المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكمة من تعدد الرسل والرسالات وختم النبوة



ناصر الشريعة
08-05-2008, 02:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .
والصلاة والسلام على رسله وأنبيائه وخاتمهم محمد أتم الصلاة والتسليم ، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

هذا المزبور جواب سؤال عن الحكمة من تعدد الأنبياء والرسل ثم ختم النبوة بعد ذلك التعدد . وفيه إبطال المغالطة القائمة على جعل التعدد في الرسالات من التناقض والاختلاف .


دين جميع الأنبياء واحد هو الإسلام العام :

فإن جميع الرسل والأنبياء بعثهم الله بالدعوة إلى دين الإسلام ، وذلك أن الإسلام له معنيان ، عام وخاص ، فالخاص هو الشريعة التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأما الإسلام العام فهو ما جاء به جميع الأنبياء والرسل من آدم ونوح إلى محمد صلى الله عليهم وسلم ، يقول الله تعالى : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }

وهذا الإسلام العام هو جوهر الرسالات ويتضمن الإيمان بالله وملائكة وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وكثير من تفاصيلها ، ويتضمن الآداب والأخلاق والإحسان إلى الخلق .

يقول الله تعالى : { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ } .

وقال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }



النسخ في الشرائع الإلهية حكمة ربانية :

والفرق بين ما جاء به كل نبي ومن قبله إنما ينحصر في مجال الأحكام الفقهية إما نسخا كاملا لبعضها أو نسخا جزئيا لها ولشروطها وكيفياتها ، وأما ما عدا النسخ فلا يعتبر اختلافا أصلا وإنما هو من تنوع الأخبار وتفصيلها .

والحكمة من النسخ ظاهرة في كونه تربية للعباد من خلال منهج التدرج ، وابتلاء للناس في الانقياد لحكم الله تعالى ، وتحقيق المصلحة والخير للعباد في معاشهم ومعادهم ، إلى غير ذلك من الحكم العامة والحكم الخاصة بكل حكم ناسخ أو منسوخ . يقول الله تعالى : { مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

فمما سبق يعلم اتفاق الأنبياء والرسل ، وأن التنوع في مجال الأحكام الفقهية من حكمة التشريع الرباني .



بيان أوجه الحكمة في تعدد الرسل والرسالات :

فإن قيل: ما الحكمة من تعدد الأنبياء والرسل وإن كانوا متفقين غير مختلفين ؟

فنقول : من الحكمة في ذلك أمور كثيرة :

أولها : حِكم تعود إلى مقتضيات كمال الله عز وجل في أسمائه وصفاته وأفعاله :

فإن كمال الله عز وجل في أسمائه وصفاته يقتضي آثارا عظيمة خلق الله الخلق لأجلها ، فخلقهم لتحقيق التوحيد الذي تقتضيه وحدانيته ، وتحقيق علمه فيهم فلا يعزب عن علمه من خلقه مثقال حبة ، وتحقيق مقتضى ربوبيته بإيجادهم وإمدادهم وتربيتهم بالنعم ، وتحقيق مقتضى كرمه ورحمته ولطفه بما يغذيهم به من النعم الدينية والدنيوية ، وتحقيق مقتضى سلطانه وقهره وملكه بما يدبره في عباده ويجازي به من خرج عن طاعة أنبيائه .

ولا ينتهي الكلام في تعداد هذه الحكمة العظيمة العائدة إلى مقتضيات كمال الله عز وجل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله .

فبعثة الرسل إلى أقوامهم فيها من تحقيق مقتضيات كمال الله تعالى :

اصطفاؤه الرسل كما تشاء حكمته ، قال تعالى : { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }.

وظهور رحمته ، قال تعالى : { قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } .

وظهور عدله في إقامة الحجة على عباده ، قال عز وجل : { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} .

وظهور معيته لرسله بالنصرة ، وقهره لأعدائهم من المجرمين ، قال سبحانه وتعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }

والكلام في هذا لا نهاية له ، ولا يمكن توفيته حقه مهما اجتهد الإنسان فإن كمال الله عز وجل وحكمته مما لا يدرك نهايته ولا يحيط به علم أحد من الخلق .



ثانيها : حِكم تعود إلى ما يختص الله به الرسل والأنبياء :

ففي بعثهم وإرسالهم رفعة لهم وهدى ونور ، وزيادة في علومهم وأعمالهم ، يقول الله عز وجل : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }.

وفي نبوتهم صلاح لهم وفلاح ، ورحمة عظيمة تشملهم ، ومنة جليلة تعمهم ، يقول الله عز وجل : { وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا } ، وقال تعالى : { وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}

ورفع لدرجاتهم بصبرهم على تبليغ رسالة ربهم ، يقول الله تعالى : { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } .

وفي بعثهم إكرام لهم وسلام من الله يحفظهم ، يقول الله تعالى : { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } .

وفي إرسالهم زيادة في ثوابهم وأجرهم عند الله تعالى وقربهم منه جل وعلا ، قال تعالى : { وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ }

وفي بعثهم إيتاؤهم الحكمة ، كما قال تعالى : { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } ، وقال تعالى : { ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا } .

وفي بعثهم إعزاز لهم ونصرة على أعدائهم ، يقول الله عز وجل : { حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ }

وما أكثر الحكم العظيمة التي تحصل للأنبياء والرسل باصطفاء الله لهم ، وما سبق إنما هو غيض من فيض ، ولهذا كان الأنبياء أكثر العباد شكرا لله وثناء عليه وحمدا له .

يقول الله تعالى عن سليمان عليه السلام : { وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} .

وقال تعالى عن يوسف عليه السلام : { َقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} .



ثالثها : حِكم تعود إلى الناس مؤمنهم وكافرهم :

فمن ذلك هدايتهم وإرشادهم إلى الخير والحق ، يقول الله تعالى : { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } .

وإظهار الحجة والدلالة على الهدى والرشد ، وإقامة الحجة على الخلق ، يقول الله تعالى : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } ، وقال تعالى : { رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }

وتبشير من آمن بالنعيم والسعادة في الدنيا والآخرة ، وإنذار من كفر بالعقوبة والعذاب والشقاء في الدنيا والآخرة ، يقول الله تعالى : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ }

وليكونوا قدوة لهم من جنسهم البشري ، وأسوة حسنة يمتثلونها ويتبعون نهجهم ، يقول الله تعالى : { قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } ، وقال تعالى : { أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ }


وما في وجودهم بينهم من البركة الدينية والدنيوية ، يقول الله تعالى : { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} ، وقال تعالى : { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ } ، وقال تعالى : { فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

وما في شرعهم الحكيم من تحقيق مصالحهم وتنظيم معاملاتهم بالعدل ، يقول الله تعالى : {وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } ، ويقول الله عز وجل : { إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ}

وإصلاح نفوسهم وتزكيتها وتطهيرها ، وتقويم أخلاقهم وإحياء فطرهم وإنارة عقولهم وطمأنينة قلوبهم ، يقول الله تعالى : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } ،

وفي بعث الأنبياء والرسل صلاح في الأرض ومنع للفساد وتخفيف من شر كل ذي شر وفساده ، يقول الله تعالى : { وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } .

وقال تعالى : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} .

وقال تعالى : { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

والحِكم من بعث الأنبياء والرسل إلى أقوامهم كثيرة أيضا لا يمكن حصرها .


فتبين مما سبق عظيم حكمة الله تعالى في بعث الأنبياء والرسل .



ختم النبوة والرسالات بدين كامل محفوظ إلى قيام الساعة :

ثم أن الله عز وجل شاء بحكمته أن يختمهم بخير أنبيائه ورسله محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا }.

فلذلك خص الشريعة الإسلامية بخصائص توجب دوامها وكمالها ، دلالة على علم الله بما يصلح عباده وأنه الخبير بهم الحكيم في تدبيرهم كونا وشرعا .

