المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح كتاب ثلاثة الأصول وأدلتها



ماجد الغريب
08-27-2008, 03:31 PM
شرح كتاب ثلاثة الأصول وأدلتها


شيخ الإسلام
محمد بن عبد الوهاب

شرح الأخ
ناصر وارد الذيابي
عني به
ماجد بن ناصر















اعلم رحمك الله أنه يجِب علينا تَعَلُّمُ أربعِ مسائلَ :
الأولى: العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبية ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
(شرح)
بداء رحمة الله بدعاء للقراء وطالب العلم وهذا من نهج العلاماء الدعاء لطلب العلم لإنهم لا يردون منهم إلا التفقة في الدين ثم تبليغة لناس.
(1)معرفة النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه.
(2)الواجب عند الفقها هو ما أمر به الشارع على وجه اللزام .
(3)أي باسمائة وصفاته ومعرفته بالوهيته وربوبيتة فالله هو الخالق الرازق المدبر له الأمر له الأسماء الحسنى والصفات العلاء وله الصلاة والصيام والنذر والذبح والدعاء وجميع العبادات.
(4)معرفه مجمله ومفصله فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قريش ارسله الله جل وعلا لناس كافه عبداً ورسولاً وبشيراً ونذيراً وهدياً إلى سراجاً منيراً.
(5)إي معرفه دين الإسلام وأنه الدين الذي لا يرضى الله غيره وقول الله تعالى { إلا أن الدين عند الله الإسلام} فيجب على الإنسان أن يتعلم أمور دينة.
الثَّانيَةُ:العملُ به.
الثالثة:الدعوة إلى الله.
(1) إي أن يعمل بما تعلم
فيجب عليه أن يتعلم ثم يعمل فإن علم ولم يعمل كان كل يهود وإن عمل بلا علم كان كالنصارى.
(2)إي بعد أن يتعلم ويعمل به فإنه يجب عليه أن يدعوا إليه ويبلغ ما عنده من العلم ولا يجوز له أن يكتمة وهذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الرابعة:الصَّبْرُ على الأَذَى فيه. والدليل قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم    •               .
قال الشَّافعيُّ رحمة الله تعالى: لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم.

(شرح)
(1) هذا أي بعد ما يتعلم ويعمل به ويدعوا إليه كما فعل بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما دعاهم لعبادة الله سبحانه وتعالى فيجب عليه أن يصبر .
فه ذا المراتب الأربع جهاد كما ذكر ابن القيم رحمة الله
(2) دليل العلم.
(3) دليل العمل به.
(4) دليل الدعوة إليه.
(5) دليل الصبر.
(6) لا يقصد به الشرئع كتفصيل الصلاة والصيام والحج وغيرها.
وقال البُخَاريُ رحمه اللهُ تعالى : "(بابٌ) : ((عِلْمُ قَبْلَ القولِ والعَمَلِ، والدليلُ قوله تعالى :         فبدأ بالعلمِ قبلَ القولِ والعملِ ".
(شرح)
(1) قدم العلم قبل القول والعمل أي ينبغي أن يتعلم قبل أن يعمل لكي يعبد الله على بصيرة.

(اعلمْ) رحمك اللهُ أنَّه يجبُ على كل مسلمٍ ومسلمةٍ تَعَلُّمُ هَذِهِ المسائِل الثلاث والعملُ بِهِنَّ
الاولى:أَنَّ اللهَ خَلقَنا ورَزَقَنا ولم يَتْرُكْنَا هَمَلاً بلْ أَرْسَلَ إلينا رسولاً، فَمَنْ أَطَاعَهُ دخل الجنةَ، ومَن عَصَاهُ دخل النارَ.
والدليلُ قولـه تعالى :                     
(شرح)
(1) الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وامدهم بانعم والارزاق ولم يتركهم هملا بل ارسل اليهم الرسل لكي يبين لهم الدين وتفاصيله ولا يكون لهم حجة على الله وما خلقهم إلا لحكم بالغة ودرجه سامية عالية وهي عبادة الله { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }


الثانيةُ: أَنَّ الله لا يَرْضى أَنْ يُشْرَك معه أَحَدٌ في عِبَادَتِه لاَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ والدليل قوله تعالى :  •         
(شرح)
(1) إن العبادة حق من حقوق الله لا يجوز أن تصرف للنبي صلى الله عليه وسلم فضلاً عن غيره.
ولا فرق بين أي نوع من أنواع العبادات ولا فرق بين صرف عدد من انواع العبادات وبين غيرها فلو صرف عبادة واحده يسيره فإنه مشرك ومن صرف عبدات فإنه مشرك والشرك لا يغفره الله سبحانه وتعالى ويغفر مادون ذلك.

