د. هشام عزمي
07-21-2008, 02:37 AM
بسم الله .. والحمد لله ..
والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد ..
فقد اطلعت على موضوع تصدر بعض المنتديات حول مفاهيم في الإلحاد يتناول ما سماه الكاتب "كليات العالم" ..
فعند الكاتب لا يهم إطلاقًا إثبات حدوث أفراد هذا العالم من شمس وقمر وجبل وشجر وغيرها ..
فهو يقول :
(( نحن حينما نقول ان العالم او الكون ازلي فنحن لانقصد بذلك الارض والشمس والقمر والمجرات ومجاميع المجرات وغيرها من تنظيمات اعلى ..
فحينما يأتي احدٌ باثبات ان هذه حادثة فان هذا الامر لايعنينا ..
لاننا لم نقل ان الشمس ازلية لكي يكون من يفند هذا مفنداً للالحاد ..
فهذه كلها جزئيات العالم او الكون ..
ونحن نقول ان كليات العالم هي الغير حادثة بل هي ازلية ومنها صدر العالم ))
فالأزلي عند الكاتب هو كليّ العالم لا الأجزاء والأفراد كهذا المكتب وهذا الجدار وهذه القطة النائمة وتلك المروحة ..
والمقصود بكليّ العالم هو ما يصدق عليه كل موجود في العالم ..
يقول الكاتب : (( اذن كلي العالم ماهو؟ هو هذا الذي يصدق عليه كل ماهو موجود في العالم )) ..
والكليّ في اصطلاح علماء المنطق هو ما يصدق على أفراد كثيرين ..
كالإنسان الذي يصدق على زيد وعمرو ..
وكالحيوان الذي يصدق على كلب الجيران وفيل أبرهة وحمار جحا ..
وهكذا ..
المهم ..
كليّ العالم عند الكاتب هو الأزلي وهو واجب الوجود وهو غير مخلوق ..
وهذا بلا شك قول باطل ! ..
لأن الكليّ هو مجرد مفهوم اعتباري في الذهن ولا وجود له في الخارج أو في الواقع ..
فالإنسان كمفهوم كلي قد ينطبق على زيد وعمرو لكن هذا المفهوم الكلي نفسه مجرد اعتبار في الذهن لا موجود حقيقي في الواقع ..
فعندما نقول الإنسان الكلي أو الحيوان الكلي أو النبات الكلي فهذه كلها اعتبارات ومفاهيم عقلية لا موجودات واقعية ..
إنما الموجود الواقعي فيها هو أفرادها وجزئياتها ..
أما الكليّ من حيث هو كليّ فاعتبار ذهني ومفهوم عقلي لا أكثر ..
يتحصل من هذا أن كليّ العالم ليس موجودًا فضلاً عن كونه واجب الوجود !!
فالكاتب يغفل حقيقة أن ما أسسه من مفهوم "كليات العالم" لا يمكن إثبات وجوده فضلاً عن إثبات أزليته ..
وعليه ينهار البنيان الهش الذي أسس عليه القول بأزلية العالم ..
ومن الطريف استطراد الكاتب :
(( نأتي الان لنشرح لماذا لايمكن ان يكون كلي العالم معلولاً؟ وانه لابد ان يكون هو واجب الوجود؟ ))
فقبل أن يتكلم عن عليّة الشيء من وجوب وجوده كان يجب عليه أن يثبت لنا وجود هذا الشيء أولاً ..
وهذا هو موطن الجهل والغفلة !
قالكاتب لم يثبت لنا أصلاً أن كليّ العالم الذي يتحدث عنه موجود واقعي متحقق ..
فكيف ينتقل منه إلى افتراض وجوب الوجود الذي هو وصف مضاعف للوجود ؟
وأطرف من هذا اعتراف الكاتب نفسه بأن ما افترضه من كليات العالم لا ماهية له ..
يقول : (( فكليات العالم لاتعريف ماهوي لها لانه لاماهية لها بل تعريفها آثاري )) ..
فكيف يوجد في الواقع شيء لا ماهية له ..
الحقيقة أنه غير موجود ..
وهكذا يتداعى البنيان الهش الذي بناه المسكين ليبرر به أزلية العالم من خلال إدعاء أزلية "الكليات" المزعومة ..
ولا نشغل أنفسنا بعد هذا بنقد ما بقى من موضوعه واستطراداته وتخبطاته ..
فإنه يكفينا - وزيادة - هدم الأساس ونقض البنيان ..
وليسقط بعدها على من فيه بما فيه ولا اكتراث ..
فإن ما بني على باطل فهو قطعُا باطل ..
وكلمة أوجهها لهذا الكاتب الذي يملأ المنتديات بكتاباته وتحذلقاته المليئة بالكوارث العقلية والمصائب الفلسفية ..
ويظن نفسه فيلسوفًا ، وهو عندي أجهل من ذباب المستنقعات ..
أقول له :
دع عنك الكتابة لست منها .. ولو سودت وجهك بالمداد
والحمد لله ، والصلاة والسلام على خير الأنام وسيد المرسلين .
والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد ..
فقد اطلعت على موضوع تصدر بعض المنتديات حول مفاهيم في الإلحاد يتناول ما سماه الكاتب "كليات العالم" ..
فعند الكاتب لا يهم إطلاقًا إثبات حدوث أفراد هذا العالم من شمس وقمر وجبل وشجر وغيرها ..
فهو يقول :
(( نحن حينما نقول ان العالم او الكون ازلي فنحن لانقصد بذلك الارض والشمس والقمر والمجرات ومجاميع المجرات وغيرها من تنظيمات اعلى ..
فحينما يأتي احدٌ باثبات ان هذه حادثة فان هذا الامر لايعنينا ..
لاننا لم نقل ان الشمس ازلية لكي يكون من يفند هذا مفنداً للالحاد ..
فهذه كلها جزئيات العالم او الكون ..
ونحن نقول ان كليات العالم هي الغير حادثة بل هي ازلية ومنها صدر العالم ))
فالأزلي عند الكاتب هو كليّ العالم لا الأجزاء والأفراد كهذا المكتب وهذا الجدار وهذه القطة النائمة وتلك المروحة ..
والمقصود بكليّ العالم هو ما يصدق عليه كل موجود في العالم ..
يقول الكاتب : (( اذن كلي العالم ماهو؟ هو هذا الذي يصدق عليه كل ماهو موجود في العالم )) ..
والكليّ في اصطلاح علماء المنطق هو ما يصدق على أفراد كثيرين ..
كالإنسان الذي يصدق على زيد وعمرو ..
وكالحيوان الذي يصدق على كلب الجيران وفيل أبرهة وحمار جحا ..
وهكذا ..
المهم ..
كليّ العالم عند الكاتب هو الأزلي وهو واجب الوجود وهو غير مخلوق ..
وهذا بلا شك قول باطل ! ..
لأن الكليّ هو مجرد مفهوم اعتباري في الذهن ولا وجود له في الخارج أو في الواقع ..
فالإنسان كمفهوم كلي قد ينطبق على زيد وعمرو لكن هذا المفهوم الكلي نفسه مجرد اعتبار في الذهن لا موجود حقيقي في الواقع ..
فعندما نقول الإنسان الكلي أو الحيوان الكلي أو النبات الكلي فهذه كلها اعتبارات ومفاهيم عقلية لا موجودات واقعية ..
إنما الموجود الواقعي فيها هو أفرادها وجزئياتها ..
أما الكليّ من حيث هو كليّ فاعتبار ذهني ومفهوم عقلي لا أكثر ..
يتحصل من هذا أن كليّ العالم ليس موجودًا فضلاً عن كونه واجب الوجود !!
فالكاتب يغفل حقيقة أن ما أسسه من مفهوم "كليات العالم" لا يمكن إثبات وجوده فضلاً عن إثبات أزليته ..
وعليه ينهار البنيان الهش الذي أسس عليه القول بأزلية العالم ..
ومن الطريف استطراد الكاتب :
(( نأتي الان لنشرح لماذا لايمكن ان يكون كلي العالم معلولاً؟ وانه لابد ان يكون هو واجب الوجود؟ ))
فقبل أن يتكلم عن عليّة الشيء من وجوب وجوده كان يجب عليه أن يثبت لنا وجود هذا الشيء أولاً ..
وهذا هو موطن الجهل والغفلة !
قالكاتب لم يثبت لنا أصلاً أن كليّ العالم الذي يتحدث عنه موجود واقعي متحقق ..
فكيف ينتقل منه إلى افتراض وجوب الوجود الذي هو وصف مضاعف للوجود ؟
وأطرف من هذا اعتراف الكاتب نفسه بأن ما افترضه من كليات العالم لا ماهية له ..
يقول : (( فكليات العالم لاتعريف ماهوي لها لانه لاماهية لها بل تعريفها آثاري )) ..
فكيف يوجد في الواقع شيء لا ماهية له ..
الحقيقة أنه غير موجود ..
وهكذا يتداعى البنيان الهش الذي بناه المسكين ليبرر به أزلية العالم من خلال إدعاء أزلية "الكليات" المزعومة ..
ولا نشغل أنفسنا بعد هذا بنقد ما بقى من موضوعه واستطراداته وتخبطاته ..
فإنه يكفينا - وزيادة - هدم الأساس ونقض البنيان ..
وليسقط بعدها على من فيه بما فيه ولا اكتراث ..
فإن ما بني على باطل فهو قطعُا باطل ..
وكلمة أوجهها لهذا الكاتب الذي يملأ المنتديات بكتاباته وتحذلقاته المليئة بالكوارث العقلية والمصائب الفلسفية ..
ويظن نفسه فيلسوفًا ، وهو عندي أجهل من ذباب المستنقعات ..
أقول له :
دع عنك الكتابة لست منها .. ولو سودت وجهك بالمداد
والحمد لله ، والصلاة والسلام على خير الأنام وسيد المرسلين .