سعيدشلندة
08-17-2008, 05:15 AM
http://www.maktoobblog.com/userFiles/p/r/professeur_1/images/basmalah22tj8.gif قال تعالى : (... قُلْ لا أسألُكم عَليهِ أجْراً إلا المودةَ في القُربَى ، ومن يقترف حسنةً نزد لهُ فيها حُسْنًا الشورى) / 23 .
جاء في تفسيرها من الآراء ما يلي :
[ 1 ] قال البخاري : عن ابن عباس أنه سُئل عن قوله تعالى قُلْ لا أسألُكم عَليهِ أجْراً إلا المودةَ في القُربَى فقال سعيد بن جُبير: قربى آل محمد ، فقال ابن عباس : عجّلت ، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان لهم فيه قَرابة فقال : إلا أن تصِلوا ما بيني وبينكم من القرابة .
وعند الطبراني عن ابن عباس إلا أن تودونى في نفسي لقرابتي منكم وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم .
[ 2 ] عند الإمام أحمد بن حنبل عن ابن عباس ( إلا أن توادوا اللهَ تعالى وأن تقربوا إليه بطاعته ).
[ 3 ] الرأي الثالث : حكاه البخاري عن سعيد بن جبير إلا المودة في القربى قال هي قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعنى توادونى في قرابتي وتحسنوا إليهم وتبروهم . وعن ابن إسحاق : سألت عمرو بن شعيب عن قوله تعالى ( قُلْ لا أسألُكم عَليهِ أجْراً إلا المودةَ في القُربَى) قال : قربى النبي صلى الله عليه وسلم . رواه ابن جرير
· روى السدي عن أبي الديلم : قال علي بن الحسين رضي الله عنهما لرجل من الشام : أما قرأت في سورة الأحزاب ( إنّما يُريدُ الله لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطَهِّركم ...) قال : نعم ، ولأنتُم هُمْ ؟! قال : نعم .
· روى ابن جرير عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قالت الأنصارُ فعلنا وفعلنا ، كأنهم فخروا ، فقال ابن عباس أو العباس - شك عبد السلام أحد الرواة - : لنا الفضل عليكم . فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فأتاهم في مجالسهم فقال يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا أذِلَّةً فأعزّكم الله بي ؟! قالوا : بلى يا رسول الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ألم تكونوا ضُلاّلاً فهداكم الله بي ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : أفلا تُجيبوني ؟ قالوا : ماذا نقول يا رسول الله ؟ قال – ألا تقولون : ألمْ يُخْرِجْكَ قومُكَ فآويْناك ، أوَلمْ يُكَذبوك فصدّقناك ، أوَلمْ يخذلوك فنصرناك ؟! – قال فما زال رسول الله يقول حتى جثوْا على الرُّكب وقالوا : أموالنا في أيدينا لله ولرسوله ، فنزلت : [ قُلْ لا أسْأَلُكم عليه أجرًا إلا المودّةَ في القربى ] .
· روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية ( قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودّةَ في القُربى ) ، قالوا يا رسول الله مَن هؤلاء الذين أمر الله بمودّتِهم ؟ قال : فاطمة وولدها .
· قال ابن كثير في تفسيره عند هذه الآية : ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة ، ومن أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرًا وحسبًا ولا سيما إذا كانوا متبعين للسّنّة النبوية ، ثم قال : ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته بغدير خمّ إني تارِكٌ فيكم الثقليْن ، كتاب الله وعِترتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض يوم القيامة رواه الحاكم في المستدرك وقال الذهبي صحيح .
· روى الإمام أحمد بن حنبل عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إن قريشًا إذا لقي بعضهم بعضًا لقوهم ببشْرٍ حسن ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها ، قال ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا ، وقال : والذي نفسي بيده لايدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله .ورواه الترمذي أيضًا .
· روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر أن أبا بكر رضي الله عنه قال : ارقبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته .
· وفي الصحيح أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لعليِّ رضي الله عنه : والله لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليَّ أن أصل من قرابتي .
وقال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله عنهما : : والله لإسلامُك يوم أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلام الخطاب لو أسلم ، لأن إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب .
