأقوال التى لا تخلو من مقال، والتى أوصلها السيوطى فى " الإِتقان " إلى أكثر من عشرين قولا.

5 - ولعل أقرب الآراء إلى الصواب أن يقال: إن هذه الحروف المقطعة قد وردت فى افتتاح بعض السور للإِشعار بأن هذا القرآن الذى تحدى الله به المشركين هو من جنس الكلام المركب من هذه الحروف التى يعرفونها، ويقدرون على تأليف الكلام منها، فإذا عجزوا عن الإِتيان بسورة من مثله، فذلك لبلوغه فى الفصاحة والحكمة مرتبة يقف فصحاؤهم وبلغاؤهم دونها بمراحل شاسعة، وفضلا عن ذلك فإن تصدير السور بمثل هذه الحروف المقطعة يجذب أنظار المعرضين عن استماع القرآن حين يتلى عليهم إلى الإِنصات والتدبر، لأنه يطرق أسماعهم فى أول التلاوة ألفاظ غير مألوفة فى مجارى كلامهم، وذلك مما يلفت أنظارهم ليتبينوا ما يراد منها، فيستمعوا حكما وحججاً قد يكون سبباً فى هدايتهم واستجابتهم للحق.

هذه خلاصة لأراء العلماء فى الحروف المقطعة التى افتتحت بها بعض السور القرآنية، ومن أراد مزيداً لذلك فليرجع - مثلاً - إلى كتاب " الإِتقان " للسيوطى، وإلى كتاب " البرهان " للزركشى، وإلى تفسير الألوسى.
تانيا يجب ان تعلم ان الناس القاطنين في مناطق نائية لديهم مساجد وهاته المساجد فيها ائمة وفقهاء ،، فالحافظ البسيط لكتاب الله عز وجل يعلم أقوال العلماء ويستطيع أن يجيب على سؤالك ،، ثم في عصر العولمة هناك الكثير من وسائل الاعلام وايضا المحطات التلفزيونية التي تبث برامجا .. وأيضا هناك مدارس في هاته المناطق النائية وهاته المدارس تدرس التربية الاسلامية التي يدرسها استاذ في الدراسات الاسلامية ويستطيع الاجابة عليها.
أما في الترجمات فلا تقلق ،، فنحن المسلمون قد فكرنا في كل شيء بحيث حين تترجم معاني القرآن الكريم فان المترجمين يتطرقون لمعاني الأحرف المتقطعة، واليك جزء من ترجمة لمعاني القرآن الكريم التي يشير فيها الى الحروف المقطعة الواردة في أول سورة البقرة
"Alif"(A) "Lam"(L) "Mim"(M): ce sont là des lettres de l'alphabet arabe par lesquelles Allah - qu'Il soit glorifié - commence la Sourate afin d'attirer l'attention sur le caractère inimitable du Saint Coran, composé de lettres semblables à celles avec lesquelles les Arabes forment leurs mots, bien que ces derniers se soient avérés incapables de produire quelque chose de semblable au Coran. De plus ces lettres invitent à les écouter pour bien reconnaître la diversité de leurs sonorités.

وليس لي الوقت في ترجمة النص لأنك اوردت اكثر من 113 سؤالا ويجب الاجابة عنها حتى نوضح لك ولأمثالك ما اشتبه عليك.

اضافه من موقع سبيل الاسلام:
يقول النصارى أن الحروف المقطعة في القرآن مبهمة ومعناها غير معروف ويطعنون لذلك في القرآن الكريم .

ونحن لن نعرض أقوال المفسرين في الحروف المقطعة في أوائل السور ، فهذه مبسوطة في كتب التفسير باستفاضة ، ولكن أريد هنا أن أبيّن أن في الكتاب المقدس ما يُقابل الحروف المقطعة في القرآن ، لذلك أقول لمن يطعن من النصارى في الحروف المقطعة :

وقبل أن تطعنوا عليكم أولاً أن تتوصلوا إلى حلّ المشكلة في الكتاب المقدس ، وتتفقوا أنتم وعلماء المسيحية حول معنى كلمة "سلاه" .

كلمة "سلاه"

لقد ترددت هذه الكلمة 74 مرة في الكتاب المقدس ، وحتى الآن لم يستطع أحد أن يعرف معناها بشكل قاطع .

وهذا مثال عليها في مزمور ( 3: 2 ) :
(( 2 كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بالهه . سلاه
3 اما انت يا رب فترس لي ، مجدي ورافع رأسي .
4 بصوتي الى الرب اصرخ فيجيبني من جبل قدسه . سلاه )) .


فما معنى هذه الكلمة ؟؟؟

لقد احتار علماء النصارى في معنى هذه الكلمة ، ولم يستطع أحد أن يجزم بمعنى واضح لها ، وأنقسموا إلى آراء عديدة حولها كلها ضروب من الظن والتخمين ، ولم يستطع أحدٌ منهم أن يعطي دليلاً على صحة رأيه .

يقول قاموس الكتاب المقدس :
((1 - يظن البعض أن الكلمة تعني تقوية اللحن وتوقيعه بشدة، وفي هذا المعنى يتوقف المرنمون لتسمع الآلة الموسيقية وحدها.
2 - ويظن آخرون أن معناها وقفة موسيقية، فتتوقف الآلات الموسيقية ويصمت المرنمون.
3 - ويقول يعقوب الذي من الرها أنها تشبه آمين التي يرددها المرنمون المسيحيون بعد سماع البركة، فكأن سلاه تعني: " أعط بركتك ".
ولكن المعنى الأساسي المقصود من هذه الكلمة غير معروف )) ... إنتهى .

هل ترى عزيزي القارئ ؟؟؟
يقول المعنى الأساسي غير معروف !!!!!.

ويضيف جون جيل معنى آخر لكلمة "سلاه" في تفسيره فيقول ( واعتبرها آخرون ترسيخاً لاعتقاد أيّ شيء ، جيداً كان أم سيء ) .

وتقول الموسوعة الكاثوليكية ( المعنى لهذه الكلمة والغرض منها يبقى سؤالاً جدلياً ) .

ويقول روبرت جاميسون في تفسيره ( 1706 )للكتاب المقدس ( هذه الكلمة معناها غامض جداً ) ... ثم يسوق عدة احتمالات .

هل ترى عزيزي القارئ ، يقول معناها غامض جداً ؟؟؟

هذا يقول أنها لتقوية اللحن .
وهذا يقول وقفة موسيقية .
وهذا يقول كأن معناها "آمين" أو "أعط بركة " .
وهذا يقول أن معناها ترسيخ لاعتقاد شيء .

وفي النهاية يحكم قاموس الكتاب المقدس أن المعنى المقصود غير معروف .

فهل إتفقوا أولاً على معنى "سلاه" حتى ينتقدون غيرهم ؟؟؟؟
هذه المشاركه بقلم الأخ العزيز بلال



سورة البقرة 30-31
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون .وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين

السؤال 2 : هنا يتكلم وكأن الله يستشير الملائكة في عملية خلق الإنسان وأن الملائكة اعترضوا عليه وأنهم يعلمون ما لا يعلم بأن الإنسان سيفسد الأرض ويسفك الدماء . وكأنهم يغالطون الله في ما يفعل . والله يجيبهم إني أعلم ما لا تعلمون , وكأن الله الخالق يدخل في مجادلة مع مخلوقاته . ثم يقول أن الله علم آدم الأسماء ولم يقل ما هي أو لمن ثم عرضها على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين . وهنا أيضا مجادلة للخالق مع المخلوق في موضوع الأسماء. وهل هم صادقين أكثر منه أم من آدم. كيف يكون هذا ؟؟؟

الجواب هنا يا فالح توجد اكثر من حكمة فخطاب الله لملائكته بأنه سيجعل فى الأرض خليفة، ليس المقصود منه المشورة، وإنما خاطبهم بذلك من أجل ما ترتب عليه من سؤالهم عن وجه الحكمة من هذه الخلافة، وما أجيبوا به من بعد، و من أجل تعليم العباد المشاورة فى أمورهم قبل أن يقدموا عليها وعرضها على ثقاتهم ونصائحهم وإن كان هو - سبحانه - بعلمه وحكمته البالغة غنياً عن المشاورة. و الحكمة الثالثة هو تعظيم شأن المجهول، وإظهار فضله، بأن بشر بوجود سكان ملكوته، ونوه بعظيم شأن المجعول بذكره فى الملأ الأعلى قبل إيجاده، ولقبه بالخليفة.
ثم حكى - سبحانه - إجابة الملائكة فقال:

{ قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }.
قولهم: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا... } إلخ إنما صدر منهم على وجه استطلاع الحكمة فى خلق نوع من الكائنات يصدر منه الإِفساد فى الأرض وسفك الدماء. وقطعهم بحكمة الله فى كل ما يفعل لا ينافى تعجبهم من بعض أفعاله، لأن التعجب يصدر عن خفاء سبب الفعل، فمن تعجب من فعل شىء وأحب الاطلاع على الحكمة الباعثة على فعله لا يعد منكرا.

والملائكة لا يعلمون الغيب، فلابد أن يكونوا قد علموا ماذا سيكون من الفساد فى الأرض وسفك الدماء بوجه من الوجوه التى يطلع الله بها على غيبه بعض المصطفين الأخبار من خلقه.

قال الإِمام ابن كثير فى توضيح هذا المعنى: قوله - تعالى - { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ } أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك وكأنهم علموا ذلك بعلم خاص، أو بما فهموه من الطبيعة البشرية، فإنه أخبرهم أنه يخلق هذا الصنف من صلصال من حمأ مسنون، أو فهموا من الخليفة أنه الذى يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم. ويردعهم عن المحارم والمآثم.. وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله ولا على وجه الحسد لبنى آدم كما قد يتوهمه البعض.. وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة فى ذلك، يقولون يا ربنا ما الحكمة فى خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد فى الأرض، ويسفك الدماء فإن كان المراد عبادتك فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك، ولا يصدر منا شىء من ذلك فهلا وقع الاقتصار علينا؟.

وقد رد الله - تعالى - على الملائكة بقوله: { قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }.

أى: إنى أعلم من المصلحة الراجحة فى خلق هذا الصنف على المفاسد التى ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم، فإنى سأجعل فيهم الأنبياء، وأرسل فيهم الرسل ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء العاملون والمحبون له - تعالى - المتبعون رسله.
فالجملة الكريمة إرشاد لهم إلى الأمر الذى من شأنه أن يقف بهم عند حدود الأدب اللائق بمقام الخالق - عز وجل - وتنبيه إلى أنه - تعالى - عالم بما لا يحيط به علم أحد من خلقه، فله أن يفعل ما يشاء ويأمر بما يشاء.

وليس من أدب المؤمنين بأنه العليم الحكيم أن يسألوه حين يأمرهم بشىء، أو يعلمهم بأنه سيفعل شيئاً، عن حكمة ما أمر به أو ما سيفعله، بل شأنهم أن يتجهوا إلى استطلاع حكمة الأفعال والأوامر من أنفسهم، فإذا أدركوها فقد ظفروا بأمنيتهم، وان وقفت عقولهم دونها، ففى تسليمهم لقدر الله، وامتثالهم لأوامره الكفاية فى القيام بحق التكليف والفوز برضا الله، الذى هو الغاية من الإِيمان به والإِقبال على طاعته.

قال بعض العلماء: " وفى هذه الآية الكريمة تسلية للنبى صلى الله عليه وسلم عن تكذيب بعض الناس له، لأنه إذا كان الملأ الأعلى قد مثلوا على أنهم يختصمون ويطلبون البيان والبرهان فيما لا يعلمون، فأجدر بالناس أن يكونوا معذورين - وبالأنبياء أن يعاملوهم كما عامل الله الملائكة المقربين، أى: فعليك يا محمد أن تصبر على هؤلاء المكذبين، وترشد المسترشدين، وتأتى أهل الدعوة بسلطان مبين.

ثم أخذ - سبحانه - فى بيان جانب من حكمة خلق آدم، وجعله خليفة فى الأرض، بعد أن أجاب الملائكة على سؤالهم بالجواب المناسب الحكيم فقال - تعالى -: { وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ }.
علم: من التعليم وهو التعريف بالشىء. وآدم: اسم لأبى البشر، قيل إنه عبرانى مشتق من أدمه، وهى لغة عبرانية معناها التراب، كما أن " حواء " كلمة عبرانية معناها " حى " وسميت بذلك لأنها تكون أم الأحياء.

و { ٱلأَسْمَآءَ } جمع اسم، والاسم ما يكون علامة على الشىء، وتأكيد الأسماء بلفظ " كلها " فى أنه علمه أسماء كل ما خلق من المحدثات من إنسان وحيوان ودابة، وطير، وغير ذلك. ويصح حمل الأسماء على خواص الأشياء ومنافعها، فإن الخواص والمنافع علامات على ما تتعلق به من الحقائق.

وقوله: { ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلاَئِكَةِ } عرض الشىء: إظهاره وإبانته والضمير فى { عَرَضَهُمْ } يعود على المسميات، وهى مفهومة من قوله: { ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا } إذ الأسماء لابد لها من مسميات، فإذا أجرى حديث عن الأسماء حضر فى ذهن السامع ما هو لازم لها، أعنى المسميات.
والأمر فى قوله: { أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ } ، ليس من قبيل الأوامر التى يقصد بها التكليف، أى: طلب الإِِتيان بالمأمور به، وإنما هو وارد على جهة إفحام المخاطب بالحجة.

والمعنى: أن الله - تعالى - ألهم آدم معرفة ذوات الأشياء التى خلقها فى الجنة، ومعرفة أسمائها ومنافعها، ثم عرض هذه المسميات على الملائكة. فقال لهم على سبيل التعجيز: { أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } فيما اختلج فى خواطركم من أنى لا أخلق خلقاً إلا وأنتم أعلم منه وأفضل.

قال ابن جرير: " وفى هذه الآيات العبرة لمن اعتبر والذكرى لمن ذكر، والبيان لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، عما أودع الله فى هذا القرآن من لطائف الحكم التى تعجز عن أوصافها الألسن، وذلك أن الله - تعالى - احتج فيها لنبيه صلى الله عليه وسلم على من كان بين ظهرانيه من يهود بنى إسرائيل، بإطلاعه إياه من علوم الغيب التى لم يكن - تعالى - أطلع عليها من خلقه إلا خاصا، ولم يكن مدركا علمه إلا بالإِنباء والإِخبار ليقرر عندهم صدق نبوته، ويعلموا أن ما أتاهم به إنما هو من عند الله ".


سورة البقرة
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين .

السؤال3 : الله يطلب من الملائكة السجود لآدم وهذا غير منطقي فالملائكة أعلى مرتبة من البشر وهي مخلوقات روحية والبشر من التراب , ثم كيف يطلب الله لأحد السجود لغيره ؟ ثم من هو ابليس وهل أصبح من الكافرين نتيجة عدم سجوده لآدم هنا. وإذا كان عدم السجود لغير الله صحيح وواجب يكون ابليس افضل من الملائكة
ثم لم يقل من هو آدم هذا , هل يحتاج قارىء القرآن للكتاب المقدس لكي يعرف من هو آدم وكيف خلق ؟؟؟

الجواب الواضح أن صاحب المقال عنده جهل مطبق بالقرآن الكريم وبالأحاديث النبوية ومن أقوال المفسرين الذين فصلوا كل شيء وأيضا صاحب المقال يردد كالببغاء أقوال المعتزلة في هذه الآية
السجود: لغة التذلل والخضوع مع انخفاض بانحناء وغيره، وخص فى الشرع بوضع الجبهة على الأرض بقصد العبادة.

وللعلماء فى كيفية السجود الذى أمر به الملائكة لآدم أقوال: أرجحها أن السجود المأمور به فى الآية يحمل على المعنى المعروف فى اللغة، أى: أن الله - تعالى - أمرهم بفعل تجاه آدم يكون مظهراً من مظاهر التواضع والخضوع له تحية وتعظيماً، وإقراراً له بالفضل دون وضع الجبهة على الأرض الذى هو عبادة، إذ عبادة غير الله شرك يتنزه الملائكة عنه.

وعلى هذا الرأى سار علماء أهل السنة. وقيل: إن السجود كان لله، وآدم إنما كان كالقبلة يتوجه إليه الساجدون تحية له، وإلى هذا الرأى اتجه علماء المعتزلة، وقد قالوا ذلك هرباً من أن تكون الآية الكريمة حجة عليهم، فإن أهل السنة قالوا: إبليس من الملائكة، والصالحون من البشر أفضل من الملائكة، واحتجوا بسجود الملائكة لآدم، وخالفت المعتزلة فى ذلك، وقالت: الملائكة أفضل من البشر، وسجود الملائكة لآدم كان كالقبلة وأيضا أن السجود كان سجود تكريم لآدم وامثثال لأمر الله عز وجل.

والذى نراه أن ما سار عليه أهل السنة أرجح، لأن ما ذهب إليه المعتزلة يبعده أن المقام مقام لإِظهار فضل آدم على الملائكة، وإظهار فضله عليهم لا يتحقق بمجرد كونه قبلة للسجود.

وأمر الملائكة بالسجود لآدم هو لون من الابتلاء والاختبار، ليميز الله الخبيث من الطيب، وينفذ ما سبق به العلم، واقتضته المشيئة والحكمة
اما بالنسبة لقصة آدم فقد جاءت في القرآن الكريم وفي الاحاديث النبوية الشريفة ولكن صاحب المقال يتعامى بالطبع
ثم أن ابليس ليس أفضل من آدم ،، لأن آدم كان أولا هو الخليفة في الأرض باختيار من رب العزة ،، ثانيا أن ابليس لم يكن يعلم الأسماء التي علمها الله لآدم ،، ثالثا الانسان الصالح من معتقدنا هو أفضل من الشياطين والملائكة لأنه تغلب على شهواته اولا وتغلب على وساس الشيطان ثانيا وأنه بالرغم من أن الملائكة هم أرواح فقط فان الانسان روح وجسم .. فجمع بين الروح والمادة.. الى آخره من المؤلفات التي ألفها العلماء في هذا السياق والتي لا مجال الا لأن تطلع عليها قبل الدخول في مقارنة الاديان ،، وأيضا هذا السؤال اطرحه على نفسك بصفتك مسيحيا وتؤمن بنفس قصة آدم عليه السلام.





- سورة البقرة 35 - 37
وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين .

السؤال 4 : هنا ذكر زوجة آدم ولم يذكر من أين أتت ولا حتى كيف خلقت . ثم سمح لهما بأكل ثمار الجنة
( إلا هذه الشجرة ) ما هي هذه الشجرة , ولماذا يكونا من الظالمين إذا اكلا منها من سيظلما ؟. لماذا لا يكونا من العاصين بدل الظالمين؟ . وبالعدد 36 قال فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما ... . ماذا كان يفعل الشيطان في الجنة مع آدم وزوجته . وبالعدد37 قال فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم . ما هي هذه الكلمات التي تلقاها آدم من الله حتى تاب ؟ هل تنفع البشر الآن لكي يتوبوا هم أيضا ؟
الجواب من الظاهر أن المعترض قرأ فقط بعضا من سورة البقرة ولم يقرأ القرآن كله لكي يفهمه جملة ،، وأيضا لم يتطرق الى الأحاديث الواردة في الصحاح حول قصة خلق آدم وقصة خلق حواء عليهما السلام فاني أوجهه الى قراءتها او يسأل مسلما عمره عشر سنوات وسوف يجد عنده الاجابة

وأيضا في تحديد اسم الشجرةفما شأنك بها ؟؟ لو قص علينا رب العزة كل الحوادث بالتفصيل لكان فيه اطالة ولكان حجم القرآن الكريم أكبر مما هو عليه الآن بعشرات المرات ،، ثم نحن لا يهمنا أن نعرف اسم الشجرة لأنه لو كان علمها ينفعنا لذكره الله

بين - سبحانه - أنه نهاهم عن الأكل من شجرة معينة فقال: { وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّالِمِينَ }.

القرب: الدنو، والمنهى عنه هو الأكل من ثمار الشجرة، وتعليق النهى بالقرب منها إذ قال { وَلاَ تَقْرَبَا } القصد منه المبالغة فى النهى عن الأكل، إذ فى النهى عن القرب من الشىء قطع لوسيلة التلبس به، كما قال تعالى:
{ ولا تقربوا الزنا}
فنهى عن القرب من الزنا ليقطع الوسيلة إلى ارتكابه وهى القرب منه. وأكد النبى بأن جعل عدم اجتناب الأكل من الشجرة ظلماً فقال: { فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّالِمِينَ } وقد ظلما أنفسهما إذ أكلا منها، فقد ترتب على أكلهما منها أن أخرجا من الجنة التى كانا يعيشان فيها عيشة راضية.

وقد تكلم العلماء كثيراً عن اسم هذه الشجرة ونوعها فقيل هى التينة، وقيل: هى السنبلة، وقيل هى الكرم.. إلخ. إلا أن القرآن لم يذكر نوعها على عادته فى عدم التعرض لذكر ما لم يدع المقصود من سوق القصة إلى بيانه.

وقد أحسن الإِمام ابن جرير فى التعبير عن هذا المعنى فقال: " والصواب فى ذلك أن يقال: إن الله - تعالى - نهى آدم وزوجه عن الأكل من شجرة يعينها من أشجار الجنة دون سائر أشجارها فأكلا منها، ولا علم عندنا بأى شجرة كانت على التعيين، لأن الله لم يضع لعباده دليلا على ذلك فى القرآن ولا من السنة الصحيحة، وقد قيل: كانت شجرة البر، وقيل كانت شجرة العنب. وذلك علم إذا علم لم ينفع العالم به علمه، وإن جهله جاهل لم يضره جهله به.

أما ماذا كان يفعل ابليس في الجنة فانظر تفسير ابن كثير وتفسير الطبري للآية حيث أوردوا قصة دخول ابليس الجنة كاملة من المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم أما اذا اعترضت لكي تقول لماذا سمح الله لابليس بالدخول فنجيبك بأن في ذلك ابتلاء لآدم وحواء عليهما السلام

ثم حكى القرآن أن آدم قد بادر بطلب العفو والمغفرة من ربه فقال: { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ }.

التلقى فى الأصل: التعرض للقاء، ثم استعمل بمعنى أخذ الشىء وقبوله، تقول: تلقيت رسالة من فلان. أى أخذتها منه وقبلتها.

والكلمات: جمع كلمة، وهى اللفظة الموضوعة لمعنى، وأرجح ما قيل فى تعيين هذه الكلمات، ما أشار إليه القرآن فى سورة الأعراف بقوله

{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ


والتوبة فى أصل اللغة معناها: الرجوع، وإذا عديت بعن كان معناها الرجوع عن المعصية إلى الطاعة، وإذا عديت بعلى - كما فى هذه الآية - كان معناها قبول التوبة، فالعبد يتوب عن المعصية، والله يتوب على العبد أى: يقبل توبته.

وجملة { إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } واردة مورد التعليل لقوله: { فَتَابَ عَلَيْهِ }.

والتواب وصف له - تعالى - من تاب، أى: قبل التوبة، وجاء التعبير بصيغة فعّال، للإِشعار بأنه كثير القبول للتوبة من عباده، وليدل على أنه يقبل توبة العبد وإن وقعت بعد ذنب يرتكبه ويتوب منه ثم يعود إليه بعد التوبة ثم يتوب بعد العودة إليه توبة صادقة نصوحاً.



سورة البقرة 55
وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهارة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون .

السؤال 5 : إذا قرأنا كتاب اليهود ( التوراة ) لأنه يتكلم عن اليهود هنا, لا نرى هذه الحادثة وهم لم يطلبوا اليه أن يريهم الله جهارة . ولماذا أخذتهم الصاعقة ولماذا يموتون ومن ثم أحياهم . فمن هو الصحيح ؟؟؟

سواء وجدنا القصة في كتاب اليهود المحرف ام لم نجده فالحال يقتضي ان نصدق كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهذا الكتاب هو القرآن الكريم

تانيا القرآن الكريم جاء ايضا مصححا لقصص كثيرة توجد عند اليهود وذكر قصصا اخرى لا توجد عندهم ثم اذا سلمنا جدلا بأن كتاب اليهود هو الصحيح فكيف لنا ان نبرأ مريم عليها السلام من جريمة اتهمها اليهود بانها اقترفتها ؟؟

لا يصح أن نجعل من الكتاب المقدس حجة على القرآن ومرجعية له.. لأن الثابت في الدراسات التى أقيمت على كتابك أنه قد أعيدت كتابته ، وأصابه التحريف.. كما أن ترجماته قد أدخلت عليه تغييرات وزيادات
وأيضا لأن القرآن قد تمتع بمستوى من الحفظ والتوثيق والتواتر فى النقل جعله الوحى الوحيد الصحيح على ظهر هذا الكوكب الذى نعيش عليه.. فهو الحاكم والمرجع لكل ما عداه من النصوص الدينية الأخرى ولعلمك فكما قال علماءك امثال روبرت كيل كتسلر أن التوراة ظلت صحيحة في أيدي اليهود لم يغيروا منها حرفاً واحداً إلى زمن الأسر البابلي عندما حاربهم نبوخذنصر ملك بابل،عام 588ق.م تقريباً فقام بدك أسوار القدس وأحرق المدينة والهيكل بعد أن أخذ منه التابوت وتتبع الهارونيين وسائر الكهنة فقتلهم على دم واحد، ثم سبى اليهود جميعاً إلى بابل مقيدين بالسلاسل ولم يترك فيها إلا شرذمة قليلة من أفقر الفقراء.وفي هذه الحادثة انعدمت التوراة وسائر أسفار العهد القديم التي كانت مصنفة. وأهل الكتاب من يهود ونصارى يقرّون بذلك وهكذا قتل جميع الهارونيين الذين كانوا يحفظون التوراة ولم تكن التوراة محفوظة على ألسنة بني إسرائيل، فضاعت واندثرت كما "اندثرت أمتهم وتشتت بين نهري دجله والفرات وما حولها ، فذابوا بين تلك الشعوب وعبدوا آلهتهم واستمر هذا النفي إلى عام 583ق.م، ثم عاد كثير منهم إلى فلسطين فأعادوا بناء المدينة والهيكل وفي عام 458ق.م عاد عزرا إلى القدس ومعه جماعه من الكتبة اللاويين ، ودأب عزرا هو ومن معه من الكهنة على تبصير اليهود بالشريعة ...ثم عن أي توراة تتحدث؟؟ هل تتحدث عن النسخة العبرية أو النسخة السامرية أو النسخة اليونانية ؟؟؟

النسخة العبرية: تسعة وثلاثين سفراً وما عداه لا يعتبرونه مقدساً.

النسخة اليونانية: تزيد عن النسخة العبرية بسبعة أسفار.

النسخة السامرية: لا تضم إلا أسفار موسى الخمسة فقط، وقد يضمون إليها سفر يوشع فقط وما عداه ليس مقدساً.


فقبل ان تحاول ان تجعل التوراة حجة على القرآن وجب عليك أولا ان تدرس علم مقارنة الاديان وتكتشف تناقضات كتابك وانعدام سنده.



وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا ...

السؤال 6 :: ماهي هذه القرية وأين تقع وما إسمها ؟؟؟

الجواب القرية: هى البلدة المشتملة على مساكن، والمراد بها بيت المقدس على الراجح كما جاء عن ابن عباس وابن مسعود وقتادة والسدي، والربيع، وغيرهم وإليه ذهب الجمهور من العلماء والمفسرين

والمعنى: اذكروا يا بنى إسرائيل - لتتعظوا وتعتبروا - وقت أن أمرنا أسلافكم بدخول بيت المقدس بعد خروجهم من التيه.



سورة البقرة 60
وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ...

السؤال7 : إذا رجعنا الى التوراة نرى أن هناك إختلافا واضحا في هذا الموضوع , فبعد خروج بني اسرائيل من مصر بحوالي الشهر وصلوا الى منطقة اسمها ايليم وفيها اثنتا عشر عين ماء وسبعون نخلة , أما موضوع الحجر أو الصخرة كما تقول التوراة . لما عطش الشعب وتذمروا على موسى قال له الرب اضرب بعصاك الصخرة فيخرج منها نبع ماء . فالقرآن خلط بين الحادثتين , فمن هو على حق التوراة أم القرآن ؟
الجواب الذي على حق هو القرآن لما فيه من مميزات سواء في البلاغة والاعجاز ، وأيضا تواتره وتدوينه كاملا في عهد الرسول عليه السلام ، الشيء الذي لا يتوفر في النسخ المختلفة الثلاث للتوراة اليوم، وراجع الجواب على السؤال الخامس.


- سورة البقرة 61
وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباء وبغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون
السؤال 8 : كيف يطلبون ما تنبت الأرض وهم يعيشون في الصحراء الرملية بدون ماء والرمل لا يمكن زرعه
لكن الحقيقة حسب التوراة أنهم اشتهوا ما كانوا يأكلون في مصر ولم يطلبوا هذا الطلب من موسى , لكن الذي طلبوه فعلا هو أن يرجعوا الى مصر وليس موسى قال لهم اهبطوا مصر فلماذا هذا الإختلاف ؟؟؟
ثم كيف يقول ويقتلون النبيين بغير الحق ولم يكن بعد لديهم أنبياء بعد

غير موسى ؟

الجواب: الطعام ما رزقوه فى التيه من المن والسلوى: والبقل: ما تنبته الأرض من الخضر مما يأكله الناس والأنعام من نحو النعناع والكراث وغيرهما. والقوم: قيل هو الثوم، وقيل هو الحنطة. والقثاء: نوع من المأكولات أكبر حجماً من (الخيار).

قال ابن جرير: (وكان سبب مسألتهم موسى - عليه السلام - ذلك فيما بلغنا عن قتادة أنه قال: كان القوم فى البرية قد ظلل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المن والسلوى: فملوا ذلك، وذكروا عيشاً كان لهم بمصر، فسألوه موسى، فقال الله تعالى: { ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ }.

ثم ساق ابن جرير رواية، فيها تصريح بأن سؤالهم لم يكن فى البرية بل كان فى التيه فقال: حدثنى يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب قال: أنبأنا ابن زيد قال:

" كان طعام بنى إسرائيل فى التيه واحداً، وشرابهم واحداً. كان شرابهم عسلاً ينزل لهم من السماء يقال له المن، وطعامهم طير يقال له السلوى، يأكلون الطير ويشربون العسل، لم يكونوا يعرفون خبزاً ولا غيره، فقالوا يا موسى: إنا { لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا } فقرأ حتى بلغ قوله تعالى { ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ }.

وقد جرى أبو حيان وصاحب الكشاف - فى تفسيريهما - على أن سؤالهم لموسى - عليه السلام كان فى التيه.

قال أبو حيان عند تفسير قوله تعالى { وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ }: " لما سئموا من الإِقامة فى التيه. والمواظبة على مأكول واحد لبعدهم عن الأرض التى ألفوها، وعن العوائد التى عهدوها، أخبروا عما وجدوه من عدم الصبر على ذلك، وتشوقهم إلى ما كانوا يألفون، وسألوا موسى أن يسأل الله لهم ".

ومعنى الآية الكريمة إجمالا: واذكروا يا بنى إسرائيل بعد أن أسبغنا عليكم نعمنا ما كان من سوء اختيار أسلافكم، وفساد أذواقكم، وإعناتهم لنبيهم موسى - عليه السلام - حيث قالوا له ببطر وسوء أدب: لن نصبر على طعام المن والسلوى فى كل وقت، فسل ربك أن يخرج لنا مما تنبته الأرض من خضرها وفاكهتها وحنطتها وعدسها وبصلها، لأن نفوسنا قد عافت المن والسلوى، فوبخهم نبيهم موسى - عليه السلام - بقوله: أتختارون الذى هو أقل فائدة وأدنى لذة، وتتركون المن والسلوى وهو خير مما تطلبون لذة وفائدة؟ انزلوا إلى مصر من الأمصار فإنكم تجدون به ما طلبتموه من البقول وأشباهها.

ثم سؤالك الثالث أجده غبيا لأنه قبل موسى عليه السلام كان هناك أنبياء أرسلوا لليهود وكتابك المحرف شاهد على ذلك خاصة في العهد القديم.




سورة البقرة 65
ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين .

السؤال9 : كيف أن الله يقول هذا الكلام للبشر وهو الذي خلقهم ووضعهم فوق جميع مخلوقاته ولم يحدث بتاريخ البشرية أن نبي من أنبياء الله قال هذا الكلام عن الخطاة فعلى العكس كانوا يطلبون اليهم أن يتوبوا الى الله وإلا فالعقاب هنا في هذه الحياة بطرق شتى وفي الآخرة عذاب جهنم. فمن أين جاء القرآن بتحويل البشر الى حيوانات؟

الجواب صراحة لا أعلم كيف فهمت الآية ،، ولم أعرف ماذا تقصد بسؤالك فطرحه غير مفهوم ،، وسوف ألخص لك قصة أصحاب السبت حتى تفهم أكثر معنى الآية

ملخص قصة اعتداء بنى إسرائيل فى يوم السبت، أن الله - تعالى - أخذ عليهم عهداً بأن يتفرغوا لعبادته فى ذلك اليوم، وحرم عليهم الاصطياد فيه دون سائر الأيام، وقد أراد - سبحانه - أن يختبر استعدادهم للوفاء بعودهم، فابتلاهم بتكاثر الأسماك فى يوم السبت دون غيره، فكانت تتراءى لهم على الساحل فى ذلك اليوم قريبة المأخذ سهلة الاصطياد فقالوا: لو حفرنا إلى جانب ذلك البحر الذى يزخر بالأسماك يوم السبت حياضاً تنساب إليها المياه فى ذلك اليوم ثم نصطادها من تلك الحياض فى يوم الأحد وما بعده، وبذلك نجمع بين احترام ما عهد إلينا فى يوم السبت، وبين ما تشتهيه أنفسنا من الحصول على تلك الأسماك، فنصحهم فريق منهم بأن عملهم هذا إنما هو امتثال ظاهرى لأمر الله، ولكنه فى حقيقته خروج عن أمره من ترك الصيد فى يوم السبت، فلم يعبأ أكثرهم بذلك، بل نفذ تلك الحيلة، فغضب الله عليهم ومسخهم قردة، وجعلهم عبرة لمن عاصرهم ولمن أتى بعدهم..

والحديث عن أصحاب السبت قد جاء ذكره مفصلا فى سورة الأعراف كما جاءت الإِشارة إليه فى سورتى النحل والنساء.

ثم بين - سبحانه - العقوبة التى حلت بهم بسبب اعتدائهم فى يوم السبت، وتحايلهم على استحلال محارم الله فقال - تعالى -:

{ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ }.

أى: صاغرين مطرودين مبعدين عن الخير أذلاء.

والخسوء: الطرد والإِبعاد. يقال: خسأت الكلب خسأ وخسوءاً - من باب منع - طردته وزجرته، وذلك إذا قلت له: اخسأ.

وجمهور المفسرين على أنهم مسخوا على الحقيقة ثم ماتوا بعد ذلك بوقت قصير.

ويرى مجاهد أنهم لم تمسخ صورهم ولكن مسخت قلوبهم، أى: إنهم مسخوا مسخاً نفسياً فصاروا كالقردة فى شرورها وإفسادها لما تصل إليه أيديها.

وطبعا سواء كان المسخ على الحقيقة أو على المجاز فالله قادر على كل شيء

وتلك العقوبة كانت بسبب إمعانهم فى المعاصى، وتأبيهم عن قبول النصيحة، وضعف إرادتهم أمام مقاومة أطماعهم، وانتكاسهم إلى عالم الحيوان لتخليهم عن خصائص الإِنسان، فكانوا حيث أرادوا لأنفسهم من الصغار والهوان.




سورة البقرة 106
ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير .

السؤال10 : إذا كان القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ أي أنه كلام الله فكيف ينسخ آياته لماذا لا يكتبها صحيحة من البداية . كيف يقول لا تبديل لكلام الله ثم ينسخه . وكيف ينسى الآيات هل الله ينسى كلامه . ولماذا يأتي بخير منها لماذا لا تكون الآية صحيحة من البداية ثم كيف يكون في كلام الله صحيح وعدم صحيح واخيرا لماذا يأتي بمثلها لماذا التكرار ؟؟؟ ما هو هدف الله من الناسخ والمنسوخ لماذا لم يكن هكذا في التوراة والإنجيل
وإذا كانت شريعة مادي وفارس لا تتبدل ولا تتغير والملوك الأرضيين لا يغيرون كلامهم فكيف أن الله يغير كلامه .
والمسيح نفسه قال في انجيل متى 5 :18 ( فإني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والأرض لايزول حرف واحد او نقطة واحد من الناموس حتى يكون الكل ) وفي حادثة أخرى قال ( ولكن زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس ) انجيل لوقا 16: 17 وهذا الكلام قاله قبل سبعة قرون من الإسلام

والتاريخ يشهد وانتشار الكتاب المقدس في أصقاع الدنيا قبل الإسلام يشهد على صحة هذا القول . ثم يأتي القرآن ويقول أن الله ينسخ كلامه ويبدله . من نصدق ؟؟ سؤال مهم أمام القارىء الكريم .

الجواب صراحة رأيت فيك ضعفا في الفهم و قليل التعمق في علم الأديان المقارن والأدهى أنك لست متعمقا حتى في ديانتك ،، لا يوجد دين ولا قانون يخلوا من الناسخ والمنسوخ في هذا العالم ،، دائما تطور متجدد للقوانين الموضوعة لكي تساير العصر ،، ولكن الفرق بين الدين الالهي المتجسد في الاسلام والملل والنحل الأخرى أن الناسخ يكون صالحا لكل زمان ومكان ،، الشيء الذي لا يتحقق في الشرائع الأخرى ، وسوف أثبث لك أن كتابك ايضا فيه ناسخ ومنسوخ بل فيه حدود متروكة بمعنى ابطال المنسوخ بدون وجود ناسخ له، بل والأمر المبكي أيضا أن النسخ لايوجد في كتابك في مسألة الشرائع فقط ،، بل يوجد النسخ في العقائد !!! وهذا أمر خطير نعيبه على كتابكم

النسخ فى اللغة الإِبطال والإزالة، يقال. نسخت الشمس الظل تنسخه، إذا أذهبته وأبطلته.

وفى عرف الشرع: بيان انتهاء مدة الحكم بخطاب لولا هذا الخطاب لاستمر الحكم على مشروعيته، بمقتضى النص الذى تقرر به أولا.

وننسها من أنسى الشىء جعله منسياً.

فمعنى نسخ الآية فى قوله تعالى: { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ } رفع حكمها مع بقائها.

ومعنى إنسائها فى قوله - تعالى -: { نُنسِهَا } رفع الآية من نظم القرآن جملة.

وسمى رفع الآية من نظم القرآن جملة إنساء، لأن من شأن مالا يبقى فى النظم أن ينساه الناس لقلة جريانه على الألسنة بالتلاوة والاحتجاج به.

ويصح إبقاء الإِنساء على حقيقته، وهو إذهاب الآية من القلوب وإزالتها من الحافظة، بعد أن يقضى الله بنسخها.

وإنما قلنا بعد أن يقضى الله بنسخها، لأن إنساء الناس آية لم تنسخ إضاعة لشىء من القرآن، والله يقول
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
ومما يدل على نسخ الآية المنساة، أى: انتهاء مدة التكليف بها قوله تعالى: { نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } أى نأت بخير من المنسية المنسوخة أو مثلها، فيكون قوله تعالى: { أَوْ نُنسِهَا } معبراً عن حالة تعرض فى بعض ما سيرفع من القرآن وهى أن ينساه الناس لذهابه من قلوبهم، بعد أن يقضى الله بنسخه - كما ذكرنا -.

ووجه ذكر هذه الحال بوجه خاص، أن ما ينسى لعدم حضوره فى الذهن لا تعرف الآيات التى تقوم مقامه، فربما يقع فى الوهم أنه ذهب من غير أن ينزل من الآيات ما يغنى غناءه.

النسخ في القرآن الكريم يوجد في الأحكام الشرعية التي يستوجب بها تربية نفوس الأمة وتهذيبها ، فيأتي حكم للأمة لوقت معين ولسبب معين في حالة معينة حتى إذا انتهى الحكم الصالح لتلك الفترة أنزل الله حكماً آخر يناسب حال الأمة في كل زمان ومكان ويكون الحكم الناسخ أشمل وأكمل فهو سبحانه أدرى وأعلم بالأصلح للناس وهو أعلم بنفوس عباده وكما قال أخي خطاب المصري في احدى مداخلاته نحن نقول أنه تربية لنفوس الأمة وإخراجها من طور إلى طور ومن مرحلة إلى مرحلة مع تربية هذه النفوس أثناء رحلتها من ظلمات الشرك والكفر إلى نور الإسلام والإيمان , فيكسر بذلك عادات وتقاليد رسخت في النفوس وتربت عليها تلك النفوس حتى إذا إستقاموا في الصف خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام قال اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا .

كما أننا لا نقول أنه نشأ عن نقص في معرفة الرب سبحانه وتعالى , لا ,فهذا كفر ولكن نقول أنه بعلمه المسبق عنده من الأحكام لكل زمان ما يصلح به حال الأمة ولكنه سبحانه علم أن هذا الحكم هو لفترة معينة ولظرف معين بعدها ينتهي العمل بهذا الحكم وليس إلزاماً على الله I أن يبلغ البشر أن هذا الحكم قاصر على فترة معينة أو أن إنتهاء العمل به سيكون بعد زمن معين أو ظرف معين فالله I يتصرف بحكمته في خلقه ولا يلزمه أحد من عباده

والنسخ كما جاء في الموسوعة الاسلامية المعاصرة

يحتل مكانة هامة في تاريخ الأديان، حيث أن النسخ هو السبيل لنقل الإنسان إلى الحالة الأكمل عبر ما يعرف بالتدرج في التشريع، وقد كان الخاتم لكل الشرائع السابقة والمتمم له ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبهذا التشريع بلغت الإنسانية الغاية في كمال التشريع.

وتفصيل هذا: أن النوع الإنساني تقلب كما يتقلب الطفل في أدوار مختلفة، ولكل دور من هذه الأدوار حال تناسبه غير الحال التي تناسب دوراً غيره، فالبشر أول عهدهم بالوجود كانوا كالوليد أول عهده بالوجود سذاجة، وبساطة، وضعفاً، وجهالة، ثم اخذوا يتحولون من هذا العهد رويداً رويداً، ومروا في هذا التحول أو مرت عليهم أعراض متبانية، من ضآلة العقل، وعماية الجهل، وطيش الشباب، وغشم القوة على التفاوت في هذا بينهم، اقتضى وجود شرائع مختلفة لهم تبعاً لهذا التفاوت.

حتى إذا بلغ العالم أوان نضجه واستوائه، وربطت مدنيته بين أقطاره وشعوبه، جاء هذا الدين الحنيف ختاماً للأديان ومتمماً للشرائع، وجامعاً لعناصر الحيوية ومصالح الإنسانية و مرونة القواعد، جمعاً وفَّقَ بين مطالب الروح والجسد، وآخى بين العلم والدين، ونظم علاقة الإنسان بالله وبالعالم كله من أفراد، وأسر، وجماعات، وأمم، وشعوب، وحيوان، ونبات، وجماد، مما جعله بحق ديناً عاماً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ومن الحكم أيضاً التخفيف والتيسير: مثاله: إن الله تعالى أمر بثبات الواحد من الصَحابَة للعشرة في قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [ الأنفال:65] ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى :{الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال:66] فهذا المثال يدل دلالة واضحة على التخفيف والتسير ورفع المشقة، حتى يتذكر المسلم نعمة الله عليه.

و مراعات مصالح العباد، و ابتلاء المكلف واختباره حسب تطور الدعوة وحال الناس.

وبولس نفسه نسخ ناموس موسى كله بل ألغاه حرفا حرفا وحث الناس على ترك ناموس موسى والختان والسبت وهي عهود أبدية.

