المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بداية ونهاية الشمس : رؤية علميه إيمانية



massoud
08-08-2008, 11:24 PM
بداية ونهاية الشمس : رؤية علميه إيمانية


ملخص البحث :
يهدف هذا البحث المتواضع في جزئه الأول للتعرف علي وجهة نظر العلم حول دورة حياة الشمس كنجم متوسط الحجم وكيف أن لها بداية وستمتلك نهاية، أما الشطر الثاني فيوضح كيف أن الرؤية الإيمانية التي جاء بها القران بهذا الصدد تتفق مع العلم من خلال ما أشار به الخالق سبحانه وتعالي في كتابه العزيز من أن الشمس مخلوقة وأن لها أجل وستمتلك نهاية.


http://www.astrosurf.com/luxorion/Images/troucoronal-yohkoh.jpg
صورة الشمس كما تري بالأشعة السينية التقطت بالقمر الاصطناعي Yohkoh


أولاً. وجهة نظر العلم و دورة حياة الشمس:
الشمس هي إحدى النجوم ذات الحجم والعمر المتوسط وهي مصدر الحرارة الذي يحافظ علي الحياة ويتحكم في المناخ والطقس علي سطح الأرض ، كما وأنها اقرب النجوم إلينا وأكثرها دراستا ومنها تم معرفة الكثير عن العمليات الفيزيائية التي تحدد بنية وتطور النجوم بشكل عام وتمتلك الشمس نفس العناصر الكيميائية الموجودة علي الأرض لكنها توجد في حالة غازية نظرا لارتفاع درجات الحرارة فيها وعلي هذا فهي لا تمتلك سطح خارجي بل مجموعة من الغازات الملتهبة ولذلك فأن دوران الشمس حول محورها يتم بطريقة مغزلية فوسط الشمس يتم دورة كاملة حول محورة كل 25 يوم بينما تطول هذه الدورة في المناطق شمال وجنوب خط الاستواء الشمسي[1].

للنجوم دورة حياة طويلة نسبيا إذا ما قورنت بدورة حياة الإنسان حيث يمكن ملاحظة أن للنجوم ولادة، حياة و موت في الفضاء وهي بذلك تتبع نموذج مشابه للعديد من دورات الحياة علي الأرض فهي تولد، تنمو وتعيش لفترة زمنية ثم تموت [2]، ويمكن تقسيم دورة الحياة هذه ألي ثلاثة مراحل ( ا. الولادة والحياة؛ ب. بداية النهاية؛ ج. نهاية النجم) [3].

عملية ولادة النجم تتم في الفضاء الخارجي والذي يبدو للوهلة الأولي فارغاً لكنة في واقع الأمر مليء بالغبار والغاز المنتشرين بشكل ناعم، تسمي هذه المادة المنتشرة في الفضاء بالوسط البين نجمي (Interstellar medium) ، بالنسبة للغاز فيكون مجملة من الهيدروجين (H2)، أما الغبار فمعظمة عبارة عن ذرات مجهريه من الكربون والسليكون ويشكل نسبة قليلة من المادة بين ألنجميه، وفي بعض ألاماكن المادة بين ألنجميه توجد في شكل غيوم كبيرة من الغبار والغاز تعرف بالسديم (Nebula)، وهو مكان ولادة النجوم نظرا لان تكثف الغاز والغبار هو الذي ينتج النجوم وفي واقع الأمر يمكن القول أن شمسنا ولدت علي الأرجح في هذا السديم منذ خمسة بليون سنة مضت[4].


http://www.thepedestriancrossing.com/wp-content/uploads/2008/04/orion400.jpg
تشكل لنجوم وليدة علي مسافة 1500 سنة ضوئية في الفضاء في غيمة كونية تدعي سديم الجوزاء*


يبدأ النجم بالتشكل عند تكثف كمية من الغاز (غالبا ما يكون الهيدروجين) بسبب قوة الجاذبية وبينما هو في هذه الحالة من التقلص فأن ذرات الهيدروجين ستتصادم ببعضها بشكل متسارع كلما زاد تقلص الغاز وبهذا يسخن ويبلغ من السخونة إلي حد أن ذرات الهيدروجين عندما تصطدم ببعضها يحصل بينها اندماج ذري وتتحول ألي الهليوم و ينتج عن هذه العملية حرارة وطاقة مشابه لتلك التي تحصل نتيجة لانفجار القنبلة الهيدروجينية وهذا ما يجعل النجم يسطع و يشع، تؤدي أيضا الحرارة الناتجة عن عملية الاندماج الذري للهيدروجين ألي زيادة ضغط الغاز حتى يصبح هذا الضغط كافيا للتوازن مع قوة الجاذبية وبذلك يتوقف الغاز عن الانكماش ويصبح في حالة اتزان، نجم متوسط أو ضخم[5].