فأغنت رسالته الكاملة المحفوظة إلى قيام الساعة عن بعث رسول بعده .

وقام العلماء الربانيون من بعده مقام أنبياء بني إسرائيل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة حجج الله في دينه وخلقه على الناس ، وبيان الحق والعلم لهم ، وإذا نزل عيسى عليه السلام آخر الزمان كان متبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولشريعته ، ولم يأت برسالة جديدة ولا كان في ذلك بعث من لم يكن قبل ذلك رسولا .




الحكمة من ختم النبوة والرسالات :

وفي ختم النبوة حكم كثيرة ، منها :

الابتلاء والاختبار الذي هو أحد الحكم العامة من الخلق والتشريع ، ولله أن يختبر عباده بما شاء وكيف شاء جل وعلا ، وما يترتب على هذا الاختبار من حكم عظيمة ومصالح كبيرة على التفصيل السابق ذكره .

وإكمال الرسالات كما أكمل دين الإسلام ، قال تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} .

وتبكيت الدجاجلة الكاذبين من مدعي النبوة وقطع الطريق عليهم بعد ختم النبوة ، وذلك لما يحصل من فساد الناس في مستقبل الزمان حتى أنه يكثر الدجاجلة من مدعي النبوة ، ثم يكون آخرهم أعظمهم فتنه وهو المسيح الدجال فيدعي النبوة ثم يدعي الربوبية !! فيرسل الله عيسى عليه السلام فيقتله ويكسر الصليب .

ودعوة البشرية أجمعين إلى شريعة واحدة تجمعهم في أمة واحدة بعد أن كان لكل جنس وقبيل رسول ، يقول الله تعالى : {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } ، وقال تعالى : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }

ورحمة العالمين برسالته الخاتمة ، ومظاهر الرحمة في هذه الرسالة الربانية كثيرة جدا ، ولهذا قال الله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } فحصر علة إرساله في رحمة العالمين به دلالة على ما في رسالته من الرحمة العامة والخاصة ، فالحمد لله على نعمة الإسلام .

والكلام على ما في الإسلام من حكمة تظهر بها حكمة ختم النبوة مما لا يستقصى ولا ينتهى فيه إلى حد .


فتبين مما سبق كثير من وجوه الحكمة من تعدد الأنبياء والرسل وختم النبوة ، وما لم نذكره أكثر وأعظم .

فسبحان من عظمت حكمته وتقدست عن أن يطلع خلقه على جميع حكمته ، بل ما غاب عنهم أكثر مما علموه ، وفيما علموه من حكمته حجة بالغة ، ونعمة سابغة توجب الإقرار به والتسليم لشرعه والإذعان لأمره ونهيه .

فالحمد لله أولا وآخرا ، وظاهرا وباطنا ، ونستغفر الله من كل زلل وتقصير ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .

alqods arabia
08-11-2008, 02:19 PM
وقام العلماء الربانيون من بعده مقام أنبياء بني إسرائيل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة حجج الله في دينه وخلقه على الناس ، وبيان الحق والعلم لهم ، وإذا نزل عيسى عليه السلام آخر الزمان كان متبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولشريعته ، ولم يأت برسالة جديدة ولا كان في ذلك بعث من لم يكن قبل ذلك رسولا .


شرحت و فصلت فكفيت ووفيت اخانا الفاضل
بورك فيك و في علمك .

ناصر الشريعة
08-11-2008, 10:56 PM
وفيك بارك الله .

وجزى الله علماء أهل السنة خيرا عن الإسلام والمسلمين ، فقد بينوا الحق للناس وأرشدوهم إلى معاني الكتاب والسنة على الوجه الصحيح بعيدا عن البدع والأهواء التي تلبس الحق بالباطل فيضل الناس عن سواء السبيل .

وما على مريد الخير إلا أن ينتفع بعلومهم وينسج على أثرهم ويقتدي بهداهم .

