المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوحيد دين الأنبياء (شرح معنى الشهادتين في مخطط بسيط)



البيان الإسلامي
08-25-2008, 11:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

أود من خلال هذا الموضوع أن نتعرض لأهم قضية في دين الإسلام وهي التوحيد، فأحاول إن شاء الله شرح معنى الشهادتين بكيفية بسيطة من خلال مخطط يسهل على القارئ استوعابه وفهمه بعون الله، فالإسلام دعوة لكل البشر وعلينا ايصاله بالطريقة التي يفهمها العالم والعامي على حد سواء، ولا شك أن الدعوة لتوحيد الله بالعبادة هو الجامع المشترك بين كل المسلمين فهي دعوة للإجتماع حول كلمة سواء بيننا وبينهم، فهي دعوة عالمية.

قال تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 256]، هذا هو معنى لا إله إلا الله، أي:

-(لا إله) كفر بالطاغوت وهو أي معبود من دون الله كالقبور التي تدعى من دون الله أو المشرعين من دون الله...

وحتى يكفر المرء بكل معبود من دون الله يجب أن يحقق أربعة شروط بسيطة وبديهية وهي:

1-أن يعتقد أن تلك العبادة التي تقدم لغير الله باطلة وغير صحيحة وهي كفر بالله وخروج عن دينه.

2-أن يبغض تلك العبادة.

3- وأن يتركها، أي لا يذهب مثلا لدعاء القبر (يترك تلك الطقوس التي تقدم أمام القبر ويترك دعاءها والإستغاثة بها...)، ويترك التشريع بخلاف ما شرع الله في كتابه العزيز، ويترك اتباع شرعهم في كل المجالات ولا يؤمن به ويعتقد أنه كفر، وغير ذلك من الشرك الأكبر.

4-أن يعتقد في كفر هؤلاء المشركين الذين عبدوا مع الله آلهة أخرى، سواء كانوا يعلمون أن فعلهم يخالف التوحيد أي يعرضون عن اتباع الحق، أو يجهلون أن فعلهم يخالف التوحيد مثل الذين جهلوا أصل الدين فلا ينفعهم حجهم البيت ولا تمسكهم بفروع الدين.. كذلك الذي يدعو القبر لا يقبل الله منه أعماله لأنه أشرك به، يقول تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، ويقول تعالى: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)، فواجب المسلم أن يقسم الناس إلى صنفين فقط كما أمر الله جل وعلا: (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن).

-(إلا الله) وهي إثبات كل ما نفي من قبل وتقديمه لله فقط لا لغيره، وهو ما يقتضي طبعا الإيمان بربوبيته وإفراده بالعبادة قولا وإعتقادا وعملا، ولاحظ هنا هدانا الله وإياك أن هناك ثلاثة شروط متكاملة لإفراد الله بالعبادة (قول واعتقاد وعمل) فترك أي منها هو ترك لإفراد الله بالعبادة، فهناك اليوم من يكفر بالله ولا يعتبر كافرا بحجة أنه يشترط أن يستحل كفره أولا، وهذا ليس من الإسلام في شيء، لأن الكفر يمكن أن يكون كعمل فقط أو قول فقط، فمن سب الله أو شرّع بخلاف شرع الله أو دعا قبرا لا داعي ليستحل كفره حتى يخرج من الإسلام بل إن فعل ذلك يكون قد ازداد كفرا وليس هو السبب الرئيس، تماما كما فعل العرب في الجاهلية عندما غيروا الأشهر الحرم، فلما شرعوا بعد تشريع الله كفروا لكن فعلتهم هذه كانت زيادة في الكفر وليس السبب الأول، قال تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).

