المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأدلة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأن القرآن حق



مهاجر
08-04-2008, 05:44 PM
ومن البراهين المنطقية العقلية الدالة على أن القرآن كلام الله - تعالى - وعلى أن محمدا رسول الله : أن الله تحدّى كفار قريش لما كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم كغيرهم من مكذبي الأنبياء في الأمم السابقة ، وقالوا : إن القرآن ليس كلام الله ، تحدّاهم الله أن يأتوا بمثله ، فعجزوا على الرغم من أنه بلغتهم ، وبالرغم من أنهم أفصح الناس ، وعلى الرغم أن من بينهم كبار الخطباء والبلغاء وفحول الشعراء ، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله مكذوبات ، فعجزوا ، ثم تحدّاهم أن يأتوا بسورة واحدا ، فعجزوا ، ثم أعلن عجزهم .
وعجز جميع الجن والإنس عن الإتيان بمثله ، ولو كان بعضهم لبعض معينا ، فقال - سبحانه - : { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } . [ سورة الإسراء ، الآية : 88 ] .
فلو كان القرآن من كلام محمد أو غيره من الناس لقدر غيره من أهل لغته الفصحاء أن يأتوا بمثله ، ولكنه كلام الله - تعالى - ، وفضلُ كلام الله وسُموّه على كلام البشر كفضل الله على البشر .
وبما أنه ليس لله مثيل فليس لكلامه مثيل ؛ وبهذا يتبين أن القرآن كلام الله - تعالى - ، وأن محمدا رسول الله ؛ لأن كلام الله لا يأتي به إلا رسول من عنده ، وقال الله - تعالى - : { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } . [ سورة الأحزاب ، الآية : 40 ] ، وقال الله - تعالى - : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } . [ سورة سبأ ، الآية : 28 ] ، وقال الله - تعالى - في القرآن : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } . [ سورة الأنبياء ، الآية : 107 ] .
المعنى الإجمالي للآيات :
يخبر الله - تعالى - في الآية الأولى أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسوله إلى الناس كلهم ، وأنه خاتم أنبيائه ، فليس بعده نبي ، ويخبر أنه اختاره لحمل رسالته ، وليكون خاتما لرسله ؛ لأنه يعلم أنه أصلح الناس لذلك ، ويخبر الله - سبحانه - في الآية الأخرى : أنه أرسل رسوله محمدا للناس جميعا الأبيض والأسود ، والعرب وغير العرب ، ويخبر أن أكثر الناس لا يعلمون الحق ، لذا ضلّوا وكفروا بعدم اتباعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم .
ويخاطب الله رسوله محمدا عليه السلام في الآية الثالثة ، فيخبره أنه أرسله رحمة للعالم أجمع ، فهو رحمة الله التي تكرَّم بها على الناس ، فمن آمن به واتبعه فقد قبل رحمة الله وله الجنة ، ومن لم يؤمن بمحمد ولم يتبعه ، فقد رد رحمة الله ، واستحق النار والعذاب الأليم .
نداء للإيمان بالله وبرسوله محمد عليه الصلاة والسلام :
لذا ندعوك - أيها العاقل - إلى الإيمان بالله ربا ، وبرسوله محمد رسولا ، وندعوك إلى اتباعه ، والعمل بشريعته التي بعثه الله بها ، وهي دين الإسلام الذي مصدره القرآن العظيم ( كلام الله ) ، وأحاديث خاتم المرسلين ، محمد صلى الله عليه وسلم ، التي ثبتت عنه ؛ لأن الله عصمه ، فلا يأمر إلا بأمر الله ، ولا ينهى إلا عما نهى الله عنه ، فَقُل من قلب مُخلص : آمنت بأن الله ربي وإلهي وحده ، وقل : آمنت بأن محمدا رسول الله ، واتبعه ، فإنه لا نجاة لك إلا بذلك ، وفقني الله وإياك للسعادة والنجاة آمين .

tamazmazeen
08-08-2008, 12:12 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا