المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى زميلي الغير مسلم



عمر الأنصاري
08-13-2008, 10:02 PM
رسالة إلى زميلي الغير مسلم

هذا ما فكرت به قبل قليل

فأحببت أن أخط هذه الرسالة الصغيرة في هذا المنتدى لعلها تصل إلى زميلي الغير مسلم

فأبدأ بحمد الله و شكره على نعمه و الصلاة و السلام على سيد ولد آدم

زميلي الغير مسلم أرأيت إذا وجد أحد أصدقائك كنزا ثمينا وهذا الكنز مدفون في أرض مشتركة بينكم، ثم أخفى عليك الأمر كي لا يقتسم معك الحصة.

أليست هذه خيانة ولؤم.

نعم أيها الزميل

لقد وجدت هذا الكنز الثمين الرائع وأريد أن أعطيك حصتك، فلم يربني آبائي على الخيانة.

هذا الكنز هو دعوة لك لعبادة رب العباد.

أريد أن أخرجك من ضنك الدنيا و ماديتها المتوحشة إلى سعة الآخرة و جنانها الواسعة .

لكن يا زميلي و أنا في طريقي لإعطائك حصتك، اعترضتني عصابة من المجرمين لم يريدوا لهذا الكنز أن يصل، رغم أن لا مصلحة لهم في هذا الكنز، فلن يزيدهم مالا على ما سرقوه و يسرقوه من أهلك وإخوانك.

لكنهم فكروا مليا ، فوجدوا أن وصول هذا الكنز لك أيها الزميل الغير مسلم سيكون سببا في تلف مصالحهم، فهم يريدوك آلة و عبدا تجمع المال لهم ولا يريدونك أن تكن حرا، ويا لها من مفارقة عجيبة، فدعاة الحرية في هذا العصر هم أكبر تجار الرقيق التي لم تعرف البشرية أكثر منهم قسوة وحقدا على بني جلدتهم.

ولقد حملت هذه الأمانة على عاتقي محاولا إخراجك من حياة عبودية البشر.

نعم أيها الزميل أريد أن أخرجك من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

لقد أخبرتهم بضرورة أن أوصل لك حصتك فهو نصيبك وحقك، و ليس عندي حل آخر، فطلبوا مني أن أعطيه لهم ليوصلوه لك، لكني أعلم يقينا أن هؤلاء أوغاد لا يصدقون وعودهم وشيم الغدر على وجوهم جلية.

ومع زيادة إصراري زاد حنقهم علي، فما كان من أحدهم إلا أن أشهر سلاحه مهددا إياي بالقتل ، فاقترب أكثر وفي غفلة مني تمكن من إيغال خنجره في صدري، وما كان من رفاقه إلا أن وثبوا علي وثبة كلب واحد وطعنوني بكل ما في أيديهم من خناجر ورماح.

ضج المكان بالضحكات والقهقهات، فقد انتصروا وأسكوا ذاك الصوت الذي هدد مصالحهم.

فهل إنتهت مهمتي في هذا المكان، ماذا سأقول لك، كيف أرضا بأن يوقفني حفنة من الأوغاد أشدهم بأسا صفات الكلب عليه بادية، هل هي نهاية الطريق هل كُتب لهذا الكنز أن يدفن معي في بركة الدم المهروق.

وأنا ألفض أنفاسي الأخير أحسست بقوة تسير مع عروقي استبدلت الدم المسكوب بدم نقي جديد يهمس لسان حاله في أذني فيقول : قم وأكمل مهمتك، قـــم وبلغ أمانتك.

نهضت وكلي عزم وإصرار على المضي في هذا الطريق، طريق لا يحب الجبناء ولا الخونة الخائفين.

لمحني أحدهم فتوجه إلي يسارع الخطى وتبعه أصحابه.

لم يسبق لي أن قاتلت أحدا ولم أسفك دم امرئ قط فكيف السبيل للتخلص منهم

فإما أن أتراجع وإما أن أقاتل، أدركت حينها أن أمانتي لن تصل إلى بسفك الدماء : دماء المعتدين.

أمضيت وقتا طويلا وأنا أقاتلهم وقد استدعوا دعما كبيرا غطت رؤوسهم السود مد البصر، وما ردني كيدهم ولا عددهم عن المضي في الطريق، بل وازددت عزما واصرار على ضرورة إيصال نصيبك من الكنز.

وما كان عزمي وإصراري ليردهم، فخفافيش الليل كثر ولم يرقبوا في إلاً ولا ذمة

فنصبوا الفخاخ و حرضوا علي سكان القبائل و حاولوا الوصول إليك ليشوهوا صورتي، فتظن أني مجرد سفاح مجرم، بل وحاولوا تشويه صورة هذا الكنز الثمين بأنه مجرد حجارة، لا تساوي شيئا.

زميلي الغير مسلم ، هؤلاء العصابة أحتلوا بلدي وحاربوا أهلي و قتلوا أمي وأبي واغتصبوا أختي وجعلوا في كل بقعة من هذه الأرض دما مسفوحا لأحد إخواني .

ورغم كل هذه الصعاب ماكان ذلك ليردني عن إكمال مهمتي.

زميلي الغير مسلم خططت هذه الرسالة وأنا أعلم أنها ستسابق الريح و ستصل إلى يديك قبل أن أوصل لك حصتك من الكنز.

أقول لك : انظر حولك وتفكر، ستعلم أن رسالتي صادقة وليس فيها حرف كذب.

انظر حولك وستعلم أنك محاط بزمرة من المجرمين المخادعين.


وأخيرا أقول لك :

انتظر حصتك فلن أتأخر

زميلك
أبو عمر الأنصاري "الغريب"

جـواد
08-13-2008, 10:41 PM
إن الكفر بالحقيقة لن يسيء إلى قضيتها لكن الخسران كله سيكون من حظنا في الاخرة .................

شكر الله لك يا أبا عمر

أحب الصالحين
08-16-2008, 05:17 AM
اللهم اهدهم واهد بهم وردهم لدينك ردا جميلا