المتوكل بالله
08-11-2008, 11:25 PM
مرحبا
سؤالين اريد الاجابه عليهم
اولاً . لماذا لم ينزل الله دين واحد فقط ومن كفر به يذهب للجحيم , اوضح اكثر , لماذا لم ينزل الله على الانسان الاول كتاب واحد ويحفظه من التحريف ويجعله يصل لكل سكان الارض ومن كفر به يحق عليه القول , لماذا هذه المسرحية وكل هائولاء الانبياء الذين تجاوز عددهم مئة الف وهذه الكتب ؟؟؟ , ثانيا , وهل كلام الله وكتابه عند نفسه بسيط وليس له قيمه كي يسمح بتحريفه , مثل قولكم ان التوراة والانجيل فيها تحريف ؟؟

ناصر التوحيد
08-12-2008, 12:42 AM
يلزم كل هؤلاء الانبياء الذين تجاوز عددهم مئة الف فهم رسل هداية للبشر وتلزم هذه الكتب فهي كتب هداية
وكلام الله محفوظ ولو ضاعت الكتب السابقة
فالقران الكريم احتوى على ما حوته الكتب السابقة وزاد عليها .. فلا حكمة من وجودها وحفظها
الأديان السابقة مؤقتة والدين الإسلامي دائم وأبدي . وللعلم , الأديان السابقة من يهودية ونصرانية ليست سماوية لأن الدين الالهي واحد منذ بداية الخليقة وحتى نهايتها والإسلام دين كل انبياء الله ورسله وكل الانبياء كانوا على التوحيد والاسلام وختم الله الانبياء والرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم
الحكمة في حفظ الله القران وعدم حفظ الكتب التي قبله
لأن القران نزل للابد حتى نهاية الدنيا واما الكتب السابقة فمؤقتة .. فلا حكمة من وجودها وحفظها
وبعث الله رسله الى اقوام خاصة , فلم يبعث الله رسولا الى كل البشر الا النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يحفظ الله صحف إبراهيم لأن توراة موسى آتيه بعدها ولم يحفظ الله كل كتبه السابفة لأن كتابه القرآن الكريم آت بعدها
ولأن القران يحوي ما حوته الكتب السابقة وزاد عليها .. فلا حكمة من وجودها وحفظها
ولأن القرآن هو آخر الكتاب السماوية ونزل على آخر نبى هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو النبي الذى لا نبى بعده ولذلك تعهد الله بحفظه لأنه الكتاب الذى سيظل مع البشرية حتى قيام الساعة

alqods arabia
08-12-2008, 04:30 AM
مرحبا
سؤالين اريد الاجابه عليهم
اولاً . لماذا لم ينزل الله دين واحد فقط ومن كفر به يذهب للجحيم , اوضح اكثر , لماذا لم ينزل الله على الانسان الاول كتاب واحد ويحفظه من التحريف ويجعله يصل لكل سكان الارض ومن كفر به يحق عليه القول , لماذا هذه المسرحية وكل هائولاء الانبياء الذين تجاوز عددهم مئة الف وهذه الكتب ؟؟؟ , ثانيا , وهل كلام الله وكتابه عند نفسه بسيط وليس له قيمه كي يسمح بتحريفه , مثل قولكم ان التوراة والانجيل فيها تحريف ؟؟

عذرا على التطفل
اسمح لي ان اقول لك بان من تحمل اسمه قال للعالم بملئ فاه

العلم بدون دين أعرج، والدين بدون علم أعمى.

ناصر الشريعة
08-12-2008, 01:22 PM
تأدب يا أيها الزميل اللا أدري !!

فوصفك لبعث الأنبياء والرسل بأنه مسرحية !! تستحق عليه العقوبة لسوء لفظك وأدبك مع خير خلق الله تعالى !

