المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى كل تائه يبحث عن الحقيقة......



abduallah
08-22-2008, 05:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته,أما بعد قد كثر اللغظ و الحديث عن أدلة صحة الإسلام و ربوبية القرآن ووجود الله وأرى دائما أن الكثير يبحثون عن هذه الأدلة في المكان الخطأ واريد بعون الله ان أقدم لكم ما يظهر لي من حقائق وأدلة ناصعة تتركني متمسكا بالإسلام دينا ومحمدا رسولا والله ربا.

وجود الله:

كيف يمكننا ان نثبت وجود الله ؟؟ أليس هذا الخلق و الرونقة ودقة سير الكون دليلا قاطعا عن مسبب مفكر له ؟؟فيقول الملحد من خلق الله ؟؟ وانا أسأله من خلق خالق الله وهكذا ..........ندخل في سببية غير منتهية علتها الإستمرار في المسببات من الموجودات الى مسبب الوجود , هل نطبق نفس قانون السببية على الخالق كما طبقناها على الخلائق ؟؟الله نفسه هو من أوجد قانون المسببات فهل يخضع لقانون هو خالقه وموجده ؟؟

نعود الى نظرية التطور و الإصطفاء ,فهل هذه النظرية فسرت وجود الكائنات بدقة و بشمولية ؟؟؟التطور فرضية علمية اقحمت في العلوم لملىء الفراغات و الإستفهامات ولا ترقى ابدا الى النظرية القاطعة لعلة عدم خضوعها للتجربة و المشاهدة ومادام هذه النظرية تحمل عدة فجوات فلا يمكننا التمسك بها احتجاجا عن عدم وجود الخالق.

ثغرات نظرية التطور و الإصطفاء:

1/اختفاء سلالات ملخبطة وتحمل ذكاء الإنسان , مادام عملية التطور هي عشوائية عمياء كيف لم يبقى من سلالة الإنسان إلا الإنسان الحالي فكيف لم يظهر انسان بعين واحدة او بأربع ارجل وله ذكاء الإنسان.

2/مازالت نظرية التطور تعجز الى الآن تفسير ظهور المادة العضوية والحياة على الأرض صدفة.

3/عملية الإنتخاب الطبيعي هي عملية غربلة و تصفية على مبدأ البقاء للأقوى و الأصلح (تفضيل السمة الوراثية) , كيف اختفت سلالات من الحيوانات و الطيور كانت اصلح واقوى من السلالات الباقية؟؟

4/اتزان قوانين الطبيعة و التي ان اختل قانون واحد تصبح الحياة على الأرض عذابا و معانات.

السؤال الذي يحير الجميع ,هل وجود ضبابية في نظرية التطور يدل حتما على وجود الله؟

الإجابة طبعا لا , ولكن ايضا تفسير نظرية التطور بوجود الكائنات لا ينسف وجود قوى غيبية مسببة لها ,اذن ماذا ينقص ليكتمل معنى وجود الله ؟؟؟ بلا شك صحة الأديان و الرسالات.....



حتمية وجود الأديان و بعث الرسل

منذ القدم والإنسان يحاول ملىء جهله بالظواهر الطبيعية كالبرق و الزلزال... بوجود الآلهة فتفنن في تسميتها و تصنيفها من خير و شر وآلهة السحاب و النار .....

ولكن هل عدم وجود رسالات تخاطب جميع البشر يعني مباشرة زيف الأديان الإبراهيمية ؟؟ لو أجبنا بنعم ,هكذا نكون قد تدخلنا في قدرة الخالق وفي حكمته فهو تعمد ترك أقوام بدون رسالات ولاأنبياء ولكن هذا راجع لأسباب لا نعلمها و البحث فيها بعقولنا المحدودة التفكير فهذا أمر محال ,اما عن صحة الأديان الإبراهيمية يكفينا وجود أدلة واضحة تثبت رعاية الله لها عندها أقيمت علينا الحجة بالإيمان بها وتصديق رسلها ولا نتدخل أبدا في قرارات الخالق بتجاهله لأقوام أخرى او بتنزيل القرآن بلغة واحدة و غيرها من الإحتجاجات المألوفة......