بولس وأتباعه نسخوا جميع الأحكام العملية للتوراة إلا أربعة : ذبيحة الصنم ، والمخنوق ، والزنا ، والدم ، فأبقوا على حرمتها كما في أعمال الرسل 15 عدد 24 - 29: عَلِمْنَا أَنَّ بَعْضَ الأَشْخَاصِ ذَهَبُوا مِنْ عِنْدِنَا إِلَيْكُمْ، دُونَ تَفْوِيضٍ مِنَّا فَأَثَارُوا بِكَلاَمِهِمْ الاضْطِرَابَ بَيْنَكُمْ وَأَقْلَقُوا أَفْكَارَكُمْ. 25،26فَأَجْمَعْنَا بِرَأْيٍ وَاحِدٍ عَلَى أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ قَدْ كَرَّسَا حَيَاتَهُمَا لاِسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ نُرْسِلُهُمَا إِلَيْكُمْ مَعَ أَخَوَيْنَا الْحَبِيبَيْنِ بَرْنَابَا وَبُولُسَ. 27فَأَرْسَلْنَا يَهُوذَا وَسِيلاَ، لِيُبَلِّغَاكُمُ الرِّسَالَةَ نَفْسَهَا شِفَاهاً. 28فَقَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لاَ نُحَمِّلَكُمْ أَيَّ عِبْءٍ فَوْقَ مَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْكُمْ. 29إِنَّمَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الأَكْلِ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَرَّبَةِ لِلأَصْنَامِ، وَعَنْ تَنَاوُلِ الدَّمِ وَلُحُومِ الْحَيَوَانَاتِ الْمَخْنُوقَةِ، وَعَنِ ارْتِكَابِ الزِّنَى. وَتُحْسِنُونَ عَمَلاً إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ. عَافَاكُمُ اللهُ !»

وقد أبقوا على حرمة تلك الأربعة لئلا ينفر اليهود الذين اعتنقوا النصرانية حديثاً وكانوا يحبون أحكام التوراة ، ثم لما رأى بولس أن هذه الرعاية لم تعد ضرورية نسخها إلا حرمة الزنا كما في بولس رومية 14 عدد 14 : فَأَنَا عَالِمٌ، بَلْ مُقْتَنِعٌ مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، أَنَّهُ لاَ شَيْءَ نَجِسٌ فِي ذَاتِهِ. أَمَّا إِنِ اعْتَبَرَ أَحَدٌ شَيْئاً مَّا نَجِساً، فَهُوَ نَجِسٌ فِي نَظَرِهِ."



رسالة بولس إلى أهل غلاطية 2 عدد 20 - 21 : مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، وَفِيمَا بَعْدُ لاَ أَحْيَا أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. أَمَّا الْحَيَاةُ الَّتِي أَحْيَاهَا الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهَا بِالإِيمَانِ فِي ابنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَبَذَلَ نَفْسَهُ عَنِّي. 21إِنِّي لاَ أُبْطِلُ فَاعِلِيَّةَ نِعْمَةِ اللهِ، إِذْ لَوْ كَانَ الْبِرُّ بِالشَّرِيعَةِ، لَكَانَ مَوْتُ الْمَسِيحِ عَمَلاً لاَ دَاعِيَ لَهُ."

أي أن أحكام موسى غير ضرورية لأنها تجعل إنجيل المسيح كأنه بلا فائدة .



ورسالة بولس إلى غلاطية 3 عدد 10 - 13 " أَمَّا جَمِيعُ الَّذِينَ عَلَى مَبْدَأِ أَعْمَالِ الشَّرِيعَةِ، فَإِنَّهُمْ تَحْتَ اللَّعْنَةِ، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ عَلَى الْعَمَلِ بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ!» 11أَمَّا أَنَّ أَحَداً لاَ يَتَبَرَّ رُ عِنْدَ اللهِ بِفَضْلِ الشَّرِيعَةِ، فَذَلِكَ وَاضِحٌ، لأَنَّ «مَنْ تَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ الشَّرِيعَةَ لاَ تُرَاعِي مَبْدَأَ الإِيمَانِ، بَلْ «مَنْ عَمِلَ بِهذِهِ الوَصَايَا، يَحْيَا بِهَا . 13إِنَّ الْمَسِيحَ حَرَّرَنَا بِالْفِدَاءِ مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَةِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً عِوَضاً عَنَّا، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»

أي أن شريعة موسى أصبحت بلا فائدة بصلب المسيح عليه السلام المزعوم



ورسالة بولس إلى غلاطية 3 عدد 23 - 25 " فَقَبْلَ مَجِيءِ الإِيمَانِ، كُنَّا تَحْتَ حِرَاسَةِ الشَّرِيعَةِ، مُحْتَجَزِينَ إِلَى أَنْ يُعْلَنَ الإِيمَانُ الَّذِي كَانَ إِعْلاَنُهُ مُنْتَظَراً. 24إِذَنْ، كَانَتِ الشَّرِيعَةُ هِيَ مُؤَدِّبُنَا حَتَّى مَجِيءِ الْمَسِيحِ، لِكَيْ نُبَرَّرَ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ. 25وَلَكِنْ بَعْدَمَا جَاءَ الإِيمَانُ، تَحَرَّرْنَا مِنْ سُلْطَةِ الْمُؤَدِّبِ."

وهناك أمثلة كثيرة عن الناسخ والمنسوخ في كتابك.

أما بالنسبة للحدود المتروكة ونعلم كلنا أن الحدود المتروكة هي الحدود التي لا ناسخ لها فأكتفي بمثال بسيط وهو حد السرقة وهو حد لا ناسخ له فقد جاء في

خروج 22 عدد2: أن وجد السارق وهو ينقب فضرب ومات فليس له دم. (SVD)

تثنيه24 عدد7 : إذا وجد رجل قد سرق نفسا من اخوته بني اسرائيل واسترقه وباعه يموت ذلك السارق فتنزع الشر من وسطك (SVD)

زكريا :5: فقال لي هذه هي اللعنة الخارجة على وجه كل الارض.لان كل سارق يباد من هنا بحسبها وكل حالف يباد من هناك بحسبها. (SVD)

زكريا5 عدد3: أني أخرجها يقول رب الجنود فتدخل بيت السارق وبيت الحالف باسمي زورا وتبيت في وسط بيته وتفنيه مع خشبه وحجارته

فهذه كلها حدود لا تطبقونها يا معشر المسيحيين فلماذا لا تطبقونها والله قد أمر موسى عليه السلام ان يطبقها؟؟؟ ببساطة لأنه حد متروك لا ناسخ له.

أما في الطامة الكبرى فهو النسخ في عقائدكم

فبينما التوراة ليس فيها ثثليث ولا أن المسيح ابن الله ولا أن الأولاد يولدون بخطيئة آدم ،، كما انه لم يتكلم أي نبي في العهد القديم عن الخطيئة المتوارتة ولا عن الثثليث ،، بينما حين جاءت الأناجيل أصبح هناك آب وابن وروح قدس وكلهم آلهة ،ن واصبحت لدينا خطيئة آدم المتوارتة ،، والتجسد ...

فيا اما أن هذا الكلام فيه نسخ لعقيدة اليهود ،، او ان المحرفين اخترعوا لنا عقائد استمدوها من الديانات الوثنية المنتشرة في ذلك الوقت؟؟ فيمكن ان تختار.

أما ما جاء في تساؤلك الأخير فانك تنطلق من مسلمة ان كتابك ليس محرف ،، وهذا خاطئ ، وايضا هل من الممكن ان تخرج لي كلمة كتاب مقدس من كل الكتاب المقدس؟؟؟ لا توجد في كتابك كله لفظة كتاب مقدس،، أما النصوص التي تستشهد بها من كتابك

فكلها نضرب بها عرض الحائط ،،، والدليل على تحريفه بدون الدخول والتعمق في قضية الكتبة او ما شابه ،، يوجد في العالم الكثير من الفرق النصرانية والكثير من الكنائس المستقلة وسوف آخذ مثال خمس كنائس

مشهورة في العالم ، لكل من هاته الكنيسة كتاب مقدس خاص بها يا اما تضيف له أسفار أو تنقص منه او تضيف اليه أسفار غير معروفة

-الكتاب المقدس عند البروتستانت به 66 سفرا

-الكتاب المقدس عند الكاثوليك به 73 سفرا ، بمعنى انهم يضيفون اليه سبعة أسفار.

- اما الكنسية الأرثوذكسية فتضيف الى كتابها المقدس أربعة اسفار فيصبح المجموع 77 سفرا.

- الكنيسة الأثيوبية الارثوذكسية تعتمد أسفار لا توجد في أي كنائس ، فاذا قارننا بين هذه الكنيسة وكنيسة الكاثوليك نجد أن الكنيسة الكاثوليكية تعتمد في العهد القديم 46 سفراٌ والكنيسة الأثيوبية تعتمد في العهد القديم 52 سفراٌ فقط ، بأضافه 6 أسفار عن الكنيسة الكاثوليكية

-الكنيسة الأرمانية نجدها أن أوجدت شيئا جديدا وفريدا عن باقي الكنائس وهو سفر يسمى رسالة بولس الثالثة.

-الكنيسة اليوناينة الارثوذكسية وبالتحديد كنيستها السيلفانية الارثوذكسية تضيف رسالة اسمها رسالة اذرس الثانية.

-وبعض الكنائس تضيف سفر مكابين الرابع والآخرون اسفارا أخرى جديدة.

هذا كله يطعن في صحة كتابك ،، فكيف تقول ان كلامه لا يزول وكل فرقة وكنيسة حذفت أو أضافت أسفارا أخرى؟؟


سورة البقرة 111
وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .

السؤال11 : ما برهانه هو على صحة كلامه ؟ فالإنجيل يقول على لسان المسيح . من آمن بي وإن مات فسيحيا
وفي انجيل يوحنا 6: 40 ( لأن هذه مشيئة الذي ارسلني ان كل من يرى الإبن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير ) وفي يوحنا 3 : 16 قال ( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ) وفي يوحنا 10: 27 ( خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى الأبد ولا يخطفها احد من يدي ). وفي يوحنا 14 : 6 قال ( أنا هو الطريق والحق والحباة ليس أحد يأتي الى الآب إلا بي )
والقرآن يشهد على صحة إيمان أهل الكتاب بأن الله سيجعل الذين اتبعوا المسيح فوق الذين كفروا الى يوم القيامة .
ففي نفس السورة عدد121 ( الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون )
فإذا كان أهل الكتاب سيدخلون الجنة إذا آمنوا فيه فهنا سؤال يطرح نفسه , ما الداعي لإنزال كتاب آخر مثل القرآن , كثير من تعاليمه تناقض الأول ؟؟؟ والنتيجة هنا أن الذين سيؤمنون به لن يدخلوا الجنة .
الجواب هل هذا هو برهانك؟؟ مجموعة نصوص عقيمة ليس لها سند متصل الى السيد المسيح عليه السلام؟؟

من قال لم أصلا أن هاته الكلمات قالها المسيح عليه السلام ،، من الثابث في علم الأديان المقارن ان المسيح عليه السلام تكلم الآرمية ،، والآن هذه اللغة انقرضت اضافة الى انه لا توجد نسخة واحدة ولا مخطوطة باللغة الآرامية ولا يوجد أصل كتابك ، بالاجمال تعتمدون على مخطوطات اقدمها يرجع الى أواخر القرن التاني و بدايات القرن الثالث الميلادي ونحن نعلم أن المسيح عليه السلام رفع قبل منتصف القرن الأول الميلادي بعشرين عاما. فمن اين سوف تثبث صحة كتابك ؟؟؟

هل تريد ان تتبثها من القرآن الكريم ؟؟؟ القرآن يتحدث عن انجيل نزل في عهد المسيح عليه السلام عبد الله ورسوله،، ويتحدث بوضوح عن تحريف اليهود لكتبهم ،، يعني بالاجمال لا يوجد عندكم برهان لأن الكتاب الذي بين ايديكم ليس رباني المصدر لأن يد التحريف دخلت اليه، وبذلك لا يوجد عندكم وحي سليم لتثبثوا بها صحة قولكم ان الجنة لا يدخلها الا من كان يهوديا او نصرانيا.

ثم تستشهد بهذه الآية

{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}



السؤال الذي يطرح نفسه من هو المسيح عيسى عليه السلام الذي يتحدث عنه القرآن ؟؟ ، بكل بساطة فهو المسيح عيسى بن مريم عبد الله ورسوله المرسل الى اليهود وليس هو الله ولا ابن الله ،، فهل تتبعه؟؟ انت تعبد يسوع هو ابن الله والله في نفس الوقت والأقنوم التاني من الثالوث .

اما { وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ } وهم المسلمون الذين آمنوا بك وصدقوك، وصدقوا بكل نبى بعثه الله - تعالى - بدون تفرقة بين أنبيائه ورسله

والآية 52 و53 من نفس السورة توضح لنا ايمان الحواريين

فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)



هل لاحظت؟؟ لونتها لك باللون الأحمر ،، {واشهد بأنا مسلمون} ،، وهذا هو معتقدنا ان الاسلام هو دين الأنبياء جميعا ،، ثم لاحظ ماذا قال الحواريون في آخر الآية {واتبعنا الرسول} يعني اتبعوا رسول الله عيسى عليه السلام ، وعليه فمن اتبع رسول الله عيسى عليه السلام هو الذي عناه الله في هذه الآية {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}

أما ماجاء في آخر تساؤلك حول الآية ،، فوجب أولا أن نذكر الآيات التي قبلها لكي يتضح السياق

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(121)

أظن أن الآيات القرآنية واضحة ولا تحتاج الى تفسير

أما في قوله: { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } خبر عن قوله: { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ }.

وفى ذكر الإِشارة ووضعه فى صدر الجملة المخبر بها، زيادة تأكيد لإِثبات إيمانهم.

وفى هذه الجملة تعريض بأولئك المعاندين الذين كانوا يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه، فكأن الآية التى معنا تقول: { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } وكان من حالهم أن قرءوه حق قراءته، يؤمنون به إيمانا لا ريبة فيه، بخلاف المعاندين المحرفين للكلم عن مواضعه.

ثم بين - سبحانه - عاقبة الكافرين يكتبه فقال: { وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ }.

والكفر بالكتاب يتحقق بتحريفه وانكار بعض ما جاء فيه، أى ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون فى الدنيا حيث لا يعيشون فيها عيش المؤمنين وهم الخاسرون فى الآخرة، إذ سيفوتهم ما أعده الله لعباده من نعيم دائم، ومقام كريم.

اذن الذين آتاهم الله الكتاب قبل الاسلام سواء النصارى او اليهود اذا تلوا الكتاب بعدما عقلوه حق تلاوته بدون لوي أعناق النصوص وبدون تحريفه اولئك هم المؤمنون وسوف يدخلهم الله الجنة ،، وهنا رب العزة يشير الى الذين كانوا أمناء من اهل الكتاب لأنه كما هو معروف في تاريخ علم الأديان ان النساخ والكتبة كانوا يحرفون الكلم عن مواضعه وقد تم هذا التحريف على مراحل في كل مرحلة يزداد فيها التحريف ومازال التحريف يستمر الى يومنا هذا ،، وهذا ظاهر حينما ننظر الى نسخ كتاب النصارى واليهود والتي نرى بينها اختلافات كثيرة وحذف ونقصان،، كما أنه في عهد الاسلام كانت هناك فرق من أهل الكتاب تنتظر رسولا سوف يبعثه الله بالناموس الأكبر وكانت لديهم كتب فيها نسبة التحريف قليلة مثل المذهب الذي كان يتبعه ورقة بن نوفل والراهب بحيرى وعبد الله بن سلام...

وقد جاء في تفسير الميزان في تفسير القرآن للطبطبائي ما يلي

قوله تعالى: { الذين آتيناهم الكتاب } يمكن أن تكون الجملة بقرينة الحصر المفهوم من قوله: { أُولئك يؤمنون به } جواباً للسؤال المقدر الذي يسوق الذهن إليه قوله تعالى: { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى } إلخ، وهو أنهم إذا لم يكن مطمع في إيمانهم، فمن ذا الذي يؤمن منهم؟ وهل توجيه الدعوة إليهم باطل لغو؟ فأجيب بأن الذين آتيناهم الكتاب والحال أنهم يتلونه حق تلاوته، أُولئك يؤمنون بكتابهم فيؤمنون بك، أو أن أُولئك يؤمنون بالكتاب، كتاب الله المنزل أياً ما كان أو أن أُولئك يؤمنون بالكتاب الذي هو القرآن. وعلى هذا: فالقصر في قوله: { أُولئك يؤمنون به } قصر افراد والضمير في قوله: به على بعض التقادير لا يخلو عن استخدام. والمراد بالذين أوتوا الكتاب قوم من اليهود والنصارى ليسوا متبعين للهوى من أهل الحق منهم، وبالكتاب التوراة والإِنجيل، وإن كان المراد بهم المؤمنين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبالكتاب القرآن، فالمعنى: أن الذين آتيناهم القرآن، وهم يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون بالقرآن، لا هؤلاء المتبعون لأهوائهم، فالقصر حينئذ قصرٍ قلب.



وقد ذكر الله في القرآن أن أهل الكتاب كانوا يحرفون الكتاب

{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}

{انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا }

ولماذا الله أنزل القرآن الكريم ،، لأنه بكل بساطة أوكل حفظه لليهود والنصارى ولكنهم لم يكونوا قدر الأمانة فحرفوه وبذلك وجب انزال كتاب يتكفل الله بحفظه ويصحح المعتقدات الفاسدة ويكون هذا الكتاب أشمل وأبلغ وصالح لكل الأزمنة، فلهذا تجد كتابك يناقض ويختلف عن القرآن ،، لأن كتابك أضعف بلاغيا وبه تحريفات عقائدية كثيرة

وحتى لا تبقى تجادل وتحاول ان تثبت صحة معتقدك من القرآن أهديك هاته الآيات من سورة المائدة

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)}

أفلا تتوب الى الله وتستغفره ؟؟ ان الله غفور رحيم ،، فسارع الى التوبة قبل ان يأتي يوم تندم حين لا ينفعك الندم.


السؤال 12– سورة البقرة 125- 127
وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع والسجود... وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا إنك السميع العليم ..

السؤال : كيف يقول الله لإبراهيم واسماعيل أن يطهرا البيت أي الكعبة وأنهما رفعا قواعدها وابراهيم لم يذهب الى الجزيرة العربية ولم يدخل مكة ؟
فإذا قرأنا سفر التكوين في التوراة الذي يروي سيرة حياة ابراهيم وعائلته نجد أن الله دعاه من أور الكلدانيين ( العراق حاليا ) لكي يذهب الى أرض كنعان حيث طلب منه أن يعيش . وهو لم يغادر أرض كنعان إلا عندما ذهب الى مصر بسيبب الجوع وهناك أعطاه فرعون عطايا ومعهم هاجر جارية لزوجته , الذي أتى منها اسماعيل وبعد 14 سنة أعطاه اسحق من زوجته سارة وبعد فترة طرد هاجر وابنها اسماعيل ( لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة ) وهذا يبين أنه لم يكن هناك خدمة مشتركة بين ابراهيم واسماعيل . والتوراة تقول أن اسماعيل تزوج من مصر وسكن قرب اخيه , أي بالقرب من ارض كنعان ولم يذكر الكتاب المقدس أن ابراهيم خرج من أرض كنعان فكيف يقول القرآن أنه بنى الكعبة . وإذا كان بعض الناس قد صنعوا مقاما لإبراهيم ( نتيجة الإرتداد الروحي ) فهذا لا يعني على الإطلاق أن ابراهيم ذهب الى مكة . ثم كيف يطلب الله منه السكن في كنعان التي هي أرض الموعد لنسله ,
ثم يغير رأيه ويطلب منه الذهاب الى مكة لكي يبني الكعبة ؟ هل الله يناقض نفسه ؟ ثم لماذا لم يذكر موسى الكعبة إذا كانت قبله وإذا كان فعلا ابراهيم بناها لماذا لم يستفد منها بني اسائيل ؟


الجواب التوراة الحالية لا تصلح لكي نستمد منها حوادث تاريخية وذلك لثبوث التناقض والتحريف والحذف والاضافة فيها ،، خاصة أن الكتب التاريخية التي ألفها مؤرخون يهود ذكرت أن ابراهيم عليه السلام ذهب الى مكة هذا فضلا عن المؤرخون المسلمون ،، وأذكر لك قول جارودي في كتابه " إسرائيل والصهيونية السياسية " حين قال: " ليس هناك عالم من علماء التوراة وتفسيرها لا يقر بأن أقدم نصوص التوراة قد ألف وكتب على الأكثر في عهد سليمان، وهذه النصوص ليست إلا تجميعاً لروايات شفهية، وإذا التزمنا بمعايير الموضوعية التاريخية كان علينا الإقرار بأن هذه الروايات التي تتحدث عن ملاحم مرت عليها قرون ليست أكثر تاريخية - بالمعنى الدقيق للكلمة - من الإلياذة أو الرامايانا".

ويقول نولدكه في كتابه "اللغات السامية": " جمعت التوراة بعد موسى بتسعمائة سنة، واستغرق تأليفها وجمعها زمناً متطاولاً تعرضت حياله للزيادة والنقص، وإنه من العسير أن نجد كلمة متكاملة في التوراة مما جاء به موسى.

وقبل أن أعطيك مثالا عن التحريف الذي وقع في التوراة أريدك أن تقرأ معي حين يتنبأ النبي عاموس بفقد كلمة الرب، فيقول: "هوذا أيام تأتي، يقول السيد الرب: أرسل جوعاً في الأرض، لا جوعاً للخبز، ولا عطشاً للماء، بل لاستماع كلمات الرب، فيجولون من بحر إلى بحر، ومن الشمال إلى المشرق، يتطوّحون ليطلبوا كلمة الرب، فلا يجدونها " (عاموس 8/11- 12)، فهو نبوءة عن فقد الكتاب، وذاك وعيد لمن يحرف الكتاب بزيادة أسفار الأبوكريفا السبعة في الكتاب أو حذفها وإسقاطها منه، أو غير ذلك من صور التحريف.

وأكبر مثال على وجود نقص في العهد القديم هو تلك النجوم التي نصادفها في طبعات كتابك

ففي سفر صموئيل نقص بيان جزاء بني إسرائيل إن استقاموا على عبادة الله، ففيه أن صموئيل قال: "إن اتقيتم الرب وعبدتموه وسمعتم صوته، ولم تعصوا قول الرب، وكنتم أنتم والملك أيضاً الذي يملك عليكم وراء الرب إلهكم ***** (هكذا في المطبوع)، وإن لم تسمعوا صوت الرب بل عصيتم قول الرب تكن يد الرب عليكم" (صموئيل (1) 12/14-15).

وتتكرر النجوم مرة أخرى في سفر صموئيل الثاني مشيرة إلى وجود سقط في تمام حديث داود عن العرج والعمي، فيقول السفر: "قال داود في ذلك اليوم: إن الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ إلى القناة والعرج والعمي المبغضين من نفس داود ***** (هكذا في المطبوع) لذلك يقولون: لا يدخل البيت أعمى أو أعرج" (صموئيل (2) 5/8).

ونحوه سقط بعض النص في سفر حزقيال في وصف الزانية وبيان حالها، واستعيض عنه بالنجوم "فقلت عن البالية في الزنا: الآن يزنون زنى معها، وهي*** (هكذا في المطبوع)، فدخلوا عليها كما يدخل على امرأة زانية" (حزقيال 22/43).

جاء في سفر الملوك "فكتب ياهو رسائل وأرسلها إلى السامرة، إلى رؤساء يزرعيل الشيوخ وإلى مربّي آخآب قائلاً: ******، فالآن عند وصول هذه الرسالة إليكم " (الملوك (2) 10/1-2).

وفي سفر الأيام الأول يفجأنا نقص آخر عوضه كتبة الكتاب المقدس بنجوم أثبتوا من خلالها ضياع بعض كلمات الناموس، إذ يقول: "وبنو عزرة يثر ومرد وعافر ويالون ******، وحبلت بمريم وشماي ويشبح أبي اشتموع" (الأيام (1) 4/17)، فيا ترى كم سقط من أبناء عزرة، ومن هم الذين تحدث عنهم النص قبل أن يعود لتلك التي سقط اسمها، والتي حبلت بمريم؟

أكتفي بهذا القدر لأن موضوع التحريف والنقص والزيادة موضوع كبير يحتاج الى مقالات منفردة فيه، علما بأني أتيت فقط بأمثلة بسيطة ولم أذكر الا نوعا واحدا من أنواع التحريف في كتابك.

أما بخصوص موسى عليه السلام فقد ذكر مؤرخون مثل الطبري وغيره أن موسى عليه السلام حج البيت.

يتبع

فخر الدين المناظر
07-14-2008, 04:56 PM
السؤال 12– سورة البقرة 125- 127
وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع والسجود... وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا إنك السميع العليم ..

السؤال : كيف يقول الله لإبراهيم واسماعيل أن يطهرا البيت أي الكعبة وأنهما رفعا قواعدها وابراهيم لم يذهب الى الجزيرة العربية ولم يدخل مكة ؟
فإذا قرأنا سفر التكوين في التوراة الذي يروي سيرة حياة ابراهيم وعائلته نجد أن الله دعاه من أور الكلدانيين ( العراق حاليا ) لكي يذهب الى أرض كنعان حيث طلب منه أن يعيش . وهو لم يغادر أرض كنعان إلا عندما ذهب الى مصر بسيبب الجوع وهناك أعطاه فرعون عطايا ومعهم هاجر جارية لزوجته , الذي أتى منها اسماعيل وبعد 14 سنة أعطاه اسحق من زوجته سارة وبعد فترة طرد هاجر وابنها اسماعيل ( لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة ) وهذا يبين أنه لم يكن هناك خدمة مشتركة بين ابراهيم واسماعيل . والتوراة تقول أن اسماعيل تزوج من مصر وسكن قرب اخيه , أي بالقرب من ارض كنعان ولم يذكر الكتاب المقدس أن ابراهيم خرج من أرض كنعان فكيف يقول القرآن أنه بنى الكعبة . وإذا كان بعض الناس قد صنعوا مقاما لإبراهيم ( نتيجة الإرتداد الروحي ) فهذا لا يعني على الإطلاق أن ابراهيم ذهب الى مكة . ثم كيف يطلب الله منه السكن في كنعان التي هي أرض الموعد لنسله ,
ثم يغير رأيه ويطلب منه الذهاب الى مكة لكي يبني الكعبة ؟ هل الله يناقض نفسه ؟ ثم لماذا لم يذكر موسى الكعبة إذا كانت قبله وإذا كان فعلا ابراهيم بناها لماذا لم يستفد منها بني اسائيل ؟


الجواب التوراة الحالية لا تصلح لكي نستمد منها حوادث تاريخية وذلك لثبوث التناقض والتحريف والحذف والاضافة فيها ،، خاصة أن الكتب التاريخية التي ألفها مؤرخون يهود ذكرت أن ابراهيم عليه السلام ذهب الى مكة هذا فضلا عن المؤرخون المسلمون ،، وأذكر لك قول جارودي في كتابه " إسرائيل والصهيونية السياسية " حين قال: " ليس هناك عالم من علماء التوراة وتفسيرها لا يقر بأن أقدم نصوص التوراة قد ألف وكتب على الأكثر في عهد سليمان، وهذه النصوص ليست إلا تجميعاً لروايات شفهية، وإذا التزمنا بمعايير الموضوعية التاريخية كان علينا الإقرار بأن هذه الروايات التي تتحدث عن ملاحم مرت عليها قرون ليست أكثر تاريخية - بالمعنى الدقيق للكلمة - من الإلياذة أو الرامايانا".

ويقول نولدكه في كتابه "اللغات السامية": " جمعت التوراة بعد موسى بتسعمائة سنة، واستغرق تأليفها وجمعها زمناً متطاولاً تعرضت حياله للزيادة والنقص، وإنه من العسير أن نجد كلمة متكاملة في التوراة مما جاء به موسى.

وقبل أن أعطيك مثالا عن التحريف الذي وقع في التوراة أريدك أن تقرأ معي حين يتنبأ النبي عاموس بفقد كلمة الرب، فيقول: "هوذا أيام تأتي، يقول السيد الرب: أرسل جوعاً في الأرض، لا جوعاً للخبز، ولا عطشاً للماء، بل لاستماع كلمات الرب، فيجولون من بحر إلى بحر، ومن الشمال إلى المشرق، يتطوّحون ليطلبوا كلمة الرب، فلا يجدونها " (عاموس 8/11- 12)، فهو نبوءة عن فقد الكتاب، وذاك وعيد لمن يحرف الكتاب بزيادة أسفار الأبوكريفا السبعة في الكتاب أو حذفها وإسقاطها منه، أو غير ذلك من صور التحريف.

وأكبر مثال على وجود نقص في العهد القديم هو تلك النجوم التي نصادفها في طبعات كتابك

ففي سفر صموئيل نقص بيان جزاء بني إسرائيل إن استقاموا على عبادة الله، ففيه أن صموئيل قال: "إن اتقيتم الرب وعبدتموه وسمعتم صوته، ولم تعصوا قول الرب، وكنتم أنتم والملك أيضاً الذي يملك عليكم وراء الرب إلهكم ***** (هكذا في المطبوع)، وإن لم تسمعوا صوت الرب بل عصيتم قول الرب تكن يد الرب عليكم" (صموئيل (1) 12/14-15).

وتتكرر النجوم مرة أخرى في سفر صموئيل الثاني مشيرة إلى وجود سقط في تمام حديث داود عن العرج والعمي، فيقول السفر: "قال داود في ذلك اليوم: إن الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ إلى القناة والعرج والعمي المبغضين من نفس داود ***** (هكذا في المطبوع) لذلك يقولون: لا يدخل البيت أعمى أو أعرج" (صموئيل (2) 5/8).

ونحوه سقط بعض النص في سفر حزقيال في وصف الزانية وبيان حالها، واستعيض عنه بالنجوم "فقلت عن البالية في الزنا: الآن يزنون زنى معها، وهي*** (هكذا في المطبوع)، فدخلوا عليها كما يدخل على امرأة زانية" (حزقيال 22/43).

جاء في سفر الملوك "فكتب ياهو رسائل وأرسلها إلى السامرة، إلى رؤساء يزرعيل الشيوخ وإلى مربّي آخآب قائلاً: ******، فالآن عند وصول هذه الرسالة إليكم " (الملوك (2) 10/1-2).

وفي سفر الأيام الأول يفجأنا نقص آخر عوضه كتبة الكتاب المقدس بنجوم أثبتوا من خلالها ضياع بعض كلمات الناموس، إذ يقول: "وبنو عزرة يثر ومرد وعافر ويالون ******، وحبلت بمريم وشماي ويشبح أبي اشتموع" (الأيام (1) 4/17)، فيا ترى كم سقط من أبناء عزرة، ومن هم الذين تحدث عنهم النص قبل أن يعود لتلك التي سقط اسمها، والتي حبلت بمريم؟

أكتفي بهذا القدر لأن موضوع التحريف والنقص والزيادة موضوع كبير يحتاج الى مقالات منفردة فيه، علما بأني أتيت فقط بأمثلة بسيطة ولم أذكر الا نوعا واحدا من أنواع التحريف في كتابك.

أما بخصوص موسى عليه السلام فقد ذكر مؤروخون مثل الطبري وغيرخ أن موسى عليه السلام حج البيت.


– السؤال 13 سورة البقرة 158

إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم .



السؤال : الصفا والمروة هما جبلان , وفي زمن محمد كان عليهما صنمان ( هذا معروف تاريخيا ) وكان

الوثنيون يطوفون حولهما , وكانت من شعائر الوثنية , فكيف ان الله جعلها من شعائره . ألم يستغرب الوثنيون الذين دخلوا في الإسلام هذا الكلام ؟؟؟
الجواب السعي بين الصفا والمروة مأخوذ من طواف هاجَرَ أم إسماعيلَ في طلب الماء، كما في صحيح البخاري من حديث طويل عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال :

"... وجَعَلَتْ أمّ إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نَفِد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى - أو قال يتلبط - فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي طَرَف دِرْعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحداً ؟ فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "فذلك سَعْيُ الناس بينهما" فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت : "صَهِ" تريد نفسها، ثم تَسَمَّعَتْ، فَسَمِعَتْ أيضاً، فقالت : "قد أسمعتَ إنْ كان عندك غَوَّاثٌ" فإذا هي بالمَلَكِ عند موضع زمزمَ، فبحث بعقبه - أو قال بجناحه- حتى ظهر الماء..".

وأكتفي بالرد من خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله حيث قال : لو نظرنا إلى هذا الأمر بنظرة العقل نجد أنفسنا نسأل : لماذا أختار المشركين هذين الجبلين دون أي مكان أخر لوضع هذين الصنمين ؟ على الرغم من وجود جبال وهضاب كثيرة بالجزيرة العربية!

فلو نظرنا إلى ما حدث ببيت المقدس قبل الميلاد من الإغريق والبطالمة والسلاجقة ونشر الوثنية بين اليهود على الرغم من وجود التوراة وكتب سماوية أخرى ... تجد المقابل في الجزيرة العربية انتشار الوثنية .

فلماذا أختار الإغريق البطالمة والسلاجقة بيت المقدس لنشر الوثنية ؟ بالطبع لأن الطابع الديني كان لبني إسرائيل مركزه ببيت المقدس ... وكذلك ما حدث بالجزيرة العربية مماثل لما حدث ببيت المقدس .

فكانت مناسك الإسلام متبعه من عهد سيدنا إسماعيل ابن ابراهيم عليهم السلام وقد تتابعت مع انبياء الله (( صالح وهود وشعيب )) بالجزيرة العربية .... وبهذا كانت الصفا و المروة أماكن مقدسة يؤدى فيها مناسك الله عز وجل في الجزيرة العربية ، ولكن بظهور الوثنية والشرك أخذت من مناسك الإسلام ( قبل الرسالة المحمدية ) مركز لها .

وبهذا نفهم بأنه لولا الصفا و المروة من المقدسات سابقاً لما وضعوا عليهما أحجارهم ولما جاءوا بأصنامهم ليضعوها على الكعبة ، فهذا دليل على أن قداسة هذه الأماكن أسبق من أصنامهم ، فلقد حموا وثنيتهم بوضع ((إساف)) و (( نائلة)) على الصفا و المروة .

وعندما يذكر الله سبحانه وتعالى (( يطوف بهما)) ... يجب أن نوضح معنى (( طاف)) و(( جال)) و(( دار))

إن ((طاف)) تعني (( دار حول الشيء)) ، فما هي الدورة التي بين الصفا و المروة ، حتى يسميها الحق طوافاً ؟ .

إن الدائر حول الدائرة يبدأ من نقطة منها البداية ، لتكون تلك النقطة نهاية ، فكل طواف حول دائرة تجد فيه أن كل بداية فيها تعتبر نهاية ، وكل نهاية تعتبر بداية ، وأي حركة من وإلى شيء واحد يصنع دائرة .

وصحيح أن من يسعى بين الصفا والمروة لا يدور ، ولكنه سيذهب من الصفا إلى المروة ثم ينقلب عائدا إلى الصفا ، ثم منها إلى المروة ، وهكذا يصير الأمر طوافا .


السؤال 14– سورة البقرة 194

الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ... .



السؤال : كيف يكون هذا تعليم الله وقد سبق وقال في الإنجيل أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردوكم .وأيضا من ضربك على خدك الأيمن فدر له الأيسر .

وفي التوراة قال لا تنتقموا لأنفسكم , لي النقمة أنا أجازي يقول الرب . وأيضا لا تبغض أخاك في قلبك .

لا تنتقم ولا تحقد على ابناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك . فكيف أن الله الذي أوحى بهذا الكلام يغير رأيه في القرآن ويشجع على الإنتقام .
الجواب لي تعليق بسيط على النص الذي استشهدت به الذي يقول فيه من ضربك على خدك الأيمن فدر له الأيسر

هذا النص فيه خطأ فظيع الظاهر أن المحرف لم ينتبه له او ان يسوع وقع له خلط ،، الأغلبية الساحقة من سكان العالم يستخدمون أيديهم اليمنى للأكل والشرب والضرب والصفع ،، فاذا أنا أردت أن أصفعك -وطبعا سوف أستخدم يدي اليمنى- فسوف اصفع خدك الايسر وليس الأيمن ،، فهنا وقع الخطأ في هذا النص بحيث يجب أن يقول من ضربك على خدك الأيسر فأدر له الأيمن وليس العكس.

وأنا أستغرب لماذا دائما أنتم يا معشر النصارى لا تحبون ان ندافع أن أنفسنا؟؟ اذا اعتدى علينا قوم فيجب ان ندافع عن انفسنا وكل القوانين الدولية تبيح الدفاع عن النفس الا كتابك ،، الذي يريد ان يرسخ فيكم روح الانهزامية والذل والهوان ،، كتابك الذي يريدنا حينما ياتي قوم يريدون الاعتداء علينا نستقبلهم بالطبول والدفوف ونغني لهم مرحبا بالمعتدين تفضلوا واعتدوا علينا !!!

وينبغي ان تعلم انت وكل المسيحيين أن الرسول عليه الصلاة والسلام أُمر بالدعوة الى الله والصبر على الأذى، والصفح عن الجاهل مدة تزيد عن ثلاث عشرة سنة ، فاستمر المشركون في طغيانهم وتكذيبهم ، بل اضطهدوا من تبع الرسولنففتنوهم عن دينهم ، ونفوهم عن بلادهم، وانتزعوا ممتلكاتهم لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله ن وبعد ذلك كله أذن الله لرسوله وللمؤمنين في القتال والانتصار ممن ظلمهم لكي يتفرغوا لعبادة ربهم وتأمين عقيدتهم وانفسهم وأموالهم، وكما قال رب العزة في سورة الحج

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) }

واعلم انت وأصدقائك المسيحيون ان كل آيات القتال في القرآن الكريم لا تخرج عن نطاق ثلاث حالات وهي :

-الحالة الأولى : حالة الدفاع عن العقيدة وحرية الدين مصداقا لقوله تعالى { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} (البقرة 193)



-الحالة التانية : حالة الدفاع عن النفس ، حيث يقول رب العزة {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } (البقرة 190)

-الحالة الثالثة : حالة الدفاع عن المظلومين والعجزة والنساء والأطفال حيث يقول عز وجل {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } (النساء 75)

فكل آيات القتال في القرآن لا تخرج عن دائرة هذه الحالات الثلاث وكلها حالات دفاعية وراجع أسباب نزول الآيات .



أما جاء في الآية

{الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}



وقوله - تعالى -: { ٱلشَّهْرُ ٱلْحَرَامُ بِٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ } بيان للحكمة فى إباحة القتال فى الأشهر الحرم، وإيذان بأن مراعاة حرمة الشهر الحرام إنما هى واجبة فى حق من يصون حرمته، أمن من هتكها فقد صار بسبب انتهاكه لحرمة الشهر الحرام محلا للقصاص والمعاقبة فى الشهر وفى غيره.

وسمى الشهر الحرام لأنه يحرم فيه ما يحل فى غيره من القتال ونحوه، والتعريف فيه - على الراجح - للجنس فهو يشمل الأشهر الحرم جميعها وهى أربعة: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.

قال - تعالى -:
{ إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً في كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ }
قال القرطبى: نزلت فى عمرة القضاء، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمراً حتى بلغ الحديبية فى ذى القعدة سنة ست، فصده المشركون كفار قريش عن البيت فانصرف ووعده - سبحانه - أنه سيدخله فدخله فى ذى القعدة سنة سبع وقضى نسكه ونزلت هذه الآية.

والمعنى: هذا الشهر الحرام الذى تؤدون فيه عمرة القضاء، بذلك الشهر الحرام الذى صدكم المشركون فيه عن دخول المسجد الحرام، فإذا بدءوا بانتهاك حرمته بقتالكم فيه، فلا تبالوا أن تقاتلوهم فيه دفاعاً عن أنفسكم، إذ هم البادئون بهتك حرمته.

وقوله: { وَٱلْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ } متضمن لإِقامة الحجة على الحكم السابق والحرمات: جمع حرمة، وهى ما يحفظ ويرعى ولا ينتهك.

والقصاص: المساواة. أى، وكل حرمة يجرى فيها القصاص. فمن هتك أية حرمة اقتص منه بأن تهتك له حرمة.

والمراد: أن المشركين إذا أقدموا على مقاتلتكم - أيها المؤمنون - فى الحرم أو فى الشهر الحرام، فقاتلوهم أنتم أيضاً على سبيل القصاص والمجازاة بالمثل، حتى لا يتخذوا الأشهر الحرم ذريعة للغدر والإِضرار بكم.

ثم أكد - سبحانه - هذا المعنى بقوله: { فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ }.

أى: فمن اعتدى عليكم وظلمكم فجازوه باعتدائه وقابلوه بمثل ما اعتدى عليكم بدون حيف أو تجاوز للحد الذى أباحه الله لكم.

وسمى جزاء الاعتداء اعتداء على سبيل المشاكلة.

قال الآلوسى: واستدل الشافعى بالآية على أن القاتل يقتل بمثل ما قتل به من محدد أو خنق أو حرق أو تجويع أو تغريق. حتى لو ألقاه فى ماء عذب لم يلق فى ماء ملح. واستدل بها أيضاً على أن من غصب شيئاً وأتلفه لزمه رد مثله، ثم إن المثل قد يكون من طريق الصورة - كما فى ذوات الأمثال - وقد يكون من طريق المعنى كالقيم فيما لا مثل له.

ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بالأمر بالتقوى والخشية منه فقال: { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ }.

أى: اتقوا الله وراقبوه فى الانتصار لأنفسكم، وترك الاعتداء فيما لا يرخص لكم فيه، واعلموا أن الله مع الذين يمتثلون أمره ويجتنبون نهيه بالنصر والرعاية والتأييد.



فهذا ببساطة ما جاءت به الآية الكريمة والقاعدة في الاسلام هي السلام والحرب استثناء من هذه القاعدة ، وحيث أن الضرورات تقدر بقدرها فإن الاسلام :

- حرم الحرب بدون سبب لأنها اعتداء على الحياة وتدمير لمقوماتها والله لا يحب الفساد.

-منع حرب التوسع وبسط النفوذ ، وسيادة القوي ، كما منع حرب الانتقام والعدوان (المائدة2)

-منع حرب التدمير والتخريب ونهى عن قتل من لم يشارك في القتال وحرم قتل الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى والرهبان ، وحرم قتل الحيوان ، وإفساد الزروع ، والمياه، وحرم الاجهاز على الجريح ، وتتبع الفأر....

هذه كلها وأكثر آداب اسلامية سامية سبقت في الزمان ما عملت على تحقيقه المعاهدات الدولية المعاصرة المتعلقة بالحرب.

ولكن تعال معي نرى ما جاء في كتابك علما بأن اللاهوت المسيحي يفترض ان يهوه رب العهد القديم هو نفسه يسوع المسيح إله العهد الجديد المتجسد ادى سوف أستشهد بنصوص من العهد القديم ومن العهد الجديد

قد فزعتم من السيف فالسيف أجلبه عليكم يقول السيد الرب . . بالسيف تسقطون. في تخم اسرائيل اقضي عليكم فتعلمون اني انا الرب. . . . سفر حزقيال 11 : 8

سفر حزقيال [ 9 : 5:

(( اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي. فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. 7وَقَالَ لَهُمْ : نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا». فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون ))

الرب يأمر بقتل النساء والاطفال والشيوخ والبهائم على صفحات كتابك ،، طبعا هذه هي المحبة

وفي سفر إشعيا [ 13 : 16 ] يقول الرب :

(( وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم ))

وفي المزمور 137 : 9 يقول الرب : (( طوبي لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة ))

سفر هوشع [ 13 : 16 ] يقول الرب :

(( تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها . بالسيف يسقطون . تحطم أطفالهم ، والحوامل تشق ))

إله الكتاب المقدس يأمر بحرب أبادية كاملة !!

جاء في سفر التثنية [ 20 : 16 ] :

(( أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ ))

نعم هكذا ... حرب إبادة كاملة ومحارق تتصاغر أمامها ما يقال أن هتلر فعله باليهود . . .

فهل أمر المسيح ( إله الكتاب المقدس ) بكل هذه الافعال الاجرامية ؟؟

ارميا 48عدد10: ملعون من يعمل عمل الرب برخاء وملعون من يمنع سيفه عن الدم

اشعياء66 عدد 16: لان الرب بالنار يعاقب وبسيفه على كل بشر ويكثر قتلى الرب.

تثنية32 عدد41: اذا سننت سيفي البارق وامسكت بالقضاء يدي ارد نقمة على اضدادي واجازي مبغضيّ. (42) اسكر سهامي بدم ويأكل سيفي لحما.بدم القتلى والسبايا ومن رؤوس قواد العدو (43) تهللوا ايها الامم شعبه لانه ينتقم بدم عبيده ويرد نقمة على اضداده ويصفح عن ارضه عن شعبه

يســـــــــــــــــــوع قال:



لوقا:19 عدد27:اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي



متى :10 عدد34: لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض.ما جئت لألقي سلاما بل سيفا.