فالكثير من الناس في هذه الأمة يظنون بأن أمر التوحيد مفروغ منه، لكن إذا نزلنا إلى الواقع وجدنا أن في حياتهم أعمالا ومعتقدات تناقض هذا المبدأ (توحيد الله بالعبادة) ومن ذلك عبادة القبور التي انتشرت طيلة قرون في وسط الأمة، قال تعالى: (ولا تدع مع الله إله آخر) فالله سماه إلها، لكن هل اعتقدنا في الواقع أن من دعوا غير الله في الحقيقة كانوا يعبدون آلهة أخرى وأنهم بذلك قد ناقضوا أصل هذا الدين؟
وكذلك التشريع من دون الله، قوانين ونظما ومبادئ تناقض مبدأ الإسلام، كالإيمان بالديمقراطية والعلمانية التي من مبادئها إعطاء حق التشريع لغير الله، والله تعالى يقول: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبد إلا إياه)، فالواجب التحذير من نواقض الإسلام كلها وما عرف هذا الدين من لم يعرف ما يناقضه.

أما شهادة أن محمدا رسول الله فهي الإيمان برسالته (ص) وهذا يقتضي أمرين بسيطين:
1- الإيمان بكل ما ذكر من معنى لا إله إلا الله لأن رسالته (ص) تدعو أساسا للتوحيد.
2- الإيمان بما جاء من عقائد غيبية وأحكام شرعية مثل أحكام الحدود وبقية العبادات والشعائر إجمالا وعلى الغيب، ولا ينكر منها شيئا حتى وإن جهل الكثير من تفاصيلها، فالمسلم يمكن أن يجهل تفاصيل دينه لعدة أسباب لكن وكحد أدى الواجب عليه الإيمان بها إجمالا وعلى الغيب قبل معرفتها، أي يقول: إني آمنت بكل ما أنزل من ربي سواء ما وصلني أو ما خفي علي من أحكام شرعية، أما أمور الشرك والكفر فكما سبق من واجب المرء معرفتها قبل دخول الإسلام حتى يحقق لا إله إلا الله.


اضغط هنا لتحميل الصورة
ساهم في نشر التوحيد (http://alislam.110mb.com/islam.zip)

http://alamuae.com/up/uplong/islam15562657448831.gif

ومن دون فهم صحيح وتطبيق سليم لملة إبراهيم الحنيفية على ضوء ما تعلمناه من كلام الله وسنة المصطفى (ص) وكيف طبقه مع الصحابة لن نخطوا خطوة إلى الأمام وسنبقى نلف وندور في حلقة مفرغة، فالنبي (ص) أحدث فصلا حقيقيا بين أهل التوحيد وأهل الشرك وكان عمليا مع من يدعوهم ولم يكتفي بالكلام، بل واجه قومه وأهل الكتاب وبين لهم أساس دين الأنبياء وبرّأهم من أفعال من المشركين، لأن كل قوم يدعون اتباع ملة نبيهم، فقطع -صلى الله عليه وسلم- هذا الإدعاء الباطلة والذي أتى من جهلهم بالتوحيد، كل هذا بالتي هي أحسن لأانه يتعامل مع أناس قال الله فيهم: (ولكن أكثر الناس يجهلون)، فنسأل الله ألا نكون من المقليدن أو الجاهلين في هذا الأمر مثل أهل الكتاب الذين حذرنا الله من اتباعهم بتقليد الرجال في التوحيد وما دونه إن أحسنوا أحسنا وإن أخطؤوا اتبعناهم...فالتوحيد هو العامل المشترك بين كل مسلم في أي زمان، يقول جل وعلا: «وما ارسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لاإله إلا أنا فاعبدون» ويقول سبحانه: « ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت »..

وفي الأخير أرجو من كل عضو قرأ هذا الموضوع أن يهتم بالقضية أولا ثم يساهم في نشر الملف الذي يحتوي على هذا المخطط البسيط وهو يشرح معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله خاصة في هذا الزمان الذي ابتلينا فيه بأعز شيء وهو التوحيد، حين ظهرت مفاهيم سقيمة وأنظم تخالف هذا المبدأ ولا حول ولا قوة إلا بالله، والناس بين مقلد ومتبع وجاهل لهذا المبدأ العظيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وهو الموفق والسلام على من اتبع الهدى.