بعد ملايين و بلايين السنيين و اعتماداً علي كتلته الأساسية فأن النجم سيستنفذ وقوده الأساسي الهيدروجين وغيره من الوقود الذري حيث انه كلما كان النجم أضخم من ناحية الكتلة احتاج لأن يسخن أكثر ليوازن قوة الشد من الجاذبية وكلما زادت سخونة النجم كلما أستنفذ وقوده بسرعة [6]، تبدأ هذه العملية أولاً بنفاذ مصدر الهيدروجين في مركز النجم فتتوقف العمليات الذرية التي تحدث هناك ويقل الضغط والحرارة التي تنتج عن هذه التفاعلات لتعاكس قوة الجاذبية في لب النجم حينها يبدأ غلافه الخارجي ينهار علي نفسه باتجاه مركزه ونتيجة لهذا الانكماش ترتفع درجة الحرارة و الضغط مجدداً وهذا المصدر الجديد سيقاوم قوة الجاذبية ويدفع سطح النجم ألي الخارج ليتوسع بشكل اكبر عما كان علية حجمه من قبل ويسمي النجم حينها العملاق الأحمر [7].

ما سيحدث للنجم بعد هذه المرحلة يتوقف علي كتلته فنجم متوسط في حجم الشمس سيتحول ألي قزم ابيض حيث بعد مرحلة العملاق الأحمر ونفاذ الهيدروجين بالتفاعل الذري متحولاً إلي هليوم يبدأ هو الأخر بالاندماج داخل مركز الشمس ليتحول ألي كربون، تنتج عن هذه العملية طاقة ستحافظ علي هذه الهيئة للشمس لأجل محدد لأن التركيب الذري للكربون قوي جدا لتستمر عملية الانضغاط بواسطة كتلة المواد المحيطة حينها يبدأ النجم بعملية اماعه سطحه الخارجي كسحابة منتشرة ويسمي النجم في هذه المرحلة بالسديم ألكويكبي بعدها يستمر النجم في البرود و الانكماش حتى يتحول إلي قزم ابيض والذي لا يملك أي وسيلة للاحتفاظ بدرجة حرارته لذلك ومع الوقت فسيتحول إلي كتلة مظلمة وباردة تدعي أحيانا بالقزم الأسود وتفقد حينها الشمس خاصية الإشعاع وتسكن [8].


http://www.seasky.org/cosmic/assets/images/starlife.jpg
نموذج توضيحي لدورة حياة النجوم، يمكن ملاحظة في الاعلي من اليسار الي اليمين أن نجم متوسط كالشمس يولد بدايتا في السديم الشمسي ثم ينتهي كقزم أبيض ليبرد بعدها ويتحول ألي كتلة مظلمة وينتهي


ثانياً. وجهة النظر الإيمانية وبداية ونهاية الشمس في القران
يتحدث القران الكريم عن الشمس في مواقع كثيرة مشيراً ألي حقائق طالما كانت مثار جدل وغموض للإنسان لا بل إن بعضها لم يتضح إلا من آجال قريبة خاصتاً بعد تطور علوم الفيزياء و الفلك (Astrophysics) وظهور التلسكوبات الحديثة و القران هو كتاب من 1400 عام وقد جاء في فترة كان فيها من الصعب علي الإنسان وبالمشاهدة البسيطة أن يجمع بين حقيقتين أن للشمس بداية وأنها ستمتلك نهاية حيث وكما رأينا أن دورة حياة النجوم تقدر ببلايين السنين ولا يمكن لأحد أن يفطن أو أن يجمع بين هذين الأمرين لكن القران الكريم يشير بوضوح إلي حقيقة أن الشمس خلقت أي أنه كان لها بداية حيث يقول سبحانه وتعالي:

الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء/33].

هنا نري بوضوح أن الشمس مخلوقة من قبل الله لكن ما هو المعني الدقيق لكلمة خلق في لغة العرب ؟

لنفهم معني هذه الكلمة يتوجب الذهاب أولاً إلي معاجم اللغة العربية لنسدل الستار عن معناها، يخبرنا بدايتاً العلامة ابن المنظور في قاموسه لسان العرب عن معني كلمة خلق فيقول : {الخَلْقُ في كلام العرب ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه، وكل شيء خلَقه الله فهو مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه، أَلا له الخَلق والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقين} [9]، يخبرنا أيضاً الرازي في قاموسه مختار الصحاح عن كلمة بدأ ما يلي: {بدأ به وابتدأ و بدأه فعله ابتداء و بدأ الله الخلق بمعني} [10]، نلتمس مما سبق المعني الواضح لكلمة خلق وهي بداية الإنشاء وكما رأينا سابقا فأن العلم يقول أن للنجوم بداية وأن الشمس نشأت في السديم ألنجمي من تكثف المادة البين نجميه ألمؤلفه من الهيدروجين وذرات الكربون والسليكون وهنا لنا وقفه مع أصحاب الفكر المادي المدعون بأزليه الماده حيث أنه لو كان الهيدروجين الذي تنشأ منه النجوم أزلي لأحترق كل ما في الكون من هيدروجين متحولاً إلي هليوم وعليه فأن هذه ألماده البين نجميه في حد ذاتها هي حادثه أي بمعني مخلوقة وهو ألآمر الذي يتفق مع ما يدعيه القران في أن الشمس مخلوقة وحادثه.

يخبرنا تعالي في القران في موضع آخر أن للشمس نهاية وأنها تسير ولها اجل وعمر في مواقع كثيرة، يقول تعالي:

اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ [الرعد/2].

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [الزمر/5].

تشير الآيتين السابقتين إلي أن للشمس أجل وعمر أي أنها ستصل إلي نهاية، يقول الراغب الأصفهاني في كتابة مفردات ألفاظ القران الكريم ما يلي حول معني كلمة الأجل:

{ الأجل: المدة المضروبة للشيء، قال تعالى: لتبلغوا أجلا مسمى [غافر/67]، أيما الأجلين قضيت [القصص/28].
ويقال: دينه مؤجل، وقد أجلته: جعلت له أجلا، ويقال للمدة المضروبة لحياة الإنسان أجل فيقال دنا أجله، عبارة عن دنو الموت.
وأصله: استيفاء الأجل أي: مدة الحياة، وقوله تعالى: بلغنا أجلنا الذي أجلت لنا [الأنعام/128]، أي: حد الموت، وقيل: حد الهرم، وهما واحد في التحقيق} [11].

مرة أخري يؤكد القران الكريم أن للشمس نهاية حيث لا يوجد أي تفاوت بين هذا الكلام ورأي العلم الذي يقول وكما رأينا سابقا أن نجماً في حجم الشمس سينتهي به المطاف كقزم ابيض ثم تدريجيا سيخفت ويذهب نوره ويتحول ألي كتلة باردة سوداء ويتلاشى، هناك أمر أخر يمكن ملاحظته في قوله تعالي: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [يس/38].

الآية السابقة لا تشير ألي أن الشمس تتحرك فحسب بل تشير أيضا ألي أنها ستسكن أي ستبرد ويذهب نورها وهو احد معاني كلمة يستقر يقول إسماعيل الجوهري في قاموسه الصحاح عن معني كلمة سكن ما يلي: {سَكَنَ الشيء سُكوناً: استقرَّ وثبت} [12].

وأختم هذا المجهود المتواضع بقوله تعالي : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [النساء/82].


وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


بقلم مسعود محمد/ أستاذ في علوم الهندسه التطبيقيه

.................................................. .................................................. ..


الهوامش والمراجع العربية والأجنبية

* سديم الجوزاء يدعي أيضا (Messier 42, M42, NGC 1976) وهو عبارة عن سديم منتشر يقع جنوب حزام الجوزاء ويعتبر من أشد السدم إشعاعاً ويمكن رؤيته بالعين المجردة في السماء المظلمة كما ويقع علي مسافة 1,270±76 سنة ضوئية ويعتبر أقرب منطقة لتشكل النجوم الضخمة للأرض.

[1] NASA. The sun. [http://imagine.gsfc.nasa.gov/docs/science/know_l1/sun.html], (web site consulted juin 21, 2008).
[2] ASPIRE. Stare life cycle. [http://aspire.cosmic-ray.org/labs/star_life/starlife_main.html], (web site consulted juin 21, 2008).
[3] NASA. The life cycles of stars. [http://imagine.gsfc.nasa.gov/docs/teachers/lifecycles/LC_main_p1.html] (web site consulted juin 23, 2008).
[4] ASPIRE. Stare life cycle. Op cit.
[5] Hawking, S. A BRIEF HISTORY OF TIME. Middle East Technical University: Physics Department. 131p. [http://www.physics.metu.edu.tr/~fizikt/html/hawking/A_Brief_History_in_Time.html], ( E-book consulted juin 23, 2008. P. 55-56)
[6] Ibid.
[7] NASA. The life cycles of stars. Op cit.
[8] Ibid.

[9] ابن منظور. لسان العرب. بيروت : دار الصادر، 1968 م.
[10] زين الدين الرازي. مختار الصحاح. لبنان: دار الكتاب، 1982 م.
[11] الراغب الأصفهاني. مفردات الفاض القران الكريم. دمشق: دار القلم، 1412 هـ.
[12] إسماعيل بن حماد الجوهري. الصحاح. بيروت: دار العلم للملايين، 1990 م.

masre
08-10-2008, 01:32 AM
روعة ربنا يبارك فيك وفى امثالك

massoud
03-04-2009, 09:07 PM
روعة ربنا يبارك فيك وفى امثالك

الله يبارك في الجميع أخي الحبيب شكراً لمرورك وعذراً لهذا الغياب الطويل مني

:emrose:

أبو يوسف المصرى
01-31-2010, 11:52 PM
أخى العزيز

أ. د. مسعود محمد

السلام عليكم و رحمة الله

أولا بارك الله فيكم على هذا الجهد الطيب و أرجو ان يتسع صدركم لبعض الملاحظات

بعد الاتفاق على أن للشمس أجل و نهاية كما هو الحال لكل مخلوقات الله

و لكن من قال أن الأجل لا ينتهى للشمس الا اذا وصلت الى مرحلة الانطفاء (تبرد و يذهب نورها) حسب المراحل العلمية المذكورة فى بحثكم
فأجل الشمس و أى مخلوق لا يعلمه الا الله
و الله قادر على افناء الشمس قبل أن تصل الى العمر الذى حدده العلماء و هذا هو الغالب باذن الله كما سوف نرى من احاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
فأحداث الساعة تأتى بغتة و لا تخضع لأى تأويل علمى
و ان كان يستأنس بالعلم لاثبات أن الشمس و باقى المخلوقات لها بداية و نهاية

و لذا اعترض على تفسيرك لقوله تعالي: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [يس/38].

فقولك (الآية السابقة لا تشير ألي أن الشمس تتحرك فحسب بل تشير أيضا ألي أنها ستسكن أي ستبرد ويذهب نورها وهو احد معاني كلمة يستقر يقول إسماعيل الجوهري في قاموسه الصحاح عن معني كلمة سكن ما يلي: {سَكَنَ الشيء سُكوناً: استقرَّ وثبت} [12].)

هذا القول ستسكن أى تبرد و يذهب نورها يخالف المعنى اللغوى لكلمة المستقر
و لا أعرف لماذا لم تبحث عن معنى المستقر بدلا من البحث عن معنى السكن

فالمستقر تشير الى مكان و لا تشير الى حالة الشمس من الانطفاء و الاشتعال

ثم ان من علامات الساعة الكبرى
طلوع الشمس من مغربها
و لو كانت قد طفأت لما وصف ظهورها بالطلوع
حتى بعد طلوعها من مغربها ترجع الى اصلها فى الطلوع من المشرق و الغروب من المغرب مرة أخرى

اذا الساعة سوف تقوم و الشمس لم تنطفا

بل ان الساعة تقوم على الناس و هم يمارسون حياتهم بصورة شبه طبيعية من بيع و شراء و غيره


و ما أود قوله أن المستقر ليس هو انطفاء الشمس

و جزاكم الله خيرا

massoud
02-01-2010, 02:58 AM
الأخ أبو يوسف المصري

وعليكم السلام ،



أولا بارك الله فيكم على هذا الجهد الطيب و أرجو ان يتسع صدركم لبعض الملاحظات


علي الرحب والسعة ،


بعد الاتفاق على أن للشمس أجل و نهاية كما هو الحال لكل مخلوقات الله

و لكن من قال أن الأجل لا ينتهى للشمس الا اذا وصلت الى مرحلة الانطفاء (تبرد و يذهب نورها) حسب المراحل العلمية المذكورة فى بحثكم
فأجل الشمس و أى مخلوق لا يعلمه الا الله


كلام سليم ولم أقل عكسه ، ولكن كان المقصد أن ما جرت عليه نواميس وقوانين الكون من انتظام وأعمار ومراحل هو مقدر ومن عند الله.


و الله قادر على افناء الشمس قبل أن تصل الى العمر الذى حدده العلماء و هذا هو الغالب باذن الله كما سوف نرى من احاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
فأحداث الساعة تأتى بغتة و لا تخضع لأى تأويل علمى


نعم صدقت ولكن لا أعتقد أني خالفتك ، كما وأن أجل الشمس لم يكن المقصد منة الحديث عن تحديد ميقات الساعة كما فهمت !

الزميل أبو يوسف لكل شيء في الكون أجل وكتاب فالإنسان مثلاً محدد الأجل وقد تحدث عن هذا الصادق المصدوق في حديثة حين قال : عمر أمتي ما بين الستين والسبعين،

وتحديد متوسط عمر الإنسان عن طريق علوم الطب أو حتى من خلال الملاحظة من عامة الناس ليس فيه خروج عن قدرة الله وإنما هو كذلك لما أجري سبحانه علي المادة من قوانين ثابتة لا تخرج عنها إلا بأذنه.



و لذا اعترض على تفسيرك لقوله تعالي: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [يس/38].

فقولك (الآية السابقة لا تشير ألي أن الشمس تتحرك فحسب بل تشير أيضا ألي أنها ستسكن أي ستبرد ويذهب نورها وهو احد معاني كلمة يستقر يقول إسماعيل الجوهري في قاموسه الصحاح عن معني كلمة سكن ما يلي: {سَكَنَ الشيء سُكوناً: استقرَّ وثبت} [12].)

هذا القول ستسكن أى تبرد و يذهب نورها يخالف المعنى اللغوى لكلمة المستقر
و لا أعرف لماذا لم تبحث عن معنى المستقر بدلا من البحث عن معنى السكن

فالمستقر تشير الى مكان و لا تشير الى حالة الشمس من الانطفاء و الاشتعال


الأخ أبو يوسف لا أدعي بأني أفسر القرآن قطعاً،


يقول تعالي في محكم تنزيلة : لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون (الانعام/67)
يتحدث الطبري في تفسير للأية السالفة فيقول : لكل خبر مستقر، يعني قرار يستقر عنده ونهاية ينتهي إليها، فيتبين حقه وصدقه من كذبه وباطله.


وفي تفسير أبن كثير كذلك : في معنى قوله « لمستقر لها » قولان

القول الأول : أن المراد مستقرها المكاني وهو تحت العرش مما يلي الأرض من ذلك الجانب وهي أينما كانت فهي تحت العرش هي وجميع المخلوقات لأنه سقفها وليس بكرة كما يزعمه كثير من أرباب الهيئة وإنما هو قبة ذات قوائم تحمله الملائكة وهو فوق العالم مما يلي رءوس الناس ،

القول الثاني : أن المراد بمستقرها هو منتهى سيرها وهو يوم القيامة يبطل سيرها وتسكن حركتها وتكور وينتهي هذا العالم إلى غايته وهذا هو مستقرها الزماني قال قتادة « لمستقر لها » أي لوقتها لأجل لا تعدوه.