متى :10 عدد35: فاني جئت لأفرّق الانسان ضد ابيه والابنة ضد امها والكنة ضد حماتها. (SVD



متى :10 عدد37: من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني.ومن احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني. (SVD)



لوقا :12 عدد51: أتظنون اني جئت لأعطي سلاما على الارض.كلا أقول لكم.بل انقساما. (52)لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين ثلثة على اثنين واثنان على ثلثة. (53)



لوقا :12 عدد53: ينقسم الاب على الابن والابن على الاب.والأم على البنت والبنت على الام.والحماة على كنتها والكنة على حماتها (SVD)



لوقا :14 عدد26: ان كان احد يأتي اليّ ولا يبغض اباه وأمه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا.



صموائيل 2 :12 عدد31: واخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وامرّهم في اتون الآجرّ وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون.ثم رجع داود وجميع الشعب إلى اورشليم



كل هاته النصوص من المحبة الموجودة في المسيحية ،، يا صاحب المقال اذا كان بيتك من زجاج فلا ترشق الناس بالحجارة.



سورة البقرة 196

وأتموا الحج والعمرة ...



السؤال 15 : كيف يكون هذا تعليم الله أو وحي الله وأساسا الحج والعمرة كانت من شعائر المشركين عبّاد الوثن ؟



الجواب قلنا لك في الاجابة على سؤال الصفا والمروة أن الأماكن المقدسة سبقت الوثنيين ،، فالوثنيون اتخذوها شعائر لهم للمكانة التي كانت تحظى بها هاته الأماكن فلقد كانت مناسك الإسلام متبعه من عهد سيدنا إسماعيل ابن ابراهيم عليهم السلام وقد تتابعت مع انبياء الله (( صالح وهود وشعيب )) بالجزيرة العربية .... وبهذا هاته الأماكن أماكن مقدسة يؤدى فيها مناسك الله عز وجل في الجزيرة العربية ، ولكن بظهور الوثنية والشرك أخذت من مناسك الإسلام ( قبل الرسالة المحمدية ) مركز لها .



– سورة البقرة 230

فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره ...



السؤال15 : لم أجد في الكتاب المقدس وحيا مثل هذا ولا حتى يشابهه . عوض أن يصطلحا ويرجعا الى بعضهما يجب عليها أن تنكح غيره . كيف يكون هذا الكلام من عند الله . لعمري إنه أفظع من الزنى .

ثم ماذا إذا كان الأمر بالعكس هي طلقته ويريدان أن يرجعا الى بعضهما من الذي سينكح غيره الزوج أم الزوجة . وموضوع الطلاق سهل جدا في الإسلام , بينما في الإنجيل لايحل الطلاق إلا لعلة الزنى , ومن يتزوج بمطلقة يزني , فكيف يكون الله متشددا في الأول ويرخيها في الثاني هل الله متقلب في كلامه ؟ حاشا .



الجواب وجدنا في كتابك انبياء يرتكبون الفواحش مثل عبادة الأصنام والارتداد عن عبادة الله اضافة الى زنا المحارم

- النبي لوط عليه السلام زنا ببناته والقصة وارده كاملة في التكوين 19 عدد30-38 .

– النبي داوود زنى بزوجة أوريا الحثي وقتله غدراً وحيلة كما في سفر صموائيل الثاني 11 عدد1-27 .

– النبي هارون عليه السلام صنع العجل وعبده وأمر الناس أن يعبدوه كما في الخروج 32 عدد1-6 .

–النبي سليمان عليه السلام إرتد في آخر عمره وعبد الأصنام وبنى المعابد لها كما في الملوك الأول 11 عدد1-13 .

– أن داوود وسليمان وعيسى عليهم السلام كلهم من أولاد ولد الزنا وهو فارص بن يهوذا كما ورد في قصة يهوذا بن يعقوب عليه السلام وكنته ثامار الواردة في سفر التكوين 38 عدد12-30 .

– ان رأوبين بن يعقوب زنا بزوجة أبيه بلهة وسريته كما ورد في سفر التكوين 35 عدد22 , 49 عدد3-4 .

– أن يهوذا بن يعقوب u زنا بزوجة إبنه كما ذكرنا سابقاً وسمع يعقوب u ما صدر عن إبنيه وما أقام عليهما الحد غير أنه دعا على الأكبر وقت موته لأجل هذا الموقف الشنيع ولم يلعن الآخر بل لم يغضب منه , بل إنه دعا له بالبركة التامة عند الموت وتستطيع أن تراجع القصة في سفر التكوين 38 عدد12-30 .

– أن أمنون بن داوود u زنى بأخته ثامار وما أقام داوود عليهما الحد وذلك أن داوود كان زانياً من قبلهما فكيف يقيم الحد عليهما وهو مُستحق الحد أساساً فقصة أمنون وأخته ثامار واردة في صموائيل الثاني 13 عدد1-39 . وقصة داوود وزناه وارده في صموائيل الثاني 11 عدد1-27 .



وجدنا ألفاظ جنسية فاضحة في كتابك

نشيد 1 عدد2:. ليقبلني بقبلات فمه لان حبك اطيب من الخمر. (13) صرة المرّ حبيبي لي.بين ثديي يبيت

: ادخلني الى بيت الخمر وعلمه فوقي محبة. (SVD)

Sg:2:6: شماله تحت راسي ويمينه تعانقني. (SVD)

Sg:2:9: حبيبي هو شبيه بالظبي او بغفر الأيائل.هوذا واقف وراء حائطنا يتطلع من الكوى يوصوص من الشبابيك

نشيد:7 عدد1 ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم.دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع. (2) سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج.بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. (3) ثدياك كخشفتين توأمي ظبية. (4) عنقك كبرج من عاج.عيناك كالبرك في حشبون عند باب بث ربيم.انفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق. (5) راسك عليك مثل الكرمل وشعر راسك كأرجوان.ملك قد أسر بالخصل. (6) ما اجملك وما احلاك ايتها الحبيبة باللذّات. (7) قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد. (8) قلت اني اصعد إلى النخلة وامسك بعذوقها.وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة انفك كالتفاح(9) وحنكك كأجود الخمر------ لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين (10). انا لحبيبي واليّ اشتياقه. (11) تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ولنبت في القرى. (12) لنبكرنّ إلى الكروم لننظر هل ازهر الكرم هل تفتح القعال هل نور الرمان.هنالك اعطيك حبي. (13) اللفاح يفوح رائحة وعند ابوابنا كل النفائس من جديدة وقديمة ذخرتها لك يا حبيبي

هذا فقط شيء قليل من الشيء الكثير الذي يوجد في كتابك.

اما موضوع الطلاق فانت الآن تنطلق من مسلمة ان كتابك الذي بين يديك هو من عند الله ، ونحن نقول أن كتابك ليس هو الكتاب الذي تحدث عنه القرآن الكريم وقد أبرز القرآن الكريم أن كتابك خضع للتحريف لهذا اختلط الصحيح بالباطل واصبحت نسبة الباطل به أكبر نسبة، وموضوع الطلاق من المواضيع التي تبين لنا قصور وعجز الشريعة المسيحية وأنها ليست صالحة في كل زمان ومكان ،، فلنفرض مثلا أنه بعد الزواج تغيرت مشاعر الزوجين ولم يصبحا يحبان بعضهما البعض ، فنحن بشر ممكن ان تتغير مشاعرنا في أي لحظة فما هو الحل الذي تقترحه علينا المسيحية؟؟ الحل الذي تقترحه المسيحية هو بقاء الزوجان متزوجان ولا ينبغي ان يقع طلاق ، فتصبح حياتهما حياة جحيم وتنافر وصراع ومن تم ظهور الخيانة الزوجية ... ، او ينبغي على الزوجة ان تزني ويضبطها زوجها وتتعرض سمعتها للقيل والقال ثم بعد ذلك يقع الطلاق، والأدهى من ذلك انه بعد الطلاق لا يحل للمطلقة أن تتزوج مرة أخرى ولو تابت !!،، هذا هو الحل الذي تقترحه المسيحية وهو حل خاطئ ناقص لا يصلح، ولهذا نرى القوانين الوضعية في الدول المسيحية أباحت التطليق وفصلت الدين المسيحي عن الدولة .

أما الآية التي تعترض عليها ليس رقمها هو 230 بل رقمها هو 228

ويجب علينا أن نقرا الآيات التي أتت قبلها لكي لا نخرجها عن السياق ونفسر بإذن الله كل آية على حدى حتى نرى التشريع الرباني المعجز في هذه الآيات

{ وَٱلْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوۤءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيۤ أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوۤاْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِي عَلَيْهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّآ آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَآ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا ٱفْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }

قوله - تعالى -: { وَٱلْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوۤءٍ } معطوف على ما قبله لشدة المناسبة، وللاتحاد فى الحكم وهو التربص الذى سبقت الإِشارة إليه فى قوله:
{ لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ }
والتربص: التأنى والتريث والانتظار.

والقروء: جمع قرء - بضم القاف وفتحها -.

قال الطبرسى: وأصله فى اللغة يحتمل وجهين:

أحدهما: الاجتماع ومنه القرآن لاجتماع حروفه.. فعلى هذا يقال أقرأت المرأة فهى مقرئ إذا حاضت، وذلك لاجتماع الدم فى الرحم.

والوجه الثانى: أن أصل القرء الوقت الجارى فى الفعل على عادة، يقال: هذا قارئ الرياح أى وقت هبوبها ".

والمعنى: أن على المطلقات أن تمكث إحداهن بعد طلاق زوجها لها ثلاثة قروء بدون نكاح ثم لها أن تتزوج بعد ذلك إن شاءت.

والمراد بالمطلقات هنا المدخول بهن من ذوات الحيض غير الحوامل، لأن غيرهن قد بين الله - تعالى - عدتهن فى مواضع أخرى.

والمتوفى عنها زوجها بين الله عدتها بقوله:
{ وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً }
ومن لا يحضن ليأس من الحيض، أو لأنهن لم يرين الحيض فقد بين الله - تعالى - عدتهن بقوله:
{ وَٱللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَٱللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ }
أى: واللائى لم يحضن فعدتهن كذلك ثلاثة أشهر.

وذوات الحمل بين الله - تعالى - عدتهن بقوله:
{ وَأُوْلاَتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ }
وغير المدخول بها لا عدة عليها لقوله - تعالى -:
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نَكَحْتُمُ ٱلْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا }
وقوله: { يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ } جملة خبرية اللفظ إنشائية المعنى أى " ليتربصن " وإخراج الأمر فى صورة الخبر - كما يقول الزمخشرى - " تأكيد للأمر، وإشعار بأنه مما يجب أن يتلقى بالمسارعة إلى امتثاله، فكأنهن امتثلن الأمر بالتربص. فهو يخبر عنه موجوداً. ونحوه قولهم فى الدعاء: " رحمك الله " أخرج فى صورة الخبر ثقة بالاستجابة. كأنما وجدت الرحمة فهو يخبر عنها وبناؤه على المبتدأ مما زاده أيضاً فضل توكيد. ولو قيل: " ويتربص المطلقات " لم يكن بتلك الوكادة ".

وفى قوله - تعالى -: { وَٱلْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ } ما فيه من الابداع فى الإِشارة والنزاهة فى العبارة والسمو فى المعنى، وذلك لأن المرأة المطلقة كثيراً ما تشعر بعد طلاقها بأنها فى حاجة إلى أن تثبت أن إخفاقها فى حياتها الزوجية السابقة ليس لنقص فيها، أو لعجز عن إنشاء حياة زوجية أخرى، وهذا الشعور قد يدفعها إلى التسرع والاندفاع من أجل إنشاء هذه الحياة، وهنا تبرز طريقة القرآن الحكيمة فى معالجة النفوس، إنه يقول للملطقة: إن التطلع إلى إنشاء حياة زوجية أخرى ليس عيباً، ولكن الكرامة توجب عليها الانتظار والتريث، إذ لا يليق بالحرة الكريمة أن تنتقل بين الأزواج تنقلا سريعا.

وأيضاً فإن نداء الفطرة، وتعاليم الشريعة توجبان عليها الانتظار مدة ثلاثة قروء، لكى تستبرئ رحمها، حتى إذا كان هناك حمل نسب إلى الأب الشرعى له.

وفى قوله - تعالى -: { يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ } إشعار بأن هذا التربص يجب أن يكون من ذات أنفسهن وليس من عامل خارجى، فشأن الحرة الكريمة المؤمنة أن تحجز نفسها بنفسها عن كل ما يتنافى مع الكرامة والشرف، فقد تجوع الحرة ولكنها لا تأكل بثديها - كما يقولون -.

وقد أشار صاحب الكشاف إلى المعنى بقوله: فإن قلت وما معنى ذكر الأنفس - هنا -؟ قلت: فى ذكر الأنفس تهييج لهن على التربص وزيادة بعث، لأن فيه ما يستنكفن منه فيحملهن على أن يتربصن. وذلك أن أنفس النساء طوامح إلى الرجال. فأمرن أن يقمعن أنفسهن، ويغلبنها على الطموح، ويجبرنها على التربص ".

وقوله - تعالى -: { ثَلاَثَةَ قُرُوۤءٍ } نصب ثلاثة على النيابة عن المفعول فيه، لأن الكلام على تقدير مضاف، أى مدة ثلاثة قروء. فلما حذف المضاف خلفه المضاف إليه فى الإعراب.

هذا وللعلماء رأيان شهيران فى المراد بقوله - تعالى -: { ثَلاَثَةَ قُرُوۤءٍ }

فالأحناف والحنابلة ومن قبلهم عمر وعلى وابن مسعود وغيرهم يرون أن المراد بالقروء هنا الحيضات والمعنى عندهم: أن المطلقات عليهن أن يمكثن بعد طلاقهن من أزواجهن مدة ثلاث حيضات بدون زواج بعد ذلك لهن أن يتزوجن إن شئن.

ومن أدلتهم: أن النبى صلى الله عليه وسلم قد فسر القرء بمعنى الحيض فقد جاء فى الحديث الذى رواه أبو داود والنسائى عن فاطمة بنت أبى حبيش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: " دعى الصلاة أيام أقرائك ".

ولا شك أن المراد بالقرء فى هذا الحديث الحيض، لأنه هو الذى لا تصح معه الصلاة.

أما المالكية والشافعية ومن قبلهم عائشة وعبد الله بن عمر وزيد بن ثابت والزهرى وغيرهم فيرون أن المراد بالقروء هنا الأطهار، أى الأوقات التى تكون بين الحيضتين للنساء.

ومعنى الآية عندهم: أن على المطلقات أن يمكثن بعد طلاقهن من أزواجهن ثلاثة أطهار بدون زواج ثم بعد ذلك يتزوجن إذا شئن.

ومن أدلتهم: أن الله - تعالى - يقول:
{ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ }
وقد بينت السنة النبوية أن الطلاق لا يكون فى الحيض، فلا يتصور أن يكون الطلاق فى العدة إلا إذا فسرنا القرء بالطهر لا بالحيض. وروى عن عائشة أنها قالت: هل تدرون الأقراء؟ الأقراء الأطهار.

قال صاحب المنار قال الأستاذ الإِمام: والخطب فى الخلاف سهل، لأن المقصود من هذا التربص العلم ببراءة الرحم من الزوج السابق، وهو يحصل بثلاث حيض كما يحصل بثلاث أطهار.

ومن النادر أن يستمر الحيض إلى آخر الحمل فكل من القولين موافق لحكمة الشرع فى المسألة.

ثم قال - تعالى -: { وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيۤ أَرْحَامِهِنَّ }. أى: ولا يحل للنساء المطلقات أن يكتمن أمانة الله التى خلقها فى أرحامهن من ولد لكى ينسبنه إلى غير أبيه، أو من حيض أو طهر لكى تطول العدة، ويمتد الإِنفاق من الأزواج عليهن. فإن هذا الكتمان كذب على الله، وخيانة للأمانة التى أودعها الله فى أحشائهن وأمرهن بالوفاء بها، سيحاسب الله من يفعل ذلك منهن حساباً شديداً، ويعاقبه عقاباً أليماً.

وقوله: { إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } تحريض لهن على عدم الكتمان وعلى الاخبار الصادق حتى تستقيم الأحكام، وتتقرر الحقوق، وتحذير لهن من الكتمان ومن اتباع الهوى والشيطان أى: أن على المطلقات ألا يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن إن جرين على ما يقتضيه الإِيمان، إذ الإِيمان يبعث على الصدق ويدعو إلى المحافظة على الأمانة، فإن لم يفعلن ذلك وكتمن ما خلق الله فى أرحامهن، كن ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر إيمانا حقيقياً، لأن من شأن المؤمنات الكاملات فى إيمانهن ألا يفعلن ذلك.

قال الإِمام الرازى: أما قوله { إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } فليس المراد أن ذلك النهى - عن الكتمان - مشروط بكونها مؤمنة، بل هذا كما تقول للرجل الذى يظلم: إن كنت مؤمنا فلا تظلم. تريد إن كنت مؤمناً فينبغى أن يمنعك إيمانك عن ظلمى، ولا شك أن هذا تهديد شديد للنساء.. والآية الدالة على أن كل من جعل أميناً فى شىء فخان فيه فأمره عند الله شديد ".

هذا، وقد قرر الفقهاء أن القول فيما يتعلق بعدة المرأة ابتداء وانتهاء مرجعه إليها، لأنه أمر يتعلق بها ولا يعلم إلا من جهتها، إلا أنهم مع ذلك قرروا مدة ينتهى قولها عنده، ولا يعمل بقولها إن نقصت عن تلك المدة. فلو ادعت - أنها قد انقضت عدتها بعد شهر من طلاقها لا يقبل قولها.

وللفقهاء كلام طويل فى هذه المسألة مبسوط فى كتب الفقه فليرجع إليه من شاء ذلك.

ثم قال - تعالى -: { وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فى ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوۤاْ إِصْلاَحاً }.

قال القرطبى: البعولة جمع البعل وهو الزوج، سمى بعلا لعلوه على الزوجة بما قد ملكه من زوجيتها، ومنه قوله - تعالى -:
{ أَتَدْعُونَ بَعْلاً }
أى رباً، لعلوه فى الربوبية.. والبعولة أيضاً مصدر البعل. وبعل الرجل بيعل - كمنع يمنع - أى صار بعلا. والمباعلة والبعال: الجماع، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لأيام التشريق:

" إنها أيام أكل وشرب وبعال ".

والمعنى: وأزواج المطلقات طلاقاً رجعياً أحق بردهن ومراجعتهن فى { ذَلِكَ } أى فى وقت التربص قبل انقضاء العدة { إِنْ أَرَادُوۤاْ إِصْلاَحاً } أى إن أرادوا بهذه المراجعة الإِصلاح لا الإِضرار، كما سيأتى فى قوله - تعالى -: { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِّتَعْتَدُواْ }.

قال القرطبى: وأجمع العلماء على أن الحر إذا طلق زوجته الحرة وكانت مدخولا بها تطليقة أو تطليقتين، أنه أحق برجعتها ما لم تنقض عدتها وإن كرهت المرأة، فإن لم يراجعها الملطق حتى انقضت عدتها فهى أحق بنفسها وتصير أجنبية منه، ولا تحل له إلا بخطبة ونكاح مستأنف بولى وإشهاد ليس على صفة المراجعة، وهذا اجماع من العلماء ".

وفى هذه الجملة الكريمة بيان لبعض الحكم السامية التى أرادها الله - تعالى - من وراء مشروعية العدة. فالله - تعالى - جعل للمطلق فرصة - هى مدة ثلاثة قروء - لكى يراجع نفسه، ويتدبر أمره، لعله خلال هذه المراجعة وذلك التدبر يرى أن الخير فى بقاء زوجته معه فيراجعها، رعاية لرابطة المودة والرحمة التى جعلها الله - تعالى - بين الزوجين.

وقوله - تعالى -: { إِنْ أَرَادُوۤاْ إِصْلاَحاً } شرط المقصود منه حض المطلق على أن ينوى بإرجاعه لمطلقته إصلاح أحوالهما، بإرشادها إلى ما من شأنه أن يجعل حياتهما الزوجية مستمرة لا منقطعة، أما إذا راجعها على نية الكيد والأذى والمضارة ففى هذه الحالة يكون آثماً وسيعاقبه الله على ذلك بما يستحقه.

قال الآلوسى: وليس المراد من التعليق اشتراط جواز الرجعة بإرادة الإِصلاح حتى لو لم يكن قصده لا تجوز، للإِجتماع على جوازها مطلقاً، بل المراد تحريضهم على قصد الإِصلاح حيث جعل كأنه منوط به ينتفى بانتفائه ".

ثم ختم - سبحانه - الآية بقوله: { وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِي عَلَيْهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.

أى: وللنساء على الرجال مثل ما للرجال على النساء. فليؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه نحوه بالمعروف.

والمراد بالمماثلة - كما يقول الآلوسى - المماثلة فى الوجوب لا فى جنس الفعل، فلا يجب عليه إذا غسلت ثيابه أو خبزت له أن يفعل لها مثل ذلك، ولكن يقابله بما يليق بالرجال ".

أى أن الحقوق والواجبات بينهما متبادلة، وأنهما متماثلان فى أن كل واحد منهما عليه أن يؤدى نحو صاحبه ما يجب عليه بالمعروف أى بما عرفته الطباع السليمة ولم تنكره، ووافق ما أوجبه الله على كل منهما فى شريعته. فالباء فى قوله { بِٱلْمَعْرُوفِ } للملابسة.

وقد بين النبى صلى الله عليه وسلم فى أحاديث متعددة حقوق الرجال على النساء، وحقوق النساء على الرجال، ومن ذلك ما أخرجه مسلم فى صحيحه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى خطبته فى حجة الوداع:

اتقوا الله فى النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله. واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه. فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف ".

وروى الشيخان عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل مرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن فى بيته إلا بإذنه ".

وأخرج أبو داود عن معاوية بن حيدة قال: " قلت يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا فى البيت ".

ولقد قام السلف الصالح بأداء هذه الحقوق على أحسن وجه فقد روى عن ابن عباس أنه قال: إنى لأحب أن أتزين لامرأتى كما تتزين لى لأن الله. تعالى - يقول: { وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِي عَلَيْهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ }.

أى: أن يحب أن يؤنسها وأن يدخل السرور على قلبها كما أنها هى تحب أن تفعل له ذلك.

ولكن لا يفهم أحد أن المراد بهذا المثلية المساواة من كل الوجوه قال - تعالى -: { وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } والرجال: جمع رجل. يقال: رجل بين الرجلة أى القوة. وهو أرجل الرجلين أى أقواهما. وفرس رجيل أى قوى على المشى. وارتجل الكلام أى قوى عليه من غير حاجة فيه إلى فكرة وروية، وترجل النهار أى قوى ضياؤه. فأصل كلمة الرجل مأخوذة من الرجولية بمعنى القوة.

والدرجة فى الأصل: ما يرتقى عليه من سلم ونحوه، والمراد بها هنا المزية والزيادة أى: لهن عليهم مثل الذى لهم عليهن، وللرجال على النساء مزية وزيادة فى الحق، بسبب حمايتهم لهن، وقيامهم بشئونهن ونفقتهن وغير ذلك من واجبات.

قال بعض العلماء: وإذا كانت الأسرة لا تتكون إلا من ازدواج هذين العنصرين - الرجل والمرأة - فلابد أن يشرف على تهذيب الأسرة ويقوم على تربية ناشئتها وتوزيع الحقوق والواجبات فيها أحد العنصرين. وقد نظر الإِسلام إلى هذا الأمر نظرة عادلة، فوجد أن الرجل أملك لزمام نفسه، وأقدر على ضبط حسه، ووجده الذى أقام البيت بماله وأن انهياره خراب عليه فجعل له الرياسة، ولذا قال - سبحانه -:
{ ٱلرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ... }
هذه هى الدرجة التى جعلها الإِسلام للرجل، وهى درجة تجعل له حقوقاً وتجعل عليه واجبات أكثر، فهى موائمة كل المواءمة لصدر الآية، فإذا كان للرجل فضل درجة فعلية فضل واجب ".

وقوله: { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أى غالب فى انتقامه ممن عصاه، حكيم فى أمره وشرعه وسائر ما يكلف به عباده.

فعلى الرجل والمرأة أن يطلبا عزهما فيما شرعه الله فهو الملجأ والمعاذ لكل ذى حق مهضوم، وعليهما كذلك أن يتمسكا بما كلفهما به، لأنه ما كلفهما إلا بما تقتضيه الحكمة، ويؤيده العقل السليم.

وبعد أن بين - سبحانه - فى هذه الآية شرعية الطلاق ومداه إذا طلق الرجل امرأته المدخول بها طلقة رجعية، ووضع المنهاج العادل الذى يجب أن يتبعه الرجال والنساء.. بعد أن بين ذلك أتبعه ببيان الحد الذى ينتهى عنده ما للرجل من حق المراجعة فقال - تعالى -: { ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ }.

قال الإِمام ابن كثير: هذه الآية رافعة لما كان عليه الأمر فى ابتداء الإِسلام: من أن الرجل كان أحق برجعة امرأته وإن طلقها مائة مرة ما دامت فى العدة، فلما كان هذا فيه ضرر على الزوجات، قصرهم الله - تعالى - على ثلاث طلقات، وأباح الرجعة فى المرة والثنتين، وأبانها بالكلية فى الثالثة فقال: الطلاق مرتان... الآية.

وروى ابن أبى حاتم عن هشام بن عروة عن أبيه أن رجلا قال لامرأته: لا أطلقك أبداً ولا آويك أبداً. قالت: وكيف ذلك؟ قال: أطلق حتى إذا دنا أجلك - أى قاربت عدتك أن تنتهى - راجعتك - فأتت المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فأنزل الله - تعالى -: { ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ } - الآية.

والطلاق - كما يقول القرطبى - هو حل العصمة المنعقدة بين الأزواج بألفاظ مخصوصة. وآل فى قوله: { ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ } للعهد الذكرى.

أى: الطلاق الرجعى المشار إليه فى قوله - تعالى -: { وَٱلْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ } مرتان، وأمر المطلق بعد آحدى هاتين الطلقتين يدور بين حالتين إما إمساك بمعروف بمعنى أن يراجعها على نية الإِبقاء على العلاقة الزوجية، والمعاملة الحسنة وإما تسريح بإحسان بمعنى أن يتركها حتى تنتهى عدتها، ويطلق سراحها بدون ظلم أو إساءة إليها، كما قال - تعالى -:
{ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً }
قال القرطبى: والتسريح: إرسال الشىء، ومنه تسريح الشعر ليخلص البعض من البعض، وسرح الماشية أرسلها.. ".

وعلى هذا التفسير يكون المراد بالطلاق فى الآية الطلاق الرجعى وبالمرتين حقيقة التثنية، ويكون وقت الإِمساك أو التسريح هو ما بعد الطلقة الأولى أو الثانية بصفة خاصة، وفى كل الأوقات بصفة عامة. وعلى هذا التفسير سار كثير من العلماء.

ويرى بعضهم أن المراد بالطلاق فى الطلاق الشرعى، وبالمرتين التكرار لا العدد، وأن المراد من التسريح بالإِحسان هو الطلقة الثالثة، أى بعد الطلقتين الأوليين يتروى فى الأمر فيمسك بالمعروف أو يطلق الطلقة الثالثة. وقد ذكر هذا الرأى صاحب الكشاف فقال:

{ ٱلطَّلاَق } بمعنى التطليق كالسلام بمعنى التسليم، أى التطليق الشرعى تطليقة بعد تطليقة على التفريق دون الجمع والإِرسال دفعة واحدة، ولم يرد بالمرتين التثنية ولكن التكرير، كقوله " ثم ارجع البصر كرتين " أى كرة بعد كرة لا كرتين اثنتين، ونحو ذلك من التثانى التى يراد بها التكرير كقولهم: لببك وسعديك.

وقوله: { فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } تخيير لهم بعد أن علمهم كيف يطلقون بين أن يمسكوا النساء بحسن العشرة وبين أن يسرحوهن السراح الجميل الذى علمهم إياه.. وروى أن سائلا سأل النبى صلى الله عليه وسلم أرأيت قول الله - تعالى -: { ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ } فأين الثالثة، فقال صلى الله عليه وسلم " التسريح بإحسان ".

والفاء فى قوله - تعالى -: { فَإِمْسَاكٌ... } للتفريع، وإمساك خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: فالشأن أو فالأمر إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.

قال الفخر الرازى: والحكمة فى إثبات حق الرجعة: أن الإِنسان ما دام يكون مع صاحبه لا يدرى أنه هل تشق عليه مفارقته أولا؟ فإذا فارقه فعتد ذلك يظهر، فلو جعل الله - تعالى - الطلقة الواحدة مانعة من الرجوع لعظمت المشقة على الإِنسان بتقدير أن يظهر المحبة بعد المفارقة، ثم لما كان كمال التجربة لا يحصل بالمرة الواحدة، فلا جرم أثبت - سبحانه - حق المراجعة بعد المفارقة مرتين، وعند ذلك يكون قد جرب الإِنسان نفسه فى تلك المفارقة مرتين وعرف حال قلبه فى ذلك الباب. فإن كان الأصلح إمساكها راجعها وأمسكها بالمعروف، وإن كان الأصلح له تسريحها سرحها على أحسن الوجوه، وهذا التدريج والترتيب يدل على كمال رحمته ورأفته بعباده ".

هذا، ويرى بعض العلماء كابن تيمية وابن القيم أن الرجل إذا أوقع الطلاق دفعة واحدة، بأن قال لزوجته أنت طالق ثلاث مرات، فطلاقه لا يكون إلا طلقة واحدة، لأن اقتران الطلاق بكلمة ثلاثا لا يجعله ثلاث مرات بل هو مرة واحدة كمن يقول: أحلف بالله ثلاثاً فهو يمين واحدة.

ويرى الأئمة الأربعة أن طلاق هذا الرجل فى مثل هذه الصورة يقع ثلاثاً، لأنهم يرون أن الطلاق المقترن بالعدد لفظاً أو إشارة يكون ثلاثاً أو اثنين على حسب ما اقترن به. ولأن عمر - رضى الله عنه - أفتى بذلك. فقد أخرج مسلم وأبو داود والنسائى والحاكم عن ابن عباس قال: " كان الطلاق الثلاث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عهد أبى بكر، وسنتين من خلافة عمر واحدة، فقال عمر: إن الناس قد استعجلوا فى أمر لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم ". فأمضاه.

وهذه المسألة مبسوطة بأدلتها فى كتب الفقه وبعض كتب التفسير.

ثم قال - تعالى -: { وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّآ آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَآ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا ٱفْتَدَتْ }.

قال الراغب: الخوف: توقع مكروه عن إمارة مظنونة أو معلومة، كما أن الرجاء والطمع توقع محبوب عن أمارة مظنونة أو معلومة. ويضاد الخوف الأمن.. ".

والجناح: الإِثم من جنح بمعنى مال عن القصد - وسمى الآثم به للميل فيه من الحق إلى الباطل -. يقال جنحت السفينة أى مالت إلى أحد جانبيها. والافتداء: تخليص النفس بمال يبذل لتخليصها ودفع الأذى عنها. وأصله من الفدى والفداء بمعنى حفظ الإِنسان نفسه عن الشدة بما يبذله من أجل ذلك.

والمعنى: ولا يجوز لكم أيها المطلقون أن تأخذوا من زوجاتكم فى مقابلة الطلاق شيئاً مما أعطيتموهن من صداق أو من غيره من أموال، لأن هذا الأخذ يكون من باب الظلم الذى نهى الله عنه، وليس من باب العدل الذى أمر الله به.

ثم استثنى - سبحانه - صورة يجوز فيها الأخذ فقال: { إِلاَّ أَن يَخَافَآ }. إلخ أى: لا يجوز لكم أن تأخذوا فى حالة من الأحوال إلا فى حالة أن يخاف الزوجان كلاهما أو أحدهما ألا يقيما حدود الله ففى هذه الحالة يجوز الأخذ وحدود الله هى ما أوجبه - سبحانه للرجل على زوجته. ولها عليه.

ثم خاطب - سبحانه - الحكام وجماعة المؤمنين المتوسطين للإِصلاح بين الزوجين فقال: { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا } أى الزوجان { حُدُودَ ٱللَّهِ } التى حدها لهم وأمرهم باتباعها فى حياتهم الزوجية { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا ٱفْتَدَتْ بِهِ } أى: فلا إثم على الزوج فى أخذ ما أعطته له الزوجة من مال مقابل انفصالها عنه، ولا إثم عليها كذلك فى هذا الإعطاء، لأنهما ما داما قد وصلا إلى هذه الحالة من التنافر، وما دامت الزوجة قد أصبحت تفضل أن تعطيه من المال ما تفدى به نفسها من البقاء فى عصمته، ما داما قد أصبحا كذلك. فوقوع الفراق بينهما أولى وأجدى
{ وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ ٱللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ }
قال صاحب الكشاف: فإن قلت: لمن الخطاب فى قوله: { وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ } إن قلت: إنه للأزواج لم يطابقه قوله: { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ } وإن قلت إنه للأئمة والحكام فهؤلاء ليسوا بآخذين منهن ولا بمؤتيهن؟ قلت: يجوز الأمران جميعاً: أن يكون أول الخطاب للأزواج وآخره للأئمة والحكام، ونحو ذلك غير عزيز فى القرآن وغيره. ويجوز الخطاب كله للائمة والحكام، لأنهم الذين يأمرون بالأخذ والإِيتاء عند الترافع إليهم فكأنهم الآخذون والمؤتون ".

والمراد بقوله: { مِمَّآ آتَيْتُمُوهُنَّ } أى من المهور وتخصيصها بالذكر وإن شاركها فى الحكم سائر أموالهن إما لرعاية العادة وإما للتنبيه على أنه إذا لم يحل لهم أن يأخذوا مما أعطوهن فى مقابلة البضع عند خروجه عن ملكهم فلأن لا يحل لهم أن يأخذوا مما لا تعلق له بالبضع أولى وأحرى.

وقوله: { شَيْئاً } مفعول به لتأخذوا. التنوين للتقليل أى: لا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً ولو كان المأخوذ شيئاً غاية فى القلة، لأن هذا الأخذ يجا فى الإِحسان الذى أمرتم به. وقريب من هذه الآية فى النهى عن الأخذ قوله - تعالى -:


{ وَإِنْ أَرَدْتُّمُ ٱسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً }
وأن والفعل فى قوله { إِلاَّ أَن يَخَافَآ } فى موضع نصب على الحال أى إلا خائفين.

وقوله: { أَلاَّ يُقِيمَا } فى موضع نصب على المفعول به ليخافا والتقدير إلا أن يخافا ترك حدود الله.

وهذه الآية قد اعتبرها العلماء أصلا فى جواز الخلع.

قال ابن كثير: وقد ذكر ابن جرير: أن هذه الآية نزلت فى شأن ثابت بن قيس، ففى صحيح البخارى عن ابن عباس: " أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبى صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن زوجى ثابت بن قيس - ما أعيب عليه فى خلق ولا دين، ولكن أكره الكفر فى الإِسلام - أى أكره عدم الوفاء بحقه لبغضى له -. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته؟ - وهى المهر الذى أمهرها - قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة ".

قالوا: ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما بطريق الخلع فكان أول خلع فى الإِسلام.

ثم ختم - سبحانه - الآية بقوله: { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ }.

أى: تلك الأحكام العظيمة الحكيمة المتقدمة التى بينتها لكم فى شأن الطلاق والرجعة والخلع وغير ذلك حدود الله التى حدها، فلا يجوز لكم أن تخالفوها، ومن يتعد هذه الحدود فأولئك هم الظالمون لأنفسهم بتعريضها لسخط الله وعقابه.

وكنت الإِشارة للبعيد { تِلْكَ } لبيان سمو قدر هذه الأحكام، وعظم منزلتها، وجلال ما فيها من مصالح واضحة لأصحاب العقول السليمة.

وسميت هذه الأحكام حدوداً للإِشارة إلى أنها فواصل بين الحق والباطل، والظلم والعدل والمنفعة والمضرة. إذ الحد هو الحاجز بين الشيئين الذى يمنع اختلاط أحدهما بالآخر. يقال: حددت كذا أى جعلت حداً يميزه. وحد الدار ما تتميز به عن غيرها.

وفى إضافة هذه الحدود إليه - سبحانه - إشعار بأن مخالفتها إنما هى مخالفة له - سبحانه - وأن هذه الحدود لا يتطرق إليها الريب لأنها صادرة من العليم الخبير الذى أحسن كل شىء خلقه.

والفاء فى قوله: { فَلاَ تَعْتَدُوهَا } للتفريع أى: إذا كانت هذه الأحكام حدود الله فلا يصح لكم أن تتجاوزوها لأن تجاوزها يؤدى إلى سوء العقبى.

وعبر فى قوله: { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } بفاء السببية وباسم الإِشارة وبضمير الفصل وبالجملة الاسمية لتأكيد معنى السببية وللإِشارة إلى أن الظلم شأن من شئونهم وصفة يتميزون بها عن غيرهم.

وقد جاء - سبحانه - بكل هذه المؤكدات فى تلك الجملة الكريمة لكبح جماح غرور الإِنسان، وتحذيره من الانقياد لهواه وأوهامه، فكثيراً ما يتوهم بعض الناس أن أحكام الله ليست ملائمة لمتقضى الزمان الذى يعيشون فيه، ويحاولون إخضاع شرع الله - تعالى - لمصالحهم وشهواتهم، أو يتركون ما شرعه الله بتلك الحجة الواهية الساقطة. وأنت ترى هنا أن القرآن قال: { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا... } بينما قال هناك فى ختام آية الصوم
{ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا }
وذلك لأن الكلام هنا فى شأن الأسرة وما يسودها أحياناً من خلافات، واصطدامات، واضطرابات.. والخشية هنا إنما هى من تعدى هذه الحدود التى حدها الله فى أى مرة من مرات هذا الخلاف.. فجاء التحذير من التعدى لا من المقاربة، بينما هناك كان الحديث عن محظورات مشتهاة مستلذة تريدها النفس لترضى شهوتى البطن والفرج، فجاء التحذير من مجرد الاقتراب من هذه الحدود التى حدها الله إتقاء لضعف الإِرادة أمام جاذبيتها.

فسبحان من هذا كلامه
{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً }
ثم بين - سبحانه - أحكام الطلاق المكمل للثلاث، بعد بيانه لأحكام الطلاق الرجعى وأحكام الخلع فقال - تعالى -: { فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ }.

أى: فإن طلق الرجل زوجته طلقة ثالثة بعد الطلقتين اللتين أباح الله له مراجعتها بعد كل منهما فى أثناء العدة، فإنه فى هذه الحالة تكون زوجته محرمة عليه، ولا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره نكاحاً شرعياً صحيحاً، بأن يدخل بها، ويباشرها مباشرة شرعية كما يباشر الأزواج زوجاتهم.

فالمراد بالنكاح فى قوله تعالى { حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ } الزواج بشخص آخر يدخل بها دخولا صحيحاً. ويؤيد هذا المعنى ويؤكده ما جاء فى الحديث المشهور الذى أخرجه البخارى وغيره " عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: جاءت امرأة رفاعة القرظى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن رفاعة طلقنى فبت طلاقى. وإنى نكحت بعده عبد الرحمن بن الزبير القرظى، وإن ما معه مثل الهدبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك تريدين أن ترجعى إلى رفاعة؟ لا حتى تذوقى عسيلته ويذوق عسيلتك ".

وواضح من ذوق العسيلة أن يدخل بها ويجامعها. وعلى هذا انعقد إجماع الفقهاء. ولم يلتفتوا إلى ما نسبه بعضهم إلى سعيد بن المسيب من أنه أجاز للمرأة أن تعود إلى زوجها الأول بعد عقد زواجها على الثانى دون أن يدخل بها.

وحملوا هذا المنسوب إلى سعيد بن المسيب على أنه من شواذ الفتيا التى لا وزن لها لمخالفتها لنص حديث صحيح لعله لم يبلغه.

ثم قال - تعالى -: { فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ } أى: فإن طلق الزوج الثانى تلك المرأة التى سبق طلاقها من الزوج الأول، فلا إثم عليها وعلى زوجها الأول فى أن يرجع كل منهما إلى صاحبه بعقد جديد بعد انقضاء العدة ما داما يغلب على ظنهما أنهما سيقيمان حدود الله، ويؤدى كل واحد منهما ما يجب عليه نحو صاحبه بأمانة وإخلاص.

وقوله: { أَن يَتَرَاجَعَآ } فى موضع جر بإضمار حرف الجر أى فى أن يتراجعا وقوله { أَن يُقِيمَا } فى موضع نصب على أنه سد مسد مفعولى ظن.

قال صاحب الكشاف: ولم يقل: إن علما أنهما يقيمان حدود الله لأن اليقين مغيب عنهما لا يعلمه إلا الله. ومن فسر الظن ها هنا بالعلم فقدوهم ولأن الإِنسان لم يعلم ما فى الغد وإنما يظن ظناً ".

ثم ختم - سبحانه - هذه الآية بقوله: { وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }.

أى: وتلك الأحكام المذكورة عن الطلاق وعن غيره مما كلف الله به عباده يبينها ويوضحها بتلك الطرق الحكيمة لقوم يعلمون الحق، ويعملون بمقتضى علمهم.

وبهذا نرى أن الآية الكريمة قد بينت أنه لا يحل للمرأة التى طلقت من زوجها أن تعود إليه بعد الطلقة الثالثة إلا بعد أن تتزوج آخر زواجاً صحيحاً يدخل بها فيه ويجامعها ثم يطلقها وتنقضى عدتها منه.

ومن حكم هذا التشريع الحكيم ردع الأزواج عن الاستخفاف بحقوق زوجاتهم، وزجرهم عن التساهل فى إيقاع الطلاق، فإن الرجل الشريف الطبع، العزيز النفس إذا علم أن زوجته لن تحل له بعد الطلقة الثالثة إلا إذا افترشها شخص آخر توقف عن إيقاع الطلاق، وتباعد عن التسرع والاندفاع وحاول أن يصلح ما بينه وبين أهله بالمعالجة الحكيمة التى تتميز بسعة الصدر وضبط النفس.

هذا، وقد ساق الإِمام ابن كثير سبعة أحاديث فى النهى عن نكاح المحلل - وهو أن يعقد رجل على امرأة قد طلقت ثلاثاً من زوجها بقصد إحلالها لهذا الزوج لا بقصد الزواج الدائم ثم يدخل بها دخولا صورياً وليس شرعياً - ومن هذه الأحاديث ما رواه الإِمام أحمد والترمذى والنسائى عن عبد الله بن مسعود قال: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحلل والمحلل له، وآكل الربا وموكله ".

وعن عقبة بن عامر قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أخبركم بالتيس المستعار "؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: هو المحلل لعن الله المحلل والمحلل له ".

وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن نكاح المحلل فقال: " لا، إلا نكاح رغبة - لا نكاح دلسة أى لا نكاح غش وتدليس - ولا استهزاء بكتاب الله - ثم يذوق عسيلتها.. ".

وجاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن رجل طلق امرأته ثلاثاً فتزوجها أخ له من غير مؤامرة منه - أى من غير مشورة ورغبة منه - ليحلها لأخيه فهل تحل للأول؟ فقال: لا إلا نكاح رغبة. كنا نعد هذا سفاحاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم قال ابن كثير: والمقصود أن الزوج الثانى يكون راغباً فى المرأة قاصداً لدوام عشرتها كما هو المشروع من التزويج. واشترط الإِمام ملاك مع ذلك أن يطأها الثانى وطأ مباحاً فلو وطئها وهى محرمة أو صائمة أو معتكفة أو حائض.. لم تحل للأول بهذا الوطء والمراد بالعسيلة الجماع لما رواه الإِمام أحمد والنسائى عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ألا إن العسيلة الجماع ".

وهكذا رأينا المقصود بالآيات ،، وإني أسأل صاحب المقال ،، هل يوجد عندكم تشريع محكم وكامل وشامل مثل هذا التشريع الذي تطرقنا لبعض منه؟؟ ثلاث آيات رأينا أن فيهما تشريع كبير فسبحان الله والحمد لله على نعمة الإسلام.

فخر الدين المناظر
07-14-2008, 04:59 PM
سورة البقرة 247

وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ...