واعتراضك دليل على عدم قراءتك أو عدم فهمك ، فقد طرحتُ هذا السؤال ضمن الموضوع وأجبت عنه ، وذلك السؤال هو :

" فإن قيل: ما الحكمة من تعدد الأنبياء والرسل وإن كانوا متفقين غير مختلفين ؟ "

وجوابه بقية الموضوع إلى نهايته ، فعجبا لك حين تسأل وحين تقرأ !!

وأما الكلام على مسألة تحريف الكتب السابقة فهنا :

http://eltwhed.com/vb/showthread.php?p=97409#post97409

فدع خلط الموضوعات ببعض .

الحياة حلوة
08-15-2008, 09:53 PM
جزاك الله خيرا يا ناصر الشريعة , لو تكرمت احلني على المراجع التي رجعت اليها في هذا الموضوع , ولك مني الشكر والتقدير

ناصر الشريعة
08-16-2008, 12:28 AM
وجزاك الله خيرا وبارك فيك .

ليس هناك مرجع محدد رجعت إليه فالكلام في الحكمة كثير معروف لا يخفى على أحد ، وأفضل ما في ذلك كلام شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله وجزاهما عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء

موضوع الحكمة عامة إن شئت مراجعة الكتب فيها فمن أفضل من بسط الكلام فيها بعبارة مؤثرة وحجج نيرة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل ، وكتابه مفتاح دار السعادة ، ولا يخلو له كتاب في بيان وجوه الحكمة .

وفي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في الحكمة خير كثير وفائدة عظيمة وتأصيل جامع لمن تتبعه ورجع إليه .

shadow
09-04-2008, 09:17 AM
الأديان السابقة من يهودية ونصرانية ليست سماوية

ياراجل
امال ايه؟

ناصر التوحيد
09-04-2008, 10:00 AM
الأديان السابقة من يهودية ونصرانية ليست سماوية بل بشرية لأن الدين الالهي واحد منذ بداية الخليقة وحتى نهايتها وهو دين الاسلام .. ولأن انبياء الله مسلمون
فلا كان ابراهيم الا مسلما وكذلك كان اسماعيل واسحاق ويعقوب وموسى وهارون وداود وسليمان وزكريا ويحي وعيسى وكل انبياء الله - عليهم السلام اجمعين - مسلمين ولا يعرفون شيئا اسمه ديانة يهودية ولا شيئا اسمه ديانة نصرانية ولا هذه التوراة الحالية توراة موسى ولا هذه الاناجيل الحالية انجيل عيسى

shadow
09-04-2008, 11:16 AM
اسف،كده فهمت

بس طبعا دين سيدنا موسى وسيدنا عيسى دين سماوي، ولكن لم يكن اسمه يهوديه ولا نصرانيه

ايمان نور
10-03-2009, 11:16 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وفي جمعك المبارك أستاذنا .

مجرّد إنسان
08-15-2010, 09:50 PM
يُرفع.. رفع الله قدر كاتبها

أصولية
08-16-2010, 07:26 AM
الأديان السابقة من يهودية ونصرانية ليست سماوية بل بشرية لأن الدين الالهي واحد منذ بداية الخليقة وحتى نهايتها وهو دين الاسلام .. ولأن انبياء الله مسلمون
فلا كان ابراهيم الا مسلما وكذلك كان اسماعيل واسحاق ويعقوب وموسى وهارون وداود وسليمان وزكريا ويحي وعيسى وكل انبياء الله - عليهم السلام اجمعين - مسلمين ولا يعرفون شيئا اسمه ديانة يهودية ولا شيئا اسمه ديانة نصرانية ولا هذه التوراة الحالية توراة موسى ولا هذه الاناجيل الحالية انجيل عيسى
أخي الكريم لم افهم
اليس الاديان السماوية ثلاثة وحرف اليهودية والنصرانية وبقي الإسلام
كيف نبي موسى مسلم وهو جاء بدين اليهودي؟


وجزا الله ناصر الشريعة الخير

Light
08-16-2010, 07:49 AM
أخي الكريم لم افهم
اليس الاديان السماوية ثلاثة وحرف اليهودية والنصرانية وبقي الإسلام
كيف نبي موسى مسلم وهو جاء بدين اليهودي؟


وجزا الله ناصر الشريعة الخير

اختي العزيزة , ان الدين عند الله واحد لا ثلاثة او اربع , دين الانبياء من ادم الى رسولنا الكريم هو الاسلام , و كانوا تابعيهم مسلمين ,اتباع موسى من بني اسرائيل قبل تحريف رسالته كانو مسلمين , اتباع عيسى قبل سيطرة الرومان الأحبار اليهود كانو مسلمين .