قال ابن كثير في تفسيره تعليقًا على هذه الأحاديث التي أوردها : فحال الشيخين رضي الله عنهما هو الواجب على كل أحد أن يكون كذلك ، ولهذا كانا أفضل المؤمنين بعد النبيين والمرسلين رضي الله عنهما .
· روى الترمذي أيضًا وحسَّنه عن جابر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجَّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعتُه يقول :
يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا ،كتاب الله وعترتي أهل بيتي .
· وروى الترمذي أيضًا وحسّنه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحِبُّوا الله لِما يغذوكم من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبّوا أهل بيتي بحبى .
· روى الحافظ أبو يعلى عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما مثلُ أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام ، مَن دخلها نجا ، ومَن تخلف عنها هلك .رواه الحاكم في المستدرك ، أنظر الصواعق المحرقة لابن حجر ص 186 .
· وروى أبو يعلى عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهلي من بعدي ، مجمع الزوائد ج9ص174 وقال الهيثمي : رجاله ثقات .
· روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحسن بن عليّ : اللهم إنّي أحبه ، فأحبه واحبب مَن يحبه
· روى أحمد بن حنبل من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن أبغض أهل البيت فهو منافق .
· روى أبو الفرج الأصبهاني في كتابه الأغاني : أخبار الخليفة عمر بن عبد العزيز 8/308 طبعة بيروت / دار الفكر ، عن سعيد بن أبان القرشي قال : دخل عبد الله بن الحسن على عمر بن عبد العزيز/ وهو حديث السّنّ له وفرة ، فرفع الخليفة مجلسه وأقبل عليه ، وقضى حوائجه ثم أخذ عُكنَةً من عُكنِه فغمزها حتى أوجعه ، وقال : اذكرها عندك للشفاعة . فلما خرج لامَهُ قومُه وقالوا : فعلتَ هذا بغلام حدث ؟! فقال : إن الثقة حدّثني حتى كأني أسمعه من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما فاطمة بضعة منّي ، يسُرّني ما يسُرّها ، وأنا أعلم أن فاطمة لو كانت حية لَسَرَّها ما فعلتُ بابنها .قالوا : فما غمْزُكَ بطنه ، وقولك ما قلتَ ؟! قال : إنه ليس أحد من بني هاشم إلا ولَهُ شفاعة ، فرجوْتُ أن أكون في شفاعة هذا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ولكن ما هو العائد والمردود من وراء محبة أهل بيت النبوة ؟!
قال تعالى : قلْ ما سألْتُكم من أجرٍ فهو لكم 47/ من سورة سبأ .
جاء في تفسير المنتخب عند هذه الآية :[ قل للكفار : أي شيء من أجر طلبتُه منكم على تبليغ الرسالة فهو لكم ، ما أجري الذي أنتظره إلا على الله ] .
أقول : هذه الآية تبيِّن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد طلب على تبليغ رسالته أجرًا من الناس ، وهو ما ورد في قوله تعالى (قُلْ لا أسْألُكم عليه أجرًا إلا الموَدَّةَ في القُرْبى ) . فقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس أن يُوادّوا أهل بيته وقرابته كمقابل على تبليغ الرسالة ، وهو في الحقيقة لن يستفيد من هذا المقابل ، ولكن الناس هم المستفيدون ، وهو ما عبّرت عنه الآية بقول ( فهو لكم ) ، وتقرر هذه الآية أن محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لها مردود وعائد وخير عظيم ، وهذا العائد قد بيّنته الآية التالية :-
قال تعالى: ( قُلْ ما أسألكم عليه من أجرٍ إلا مَن شاء أن يتّخِذَ إلى ربِّه سبيلا ) 57 / من سورة الفًرقان .
جاء في تفسير المنتخب أيضًا عند هذه الآية : [ وقل لهم : إني لا أبتغي على دعوتكم إلى الإسلام أجرًا وجزاءًا ، إلا أن يهتدي أحدكم ويسلك سبيل الحق ، ويرجع إلى ربه ] .
تقرر هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب من الناس مقابلا على تبليغ الرسالة غير هداية أحد منهم .