السؤال17 : من هو هذا النبي ؟ لم يذكره , وإذا تصفحنا التوراة في ما يختص بهذا النبي نراه صموئيل والملك هو شاول والقصة هنا مختلفة فبني اسرائيل طلبوا ملكا كباقي الشعوب الذين حولهم والله أعطاهم شاول ملكا ولم يعترضوا عليه بل قبلوه وفرحوا به . فكيف يختلف وحي الله هنا حتى في حادثة تاريخية

معروفة ؟


الجواب كما قلنا فكتابك لا نعتمد عليه في اخذ المعلومات ،، وان شاء الله في كل سؤال سوف أراك فيه تقارن بين القرآن الكريم وكتابك حول المسائل التاريخية سوف أذكر لك نبذة من التحريف الذي وقع فيه والاخطاء التاريخية التي حصلت فيه ،، فمثلا من الأخطاء التاريخية التي وقع فيها كتابك

ما جاء في سفر الأيام " وقد أذل الرب يهوذا بسبب آحاز ملك إسرائيل" ( الأيام (2) 28/19 )، فالنص يزعم أن آحاز ملك مملكة إسرائيل الشمالية.

والصحيح أن آحاز ملك على مملكة يهوذا الجنوبية، وبسببه أذل الله مملكته، وهو الملك الحادي عشر من ملوك مملكة يهوذا الجنوبية، كما ذكر محرر قاموس الكتاب المقدس.

وأيضا ما جاء في سفر صموئيل عن عمر شاول عندما ملك على بني إسرائيل حيث يقول: " كان شاول ابن سنة في ملكه، وملك سنتين على إسرائيل " ( صموئيل (1) 13/1 ).

وهذا أمر لا يعقل أبداً، كما أنه يتناقض مع كل ما تقدمه التوراة من معلومات عن شاول الملك الكبير، وكيفية اختياره، ورفضه لتزويج ابنته ميكال لداود إبان ملكه (شاول)، ثم تزوج داود بها عقب توليه الملك.

فذلك كله وغيره مؤذن بوجود غلط في هذا النص.

ولتفادي ذكر هذا الغلط عمدت بعض الترجمات الحديثة إلى ترك مكان السن فارغاً، وأشارت في الهامش نسخة الرهبانية اليسوعية إلى مصدر هذا الغلط، إذ قالت: " وهذا أمر غير معقول، لربما لم يعرفوا عمر شاول عند ارتقائه العرش، أو لربما سقط العمر عن النص، أو لربما قصرت مدة ملكه إلى سنتين لعبرة لاهوتية " ولنا أن نتساءل هل كانوا يكتبون وفق معارفهم، أم كانوا يكتبون ما يمليه عليهم الروح القدس؟.

فكتاب يقع في أخطاء تاريخية لا يمكنه ان يكون حجة على القرآن الكريم ، اما حول القصة فقد جاءت في القرآن الكريم كما يلي

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلْمَلإِ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىۤ إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ٱبْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } * { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوۤاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ ٱلْمَالِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ وَٱللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

قوله - تعالى -: { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلْمَلإِ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىۤ } إلخ استئناف ثان بعد قول قبل ذلك:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ }
وقد سيق هذا الاستئناف مساق الاستدلال لقوله - تعالى -:
{ وَقَاتِلُواْ فى سَبِيلِ ٱللَّهِ }
حتى تتشجع النفوس على الجهاد، وتهون عليها المصاعب فى سبيل حياة العزة والكرامة.

و { ٱلْمَلإِ } الأشراف من الناس. وهو اسم للجماعة لا واحد له من لفظه. وإنما سمى الأشراف بذلك لأن هيبتهم تملأ الصدور، أو لأنهم يتمالؤون أى يتعاونون فى شئونهم. وأصل الباب الاجتماع بما لا يحتمل المزيد.

والمعنى: كما سبق أن بينا فى قوله:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ }
قد علمت أيها العاقل حال أولئك القوم من بنى إسرائيل الذين كانوا بعد وفاة موسى - عليه السلام - إذ قالوا لنبى لهم أقم لنا أميراً لكى نقاتل معه فى سبيل الله. ومن لم يعلم فها نحن أولاء نعلمه بحالهم فعليه أن يعتبر ويتعظ.

فقوله: { مِن بَعْدِ مُوسَىۤ } بيان للزمن الذى كان يعيش فيه أولئك الملأ من بنى إسرائيل والمراد بالنبى الذى قالوا له { ٱبْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فى سَبِيلِ ٱللَّهِ } على الراجح - " شمويل بن حنة " وكان السبب فى طلبهم هذا من نبيهم أن العمالقة أتباع جالوت كانوا قد أخرجوهم من ديارهم، وأنزلوا بهم هزائم شديدة، فطلبوا من ذلك لكى يستردوا مجدهم الضائع، وعزهم المسلوب، على يد هذا القائد المختار من جهة نبيهم.

وفى الإِتيان بلفظ هذا النبى بصيغة التنكير إشارة إلى أن محل العبرة ليس هو شخص النبى وإنما المقصود معرفة حال أولئك القوم، وما جرى لهم مع نبيهم من أحداث من شأنها أن تدعو إلى الاعتبار والاتعاظ. وهذه طريقة القرآن فى سرد القصص لا يهتم بالأشخاص والأزمان إلا بالقدر الذى يستدعيه المقام. أما الاهتمام الأكبر فيجعله لما اشتملت عليه القصة من وجوه العظات والعبر.

ويبدو أنه كان يتوجس منهم خيفة لأنه أعرف بطبيعتهم، فنراه يقول لهم كما حكى القرآن عنه: { قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ }.

فالاستفهام للتقرير والتحذير. أى إنى أتوقع عدم قتالكم إذا فرض عليكم القتال، فراجعوا أنفسكم وقوتكم قبل أن تطلبوا هذا الطلب، لأنه إذا فرض عليكم ثم نكصتم على أعقابكم فإن عاقبتكم ستكون شراً لا شك فى ذلك.

وعسى هنا بمعنى التوقع والمقاربة، والجملة استئناف بيانى.

قال صاحب الكشاف؛ والمعنى: هل قاربتم ألا تقاتلوا؟ يعنى هل الأمر كما أتوقعه أنكم لا تقاتلون؟ أراد أن يقول: عسيتم ألا تقاتلوا بمعنى أتوقع جبنكم عن القتال فأدخل { هَلْ } مستفهما عما هو متوقع عنده ومظنون وأراد بالاستفهام التقرير وتثبيت أن المتوقع كائن وأنه صائب فى توقعه.

ثم حكى القرآن ردهم على نبيهم فقال: { قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا }.

أى قال الملإِ من بنى إسرائيل على سبيل الإِنكار والتعجب مما قاله نبيهم: وأى صارف يصرفنا عن القتال وحالنا كما ترى؟ إننا قد أخرجنا من ديارنا وحيل بيننا وبين أبنائنا وفلذات قلوبنا فكيف لا نقاتل مع أن الدواعى موجودة، والبواعث متوفرة، والأسباب مهيئة؟ فأنت تراهم فى إجابتهم هذه يستنكرون ما توقعه نبيهم منهم، ويجزمون بأن الطريق الوحيد لعزتهم إنما هو القتال وأن هذا الأمر لا مراجعة فيه ولا جدال. وهكذا شأن الجبناء والمغرورين فى كل زمان ومكان يرحبون بالمعارك قبل قدومها فإذا ما جد الجد كذبت أعمالهم أقوالهم، وأعطوا أدبارهم لأعدائهم!

ثم حكى القرآن أن نبيهم كان صادقاً فيما توقعه منهم من جبن وكذب، وأنهم قو م يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم فقال - تعالى -: { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ }.

أى: فحين فرض عليهم القتال بعد أن الحوا فى طلبه، أعرضوا عنه، ونفروا منه إلا عدداً قليلا منهم فإنه ثبت على الحق، ووفى بعهده.

قال الآلوسى: وقوله { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } وهم الذين جاوزوا النهر وكانوا ثلثمائة وثلاثة عشر عدة أهل بدر على ما أخرجه البخارى عن البراء - رضى الله عنه - والقلة إضافية فلا يرد وصف هذا العدد أحيانا بأنه جم غفير.

ثم ختم الله - تعالى - الآية بقوله: { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } لإِفادة الوعيد الشديد لهؤلاء الذين نقضوا عهودهم، ونكصوا عن القتال عندما فرض عليهم، ولكل من يفعل فعلهم، وسار على طريقهم.

أى: والله - تعالى - عليم بالظالمين الذين يظلمون أنفسهم وأمتهم بترك الجهاد، وبترك ما أمرهم الله به بعد أن عاهدوه على عدم الترك.

ثم بين القرآن ما أخبرهم به نبيهم ليحملهم على الطاعة والامتثال فقال - تعالى -: { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً }.

أى وقال لهم بعد أو أوحى إليه بما يوحى: إن الله - تعالى - وهو العليم الخبير بأحوال عباده قد بعث لكم ومن أجل مصلحتكم طالوت ليكون ملكاً عليكم، وقائدا لكم فى قتالكم لأعدائكم، فأطيعوه واتبعوا ما يأمركم به.

و { طَالُوتَ } اسم أعجمى قيل هو المسمى فى التوراة باسم " شاول " وقيل إن هذا الاسم لقب له من الطول كملكوت من الملك، لأن طالوت كان طويلا جسيما.

ولقد كان الذى يقتضيه العقل أن يطيعوا أمر نبيهم، ولكنهم لجوا فى جدالهم وطغيانهم وقالوا لنبيهم معترضين على من اختاره الله قائداً لهم.

أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ ٱلْمَالِ }.

{ أَنَّىٰ } أداة استفهام بمعنى كيف، والاستفهام هنا للتعجب من جعل طالوت ملكاً عليهم. أى قالوا لنبيهم منكرين ومتعجبين من اختيار طالوت ملكاً عليهم: كيف يكون له الملك علينا والحال أننا أحق بالملك منه لأننا أشرف منه نسباً، إذ منا من هو نسل الملوك أما طالوت فليس من نسلهم، وفضلا عن ذلك فهو لا يملك من المال ما يملكه بعضنا فكيف يكون هذا الشخص ملكاً علينا؟

فأنت تراهم لانعدام المقاييس الصحيحة عندهم ظنوا أن المؤهلات الحقيقية لاستحقاق الملك والقيادة إنما تكون بالنسب وكثرة المال أما الكفاءة العقلية، والقوة البدنية، والقدرة الشخصية فلا قيمة لها عندهم لانطماس بصيرتهم، وسوء تفكيرهم.

قال بعضهم: " وسبب هذا الاستبعاد أن النبوة كانت مخصوصة بسبط معين من أسباط بنى إسرائيل وهو سبط لاوى بن يعقوب. وسبط المملكة. بسبط يهوذا، ولم يكن طالوت من أحد هذين السبطين بل من ولد بنيامين. والواو فى قوله: { وَنَحْنُ أَحَقُّ } للحال، والواو الثانية فى قوله: { وَلَمْ يُؤْتَ } عاطفة جامعة للجملتين فى الحكم.

ثم حكى القرآن ما رد به نبيهم عليهم فقال: { قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فى ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ وَٱللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }.

أى قال لهم نبيهم مدللا على أحقية طالوت بالقيادة: إن الله - تعالى - { ٱصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ } أى اختاره وفضله عليكم واختياره يجب أن يقابل بالإِذعان والتسليم. وثانيا: { وَزَادَهُ بَسْطَةً فى ٱلْعِلْمِ } أى أن الله - تعالى - منحه سعة فى العلم والمعرفة والعقل والإِحكام فى التفكير المستقيم لم يمنحها لكم، وثالثاً: فى { وَٱلْجِسْمِ } بأن أعطاه جسماً قوياً ضخماً مهيباً. وهذه الصفات ما وجدت فى شخص إلا وكان أهلا للقيادة والريادة وفضلا عن كل ذلك فمالك الملك هو الذى اختاره فكيف تعترضون يامن تدعون أنكم تريدون القتال فى سبيل الله؟ لذا نراه - سبحانه - يضيف الملك الحقيقى إليه فيقول: { وَٱللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ } أى: يعطى ملكه لمن يشاء من عباده لحكمة يعلمها. فلا يجوز لأحد أن يعترض على اختياره، والله واسع الفضل والعطاء " عليم ".

ثم حكى القرآن أن نبيهم لم يكتف بهذه الدلائل الدالة على صلاحية طالوت للقيادة، وإنما ساق لهم بعد ذلك من العلامات التى تشهد بحقيته بهذا المنصب ما يثبت قلوبهم، ويزيل شكهم ويشرح نفوسهم فقال - تعالى -:

{ وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن... بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }.




سورة البقرة 276

يمحق الله الربوا ويربي الصدقات والله لايحب كل كفار اثيم



السؤال18 : كيف يعلّم أن الله لايحب الخطاة والكفار ويقول في الكتاب المقدس أنه لايحب الخطية لكنه يحب الخطاة لأنه يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون .وهو لم يلعن البشر كما قال في البقرة 161 لكنه لعن الأرض فلم تعد تنبت ما كانت تنبته في الجنة . وأيضا في آل عمران57 الله لا يحب الظالمين بينما في الكتاب المقدس لا يحب الظلم لكنه يحب الظالم ويعطيه فرصة حتى يتوب ( ألم يكونوا أشرارا هؤلاء الذين تابوا الى الله ) وأيضا في العدد 61 من آل عمران يقول لعنة الله على الكذابين نفس الشيء ثم كيف أن الله يسمع دعاء الرجال والنساء والأولاد فيجعلون لعنة الله على الكذابين ماذا يحصل إذا كذب أحد هؤلاء المصلّين . فالله يعطي فرصة ايضا للكذاب حتى يتوب وهذا ما نراه في حياتنا اليومية . وإلا لن نرى أحد على وجه الأرض في غضون ساعات .


الجواب هنا نخضع الى قوله تعالى

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحب الله من يكفره ولا يؤمن به ،، هل تتوقع معي ان الله سوف يحب من يقتل ويزني ويرتكب الفاحشة ويعبد الاصنام او لا يعترف بوجود الله ؟؟؟

اذا كان الله كما تزعم انت وكتابك يحب الخطاة فلماذا سوف يعذبهم في بحيرة الكبريت كما في معتقدك؟؟؟

الله سبحانه يحب عبادة الصالحين والخطاة التائبين وليس الخطاة المتبجحين والظالمين الذي يسبون الله والمومنين والمنافقين والكاذبين ويقترفون المعاصي والآثام

أما مسألة المسخ فقد تحدثنا عنها في الاجابة على أحد الاسئلة السابقة.

أما موضوع اللعنة ،، فاللعنة هي الطرد من الرحمة.

ثم تعالى نرى عقوبات الرب في كتابك حتى نرى محبة الله للخطاة

حزقيال 4: 12) قال الرّبّ لحزقيال: وتأكل كعكًا من الشّعير على الخرء الذي يخرج من الإنسان: تخبزه أمام عيونهم... هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النّجس... قلت: آه يا سيّد الرّبّ: هانفسي لم تتنجّس ومن صباي إلى الآن لم آكل ميتة ولا فريسة ولا دخل فمي لحم نجس. فقال لي: انظر قد جعلت لك خثي البقر بدل خرء الإنسان. فتصنع خبزك عليه.

تثنية 23: 2) لا يدخل ابن الزّنا في جماعة الرّبّ

2صمو12 :11) فقال له الرب. لأنك خدعتني وأخذت امرأة أوريا الحتي: ها أنذا أقيم عليك الشر في بيتك وآخذ نسائك( ) أمام عينيك وأعطيهن لقريبك ويضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس.



لوقا:19 عدد27:اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي



هذه هي محبة الخطاة عندك في كتابك ،، والنصوص غنية عن التعليق.




سورة آل عمران 3-4

نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس ...



السؤال19 : إذا كان القرآن نزل مصدقا لما بين يدي محمد أي الكتاب المقدس و صادق على صحته , حيث يقول هنا أنه هدى للناس , إذا تهمة التحريف باطلة . وإذا كان حرف بعد محمد لكان المسلمون أول من كشف التحريف واظهروا الكتاب الأصلي لأن 700 سنة من التاريخ المسيحي و3500 سنة من التاريخ العبري كافية لانتشار الكتاب المقدس في أنحاء العالم . زائد أن المسيحيين سيكشفون تحريف اليهود للتوراة وكذلك اليهود سيكشفون تحريف المسيحيين للأنجيل قبل المسلمين . ثم هناك سؤال يطرح نفسه إذا كان الكتاب المقدس صادق وصحيح ويصلح أن يكون هدى للناس لماذا أعطاه الله القرآن وهو يخالفه بكثير من العقائد ؟ ماذا نسمي القرآن في هذه الحالة ؟


الجواب قوله: { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أى: أن الله - عز وجل - الذى لا إله إلا هو، والذى هو الحى القيوم، هو الذى نزل عليك يا محمد هذا القرآن تنزيلا ملتبسا بالحق، ومصاحبا له، ومقترنا به، ومشتملا عليه، فكل ما فيه من أوامر، ونواه، وقصص، وأحكام، وعقائد، وآداب، وشرائع وأخبار.. حق لا يحوم حوله باطل، وصدق لا يتطرق إليه كذب.

وهو الذى جعل هذا الكتاب المنزل عليك موافقا ومؤيداً لما اشتملت عليه الكتب السابقة من الدعوة إلى وحدانية الله، وإلى مكارم الأخلاق، وإلى الوصايا والشرائع التى تسعد الناس فى كل زمان ومكان. وهذا يدل على أن الشرائع الإِلهية واحدة فى جوهرها وأصولها.

أي مصدق للصحيح منه ،، وطبعا هنا يقصد التوراة والانجيل اللتان أنزلتا على موسى وعيسى عليهما السلام، ولا يتكلم عن الكتاب الذي بين يديك.

وليست التوراة التى بين أيدى اليهود اليوم هى التوراة التى أنزلها الله على موسى، فقد بين القرآن فى أكثر من آية أن بعض أهل الكتاب قد امتدت أيديهم الأثيمة إلى التوراة فحرفوا منها ما حرفوا، ومن ذلك قوله - تعالى -
{ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ }
وقوله: - تعالى -
{ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ }

ومن الأدلة على أن التوراة التى بين أيدى اليهود اليوم ليست هى التى أنزلها الله على موسى: انقطاع سندها، واشتمالها على كثير من القصص والعبارات والمتناقضات التى تتنزه الكتب السماوية عن ذكرها.
وكذلك الحال بالنسبة للإِنجيل؛ إذ ليست هذه الأناجيل التى يقرؤها المسيحيون اليوم هى الإِنجيل الذى أنزله الله على عيسى؛ وإنما هى مؤلفات ألفت بعد عيسى - عليه السلام –.
أما الإِنجيل الذى أنزله الله على عيسى والذى وصفه الله بأنه هداية للناس فهو غير هذه الأناجيل

وقد استشهدت في ردودي على الاسئلة السابقة بكلام بعض علماء اللاهوت الذين يثبتون التحريف في كتابك ، واكتفي في هذا المقام بسرد اقوال بعض علماء اللاهوت المسيحي

يقول روبرت كتسلر : ووجهة نظرنا هي أن الكتاب المقدس مليء دون شك بالنبضات الإلهية والحقائق الكبرى، ولكنه أيضاً كتاب بشري يحتوي على ما لا يُحصى من النقص بكل أشكاله .



وقد جاء في مقدمة كتاب أسئلة العبرانيين للقديس جيروم ما يلي

سوف أجعل هدفي الأول هنا أن أشير إلي خطأ من يشكون في وجود أخطأ في النسخة العبرية, أما هدفي الثاني فهو تصحيح تلك الأخطاء ومن الواضح إن الأخطاء انتقلت إلي النسخة اليونانية واللاتينية بسبب اعتمادها علي المرجع الأصلي الخاطئ, وبالإضافة إلي ذلك, سوف أقوم بتوضيح الأشياء والأسماء والبلدان صرفيا ( أي إعادة الكلمات إلي أصلها) وذلك إن كانت ليست واضحة في اللاتينية, ويكون ذلك بإعادة صياغتها باللغة الدارجة.

ولكي يسهل علي الدارسين معرفة ما قمت به من تصحيحات, أقترح في البدء أن نحدد القراءة الصحيحة, وآنا قادر علي فعل ذلك الآن, ثانيا ثم بعد ذلك نأتي بالقراءات اللاحقة ونقارن بما حددنا في الأول, ثم نشير علي ما أنقص, أضيف أو بدل, وليس هدفي من هذا كما يدعي علي الحساد أن أدين الترجمة السبعينية ولا أقصد بعملي أن أنتقص من مترجمي النسخة السبعينية ولكن الحقيقة هي إن ترجمتها كان بأمر من الملك بطليموس في إسكندرية, وبسبب عملهم لحساب الملك, لم يرد المترجمون أن يذكروا كل ما يحتويه الكتاب المقدس من الأسرار خاصة تلك التي تعد لمجىء المسيح, خشية ان يظن الناس ان اليهود يعبدون إله آخر لأن الناس كانت تحترم اليهود في توحيدها لله.

وللتوسع اكثر ممكن ان تقرأ المقدمة والكتاب بصفة عامة لكي تتحقق من الأمر.




سورة آل عمران 20

فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والاميين أأسلمتم فإن أسلموا ...

وأيضا في سورة البقرة 78 ومنهم أميون لا يعرفون الكتاب إلا أماني . وفي سورة الجمعة 2 هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته . وكذلك في آل عمران 75 ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قآيما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيلا...



السؤال 20: من هم الأميين هنا ؟ أليس الذين ليس لديهم كتاب كاليهود والمسيحيين ؟ وكلمة أمييين أو النبي الأمي

لا تعني عدم معرفة القراءة والكتابة . لأن الأميين وكما محمد كانوا يقرضون الشعر ويكتبونه . ثم أن حياة محمد تشهد على ذلك فهو عاش في كنف جده الذي أحبه كثيرا لأنه كان يتيما وفي عائلته مثقفين منها خرج كتاب نهج البلاغة فكيف يقبلون أن يبقى محمد المحبوب دون أن يتعلم القراءة والكتابة . ثم كيف تقبل خديجة التي كانت من علية القوم أن تتزوجه وتأتمنه على تجارتها وهو لا يعرف القراءة والكتابة ؟؟ما هو الجواب ؟


الجواب في قوله { وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ وَٱلأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ } المراد بالأميين هنا الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب.

أما في سورة البقرة الآية 78 فقد بين القرآن الكريم بعد ذلك حال عوام اليهود ومقلديهم، بعد أن بين حال علمائهم ومنافقيهم فقال تعالى: { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } أى: ومن اليهود قوم أميون لا يحسنون الكتابة، ولا يعلمون من كتابهم التوراة سوى أكاذيب اختلقها لهم علماؤهم أو أمنيات باطلة يقدرونها فى أنفسهم بدون حق، أو قراءات عارية عن التدبر والفهم، وقصارى أمرهم الظن من غير أن يصلوا إلى مرتبة اليقين المبنى على البرهان القاطع والدليل الساطع.

أما في سورة الجمعة الآية2 { هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ... }.

فقوله: { ٱلأُمِّيِّينَ } جمع أمي، وهو صفة لموصوف محذوف. أي: فى الناس أو فى القوم الأميين، والمراد بهم العرب، لأن معظمهم كانوا لا يعرفون القراءة والكتابة.
وسمى من لا يعرف القراءة والكتابة بالأمى، لغلبة الأمية عليه، حتى لكأن حاله بعد تقدمه فى السن، كحاله يوم ولدته أمه فى عدم معرفته للقراء ة والكتابة.

أما في سورة آل عمران الآية 75

{ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فى ٱلأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} هنا المراد بالأميين: العرب، خصوصا من آمن منهم، وسمى العرب بالأميين نسبة إلى الأم، وذلك لغلبة الأمية عليهم لكأن الواحد منهم قد بقى على الحالة التى ولدتهم عليها أمهاتهم من عدم القراءة والكتابة.

تانيا لا يوجد دليل واحد يقول ان الرسول عليه السلام كان يعرف القراءة والكتابة، بل كما هو تابت تاريخيا في كتب السير ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان لا يعرف القراءة والكتابة، وكان ذلك معلوما لكل الصحابة والتابعين وايضا لكفار قريش، كما ان العرب في ذلك الوقت كان الشعر عندها بالسليقة ،، وكان الشعر عندهم مسألة فطرية لأنهم كانوا أكثر قوم فصاحة، كما أن أغلبهم كانوا لا يعرفون القراءة والكتابة وكان الشعراء هم الفئة المنتخبة الذين كانوا يعرفون القراءة والكتابة ، أما لماذا عائلة النبي عليه الصلاة والسلام لم تعلمه القراءة والكتابة ولكن علمته التجارة فلأن التجارة كانت أكثر حظا وأوفر منزلة كما انهم لم يكونوا يهتمون بالكتابة والقراءة مثلما كانوا يهتمون بالتجارة.

أما لماذا رضيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها بالزواج بالرسول عليه السلام فللأسباب التالية

- كان الرسول عليه الصلاة والسلام ينحدر من أشرف اقوام قريش نسبا.

- نسبه يرجع الى اسماعيل ثم الى ابراهيم عليهما السلام.

- أبهر خديجة رضي الله عنها بخلقه وامانته وصدقه.

ونقف مع ماجاء في سيرة ابن هشام

قال ابن إسحاق : وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال . تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم وكانت قريش قوما تجارا ; فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها ، من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له ميسرة فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، وخرج في مالها ذلك وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدماالشام.

وتستأمنه على تجارتها لأنه في ذلك الوقت لم تكن التجارة كما هي في عصرنا مكتوبة ومحسوبة بدقة وتحتاج الى من يعرف القراءة والكتابة، لا ،، فالتجارة في ذلك الوقت كانت لا تعتمد على الكتابة والقراءة بل كانت تجارة العرب تجارة بسيطة كما كانوا معروفين بقوة الذاكرة. كما ان وسائل الكتابة لم تكن الا في الرقاع وجلود الحيوانات الى غير ذلك.



سورة آل عمران 32

قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فالله لايحب الكافرين

السؤال21 : لا يوجد في الكتاب المقدس ولانبي واحد تجرأ وقال أطيعوا الله وأطيعوني وهي لم تحدث صدفة والله عالم بما يوحي لأنبياءه . فكل أنبياء الله طلبوا من البشر إطاعة الله فقط , فكيف هنا يوحي بما يخالف , ويساوي بين طاعة الله والبشر ؟؟



الأمر لرسوله صلى الله عليه وسلم بأن يحض الناس على اتباع ما يسعدهم فقال له: { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ }.

أى قل لهم يا محمد أطيعوا الله وأطيعوا رسوله فى جميع الأوامر والنواهى، وإن من يدعى أنه مطيع لله دون أن يتبع رسوله فإنه يكون كاذبا فى دعواه، ولذا لم يقل - سبحانه - أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، للإِشعار بأن الطاعة واحدة وأن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة لله تعالى، كما قال سبحانه:
{ مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ }

فالأنبياء معصومين عن الكبائر في معتقدنا ، وأن ما يأمر به النبي عليه الصلاة والسلام هو ما يأمر به الله لأنه يتلقى الوحي عنه. ودائما كان الأنبياء مطاعون وهذا وارد أيضا في كتابك كسليمان وداوود عليهما السلام حيث كان أمرهما مطاعا.

واقرأ سورة الشعراء حينما يود قصص الأنبياء لكي ترى ان كل نبي دائما يطلب إطاعته.




سورة آل عمران 35 – 40

إذ قالت امرأة عمران ربي إني نذرت لك مافي بطني محررا فتقبل مني أنك أنت السميع العليم فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني

أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فتقبلها ربها بقبول حسن وكفلها ذكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم انى لك هذا قالت من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب

هنالك دعا زكريا ربه قال ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فنادته الملائكة

وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين قال ربي أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل مايشاء قال ربي اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ئلائة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والأبكار



السؤال22 : لماذا خلط هنا بين مريم أبنة عمران ( في التوراة عمرام ) وفي سورة مريم 28 يقول عنها ياأخت هارون وبين مريم أم يسوع المسيح فإذا كان هذا الكلام وحي من الله هل الله يخطىء ويخلط بين

الإثنتين وكيف يقول دخل عليها زكريا المحراب ( حيث كان هو يصلي ) والنساء لايدخلن المحراب بل يوجد لهم غرفة خاصة في الهيكل اسمها دار النساء ( والمسلمون أخذوها من اليهود حيث يعزلون النساء

عن الرجال )

ثم إذا قرأنا الإنجيل لا نجد لزكريا دخل في حياة مريم فهو فقط زوج خالتها وإذا كان هذا الكلام صحيحا

لماذا لم يذكره الله في الإنجبل ؟. ومع أن هذه أسئلة واسفسارات حول بعض سور القرآن وليس فيها تهجم ولا إتهام . لكن هناك حقائق لا يمكن إخفاؤها فقصة مريم ووجودها في المحراب والطعام الذي كان يأتيها كل يوم هي من قصص وخرافات المسيحيين القدماء .وقد كتبوها عن جهل أو عن قصد لتبرير موضوع الصلاة والسجود لها وطلب الشفاعة منها لا مجال لذكرها هنا لأنها موجودة في كتاب

( تنوبر الأفهام في مصادر الإسلام ) قد يقول القارىء أنك تتهجم على القرآن باستخدام هذا الكتاب

لكنني أتساءل أين الحقيقة ؟ فقصة مريم هنا وقصة ولادتها ليسوع تحت نخلة

وكلامه في المهد وصنعه الطير من الطين واعجوبة إنزال المائدة من السماء وقصة استبدال المسيح

بشخص آخر على الصليب , كلها مواضيع تخص الإنجيل لكنها لم تذكر فيه لماذا .فإذا كانت وحي من الله

لماذا حجبها عن المسيحيين خلال 700 سنة ثم أعلنها في القرآن ؟؟ يمكن أو قد نقبل تعليم جديد لنبي جديد

عنه أو عن أشخاص جدد. لكن تعليم جديد أو وحي جديد عن الكتاب المقدس عندي تساءل عنه والمسيح

قال جئت لأتمم لأكمل الناموس ( الكتاب ) وعلى الصليب آخر كلمة قالها قد أكمل . أفلا يحق لنا التساؤل

ألا يحق لنا أن نربط بين هذا الكلام وبين جوابه في سورة الإنعام 25 ... حتى إذا جاؤك يجادلونك يقول

الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين . لأنه كان في عصر محمد مسيحيين يعرفون أن هذه المواضيع غير موجودة في الإنجيل . وكانوا يحاورونه فيها . فأجابهم بهذا الرد

أما في موضوع زكريا فيقول أنه طلب من الله زرية فبشرته الملائكة بيحيى . نتساءل لماذا هنا سمته الملائكة يحيى وفي الإنجيل سماه الملاك جبرائيل يوحنا هل الله غير رايه في تسمية هذا المولود ولماذا التغيير ؟

ثم يتعجب زكريا هنا لأنه كبر بالعمر وامراته عاقر . فكيف عرف زكريا أن امرأته عاقر وفي الأنجيل قال للملاك أنه شيخ وزوجته متقدمة في الأيام . ثم يقول أنه طلب آية لكي يعرف إذا كان هذا الكلام صحيحا فقال له الملاك ( أفترض هنا أنه الملاك لأنه في البداية الملائكة كلمته ) آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام لكن في الإنجيل الذي حدث أن زكريا لم يصدق الملاك بهذا الخبر فقال له الملاك أنك ستبقى صامتا

الى أن يولد الصبي أي ما يقارب 9 أشهر .

فالسؤال المهم هنا كيف تكون في القرآن أية وفي الإنجيل تأديب لأنه لم يصدق الكلام ثم كيف أنها في القرآن 3 أيام وفي الإنجيل 9 أشهر هل الله غير رأيه بالوحي ؟ ثم كيف أن حادثة تاريخية حصلت شهد عليها كل أهل مدينة زكريا والكهنة الذين كان يخدم معهم بالهيكل يغيرها الله بالقرآن ؟


الجواب أكتفي بنقل رد الأزهر الشريف على هاته الشبهة

يتحدث القرآن الكريم عن مريم ـ أم المسيح ـ عليهما السلام ـ ، باسم " أخت هارون ".. وذلك فى سورة مريم ، فيقول مخاطبًا إياها فى الآية: 28: (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سَوْءٍ وما كانت أمك بغيًّا (.. وليس لهذه التسمية ذكر فى الإنجيل.

بل الثابت ـ فى القرآن والأناجيل ـ أن مريم هى ابنة عمران (ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها ) .

وعمران هذا هو من نسل داود ـ عليه السلام ـ أى من سبط ونسل " يهوذا " ، وليس من سبط ونسل " هارون " سبط " اللاويين " فكيف دعاها القرآن " أخت هارون " ؟.

هذا هو التساؤل والاعتراض الذى يورده البعض شبهة على القرآن الكريم.. والحقيقة التى تفهم من السياق القرآنى ، أن تسمية مريم بـ " أخت هارون " ، ليست تسمية قرآنية وإنما هى حكاية لما قاله قومها لها ، وما خاطبوها ونادوها به عندما حملت بعيسى ـ عليه السلام ـ عندما استنكروا ذلك الحمل ، واتهموها فى عرضها وشرفها وعفافها.. فقالوا لها: (يا مريم لقد جئت شيئًا فريًّا * يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سَوْء وما كانت أمك بغيًا ) .

فلماذا نسبها قومها إلى هارون ؟.

يختلف المفسرون فى التعليل.. فمنهم من يقول إن هارون ـ المشار إليه ـ كان رجلاً فاسقًا، اشتهر بفسقه، فنسبها قومها إليه، إعلانًا عن إدانتهم لها.

ومن المفسرين من يقول إن هارون هذا كان رجلاً صالحًا ، مشهورًا بالصلاح والعفة.. فنسبها قومها إليه سخرية منها ، وتهكمًا عليها ، وتعريضًا بما فعلت ، واستهزاء بدعواها الصلاح والتقوى والتبتل فى العبادة بينما هى ـ فى زعمهم ـ قد حملت سفاحًا..

وقيل: إنه كان لها أخ من أبيها اسمه هارون وكان من عُبّاد وصلحاء بنى إسرائيل ـ فنسبوها إليه ـ.. واسم هارون من الأسماء الشائعة فى بنى إسرائيل .

والشاهد ـ من كل ذلك ـ أن هذه التسمية لمريم بـ " أخت هارون " ، ليست خبرًا قرآنيًا ، وإنما هى حكاية من القرآن الكريم لما قاله قومها.. وهذه الاحتمالات التى ذكرها المفسرون ، تعليلاً لهذه التسمية هى اجتهادات مستندة إلى تراث من التاريخ والقصص والمأثورات.

أما ماجاء في كتابك فاظنني قد سئمت من تكرار ان كتابك محرف ولا ناخذ من كتاب محرف معلومات او قصص تاريخية ، فمثلا من صور التحريف بالنقص تلك الإحالات الإنجيلية إلى التوراة والتي لا نجدها في الأسفار الموجودة بين أيدينا، ومن ذلك ما جاء في متى " ثم أتى وسكن في بلد تسمى ناصرة، ليكمل قول الأنبياء : أنه سيدعى ناصرياً " ( متى 2/23 ).ولا يوجد ذلك في شيء من التوراة. قال ممفرد الكاثوليكي في كتابه " سؤالات السؤال " : "الكتب التي كان فيها هذا انمحت، لأن كتب الأنبياء الموجودة الآن لا يوجد في واحد منها أن عيسى يدعى ناصرياً ".

فلهذا كتابك نضرب به عرض الحائط.

يتبع.

فخر الدين المناظر
07-14-2008, 09:07 PM
سورة آل عمران 50

ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله واطيعون .

السؤال23 : (المتكلم هنا هو المسيح حسب الأعداد السابقة) إذا كان المسيح مصدقا للتوراة التي بين يديه فكيف يقول المسلمون أنها محرفة. ؟ وحسب الكلام هنا, التوراة كانت صحيحة عندما جاء المسيح. فموسى كتبها قبله بألفي سنة وكانت منتشرة في كل العالم المعروف في ذلك الزمان فلا يمكن على الإطلاق تحريف كل النسخ المنتشرة

إذا مقولة التحريف باطلة بناء على جملة واحدة فقط في القرآن والمسلمون بذلك يناقضون كتابهم .

ثم يقول لأحل لكم بعض الذي حرم عليكم . ما هي هذه الأشياء التي حللها وكانت محرمة ؟ وكيف يميزالمؤمنون بين المحلل والمحرم ؟ إلا يتساءل المسلمون عنها كما نحن هنا ؟

الجواب انتشار النسخ ليس دليلا على حفظ الكتاب لأنه من الممكن أن تكون المخطوطات التي تترجم عنها النسخ محرفة ،، وهذا من التابث في علم مقارنة الأديان وخاصة انه لا توجد مخطوطات أصلية بل مخطوطات عبارة عن ترجمات لا يعرف مترجموها كما انها دونت بمراحل متأخرة،، وبما اننا نتكلم عن التوراة وكما سبق ان أشرت انه يوجد ثلاث نسخ للتوراة وكل نسخة تختلف عن بعضها البعض فعن أي مخطوطة تتحدث؟؟

وهنا الآية تتحدث عن التوراة في زمن عيسى عليه السلام ولا تتحدث ان التوراة في عهد الرسول عليه السلام كانت صحيحة

فهنا المسيح عليه السلام يقول وجئتكم موافقاً بالتوحيد بالدين { لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } قبلي من التوراة وسائر الكتب بيّن بعد ذلك أنه بماذا أرسل وهو أمران أحدهما: قوله { وَمُصَدّقًا لّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ }.

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى:
{ وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِى إِسْرٰءيلَ أَنّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ }
[آل عمران: 49] أن تقديره وأبعثه رسولاً إلى بني إسرائيل قائلاً { أَنّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ } فقوله { وَمُصَدّقًا } معطوف عليه والتقدير: وأبعثه رسولاً إلى بني إسرائيل قائلاً { أَنّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ } ، وإني بعثت { مُّصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } وإنما حسن حذف هذه الألفاظ لدلالة الكلام عليها.

المسألة الثانية: إنه يجب على كل نبي أن يكون مصدقاً لجميع الأنبياء عليهم السلام، لأن الطريق إلى ثبوت نبوتهم هو المعجزة، فكل من حصل له المعجز، وجب الاعتراف بنبوته، فلهذا قلنا: بأن عيسى عليه السلام يجب أن يكون مصدقاً لموسى بالتوراة، ولعلّ من جملة الأغراض في بعثة عيسى عليه السلام إليهم تقرير التوراة وإزالة شبهات المنكرين وتحريفات الجاهلين.

{ وَلأُحِلَّ لَكُم } أرخص وأبين لكم { بَعْضَ ٱلَّذِي } تحليل بعض الذي { حُرِّمَ عَلَيْكُمْ } مثل لحم الإبل وشحوم البقر والغنم والسبت وغير ذلك.

أخرج ابن جرير وابن أبـي حاتم عن الربيع أنه قال: كان الذي جاء به عيسى ألين مما جاء به موسى عليهما السلام وكان قد حرم عليهما فيما جاء به موسى عليه السلام لحوم الإبل والثروب فأحلها لهم على لسان عيسى وحرمت عليهم شحوم الإبل فأحلت لهم فيما جاء به عيسى، وفي أشياء من السمك، وفي أشياء من الطير مما لا صيصية له، وفي أشياء أخر حرمها عليهم وشدد عليهم فيها فجاء عيسى بالتخفيف منه في «الإنجيل».




24 – سورة آل عمران 55

إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة



السؤال : حسب هذا الكلام المسيح مات لكن في سورة النساء 157 يقول ماقتلوه وما صلبوه , أيهما

الصحيح ؟ ثم يقول أنه جعل الذين اتبعوا المسيح فوق الذين كفروا الى يوم القيامة . لماذا لم يؤمن به

محمد ؟ لماذا لم يدعوا الناس الى الإيمان به وانتهى الأمر. لماذا لم يتبعه هو لكي يصبح فوق الذين كفروا ؟ ما هي الحاجة الى ديانة جديدة وتعليم جديد ؟ ألا تحتاج هذه الأسئلة الى جواب ؟

الجواب الاشكال وقع عندك لأنك لست مطلعا ومتعمقا في اللغة العربية فالخلط وقع عندك في كلمة متوفيك

معنى { إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } أى قابضك من الأرض ورافعك إلى السماء بجسدك وروحك لتستوفى حظك من الحياة هناك.

والتوفي هنا ليس الموت وإنما التوفي فى اللغة معناه أخذ الشيء تاما وافيا. فمعنى { مُتَوَفِّيكَ } آخذك وافيا بروحك وجسدك ومعنى { وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } ورافعك إلى محل كرامتى فى السماء فالعطف للتفسير. يقال: وفيت فلانا حقه أى أعطيته إياه وافيا فاستوفاه وتوفاه أى أخذه وافيا كاملا.

قال القرطبي: " قال الحسن وابن جريج: معنى متوفيك قابضك ورافعك إلى السماء من غير موت، مثل توفيت مالى من فلان أى قبضته ".

معنى { إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } أى قابضك من الأرض ورافعك إلى السماء بجسدك وروحك لتستوفى حظك من الحياة هناك.

ولهذا جاء قوله - تعالى - فى سورة النساء
{ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ }
يفيد أن الرفع كان بجسم عيسى وروحه لأن الإِضراب مقابل للقتل والصلب الذى أرادوه وزعموا حصوله، ولا يصح مقابلا لهما رفعه بالروح لأن الرفع بالروح يجوز أن يجتمع معهما ومادام الرفع بالروح لا يصح مقابلا لهما إذن يكون المتعين أن المقابل لهما هو الرفع بالجسد والروح، فلم يحصل لعيسى عليه السلام لا قتل ولا صلب.
كماأن هناك أحاديث متعددة، بلغت فى قوتها مبلغ التواتر المعنوى - كما يقول ابن كثير - قد وردت فى شأن نزول عيسى إلى الأرض فى آخر الزمان ليملأها عدلا كما ملئت جوار، وليكون حاكما بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ومن هذه الأحاديث ما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، يقتل الدجال ويقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، ويفيض المال، وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين ".

وظاهر هذا الحديث وما يشابهه من الأحاديث الصحيحة فى شأن نزول عيسى، يفيد أن نزوله يكون بروحه وجسده كما رفعه الله إليه بروحه وجسده.

هذا القول هو قول جمهور العلماء، وهو القول الذى يتناسب مع ما أكرم الله - تعالى - به عيسى - عليه السلام - من كرامات ومعجزات.

قال بعض العلماء ما ملخصه: وجمهور العلماء على أن عيسى رفع حيا من غير موت ولا غفوة بجسده وروحه إلى السماء. والخصوصية له - عليه السلام - هى فى رفعه بجسده، وبقاؤه فيها إلى الأمد المقدر له ولا يصح أن يحمل التوفى على الإِماتة لأن إماتة عيسى فى وقت حصار أعدائه ليس فيها ما يسوغ الامتنان بها ورفعه إلى السماء جثة هامدة سخف من القول. وقد نزه الله السماء أن تكون قبورا لجثث الموتى. وإن كان الرفع بالروح فقط فأى مزية لعيسى فى ذلك على سائر الأنبياء، والسماء مستقر أرواحهم الطاهرة. فالحق أنه - عليه السلام - رفع إلى السماء حيا بجسده. وكما كان - عليه السلام - فى مبدأ خلقه آية للناس ومعجزة ظاهرة، كان فى نهاية أمره آية ومعجزة باهرة والمعجزات بأسرها فوق قدرة البشرة ومدارك العقول، وهى من متعلقات القدرة الإِلهية ومن الأدلة على صدق الرسل - عليهم الصلاة والسلام - ".

ومعنى الآية الكريمة: واذكر أيها المخاطب لتعتبر وتتعظ وقت أن قال الله - تعالى - لنبيه عيسى: { إِنِّي مُتَوَفِّيكَ } أى آخذك وافياً بروحك وجسدك من الأرض { وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } أى ورافعك إلى محل كرامتى فى السماء لتستوفى حظك من الحياة هناك إلى أن آذن لك بالنزول إلى الأرض.

{ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بإبعادك عنهم، وبإنجائك مما بيتوه لك من مكر سىء وبتبرئتك مما أشاعوه عنك وعن أمك من أكاذيب وأباطيل.

{ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ } وهم المسلمون الذين آمنوا بك وصدقوك، وصدقوا بكل نبى بعثه الله - تعالى - بدون تفرقة بين أنبيائه ورسله.

{ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } أى جاعل هؤلاء المؤمنين فوق الذين كفروا بك وبغيرك من الرسل إلى يوم القيامة.

أى فوقهم بحجتهم، وبسلامة اعتقادهم، وبقوتهم المادية والروحية إلى يوم القيامة.

فالمراد بأتباع عيسى هم الذين أخلصوا لله - تعالى - عبادتهم، وأقروا بوحدانيته - سبحانه - ونزهوا عيسى عن أن يكون ابن الله أو ثالث ثلاثة أو غير ذلك من الأقاويل الباطلة.

والمراد بالفوقية ما يتناول الناحيتين الروحية والمادية، أى هم فوقهم بقوة إيمانهم، وحسن إدراكهم، وسلامة عقولهم، وهم فوقهم كذلك بشجاعتهم وحسن أخذهم للأسباب التى شرعها الله - تعالى - كوسائل للنصر والفوز ولذا قال صاحب الكشاف قوله: { فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } أى يعلونهم بالحجة وفى أكثر الأحوال بها وبالسيف ومتبعوه هم المسلمون لأنهم متبعوه فى أصل الإِسلام وإن اختلفت الشرائع، دون الذين كذبوه والذين كذبوا عليه من اليهود والنصارى ".
ونحن أولى بالمسيح عليه السلام منكم ،، لأننا نحن متبعوا دينه ،، لأنه منذ آدم الى محمد عليه الصلاة والسلام لم يأت نبي ولا رسول يدعوا الى دين غير الاسلام ،، الاختلاف فقط في الشرائع وأنكل نبي كان يبعث لقومه الا محمد صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة وكان شرعه ومنهاج أشمل وأعمق وأحسن، وطبعا لانتشالكم من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ،، فالاسلام جاء مجددا ومصححا لكل المعتقدات الفاسدة.




سورة آل عمران 65 يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون



السؤال25 : ما هي المحاججة التي حصلت هنا ماذا قال أهل الكتاب عن ابراهيم حتى قال لهم أن

التوراة والإنجيل نزلت بعده ؟ كيف يمكننا أن نحكم على صحة أو غلط كلامهم ؟ ثم يقول بالعدد 66 ما

كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما . من أين أتى بها أن ابراهيم كان حنيفا ؟ فإذا

تتبعنا قصة ابراهيم في التوراة لانجد للحنفية وجود وهو لم يعرفها حتى . وهي أتت قبيل الدعوة الإسلامية

نتيجة الإرتداد الروحي ثم أن ابراهيم لم يكن مسلما أيضا ¸ لأن التعاليم الإسلامية تناقض ما كتب موسى

عن ابراهيم في التوراة أي بهذا الإيمان سيناقض نفسه . نتساءل أليس من أجل هذا الكلام كان اليهود والنصارى يحاججونه ؟



الجواب قال ابن جرير: عن ابن عباس قال: اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله فتنازعوا عنده، قالت الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقالت النصارى: ما كان إبراهيم إلا نصرانيا، فأنزل الله - تعالى - فيهم: { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِيۤ إِبْرَاهِيمَ }.

والمعنى: لا يسوغ لكم يا معشر اليهود والنصارى أن تجادلوا فى دين إبراهيم وشريعته فيدعى بعضكم أنه كان على الديانة اليهودية، ويدعى البعض الآخر أنه كان على الديانة النصرانية، فإن التوراة والإِنجيل ما نزلا إلا من بعده بأزمان طويلة، فكيف يكون يهوديا يدين بالتوراة مع أنها ما نزلت إلا من بعده، أو كيف يكون نصرانيا يدين بالإِنجيل مع أنه ما نزل إلا من بعده، بآلاف السنين؟ إن هذه المحاجة منكم فى شأن إبراهيم ظاهرة البطلان واضحة الفساد.

ثم كلمة حنيفا هنا لا تعني الحنفية ،، { حَنِيفاً } من الحنف وهو ميل عن الضلال إلى الاستقامة، بعكس الجنف فهو ميل عن الاستقامة إلى الضلال ويقال: تحنف الرجل أى تحرى طريق الاستقامة.

أى: ما كان إبراهيم - عليه السلام - فى يوم من الأيام يهوديا كما قال اليهود، ولا نصرانيا كما قال النصارى ولكنه كان حنيفا أى مائلا عن العقائد الزائفة متحريا طريق الاستقامة وكان " مسلما " أى مستسلما لله - تعالى - منقادا له مخلصا له العبادة { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } الذين يشركون مع الله آلهة أخرى بأن يقولوا إن الله ثالث ثلاثة، أو يقولوا عزير ابن الله أو المسيح ابن الله أو غير ذلك من الأقوال الباطلة والأفعال الفاسدة.

أما الأنبياء والرسل فقد جائوا بدين واحد وهو الاسلام لكن خضعت كتبهم للتحريف ،، فلم يتعهد الله بحفظ الكتب السابقة الا فقط كتاب القرآن الكريم ،، فتعال معي نقوم بجولة في كلام الله عز وجل

فقد ذكر رب العزة على لسان نوح عليه السلام

{ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } (يونس 72)

وفي وصية ابراهيم و يعقوب عليهما السلام لأولادهما{ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة 132-133)

وعن موسى عليه السلام { وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ } (يونس 84)
وحواريي عيسى عليه السلام { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }

فهذا هو معتقدنا وهو الصحيح ، أن الإسلام دين المرسلين جميعا من لدن آدم عليه السلام حتى الرسالة المحمدية التي أتى بها محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه.

وقد اوضحت سابق ان التوراة الحالية ليست التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام.


سورة آل عمران 81

وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ..
السؤال26 : إذا كان رسول مصدق لما معهم من الكتاب لماذا تعليمه يخالف الكتاب ؟
الجواب المراد به هنا حصول الموافقة في التوحيد، والنبوات، وأصول الشرائع، فأما تفاصيلها وإن وقع الخلاف فيها؛ فذلك في الحقيقة ليس بخلاف، لأن جميع الأنبياء عليهم السلام متفقون على أن الحق في زمان موسى عليه السلام ليس إلا شرعه وأن الحق في زمان محمد صلى الله عليه وسلم ليس إلا شرعه، فهذا وإن كان يوهم الخلاف، إلا أنه في الحقيقة وفاق، وأيضاً فالمراد من قوله { ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدّقٌ لّمَا مَعَكُمْ } هو محمد صلى الله عليه وسلم، والمراد بكونه مصدقاً لما معهم هو أن وصفه وكيفية أحواله مذكورة في التوراة والإنجيل، فلما ظهر على أحوال مطابقة لما كان مذكوراً في تلك الكتب، كان نفس مجيئه تصديقاً لما كان معهم، فهذا هو المراد بكونه مصدقاً لما معهم.اي بمعنى آخر مصدقا لصحيحها وللتوراة الأصلية.




سورة آل عمران 84

قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط ...



السؤال : إذا إطّلّعنا على الكتاب المقدس نرى ما أنزل على إبراهيم وإسحق ويعقوب والأسباط , لكن

لايوجد حرف واحد في التوراة يذكر أن إسماعيل كان نبيا أو أنزل عليه وحي . ثم لماذا لايذكر ماذا أنزل

على إسماعيل إذا كان يعرف . ألا نرى أنه من أحد أسباب رفض اليهود والمسيحيين له هو موضوع

إسماعيل ثم كيف يكون مصدقا لما بين يديهم من الكتاب والكتاب لم يذكر أن إسماعيل كان نبيا , ولم يذكره حتى بشيء حسن .

الجواب أتعجب منك لأنك تتغافل عن نصوص كتابك ألم يرد في كتابك أن إبراهيم طلب من الله الصلاح في ابنه إسماعيل: " قال إبراهيم لله: ليت إسماعيل يعيش أمامك" (التكوين 17/18).

فاستجاب الله له ووعد إسماعيل ، " وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً، اثني عشر رئيساً يلد، وأجعله أمة كبيرة " (التكوين 17/2.)

وفى برية بئر سبع (17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».) تكوين 21: 17-18

فهاته النصوص من مباركة الرب لاسماعيل الى آخره تكون حجة عليك ،، وكما قلت سابقا سواء يوجد هذا في كتابك او لا يوجد فهو سواء ،، لأاننا لا نأخذ معلومات من كتاب تبت تحريفه ولم أسق تلك النصوص إلا من باب التذكير والمحاججة.




سورة آل عمران 85

ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين



السؤال 28: كيف يكون هذا التناقض في القرآن وقد سبق وقال عن المسيح في نفس السورة عدد 55

وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة . وفي سورة البقرة 256 يقول لا إكراه في

الدين وفي سورة البقرة 122 يقول يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وإني فضلتكم على

العالمين وفي آل عمران 199 وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين

لله لايشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم اجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب . وفي آل عمران 113 – 114 ليس سواء من أهل الكتاب أمة قايمة يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون

يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسرعون في الخيرات وأولئك من

الصالحين . فكيف لن يقبل منهم وهم في الآخرة من الخاسرين .؟؟؟؟

الجواب كنت قد اجبتك في الردود على الأسئلة السابقة،، فمعتقدنا هو ان الاسلام دين جميع الأنبياء والمرسلين ،، فطبعا من تبع اولئك الانبياء فله الجنة ومن كفر فله نار جهنم وبيس المصير،، وحين يتكلم عن تلك الفئة اهل الكتاب فلاحظ كلمة *يسجدون* في الآية ،، اي انهم كانوا يتبعون عيسى عليه السلام وانهم كانوا يسجدون في الصلاة وهذا ما لا تفعلونه بالرغم أن يسوع حسب كتابك كان يخر ساجدا حين يصلي.

أما الآية في سورة البقرة

{ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }

ففى هاتين الآيتين تكرير لتذكير بنى إسرائيل بما سبق أن ذكروا به فى صدر الحديث معهم فى هذه السورة، وذلك لأهمية ما ناداهم من أجله وأهمية الشىء تقتضى تكرار الأمر به إبلاغا فى الحجة وتأكيداً للتذكرة.

قال القاضى: ولما صدر القرآن قصة بنى إسرائيل بذكر النعم والقيام بحقوقها والحذر من إضاعتها، والخوف من الساعة وأهوالها، كرر ذلك وختم به الكلام معهم، مبالغاً فى النصح وإيذاناً بأنه فذلكة القضية، والمقصود من القصة.



فهنا تذكير الله بني اسرائيل بالنعم التي فضلهم بها على العالمين ،، وليس فيه أنهم سوف يدخلون الجنة كما فهمت أنت.


سورة آل عمران 105

ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم



السؤال29 : ألا يعني هذا الكلام أن اليهود والمسيحيين إختلفوا بين بعضهم لكن الكتاب الموجود بين

أيديهم الذي هو البينات هو صحيح لا لبس فيه , ولهم عذاب عظيم لأنهم ابتعدوا عنه . وواجب محمد هنا أن يردهم اليه لا أن يعطيهم كتابا آخر

الجواب هنا بعد أن جاءهم البينات أى الآيات والحجج والبراهين الدالة على الحق، والداعية إلى الاتحاد والوئام لا إلى التفرق والاختلاف. فبدؤوا يقتتلون وكل طائفة تكفر التانية ،، وهنا كان يتحدث

عن تلك الفترة التي اختلف فيها اليهود وتركوا التوراة وبعدها دخل التحريف عليها.

والرسول عليه السلام بالكتاب الذي اوحي اليه رد اليهود والنصارى عن تلك المعتقدات الوثنية الفاسدة وصحح معتقداتهم.




سورة آل عمران 183

الذين قالوا إنا عهد الينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من

للهقبلي بالبينات وبالذي قلتم فلما قتلتموهم إن كنتم صادقين فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير .



السؤال30 : هل قتل الأنبياء الذين جاءوا بالبينات والكتاب المنير ينفي نبوة النبي والرسول ؟ كلا

إذا الله مازالت وصيته أن رسوله أو نبيه يجب عليه أن يقدم ذبيحة وتأكلها نار تنزل من السماء دلالة على موافقة الله على نبوة ورسالة هذا النبي وهكذا يؤمن الشعب به ولكي يحميهم من الأنبياء الكذبة مثل ماحصل مع ابراهيم وإيليا وداود وسليمان وغيره

إذا الوصية ما زالت قائمة , وتكذيب البعض للأنبياء أو رفضهم لهم أو حتى قتلهم إياهم لا يضر بنبوة هذا النبي فالله ما زال موافق عليها . وهذا ما شهد عليه اليهود في زمن محمد , مع أن آبائهم قتلوا بعض الأنبياء لكنهم هم مازالوا يؤمنون بنبوة هؤلاء الأنبياء إذا كان على محمد أن يعمل آية أو أعجوبة

أو يقدم ذبيحة وتنزل نار من السماء وتأكلها حتى يؤمن به الناس وإلا كانت نبوته ورسالته غير صحيحة

وشريعة الله ووصيته لا تتغير . فرفض اليهود لرسالة محمد ليست

كرفض بعض آباء اليهود رسالة بعض أنبيائهم . وهنا أمر مهم جدا إذ وضع تصرف بعض اليهود على كل

اليهود لكي يبرر عدم قدرته على صنع الأعجوبة . وهو أيضا شهد عنهم في آل عمران 113 – 114

شهادة حسنة . بالإضافة الى أن إبراهيم وإيليا وداود وسليمان لم ترفض نبوتهم وصنعوا هذه الآية ولم يقتلوا .

وكأن الله يوافق على تصرف هؤلاء الرافضين القتلة فغير رأيه وأبطل الوصية . فكيف يحتمي الشعب بعد

ذلك من الأنبياء الكذبة ؟ ما هو الإثبات على صحة كلام النبي وأن كلامه هو وحي الله إذا لم يوافق الله عليه؟


الجواب: ما قلته هو خاطئ لأنه كيف يقتل اليهود نبيا وهم مؤمنين به؟؟ اذا صدقوا النبي فوجب ان يطيعوه ويحبوه ويخلصوا له لا أن يقتلوه.

ثم في كتابك جاء هذا النص

تثنية 18عدد 18: اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به (19) ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه. (20) واما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم آلهة اخرى فيموت ذلك النبي. (21) وان قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب. (22) فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه (SVD)



واللفظة التي لونتها لك بالأحمر هي لفظة محرفة لان العبارة الصحيحة هي "فيُقتل ذلك النبي"

وهنا كتابك يصف النبي الكاذب بإختصار أنه لو تنبأ بشئ ولم يحدث فاعلم انه كاذب لا محالة وأن ذلك النبي الكاذب نهايته القتل ولفظة ( فيقتل ذلك النبي ) موجودة في الطبعات القديمة مثل الطبعة التي نقلت منها وطبعة ( 1844 م ) وطبعة ( 1681م ) وطبعات اخرى إلى لفظة ( فيموت ذلك النبي ) , وهذا مما يثير العجب فكلا النبيين الصادق والكاذب يموتان ولا فرق في ذلك ولكن الأصح الذي يتماشى من نسق الفقرة هو لفظة ( فيقتل ذلك النبي ) , وهو ما تُرّجمت به العبارة في كل الطبعات القديمة ولكن لما إنتبه قومك أن الرسول عليه السلام لم يُقتل وتتحقق فيه النبوة غيروها وبدلوا الكلمة كعادتهم القديمة لم ينسوها ولم يستحوا منها.

CEV) But if I haven't spoken, and a prophet claims to have a message from me, you must kill that prophet, and you must also kill any prophet who claims to have a message from another god.

(DRB) But the prophet, who being corrupted with pride, shall speak in my name things that I did not command him to say, or in the name of strange gods, shall be slain.



BBE) But the prophet who takes it on himself to say words in my name which I have not given him orders to say, or who says anything in the name of other gods, will come to his death.

أما الرسول عليه السلام فقد أتى بمعجزات اكبر من القربان

فقد كانت له معجزة انشقاق القمر

-معجزة القرآن الكريم

-معجزة رد عين قتادة

- اخراج الشياطين بدعائه عليه الصلاة والسلام

- استجابة جبل احد له

-تكثير الطعام

-معجزة خروج الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم

-تنبئه عليه السلام بوقوع أمور حدثث بعد وفاته ومازالت تحدث الى يومنا هذا.

هذا والكثير الكثير من المعجزات.



أما الآية

{ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ ٱلنَّارُ قُلْ قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

هذه هي شبهة للكفار في الطعن في نبوته صلى الله عليه وسلم، وتقريرها أنهم قالوا: ان الله عهد الينا أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار، وأنت يا محمد ما فعلت ذلك فوجب أن لا تكون من الأنبياء، فهذا بيان وجه النظم، وفي الآية مسائل.

المسألة الأولى: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في كعب بن الأشرف، وكعب بن أسد ومالك بن الصيف، ووهب بن يهوذا، وزيد بن التابوب، وفنحاص بن عازوراء وغيرهم، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد تزعم أنك رسول الله وأنه تعالى أنزل عليك كتاباً، وقد عهد إلينا في التوراة أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار، ويكون لها دوي خفيف، تنزل من السماء، فان جئتنا بهذا صدقناك، فنزلت هذه الآية. قال عطاء: كانت بنو اسرائيل يذبحون لله، فيأخذون الثروب وأطايب اللحم فيضعونها في وسط بيت، والسقف مكشوف فيقوم النبي في البيت ويناجي ربه، وبنو اسرائيل خارجون واقفون حول البيت فتنزل نار بيضاء لها دوي خفيف ولا دخان لها فتأكل كل ذلك القربان.

واعلم أن للعلماء فيما ادعاه اليهود قولين: الأول وهو قول السدى: أن هذا الشرط جاء في التوراة ولكنه مع شرط، وذلك أنه تعالى قال في التوراة: من جاءكم يزعم أنه نبي فلا تصدقوه حتى يأتيكم بقربان تأكله النار إلا المسيح ومحمدا عليهما السلام. فانهما اذا أتيا فآمنوا بهما فانهما يأتيان بغير قربان تأكله النار. قال: وكانت هذه العادة باقية الى مبعث المسيح عليه السلام، فلما بعث الله المسيح ارتفعت وزالت.

القول الثاني: ان ادعاء هذا الشرط كذب على التوراة، ويدل عليه وجوه: أحدها: أنه لو كان ذلك حقاً لكانت معجزات كل الأنبياء هذا القربان، ومعلوم أنه ما كان الأمر كذلك، فان معجزات موسى عليه السلام عند فرعون كانت أشياء سوى هذا القربان. وثانيها: أن نزول هذه النار وأكلها للقربان معجزة فكانت هي وسائر المعجزات على السواء، فلم يكن في تعيين هذه المعجزة وتخصيصها فائدة، بل لما ظهرت المعجزة القاهرة على يد محمد عليه الصلاة والسلام وجب القطع بنبوته سواء ظهرت هذه المعجزة أو لم تظهر. وثالثها: أنه إما أن يقال إنه جاء في التوراة أن مدعي النبوة وإن جاء بجميع المعجزات فلا تقبلوا قوله إلا أن يجيء بهذه المعجزة المعينة، أو يقال جاء في التوراة أن مدعي النبوة يطالب بالمعجزة سواء كانت المعجزة هي مجيء النار، أو شيء آخر، والأول باطل، لأن على هذا التقدير لم يكن الاتيان بسائر المعجزات دالا على الصدق، وإذا جاز الطعن في سائر المعجزات جاز الطعن أيضاً في هذه المعجزة المعينة.


سورة آل عمران 193

ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عن سيآتنا وتوفنا مع الأبرار .



السؤال31 : ماذا يعني كفّر عن سيآتنا وفي العدد 195 والذين قاتلوا وقتلوا في سبيل الله لأكفرن عنهم سيآتهم ..

وما هي هذه الكفارة وماذا تعني وكيف تكون؟ لماذا هي واضحة في الكتاب المقدس وهنا لا ؟


الجواب: قوله{ رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ }.

أى نسألك يا ربنا بعد أن آمنا بنبيك، واستجبنا للحق الذى جاء به، أن تغفر لنا ذنوبنا بأن تسترها وتعفو عنها، وأن تكفر عنا سيئاتنا بأن تزيلها وتمحوها وتحولها إلى حسنات أو بأن تحشرنا مع الأبرار أى مع عبادك الصالحين المستقيمين الأخيار. إذ الأبرار جمع بار وهو الشخص الكثير الطاعة لخالقه - تعالى -.

فأنت تراهم قد طلبوا من خالقهم ثلاثة أمور، غفران الذنوب، وتكفير السيئات، والوفاة مع الأبرار الأخيار، وهى مطالب تدل على قوة إيمانهم، وصفاء نفوسهم، وزهدهم فى متع الحياة الدنيا.

وقد جمعوا فى طلبهم بين غفران الذنوب وتكفير السيئات، لأن السيئة عصيان فيه إساءة، والذنب عصيان فيه تقصير وتباطؤ عن فعل الخير، والغفران والتكفير كلاهما فيه معنى الستر والتغطية، إلا أن الغفران يضتمن معنى عدم العقاب، والتكفير يتضمن ذهاب أثر السيئة.



أما في قوله{ فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ }.

أى: فالذين هاجروا بأن تركوا أوطانهم التى أحبوها إلى أماكن أخرى من أجل إعلاء كلمة الله، وأخرجوا من ديارهم، فرارا بدينهم من ظلم الظالمين، واعتداء المعتدين، { وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي } أى تحملوا الأذى والاضطهاد فى سبيل الحق الذى آمنوا به { وَقَاتَلُواْ } أعداء الله { وَقُتِلُواْ } وهم يجاهدون من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل.

هؤلاء الذين فعلوا كل ذلك، وعدهم الله - تعالى - بالأجر العظيم فقال: { لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } أى لأمحون عنهم ما ارتكبوه من سيئات، ولأسترنها عليهم حتى تعتبر نسيا منسيا { وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } أى تجرى من تحت قصورها الأنهار التى فيها العسل المصفى، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.



فهذا ببساطة ما يعني به الله بكلمة {وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} و { لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ }.






سورة النساء 1

يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ...



السؤال32 : أي أن الله خلق رجل وإمرأة أولا ثم خلق منهما البشرية كلها . فكيف يسمح يتعدد الزوجات

وإذا كان هذا صحيح ومسموح لماذا لم يوصي به من البداية ؟ أليس الأصح أن يخلق رجل وعدة نساء معه

وهكذا يتكاثر الجنس البشري بسرعة لماذا لم يفعلها الله ؟

وبالعدد 3 يقول فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم أن تعدلوا فواحدة أو ما ملكت

أيمانكم . فإذا قبلنا قول البعض أن المقصود بهذا الكلام النساء اللواتي مات أزواجهن فهذا يعني أن الله قد

ظلم كل النساء اللواتي مات أزواجهن قبل محمد . والله ليس بظالم .

ثم لماذا لايحق للمرأة أيضا ما يحق للرجل ؟ أليس الجميع متساوون امام الله ؟



الجواب هنا معنى الآية: يا أيها الناس اتقوا ربكم بأن تطيعوه فلا تعصوه، وبأن تشكروه فلا تكفروه، فهو وحده الذى أوجدكم من نفس واحدة هى نفس أبيكم آدم، وذلك من أظهر الأدلة على كمال قدرته - سبحانه، ومن أقوى الدواعى إلى اتقاء موجبات نقمته، ومن أشد المقتضيات التى تحملكم على التعاطف والتراحم والتعاون فيما بينكم، إذ أنتم جميعا قد أوجدكم - سبحانه - من نفس واحدة، وذلك مما يدل على القدرة العظيمة.

أي بث من آدم وحواء خلق رجالا كثيرا ونساءا ، وهذا أعجز من أن يخلق رجلا وكثيرا من النساء

والتعدد كان قبل بعتثة النبي عليه السلام وموجود في كتابك

فمثلا سليمان كانت له ألف امرأة

1ملوك11 عدد3: وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه.

بل وليس سليمان وحده فكتابك يذكر الكثير من الانبياء والمرسلين يعقوب وداود وإبراهيم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والكثير الكثير من عامة الناس الصالحين منهم والطالحين.

الرب يأمر نبيه هوشع بتعدد الزوجات على شرط أن تكون زوجاته زانيات:

جاء في سفر هوشع 1 عدد2-3 هكذا :

هوشع1 عدد2: اول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب. (3) فذهب واخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا. (SVD)



الأولى أمره ان تكون إمرأة زانية اما الثانية فقد جاء في سفر هوشع 3 عدد1-3 هكذا :

هوشع3 عدد1: وقال الرب لي اذهب ايضا احبب امرأة حبيبة صاحب وزانية كمحبة الرب لبني اسرائيل وهم ملتفتون الى آلهة اخرى ومحبّون لاقراص الزبيب. (2) فاشتريتها لنفسي بخمسة عشر شاقل فضة وبحومر ولثك شعير. (3) وقلت لها تقعدين اياما كثيرة لا تزني ولا تكوني لرجل وانا كذلك لك. (SVD)



تزوج عيسو من أكثر من إمرأة كما يحكي لنا التكوين

تكوين:36 عدد2: اخذ عيسو نسـاءه من بنات كنعان.عدا بنت إيلون الحثّي وأهوليبامة بنت عنى بنت صبعون الحوّي. (SVD)

تكوين:36 عدد6: ثم اخذ عيسو نساءه وبنيه وبناته وجميع نفوس بيته ومواشيه وكل بهائمه وكل مقتناه الذي اقتنى في ارض كنعان ومضى إلى ارض أخرى من وجه يعقوب أخيه. (SVD)

وجدعون أيضاً له سبعين ولداً من صلبه وله نساء كثيرات كما في القضاة 8 عدد30-31 هكذا:

قضاة8 عدد30: وكان لجدعون سبعون ولدا خارجون من صلبه لأنه كانت له نساء كثيرات. (31) وسرّيته التي في شكيم ولدت له هي ايضا ابنا فسماه ابيمالك. (SVD)



و هناك الكثير الكثير ممن كان لهم زوجات كثيرات في كتابك.

فالتعدد كان مسموح به من الأول ،، وتعدد الحلائل خير من تعدد الخلائل

والزوجة الواحدة هي الأصل في الاسلام ، وسار على ذلك أكثر من 98% من المسلمين. ولكن عوامل متعددة تدفع الرجل مسلما كان أو غير مسلم الى التزوج بزوجة أخرى، من هذه العوامل :

- عدم الإنجاب.

- مرض الزوجة المزمن.

- عدم الصبر أيام الحيض والنفاس.

وكما قال الشيخ أبو زهرة تعدد الحلائل خير من تعدد الحلائل .. والخيانة الزوجية في أوروبا مقابلة التعدد في الإسلام.

كما دلت الإحصائيات انه في الولايات المتحدة الامريكية يفوق عدد النساء عدد الرجال بمليونين تقريبا ،، فممكن أن تعطينا انت وكتابك الحل لهذه المشكلة؟؟؟ هل تريد المليونين القاعدات بدون زواج أن يمارسوا الزنا والفساد؟؟؟ أم تفضل أن يكون للرجل الحق في التعدد وبذلك تُحل المشكلة؟؟

وأكتفي بالرد الذي جاء في إحدى كتابات الأخ العزيز د.منقذ السقار

و قد تعلق النصارى طويلاً في شبهة تعدد الزوجات في الإسلام ، و تساءلت منظمة الآباء البيض التبشيرية لم لا يسمح الإسلام للمرأة بتعدد الأزواج .

و في بيان و دفع هذه الشبهة نقل علماؤنا نصوصاً مطولة من التوراة تتحدث عن تعداد الأنبياء و غيرهم للزوجات ، كما أنه أمر معتاد عند سائر المجتمعات البشرية ، و لا يوجد في العهد الجديد ما يمنع تعدد الزوجات ، فتحريم التعدد نقض للناموس ، و المسيح يقول : " ما جئت لأنقض بل لأكمل ، فإن الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء و الأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل " (متى 5/17-18).

و ثمة إشارات من المسيح يستنبط من دراستها جواز التعدد ، ففي المثال الذي ضربه المسيح للملكوت شبه الملكوت بعشر عذارى أخذن مصابيحهن و خرجن للقاء العريس ، و قد أخذت خمس منهن معها زيتاً للمصباح ، فلما مر العريس "المستعدات (الخمس) دخلن معه إلى العريس ، و أغلقن الباب"(متى 25/10).

و في كلام بولس ما يفهم منه جواز التعدد لغير الكاهن حيث يقول:" فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم بعل امرأة واحدة …ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة" (تيموثاوس (1) 3/2،12).

و يرى أحمد بن عبد الوهاب أن ليس من حجة صحيحة في قول المسيح عن الزوجين : "يترك أباه و أمه ، و يلتصق بامرأته ، و يكون الاثنان جسداً واحداً ، إذاً ليسا بعد اثنين، بل جسد واحد " (متى 19/5-6) فليس في النص ما يمنع تعدد الزوجات ، فهذه الوحدة المجازية يجوز أن يشترك بها أكثر من اثنين كما جاء في يوحنا في قول المسيح عن تلاميذه " ليكونوا هم أيضاً فينا " (يوحنا 17/21) .

و قد بقيت قضية تعدد الزوجات صيحة تنادي بها فرق مسيحية شتى مثل "الأناببشيت" في ألمانيا في أواسط القرن السادس عشر للميلاد ، وكان القس فونستير(1531) يقول :من يريد أن يكون مسيحياً حقيقياً فعليه أن يتزوج عدة زوجات. و بمثله نادت فرقة " اللاممعدانيين " في نفس القرن ، و نادى به الألمان بقوة بعد الحرب العالمية الثانية ، و يجدر بالذكر هنا أن إرساليات التبشير في أفريقيا لا تمانع من بقاء الأفريقي المتنصر متزوجاً بأكثر من زوجة .

و قد أباح الإسلام تعدد الزوجات الذي أباحته النبوات السابقة ، و شرط الشارع على الزوج العدل بين زوجاته فيما يقدر عليه ، و عفى عما لا يتعلق بقدرته كالمحبة ، كما حدد التعدد بأربع حسماً للفوضى والعبث .

وقد كانت إباحة الشارع لتعدد الزوجات شيئاً من حكمة الله الحكيم ، إذ واقع الأرض لا يصلح إلا بمثل هذا التشريع ، فعدد نساء البشر اليوم يربو على رجالها بأربعمائة مليون امرأة ، مما يجعل تعدد الزوجات ضرورة ملحة لكل مجتمع يخشى الفساد و الانحلال.

و قد تنبأ إشعيا بزيادة عدد النساء على الرجال فقال و هو يتحدث عن آثار الحروب:" فتمسك سبع نساء برجل واحد في ذلك اليوم قائلات: نأكل خبزنا ، و نلبس ثيابنا ، ليدع فقط اسمك علينا. انزع عارنا "(إشعيا 4/1).

كما أن تعدد الزوجات ينسجم مع ما جاء في التوراة من أمر آدم وذريته بكثرة التوالد والذرية ، فقد قال لآدم :" أثمروا واكثروا واملأوا الأرض " (التكوين 1/28) ، فتعدد الزوجات سبب في كثرة النسل،فيما القصر على زوجة واحدة يمنع الزوج من الاستمتاع بنعمة الإنجاب لضعف المرأة ثم عجزها عن الإنجاب في سن مبكرة عن الرجل.

كما أن تعدد الزوجات يعين الرجل على العفة والفضيلة ، إذ من طبيعة الرجل أن يميل إلى التعدد لأسباب مختلفة كعقم الزوجة أو طمثها أو مرضها ، و قصر الزواج على زوجة واحدة يدفع إلى البغاء ، و هذا القس سويجارت يقول في مناظرته لديدات: " المسيحية تسمح لنا بواحدة فقط ، و لذلك أرتضي أفضلهن من أول قذيفة". و ما هي إلا شهور حتى ظهر على شاشات التلفاز يعتذر لشعب الكنيسة عن فعله البغاء طوال سنين مع إحدى المومسات ، و يعلن اعتزاله العمل الكنسي ، ليكون دليلاً على حكمة الإسلام البالغة حين أباحت تعدد الزوجات.

و القس سويجارت ليس بدعاً بين أقرانه و أهل دينه ففضائح الرهبان تدوي بين اليوم و آخر ، و أصبح الأصل في المجتمعات النصرانية الاقتصار على زوجة مع تعدد العشيقات.

و صدق لوثر في نقده المرير لواقع الكنيسة و المجتمع النصراني حين قال: " إن نبضة الجنس قوية لدرجة أنه لا يقدر على العفة إلا القليل…من أجل ذلك الرجل المتزوج أكثر عفة من الراهب…بل إن الزواج بامرأتين قد يسمح به أيضاً، كعلاج لاقتراف الإثم ، كبديل عن الاتصال الجنسي غير المشروع " .

و من ذلك ندرك الحكمة التي من أجلها شرع تعدد الزوجات ، و لم يشرع تعدد الأزواج فذلك ضد فطرة الإنسان ، و هو مفض إلى اختلاط الأنساب التي هي من أجلّ ما يصونه الإنسان .

أما جوابا على سؤالك الأخير فنقول أن رب العزة شرع هذا للرجل لأنه أولا الأصلح للقوامة وثانيا أنه سبق في علمه أن عدد النساء سوف يفوق عدد الرجال، ولكي لا يُحمل النساء مالا يطقن .




سورة النساء 15

واللأتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل لهن الله سبيلا .



السؤال33 : لماذا هنا يضع سلطة للرجل على المرأة أين القانون المدني ثم ماذا يحصل إذا الرجل عمل الفاحشة ألا يوجد حكم الهي عليه ؟

وهنا يطلب أربعة شهود على الزوجة ألم يشاهدوها مع رجل في عمل الفاحشة لماذا لم يذكر شيء عنه ؟؟ نتساءل هنا ولنا الحق في ذلك هل وضع هنا محمد هذا السلطان بيد الرجال لكي يجمع وراءه أتباع ؟ كيف يتكلمون عن حقوق المراة وحريتها في الإسلام وهنا حسب هذا الكلام هي كالعبدة في بيت زوجها ؟ ثم ماذا يعني حتى يجعل الله لهن سبيلا . ما هو السبيل ؟ وكيف يجعل الله سبيلا للتي أخطأت ؟

إما أن تكون أخطأت وتستحق العقاب أو لم تخطىء فهي بريئة والله ليس عنده بين بين . وإذا كان مكتوب باللوح المحفوظ فيجب أن يعطي قضاء فوري بالذي يخطىء . لا أن يقول أن الله سيجد لها سبيلا في يوم من الأيام



الجواب

{ وَٱللاَّتِي يَأْتِينَ ٱلْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَٱسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنْكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي ٱلْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ ٱلْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } * { وَٱللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَآ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً }



المعنى هنا: أن الله - تعالى - يبين لعباده بعض الأحكام المتعلقة بالنساء فيقول:

أخبركم - أيها المؤمنون - بأن اللاتى يأتين فاحشة الزنا من نسائكم، بأن فعلن هذه الفاحشة المنكرة وهن متزوجات أو سبق لهن الزواج.

{ فَٱسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنْكُمْ } أى: فاطلبوا أن يشهد عليهن بأنهن أتين هذه الفاحشة المنكرة أربعة منكم أى من الرجال المسلمين الأحرار.

وقوله: { فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي ٱلْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ ٱلْمَوْتُ } أى فإن شهد هؤلاء الأربعة بأن هؤلاء النسوة قد أتين هذه الفاحشة، فعليكم فى هذه الحالة أن تحبسوا هؤلاء النسوة فى البيوت ولا تمكنوهن من الخروج عقوبة لهن، وصيانة لهن عن تكرار الوقوع فى هذه الفاحشة المنكرة، وليستمر الأمر على ذلك { حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ ٱلْمَوْتُ } أى حتى يقبض أرواحهن الموت. أو حتى يتوفاهن ملك الموت.

وقوله: { أَوْ يَجْعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } أى: أو يجعل الله لهن مخرجا من هذا الإِمساك فى البيوت، بأن يشرع لهن حكما آخر.

وقوله: { وَٱللاَّتِي } فى محل رفع مبتدأ. وجملة { فَٱسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنْكُمْ } خبره.

وجاز دخول الفاء الزائدة فى الخبر. لأن المبتدأ أشبه الشرط فى كونه موصولا عاما صلته فعل مستقبل.

وعبر - سبحانه - عن ارتكاب فاحشة الزنا بقوله: { يَأْتِينَ } لمزيد التقبيح والتشنيع على فاعلها: لأن مرتكبها كأنه ذهب إليها عن قصد حتى وصل إليها وباشرها.

واشترط - سبحانه - شهادة أربعة من الرجال المسلمين الأحرار؛ لأن الرمى بالزنا من أفحش ما ترمى به المرأة والرجل، فكان من رحمة الله وعدله أن شدد فى إثبات هذه الفاحشة أبلغ ما يكون التشديد، فقرر عدم ثبوت هذه الجريمة إلا بشهادة أربعة من الرجال بحيث لا تقبل فى ذلك شهادة النساء.

قوله { أَوْ يَجْعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } ، للعطف، فقد عطفت قوله { يَجْعَلَ } على قوله: { يَتَوَفَّاهُنَّ } فيكون الجعل غاية لإمساكهن أيضا.

فيكون المعنى. أمسكوهن فى البيوت إلى أن يتوفاهن الموت، أو إلى أن يجعل الله لهن سبيلا أى مخرجا من هذه العقوبة.

وقد جعل الله - تعالى - هذا المخرج بما شرعه بعد ذلك من حدود بأن جعل عقوبة الزانى البكر: الجلد. وجعل عقوبة الزانى الثيب: الرجم وقد رجم النبى - صلى الله عليه وسلم - ماعز بن مالك الأسلمى، ورجم الغامدية، وكانا محصنين.

قال الإِمام ابن كثير ما ملخصه: كان الحكم فى ابتداء الإِسلام أن المرأة إذا ثبت زناها بالبينة العادلة حبست فى بيت فلا تمكن من الخروج منه إلى أن تموت، ولهذا قال - تعالى -: { وَٱللاَّتِي يَأْتِينَ ٱلْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ } الآية. فالسبيل الذى جعله الله هو الناسخ لذلك - أى لإمساكهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت -.

قال ابن عباس: كان الحكم كذلك حتى أنزل الله سورة النور فنسخه بالجلد أو الرجم.

وكذلك روى عن عكرمة وسعيد بن جبير والحسن وعطاء وقتادة وزيد بن أسلم والضحاك أنها منسوخة. وهو أمر متفق عليه.

روى الإِمام أحمد عن عبادة بن الصامت قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحى أثر عليه وكرب لذلك وتغير وجهه فأنزل الله عليه ذات يوم فلما سرى عنه قال: خذوا عنى خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا، الثيب بالثيب. والبكر بالبكر. الثيب جلد مائة ورجم بالحجارة. والبكر جلد مائة ونفى سنة ".

وقد رواه مسلم وأصحاب السنن من طرق عبادة بن الصامت ".

هذا وما ذكره ابن كثير من أن هذا الحكم كان فى ابتداء الإِسلام، ثم نسخ بما جاء فى سورة النور وبما جاء فى حديث عبادة بن الصامت، هو مذهب جمهور العلماء.




سورة النساء 20

وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه .



السؤال 34 اذا يعني استبدال زوج مكان زوج كيف يكون هذا وعلاقة الزواج علاقة طاهرة الله

يصادق عليها وهو يبدل كما يشاء ومسموح به في كتاب ديني . لماذا لم يسمح بهذا التعليم من قبل ؟ وهل الله يغير رأيه ؟



الجواب هنا الآية جاءت في سياق محدد فبعد أن بين - سبحانه - أنه يجوز للرجل أن يأخذ من المرأة بعض ما أعاطاها من صداق إذا أتت بفاحشة مبينة.. عقب ذلك ببيان الحكم فيما إذا كان الفراق من جانب الزوج دون أن تكون المرأة قد أتت بفاحشة فقال - تعالى - { وَإِنْ أَرَدْتُّمُ ٱسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً } والاستبدال: طلب البدل، بأن يطلق الرجل امرأة ويتزوج بأخرى.

والقنطار: أصله من قنطرت الشئ إذا رفعته. ومنه القنطرة، لأنها بناء مرتفع مشيد. والمراد به هنا المال الكثير الذى هو أقصى ما يتصور من مهر يدفعه الرجل للمرأة. وبعد أن بين - سبحانه - أنه يجوز للرجل أن يأخذ من المرأة بعض ما أعاطاها من صداق إذا أتت بفاحشة مبينة.. عقب ذلك ببيان الحكم فيما إذا كان الفراق من جانب الزوج دون أن تكون المرأة قد أتت بفاحشة فقال - تعالى - { وَإِنْ أَرَدْتُّمُ ٱسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً } والاستبدال: طلب البدل، بأن يطلق الرجل امرأة ويتزوج بأخرى.

والقنطار: أصله من قنطرت الشئ إذا رفعته. ومنه القنطرة، لأنها بناء مرتفع مشيد. والمراد به هنا المال الكثير الذى هو أقصى ما يتصور من مهر يدفعه الرجل للمرأة.

والمعنى: وإن أردتم أيها الأزواج { ٱسْتِبْدَالَ زَوْجٍ } أى تزوج امرأة ترغبون فيها " مكان زوج " أى مكان امرأة لا ترغبون فيها، بل ترغبون فى طلاقها { وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً } أى أعطى أحدكم إحدى الزوجات التى تريدون طلاقها مالا كثيراً على سبيل الصداق لها { فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً } أى فلا نأخذوا من المال الكثير الذى أعطيتموه لهن شيئا أياً كان هذا الشئ، لأن فراقهن كان بسبب من جانبكم لا من جانبهن.

أما مسألة الطلاق فقد تطرقنا إليها في أجوبتنا السابقة.



الرجال قوامون على النساء ...واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكن فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا




السؤال 35: أننا نشك في أن هذا كلام الله فإذا كان الله عليا كبيرا كيف يسمح للرجل بضرب زوجته ,

فإذا كان في الكتاب المقدس لم يعطي الحق للرجل بضرب زوجته لماذا يعطيه في القرآن إذا هذا ليس

كلام الله . والأسوأ في هذا أن موضوع الضرب والهجر في المضاجع هنا يعتمد فقط على خوف الرجل من نشوز زوجته

وليس على يقينه أو إثبات بشهود . ففي هذه الحال حتى أهل الزوجة لا يستطيعون الدفاع عنها . ثم هل الله ظالم حتى يسمح للرجل أن يظلم زوجته . وكلمة نشوز مطاطة يمكن للرجل أن يستخدمها كما يشاء . والله لم يكن في الكتاب المقدس بهذه القسوة على النساء . ثم ماذا إذا كان الزوج هو الذي شذ ما هو الحكم هنا ؟؟



الجواب : أجمع العلماء أن ضرب المرأة الناشز لا يكون ضربا مبرحا، أي لايكسر عظما ولا يزرق لحما ،، ويتحقق الضرب بدفعة او لكزة

وأكتفي بإيراد رد د.منقذ السقار



و أما ما جاء في إباحة ضرب النساء في قوله{ و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً}.

فإن ذلك خاص بالمرأة الناشز التي تستخف بحقوق زوجها والعاصية له ، فإنها ان لم تستجيب للنصح أولاً و لا للهجر ثانياً ، فالضرب غير المبرح هو آخر أسلوب في معالجة نشوزها ، و هو بكل حال أهون من الوصول إلى حال الطلاق الذي يحرمه النصارى .

هذا و لم يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً من نسائه قط ، بل إنه لما بلغه أن قوماً يضربون نسائهم غضب و قال:" لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، ثم يجامعها آخر اليوم " ، و لما أتته امرأة تستشيره في أمر زواجها أبان لها علة في أحد خاطبيها فقال: " و أما أبو الجهم فإنه ضراب للنساء " ، وقد أخرج الترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه، عن عمرو بن الأحوص : أنه شهد خطبة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيها أنه قال النبي صلى الله عليه وسلم « ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنما هنّ عوار عندكم ليس تملكون منهنّ شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن، فاهجروهنّ في المضاجع، واضربوهنّ ضرباً غير مبرح {فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً}». وقوله عليه الصلاة والسلام : (( ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن )) وهكذا فإن الضرب المأذون به في شريعتنا ليس لحرائر النساء الكريمات ، و إنما هو دواء يلجأ إليه عندما يستفحل الداء . فهو ضرب المربي المؤدب لا ضرب المعتدى الآثم ...