ثم ان من علامات الساعة الكبرى
طلوع الشمس من مغربها
و لو كانت قد طفأت لما وصف ظهورها بالطلوع
حتى بعد طلوعها من مغربها ترجع الى اصلها فى الطلوع من المشرق و الغروب من المغرب مرة أخرى
اذا الساعة سوف تقوم و الشمس لم تنطفا
بل ان الساعة تقوم على الناس و هم يمارسون حياتهم بصورة شبه طبيعية من بيع و شراء و غيره
و ما أود قوله أن المستقر ليس هو انطفاء الشمس
و جزاكم الله خيرا

لا يعني كون عمر الشمس مقدر من قبل العلم أن هذا الأمر حتمي الوقوع فعندما يقول الطبيب لمريض لن تعيش سوي كذا وكذا فهذا ليس خبر يقيني خارج علي قدرة وعلم الله وإنما هذا ما جرت علية أحوال ونواميس العلوم وهي قطعاً أي نواميس العلوم مسنة من خالقها ليُستدل بها علية ،

وخبر تقدير أعمار النجوم في الكون إنما هو كذلك لأنة يشير إلي أنها أي الشمس ستمتلك نهاية وأن لها أجل محدد ويمكن احتسابه، أما الأجل الذي كتبة الله لها لقيام الساعة فلا يعلمه إلا هو وحدة ، ولعل الأمر الأول وهو قدرة البشر علي التعامل مع العلوم مسخر من عند الله ليبين للناس حتمية وقوع الثاني.



تحياتي

اخت مسلمة
02-01-2010, 04:07 AM
ماشاء الله ..
بارك الله فيك أخي
سبحان الله الخالق العظيم ,,,, لفتت نظري جملة من ضمن جمل مشابهة لها في هذا البحث الذي أقول عنه (مرعب) كاحساس شخصي عندما تعمقت قراءة فيه ,,,, فقولك هنا :


يمكن القول أن شمسنا ولدت علي الأرجح في هذا السديم منذ خمسة بليون سنة مضت
اذن عمر الانسان هذا .. لحظة لاتذكر في عمر هذا الملك العظيم المبهر المعجز !!
وكل هذه المخلوقات تعمل وفق قانون وأمر الهي لاتحيد عنه قيد أنملة ,,, وماحاد ولا انحرف الى صاحب العمر اللحظي القصير ,
وأنا أنظر الى صورة الشمس المتأججة ارتعدت لمجرد رؤية هذه الكتلة الفائقة العظم والحجم والتأجج ,,, فذكرت نار ربي التي أعدت للكافرين ,,,,,, الله المستعان نسأل الله السلامة والثبات ,, حق للانسان اللحظي العمر الضعيف الضئيل الحجم أن يخشى هذه العاقبة في نظره الى مخلوقات كهذه ,,, سبحان ربي الذي جعل النظر والتفكر في الكون من أعظم أسباب الايمان ,,,, اعجاز فائق وعظمة مهيبة مرعبة وتسيير منظم لهذه المخلوقات العظيمة ,,,,,,, أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
اللهم أحينا على السنة ومنهج الحق وأمتنا عليه وأنت عنا راض ,,,,,,,,, جزاك الله خيرا على هذه الهزة القلبية والتذكرة العلمية بما في كون الله تعالى من أسرار ... كم كرم الانسان ورفع قدره وماجاء الشر والجحود الا منه ,,,, فكيف لو كان بعظمة مخلوق صغير بالنسبة لعظمة وقدرة ومجموع مخلوقات الله تعالى مثل الشمس ..؟ أي طغيان كان سيطغى .؟؟؟

بارك الله فيك وجزيت خيرا

تحياتي للموحدين

عَرَبِيّة
02-01-2010, 05:05 AM
http://www.mobda3.com/up/uploads/images/mobda3.net-a7408a2667.gif (http://www.mobda3.com/up/uploads/images/mobda3.net-a7408a2667.gif)

ويقولون أنه لم يروا الله فيكف يعرفون أنه موجود ؟!
والله قمة الغبآء .

بل إن هناك أمورا ً كثيرات لا نرها بالعين المجردة ولكن نستدل على وجودها بآثارها , الجاذبية الأرضة مثلا ً نحن لا نراها ولكن تفاحة نيوتن وسقوطها تجاه الأرض عرفتنا بها , فهذا كون عظيم يدل على الخالق العظيم , مالكم لا تتفكرون ..!!

جزاك الله خير أخي ..