عليكي ان تفهمي انه لا وجود لكلمة تدل على اسم ديانة المسيح في الاناجيل 300 , اما اليهودية فنفس الشيء , في الحقيقة لا أملك وقتا الا القليل لذلك سأقوم باقتباس مداخلة سابقة لي حول نفس الموضوع تقريبا و المرجو منك ان تتمعني فيها :

اولا لنتفق على كلمة" المسيحية" , فلا يوجد اي كلمة تشير الى كلمة المسيحية كدلالة على رسالة المسيح عيسى, ف "المسيحية "و"النصرانية" لقب أعطي من طرف الأحبار اليهود و الرومان دلالة على أتباع المسيح عليه السلام لأنهم لم يعترفوا بنبوة المسيح كما لو وصفت المسلمين الحاليين بالمحمديين, لفظ "المسيحيين" و "المحمديين" هو دلالة على اعتبار رسالتيهما بشريتان , فما هو اسم رسالة عيسى ؟ نحن كمسلمين نؤمن أن رسالة موسى و عيسى رسالة اسلام و هما مسلمين و أتباعهما مسلمون , فالاسلام لم يأتي أول مرة مع سيدنا محمد , بل كانت منذ عهد ادم .لذلك نقول ان رسالة محمد مكملة لرسائل الرسل قبله أي لهم نفس الدين, و الدين عند الله عز و جل واحد هو الاسلام.
كما تجدر الاجارة ان انجيلا برنابا و يهوذا يوافقا الاسلام

و كلمة يهودي او يهودية ليس لها أي وجود في التوراة و التلموذ فمن أين جاءت ؟ و ما اسم رسالة موسى في الأصل ؟ أول من أشار إلى عقيدة اليهود باليهودية هو المؤرخ اليهودي المتأغرق يوسيفوس فلافيوس، وذلك بالمقارنة مع "الهيلينية": عقيدة أهل مقاطعة يهودا مقابل عقيدة سكان مقاطعة هيلاس. فالمصطلحان بدءا اسمين جغرافيين قبل أن يشيرا إلى النسقين العقائديين.يرى الدارسون أن "اليهودية" كمصطلح لا يشير إلى النسق الديني للعبرانيين قبل تدوين العهد القديم أثناء الهجرة الأولى إلى بابل 578 ق.م.، أي بعد موسى بمئات السنين، واستمر التدوين حتى القرن الثاني قبل الميلاد، في وقت أصبحت فيه العبرية لغة ميتة لا تستخدم إلا في الطقوس الدينية، بينما أصبحت الآرامية لغة اليهود. لذا، قد يكون من الأفضل الحديث عن "عبادة يسرائيل" في المرحلة السديمية التي تسبق بناء الهيكل وتأسيس المملكة العبرانية المتحدة عام 1020 ق.م.، وعن "العبادة القربانية المركزية" بعد تأسيس الهيكل وحتى هدمه عام 70 ميلادية، واليهودية بشكل عام لما بعد ذلك.اذن كمسلمين اؤمن ان رسالة موسى هي رسالة اسلام و تابعيه من بني اسرائيل قبل انحرافهم كانوا مسلمين وموسى مسلم.


و تحياتي

أصولية
08-16-2010, 08:04 AM
جزاكم الله الخير
فهمت
وأنا أختك الكريمة ......... أما العزيزة فلا

YaCiine
02-05-2014, 07:13 PM
بارك الله فيك أخي الكريم ،،

'' يرفع ''