فإذا ضممنا الآيات التي تتكلم عن الأجر الذي طلبه النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ الرسالة نجدها كالتالي :
· آية تقول : ( إنْ أجريَ إلا على الله ) .
· وأخرى تقول ( إلا المودة في القربى )
· وأخرى تقول ( ما سألتُكم من أجرِ فهو لكم ) .
· وأخرى تقول ( إلا مَن شاء أن يتّخِذََ إلى ربه سبيلا )
إذا قرأنا هذه الآيات مضمومة إلى بعضها في سياق واحد – هو سياق الأجر الذي طلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس على تبليغ الرسالة لخرجنا بالنتيجة التالية :-
أن محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم شيء يُرضي رسول الله ، وأن مردودها سيكون عائدًا على الناس وليس عائدً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وان هذه المحبة سبيل إلى الله ، أيْ وسيلة إلى رضا الله ومحبته .
عند قوله تعالى : ومَن يقترِفْ حسَنةً نَزِدْ لهُ فيها حُسْنا قال ابن عباس : هي المودة لآل محمد صلى الله عليه وسلم . أخرجه ابن أبي حاتم .
وعنه أيضًا ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أحِبّوا الله لِما يغذوكم به ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا آل بيتي بحبي . وعن ابن مسعود قال : حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة .
وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهلي من بعدي . أخرجه أبو يعلى ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
@@@@@
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
الحب البصير
روى أحمد بن حنبل عن علي بن أبي طالب – بسند جيد – أنه قال لفاطمة : قد جاء أباكِ خدمٌ كثير ، فاذهبي فاستخدميه ( أي اطلبي منه خادمًا ) ، ثم أتيا إليه جميعًا ، فقالت فاطمة : يا رسول الله لقد طحنْتُ حتى كلَّت يدي ، وجاءك الله بِسَعَةٍ فاخدُمْنا – تعني اعطنا خادمًا – فقال : والله لا أعطيك وأدَعُ أهل الصُّفةِ تطوى بطونهم من الجوع ، ثم قال : ألا أخبركما بخير مما سألتُماني ؟ قالا : بلى .قال : كلمات علمنيهن جبريل : إذا أتيتُما إلى فراشكما فاقرآ آية الكرسي ، وسبِّحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين ، وكبِّرا أربعًا وثلاثين .
صحّ عن سيدنا بي بكر الصديق أنه قال : ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته . رواه البخاري .
وفي الصحيح أنه قال لعليّ : واللهِ لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليّ أن اصلَ من قرابتي .
وقال سيدنا عمر بن الخطاب لسيدنا العباس ( عم النبي صلى الله عليه وسلم ) : واللهِ لَإسلامُك يوم أسلمتَ كان أحبّ إليّ من إسلام الخطاب لو اسلم ، لأن إسلامك كان أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب .
أنظر أيها المتلقي كيف أن شيخيْ هذه الأمة قد بلغ حبهما لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هذا المبلغ العظيم ، ومع ذلك عندما تصادمت العاطفة مع الحق فقد وقفا مع الحق .
هذه صفحة من كتاب ( فاطمة لزهراء ) للدكتورة بنت الشاطئ الذي تقول فيه عن الفترة التي تلت بيعة الناس لأبي بكر – بعد انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى .
رجعت ( فاطمة ) إلى بيتها فلزمته ، فما راعها حين أصبحت إلا ضجة قد علت قريبا من الباب ، وتناهى إليها صوت عمر بن الخطاب يحاول أن يدخل وهو يُقْسم منذراً أنْ سوف يحمل عليّا على البيعة ( لأبي بكر ) اتقاء الفتنة وخوفا من تفريق كلمة المسلمين وانتثار قواهم ، فصاحت الزهراء بملء لوعتها : يا أبتِ ، يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ! فضج الناس بالبكاء ، ومضى عمر محزوناً مغلوباً على أمره ، فأتى أبا بكرٍ وسأله أن ينطلق معه إلى الزهراء لعلهما يحاولان استرضاءها ، واستأذنا عليها فلم تأذن لهما ، حتى جاء عليّ فأدخلهما ، فسلما ، لكنها أشاحت بوجهها عنهما واستدارت إلي الحائط معرضة مغضبة ، واستطاع أبو بكرٍ أن يجد صوته ويقول : يا حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واللهِ إن قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم احب إليّ من قرابتي ، و إنك لَأَحب إليّ من عائشة ابنتى ، ولوددت يوم مات أبوكِ أنى مت ولا أبقى بعده ، أفتُرانى أعرفك وأعرف فضلك وشرفك ، و أمنعك حقك وميراثك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! إلا أنى سمعته صلى الله عليه وسلم يقول : نحن معاشرالأنبياء لا نُوَرّث ، ما تركناه صدقة .