أما في المسيحية و المجتمع المسيحي فكانت الإساءة للمرأة أكبر حيث أكدت النصوص التوراتية على بعض التشريعات التي تحط من قدر المرأة و من ذلك أن النصوص تقر بيعها ، فقد جاء في سفر الخروج " و إذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد" (الخروج 21/7) ، و في أيام القضاة اشترى بوعز جميع أملاك أليمالك و مالكليون و محلون ،و من ضمن ما اشتراه راعوث المؤابية امرأة محلون (انظر راعوث 4/9-10) ، وتقول التوراة أيضاً " فوجدت أمرّ من الموت : المرأة التي هي شباك ، و قلبها أشراك ، و يداها قيود ، الصالح قدام الله ينجو منها. أما الخاطئ فيؤخذ بها…رجلاً واحداً بين ألف وجدت ، أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد " ( الجامعة 7/26-28 ).

و يقرن سفر اللاويين المطلقة و الأرملة بالزانية ، فيعتبرهن دناياً يحرم على الكاهن الزواج منهن (انظر اللاويين 21/10-15) كما يفرض السفر أحكاماً غاية في القسوة على المرأة حال حيضتها حتى أن مجرد مسها ينجس الماس إلى المساء كما ينجس كل من مس فراشها أو شيئاً من متاعها ( انظر اللاويين 15/19-32 ).

و في النصرانية يحمل بولس المرأة خطيئة آدم ، ثم يحتقر المرأة تبعاً لذلك فيقول :" لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع ، و لكن لست آذن للمرأة أن تعلّم ، و لا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت، لأن المرأة أغويت ، فحصلت في التعدي " (تيموثاوس(1) 2/11-14) ، و يقول مؤكداً ما يكنه من ازدراء للمرأة "الرجل ليس من المرأة ، بل المرأة من الرجل ، ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة ، بل المرأة أجل الرجل " (كورنثوس(1) 11/8-9)

و منذ ألبس بولس المرأة خطيئة الأبوين ، والفكر النصراني يضطهد المرأة و يعتبرها باباً للشيطان ، و يرها مسئولة عن انحلال الأخلاق و تردي المجتمعات البشرية ، و من ذلك يقول القديس ترتليان (ق3) : " إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة لصورة الله (الرجل) "، و يقول أيضاً بعد حديثه عن دور حواء في الخطيئة الأولى:" ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هي حواء ؟!…أنتن المدخل الذي يلجه الشيطان..لقد دمرتن بمثل هذه السهولة الرجل صورةَ الله " .

و يقول القديس سوستام عن المرأة : " إنها شر لا بد منه ، و آفة مرغوب فيها ، و خطر على الأسرة و البيت ، و محبوبة فتاكة ، و مصيبة مطلية مموهة "، و يقول القديس جيروم (ق5) في نصيحته لامرأة طلبت منه النصح : " المرأة إذن هي ألد أعداء الرجل ، فهي المومس التي تغوي الرجل إلى هلاكه الأبدي ، لأنها حواء ، لأنها مثيرة جنسياً ".

و يتساءل القديس أوغسطين (ق 5) لماذا خلق الله النساء ؟. ثم يقول " إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطبية، فلقد كان من الأفضل كثيراً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان كصديقين بدلاً من رجل و امرأة "، ثم تبين له أن العلة من خلقها هي فقط إنجاب الأولاد ، و منه استوحى لوثر فقال: " إذا تعبت النساء أو حتى ماتت فكل ذلك لا يهم ، دعهن يمتن في عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك ".

و عقدت الكنيسة مؤتمرات غريبة لبحث أمر هذا الكائن ( المرأة ) ، ففي القرن الخامس عقد مؤتمر ماكون للنظر هل للمرأة روح أم لا ؟ و قرر المؤتمر خلو المرأة عن الروح الناجية . و قال القديس جيروم: " المرأة عندما تكون صالحة تكون رجلاً ".أي شذت عن مثيلاتها الإناث فكانت مثل الرجال .

و في عام 586م عقد مؤتمر لبحث إنسانية المرأة ، ثم قرر المؤتمر بأغلبية صوت واحد بأن المرأة إنسان خلق لخدمة الرجل . و بعد ظهور البروتستانت في القرن السادس عشر عقد اللوثريون مؤتمراً في وتنبرج لبحث إنسانية المرأة .

و قد انعكست هذه الصورة القاتمة للمرأة على القوانين المدنية و التي كانت تفرض غير بعيد عن رأي القسس و الأساقفة ، فقد بقيت المرأة في القانون الإنجليزي تباع من زوجها لآخر بست بنسات ، و استمر هذا القانون سارياً حتى عام 1805م ، فيما اعتبر قانون الثورة الفرنسية المرأة قاصراً كالصبي و المجنون ، و استمر ذلك حتى عام 1938م .

و كان قمة الاضطهاد الذي تعرضت له المرأة في ظل سيطرة الكنيسة في القرن السادس عشر و السابع عشر حيث انعكست الصورة السوداوية التي تنظر بها الكنيسة إلى المرأة بظهور فكرة اجتاحت أوربا و هي وجود نساء متشيطنات أي تلبسهن روح شيطانية، فهن يعادين الله ، و يعادين المجتمع ، تقول كارن ارمسترنج في كتابها " إنجيل المرأة " : " لقد كان تعقب المتشيطنات بدعة مسيحية ، و كان ينظر إليها على أنها واحدة من أخطر أنواع الهرطقات…و من الصعب الآن معرفة عدد النساء اللائي قتلن خلال الجنون الذي استمر مائتي عام ، و إن كان بعض العلماء يؤكد أنه مات في موجات تعقب المتشيطنات بقدر ما مات في جميع الحروب الأوربية حتى عام 1914م…يبدو أن الأعداد كانت كبيرة بدرجة مفزعة " .

إذن كان هذا هو موقف النصرانية من المرأة ، و هو صورة قاتمة مغايرة كل المغايرة لصورة المرأة في المجتمع المسلم.



المرأة في المجتمع المسلم :

فالإسلام يقرر إنسانية المرأة إذ هي أصل الإنسان { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى } و يقرر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله :" إنما النساء شقائق الرجال " و يقرر القرآن أهلية المرأة للإيمان و التكليف و العبادة ، و من ثم المحاسبة و الجزاء { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة * و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } و يقول تعالى { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض } .

و يجعل القرآن الكريم آدم و زوجته شريكين في الخطيئة الأولى و التوبة منها، شريكين في جزائها { فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه } { قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكون من الخاسرين } و رغم ذلك فإن أحداً سواهما لن يحاسب على فعلهما { تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسئلون عما كانوا يعملون } و قد نعى الله على الجاهلية كرهها لميلاد البنت { و إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً و هو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه بالتراب ألا ساء ما يحكمون } .

و قد أوصى الإسلام بالمرأة مولوداً فحذر من وأدها { و إذا المؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت } ، و أمر بالإحسان إليها بنتاً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من بلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له ستراً من النار" و ذكر ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين فذكر منهم " الرجل تكون له الأمة فيعلمها فيحسن تعليمها ، و يؤدبها فيحسن أدبها ، ثم يعتقها فيتزوجها ، فله أجران " .

كما أمر الله و رسوله بالإحسان إلى الأم في نصوص كثيرة خصت في بعضها بمزيد تأكيد عن الأب.

و أما كون المرأة زوجاً فذاك عقد منح القرآن المرأة فيه أهلية التعاقد ، فجعلها صاحبة الحق في أمر نكاحها { فإن طلقها فلا تحل له من بعد تنكح زوجاً غيره } و يقول { و إذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف } .

و قد جعل الله عز و جل مهرها حقاً لها تتصرف فيه وفق مشيئتها لكمال أهليتها في التصرف { و آتوا النساء صدقاتهن نحلة } ، وفي دفع المهر إليها من الكرامة ما لا يخفى ، و جعل الله لها من الحقوق على زوجها ما يناسب دورها { و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف و للرجال عليهن درجة } ، و هذه الدرجة ليست لقعود جنس النساء عن جنس الرجال ، بل هي لما أودعه الله في الرجل من استعدادات فطرية تلائم مهمته و دوره في المجتمع كما قال تعالى { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله } .

و يحث القرآن على الإحسان إلى الزوجة و حسن العشرة لها حتى عند كراهيتها { و عاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً و يجعل الله فيه خيراً كثيراً } .

و هكذا يظهر الفرق جلياً بين مكانة المرأة في الإسلام و مكانتها في النصرانية.

انتهى.


سورة النساء 43

يا أيها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل

حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا .



السؤال : هل مسموح السكر في غير وقت الصلاة .؟ ثم هل الله لا تهمه النظافة . فقط يكفي أن يريد المصلي أن يغتسل وإذا لم يجد ماء فيكفي مسح الوجوه والأيدي كأنه اغتسل .ماذا عن القلب الوسخ من ينظفه إذ لايوجد في كل القرآن ما يشير الى نظافة القلب وكيف يتطهر , أليس هذا غريبا ؟


الجواب

هنا تبين لي انك لا تعرف الألف من الياء في الإسلام ،، ولا انتم يا معشر المنصرين درستم الإسلام ولا هم يحزنون ،، بل أنتم كالبباغاوات ترددون اقوال المستشرقين الغربيين من أصحاب اللكنة الذين لا يفقهون اللغة العربية ولا يعقلون حديثا.



هنا رب العزة تدرج في تحريم الخمر لأنهم اعتادوها وألفوها في ذلك الوقت ،، ومن رحمة الله وللتخفيف عنهم تدرج في تحريمها ،، وهذا التدرج يطبقه أصحاب المستشفيات والمصحات النفسية في معالجة حالات الإدمان على الخمر أو المخدرات فلا يقطعون عليهم من المرة الأولى شربها ولكن يتدرجون في ذلك.

قال ابن كثير: وقد كان هذا النهى قبل تحريم الخمر. كما دل عليه الحديث الذى ذكرناه فى سورة البقرة عند قوله - تعالى -
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ }
الآية " فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلاهما على عمر. فقال: اللهم بين لنا فى الخمر بيانا شافيا. فلما نزلت هذه الآية تلاها عليه فقال: اللهم بين لنا فى الخمر بيانا شافيا. فكانوا لا يشربون الخمر فى أوقات الصلاة - وفى رواية لأبى داود: فكان منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قامت الصلاة ينادى: لا يقربن الصلاة سكران - حتى نزل قوله - تعالى - فى سورة المائدة:
{ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ }
إلى قوله:
{ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ }
فقال عمر: انتهينا انتهينا).

أما التأديب الروحي فالقرآن الكريم كله يحض على رفعة الأخلاق وطهارة الروح ،، وذلك بأمره بالمعروف والاقبال على النفس واستكمال فضائلها ،، وحض على التقوى والتحكم بالغرائز والسمو الروحي والاخلاقي ،، وكما قلت فالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة مليئان بهذا.

فخر الدين المناظر
07-17-2008, 04:05 PM
سورة النساء 82

أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا .



السؤال37 : هنا القرآن يضع مادة للتساؤل هل فعلا يوجد اختلاف فيه ؟ هل هو يجاوب على كلام أناس قالوا

أن فيه اختلاف ؟ فماذا يقول عن خلطه بين مريم اخت هارون وبين مريم أم المسيح ؟ ماذا يقول عن كلامه : ياعيسى إني متوفيك ورافعك الي. وأيضا قوله ولما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم مع قوله وما قتلوه وما صلبوه . أليس هذا اختلاف في موضوع موت المسيح ؟

وماذا عن قوله عن المسيح : وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة في آل عمران 55

وأيضا يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين في البقرة 122 . مع قوله في آل عمران 85 من يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .

ماذا عن تقديم اسحق كذبيحة وقوله وفديناه بذبح عظيم في سورة الصافات 107 مع قولكم أن المقدم هو اسماعيل ؟ وماذا عن تنجية امراة نوح من الطوفان مع عائلتها في سورة الأعراف 64 وموتها في سورة التحريم 10 عندما جعلها مثلا مع امراة لوط؟ وإذا كان نجا مع أهله في الأعراف 64 كيف يقول في هود 42 – 43 أن ابنه مات في الطوفان ؟ ومن هو الأبن الذي مات ؟ ( بعضهم يقول أنه الأبن الرابع لنوح؟؟؟ ).

ماذا يقول عن اختلافه مع الواقع والتاريخ : مثلا عدم تكلم زكريا 9 أشهر وهو جعلها 3 أيام . وأيضا الضربات العشرة في مصر على يد موسى هو جعلها 9 , وأيضا في الأعراف 133 حيث يقول وأرسلنا عليهم الطوفان والقمل والجراد والضفادع والدم . وبالحقيقة لم يرسل الطوفان والقمل على مصر . وأيضا عن قتل الصبيان واستحياء البنات بعد دعوة موسى لفرعون بالحق في سورة غافر 25 , وفي الحقيقة أن هذا الأمر قد صدر قبل ولادة موسى من أجل هذا رمته أمه في الماء وليس بعدما جاءهم موسى بالحق .

أليس تحويل الناس الى قردة في الأعراف 166 خطأ فادح يختلف في مع واقع خلق الله الإنسان ومحبته له ؟


الجواب

كل ما ذكرته الآن أجبنا عليه في الأسئلة السابقة ،، ونكرر ان كتابك محرف لا يصلح لاثباث شيء

وسوف اتكلم الآن عن الآيتان الجديدتان اللذان استشهدت بهما

مسألة الذبيح سوف نجيب عنها من كتابك ونتبث لك التحريف

فقد ذكر كاتب سفر التكوين اسم إسحاق في سياق قصة الذبيح، بدلاً من إسماعيل، فقد أمر الله إبراهيم بذبح ابنه الوحيد " خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق " (التكوين 22/2).

وكانت التوراة قد صرحت بأن إسماعيل أكبر أبناء إبراهيم، وأنه ولد قبل إسحاق بأربع عشرة سنة "كان أبرام ابن ستٍّ وثمانين سنةً لمّا ولدت هاجر إسماعيل لأبرام" (التكوين 16/16)، فيما ولد إسحاق بعده بأربعة عشر عاماً "وكان إبراهيم ابن مائة سنةٍ حين ولد له إسحاق ابنه" (التكوين 21/5).

لكنكم تزعمون أن إسماعيل لا يصلح أن يحسب ابناً لإبراهيم، لأنه ابن جارية، وتتناسون أنه ابن شرعي حقيقي، كما في التوراة نفسها "فأخذت ساراي امرأة أبرام هاجر المصرية جاريتها من بعد عشر سنين لإقامة أبرام في أرض كنعان، وأعطتها لأبرام رجلها زوجةً له. فدخل على هاجر فحبلت.." (التكوين 16/31-4).

وفي مكان آخر من السفر يقول: " ولدت هاجر لأبرام ابناً. ودعا أبرام اسم ابنه الّذي ولدته هاجر: إسماعيل" (التكوين 16/15-16).

وعندما غارت سارة من هاجر: "فقالت لإبراهيم: "اطرد هذه االجارية وابنها، لأنّ ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق. فقبح الكلام جدّاً في عيني إبراهيم لسبب ابنه (أي إسماعيل). فقال الله لإبراهيم: لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك" (التكوين 21/10-12).

ويثبت له الكتاب البنوة مرة أخرى، فيقول: "ودفنه إسحق وإسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة" (التكوين 25/7).

والعجيب أن التوراة لم تقل أبداً أن إسماعيل ابن غير شرعي لإبراهيم، فهذه سارة امرأة إبراهيم أيقنت أنها لن تنجب لإبراهيم نسلاً، فآثرت أن تزوجه بهاجر: "ادخل على جاريتي لعلّي أرزق منها بنين، فسمع أبرام لقول ساراي" (التكوين 16/1-4 )، "فولدت هاجر لأبرام ابناً. ودعا أبرام اسم ابنه الّذي ولدته هاجر إسماعيل" (التكوين 16/15-16).

ثم كيف يدعي المؤمنون بالكتاب المقدس أن الله أمره بذبح إسحاق، وقد وعده أن يريه ذريته التي لم تولد بعد، فهو يعلم أن ابنه لن يموت ولن يذبح، لأنه سيكبر وستكون له ذرية كما وعده الله قبل أن يولد إسحاق "في كلّ ما تقول لك سارة اسمع لقولها، لأنّه بإسحاق يدعى لك نسلٌ" (التكوين 21/12-13).

فقوله: " خذ ابنك وحيدك " حق، وكلمة " إسحاق " زيادة ولبسٌ للحق بالباطل، ويشهد للتبديل قوله: " لم تمسك ابنك وحيدك عني " ( التكوين 22/12، 16 )، ولم يذكر فيه اسم إسحاق.



وهذا أيضا ما قرره صاحب كتاب البهريزالاخ الحبيب د.أبو بكر حينما تسائل



من هو الذبيح ؟

حرَّفت التورة اسم الذبيح وجعلته إسحق بدلاً من إسماعيل ، إلا أن من قام بذلك لم يستطع تغيير القانون الأساسى للميراث ونقاط أخرى ألخصها فى الآتى :

أقسم الله بذاته قائلاً: (16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».) تكوين 22: 16-18

جاء قسم الله ولم يكن إسحاق بعد قد ولِدَ ، حيث إن الفارق فى العمر بينهما هو ( 14 ) عاماَ: (16كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ.) تكوين 16: 16 و (5وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ.) تكوين 21: 5.

وأبرام المذكور فى الفقرة الأولى عنا هو إبراهيم الذى ذكِرَ فى الفقرة التى تليها ، فقد غيَّرَ الله سبحانه وتعالى اسمه قائلاً: (5فَلاَ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ.) تكوين 17: 5

يقول اليهود إن الابن الوحيد والبكر (تغيرت فى التراجم إلى الابن المفضَّل) لم يكن إسماعيل قط ، لأن إسماعيل ابن الجارية ، وعلى ذلك يكون إسحاق هو الابن الحقيقى لإبراهيم.

والعجيب أن التوراة لم تقل أبداً إن إسماعيل ابن غير شرعى لإبراهيم ، فهذه سارة امرأة إبراهيم أيقنت أنها لن تنجب لإبراهيم نسلاً فآثرت أن تزوجه بهاجر: (وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ 2فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ. 3فَأَخَذَتْ سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةَ جَارِيَتَهَا مِنْ بَعْدِ عَشَرِ سِنِينَ لإِقَامَةِ أَبْرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ. 4فَدَخَلَ عَلَى هَاجَرَ فَحَبِلَتْ. وَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا.) تكوين 16: 1-4

(15فَوَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ ابْناً. وَدَعَا أَبْرَامُ اسْمَ ابْنِهِ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ «إِسْمَاعِيلَ». 16كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ.) تكوين 16: 15-16

إذن فـ (ساراى) أعطت (هاجر) لـ (أبرام) رجلها زوجة له ، أى إن نسلها يجب أن يكون نسلاً شرعياً، ويؤكد ذلك: (13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ») تكوين 21: 13، أى إن الله اعتبر إسماعيل من نسل إبراهيم. وعلى ذلك يكون إسماعيل هو البكر.

وعندما غارت سارة من هاجر: (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».) تكوين 21: 10-13

وفى برية بئر سبع (17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».) تكوين 21: 17-18

سأجعله أمة عظيمة. فالأمة تختلف عن الشعب. فالأمة هى عدة دول يجمعهم شىء مشترك : مثل اللغة أو الدين فنقول الأمة العربية أى البلاد الناطقة باللغة العربية ، ونقول الأمة الإسلامية أى الدول التى تُدين بالإسلام.

وإذا قرأت نص الذبيح فى (تكوين 22: 2) تجد أنه يقول له: خذ ابنك وحيدك الذى تحبه. فلو كان وُلِدَ إسحاق ، فلا يمكن أن يكون له ابن وحيد ، أو لكان سأله أيهما ! ولو أراد الله بالذبيح إسحاق أو لو كان إسحاق قد ولِدَ عند هذا الإختبار الصعب ، أو لو كان الذبيح غير محبوب ومقبول عند أبيه ومرضى عليه منه ، فلا تتبقى قيمة للأضحية! ولو كان يحب إسحاق فقط لكان نبى الله ظالماً ، ولكان إلهه أيضاً ظالماً أن يُشجعه على التمادى فى الظلم بهذه التسمية! ولما قبح الكلام فى عينى إبراهيم عندما طردت سارة هاجر وابنها.

هل كان إسماعيل مغضوباً عليه أو محروماً من الميراث؟

على العكس. ندرك قمة الحب لإسماعيل عند إبراهيم فى هذه النصوص: (18وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!» 19فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. 20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً.) تكوين 17: 18 ، و (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».) تكوين 21: 10-13

أى سيكون عهدى الأول مع إسحاق وفى نسله ، ثم سيكون من بعد ذلك فى نسل إسماعيل، لهذا عمل اليهود ألا ينتهى هذا العهد ، وأرادوا خلع صفة المسيح الرئيس (المسيا) على عيسى عليه السلام ، لكى لا ينتظروا المسيا ، خاتم الأنبياء ، الذى سينهى شريعتهم ، ويأتى بالدين الخاتم لكل أهل الأرض.

(وهذه مواليد إسماعيل بن ابراهيم الذى ولدته هاجر المصرية جارية سارة لإبراهيم) تكوين 25: 12
وعند وفاة إبراهيم (ودفنه إسحق وإسماعيل ابناه فى مغارة المكفيلة) تكوين 25: 7 ، والاشتراك فى الدفن يعنى الاشتراك فى الميراث.

هل ابن الجارية كان من المغضوب عليهم؟

وإلا فماذا نقول عن (دان) و (نفتالى) ابنى يعقوب من بلهة جارية راحيل؟ وماذا نقول عن (جاد) و (أشير) ابنى يعقوب أيضاً من زلفة جارية ليئة؟ إن هؤلاء من الأسباط الاثنى عشر ، ذرية يعقوب عليه السلام ، واقتران يعقوب لبلهة جارية راحيل ، وزلفة جارية ليئة مماثل لاقتران إبراهيم لهاجر جارية سارة.

فتقول التوراة بشأن (دان) و (نفتالى) أن راحيل (3فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ. ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضاً مِنْهَا بَنِينَ». 4فَأَعْطَتْهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ 5فَحَبِلَتْ بَلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً 6فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضاً لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْناً». لِذَلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «دَاناً». 7وَحَبِلَتْ أَيْضاً بَلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 8فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي مُصَارَعَاتِ اللهِ وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي».) تكوين 30: 3-8

وتقول التوراة بشأن (جاد) و (أشير): (9وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً 10فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْناً. 11فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِسَعْدٍ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «جَاداً». 12وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 13فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِغِبْطَتِي لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «أَشِيرَ».) تكوين 30: 9-13

وقد حُسِبوا ضمن أولاده الشرعيين ، فكيف يعترفون بهؤلاء أبناء شرعيين ليعقوب وينكرون ذلك على إسماعيل؟! وإلا لقلنا أن نبى الله ، أبو الأنبياء ، إبراهيم عليه السلام كان عنده ابن غير شرعى من الحرام؟ حاشاه أن يزنى أبو الأنبياء عليه السلام.

وهؤلاء هم أبناء يعقوب الاثنى عشر: (وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ اثْنَيْ عَشَرَ: 23بَنُو لَيْئَةَ: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ وَشَمْعُونُ وَلاَوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ. 24وَابْنَا رَاحِيلَ؛ يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ. 25وَابْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ: دَانُ وَنَفْتَالِي. 26وَابْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ: جَادُ وَأَشِيرُ. هَؤُلاَءِ بَنُو يَعْقُوبَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي فَدَّانَِ أَرَامَ.) تكوين 35: 22-26

ومن الدلائل الجلية أن (دان) ابن بلهة جارية راحيل جاء من ذريته شمشون ، ذلك الإنسان الممسوح بالروح القدس منذ ولادته ، وقد كان قاضياً لبنى إسرائيل لمدة 20 سنة ، فها هو ملاك الرب يبشر امرأة منوح العاقر بولادتها لشمشون قائلاً: (5فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً, وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ, لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ, وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».) القضاة 13: 5

(24فَوَلَدَتِ الْمَرْأَةُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ شَمْشُونَ. فَكَبِرَ الصَّبِيُّ وَبَارَكَهُ الرَّبُّ. 25وَابْتَدَأَ رُوحُ الرَّبِّ يُحَرِّكُهُ فِي مَحَلَّةِ دَانٍَ بَيْنَ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ.) القضاة 13: 24-25 ، (وهو قضى لاسرائيل عشرين سنة) القضاة 16: 31

ويدافع (جيمس هيستنج) عن حق البكورية لإسماعيل فيقول: لقد جانب التوفيق كُتَّاب سِفر التكوين ، أولئك الذين حاولوا أن يجعلوا نسل إسماعيل واستحقاقه لحقوق البكورية أقل مرتبة زعماً أن انتماءه لأمه هاجر جارية إبراهيم يفقده حق البكورية ، وبهذا الصنيع فهم يغفلون قانون الأسرة الواضح الصريح المنصوص عليه فى التوراة فى سفر التثنية ؛ ووفقاً لهذا القانون فإن حقوق الابن البكر لا يمكن إسقاطها بسبب الوضع الاجتماعى للأم. هذا الحق الشرعى قد بيَّنَه الناموس بالنسبة للرجل الذى يجمع أكثر من زوجة. فتقول التوراة: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17

ويُستنتَج من كل ما سبق أنه :

لم يكن هناك ابناً بكراً لإبراهيم عليه السلام إلا إسماعيل.

وأن إسماعيل من أبناء إبراهيم المقربين إلى إسماعيل والمرضى عنهم لدى الله سبحانه وتعالى ، فقد استجاب الله لدعاء أبيه فى إكثار نسله ، وباركه (أى جعل النبوة فى نسله).

وأنه لو كان إسحاق قد ولِدَ قبل رؤيا الذبح ، لما كان لها معنى فى إثبات حب إبراهيم لله ، لأنه سيكون فى هذه الحالة عنده البديل.

وأن بشارة الله بميلاد إسحاق هى مكافأة لإبراهيم عليه السلام على طاعته لله.

وأن بنو إسرائيل قد وضعوا إسحاق بدلاً من إسماعيل ، ليكون هو شعب الله المختار الذى افتداه الله ليرث الأرض الموعودة ، وإبعاد أى نسل آخر ينازعها هذا الميراث. لذلك صحّحَ عيسى عليه السلام هذه المفاهيم بقوله: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44

لذلك أراد اليهود أن يتخلصوا أيضاً من عيسى عليه السلام واتهموه أنه هو المسيا المنتظر، وكان رد عيسى عليه السلام أنه رفض هذه الفرية ، ولذلك برأه بيلاطس ، إلا أن اليهود أصرَّوا على صلبه ، فتدخلت العناية الإلاهية التى كان يحظى بها دائماً ونجته.

ولو كان إسحاق هو الذبيح ، لاتخذ بنو إسرائيل من الفداء سنة لهم ولذكروها فى مناسبات مختلفة ، ولكننا نجد أن الفداء عند بنى إسرائيل يرتبط بالخروج من مصر ، ولا نجد إشارة من قريب أو بعيد لذكرى فداء إسحق: («وَيَكُونُ مَتَى أَدْخَلَكَ الرَّبُّ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ .. .. 12أَنَّكَ تُقَدِّمُ لِلرَّبِّ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ وَكُلَّ بِكْرٍ مِنْ نِتَاجِ الْبَهَائِمِ الَّتِي تَكُونُ لَكَ. الذُّكُورُ لِلرَّبِّ. .. .. 14«وَيَكُونُ مَتَى سَأَلَكَ ابْنُكَ غَداً: مَا هَذَا؟ تَقُولُ لَهُ: بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 15وَكَانَ لَمَّا تَقَسَّى فِرْعَوْنُ عَنْ إِطْلاَقِنَا أَنَّ الرَّبَّ قَتَلَ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بِكْرِ النَّاسِ إِلَى بِكْرِ الْبَهَائِمِ. لِذَلِكَ أَنَا أَذْبَحُ لِلرَّبِّ الذُّكُورَ مِنْ كُلِّ فَاتِحِ رَحِمٍ وَأَفْدِي كُلَّ بِكْرٍ مِنْ أَوْلاَدِي.) خروج 13: 11-16

أما ماجاء في تدليسك على سورة الأعراف ،، فالآيتان 63 و64 لا تذكران أن امرأت نوح نجت من الطوفان وهذا هو نص الآيتان

{فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ*63* وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (64)}



أي أنجينا نوح ومن معه من المؤمنين.

والظاهر انك بدأت تكذب على القرآن كعادة المنصرين...

أما حول ما زعمته لجهلك انه تناقض حول غرق ابن نوح ،، فاليك رد الشيخ عبد الخالق

إن الاستثناء أسلوب معروف في لغة العرب فيذكر المتكلم المستثنى منه على وجه العموم ثم يخرج منهم من أراد إخراجه. ويمكن أن يأتي الإستثناء منفصلا، ويمكن أن يأتي متصلا.. وفي سورة الأنبياء قال الله تعالى عن نوح: {ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم} وقد بين سبحانه وتعالى المراد بأهله في آيات أخرى وهو من آمن منهم فقط حيث أخبر سبحانه وتعالى في سورة هود أنه قال لنوح: {احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن، وما آمن معه إلا قليل}. فقد أمره الله سبحانه وتعالى أن يحمل أهله معه إلا من سبق القول من الله بهلاكهم.. وقد كان قد سبق في علم الله أن يهلك ابنه مع الهالكين لأنه لم يكن مؤمنا..

ولم يكتب الله لأحد النجاة مع نوح إلا أهل الإيمان فقط، وابنه لم يكن مؤمنا.. وبالتالي فلا تناقض بين قوله تعالى في سورة الأنبياء إنه نجى نوحا وأهله، وبين ما جاء في سورة هود إنه أغرق ابن نوح لأن ابن نوح لم يكن من أهله، كما قال تعالى لنوح لما سأله عن ابنه {يا نوح إنه ليس من أهلك}. وبالتالي فلا تناقض بحمد الله في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. –انتهى-

أما الابن الذي غرق فهو كنعان.

اما بخصوص اعتراضاتك الاخرى فقد تم الاجابة عنهما في الردود السابقة ،، ونؤكد ان كتابك ليس حجة على القرآن.

اما مسالة المسخ فلأن أولئك القوم بلغوا من الخبث ونفاق والكفر مبلغا كبيرا فعاقبهم الله بما يستحقون ،، وهو أفضل من أن يعذبهم هم وأبنائهم ونسائهم بالقتل وايقاعهم في الزنا كما فعل الرب الذي وصفه كتابك.




سورة النساء 136

يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا



السؤال 38: هنا يطلب من المسلمين أن يؤمنوا بالقرآن وبالكتاب المقدس نتساءل كيف يمكن لإنسان أن يؤمن بكتابين متناقضين من حيث الخلاص والكفارة والتوبة وغفران الخطايا والسلوك في هذه الحياة في موضوع الزواج مثلا وايضا تعليمين مختلفين في موضوع الجنة في الحياة الأخرى أليس هذا تناقضا هل يمكن أن يكون هذا وحي من الله ؟ وإذا سلمنا فيه فالمسلمون اليوم لا يطيعون هذا الكلام فهل هم على ضلال بعيد ؟؟


الجواب

في هذه الآية أمر الله - تعالى - المؤمنين أن يثبتوا على إيمانهم فقال: { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلْكِتَابِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱلْكِتَابِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِن قَبْلُ } أى: يأيها المؤمنون اثبتوا على إيمانكم وداوموا على تصديقكم بوحدانية الله - تعالى - وعلى تصديقكم برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبالكتاب الذى نزله الله - تعالى - عليه وهو القرآن، وبالكتاب الذى أنزله الله - تعالى - على الرسل الذين أرسلهم من قبله.

والمراد بالكتاب الذى أنزله على الرسل من قبله جنس الكتب السماوية كالتوراة والإِنجيل والزبور، وهو لا يتكلم عن كتابك المقدس الذي ثبث تحريفه بل يتكلم عن الكتب الأصلية ،، والايمان هنا هو التصديق أي نصدق ونؤمن بأن الله أنزل كتابا على الرسل السابقين ولكن لعدم حفظ الأمانة من طرف اليهود الذين استأمنهم الله عليها حرفت ،، فنحن نؤمن بالكتب الأصلية .



سورة النساء 157 -159

وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ... وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا




السؤال 38: إذا تفحصنا الكلام هنا نراه يرد على قتله المسيح بأنهم قالوا قد قتلنا المسيح قبلك أي تخلصنا منه فمالك تاتينا بتعليم جديد ؟ وهو يقول شبه لهم وما قتلوه يقينا أي هم اعتقدوا انهم قتلوه وتخلصوا منه لكنه بالحقيقة قام

يقينا لم يقتلوه . لأنه لا يستطيع أن ينكر أن المسيح نفسه قال أنه سيسلم الى أيدي اليهود ويقتلوه وسيقوم باليوم الثالث . لذلك قال في العدد 159 وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته . فهو هنا يعترف بموته .

وأصلا يقول في آل عمران 55 يا عيسى إني متوفيك ورافعك الي ...

فما هو هدف المسلمين من رفض حقيقة موت المسيح مع أن محمد لم يرفضها بل ذكر في سورة المائدة 117 فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم . وهذا يثبت أنه اعترف بموت المسيح . ونحن نضع هذا التساؤل بين يدي المسلمين , ألا يكون أنه بعد موت محمد وإبتداء الحروب الإسلامية والتي سميت فتوحات ونشر الإسلام بالقوة . أكتشف المسلمون بعد قرائتهم للإنجيل والتوراة أنه إذا كان موت المسيح حقيقة فهو سيكون الكفارة للفداء والخلاص وهو سيكون الذبيحة الحقيقية التي تكلم عنها في التوراة التي بها يكفر عن الذنوب , وهو سيكون الطريق الوحيدة للحصول على الجنة كما قال المسيح عن نفسه في الإنجيل . فبقبول هذه الحقيقة أي موت المسيح الكفاري وقيامته يعني رفض القرآن ولا داعي لدين جديد يقول أن الخلاص هو بالأعمال الصالحة وهم بذلك يناقضون ما قاله محمد بالأساس .


الجواب

أتحداك أن تأتي لي بفرد واحد ثبث تاريخيا أنه دخل الى الاسلام عن طريق القوة ،،واتحداك في هذا الموضوع وممكن ان نناقش كل الفتوحات الاسلامية لكي نرى ماذا جرى،، فهذه شبهة قديمة ردها تجده في موقع سبيل الاسلام، ونبقى في ما جئت به ،،

نرى انك تفسر القرآن على هواك يا سيادة المفسر وربما سوف نعينك عضوا في رابطة علماء المسلمين في المغرب في قسم التفسير ،،، صراحة اعتبر تفسيرك غبيا للآية وينم عن جهل

قوله { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ }فقد زعم أكثر اليهود أنهم قتلوا المسيح وصلبوه، فأكذبهم الله - تعالى - فى ذلك وقال: { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ }. أي: ما قتلوا عيسى وما صلبوه ولكن شبه لهم المقتول بأن ألقى عليه شبه المسيح فلما دخلوا عليه ليقتلوه - أى ليقتلوا المسيح - وجدوا الشبيه فقتلوه وصلبوه، يظنونه المسيح وما هو فى الواقع، إذ قد رفع الله عيسى إلى السماء، ونجاه من شر الأعداء، ولكن التبس عليهم الأمر حيث ظنوا المقتول عيسى كما أوهمهم بذلك أحبارهم.

وأن الله - تعالى - ألقى شبه عيسى - عليه السلام - على أحد الذين خانوه ودبروا قتله وهو (يهوذا الإِسخربوطى) الذى كان عينا وجاسوسا على المسيح، والذى أرشد الجند الذين أرادوا قتله إلى مكانه، وقال لهم: من أقبله أمامكم يكون هو المسيح، فاقبضوا عليه لتقتلوه، فدخل بيت عيسى ليدلهم عليه ليقتلوه فرفع الله عيسى، وألقى شبهه على المنافق، فدخلوا عليه فقتلوه وهم يظنون أنه عيسى.

وكما أثبث الدكتور منقذ السقار حيث ابطل الصلب بالادلة التاريخية وهذا ما جاء في احد كتبه

يدعي النصارى أن المسلمين بقولهم بنجاة المسيح من الصلب ينكرون حقيقة تاريخية أجمع عليها اليهود والنصارى الذين عاصروا صلب المسيح ومن بعدهم.

فكيف لنبي الإسلام وأتباعه الذين جاءوا بعد ستة قرون من الحادثة أن ينكروا صلب المسيح؟!!

قد يبدو الاعتراض النصراني وجيهاً لأول وهلة، لكن عند التأمل في شهادة الشهود تبين لنا تناقضها وتفكك رواياتهم.

ولدى الرجوع إلى التاريخ والتنقيب في رواياته وأخباره عن حقيقة حادثة الصلب، ومَن المصلوب فيها ؟ يتبين أمور مهمة:

- أن قدماء النصارى كثر منهم منكرو صلب المسيح، وقد ذكر المؤرخون النصارى أسماء فرق مسيحية كثيرة أنكرت الصلب.

وهذه الفرق هي: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون.

وبعض هذه الفرق قريبة العهد بالمسيح، إذ يرجع بعضها للقرن الميلادي الأول ففي كتابه "الأرطقات مع دحضها " ذكر القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري أن من بدع القرن الأول قول فلوري: إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما شاء من الهيئات، ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القروي، وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود، ثم عاد غير منظور، وصعد إلى السماء.

ويبدو أن هذا القول استمر في القرن الثاني، حيث يقول المفسر جون فنتون شارح متى: " إن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلاً من يسوع".

وقد استمر إنكار صلب المسيح، فكان من المنكرين الراهب تيودورس (560م) والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (610م) وغيرهم.

ولعل أهم هذه الفرق المنكرة لصلب المسيح الباسيليديون؛ الذين نقل عنهم سيوس في " عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرانية " والمفسر جورج سايل القول بنجاة المسيح، وأن المصلوب هو سمعان القيرواني، وسماه بعضهم سيمون السيرناي، ولعل الاسمين لواحد، وهذه الفرقة كانت تقول أيضاً ببشرية المسيح.

ويقول باسيليوس الباسليدي: " إن نفس حادثة القيامة المدعى بها بعد الصلب الموهوم هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح".

ولعل هؤلاء هم الذين عناهم جرجي زيدان حين قال: " الخياليون يقولون: إن المسيح لم يصلب، وإنما صلب رجل آخر مكانه ".

ومن هذه الفرق التي قالت بصلب غير المسيح بدلاً عنه: الكورنثيون والكربوكراتيون والسيرنثيون. يقول جورج سايل: إن السيرنثيين والكربوكراتيين، وهما من أقدم فرق النصارى، قالوا : إن المسيح نفسه لم يصلب ولم يقتل، وإنما صلب واحد من تلاميذه، يشبهه شبهاً تاماً، وهناك الباسيليديون يعتقدون أن شخصاً آخر صلب بدلاً من المسيح.

وثمة فِرق نصرانية قالت بأن المسيح نجا من الصلب، وأنه رفع إلى السماء، ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية. وهذه الفرق الثلاث تعتقد ألوهية المسيح، ويرون القول بصلب المسيح وإهانته لا يلائم البنوة والإلهية.

كما تناقل علماء النصارى ومحققوهم إنكار صلب المسيح في كتبهم، وأهم من قال بذلك الحواري برنابا في إنجيله.

ويقول ارنست دي بوش الألماني في كتابه " الإسلام: أي النصرانية الحقة " ما معناه: إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس، ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح، لا في أصول النصرانية الأصلية.

ويقول ملمن في كتابه " تاريخ الديانة النصرانية " : " إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف، وصدقهم القرآن ".

وأخيراً نذكر بما ذكرته دائرة المعارف البريطانية في موضوع روايات الصلب حيث جعلتها أوضح مثال للتزوير في الأناجيل.

ومن المنكرين أيضاً صاحب كتاب " الدم المقدس، وكأس المسيح المقدس " فقد ذكر في كتابه أن السيد المسيح لم يصلب، وأنه غادر فلسطين، وتزوج مريم المجدلية، وأنهما أنجبا أولاداً، وأنه قد عثر على قبره في جنوب فرنسا، وأن أولاده سيرثون أوربا، ويصبحون ملوكاً عليها.

وذكر أيضاً أن المصلوب هو الخائن يهوذا الأسخريوطي، الذي صلب بدلاً من المسيح المرفوع.

وإذا كان هؤلاء جميعاً من النصارى، يتبين أن لا إجماع عند النصارى على صلب المسيح، فتبطل دعواهم بذلك.

ويذكر معرِّب " الإنجيل والصليب " ما يقلل أهمية إجماع النصارى لو صح فيقول بأن أحد المبشرين قال له: كيف يُنكر وقوع الصليب، وعالم المسيحية مطبق على وقوعه ؟

فأجابه: كم مضى على ظهور مذهب السبتيين (يعظمون السبت)؟ فأجاب القس المبشر: نحو أربعين سنة.

فقال المعرِّب: إن العالم المسيحي العظيم الذي أطبق على ترك السبت خطأ 1900 سنة، هو الذي أطبق على الصلب.

وأما إجماع اليهود فهو أيضاً لا يصح القول به، إذ أن المؤرخ اليهودي يوسيفوس المعاصر للمسيح والذي كتب تاريخه سنة 71م أمام طيطوس لم يذكر شيئاً عن قتل المسيح وصلبه.

أما تلك السطور القليلة التي تحدثت عن قتل المسيح وصلبه، فهي إلحاقات نصرانية كما جزم بذلك المحققون وقالوا: بأنها ترجع للقرن السادس عشر، وأنها لم تكن في النسخ القديمة.

ولو صح أنها أصلية فإن الخلاف بيننا وبين النصارى وغيرهم قائم في تحقيق شخصية المصلوب، وليس في وقوع حادثة الصلب. ] وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه [ (النساء: 157)، وهذا حال اليهود والنصارى فيه.

ولكن المؤرخ الوثني تاسيتوس كتب عام 117م كتاباً تحدث فيه عن المسيح المصلوب.

وعند دراسة ما كتبه تاسيتوس، يتبين ضعف الاحتجاج بكلامه، إذ هو ينقل إشاعات ترددت هنا وهناك، ويشبه كلامه أقوال النصارى في محمد e في القرون الوسطى.

ومما يدل على ضعف مصادره، ما ذكرته دائرة المعارف البريطانية، من أنه ذكراً أموراً مضحكة، فقد جعل حادثة الصلب حادثة أممية، مع أنها لا تعدو أن تكون شأناً محلياً خاصاً باليهود، ولا علاقة لروما بذلك.

ومن الجهل الفاضح عند هذا المؤرخ، أنه كان يتحدث عن اليهود - ومقصده: النصارى. فذكر أن كلوديوس طردهم من رومية، لأنهم كانوا يحدثون شغباً وقلاقل يحرضهم عليها " السامي " أو " الحسن " ويريد بذلك المسيح.

ومن الأمور المضحكة التي ذكرها تاسيتوس قوله عن اليهود والنصارى بأن لهم إلهاً، رأسه رأس حمار، وهذا هو مدى علمه بالقوم وخبرته.

كما قد شكك المؤرخون بصحة نسبة العبارة إلى تاسيتوس، ومنهم العلامة أندريسن وصاحبا كتابي " ملخص تاريخ الدين " و " شهود تاريخ يسوع ".

وقد تحدث أندريسن أن العبارة التي يحتج بها النصارى على صلب المسيح في كلامه مغايِرة لما في النسخ القديمة التي تحدثت عن CHRESTIANOS بمعنى الطيبين، فأبدلها النصارى، وحوروها إلى: CHRISTIANOS بمعنى المسيحيين.

وقد كانت الكلمة الأولى ( الطيبين ) تطلق على عُبّاد إله المصريين "أوزيريس"، وقد هاجر بعضهم من مصر، وعاشوا في روما، وقد مقتهم أهلها، وسموهم: اليهود، لأنهم لم يميزوا بينهم وبين اليهود المهاجرين من الإسكندرية، فلما حصل حريق روما؛ ألصقوه بهم بسبب الكراهية، واضطهدوهم في عهد نيرون.

وقد ظن بعض النصارى أن تاسيتوس يريد مسيحهم الذي صلبوه، فحرف العبارة، وهو يظن أنه يصححها. ويرى العلامة أندريسن أن هذا التفسير هو الصحيح.

وإلا كان هذا المؤرخ لا يعرف الفرق بين اليهود والنصارى، ويجهل أن ليس ثمة علاقة بين المسيح وروما.

وهكذا فإن التاريخ أيضاً ناطق بالحقيقة، مُثبت لما ذكره القرآن عن نجاة المسيح وصلب غيره.