وعليه ليكتمل معنى وجود الخالق يكفي اثبات صحة ادعاء الرسل و الأنبياء ,فما هي الأدلة التي تثبت لنا صدق ادعاء محمد بالنبوة ؟؟؟


أدلة صحة العقيدة الإسلامية:

الله قرر تقديم كتاب على أنه معجز و مخاطب للبشر ,فنترك لعقولنا ان نتصور كيف يمكن فقط لكلام ان يكون معجز الى يوم القيامة ؟؟؟


كثير من الناس يبحث عن أدلة صحة الإسلام في المكان الخطأ ,فمنهم من يقول اعجاز القرآن البلاغي الذي لا يفقهه الا فطاحلة اللغة العربية و شعرائها و منهم من يبحث عن ادلة صحة الإسلام في مزاعم الإعجاز العلمي الذي لم يظهر إلا في عصرنا الحديث.


أما الإعجاز الغيبي.... ,هل يصلح ان يجعل الله التنبأ الغيبي دليلا لإثبات صحة الإسلام ؟؟عندها يتحول القرآن الى كتاب تنبآت غيبية وسرد لأحداث المستقبل وليس كتاب هداية و ايمان و عندها يترك الإنسان إعتماده على المسببات واكتفائه بانتظار نتيجة تنبأ القرآن فتضيع مصالح البشر لمعرفتها المسبقة للنتائج وتصبح الحياة أشبه بمسرحية معروفة السيناريوهات وليست حياة عملية تعتمد على الأسباب.

وحتى لو تنبا القرآن باحداث كبيرة مثل 11 سبتمبر او سقوط الخلافة العثمانية يبقى الملحد معاندا مستكبرا ويجادل على ان هذا التنبأ عام و ليس دقيق ولا يعتبر دليلا قاطعا لصحة الإسلام.

اذن ماذا قدم الله لنا من أدلة صحة الإسلام تكفي لإقامة الحجة على جميع البشر باختلاف عقولهم و ألسنتهم ؟؟


ولماذا لا نرى معجزات حسية كتسلسل النجوم بإسم محمد أو الله او انشقاق القمر و احتراق كل شخص يشتم الله أو نبيه المصطفى ......؟؟

الإجابة واضحة ,لو أصبحنا نشاهد هذه المعجزات يوميا لما بقي معنى الإختبار والإبتلاء ولا معنى لإختفاء المولى عز وجل ولا الملائكة وعندها ينكشف الحجاب و يظهر الحق و تصطف الناس جميعا وراء كلمة الحق......

ولكن حكمة الله المطلقة اراد ان يجعل عقولنا دليلا الى صحة الإسلام بالتدبر و التفكير حتى نقتنع........ولكن كيـــــــــف؟؟؟

معجزة القرآن:

1/السر الحقيقي وراء هذه الكلمة هو نجاح مشروع الإسلام ورعايته الربانية بالرغم من المصاعب التي هزت أركانه وكادت تعصف به ,,,, كيف حفظ الله نبيه محمدا (ص) ولم ينجح احدا في قتله ؟؟منذ كان المسلمون شلة لا تتجاوز عدد اصابع الأيدي وبالرغم من اعدائه و مكائد قريش ولكن الله عاصمه الى ان أكمل الرسالة وأدى الأمانة..........وحتى صار المسلمون آلافا ودخلوا في حروب ضارية مع الكفار ولكنهم لم يفلحوا في اطفاء نور الله و استأصال شفة المسلمين لدرجة ان الكفار اجتمعوا جميعا في غزوة الأحزاب وكان صمود المسلمين اكبر دليل على الرعاية الربانية للإسلام ونبيه المصطفى , فهل يعقل أن خندقا حفر بالمعاول يقف حاجزا أمام هذه الجيوش والمؤن؟؟

و مر الإسلام بأوقات عسيرة كادت ان تخفي الإسلام عن الوجود ...كما حدث في عهد المماليك حيث فتك التاتار بكل البقاع الإسلامية ولم تبقى الا مصرا كادت هي الأخرى ان تمسح من التاريخ الإسلامي الى ان تدخلت قدرة الله في نصر المسلمين و سقوط اطماع المغول وكان هذا النصر سببا معجزا لإعتناق الكثير من التاتار للإسلام .

2/ حفظ القرآن من التحريف , وهذه معجزة اخرى تؤيد صحة الإسلام وكما تعلمون القرآن هو الكتاب الوحيد الذي توجد له نسخة واحدة عكس الأناجيل و التورات و الكتب الأخرى المتعددة النسخ و الإصدارات, ويقول قائل ان بعض الشيعة لهم سور وآيات أخرى فأقول وهل اعتقاد هذه الأقلية صحيح حتى نصل لدرجة التمحيص في قرآنهم ,كيف نثق في قوم يدعون ان الله أخطأ في شخصية رسالته التي كانت موجهة لعلي كرم الله وجهه وسقطت سهوا في محمد(ص) ؟؟ كيف نأخذ بكلام قوم يطلقون صفة الخطأ على الله ؟؟؟

3/إلتزام الرسول بالتشريعات المنزلة من الله, لم يثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ان تهاون في فريضة او عبادة , ففرض الصيام شهرا كاملا بالرغم من شدة الحر و العطش في مكة و بالرغم من بداية دعوته في المدينة ومع ذلك لم يتهاون بترك فريضة واحدة مقابل تسهيل دخول الناس للإسلام ولو كان كاذبا لما اكثر الفرائض و القيود كالصيام و فرض الخمس صلوات و تحريم الخمر التي يعشقها العربي من شدة التمتع بها ......


و التاريخ تفسه أكبر شاهد على صحة نبوة محمد وكذب مدعي النبوة فمن حكمة الله تعالى أن ترك مسيلمة يدعي النبوة ليضرب الله لنا مثلا نفرق به بين النبي الحقيقي و النبي الكاذب ,,,,فمسيلمة بنى عقيدته على التيسير ليجذب الناس إليه فتنازل عن صلاة الصبح والعشاء و تنازل عن تحريم الخمر و الزنى و عن كثير من الواجبات .......حتى الصلاة أنقص من ركعاتها و سجودها فهو شخص يعتمد على استقطاب الناس بأي وسيلة عكس النبي الحقيقي الذي يلتزم بما اوحي اليه مهما كان ذلك منفرا وقاسيا عن القلوب , لأنه لا يسعى الى كثرة الأتباع بقدر ما يسعى الى ارضاء المولى عز وجل.........ومن جهة أخرى فشل نبوة مسيلمة أكبر دليل على غياب الرعاية الربانية له و استفرادها بالمسلمين فقط.

4/صدق النبي وفقره , قبل نزول الوحي كان محمد يلقب بالأمين الصادق وحتى اعدائه يستأمنون أموالهم عنده ,وعند وفات ابنه ابراهيم تصادف هذا اليوم مع كسوف الشمس فخرجت العرب تتحدث على ان الشمس كسفت لموت ابن النبي ,فلم يتحمل النبي هذا الإدعاء وخرج فيهم خاطبا وقال "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ"فلو كان (ص) مدعيا للنبوة ,كيف يترك فرصة على طبق من ذهب تثبت حزن السماء على موت ابنه ؟؟

وأيضا لم يثبت عن المصطفى ان كان عابد حياة و ملذات فكان يضع الحجر على بطنه من شدة الجوع وكان يفترش الحصير الخشن ......ولم يبني قصورا و لا حدائق ولم يلبس حريرا و لا ذهبا ......قمة التواضع و الإنسانية.

وكثير من الأدلة العقلية الواضحة و ضوح الشمس و الدالة على صدق نبينا صلى الله عليه وسلم .

ودمتم في رعاية الله و حفظه وهداكم الله الى سبيله جميعا..

ناصر الشريعة
08-22-2008, 07:28 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

استدلالك على وجود الله بدليل العناية وامتناع تسلسل الفاعلين في الأزل صحيح ، وكذلك استدلالك على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بأخلاقه وظهور دينه صحيح .

ولكن ورد في ما ذكرت ما يحتاج منك إلى إعادة نظر ، فمن ذلك :
قولك : ( ماذا ينقص ليكتمل معنى وجود الله ؟؟؟ بلا شك صحة الأديان و الرسالات )
وهذا غير صحيح ، فإن معنى وجود الله غير ناقص ليستكمل بغير الله ، فالله كامل في ذاته وصفاته ، ولا يستفيد من غيره كمالا لم يكن له ، بل غيره من آثار كماله لا أنه يستمد كماله من غيره .
ولعلك تقصد أن فهمنا لكمال الله تعالى يحتاج منا إلى فهم حكمته ، ومن حكمته بعث الأنبياء والرسل ، وهذا معنى صحيح ، أو تقصد أن صحة الرسالات دليل آخر على وجود الله تعالى ، وهذا أيضا معنى صحيح .