أبو يوسف المصرى
02-01-2010, 10:40 PM
أستاذنا الفاضل د. مسعود

جزاكم الله خيرا على الرد

و أذكر فقط بحديث النبى صلى الله عليه و سلم بأن المستقر هو مكان, و ليس انطفاء نور الشمس

ففى البخارى و مسلم
عن أبي ذر قال, : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها } . قال ( مستقرها تحت العرش)

و تحت ظرف مكان

أى مكان معلوم اذا وصلت اليه الشمس فى جريانها استقرت عنده تنتظر الأمر الربانى بما تفعل, لأنها تعلم أنها مأمورة و لا تسير الا بقدرة الله

و فى النهاية أتفق معك و لله الحمد على ما ذهبتم اليه من أن

(لا يعني كون عمر الشمس مقدر من قبل العلم أن هذا الأمر حتمي الوقوع فعندما يقول الطبيب لمريض لن تعيش سوي كذا وكذا فهذا ليس خبر يقيني خارج علي قدرة وعلم الله وإنما هذا ما جرت علية أحوال ونواميس العلوم وهي قطعاً أي نواميس العلوم مسنة من خالقها ليُستدل بها علية ،

وخبر تقدير أعمار النجوم في الكون إنما هو كذلك لأنة يشير إلي أنها أي الشمس ستمتلك نهاية وأن لها أجل محدد ويمكن احتسابه، أما الأجل الذي كتبة الله لها لقيام الساعة فلا يعلمه إلا هو وحدة ، ولعل الأمر الأول وهو قدرة البشر علي التعامل مع العلوم مسخر من عند الله ليبين للناس حتمية وقوع الثاني)

و جزاكم الله خيرا

متروي
02-02-2010, 01:04 AM
إضافة بسيطة فقط هي أن القيامة ليست متعلقة بالشمس فقط بل بالكون كله قال تعالى ( فإذا النجوم طمست )

ماكـولا
02-02-2010, 02:24 AM
الدكتور مسعود , بارك الله فيك على ما نقلت وكتبت سائلاً المولى عز وجل ان يجعل ذلك في موازين حسناتك

قولك اخي الحبيب
الآية السابقة لا تشير ألي أن الشمس تتحرك فحسب بل تشير أيضا ألي أنها ستسكن أي ستبرد ويذهب نورها وهو احد معاني كلمة يستقر

يقول الله جل في علاه " إذا الشمس كورت"

قال الزمخسري " في التكوير وجهان : أن يكون من كورت العمامة إذا لففتها ، أي : يلف ضوءها لفا فيذهب انبساطه وانتشاره في الآفاق ، وهو عبارة عن إزالتها والذهاب بها؛ لأنها ما دامت باقية كان ضياؤها منبسطا غير ملفوف .

أو يكون لفها عبارة عن رفعها وسترها؛ لأن الثواب إذا أريد رفعه لف وطوي؛ ونحوه قوله : { يوم نطوى السماء } [ الأنبياء : 104 ] وأن يكون من طعنه فجوره وكوره : إذا ألقاه ، أي : تلقى وتطرح عن فلكها ، كما وصفت النجوم بالانكدار ، فإن قلت : ارتفاع الشمس على الابتداء أو الفاعلية؟ قلت : بل على الفاعلية رافعها فعل مضمر يفسره كورت؛ لأن «إذا» يطلب الفعل لما فيه من معنى الشرط { انكدرت } انقضت قال :
أبصر خربان فضاء فانكدر ... ويروى في الشمس والنجوم : أنها تطرح في جهنم ليراها من عبدها كما قال : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } [ الأنبياء : 98 ] .."

فالذي يظهر ان نورها يذهب اولا ومن ثم يذهب بها الى النار ان صح الحديث في ذلك , بمعنى الضوء يبرد ومن مصدره اي الشمس

ولا يعارض هذا ما ذكره الاخ الفاضل في استقرارها تحت العرش فالكل حق وهي مراحل تمر بها الى الاجل المسمى وتكويرها
ونسأل الله ان يتجاوز عنا وعنكم بمنه وكرمه
وفقكم الله

أبو يوسف المصرى
02-02-2010, 03:05 AM
اخى العزيز ماكولا

السلام عليكم و رحمة الله

جزاكم الله خيرا على ما بينت فى قول الله تعالى " إذا الشمس كورت"

و لكن أنا كنت أناقش د. مسعود فى المستقر و ليس فى التكوير

فالتكوير و الله أعلم من أحداث يوم القيامة

أما وصول الشمس الى المستقر فيكون قبل يوم القيامة (من علامات الساعة الكبرى) عندما تطلع الشمس من مغربها ثم تستمر الحياة لفترة قبل احداث يوم القيامة التى تشمل انكدار النجوم و تكوير الشمس و انفطار السماء, و انتثار الكواكب و انفجار البحار و بعثرة القبور

نعم الشمس تمر بمراحل و لكن كل مرحلة لها و قت و مسمى فلا داعى لن نخلط المراحل ببعضها و نسميها بغير اسمائها و الا لوجدت من كفار أهل هذا الزمان من يقفون لنا بالمرصاد و يزعمون بأننا نلوى عنق الآيات لايجاد اعجاز علمى بطريق الوهم و ليس بطريق العلم الذى لا يرد

و جزاكم الله خيرا

massoud
02-03-2010, 01:49 AM
الأخت مسلمة وفيك بارك الله وأيضاَ في علمك وعملك وجزيت خير الجزاء عن كلماتك الطيبة

massoud
02-03-2010, 01:51 AM
يقولون أنه لم يروا الله فيكف يعرفون أنه موجود ؟!
والله قمة الغبآء .