وفي هامش هذه الصفحة قالت بنت الشاطئ [ وذلك أنها كانت طلبت من أبي بكر أن يعطيها ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ] انتهى الهامش .
فقالت فاطمة : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفانه وتعملان به ؟ قالا : نعم . قالت : نشدتكما الله ، ألم تسمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطى ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد احبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطنى ؟ أجابا : بلى ، سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : فإني أُشهِد اللهَ وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، و لئن لقيتُ رسول الله لأشكوكما إليه . فارتاعا لما سمعا ، وخرج ابو بكر إلى الناس والدمعُ ينساب من مقلتيه ، فسألهم أن يُقيلوه من بيعتهم ، لكنهم أبوْا ، حتى لا تكون فتنة .
هامش : أنظر صحيح البخارى 57/1 ، صحيح مسلم 32/52 ، طبقات ابن سعد ج2 ، ج8 ، وسنن الترمذي 19/44.
تلك كانت صورًا من صور الحب البصير ، الذي لا يندمج مع العاطفة الجياشة ، مديرًا ظهره إلى الحق ، ولكنه يجعل لنفسه ميزانًا دقيقًا ، يعرف به الحق من الباطل ، هذا الميزان هو ما عبّرت عنه الآية القرآنية الكريمة( فلا وربِّكَ لا يُؤمنون حتى يُحكّموك فيما شجر بينهم ، ثم لا يجِدون في أنفُسِهم حَرَجًا ممّا قَضَيْتَ ويُسَلّموا تسليما ) الآية 65 / من سورة النساء
جاء في تفسيرها من الآراء ما يلي :
[ 1 ] قال البخاري : عن ابن عباس أنه سُئل عن قوله تعالى قُلْ لا أسألُكم عَليهِ أجْراً إلا المودةَ في القُربَى فقال سعيد بن جُبير: قربى آل محمد ، فقال ابن عباس : عجّلت ، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان لهم فيه قَرابة فقال : إلا أن تصِلوا ما بيني وبينكم من القرابة .
وعند الطبراني عن ابن عباس إلا أن تودونى في نفسي لقرابتي منكم وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم .
[ 2 ] عند الإمام أحمد بن حنبل عن ابن عباس ( إلا أن توادوا اللهَ تعالى وأن تقربوا إليه بطاعته ).
[ 3 ] الرأي الثالث : حكاه البخاري عن سعيد بن جبير إلا المودة في القربى قال هي قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعنى توادونى في قرابتي وتحسنوا إليهم وتبروهم . وعن ابن إسحاق : سألت عمرو بن شعيب عن قوله تعالى ( قُلْ لا أسألُكم عَليهِ أجْراً إلا المودةَ في القُربَى) قال : قربى النبي صلى الله عليه وسلم . رواه ابن جرير
· روى السدي عن أبي الديلم : قال علي بن الحسين رضي الله عنهما لرجل من الشام : أما قرأت في سورة الأحزاب ( إنّما يُريدُ الله لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطَهِّركم ...) قال : نعم ، ولأنتُم هُمْ ؟! قال : نعم .