قولك : ( منذ القدم والإنسان يحاول ملىء جهله بالظواهر الطبيعية كالبرق و الزلزال... بوجود الآلهة فتفنن في تسميتها و تصنيفها من خير و شر وآلهة السحاب و النار .....)
هذه المقولة لا يصح فيها إسنادها إلى القدم ، لأن أول البشر هو آدم عليه السلام وقد كان على التوحيد واستمر بنوه عليه ألف عام ، ثم حصل الشرك فبعث الله نوحا عليه السلام ، فربط الشرك بالقدم غير صحيح لأنه عارض طارئ ، والأصل القديم هو التوحيد .
ولا زال ملاحدة هذا العصر يسندون ما يحتاج إلى وجود الخالق إلى غيره من الأوهام كالتطور المزعوم والصدفة .

قولك : ( ولكن هل عدم وجود رسالات تخاطب جميع البشر يعني مباشرة زيف الأديان الإبراهيمية ؟؟ )
ليس هناك ما يسمى أديانا إبراهيمية ، فدين إبراهيم واحد وملته واحدة وهي التوحيد ، وجميع الأنبياء من بعده على ملة التوحيد التي هي ملة إبراهيم عليه السلام ، وإنما الاختلاف في الشرائع اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد ، وليس اختلافا كليا وإنما اختلاف جزئي .
كما أن حصر الأديان في الإبراهيمية غير صحيح ، فإن قبل إبراهيم أنبياء كثر أرسلهم الله بالدين الحق وملة التوحيد أيضا مع تنوع واختلاف الشرائع .
ولا شك أن اليهودية والنصرانية محرفة فلا يصح نسبتها بعد التحريف إلى إبراهيم عليه السلام ولا إلى موسى وعيسى عليهم السلام .

قولك : ( فهو تعمد ترك أقوام بدون رسالات ولاأنبياء )
لا يصح الجزم بأن الله ترك أقواما بدون رسالات ولا أنبياء ، فإن الله قد أخبر بأنه بعث في كل أمة رسولا ، ولما كان لفظ ( القوم ) مما يحتمل معنى الأمة كان لفظا موهما لا يصح إطلاقه ، والأولى أن تقول إذا كان الله سبحانه وتعالى قد شاء أن يكون من الناس من هم من أهل الفترة ، فإن ذلك لحكمة منه تنافي الظلم والجور ، ثم لا بد أن تبين أن أهل الفترة يمتحنون في الآخرة ولا يعذبون بدون تكليف سابق ولا ابتلاء سابق تقوم به الحجة عليهم .

قولك : ( كثير من الناس يبحث عن أدلة صحة الإسلام في المكان الخطأ ) ثم مثلت على ذلك بالإعجاز البلاغي والغيبي في القرآن الكريم !!
وهذا باطل ، فإن الإعجاز البلاغي والغيبي في القرآن الكريم ثابت معلوم لجميع الناس أو مقدور لهم علمه لا لفطاحلة اللغة فقط كما تزعم ، ولا يلزم من إثبات الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم أن يكون جميع القرآن إخبارا بالمغيبات كما توهمته .

قولك : ( ولماذا لا نرى معجزات حسية )
هذا يوهم إنكارك للمعجزات الحسية للأنبياء المخبر عنها في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي معجزات ثابتة وإن كذب بها الجاهلون فلا يجعلنا تكذيبهم معرضين عن الاحتجاج بها ، لأنها أخبار قطعية ثابتة لا يصح التشكيك في صدقها .

فأرجو أن تراجع النظر فيما ذكرت ، وأن لا تقصر المعجزة على بعض ما فهمت دون ما عزب عنك علمه ومعرفته من أنواع إعجاز القرآن الكثيرة .

فؤاد
08-22-2008, 09:08 PM
قولك : ( فهو تعمد ترك أقوام بدون رسالات ولاأنبياء )
لا يصح الجزم بأن الله ترك أقواما بدون رسالات ولا أنبياء ، فإن الله قد أخبر بأنه بعث في كل أمة رسولا ، ولما كان لفظ ( القوم ) مما يحتمل معنى الأمة كان لفظا موهما لا يصح إطلاقه ، والأولى أن تقول إذا كان الله سبحانه وتعالى قد شاء أن يكون من الناس من هم من أهل الفترة ، فإن ذلك لحكمة منه تنافي الظلم والجور ، ثم لا بد أن تبين أن أهل الفترة يمتحنون في الآخرة ولا يعذبون بدون تكليف سابق ولا ابتلاء سابق تقوم به الحجة عليهم .