بل إن هناك أمورا ً كثيرات لا نرها بالعين المجردة ولكن نستدل على وجودها بآثارها , الجاذبية الأرضة مثلا ً نحن لا نراها ولكن تفاحة نيوتن وسقوطها تجاه الأرض عرفتنا بها , فهذا كون عظيم يدل على الخالق العظيم , مالكم لا تتفكرون ..!!

جزاك الله خير أخي ..

وفقك الله لما يحب ويرضي وبارك الله في الأخت الكريمة

massoud
02-03-2010, 01:56 AM
إضافة بسيطة فقط هي أن القيامة ليست متعلقة بالشمس فقط بل بالكون كله قال تعالى ( فإذا النجوم طمست )

نعم القيامة هي هدم لكامل النظام الكوني

massoud
02-03-2010, 02:21 AM
الدكتور مسعود , بارك الله فيك على ما نقلت وكتبت سائلاً المولى عز وجل ان يجعل ذلك في موازين حسناتك

قولك اخي الحبيب

يقول الله جل في علاه " إذا الشمس كورت"

قال الزمخسري " في التكوير وجهان : أن يكون من كورت العمامة إذا لففتها ، أي : يلف ضوءها لفا فيذهب انبساطه وانتشاره في الآفاق ، وهو عبارة عن إزالتها والذهاب بها؛ لأنها ما دامت باقية كان ضياؤها منبسطا غير ملفوف .

أو يكون لفها عبارة عن رفعها وسترها؛ لأن الثواب إذا أريد رفعه لف وطوي؛ ونحوه قوله : { يوم نطوى السماء } [ الأنبياء : 104 ] وأن يكون من طعنه فجوره وكوره : إذا ألقاه ، أي : تلقى وتطرح عن فلكها ، كما وصفت النجوم بالانكدار ، فإن قلت : ارتفاع الشمس على الابتداء أو الفاعلية؟ قلت : بل على الفاعلية رافعها فعل مضمر يفسره كورت؛ لأن «إذا» يطلب الفعل لما فيه من معنى الشرط { انكدرت } انقضت قال :
أبصر خربان فضاء فانكدر ... ويروى في الشمس والنجوم : أنها تطرح في جهنم ليراها من عبدها كما قال : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } [ الأنبياء : 98 ] .."

فالذي يظهر ان نورها يذهب اولا ومن ثم يذهب بها الى النار ان صح الحديث في ذلك , بمعنى الضوء يبرد ومن مصدره اي الشمس

ولا يعارض هذا ما ذكره الاخ الفاضل في استقرارها تحت العرش فالكل حق وهي مراحل تمر بها الى الاجل المسمى وتكويرها
ونسأل الله ان يتجاوز عنا وعنكم بمنه وكرمه
وفقكم الله

الأخ ماكولا بارك الله فيك

أخي الحبيب تكوير الشمس من أشراط يوم القيامة وفي معني تكوير الشمس أي ذهاب ضوئها ونورها ولم أتحدث فيما ذكر آنفاً عن تكوير الشمس وإنما تحدثت عن أن للشمس بداية ولها نهاية ،

طيب هل في امتلاك الشمس بداية ونهاية أي عائق لقيام الساعة ؟

الجواب لا......لماذا ؟

لأن يوم قيامة بما فيه من أشراط وعلامات هو هدم كامل لجميع نواميس وقوانين الكون المادي المعمور ، وعندما يخاطبنا الخالق جل وعلا في كتابة الكريم عن الكون يخاطبنا بلغة نفهمها نحن البشر ويتم إدراكها عقلاً وبما لدينا من علوم مسخرة في هذه الحياة الدنيا

وعندما تمتلك الشمس بداية فلا مانع من أنها ستمتلك نهاية وكما أثبتت العلوم وكما ظهر لنا ومن كتاب الله ؛ وعلماء الفيزياء الكونية اليوم يرصدون وفي هذا الكون الفسيح ولادة نجوم كما ويرصدون كذلك انفجار ونهاية أخري وهذا ما سيحصل لشمسنا بعد عمر طويل إن شاء الله :)):

ولا يمنع هذا أو يخالف علامات الساعة المذكورة في كتاب الله من تكوير للشمس أو ما سواه لأنها غيب مستقبلي لا يعلم كيفيته إلا الله وحدة .