· روى ابن جرير عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قالت الأنصارُ فعلنا وفعلنا ، كأنهم فخروا ، فقال ابن عباس أو العباس - شك عبد السلام أحد الرواة - : لنا الفضل عليكم . فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فأتاهم في مجالسهم فقال يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا أذِلَّةً فأعزّكم الله بي ؟! قالوا : بلى يا رسول الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ألم تكونوا ضُلاّلاً فهداكم الله بي ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : أفلا تُجيبوني ؟ قالوا : ماذا نقول يا رسول الله ؟ قال – ألا تقولون : ألمْ يُخْرِجْكَ قومُكَ فآويْناك ، أوَلمْ يُكَذبوك فصدّقناك ، أوَلمْ يخذلوك فنصرناك ؟! – قال فما زال رسول الله يقول حتى جثوْا على الرُّكب وقالوا : أموالنا في أيدينا لله ولرسوله ، فنزلت : [ قُلْ لا أسْأَلُكم عليه أجرًا إلا المودّةَ في القربى ] .
· روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية ( قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودّةَ في القُربى ) ، قالوا يا رسول الله مَن هؤلاء الذين أمر الله بمودّتِهم ؟ قال : فاطمة وولدها .
· قال ابن كثير في تفسيره عند هذه الآية : ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة ، ومن أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرًا وحسبًا ولا سيما إذا كانوا متبعين للسّنّة النبوية ، ثم قال : ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته بغدير خمّ إني تارِكٌ فيكم الثقليْن ، كتاب الله وعِترتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض يوم القيامة رواه الحاكم في المستدرك وقال الذهبي صحيح .
· روى الإمام أحمد بن حنبل عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إن قريشًا إذا لقي بعضهم بعضًا لقوهم ببشْرٍ حسن ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها ، قال ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا ، وقال : والذي نفسي بيده لايدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله .ورواه الترمذي أيضًا .
· روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر أن أبا بكر رضي الله عنه قال : ارقبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته .
· وفي الصحيح أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لعليِّ رضي الله عنه : والله لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليَّ أن أصل من قرابتي .
وقال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله عنهما : : والله لإسلامُك يوم أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلام الخطاب لو أسلم ، لأن إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب .
قال ابن كثير في تفسيره تعليقًا على هذه الأحاديث التي أوردها : فحال الشيخين رضي الله عنهما هو الواجب على كل أحد أن يكون كذلك ، ولهذا كانا أفضل المؤمنين بعد النبيين والمرسلين رضي الله عنهما .
· روى الترمذي أيضًا وحسَّنه عن جابر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجَّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعتُه يقول :
يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا ،كتاب الله وعترتي أهل بيتي .
· وروى الترمذي أيضًا وحسّنه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحِبُّوا الله لِما يغذوكم من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبّوا أهل بيتي بحبى .
· روى الحافظ أبو يعلى عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما مثلُ أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام ، مَن دخلها نجا ، ومَن تخلف عنها هلك .رواه الحاكم في المستدرك ، أنظر الصواعق المحرقة لابن حجر ص 186 .
· وروى أبو يعلى عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهلي من بعدي ، مجمع الزوائد ج9ص174 وقال الهيثمي : رجاله ثقات .
· روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحسن بن عليّ : اللهم إنّي أحبه ، فأحبه واحبب مَن يحبه
· روى أحمد بن حنبل من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن أبغض أهل البيت فهو منافق .
· روى أبو الفرج الأصبهاني في كتابه الأغاني : أخبار الخليفة عمر بن عبد العزيز 8/308 طبعة بيروت / دار الفكر ، عن سعيد بن أبان القرشي قال : دخل عبد الله بن الحسن على عمر بن عبد العزيز/ وهو حديث السّنّ له وفرة ، فرفع الخليفة مجلسه وأقبل عليه ، وقضى حوائجه ثم أخذ عُكنَةً من عُكنِه فغمزها حتى أوجعه ، وقال : اذكرها عندك للشفاعة . فلما خرج لامَهُ قومُه وقالوا : فعلتَ هذا بغلام حدث ؟! فقال : إن الثقة حدّثني حتى كأني أسمعه من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما فاطمة بضعة منّي ، يسُرّني ما يسُرّها ، وأنا أعلم أن فاطمة لو كانت حية لَسَرَّها ما فعلتُ بابنها .قالوا : فما غمْزُكَ بطنه ، وقولك ما قلتَ ؟! قال : إنه ليس أحد من بني هاشم إلا ولَهُ شفاعة ، فرجوْتُ أن أكون في شفاعة هذا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ولكن ما هو العائد والمردود من وراء محبة أهل بيت النبوة ؟!