جزاك الله خيرا استاذ ناصر الشريعة وارجوا زيادة الإيضاح حول وجود اقوام لم يرسل الله اليهم رسل والفرق بين الاقوام والأمم في ضوء آيتين من القرآن الكريم وهما
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }السجدة3
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ }فاطر24

abduallah
08-23-2008, 05:11 PM
بارك الله فيك اخي ناصر الشريعة و جعل مجهوداتك في ميزان حسناتك يوم القيامة ورزقنا وأياكم الجنة ,أما بعد:

يجب أولا أن نفرق بين أمرين ,الأول يؤدي الى الثاني وهما : الدليل و القناعة .


مثلا ,انا كمسلم متيقن بنبوة محمد(ص) ومقتنع تماما بإسرائه و عرجه الى السموات السبع ولكن لا يمكنني أن أقدم قناعتي باسراء النبي كدليل معجز أحاجج به الملحد و غير المسلم مبرهنا من خلاله ربوبية العقيدة الإسلامية.

و الأصح هو تقديمنا للأدلة المناسبة لحجم الإدعاء بمخاطبة البشرية جمعاء الى يوم القيامة , فلا يمكننا أن نحاجج الأعجمي ببلاغة القرآن ولكننا كمسلمين نؤمن بأن القرآن كلام الله الذي لا يضاهيه شعر و لا نثر ...

كما لا يمكننا أن نحاجج الملحد بمعجزة انشقاق القمر و التي لا يمكننا اثباتها الا بخبر منقول عبر مئات السنين , فالأخبار الخارجة عن العادة يصعب اثبانها برواية و الإحتجاج بها على أنها حقيقة لا تحتمل النقد.

وكذلك لا يمكننا أن نحتج بقصص الأنبياء و فرعون وهامان ......على أنها اعجاز غيبي لأن هذا الإدعاء يطعن بسهولة و يتهم النبي بنقل القصص من الأساطير ومن الأنجيل و التورات و غيرها من الكتب المعاصرة للنبوة.

لذا يتوجب علينا كمسلمين توفير الأدلة الشاملة التي لا تحتمل الطعن و لا يختلف عليها عاقلان ,فالملحد لا بمكنه انكار حفظ القرآن من التحريف ولا يمكنه جلب نسخة أخرى من القرآن وكذلك لا يمكنه انكار فرض الصيام و الصلوات و تحريم الخمر في بداية الدعوة الإسلامية........وغيرها من الأدلة التي تفضلنا بها سابقا.

أما قولك :فإن معنى وجود الله غير ناقص ليستكمل بغير الله , فهنا أخالفك الرأي فلا يستطيع الإنسان من تلقاء نفسه أن يفسر هذا الوجود بالله الواحد الرحمان الرحيم ....وكلام سيدنا إبراهيم في القرآن أكبر دليل على صحة كلامي :

"فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ ........"

وقولك :
هذه المقولة لا يصح فيها إسنادها إلى القدم.
لا يصح الجزم بأن الله ترك أقواما بدون رسالات ولا أنبياء ، فإن الله قد أخبر بأنه بعث في كل أمة رسولا.


نستطيع وصف فترة قبل الإسلام بالقدم , أما عن وجود أقوام بلا رسالات هي حقيقة يقرها القرآن ,اظافة للآيات التي ذكرها الأخ فؤاد , يقول المولى عز وجل : "{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}" دليلا على وجود أقوام لم تصلهم رسالات و لا أنبياء فلا يحق عليهم العقاب ......وحتى في عصرنا الحديث لا تزال بعض القبائل في وسط افريقيا و جنوب امريكا لم يصل إليهم رسل و لا حتى أخبارهم و يعيشون في جاهلية لا تفرقها عن العصر الحجري.

أما قولك :ليس هناك ما يسمى أديانا إبراهيمية ، فدين إبراهيم واحد وملته واحدة وهي التوحيد

أوافقك الرأي أصل الدين هو ملة سيدنا ابراهيم ولكن بإختلاف الكتب السماوية كالإنجيل و التورات نستطيع استعمال لفظ "أديان" التي تدخل تحت معرف واحد توحيدي وهو الإسلام.

والسلام عليكم .....