كيفية نجاة المسيح من المؤامرة

وإذا كانت الأدلة قد شهدت للمسيح بالنجاة، وأن مؤامرة الأشرار لن تلحق به الأذى، فنجا المسيح من الموت على الصليب الذي أراده له أعداؤه.

فإن هناك سؤالاً يطرح نفسه: كيف نجا المسيح ؟

وكما أسلفنا فإن القرآن والسنة النبوية لا يذكران كيفية نجاة المسيح، وكل ما ذكره القرآن أن الله شبه عليهم غير المسيح، فأخذوه وليس لهم به علم يقيني.

لذا نعود إلى قصة الأناجيل وهي تتحدث عن الصلب المزعوم، لنرى كيف نجا المسيح ؛ ولابد لنا هنا من قراءة ما بين سطور القصة الإنجيلية، لتلمس الحقيقة التي يصرح الإنجيليون بخلافها.

وبداية نذكر أن المسلمين لا يرون أي ضير في القول بالكثير من التفصيلات التي أوردتها الأناجيل، وإن كنا نشك في حصول بعضها، لكن نقبلها تنزلاً مع محاورينا من النصارى، ومنها:

1) أن المسيح خرج إلى البستان برفقة تلاميذه، وأنه أخبرهم بأنه سيتعرض لمؤامرة من أحد التلاميذ مع اليهود الذين يريدون صلبه.

2) أن المسيح دعا في تلك الليلة طويلاً، وبإلحاح كبير طالباً من الله أن يصرف عنه كأس الموت.

3) أن المسيح استسلم لقضاء الله وقدره، فقال: " ليس كما أريد أنه بل كما تريد أنت " (متى 26/39 ) وقال: " فلتكن مشيئتك ( متى 26/41 ).

4) المسيح يصلي، والتلاميذ نيام، ويحاول إيقاظهم مرة بعد مرة.

5) وصل يهوذا الأسخريوطي الخائن، ومعه الجند، يحملون مشاعل وسيوفاً وعصياً، للقبض على المسيح، وقد جعل يهوذا علامة للجند أن يقبل المسيح.

6) وصلت الجموع؛ فخرج إليهم المسيح، وقال: من تطلبون ؟ فأجابوه: يسوع الناصري. فقال المسيح " أنا هو " فلما قال لهم: إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء، وسقطوا على الأرض " (يوحنا 18/6 ).

7) حاول بطرس الدفاع، لكنه كان أعجز من ذلك، فهرب وجميع التلاميذ.

8) اقتيد المأخوذ ( وهو غير المسيح) للمحاكمة عند رئيس الكهنة، ثم بيلاطس، وبطرس يتابعه في بعض ذلك، وقد أنكره تلك الليلة ثلاث مرات.

9) في المحاكمة سأل رئيس الكهنة، واستحلف المأخوذ إن كان هو المسيح، فأجابه: "أنت قلت، وأيضاً أقول لكم: من الآن، تبصرون ابن الإنسان جالساً يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء " ( متى 26/64 ).

10) حكمت المحكمة على المأخوذ بالقتل، واقتيد إلى بلاط بيلاطس الذي سأله: إن كان هو ملك اليهود، فأجابه: " أنت تقول "، ثم لم يجبه بكلمة واحدة، حتى تعجب بيلاطس منه.

11) لم يجد الوالي للمأخوذ علة في المقبوض عليه يستحق عليها القتل، فأراد أن يطلقه، لكن الجموع أصرت على صلبه، وإطلاق باراباس، فأعلن براءته من دم هذا البار، وأسلمه لهم.

12) اقتيد المأخوذ إلى موضع الصلب، وصلب بجوار لصين.

13) صرخ المصلوب على الصليب، فسقوه خلاً، ثم أسلم الروح.

ويفترق المسلمون عن الأناجيل في مسألة مهمة، وهي من هو المأخوذ من ساحة القبض على المسيح؟ فيراه المسلمون يهوذا الأسخريوطي، التلميذ الخائن، ويلزمنا إقامة الدليل على ذلك، إذ هي موضع النزاع، وقد كنا قد أقمنا الأدلة على ذلك من سفر المزامير.

ولتصور القول بأن يهوذا هو المأخوذ، وأنه حصل التباس عند آخذيه، فإنا نتصور الجموع الكثيرة والتي تقارب الألف وهي تسير، تحمل المشاعل والسيوف والعصي، وتتكون من جنود وغوغاء يتقدمهم يهوذا.

ولما وصل الجمع إلى المسيح كان التلاميذ نياماً، وقد حاول المسيح إيقاظهم مراراً فلم يستطع، برغم أن الموقف كان صعباً، فقد كانت عيونهم ثقيلة، واقتربت الجموع من المسيح يتقدمهم يهوذا، والتلاميذ نيام " فلما قال لهم: إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء، وسقطوا على الأرض " (يوحنا 18/6).

وهنا نتوقف ملياً، لنقرأ ما غفلت عن ذكره السطور.

فما فائدة سقوطهم على الأرض؟ وما الذي أسقطهم؟ وماذا أفاد المسيحَ سقوطهم، إذا كانوا سيقبضون عليه بعدها ؛ وَلم لَمْ يتكرر السقوط عندما أرادوا أخذه بعدها؟

ولنحاول أكثر أن نتصور ما حدث في تلك اللحظة، فقد اقترب يهوذا لتقبيل المسيح كعلامة للجند على أنه المطلوب، وفي تلك اللحظة اقترب الجند، حملة المشاعل والسيوف للقبض على المسيح، فتدخلت قدرة الله العظيم - كما ذكر يوحنا-، فسقطوا على الأرض، بعد أن رجعوا للوراء. ولك أن تتخيل ما حصل، من هرج، وتدافع، من جراء سقوط مقدمة هذه الجموع التي تحمل المشاعل، والتي هي فقط تنير لها ظلمة الليل البهيم.

بعد ذلك الاضطراب والفوضى قام الساقطون من الأرض، وأفاقوا من ذهولهم لما حصل لهم، ورأوا يهوذا وحده مبهوتاً أصابه الذهول، وقد رأى المسيح يرفع للسماء، وقد ألقى الله عليه الكثير من شبه المسيح، ولكن من سيتوقع أن هذا المذهول هو يهوذا، ومن الذي يعرفه وقتذاك؟

فكانت لحظةُ وقوع الجند: لحظة الخلاص كما وصفتها المزامير " الآن عرفت أن الرب مخلص مسيحه …. هم جثوا وسقطوا، أما نحن فقمنا وانتصبنا " ( المزمور 20/8 ).

وفي مزمور آخر: " أما أنت فتبارك، قاموا وخزوا" ( المزمور 109/28 ).

وفي مزمور آخر تسجل تلك اللحظة الخالدة: "حينئذ ترتد أعدائي إلى الوراء " ( المزمور 56/9 ) و "ليرتد إلى خلف، ويخجل المشتهون لي شراً " ( المزمور 70/2 ). و" عندما اقترب إلي الأشرار ليأكلوا لحمي، ومضايقي وأعدائي عثروا وسقطواً" ( المزمور 27/2 ) وغيرها.

بعدها حُمل يهوذا إلى المحاكمة وإلى ديوان بيلاطس، والشك في حقيقة شخصه يلاحقه في كل هذه الخطوات، فقد شك فيه رئيس الكهنة، وكانت إجاباته لبيلاطس وهيرودس تنبئ عن الذهول الذي أصابه، وعن عجزه عن بيان الحقيقة، التي لن يقنع أحداً إن ذكرها، فكان يجيبهم: " أنت تقول" ( متى 27/11 ).

ولما اجتمع في النهار مشيخة الشعب، ورؤساء الكهنة، " وأصعدوه إلى مجمعهم قائلين: إن كنت أنت المسيح، فقل لنا. فقال لهم: إن قلت لكم لا تصدقون، وإن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني. منذ الآن يكون ابن الإنسان جالساً عن يمين قوة الله. فقال الجميع: أفأنت ابن الله؟ فقال لهم: أنتم تقولون: إني أنا هو " ( يوحنا 22/66 - 70 ).

ولا يفسر هذه الإجابات الغريبة، بل وتلك الأسئلة الغريبة من أناس كانوا يرون المسيح في كل يوم، لا يفسره إلا أن نقول بأن المأخوذ هو غير المسيح، وإن أشبهه، وهذا الشبه حير رؤساء الكهنة في حقيقة المأخوذ، فحاولوا استجلاء الحقيقة بسؤال المأخوذ، فلم ينكر ولم يثبت.

وأما يهوذا فقد عرف أن لا فائدة من إنكاره، إذ لن يصدقه أحد، ولربما ولفرط ندمه قد استسلم لرداه، ورضي بعقوبة الله له، أن يصلب عن المسيح، لعله بذلك أن يفديه، لذلك تكرر سكوته.

وهذا الموقف ليس بعيداً عمن ذكرت الأناجيل أنه لفرط ندمه خنق نفسه، وانتحر.

لقد تحققت فيه نبوءات المزامير " وإذا حوكم فليخرج مذنباً ... ووظيفته ليأخذها آخر " (المزمور 109/6 - 8 )، لقد أتى ليخطف المسيح، فلم يستطع.. "حينئذ رددت الذي لم أخطفه " ( المزمور 69/4 ).

وقد يشكل هنا أن متى ذكر أن يهوذا مات مخنوقاً ( انظر متى 27/2 - 5 )، ويكفي في دفعه أن نتذكر ما ذكره سفر أعمال الرسل عن موته حين سقوطه وخروج أحشائه. (انظر أعمال 1/16 - 20 )، وسبب وقوع الإنجيليين في هذا التناقض اختفاء يهوذا، فاخترع كل من متى ولوقا نهاية ليهوذا تليق بجريمته، فهذا التناقض بين الروايتين الإنجيليتين، مشعر بوجود نهاية حقيقية، خفيت على الكاتبين، ودفعتهما لاختلاق روايتيهما.

وقد يعترض معترض بذكر بعض الأحداث التي حصلت بعد وقوع الجموع، فقد ذكر الإنجيليون أن بطرس حمل السيف، وضرب أذن العبد فأمره المسيح برد السيف، لأن من ضرب بالسيف يؤخذ به، فهرب بطرس والتلاميذ. (انظر يوحنا 18/10 - 19 )، وهذه القصة يجعلها يوحنا بعد حادثة تراجع الجند، ووقوعهم على الأرض.

ومثله ذكر يوحنا أيضاً بعد سقطتهم، أن المسيح سألهم: " من تريدون ؟ فقالوا: يسوع الناصري. أجاب يسوع: قد قلت لكم إني أنا هو … ثم إن الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع، وأوثقوه " ( يوحنا 18/7 - 12 ).

كما قد يعترض معترض بذكر ما انفرد به يوحنا، وهو حضور أم المسيح إلى ساحة الصلب، فيقول: لا يصح أن يخفى عليها حقيقة المصلوب، وأن ليس ابنها.

لكن أمثال هذه النصوص التي لن يستطيع أحد أن يثبت وقوعها أو عصمة كُتابها لكثرة ما رأينا من أخطائهم وتناقضاتهم، ولا تنهض مثل هذه الروايات في الرد على نبوءات المزامير والأناجيل، وإلحاقُها بتناقضات الأناجيل وأخطائها أَوْلَى.

وقد يعترض معترض على رفع المسيح ونجاته مستشهداً بروايات القيامة التي تشير إلى وجود أرضي للمسيح بعد حادثة الصلب، وهو اعتراض لا يعول عليه في مثل هذه المسألة لأنه بعض تلك الروايات المفككة، وهو على كل حال لا يتعارض مع نجاة المسيح من الصلب، بل نراه مؤكداً وشاهداً بها، فوجود المسيح يدل على أنه مازال حياً، وتخفيه من اليهود والرومان بصورة البستاني (انظر يوحنا 20/14 - 15 )، وبهيئات أخرى منعت التلاميذ مجتمعين من معرفة شخصه، (انظر لوقا 24/13 - 19، ويوحنا 21/1 - 7). وكل هذا دليل على نجاة المسيح من الموت، لا قيامته منه.

فلو كان المسيح قد قهر الموت لما خافه ثانية، ولما تخفى من اليهود، إذ الموت لا يتسلط عليه ثانية كما قال بولس في رسالته إلى العبرانيين: " وكما وضع للناس أن يموتوا مرة ، ثم بعد ذلك الدينونة " ( عبرانيين 9/27 ) ، وفي رسالته إلى أهل رومية يقول: " نؤمن أننا سنحيا أيضاً معه، عالمِين أن المسيح بعد ما أقيم من الأموات لا يموت أيضاً ، لا يسود عليه الموت بعد " ( رومية 6/8 - 9 )، وهكذا فلا مبرر لتخفيه إلا إذا كان قد نجى من الموت، ويخشى أن يفطن أعداؤه لنجاته، فيستدركوا ما فاتهم.

وقد ذكر برنابا في إنجيله أن المسيح بعد نجاته وصعوده للسماء عاد ثانية لوداع أمه قبل أن يرفع من جديد (انظر برنابا 219)

ويقول برنابا، وقد كشف له المسيح عن الحقيقة بعد هلاك يهوذا: " يا معلم: إذا كان الله رحيماً، فلماذا عذبنا بهذا المقدار، بما جعلنا نعتقد أنك كنت ميتاً؟ ولقد بكتك أمك حتى أشرفت على الموت .. أجاب يسوع: … فلمّا كان الناس قد دعوني الله وابن الله على أني كنت بريئاً في العالم، أراد الله أن يهزأ الناس بي في هذا العالم بموت يهوذا، معتقدين أنني أنا الذي مت على الصليب، لكيلا تهزأ الشياطين بي في يوم الدينونة، وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله، الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله " ( برنابا 220/ 14-20 ).

وقد كان، فأخبر محمد صلى الله عليه وسلم بالحقيقة التي غابت عن النصارى طويلاً، وصدق الله وهو يقول: } وقولهم إنّا قتلنا ٱلمسيح عيسى ٱبن مريم رسول ٱللّه وما قتلوه وما صلبوه ولـٰكن شبّه لهم وإنّ ٱلّذين ٱختلفوا فيه لفي شكّ مّنه ما لهم به من علمٍ إلاّ ٱتّباع ٱلظّنّ وما قتلوه يقيناً * بل رّفعه ٱللّه إليه وكان ٱللّه عزيزاً حكيماً { (النساء: 157-158).

الشك في شخص المصلوب

ذكرنا أن القرآن الكريم لم يكذب حصول حادثة الصلب، والذي ذكره القرآن يفهم منه حصول حادثة الصلب، لكن لغير المسيح عليه السلام، ولم يحدد القرآن شخص المصلوب، لكنه أفاد بوقوع شبه المسيح عليه، فصلب بدلاً عن المسيح عليه السلام.

وقد أخبر القرآن الكريم أن الذين يدعون صلب المسيح ليس لهم به علم يقيني، بل هم يشكون في شخص المصلوب على رغم شبهه بالمسيح، لكنه يقيناً ليس بالمسيح عليه السلام. قال الله تعالى: ] وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً [ (النساء: 157).

وهذا الذي ذكره القرآن تصدقه النصوص الإنجيلية التي ذكرت شك الجنود واليهود في شخص المصلوب، وقد وقعت يومذاك عدة صور للشك:

أولها: أن من جاءوا للقبض عليه أنكروا وجهه وصوته، ولم يعرفوه حيث خرج إليهم وقال: من تطلبون؟ فأجابوه: يسوع الناصري، فأخبرهم بأنه هو، بيد أنهم لم يسارعوا للقبض عليه، فأعاد عليهم السؤال، فأعادوا الجواب. ( انظر يوحنا 18/3 - 8 ).

فهذا يدل على شكهم في شخصه، والسؤال المثير للاستغراب: كيف وقعوا بهذا الشك، والمسيح قد عاش بين أظهرهم، وهو أشهر من علم؟

ثانيها: شك رئيس الكهنة في شخصية المأخوذ، وهو أمر جِد مستغرب، إذ المسيح كان يجلس في الهيكل، ويتحدث مع الكهنة ورؤسائهم، ورأوه وهو يقلب موائد الصيارفة في الهيكل ( انظر متى 21/12 - 15، 23 - 46 ).

وقد قال لهم حين جاءوا لأخذه: " كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصيٍ لتأخذوني، كل يوم كنت أجلس معكم أعلم في الهيكل، ولم تمسكوني " ( متى 26/55 ).

ويظهر الشك جلياً في قول رئيس الكهنة له أثناء المحاكمة: " أستحلفك بالله الحي، أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله؟ " ( متى 26/62 – 64 ).

ويجلي لوقا ذلك فيقول: " ولما كان النهار، اجتمعت مشيخة الشعب، ورؤساء الكهنة والكتبة، وأصعدوه إلى مجمعهم قائلين: إن كنت المسيح فقل لنا، فقال لهم: إن قلت لا تصدقون، وإن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني، منذ الآن يكون ابن الإنسان جالساً عن يمين قوة الله، فقال الجميع: أفأنت ابن الله؟ فقال لهم: أنتم تقولون: إني أنا هو " ( لوقا 22/66 - 70 ).

فنلاحظ أن الجميع كان منشغلاً بتحقيق شخص المأخوذ، حتى في محاكمته.

ونلحظ أيضاً أن إجابة المأخوذ كانت: " أنت قلت "، وقال لبيلاطس: " أنت تقول "، بمعنى أنه لم يصدق كلامهم ولم يكذبه، لكنه قال لهم: هذا ما تقولونه أنتم.

ثم ما هي الإجابة التي لن يصدقها رؤساء الكهنة؟ ولو صدقوها لأطلقوه؟ هي بلا شك: أنه ليس المسيح، بل يهوذا، وأما عيسى فقد أخبرهم يهوذا عن مكانه " جالساً عن يمين قوة الله " أو كما قال متى: " جالساً عن يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء " ( متى 26/64 ).

وقد يسأل سائل: كيف عرف يهوذا مكان المسيح ؟ والجواب بسيط، لقد رأى يهوذا المسيح وهو ينجو ويصعد به إلى السماء، يوم أن أُلقي القبض عليه، بعد وقوع الجند.

وهنا قد يتساءل البعض، لماذا شك الجند ورئيس الكهنة والكهنة في شخصية المأخوذ؟

وفي الإجابة نقول: لقد كانوا يعهدون في المسيح معالم معنوية، في كلامه، وذكائه، وشجاعته، وعلمه، بل وصوته، وهم اليوم لا يرون شيئاً من ذلك، وهو ما حصل مع هيردوس: " وأما هيردوس فلما رأى يسوع فرح جداً، لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة، وترجى أن يرى آية تصنع منه، وسأله بكلام كثير، فلم يجبه بشيء … فاحتقره هيرودس مع عسكره، واستهزأ به " ( لوقا 23/8 - 11 )، لقد رآه هيرودس دون الرجل العظيم الذي كان يسمع عنه، بل لم يجد لديه أياً من معالم العظمة التي كان يسمع عنها.

وفي ذلك كله تصديق لما أخبر عنه القرآن الكريم، قبل قرون طويلة من الشك في شخصية المصلوب، فقد قال الله تعالى موضحاً حالهم مع المصلوب وحيرتهم في شخصه: ] وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً [ (النساء: 157).

إمكانية نجاة المسيح

كما تتحدث النصوص الإنجيلية عن بعض ما أوتيه المسيح عليه السلام من تأييد الله له، وهذه الأعاجيب التي أوتيها تجعل نجاته - في تلك الليلة في بستان جثسماني - ممكنة، وذلك لما منحه الله من قدرات مكنته مراراً من الإفلات من كيد اليهود، وهي ما تجعل نجاته يوم جاءوا للقبض عليه أمراً متوقعاً غير مستنكر ولا مستغرب.

بل الزعم بتمكن اليهود وجند الرومان منه يثير سؤالاً كبيراً: أين اختفت هذه القدرات وتلك المعونة الإلهية له؟ هل أسلمه الله بعد طول حمايته وتأييده له، فتخلى عنه في أصعب الأيام وأضيقها.

فالمسيح - حسب ما ذكرت الأناجيل - قد أعطاه الله عز وجل قدرة على النجاة، والهروب من بين يدي أعدائه، فقد اختفى منهم أكثر من مرة لماّ أرادوا به شراً، فمن الطبيعي والمنطقي أن يهرب منهم يوم جاءوا للقبض عليه.

وأمثلة هذه القدرة الباهرة كثيرة منها: قول لوقا: "فامتلأ غضباً جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا، فقاموا وأخرجوه خارج المدينة، وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كان مدينتهم مبنية عليه، حتى يطرحوه إلى أسفل، أما هو فجاز في وسطهم، وانحدر إلى كفر ناحوم" ( لوقا 4/28 - 31 )، لقد أفلت من أيديهم بطريقة خارقة.

ولما كان في الهيكل، وكثر الجدال بينه وبين اليهود، هموا بقتله " فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى، وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى " ( يوحنا 8/59 ).

وفي مرة أخرى جادلهم " فطلبوا أن يمسكوه، ولم يلق أحدٌ يداً عليه، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد، فآمن به كثيرون في الجمع، وقالوا: ألعل المسيح متى جاء يعمل أكثر من هذه التي عملها هذا " ( يوحنا 7/30 - 31 )، وقولُ إنجيل يوحنا: " لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد " قولٌ لا يلزمنا فإنه يؤمن بصلب المسيح، ويحاول أن يبرر اختفاء هذه الخاصية عند القبض على المسيح.

وفي يوم العيد حصل مثله " فحدث انشقاق في الجمع لسببه، وكان قوم منهم يريدون أن يمسكوه، ولكن لم يُلق أحد عليه الأيادي " ( يوحنا 7/43 - 44 ).

ولما تمشّى في رواق سليمان، وأسمعهم دعوته " فطلبوا أن يمسكوه فخرج من أيديهم، ومضى أيضاً إلى عبر الأردن " ( يوحنا 10/39 - 40 )، لقد كان يهرب منهم في كل مرة بطريقة تحيرهم، إنها حماية الله وتأييده.

ولما كان في الخزانة في الهيكل، حاولوا إمساكه " ولم يمسكه أحد، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد " ( يوحنا 8/20 ).

ويبقى السؤال أين اختفت هذه الخاصية للمسيح يوم المؤامرة العظمى؟ فلئن استعملها في الهرب من عامة اليهود، فاستعمالها في الهرب من الجند أَوُلَى.

في هذه النصوص تصديق لما أخبر الله عز وجل عنه في شأن المسيح، حيث قال وهو يعدد نعمه على المسيح: ] وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين [ (المائدة: 110)، لقد رأوا ساحراً بسبب ما أمده الله من المعجزات الباهرة التي أعيتهم.

ومما تذكره الأناجيل من قدرات المسيح التي أمده الله بها قدرته على اختراق الحجب، يقول يوحنا: " ولما كان عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع، وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع، ووقف في الوسط، وقال لهم: سلام لكم " ( يوحنا 20/19 )، وفي لوقا لم يذكر إغلاق الأبواب، وإن ذكر ما يشعر بوجود أعجوبة " وفيما هم يتكلمون بهذا، وقف يسوع نفسه في وسطهم، وقال لهم: سلام لكم، فجزعوا وخافوا، وظنوا أنهم نظروا روحاً " ( لوقا 24/36 - 37 ).

كما ثمة أعجوبة أخرى، تجعل نجاة المسيح وخلاصه من أيدي كائديه ممكناً، ألا وهي ما تذكره الأناجيل من قدرة المسيح على تغيير هيئته وشكله، حتى يعجز المقربون منه عن معرفته، وقد صنع ذلك مراراً.

فقد خفي بعد القيامة على تلاميذه مرات عديدة، فخفي على مريم المجدلية التي هي من أقرب الناس إليه، وظنته البستاني، ولم تعرفه إلا بعد برهة. ( انظر يوحنا 20/14 - 15 ).

وكذلك خفي على التلميذين المنطلقين لعمواس، ولم يعرفاه إلا بعد أن بارك لهما طعامهما. (انظر لوقا 24/13 - 19 ).

وخفي أيضاً على التلاميذ مجتمعين، وهم يصيدون في بحيرة طبريا، وكان أول من عرفه بعد وقت طويل يوحنا. ( انظر يوحنا 21/1 - 7 ).

كما تقرر الأناجيل تغير شكله في أحداث قبل الصلب، ومن ذلك: ما ذكره لوقا " وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة، ولباسه مبيضاً لامعاً، وإذا رجلان يتكلمان معه، وهما موسى وإيلياء " ( لوقا 9/29 ).

ويذكر متى أنه أخذ بطرس ويعقوب ويوحنا " وصعد بهم إلى جبل عالٍ منفردين، وتغيرت هيئته قدامهم " ( متى 17/1 - 2 ).

فلئن صح أن المسيح يقدر على تغيير شكله حتى يخفى أمره على الخُلَّص من تلاميذه، فهو دليل على قدرته على الخلاص والنجاة من أيدي أعدائه، وهذا لا ريب يلجأ إليه في الشدائد، والمؤامرة الأخيرة عليه من أشدها.

وقد رأينا مما سبق اتفاق القرآن مع النصوص التوراتية والإنجيلية، التي تقول وتتنبأ بنجاة المسيح، ورفعه إلى السماء، ورأينا كيف أن هذا الأمر ممكن، وليس غريباً على قدرة الله العظيم.

كما أن توراة القوم وإنجيلهم، يتحدث عن معونة الله لعدد من القديسين رفعوا إلى السماء، منهم: أخنوخ " وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه " ( التكوين 5/24 ).

ومثله النبي إيليا "وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار، وخيل من نار، ففصلت بينهما، فصعد إيليا من العاصفة إلى السماء " ( الملوك (2) 2/11).

انتهى كلام الأخ منقذ السقار وللاشارة فهذا مقتطف من كتابه المهم الذي بعنوان هل افتدانا المسيح على الصليب؟


سورة المائدة 46

وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين .



السؤال 39: من هم الذين قفى على إثرهم بعيسى ؟ فإذا كان المقصود الأنبياء الذين قبله . لماذا لم يقل هذا الكلام عن ابراهيم أنه قفى عليه بموسى وأن قفى على موسى بداود وعلى داود بسليمان لماذا قال هذا فقط عن المسيح وأنه مصدق لما بين يديه من التوراة ؟ ألا يعني هذا أنه الخاتمة لكل المرسلين وهو الذي يصادق على التوراة لأنها كتبت عنه أي أنه تمم النبوآت فيها أو أن كثير من نبوآت التوراة عن المسيا تمت فيه هو . ولا يوجد في التوراة أن كل نبي تنبأ عن النبي الذي بعده بل كلهم تنبأوا عن المسيح .
وهنا يقول أن التوراة والإنجيل هما نور وهدى وموعظة فلماذا يعود ويرسل نبي بعد المسيح ويعطيه كتابا آخر مخالف للأول في العقائد. الذي هو نور وهدى وموعظة ؟ هل غير الله رأيه ؟ أم ماذا ؟



الجواب

فعلا المسيح عليه السلام كان آخر نبي يصطفيه الله من اليهود ،، كما ان دعوته كانت لليهود فقط ،، وقد جاء الرسول محمد عليه الصلاة و السلام خاتما للرسل ورسالته شاملة ولكافة الناس.

وقد قال رب العزة في القرآن الكريم

{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ }

وأظن ان الآية كافية شافية لا تحتاج الى جدال .

والمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام قد بشر بالنبي عليه الصلاة والسلام مصداقا لقوله تعالى

{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ }

وهذا ماجاء في كتابك بالرغم من التحريف فقد بقي هناك نصوص حجة عليكم

وأكتفي بنقل ماجاء في احدى كتابات الاخ منقذ السقار

الملك المنتظر :

في عام 63 ق م وقعت القدس وفلسطين بيد الرومان الوثنيين ليبدأ من جديد اضطهاد آخر عانى منه بنو إسرائيل، بنو إسرائيل الذين كانوا يترقبون مخلصاً عظيماً يرد إليهم الملك الضائع والسؤدد الذي طال لهفهم إليه.

لقد كانوا يعلمون بما أخبرهم يعقوب وموسى وداود وغيرهم من الأنبياء، يعلمون بمقدم النبي الملك الظافر الذي يقود أتباعه إلى عز الدنيا وسعادة الآخرة، لذا لما بعث المسيح العظيم ورأوا ما أعطاه الله من المعجزات تعلق الكثيرون منهم بشخص المسيح راجين أن يكون هو النبي المظفر العظيم، النبي المخلص، وهذا أمر يراه بجلاء الذي يتتبع أقوال معاصري المسيح من اليهود.

وتنقل لنا الأسفار المقدسة قصص بعض أولئك الذين كانوا يترقبون الملك المظفر المنتظر، من هؤلاء سمعان الذي وصفه لوقا: " كان الرجل في أورشليم اسمه سمعان، وهذا الرجل كان باراً تقياً ينتظر تعزية إسرائيل، والروح القدس كان عليه" (لوقا 2/25)، فسمعان هذا أحد منتظري الخلاص.
ومنهم نثنائيل الذي صارح المسيح بشعوره وظنه " أجاب نثنائيل وقال له: يا معلّم أنت ابن الله؟ أنت ملك إسرائيل؟ أجاب يسوع وقال له: هل آمنت لأني قلت لك.. " (يوحنا 1/49-50).

ولما أشيع أن المسيح صلب حزن بعضهم لتخلف الخلاص المنشود في شخص المسيح، إذ تعرض المسيح بعد القيامة لتلميذين وهو متنكر "فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين، فأجاب أحدهما - الذي اسمه كليوباس - وقال له: هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام، فقال لهما: وما هي؟ فقالا: المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب، كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه، ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل، ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك" (لوقا 24/17-21).

لقد كانوا ينتظرون الخلاص على يديه كما كانت قد وعدت النصوص التوراتية بمقدم الملك الظافر الذي يخلص شعبه ويقودهم للنصر على الأمم، إذا بهم يسمعون بقتله وصلبه.

وقال له التلاميذ بعد القيامة: " يا رب هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أعمال 1/6-7). أي أن هذا ليس هو وقت الملك المنتظر.

يقول عوض سمعان: " إن المتفحصين لعلاقة الرسل والحواريين بالمسيح يجد أنهم لم ينظروا إليه إلا على أنه إنسان …كانوا ينتظرون المسيّا، لكن المسيا بالنسبة إلى أفكارهم التي توارثوها عن أجدادهم لم يكن سوى رسول ممتاز يأتي من عند الله ".

وقد سبق أن ظن شعب إسرائيل - المتلهف لظهور النبي العظيم المظفر - أن يوحنا المعمدان هو المسيح المنتظر "إذ كان الشعب ينتظر، والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا، لعله المسيح" (لوقا 3/15).

وهذه الجموع المتربصة للخلاص لما رأت المسيح قالوا فيه ما قالوه من قبل عن يوحنا المعمدان "قالوا للمرأة: إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم" (يوحنا 4/42).

وأندرواس قال لأخيه سمعان: " قد وجدنا مسيا، الذي تفسيره المسيح" (يوحنا 1/41).

والمراة السامرية لما رأته أعاجيبه " قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح، يأتي، فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء" (يوحنا 4/25-30).

وشاع هذا الخبر في بني إسرائيل حتى خشي رؤساء الكهنة من بطش الرومان إن عرفوا أن المسيح المنتظر العظيم المظفر قد ظهر في شخص عيسى، فسارعوا إلى الإيقاع به، متهمين إياه بإفساد الأمة وادعاء أنه المخلص المنتظر، " فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً، وقالوا: ماذا نصنع فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة، إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمّتنا؟

فقال لهم واحد منهم، وهو قيافا، كان رئيساً للكهنة في تلك السنة: أنتم لستم تعرفون شيئاً، ولا تفكرون، إنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب، ولا تهلك الأمة كلها " (يوحنا 11/47-50).

فقالوا لبيلاطس: " إننا وجدنا هذا يفسد الأمة، ويمنع أن تعطى جزية لقيصر قائلاً: إنه هو مسيح ملك، فسأله بيلاطس قائلاً: أنت ملك اليهود؟ فأجابه وقال: أنت تقول، فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع: إني لا أجد علّة في هذا الإنسان" (لوقا 23/2-4)، فقد ثبت لبيلاطس براءته مما اتهموه، إذ هو لم يدع أنه ملك اليهود المنتظر.

عدم فهم التلاميذ لنبوءات المسيح :

لقد شغف كتاب الأناجيل بالنبوءات التوراتية، وعمدوا في تكلف ظاهر إلى تحريف معاني الكثير من النصوص التوراتية، ليجعلوا منها نبوءات عن المسيح، إن محبتهم للمسيح أو للتحريف قد جعلهم يخطئون في فهم كثير من النبوءات التي تحدثت عن المسيا المنتظر.

ومن صور ذلك أنه جاء في المزامير عن النبي القادم "قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك"، (المزمور 110/ 1)، وهذه النبوءة لا يراد بها المسيح بحال من الأحوال.

وقد أخطأ بطرس حين فسرها بذلك، فقال: " لأن داود لم يصعد إلى السموات، وهو نفسه يقول: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً " (أعمال 2/29-37).

ودليل الخطأ في فهم بطرس، وكذا فهم النصارى أن المسيح أنكر أن يكون هو المسيح الموعود على لسان داود، "فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود، قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة، ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة" (متى 22/41-46).

فالمسيح سأل اليهود عن المسيح المنتظر الذي بشر به داود وغيره من الأنبياء: "ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟" فأجابوه: "ابن داود"، فخطأهم وقال: " فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه ".

وفي مرقس: " كيف يقول الكتبة إن المسيح ابن داود؟ لأن داود نفسه قال بالروح القدس: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فداود نفسه يدعوه رباً، فمن أين هو ابنه؟! " (مرقس 12/37).

وهو ما ذكره لوقا أيضاً " وقال لهم: كيف يقولون أن المسيح ابن داود، وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: قال الرب لربي: اجلس عن يميني، حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فإذا داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه"، (لوقا 20/40-44)، ورغم هذا البيان يصر النصارى إلى يومنا هذا أن المسيح عيسى عليه السلام هو من بشر به داود في نبوءته مع قولهم بأنه ابن داود!

ونقل بولس في رسالته إلى العبرانيين بشارة الله لداود بابنه سليمان، لكنه جعلها نبوءة بالمسيح عليه السلام، فيقول: "كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء.. صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم، لأنه لمن مِن الملائكة قال قط: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك، وأيضاً أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً" (عبرانيين 1/5)

وقد اقتبس بولس العبارة الواردة في سفر صموئيل الثاني (7/14)، وجعلها نبوءة عن المسيح، ففيه: "أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً " فقد ظن بولس أن هذه العبارة نبوءة عن المسيح عليه السلام فنقلها في رسالته.

إلا أن هذا الاقتباس غير صحيح، فالنص جاء في سياق الحديث إلى داود، فقد أمر الله النبي ناثان أن يقول لداود: "فهكذا تقول لعبدي داود...متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك أقيم نسلك الذي يخرج من أحشائك، وأثبت مملكته، هو يبني بيتاً لاسمي، وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد، أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً، وإن تعوج أودبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم...كذلك كلم ناثان داود" (صموئيل (2) 7/8-17).

فالمتنبئ عنه يخرج من أحشاء داود، وليس من ذريته، وهو يملك على بني إسرائيل بعد اضطجاع داود أي موته، وهو باني بيت الله، وهو متوعد بالعذاب إن مال عن دين الله، وكل هذا قد تحقق في سليمان كما تذكر التوراة.

إن أياً من تلك المواعيد لم يتحقق في المسيح عليه السلام، فهو عندهم إله لا يصح أن يتوعد بالعذاب من الله، لأنه لا يخطئ أصلاً، كما أنه لم يبن لله بيتاً، ولم يملك على بني إسرائيل يوماً واحداً، ولم يثبت كرسي مملكته، لأنه لا مملكة له أصلاً في هذا العالم، كما أخبر هو، فقال: "أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا" (يوحنا 18/36).

كما وقد جاء في سفر أخبار الأيام الأول أن اسم صاحب النبوءة يكون سليمان، فقد قال لداود: "هوذا يولد لك ابن يكون صاحب راحة، وأريحه من جميع أعدائه حواليه، لأن اسمه يكون سليمان، فأجعل سلاماً وسكينة في إسرائيل في أيامه، هو يبني بيتاً لاسمي، وهو يكون لي ابناً، وأنا له أباُ، وأثبت كرسي ملكه على إسرائيل إلى الأبد" (الأيام (1) 22/9).

ومن تحريف الإنجيليين لنبوءات التوراة أو خطئهم في فهمها ما صنعه متى في قوله عن المسيح وعودته من مصر إبان طفولته: " كان هناك إلى وفاة هيرودس، لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: من مصر دعوتُ ابني " (متى 2/14-15)، فقد زعم أن ذلك يحقق النبوءة التوراتية التي في سفر هوشع (11/1-2).

لكن النص الذي في هوشع لا علاقة له بالمسيح، فالنص يتحدث عن عودة شعب إسرائيل من مصر مع موسى، والحديث في أصل السياق عن يعقوب، ثم ينتقل للحديث عن أبنائه وعودتهم من مصر ثم عبادتهم للأوثان بعد ذلك وإعراضهم عن دعوات الله لهم، فيقول: " لما كان إسرائيل غلاماً أحببته، ومن مصر دعوت ابني، كلما دعوا ولوا وجوههم، وذبحوا لبعاليم، وقربوا للأصنام" (هوشع 11/1-2).

فالنص لا علاقة له بالمسيح، فعبادة الأصنام التي يتحدث عنها النص حصلت قبل المسيح، ولا تنطبق على معاصري المسيح، لأن اليهود تابوا عن عبادة الأوثان توبة جيدة قبل ميلاد المسيح بخمسمائة وست وثلاثين سنة، بعدما أطلقوا من أسر بابل، ثم لم يحوموا حولها بعد تلك التوبة كما هو مصرح في كتب التواريخ.

واستخدام هذه الصيغة (ابني) في شعب بني إسرائيل معهود في التوارة، فقد جاء فيها: "عندما تذهب لترجع إلى مصر... فتقول لفرعون: هكذا يقول الرب: إسرائيل ابني البكر، قلت لك: أطلق ابني ليعبدني " (الخروج 4/21 - 23).

لقد عانى المسيح طويلاً من سوء فهم التلاميذ لكلامه، وإبان حياته صحح لهم مراراً الكثير من أخطائهم في فهم النبوءات، بل وسائر الكلام.

لقد عجزوا عن فهم البسيط من كلامه، فأنى لهم أن يفهموا النبوءات؟

فذات مرة " أوصاهم قائلاً: انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين وخمير هيرودس، ففكروا قائلين بعضهم لبعض: ليس عندنا خبز.

فعلم يسوع، وقال لهم: لماذا تفكرون أن ليس عندكم خبز؟ ألا تشعرون بعد ولا تفهمون؟ أحتى الآن قلوبكم غليظة؟ ألكم أعين ولا تبصرون؟ ولكم آذان ولا تسمعون ولا تذكرون؟" (مرقس 8/15-18)، كيف لا تفهمون أني ما عنيت الخبز الحقيقي بكلامي؟

وفي مرة أخرى كلمهم، فلم يفهموه " فقال كثيرون من تلاميذه إذ سمعوا أن هذا الكلام صعب: من يقدر أن يسمعه" (يوحنا 6/60).

لقد كانوا يسيئون فهم البسيط من كلامه ، ثم يستنكفون عن سؤاله عما أعجم عليهم، من ذلك ما زعمه مرقس حين قال: "كان يعلّم تلاميذه ويقول لهم: إن ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الناس، فيقتلونه، وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالث، وأما هم فلم يفهموا القول، وخافوا أن يسألوه" (مرقس 9/31-32).

ويمتد سوء الفهم وغلظة الذهن في فهم كلام الناموس حتى إلى أولئك المتعلمين والصفوة من بني إسرائيل، فها هو نيقوديموس يسيء فهم كلام المسيح حين قال له: " الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. قال له نيقوديموس: كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟.. أجاب يسوع وقال له: أنت معلّم إسرائيل ولست تعلم هذا!" (يوحنا 3/3-10)، فلئن كان هذا حال معلم إسرائيل فماذا عساه يكون حال متى العشار أو يوحنا صياد السمك وبطرس، وهما تلميذان عاميان عديما العلم، كما شهد بذلك سفر أعمال الرسل " فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان تعجبوا " ( أعمال 4/13 ).

وكثير من كلام المسيح وأفعاله لم يفهم التلاميذ إبان حياة المسيح صلته بالنبوءات التوراتية، ثم ظنوا بعد رفعه أنه كان نبوءات عن المسيح "ووجد يسوع جحشاً، فجلس عليه كما هو مكتوب: لا تخافي يا ابنة صهيون، هوذا ملكك يأتي جالساً على جحش أتان، وهذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولاً، ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه، وأنهم صنعوا هذه له" (يوحنا 12/14-16).

فقد غلب على كثير من بني إسرائيل لفرط شوقهم إلى المخلص الغالب المظفر، غلب على ظنهم أنه المسيح عيسى عليه السلام، "فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا: هذا بالحقيقة هو النبي، آخرون قالوا: هذا هو المسيح، وآخرون قالوا: ألعل المسيح من الجليل يأتي؟ ألم يقل الكتاب: إنه من نسل داود ومن بيت لحم القرية التي كان داود فيها يأتي المسيح؟" (يوحنا 7/38-41).

فالجموع أيضاً على اختلاف ثقافاتها كانت تحاول البحث عن الخلاص من خلال المسيح عليه السلام "أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي، الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل، لذلك يسلّمهم إلي حينما تكون قد ولدت والدة، ثم ترجع بقية إخوته إلى بني إسرائيل، ويقف ويرعى بقدرة الرب بعظمة اسم الرب إلهه ويثبتون، لأنه الآن يتعظم إلى أقاصي الأرض، ويكون هذا سلاماً، إذا دخل أشور في أرضنا، وإذا داس في قصورنا نقيم عليه سبعة رعاة وثمانية من أمراء الناس، فيرعون أرض أشور بالسيف وأرض نمرود في أبوابها، فينقذ من أشور إذا دخل أرضنا وإذا داس تخومنا" (ميخا 5/2-6).

ومن المعلوم أن المسيح لم يحقق هذه النبوءة التي كانوا يريدون، فقد كانوا يبحثون عمن يملك عليهم وينتقم ويخلص شعبه من الأشوريين، ويحل السلام في ربوع اليهود.

يقول بري عن المسيح عليه السلام- فيما نقله عنه أحمد شلبي -: واستطاع بفصاحته أن يجذب له كثيراً من أتباعه (الذين هم في الأصل يهوداً ينتظرون المسيح)، وهم منحوه هذا اللقب.

لقد منحوه من عندياتهم ما لم يقله، كما سيمر معنا في حينه.


هل إدعى المسيح أنه المسيح المنتظر ؟؟

وإذا كان هؤلاء جميعاً ادعوا أن عيسى عليه السلام هو المنتظر، كما قالوا من قبل عن يوحنا المعمدان، فهل ادعى المسيح أو قال لتلاميذه أنه المنتظر، وهل حقق عيسى عليه السلام نبوءات المسيح المنتظر؟

ذات يوم سأل تلاميذه عما يقوله الناس عنه، ثم سألهم " فقال لهم: وأنتم من تقولون إني أنا؟ فأجاب بطرس وقال له: أنت المسيح، فانتهرهم كي لا يقولوا لأحد عنه، وابتدأ يعلّمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل" (مرقس 8/29-31)، لقد نهرهم ونهاهم أن يقولوا ذلك عنه، وأخبرهم بأنه سيتعرض للمؤامرة والقتل، وهي بلا ريب عكس ما يتوقع من المسيح الظافر. أي أنه أفهمهم أنه ليس هو المسيح المنتصر الذي تنتظرون.

وفي رواية لوقا تأكيد ذلك "فأجاب بطرس وقال: مسيح الله، فانتهرهم وأوصى أن لا يقولوا ذلك لأحد قائلاً: إنه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم" (لوقا 9/20-21)، وانتهاره التلاميذ ونهيهم عن إطلاق على اللقب عليه ليس خوفاً من اليهود، فقد أخبر تلاميذه عن تحقق وقوع المؤامرة والألم، وعليه فلا فائدة من إنكار حقيقته لو كان هو المسيح المنتظر، لكنه منعهم لأن ما يقولونه ليس هو الحقيقة.

وهو عليه السلام حرص على نفي هذه الفكرة مرة بعد مرة "فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم، وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً انصرف أيضاً إلى الجبل وحده" (يوحنا6/14-15).