قال تعالى : قلْ ما سألْتُكم من أجرٍ فهو لكم 47/ من سورة سبأ .
جاء في تفسير المنتخب عند هذه الآية :[ قل للكفار : أي شيء من أجر طلبتُه منكم على تبليغ الرسالة فهو لكم ، ما أجري الذي أنتظره إلا على الله ] .
أقول : هذه الآية تبيِّن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد طلب على تبليغ رسالته أجرًا من الناس ، وهو ما ورد في قوله تعالى (قُلْ لا أسْألُكم عليه أجرًا إلا الموَدَّةَ في القُرْبى ) . فقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس أن يُوادّوا أهل بيته وقرابته كمقابل على تبليغ الرسالة ، وهو في الحقيقة لن يستفيد من هذا المقابل ، ولكن الناس هم المستفيدون ، وهو ما عبّرت عنه الآية بقول ( فهو لكم ) ، وتقرر هذه الآية أن محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لها مردود وعائد وخير عظيم ، وهذا العائد قد بيّنته الآية التالية :-
قال تعالى: ( قُلْ ما أسألكم عليه من أجرٍ إلا مَن شاء أن يتّخِذَ إلى ربِّه سبيلا ) 57 / من سورة الفًرقان .
جاء في تفسير المنتخب أيضًا عند هذه الآية : [ وقل لهم : إني لا أبتغي على دعوتكم إلى الإسلام أجرًا وجزاءًا ، إلا أن يهتدي أحدكم ويسلك سبيل الحق ، ويرجع إلى ربه ] .
تقرر هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب من الناس مقابلا على تبليغ الرسالة غير هداية أحد منهم .
فإذا ضممنا الآيات التي تتكلم عن الأجر الذي طلبه النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ الرسالة نجدها كالتالي :
· آية تقول : ( إنْ أجريَ إلا على الله ) .
· وأخرى تقول ( إلا المودة في القربى )
· وأخرى تقول ( ما سألتُكم من أجرِ فهو لكم ) .
· وأخرى تقول ( إلا مَن شاء أن يتّخِذََ إلى ربه سبيلا )
إذا قرأنا هذه الآيات مضمومة إلى بعضها في سياق واحد – هو سياق الأجر الذي طلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس على تبليغ الرسالة لخرجنا بالنتيجة التالية :-
أن محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم شيء يُرضي رسول الله ، وأن مردودها سيكون عائدًا على الناس وليس عائدً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وان هذه المحبة سبيل إلى الله ، أيْ وسيلة إلى رضا الله ومحبته .
عند قوله تعالى : ومَن يقترِفْ حسَنةً نَزِدْ لهُ فيها حُسْنا قال ابن عباس : هي المودة لآل محمد صلى الله عليه وسلم . أخرجه ابن أبي حاتم .
وعنه أيضًا ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أحِبّوا الله لِما يغذوكم به ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا آل بيتي بحبي . وعن ابن مسعود قال : حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة .
وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهلي من بعدي . أخرجه أبو يعلى ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
@@@@@
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
الحب البصير
روى أحمد بن حنبل عن علي بن أبي طالب – بسند جيد – أنه قال لفاطمة : قد جاء أباكِ خدمٌ كثير ، فاذهبي فاستخدميه ( أي اطلبي منه خادمًا ) ، ثم أتيا إليه جميعًا ، فقالت فاطمة : يا رسول الله لقد طحنْتُ حتى كلَّت يدي ، وجاءك الله بِسَعَةٍ فاخدُمْنا – تعني اعطنا خادمًا – فقال : والله لا أعطيك وأدَعُ أهل الصُّفةِ تطوى بطونهم من الجوع ، ثم قال : ألا أخبركما بخير مما سألتُماني ؟ قالا : بلى .قال : كلمات علمنيهن جبريل : إذا أتيتُما إلى فراشكما فاقرآ آية الكرسي ، وسبِّحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين ، وكبِّرا أربعًا وثلاثين .