تحياتي

massoud
02-03-2010, 02:53 AM
أستاذنا الفاضل د. مسعود

جزاكم الله خيرا على الرد
و أذكر فقط بحديث النبى صلى الله عليه و سلم بأن المستقر هو مكان, و ليس انطفاء نور الشمس
ففى البخارى و مسلم
عن أبي ذر قال, : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها } . قال ( مستقرها تحت العرش)
و تحت ظرف مكان
أى مكان معلوم اذا وصلت اليه الشمس فى جريانها استقرت عنده تنتظر الأمر الربانى بما تفعل, لأنها تعلم أنها مأمورة و لا تسير الا بقدرة الله



الأخ أبو يوسف


أهلاً ، وبارك الله فيك... قرأت مداخلتك أخي الكريم كاملةً وأحسب أني فهمت ما أستُشكل لديكم فيما كتبت وأقول راجياً التأني في قراءة ما أحاول إيضاحه:


نعم صدقت الحديث جاء في الصحيح مما نقل عن النبي (ص) ولا ينبغي حمل حديث النبي علي ظاهرة وعلي وجه واحد فقط وتجاوز رأي ما أختلف من السلف والخلف في فهم مراد الحديث مع فهم معني الآية كما وينبغي التحري والتثبت من فهم خبر ومدلول الحديث الصحيح المثبت خبرة عن رسول الله (ص) قبل أخذة علي جانب واحد وسأحاول أن الخص ما أود قولة في ثلاثة :

أولاً. نقلت سابقاً تفسير أبن كثير في معني الآية والذي يقوم منهجه في فهم كتاب الله من أن أولي ما يفسر به القرآن هو أن يُفسر بعضه بعضا ، ثم الأحاديث الصحيحة، ثم الآثار وقد فصل أبن كثير رأيين في فهم الآية نقلتهما سابقاً ولا أجد حرجاً من أعادة نقلهما لشخصكم : معنى قوله « لمستقر لها » قولان ،

القول الأول : أن المراد مستقرها المكاني وهو تحت العرش مما يلي الأرض من ذلك الجانب وهي أينما كانت فهي تحت العرش هي وجميع المخلوقات لأنه سقفها وليس بكرة كما يزعمه كثير من أرباب الهيئة وإنما هو قبة ذات قوائم تحمله الملائكة وهو فوق العالم مما يلي رءوس الناس فالشمس إذا كانت في قبة الفلك وقت الظهيرة تكون أقرب ما تكون إلى العرش فاذا استدارت في فلكها الرابع إلى مقابلة هذا المقام وهو وقت نصف الليل صارت أبعد ما تكون إلى العرش فحينئذ تسجد وتستأذن في الطلوع كما جاءت في ذلك الأحاديث قال البخاري « 4802 » حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أتدري أين غروب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال صلى الله عليه وسلم فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى « والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم » .

القول الثاني : أن المراد بمستقرها هو منتهى سيرها وهو يوم القيامة يبطل سيرها وتسكن حركتها وتكور وينتهي هذا العالم إلى غايته وهذا هو مستقرها الزماني قال قتادة « لمستقر لها » أي لوقتها لأجل لا تعدوه وقيل المراد أنها لا تزال تنتقل في مطالعها الصيفية إلى مدة لا تزيد عليها ثم تنتقل في مطالع الشتاء إلى مدة لا تزيد عليها يروى هذا عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.

حسناً ابن كثير لا يري حرجا من نقل رأي أخر من السلف في فهم معني الآية الكريمة ولو كانت تفهم علي وجه واحد لما ذهب لذكر كلا الرأيين ، ويوجد غيره مما ذهب إلي هذا أيضاً .



ثانياً . لو عدنا لكتاب الله في أثبات أن للشمس نهاية وفي محاولة لتجاوز ما التبس من فهم الحديث الشريف في الآية المذكوره (والشمس تجري لمستقر لها) فحينها لن نزيد بالخروج علي قوله تعالي :

اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ الرعد/2.

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ الزمر/5.
والأجل: المدة المضروبة للشيء، قال تعالى: لتبلغوا أجلا مسمى غافر/67 ، وهنا بوضوح لا يوجد لي لأعناق الآيات فالأمر ظاهر كما الشمس في قبة السماء من أن للشمس أجل ونهاية.



ثالثاً. لو كان حديث النبي (ص): عن أبي ذر حين قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها } . قال ( مستقرها تحت العرش) فيه أخبار عن غيب فحينها ينبغي التسليم بة والإيمان المطلق بهذا الغيب ،ولا ينبغي نقل الغيب عقلاً و إسقاطه علي العالم المادي ،

لماذا؟

لأن هذا العالم المادي ظاهر ومحسوس لعلوم وأذهان البشر وليس من العدالة في شيء من أن نقارن خبر الحديث الغيبي من سجود الشمس واستقرارها تحت العرش مع العالم المادي فهذا لا يجوز ،

كما وكون أن ما أثبتته العلوم من أن للشمس حركتان ، حركة حول محورها وأخري ظاهرة في جريانها في المجرة فنحن هنا أمام حقيقة واقعية لا تختلف مع قولة { والشمس تجري لمستقر لها } وكذلك لا تختلف مع ما أخبر به النبي من قضية تحصل في علم الغيب من سجود الشمس تحت العرش واستقرارها وهنا لا يوجد أي أشكال ،

وعلي سبيل المثال عندما يتحدث الخالق من أن كل ما في السماوات والأرض يسجد لله فنحن هنا أمام خبر غيبي ولا يجوز إسقاطه عقلا علي العالم المادي بسؤال كيف؟ وهذا لا ينفي التسليم المطلق بالإيمان بالحديث لأنة يخبر عن قضية وخبر غائب عن حس البشر.



هذا والله ورسوله أعلم.

تحياتي