لماذا هرب؟ لأنه ليس الملك المنتظر، وهم مصرون على تمليكه بما يرونه من معجزاته عليه السلام، وما يجدونه من شوق وأمل بالخلاص من ظلم الرومان.

وذات مرة قال فيلبس لصديقه نثنائيل: "وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة".

فجاء نثنائيل إلى المسيح عليه السلام وسأله " وقال له: يا معلّم أنت ابن الله؟ أنت ملك إسرائيل؟ أجاب يسوع وقال له: هل آمنت لأني قلت لك: إني رأيتك تحت التينة، سوف ترى أعظم من هذا" (يوحنا 1/45-50)، فقد أجابه بسؤال وأعلمه أنه سيرى المزيد من المعجزات، ولم يصرح له أنه الملك المنتظر.

وفي بلاط بيلاطس نفى أن يكون الملك المنتظر لليهود، كما زعموا وأشاعوا "أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا" (يوحنا 18/36)، فمملكته روحانية، في الجنة، وليست مملكة اليهود المنتظرة، المملكة الزمانية المادية، التي يخشاها الرومان.

لذلك ثبتت براءته من هذه التهمة في بلاط بيلاطس الذي سأله قائلاً ": أنت ملك اليهود؟ فأجابه وقال: أنت تقول، فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع: إني لا أجد علّة في هذا الإنسان" (لوقا 23/2-4)، فجوابه لا يمكن اعتباره بحال من الأحوال إقراراً، فهو يقول له: أنت الذي تقول ذلك، ولست أنا.

وثمة آخرون أدركوا أنه ليس المسيح المنتظر مستدلين بمعرفتهم بأصل المسيح عيسى ونسبه وقومه، بينما المنتظر القادم غريب لا يعرفه اليهود "قال قوم من أهل أورشليم: أليس هذا هو الذي يطلبون أن يقتلوه، وها هو يتكلم جهاراً، ولا يقولون له شيئاً، ألعل الرؤساء عرفوا يقيناً أن هذا هو المسيح حقاً؟ ولكن هذا نعلم من أين هو، وأما المسيح فمتى جاء لا يعرف أحد من أين هو" (يوحنا 7/25-27)، ذلك أن المسيح غريب عن بني إسرائيل.

وقد أكد المسيح صدق العلامة التي ذكروها للمسيح الغائب، فقال في نفس السياق: "فنادى يسوع وهو يعلّم في الهيكل قائلاً: تعرفونني وتعرفون من أين أنا، ومن نفسي لم آت، بل الذي أرسلني هو حق، الذي أنتم لستم تعرفونه، أنا أعرفه لأني منه وهو أرسلني...فآمن به كثيرون من الجمع وقالوا: ألعل المسيح متى جاء يعمل آيات أكثر من هذه التي عملها هذا!" (يوحنا 7/25-31)، فذكر المسيح أنه رسول من عند الله، وأنه ليس الذي ينتظرونه، فذاك لا يعرفونه.

وقد آمن به الذين كلمهم، وفهموا أنه ليس المسيح المنتظر، فتأمل قول يوحنا: " فآمن به كثيرون من الجمع وقالوا: ألعل المسيح متى جاء يعمل آيات أكثر من هذه التي عملها هذا؟" (يوحنا 7/30-31).

و عيسى عليه السلام هو ابن داود كما في نسبه الذي ذكره متى ولوقا، وقد دعي مراراً " يا يسوع ابن داود" (مرقس 10/47)، (وانظر متى 20/31، ولوقا 18/28، وغيرها).

أما المسيح المنتظر، الملك القادم فليس من ذرية داود، كما شهد المسيح بذلك "فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود، قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة، ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة" (متى 22/41-46). فالمسيح يشهد بصراحة أنه ليس المسيح المنتظر.

والمسيح لا يمكن أن يصبح ملكاً على كرسي داود وغيره، لأنه من ذرية الملك يهوياقيم، أحد أجداد المسيح كما في سفر الأيام الأول " بنو يوشيا: البكر يوحانان، الثاني يهوياقيم، الثالث صدقيا، الرابع شلّوم. وابنا يهوياقيم: يكنيا ابنه، وصدقيا ابنه" (الأيام (1) 3/14-15)، فيهوياقيم اسم أسقطه متى من نسبه للمسيح، بين يوشيا وحفيده يكنيا.

وقد حرم الله الملك على ذريته كما ذكرت التوراة " قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا: لا يكون له جالس على كرسي داود، وتكون جثته مطروحة للحر نهاراً وللبرد ليلاً... " (إرميا 36/30) فكيف يقول النصارى بأن الذي سيملك ويحقق النبوءات هو المسيح؟!

ثم إن التأمل في سيرة المسيح وأقواله وأحواله يمنع أن يكون هو الملك القادم، الملك المنتظر، فالمسيح لم يملك على بني إسرائيل يوماً واحداً، وما حملت رسالته أي خلاص دنيوي لبني إسرائيل، كذاك النبي الذي ينتظرونه، بل كثيراً ما هرب المسيح خوفاً من بطش اليهود، فأين هو من الملك الظافر الذي يوطئه الله هامات أعدائه، وتدين الأرض له ولأمته.

فالنبي الآتي يسحق ملوك وشعوب زمانه كما أخبر يعقوب "يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوب" (التكوين 49/10)، وقال عنه داود: "تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار، جلالك وبهاءك، وبجلالك اقتحم. اركب من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف، نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك، شعوب تحتك يسقطون. كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك " (المزمور 45/1 - 6).

أما المسيح عليه السلام فكان يدفع الجزية للرومان "ولما جاءوا إلى كفر ناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا: أما يوفي معلمكم الدرهمين؟ قال: بلى، فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلاً: ماذا تظن يا سمعان، ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس: من الأجانب، قال له يسوع: فإذا البنون أحرار، ولكن لئلا نعثرهم اذهب إلى البحر وألق صنارة والسمكة التي تطلع أولاً خذها، ومتى فتحت فاها تجد أستاراً، فخذه وأعطهم عني وعنك" (متى 17/24-27).

والمسيح رفض أن يكون حتى قاضياً بين اثنين يختصمان، فهل تراه يدعي الملك والسلطان، "قال له واحد من الجمع: يا معلّم، قل لأخي أن يقاسمني الميراث، فقال له: يا إنسان من أقامني عليكما قاضياً أو مقسّماً" (لوقا 12/13-14).

وقد يشكل هنا ما جاء في قصة المرأة السامرية التي أتت المسيح ورأت أعاجيبه وآياته فأخبرته بإيمانها بمجيء المسيا، فكان جوابه لها أنه هو، " قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي، فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء، قال لها يسوع: أنا الذي أكلمك هو" (يوحنا 4/25-26).

ولست أشك في وقوع التحريف في هذه العبارة، بدليل أن هذا النص يخالف ما عهدناه من المسيح، وبدليل أن أحداً من التلاميذ – بما فيهم يوحنا كاتب القصة- لم يكن يسمع حديثه، وهو يتحدث مع المرأة، فلا يعرفون عن موضوع الحديث بينهما " قال لها يسوع: أنا الذي أكلمك هو، وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقل أحد: ماذا تطلب؟ أو لماذا تتكلم معها " (يوحنا 4/26-27).

وأوضح الأدلة على وقوع التحريف في ادعاء أنه المنتظر أن المرأة التي رأت أعاجيبه، وقال لها هذا القول المدعى، لم تكن تؤمن أنه المسيح المنتظر، لأنها لم تسمع منه ذلك، ولو سمعته لآمنت وصدقت، فقد انطلقت تبشر به، وهي غير متيقنة أنه المسيح المنتظر "فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس: هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت، ألعل هذا هو المسيح؟" (يوحنا 4/28-29).

ومما تقدم ظهر جلياً أن المسيح لم يدع أنه المسيح الذي تنتظره اليهود.

هل قال محمد صلى الله عليه وسلم عن نفسه أنه النبي المنتظر؟

رأينا أن المسيح عليه السلام لم يدع أنه النبي المنتظر، فهل أخبر محمد صلى الله عليه وسلم أنه ذلك النبي الموعود، الذي بشرت به الأنبياء؟
إن وجود البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم في كتب الأنبياء من أهم ما أكدت عليه النصوص القرآنية والنبوية، التي أخبرت أنه ما من نبي إلا وذكّر أمته بأمر هذا النبي، وأخذ عليهم في ذلك الميثاق لئن بعث محمد صلى الله عليه وسلم ليؤمنن به، قال تعالى { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم أصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين } (آل عمران: 81) وقال علي رضي الله عنه: ( ما بعث الله نبياً آدم فمن دونه إلا أخذ عليه الميثاق: لئن بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وليتبعنه). (رواه الطبري في تفسيره 3/332).

ومن هؤلاء الأنبياء إبراهيم عليه السلام، حيث دعا { ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم } (البقرة: 129).

ومنهم عيسى عليه السلام { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } (الصف: 6).

وقد قال صلى الله عليه وسلم: (( إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: أنا دعوة إبراهيم وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج منها نور ساطع أضاءت منه قصور الشام )). ( رواه أحمد في المسند 4/127، وابن حبان في صحيحه ح 6404)

ولما كان اهتمام الأنبياء بالنبي الخاتم بالغاً كان من الطبيعي أن تتحدث كتبهم عنه وعن صفاته وأحواله.

وقد أكد القرآن الكريم على وجود البشارة بنبينا في كتب اليهود والنصارى فقال: { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } (الأعراف: 157).

وقال الله تعالى ذاكراً وجود النبوءات عن محمد صلى الله عليه وسلم وعن أمته وأصحابه في التوراة والإنجيل: { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً } (الفتح: 29)

ولم يخبر القرآن الكريم- بالتفاصيل - عن صفات رسول الله وأحواله المذكورة في كتب أهل الكتاب، لكنه أخبر عن حقيقة مهمة، وهي أن أهل الكتاب يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم معرفتهم أبناءهم، لكثرة ما حدثتهم الأنبياء والكتب عنه صلى الله عليه وسلم { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون } (الأنعام:20)

وهذه المعرفة ولا ريب تصدر عن كثرة أو وضوح البشارات الواردة في كتبهم عنه عليه الصلاة والسلام.

وسنحاول خلال الصفحات القادمة تلمس بعض هذه النبوءات، راجين أن نوفق في إزالة الكثير مما أصابها من غبار التحريف، محترزين عن الكثير من سوء الفهم الذي وقع فيه النصارى في فهم هذه النبوءات.


وننتظر بدورنا ردك حول هذا الكلام.


سورة المائدة 48

وأنزلنا عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ...



السؤال40 : إذا كان القرآن مصادقا على ما هو مكتوب بالكتاب المقدس فإذا هو غير محرف ولماذا يمنع المسلمون من قراءته ولماذا لايؤمنون به فهم بهذا يخالفون كتابهم . وإذا كان القرآن مهيمنا عليه لماذا لم يحتفظوا بنسخة

واحدة منه من التي كتبت قبله ليثبتوا موضوع التحريف ؟ إذا القرآن والمسلمين أخطأوا في مهمتهم
الجواب
قد سبق الاجابة عن هذا في الأجوبة عن أسئلتك السابقة

ومعنى الآية: لقد أنزلنا التوراة على موسى، والإِنجيل على عيسى، وأنزلنا إليك يا محمد الكتاب الجامع لكل ما اشتملت عليه الكتب السماوية من هدايات وقد أنزلناه ملتبسا بالحق الذى لا يحوم حوله باطل، وجعلناه { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَابِ } أى: مؤيداً لما فى تلك الكتب التى تقدمته: من دعوة إلى عبادة الله وحده، وإلى التمسك بمكارم الأخلاق. وجعلناه كذلك " مهيمنا عليها " أى: أمينا ورقيبا وحاكما عليها. والمعنى: لقد أنزلنا التوراة على موسى، والإِنجيل على عيسى، وأنزلنا إليك يا محمد الكتاب الجامع لكل ما اشتملت عليه الكتب السماوية من هدايات وقد أنزلناه ملتبسا بالحق الذى لا يحوم حوله باطل، وجعلناه { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَابِ } أى: مؤيداً لما فى تلك الكتب التى تقدمته: من دعوة إلى عبادة الله وحده، وإلى التمسك بمكارم الأخلاق. وجعلناه كذلك " مهيمنا عليها " أى: أمينا ورقيبا وحاكما عليها.

ودائما يتحدث عن الكتب الأصلية المنزلة ،، وهنا يقول رب العزة أن ماجاء به القرآن ومحمد عليه الصلاة والسلام هول نصديق للكتب الأصلية التي انزلها الله على موسى وعيسى عليهما السلام،، ولا يتحدث عن الكتب المحرفة.،، اما مسألة الاحتفاظ بكتابك فهذا يجب ان تسأل عنه أجدادك الذين حرفوه،، اما نحن المسلمون فيكفينا اثباث التحريف في كتابك وتقديم كتاب وكلام الرب الحقيقي وهو القرآن الكريم.

فخر الدين المناظر
07-17-2008, 04:08 PM
سورة المائدة 110

إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد

وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرىء الأكمة والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني ...



السؤال41 : هنا ينسب القرآن للمسيح تكلمه في المهد والإنجيل لم يقل ذلك فإذا كان فعلا تكلم في المهد فماذا قال ولمن ؟ ومالفائدة من تكلمه في المهد ؟ فإذا كانت للبركة لماذا لم يذكرها الإنجيل لماذا حجبها الله سبعة قرون ثم أعلنها لمحمد ؟ . وإذا كان المسيح نبي كباقي الأنبياء كما يقول المسلمون لماذا أعطيت له وحده القدرة على خلق الطير من الطين ؟ أليس الله وحده هو القادر على الخلق لماذا نسبت هذه الصفة للمسيح وحده في القرآن ؟

وعملية النفخ في جبلة الطين هذه نسبت فقط لله الخالق في التوراة عندما قال في سفر التكوين 2 : 7 وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة . وهنا ينسبها القرآن للمسيح لماذا ؟

وإذا كان المسيح نبيا كباقي الأنبياء لماذا نسب له القرآن صنع عجائب لم يصنعها غير الله وحده . كإبراء

الأكمة ( الأعمى ) والأبرص وإخراج الموتى . فإذا ذهبنا الى الإنجيل بحسب الرسول متى 11 : 2-6

أما يوحنا فلما سمع بأعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه , وقال له : أنت هو الآتي أم ننتظر آخر فأجاب يسوع وقال لهما اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران , العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون وطوبى لمن لا يعثر في .

وهذا ما تنبأ عنه الأنبياء في التوراة وبالأخص النبي أشعياء في كتابه إصحاح 42 : 6 أنا الرب دعوتك

بالبرفامسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة . ففي المسيح وحده تمت هذه النبوة الذي أعطى عيونا للعمي .

وموضوع البرص: المسيح وحده قدر أن يقترب من الأبرص ويلمسه ويشفيه دون أن يتأثر فهو أخطر مرض معدي . وهو وحده قدر أن يخرج الموتى من القبر كما فعل مع لعازر بعد موته بأربعة أيام . فشهادة القرآن هذه عن المسيح تجعله أكثر من نبي عادي . فمن هو ياترى ؟ سؤال برسم الإجابة .

الجواب

ومرة أخرى يتضح لي انك لا تفقه شيئا في الإسلام ولم تقرأ القرآن الكريم ،، لأنك لو قرأته لاتضح لك أن المسيح عليه السلام تكلم في المهد لتبرئة مريم من التهمة الشنيعة التي اتهمها بها اليهود ولدفع التهمة عنها وانها معجزة وهبه اياها الله سبحانه وتعالى ،

كما جاء في القرآن الكريم

{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَفَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) }

ولو كنت قرأت القرآن لقرأت ماقاله المسيح عليه السلام حين تكلمه في المهد في تتمة الآيات من سورة مريم

{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً } * { وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً } * { وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً } * { وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً }

أما حول معجزة تكلم المسيح في المهد فأنقل للتخفيف على نفسي من عناء الإجابة على كل نقطة ما اجاب عنه اخي الكريم د.خطاب المصري حول هذه الشبهة



أقول والله المستعان , القرآن أخبرنا أن المسيح عليه السلام تكلم في المهد وهكذا أخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم , ولم يكن للمسلمين مصلحة في إظهار ذلك أو إخفاءه كما يعلم الجميع ولم يكن الخوض فيه من باب ضرر أو مصلحه للمسلمين إنما هو كلام الله وهكذا حدث يقيناً , كما سترى بالدليل من الكتاب المقدس .



ثانياً : فإن الأناجيل لم تظهر جميع حالات يسوع في كل وقت من الزمان , فالفترة ما بين طفولة يسوع إلى مرحلة تعميده وبعثته مجهولة تماماولم يذكرها أحد من أصحاب الأناجيل .



ثالثاً : هناك الكثير من الأناجيل التي رفضها قسطنطين ومجمعه في القرن الرابع وبين فابري سيوس أن منها موضوعه في ثلاث مجلدات ويربوا عددها على السبعين وإختفت , ومن بين الأناجيل التي سماها هي إنجيل الطفولة فأين ذلك الإنجيل حتى نرى ما فيه ؟



رابعاً : لقد ذكر الرسول ذلك وذكر القرآن ذلك في عهد الرسول أمام جميع النصارى في شبه الجزيرة العربية وخارجها ولم يصلنا إعتراض من أحد منهم على ذلك الكلام , مع العلم أن همهم الأول كان إبطال دعوة الرسول وقد جادلوه في الكثير من أمثال هل مريم بنت عمران هي أخت هارون ؟ فبين الرسول لهم أنهم كانوا ينسبون للصالحين من قومهم وليس أخوها نسباً أي من أمها وأبوها , فإن جادلوه في مثل هذا الأمر ألا يجادلوه فيما هو أهم منه ؟



خامساً : من قال أن الأناجيل الحالية لم تذكر أن يسوع تكلم في المهد ؟؟؟؟؟؟؟؟



إقرأ يا هداك الله ما أكتب وبنص الأناجيل هكذا :



هل تكلم عيسى فى المهد؟



لو لم يتكلم عيسى عليه السلام فى المهد ويُبرِّأ أمه ، لحكم اليهود على أمه بالحرق تبعاً لشريعتهم: (9 واذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست اباها.بالنار تحرق ) لاويين 21: 9، وبما أن اليهود لم يحرقوها ولم يمسوها بأذى ، فلابد أن تكون قد أتت بالدليل. والسؤال هو لماذا تركها اليهود ولم يحرقوها بالنار ؟؟ مع أنها كانت خادمة في الهيكل ؟؟ ستجد العجب هنا :



يحكى لنا لوقا 1 أعداد 57-66 : واما اليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابنا.58 وسمع جيرانها واقرباؤها ان الرب عظّم رحمته لها ففرحوا معها.59 وفي اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي وسموه باسم ابيه زكريا.60 فاجابت امه وقالت لا بل يسمى يوحنا.61 فقالوا لها ليس احد في عشيرتك تسمى بهذا الاسم. 62 ثم اومأوا الى ابيه ماذا يريد ان يسمى.63 فطلب لوحا وكتب قائلا اسمه يوحنا.فتعجب الجميع.64 وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله.65 فوقع خوف على كل جيرانهم.وتحدّث بهذه الأمور جميعها في كل جبال اليهودية.66 فاودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين اترى ماذا يكون هذا الصبي.وكانت يد الرب معه



من الذى انفتح فمه وتكلَّمَ؟ فلو انفتح فم زكريا عليه السلام وتكلم ، فلا عجب فى ذلك ، فهو كان صائماً عن الكلام بمحض إرادته مع مقدرته على الكلام ، وإلا لما سميناه صائماً ، بل قلنا إنه كان أخرص. فلماذا تعجب الناس إذن ووقع خوف على جيرانهم؟ هل لأن الرجل النبى الذى كان يتكلم معهم ويعلمهم تكلم الآن أيضاً؟ لا ، بل لأن المتكلم كان الطفل الذى فى المهد ، وهو لم يكن يوحنا المعمدان ، بل كان عيسى عليه السلام نفسه ، وقد نسبوا هذه القصة ليوحنا حتى يبرأوا أنفسهم من دم المسيح عيسى ابن مريم (على زعمهم) ، والدليل على ذلك قول النص بعدها تعقيباً على كلام الصبى: أترى ماذا يكون هذا الصبى ؟؟؟؟؟؟؟



كتبه العبد الفقير : خطاب المصري





أما المعجزات فلكل نبي معجزات يمنحها الله عز وجل له ،، ولاحظ دائما في الآيات يقول *باذني* أي بإذن الله سبحانه وتعالى ،، أما قولك ان المسيح وحده هو الذي انفرد بمثل هاته المعجزات فقول كاذب وخاطئ ،، لأنه يوجد في كتابك أنبياء أحيوا الموتي وشفوا الأبرص واتركك مع فصل من كتاب الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟ للدكتور منقذ السقار

المعجزات لا تدل –حسب الكتاب المقدس- على النبوة فضلاً عن الألوهية :

ثم كيف للنصارى أن يعتبروا معجزات المسيح دالة على ألوهيته، وهو يقول:"الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها" (يوحنا 14/12)، أي يستطيع المؤمنون شفاء المرضى بل وإحياء الموتى، وعليه لا تصلح في الدلالة على الألوهية.

وفعل العجائب لا يدل على الصدق فضلاً عن النبوة أو الألوهية، فإن المسيح ذكر بأن كذبة سيفعلون المعجزات ويزعمون أنهم باسم المسيح فقد ذكر متى أن المسيح قال: " ليس كل من يقول لي : يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات، وكثيرون سيقولون في ذلك اليوم: يا رب أخرجنا الشياطين باسمك، وصنعنا قوات كثيرة، فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط، فاذهبوا عني يا فاعلي الإثم". (متى7/21-23).

الميلاد العذراوي

لقد كانت ولادة المسيح من غير أب بشري إحدى أعظم معجزاته عليه السلام، وقد تعلق بها القائلون بألوهيته، يقول ياسين منصور: " لو لم يولد المسيح من عذراء لكان مجرد إنسان ".

وهو بحق كذلك ، بدليل أن بعض المخلوقات يشاركن المسيح في صورة هذه المعجزة الباهرة , أي ولادته من عذراء، من غير أب، فأصول سائر المخلوقات ومنهم البشر لا أب لهم ولا أم، ووجود آدم خلقاً سوياً أكبر وأكمل من خلقة المسيح الذي خلق جنيناً في بطن أمه ثم كبر بعد ذلك ونما.

الميلاد من غير أب أعجوبة ولا ريب، لكنها لا تقتضي الألوهية بحال، ولو اقتضاها لاقتضى ألوهية آدم وحواء، فقد ولد آدم من غير أب ولا أم، وولدت حواء من آدم ولا أم لها، وذلك هو ما نبه إليه القرآن الكريم [ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ] ( سورة آل عمران ، آية:59)

و رغم المثلية القائمة بين آدم وعيسى من جهة ميلادهما من غير أب، إلا أن آدم يتميز عن عيسى بـأمور منها :

أن آدم عليه السلام لم يخرج من بين نجو وطمث، وأيضاً فإن الله أسجد له ملائكته، وعلمه الأسماء من علمه، كما كانت الجنة منـزله، وقد تولى الله مناجاته بنفسه دون أن يرسل إليه رسولاً إلى غير ذلك مما لم يكن لعيسى ولا غيره.

فما دام مميزاً بكل هذه المميزات، فلم لا تقول النصارى بألوهيته؟!

وممن فاق المسيح في هذه المعجزة – حسب الكتاب المقدس - ملكي صادق كاهن ساليم في عهد إبراهيم، فإن بولس يزعم أن لا أب له ولا أم ولا بداية ولا نهاية، يقول: "ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي… بلا أب، بلا أم، بلا نسب، لا بداءة أيام له ولانهاية حياة، بل هو مشبه بابن الله، هذا يبقى كاهناً إلى الأبد" (عبرانيين 7/1-3)، فلم لا يقول النصارى بألوهية ملكي صادق ؟

ومثل هذا أيضاً يلزم النصارى بحق الملائكة فهم أيضاً خلقوا من غير أب ولا أم، بل ولا طين، لكن النصارى لا تسميهم آلهة.


معجزة إحياء الموتى

ومعجزة إحياء الموتى معجزة عظيمة من معجزات المسيح التي أثبتها القرآن، وأخبر بأنها من عند الله [ وأحيي الموتى بإذن الله ] (سورة آل عمران ، من آية:49)، وهو ما يتفق أيضاً مع الإنجيل ، فقد قال عيسى للذين شاهدوه وعاصروه : " لست أفعل من ذاتي شيئاً، لكنني أحلم بما أسمع، لأني لست أنفذ إرادتي، بل إرادة الله الذي بعثني " (يوحنا 6/38).

لكن النصارى يصرون على أن إحياء الموتى يدل على ربوبية المسيح وألوهيته، ويتجاهلون نصوصاً كتابية أسندت ذات الفعل لغير المسيح , فلم لا تقول النصارى بألوهيتهم ؟!

فلئن كان المسيح أحيا لعازر (انظر يوحنا 11/41-44)، فإن إلياس أحيا ابن الأرملة "وقال أيها الرب الهي أيضا إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأتَ بإماتتك ابنها – وحاشا لله أن يسيء-. فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ إلى الرب وقال: يا رب الهي لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه.

فسمع الرب لصوت إيليا، فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش." (انظر ملوك (1) 17/19-24).

واليسع أيضاً أحيا ميتين أحدهما حال حياته، والآخر بعد وفاته، فقد أحيا ابن الإسرائيلية التي جاءته " دخل اليشع البيت، وإذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره. فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلّى إلى الرب. ثم صعد واضطجع فوق الصبي، ووضع فمه على فمه، وعينيه على عينيه، ويديه على يديه، وتمدّد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك وصعد وتمدّد عليه، فعطس الصبي سبع مرّات ثم فتح الصبي عينيه" (انظر ملوك (2) 4/32-36).

كما أحيا اليسع بقدرة الله بعد موته ميتاً وضعه أهله على قبر اليسع، فعاد حياً " فيما كانوا يدفنون رجلا إذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر اليشع، فلما نزل الرجل ومس عظام اليشع عاش وقام على رجليه" (انظر ملوك(2) 13/21).

وحزقيال النبي أحيا بشراً كثيراً إذ فر قومه وهم ألوف حذر الوباء، فأماتهم الله ثم جاءهم نبيهم، فقال لهم: " فقال لي تنبأ للروح تنبأ يا ابن آدم وقل للروح: هكذا قال السيد الرب، هلم يا روح من الرياح الأربع، وهبّ على هؤلاء القتلى ليحيوا. فتنبأت كما أمرني، فدخل فيهم الروح، فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جداً جداً". (انظر حزقيال 37/9-10).

والعجب من استدلال النصارى بإحياء الموتى لإثبات ألوهية المسيح مع أنهم أثبتوا هذه القدرة للحواريين، والمقصود ما جاء قصة إحياء بطرس لطابيثا , فقد جاء في أعمال الرسل أن بطرس أحيا طابيثا بعد أن ماتت وغسلها أهلها " وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا الذي ترجمته غزالة.... وحدث في تلك الأيام أنها مرضت وماتت.فغسلوها ووضعوها في عليّة. ... فأخرج بطرس الجميع خارجاً وجثا على ركبتيه وصلّى، ثم التفت إلى الجسد وقال: يا طابيثا قومي.ففتحت عينيها.ولما أبصرت بطرس جلست" ( أعمال 9/36-41).

كما يغفل النصارى عن تلك النصوص التي تتحدث عن موت المسيح الذي عجز عن دفع الموت عن نفسه، كما عجز عن ردها إلى الحياة من جديد، حتى أعاده الله وأقامه من الأموات، وقد تكاثرت النصوص على إيراد هذه الحقيقة حتى بلغت خمسة عشر نصاً ، منها " فيسوع هذا أقامه الله" (أعمال 2/32)، ومنها "ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات " (أعمال 3/15)، وكذا "المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم، الذي أقامه الله" (أعمال 4/10).


معجزة شفاء المرضى

ولئن كان عيسى قد شفى الأبرص (انظر متى 8/3) فإن اليسع شفى أبرصاً، وأمرض آخر وذريته من بعده بالبرص " فأرسل إليه اليشع رسولاً يقول: اذهب واغتسل سبع مرّات في الأردن فيرجع لحمك إليك وتطهر.....فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد.وخرج من أمامه أبرص كالثلج" (انظر ملوك (2) 5/10-27).

ففي المرة المقبلة لا تستخدم أسلوب التدليس وتحاول الضحك على عقول المسيحيين البسطاء.




إذ قال الحواريون ياعيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين قالوا نريد أن نأكل منها وتطمأن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين قال عيسى ابن مريم اللهم انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وانت خير الرازقين.



السؤال42 : نتساءل من أين أتى بهذه القصة التي لا وجود لها على الإطلاق في الإنجيل .

فأولا الحواريين ( التلاميذ ) لم يقولوا ولا مرة واحدة للمسيح ياعيسى ابن مريم ولم يكن اسمه عيسى بل يسوع

ولم يذكر اسم أمه عندما يذكر إسمه . وإذا كان المقصود بذكر اسم أمه مع إسمه أن ليس له أب

ارضي فلا مانع بذلك . وأرجوا أن يذكر هذا الأمر المسلمين أن مريم حبلت به من الروح القدس ( أي روح الله القدوس ) وهذا الأمر لم يحصل مع أي نبي آخر ولا حتى أي إنسان آخر

ثانيا الحواريين لم يكونوا بحاجة لأعجوبة إحضار طعام من السماء حتى يؤمنوا به وهذا يعرفه القاصي والداني

فأول أعجوبة صنعها يسوع كانت تحويل الماء الى خمر في عرس قانا وعندما رأوها آمنوا به .

وهو هنا ينسب أمر سخيف الى التلاميذ ( الحواريين ) قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم

أن قد صدقتنا . أي أنهم يريدون أن يجربوه هل يستطيع أن يطعمهم , فبهذا يعلمون أنه صادق . هل

لم تكن كافية عجائبه مع الناس لكي يصدقوه ؟ والأكثر من هذا أنه صنع معهم هذه الأعجوبة حتى يصدقوه كما يقول هنا.

نتساءل إذا كان هذا كلام الله ؟؟؟؟.
الجواب

أولا الروح القدس ليس هو الله ،، وانما الروح القدس من معتقدنا هو جبريل عليه السلام وهو ملاك مخلوق

تانيا القصة موجودة في معتقدكم حيث اكثر الطعام،، فلا تحاول خداع القارئ

ثالثا الحوارييون أرادوا أن تطمئن قلوبهم خاصة في الظروف التي عاشوها ،، والحواريون عندك كان منهم من خان المسيح عليه السلام وسلمه لليهود وهو يهوذا ،، فهل تستنكر امر طلب الحواريين مائدة منزلة من السماء لتطمئن قلوبهم ولا تستنكر أن احد هؤلاء الحواريون خان المسيح عليه السلام؟؟؟ سبحان الله على العقول التي طارت.




سورة الإنعام 25

...حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين .



السؤال43 : لماذا قال المعارضين لمحمد أن قصصه هي أساطير الأولين . الجميع يعلمون أن لا دخان

بدون نار ولا مطر بدون ماء فلو لم يكن كلامه من الأساطير لما قالوا له ذلك . فإذا كان الأمر عدم تصديق فقط لقالوا له أنت تكذب مثلا أو هذا غير معقول أو أن الكتاب المقدس يقول غير ذلك

كموضوع صدق دعوته كنبي وطلبهم منه أعجوبة وحي .



الجواب

اولا حذفت كل الخرافات التي اتيت بها انت في هذا السؤال ،، نظرا لأن معظم الكتب التي جئت بها لا يوجد فيه الكلام الذي ذكرته ،، فمثلا معتقد الفرس ان الههم تجسد وصلب ثم بعد ذلك طاف العالم ثم أسري ولم يرد انه ذهب على براق الى السماء مثل معجزة الاسراء والمعراج.

بوذا مثلا لم يولد تحت نخلة كما تزعم انت ،، الى ىخره من الخرافات التي ذكرتها والتي لا معنى لها ولا أساس لها من الصحة.

وماقاله الكفار كان فقط تهربا من الحق ،، فمرة يقولون انه سحر مستمر وأنه قول ساحر ،، ومرة يقولون أنه قول شاعر ، ومرة يقولن انه قول كاهن ،،ومرة يقولون انه أساطير الاولين ،،، والقرآن والرسول عليه السلام يفندان تلك الادعاءات.

اما من يشابه الوثنية فهو كتابك ومعتقدك وأحيلك لهذان الرابطان للتوسع أكثر في هذا المجال

http://arabic.islamicweb.com/christianity/pagan_christianity.htm



http://arabic.islamicweb.com/christianity/christianity_vs_hindu.htm






ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف

وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيا عيسى والياس كل من الصالحين واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين

السؤال44 : لماذا هذا الإنتقال من اسم لآخر دون مراعاة للتسلسل الزمني لماذا التسلسل الزمني محترم ودقيق في الكتاب المقدس وغير محترم في القرآن هل الله كان يهمه هذا في الأول ولم يعد يهمه في الثاني ؟؟ فلو كان هذا الأمر غير مراعى في الكتاب المقدس لكان محط هجوم المسلين عليه ؟؟

الجواب

هذه من بلاغة القرآن المعجزة وهي حجة عليك وسوف نقف مع الآيات وقفة لاهميته ثم ألون لك الجواب على اعتراضك باللون الاخضر

{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَإِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * في الآية مسائل:

المسألة الأولى: اعلم أنه تعالى لما حكى عن إبراهيم عليه السلام أنه أظهر حجة الله تعالى في التوحيد ونصرها وذب عنها عدد وجوه نعمه وإحسانه عليه. فأولها: قوله: { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا ءاتَيْنَـٰهَا إِبْرٰهِيمَ } والمراد إنا نحن آتيناه تلك الحجة وهديناه إليها وأوقفنا عقله على حقيقتها. وذكر نفسه باللفظ الدال على العظمة وهو كناية الجمع على وفق ما يقوله عظماء الملوك. فعلنا، وقلنا، وذكرنا. ولما ذكر نفسه تعالى ههنا باللفظ الدال على العظمة وجب أن تكون تلك العظمة عظمة كاملة رفيعة شريفة، وذلك يدل على أن إيتاء الله تعالى إبراهيم عليه السلام تلك الحجة من أشرف النعم، ومن أجل مراتب العطايا والمواهب. وثانيها: أنه تعالى خصه بالرفعة والاتصال إلى الدرجات العالية الرفيعة. وهي قوله: { نَرْفَعُ دَرَجَـٰتٍ مَّن نَّشَاء } وثالثها: أنه جعله عزيزاً في الدنيا، وذلك لأنه تعالى جعل أشرف الناس وهم الأنبياء والرسل من نسله، ومن ذريته وأبقى هذه الكرامة في نسله إلى يوم القيامة، لأن من أعظم أنواع السرور علم المرء بأنه يكون من عقبه الأنبياء والملوك، والمقصود من هذه الآيات تعديد أنواع نعم الله على إبراهيم عليه السلام جزاء على قيامه بالذب عن دلائل التوحيد، فقال: { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـٰقَ } لصلبه { وَيَعْقُوبَ } بعده من إسحق.

فإن قالوا: لم لم يذكر إسمعيل عليه السلام مع إسحق، بل أخر ذكره عنه بدرجات؟ قلنا: لأن المقصود بالذكر ههنا أنبياء بني إسرائيل، وهم بأسرهم أولاد إسحق ويعقوب. وأما إسمعيل فإنه ما خرج من صلبه أحد من الأنبياء إلا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز ذكر محمد عليه الصلاة والسلام في هذا المقام، لأنه تعالى أمر محمداً عليه الصلاة والسلام أن يحتج على العرب في نفي الشرك بالله بأن إبراهيم لما ترك الشرك وأصر على التوحيد رزقه الله النعم العظيمة في الدين والدنيا، ومن النعم العظيمة في الدنيا أن آتاه الله أولاداً كانوا أنبياء وملوكاً، فإذا كان المحتج بهذه الحجة هو محمد عليه الصلاة والسلام امتنع أن يذكر نفسه في هذا المعرض، فلهذا السبب لم يذكر إسمعيل مع إسحق.

وأما قوله: { وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ } فالمراد أنه سبحانه جعل إبراهيم في أشرف الأنساب، وذلك لأنه رزقه أولاداً مثل إسحق، ويعقوب. وجعل أنبياء بني إسرائيل من نسلهما، وأخرجه من أصلاب آباء طاهرين مثل نوح. وإدريس، وشيث. فالمقصود بيان كرامة إبراهيم عليه السلام بحسب الأولاد وبحسب الآباء.

أما قوله: { وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَـٰنَ } فقيل المراد ومن ذرية نوح، ويدل عليه وجوه: الأول: أن نوحاً أقرب المذكورين وعود الضمير إلى الأقرب واجب.

واعلم أنه تعالى ذكر أولاً أربعة من الأنبياء، وهم: نوح، وإبراهيم، وإسحق، ويعقوب. ثم ذكر من ذريتهم أربعة عشر من الأنبياء: داود، وسليمان، وأيوب، ويوسف، وموسى، وهرون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسمعيل، واليسع، ويونس، ولوطاً، والمجموع ثمانية عشر.

فإن قيل: رعاية الترتيب واجبة، والترتيب إما أن يعتبر بحسب الفضل والدرجة وإما أن يعتبر بحسب الزمان والمدة، والترتيب بحسب هذين النوعين غير معتبر في هذه الآية فما السبب فيه؟

قلنا: الحق أن حرف الواو لا يوجب الترتيب، وأحد الدلائل على صحة هذا المطلوب هذه الآية فإن حرف الواو حاصل ههنا مع أنه لا يفيد الترتيب ألبتة، لا بحسب الشرف ولا بحسب الزمان وأقول عندي فيه وجه من وجوه الترتيب، وذلك لأنه تعالى خص كل طائفة من طوائف الأنبياء بنوع من الإكرام والفضل.

فمن المراتب المعتبرة عند جمهور الخلق: الملك والسلطان والقدرة، والله تعالى قد أعطى داود وسليمان من هذا الباب نصيباً عظيماً.

والمرتبة الثانية: البلاء الشديد والمحنة العظيمة، وقد خص الله أيوب بهذه المرتبة والخاصية.



والمرتبة الثالثة: من كان مستجمعاً لهاتين الحالتين، وهو يوسف عليه السلام، فإنه نال البلاء الشديد الكثير في أول الأمر، ثم وصل إلى الملك في آخر الأمر.

والمرتبة الرابعة: من فضائل الأنبياء عليهم السلام وخواصهم قوة المعجزات وكثرة البراهين والمهابة العظيمة والصولة الشديدة وتخصيص الله تعالى إياهم بالتقريب العظيم والتكريم التام، وذلك كان في حق موسى وهرون.

والمرتبة الخامسة: الزهد الشديد والإعراض عن الدنيا، وترك مخالطة الخلق، وذلك كما في حق زكريا ويحيى وعيسى وإلياس، ولهذا السبب وصفهم الله بأنهم من الصالحين.

والمرتبة السادسة: الأنبياء الذين لم يبق لهم فيما بين الخلق أتباع وأشياع، وهم إسماعيل، واليسع، ويونس، ولوط. فإذا اعتبرنا هذا الوجه الذي راعيناه ظهر أن الترتيب حاصل في ذكر هؤلاء الأنبياء عليهم السلام بحسب هذا الوجه الذي شرحناه.



5
– سورة الأعراف 1

المص وكذلك في سورة هود 1 الر وسورة يوسف 1 والرعد 1 المر وسورة براهيم 1 الر وسورة

مريم 1 كهيعص

السؤال : ما معنى هذه الكلمات هل الله يعطي كلام غير مفهوم للناس هل كلامه طلاسم يحتاج الى

مفسرين جهابزة باللغة لكي نفهم القرآن ؟ لماذا هو مفهوم بالكتاب المقدس وغير مفهوم بالقرآن ؟

نتساءل فيما إذا كتبت هذه الكلمات كيفما اتفق عندما جمع القرآن من صدور الرجال ومن المكتوب

على جلود الحيوانات وعظامها . وهل كان الرجال صادقين في أقوالهم .



– سورة الأعراف 1

المص وكذلك في سورة هود 1 الر وسورة يوسف 1 والرعد 1 المر وسورة براهيم 1 الر وسورة

مريم 1 كهيعص

السؤال45 : ما معنى هذه الكلمات هل الله يعطي كلام غير مفهوم للناس هل كلامه طلاسم يحتاج الى

مفسرين جهابزة باللغة لكي نفهم القرآن ؟ لماذا هو مفهوم بالكتاب المقدس وغير مفهوم بالقرآن ؟

نتساءل فيما إذا كتبت هذه الكلمات كيفما اتفق عندما جمع القرآن من صدور الرجال ومن المكتوب

على جلود الحيوانات وعظامها . وهل كان الرجال صادقين في أقوالهم .

الجواب

راجع الاجابة على السؤال الاول في السلسلة الاولى من الردود

اما القرآن الكريم فان الرسول عليه السلام لم يمت الا والقرآن مكتوب على الرقاع ومحفوظ في الصدور. اضافة الى أن القرآن جمع في عهد الصحابة رضي الله عنهم وقد حصل اجماع على ان القرآن الذي جمع هو نفسه القرآن الموحى به.



فالحمد لله رب العالمين على بلاغة واعجاز القرآن الكريم،، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

تمت بحمد الله السلسلة الثالثة.

فخر الدين المناظر
07-17-2008, 04:15 PM
تـنـبـيـه

الجزء الرابع قد فُقد كما أسلفنا، والذي به الأجوبة على معظم الأسئلة وسوف أراسل الإخوة عسى ان يكونوا محتفظين بالتتمة.

منهج الردود

اعتمدنا في الردود على منهجية المقارنة بين الإسلام والنصرانية، بحيث تبين ان المنصر قد اعترض على أشياء موجودة في كتابه دون أن يدري !!! وهذا المنهج منهج معلوم بين المتخصصين في علم مقارنة الأديان .

أما مسألة الشدة في الأجوبة فمفادها إلى أن الكاتب يعرف خصال المنصر اللبناني الذي قام بتأليفها هذا الأخير الذي من شيمه الاستهزاء والاستخفاف والتجريح ... فعلى نفسها جنت براقش.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فخر الدين المناظر
05-07-2011, 04:03 AM
الجزء الرابع المفقود لازال مفقودا، به تتمة الردود ولائحة المراجع ... لعلي سأعثر عليه قريبا ..

إلى حب الله
05-07-2011, 06:26 PM
وفقك الله لإيجاده أخي الكريم ...
وربما ضاعت مني رسالة أو صورتها النهائية بعد الاستكمال والتنقيح :
ثم بمراسلة الإخوة الأفاضل : وجدتهم وقد أرسلوها لي من جديد ..
فعسى أن يمن الله عليك بمثله ..
وربما كان من وراء ذلك حكمة ًولا تدري ..
كإعادة الكتابة مثلا ًبعد تجديد أو استقراء لم يكن موجودا ًمن قبل ..
أو ربما أراد الله تعالى بك مضاعفة الأجر مرتين ..
فما عند الله لا يضيع ثوابه كما تعلم ..
والحمد لله على كل حال ..

فخر الدين المناظر
05-07-2011, 08:13 PM
بارك الله بك أخي أبو حب الله، فعلا هو كما تقول، فهذه الرسالة وقرينتها الموسومة بـ الأجوبة البهية على الأسئلة الغبية (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8503) تحتاجان إلى مزيد من التهذيب والتنقيح، لأني كتبتهما على عجل فقد كان الموقع قد دشن حملة للرد على مواقع المخالفين وحدد لها زمانا معينا.

سأجعل لهما وقتا بعد الفراغ من بحثين كنت قد وعدت بهما للمنتدى... والله المعين

أبو يحيى الموحد
05-07-2011, 11:16 PM
اخواني....اسألكم بالله ان تدعوا لي بالثبات على التوحيد.....هذه اول مشاركة لي معكم.............لا احد يبخل رجاءا...

فخر الدين المناظر
05-09-2011, 09:00 PM
اخواني....اسألكم بالله ان تدعوا لي بالثبات على التوحيد.....هذه اول مشاركة لي معكم.............لا احد يبخل رجاءا...

ثبتك الله وإيانا على التوحيد، وأصلح بالك، ورفع درجتك ...

خيرا أيتها الفاضلة ..