صحّ عن سيدنا بي بكر الصديق أنه قال : ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته . رواه البخاري .
وفي الصحيح أنه قال لعليّ : واللهِ لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليّ أن اصلَ من قرابتي .
وقال سيدنا عمر بن الخطاب لسيدنا العباس ( عم النبي صلى الله عليه وسلم ) : واللهِ لَإسلامُك يوم أسلمتَ كان أحبّ إليّ من إسلام الخطاب لو اسلم ، لأن إسلامك كان أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب .
أنظر أيها المتلقي كيف أن شيخيْ هذه الأمة قد بلغ حبهما لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هذا المبلغ العظيم ، ومع ذلك عندما تصادمت العاطفة مع الحق فقد وقفا مع الحق .
هذه صفحة من كتاب ( فاطمة لزهراء ) للدكتورة بنت الشاطئ الذي تقول فيه عن الفترة التي تلت بيعة الناس لأبي بكر – بعد انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى .
رجعت ( فاطمة ) إلى بيتها فلزمته ، فما راعها حين أصبحت إلا ضجة قد علت قريبا من الباب ، وتناهى إليها صوت عمر بن الخطاب يحاول أن يدخل وهو يُقْسم منذراً أنْ سوف يحمل عليّا على البيعة ( لأبي بكر ) اتقاء الفتنة وخوفا من تفريق كلمة المسلمين وانتثار قواهم ، فصاحت الزهراء بملء لوعتها : يا أبتِ ، يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ! فضج الناس بالبكاء ، ومضى عمر محزوناً مغلوباً على أمره ، فأتى أبا بكرٍ وسأله أن ينطلق معه إلى الزهراء لعلهما يحاولان استرضاءها ، واستأذنا عليها فلم تأذن لهما ، حتى جاء عليّ فأدخلهما ، فسلما ، لكنها أشاحت بوجهها عنهما واستدارت إلي الحائط معرضة مغضبة ، واستطاع أبو بكرٍ أن يجد صوته ويقول : يا حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واللهِ إن قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم احب إليّ من قرابتي ، و إنك لَأَحب إليّ من عائشة ابنتى ، ولوددت يوم مات أبوكِ أنى مت ولا أبقى بعده ، أفتُرانى أعرفك وأعرف فضلك وشرفك ، و أمنعك حقك وميراثك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! إلا أنى سمعته صلى الله عليه وسلم يقول : نحن معاشرالأنبياء لا نُوَرّث ، ما تركناه صدقة .
وفي هامش هذه الصفحة قالت بنت الشاطئ [ وذلك أنها كانت طلبت من أبي بكر أن يعطيها ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ] انتهى الهامش .
فقالت فاطمة : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفانه وتعملان به ؟ قالا : نعم . قالت : نشدتكما الله ، ألم تسمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطى ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد احبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطنى ؟ أجابا : بلى ، سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : فإني أُشهِد اللهَ وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، و لئن لقيتُ رسول الله لأشكوكما إليه . فارتاعا لما سمعا ، وخرج ابو بكر إلى الناس والدمعُ ينساب من مقلتيه ، فسألهم أن يُقيلوه من بيعتهم ، لكنهم أبوْا ، حتى لا تكون فتنة .
هامش : أنظر صحيح البخارى 57/1 ، صحيح مسلم 32/52 ، طبقات ابن سعد ج2 ، ج8 ، وسنن الترمذي 19/44.
تلك كانت صورًا من صور الحب البصير ، الذي لا يندمج مع العاطفة الجياشة ، مديرًا ظهره إلى الحق ، ولكنه يجعل لنفسه ميزانًا دقيقًا ، يعرف به الحق من الباطل ، هذا الميزان هو ما عبّرت عنه الآية القرآنية الكريمة( فلا وربِّكَ لا يُؤمنون حتى يُحكّموك فيما شجر بينهم ، ثم لا يجِدون في أنفُسِهم حَرَجًا ممّا قَضَيْتَ ويُسَلّموا تسليما ) الآية 65 / من سورة النساء