أرجو النصح من إخواني ..

[alqods arabia]

السلام عليكم و رحمة الله .
اعرف ان المنتدى ليس هذا تخصصه لكني اطمع في نصحكم لي.
تفسير القرآن و تدبر القرآن .. أمران أشكل علي التفريق بينهما لاني وجدت اني حين تدبري لبعض الايات و قبل رجوعي الى تفسيرها اجد عندي لها تصورا واضحا في عقلي , و حتى بعد ان اقرا تفسير العلماء لها اجد اني مقتنعة بما فهمته بعد تدبري لها,

ساعطي مثالا على ما قلت اعلاه,

في سورة المائدة الاية 23 يقول الله عز و جل : قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {23}

بعدها تبدأ الآية الموالية : قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ {24}

ثم تأتي الآية الموالية : قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {25} قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {26}

من تدبر الثلاث ايات و الربط بينها رايت ان الرجلان المذكوران هما موسى و هارون - عليهما السلام- و كلما أقرأ هذه الآية يكون هذا تصوري لها.


و اخاف في هذا الباب ان يكون الشيطان زين لي عملي هذا و يكون الامر عن جهل مني بضوابط التفسير , لان الامر يتكرر معي في ايات اخرى , فالمرجو توضيح الامر لي بارك الله فيكم .

[ناصر الشريعة]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تدبر القرآن متفاوت بتفاوت الناس في علومهم ومعارفهم وإيمانهم وصلاحهم ، وهو مطلوب من جميع الناس ، وأقله تدبر ألفاظ القراءة ليعرف ما يقرأ في صلاته وحزبه ، ويكون في نفس المرء دون اشتراط إعلام غيره به .

وأما التفسير فذلك نوع خاص من التدبر مع الإعلام والإخبار للغير عن مراد الله تعالى ، وله شروطه المعروفة في علم التفسير .

ومهما تدبر المرء بنفسه فإنه إن شاء مزيد التدبر ومراتبه العالية فهو يحتاج إلى عون غيره في ما ينقصه من العلوم والمعارف ، فيحتاج إلى الرجوع إلى علم التفسير والحديث واللغة والفقه والمعتقد ، وذلك ليعلم ما جهل عليه ، وليعرف خطأ نفسه فيما خطر له من المعاني والوجوه .

وإذا طبقتِ هذا على تعيين الرجلين المذكورين في آية المائدة وجدت أنهما غير موسى وهارون عليهما السلام ، وبذلك وردت آثار الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ، وفي سياق الآيات ما يدل على ذلك ، فبعد أن ذكرهم موسى نعمة الله عليهم أمرهم بدخول الأرض المقدسة ، فأبى قومه أمره ، ولم يذكروا نعمة الله عليهم ، فقابلهم رجلان ممن أنعم الله عليهما فشكرا نعمته وخافا عقوبته واستجابا أمر موسى عليه السلام وحرضوا قومهم على طاعته .
فناسب أن يذكر المحسنون من قوم موسى على قلتهم في ذلك الموقف العظيم بعد أن ذكر المسيئين منهم وإبائهم طاعته .

وبما أن سؤالك عن الرجلين المبهمين في الآية ، فيحتاج منك الرجوع إلى كتب مبهمات القرآن ، وهي كتب تعتني بذكر ما أبهم من الأعيان والأماكن في القرآن الكريم .

[alqods arabia]

فناسب أن يذكر المحسنون من قوم موسى على قلتهم في ذلك الموقف العظيم بعد أن ذكر المسيئين منهم وإبائهم طاعته .



بارك الله فيك اخي الكريم , صحيح ما قلت .. الان تصور المشهد في عقلي و الدروس المستنبطة منه اكثر وضوحا.



وبما أن سؤالك عن الرجلين المبهمين في الآية ، فيحتاج منك الرجوع إلى كتب مبهمات القرآن ، وهي كتب تعتني بذكر ما أبهم من الأعيان والأماكن في القرآن الكريم .

سافعل ان شاء الله .
و على الله قصد السبيل.

[حسن البصري]

الأخوة رواد هذا المنتدى , السلام عليكم و رحمة الله .
لا يعلم المرء مقدار جهله حتى يجالس العلماء .
بارك الله في زميلنا ناصر الشريعة على هذه المعلومة القيمة حول كتب مبهمات القرآن , و فتح الله عليه و زاد في علمه ,و نفعنا به .