الثالثةُ: أنَّ من أَطَاعَ الرسولَ وَوَحَّدَ اللهَ لا يجوز له مَوَالاَةُ مَن حادَّ الله ورسولهَ ولو كان أَقْرَبَ قَرِيبٍ,
والدليلُ قوله تعالى :     ً      •                       •                   •     
(شرح)
(1) هذه المرتبة عن الولاء والبراء نوالي المؤمنين ونتبراء من الكافرين ومن علامات طاعة الله سبحانه وتعالى التبراء ومعاداة الفار ومن شروط الإسلام الخلوص وأهله.
فالمؤمن اخو لنا ولو بعد نسبة وتغيرت جنسيتة والكافر عدوا لنا ولو قرب نسبة وجنسيتة .
ومن ولاء الكفار وساعدهم على المسلمين ولو باراي فإنه منهم والكفر مله واحده.
ومن خرج عن الإسلام فهو كافر يجب معاداته .
أعلمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ أَنَّ الحنيفيَّةَ مِلَّة إبراهيمَ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصًا لَهْ الدِّينَ . وبذلك أمَرَ اللهُ جميع الناسِ وخَلَقَهُمْ لها، كما قال تعالى:        [الذاريات :56].ومَعْنَى يَعْبُدُونِ يُوَحِّدُونِي.
(شرح)
(1) دلك الله لطاعته ووفقك لها.
(2) هي الإسلام وسميت بهذه الكلمة الاسم لإنها مالت عن الشرك.
(3) إي دين
(4) ما من نبي إلا دعاء بهذه الكلمة وهي كلمة التوحيد.
(5) الحكمة من خلق الناس عبادة الله وإفرادهم بها .
وأعظم ما أمر الله به التوحيد ، وهو إفراد الله بالعبادة . وأَعْظَمُ ما نَهَى عنه الشِّرْكُ وهو دَعْوَةُ غيرِهِ معه.
والدليل قوله تعالى :         .
(شرح)
(1) توحيد الاولهية ويسمى توحيد الطلب.
أما توحيد الربوبية فإن الناس مقرون به.
(2) سمى الله سبحانه وتعالى صرف العبادة لغيرة شرك وقد نهى الله عن ذلك فأول ما فرض على الخلق الإيمان بالله والكفر بالطاغوت { ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقاء لانفصام لها}
فإِذا قيل لك : ما الأُصُولُ الثلاثةُ التي يجبُ على الإِنسانِ معرِفتُها؟ فقلْ : معرفَةُ العبد رَبَّهُ ودِينَهُ ونبِيَّه محمدًا  .
فإذا قيل لك : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَقُلْ : رَبِّيَ اللهُ الَّذي ربَّاني ورَبَّى جَميعَ العالمين بِنِعْمَتِهِ،
وهو معبودِي، ليس لي معبودٌ سواهُ.
والدليل قوله تعالى:     , وكُلُّ مَا سِوَى اللهِ عالَمٌ، وأنا واحدٌ من ذلكَ العالَمِ .
(شرح)
(1) شرح لمعرفة العبد ربه.
فإذا قيل لك : بِمَ عَرَفْتَ ربَّكَ ؟ فقلْ : بآياتِهِ ومخلوقاتِهِ ومن آياتهِ اللَّيْلُ والنَّهَارُ والشمسُ والقمرُ، ومِنْ مخلوقاته السَّموات السَّبْعُ والأَرَضُونَ السبعُ ومَن فيهنَّ وما بينهما .
والدليلُ قوله تعالى :     •                 
(شرح)
(1) هذا دليل حسي لمعرفة الله
وقوله تعالى :                  •                   
والرَّبُّ هو المعبودُ. والدليل قوله تعالى:  ••                         •           [البقرة:21]
قال ابن كثيرٍ رحمة الله : الخالقُ لهذه الأشياء هو المُسْتَحِقُّ للعبادةِ.
(شرح)
(1) الذي تصرف له جميع انواع العبادات .
(2) الأرض والسماء والماء ونبات والثمر هو المستحق للعبادة لإنه صاحب الفضل أولاً وأخراً.
وأنواع العبادة التي أمر الله بها، مثل الإسلام والإيمان والإحسان، ومنه الدُّعاءُ، والخوف، والرَّجاءِ، والتَّوكُّل، والرَّغْبةِ، والرَّهْبةِ، والخشوعِ، والخَشْيةِ، والإِنابةِ، والاسْتعانةِ، والاستعاذة، والاستغاثةِ، والذَّبْحِ، والنَّذرِ، وغيرَ ذلك منَ العبادةِ التي أَمرَ اللهُ بها كلها لله. والدليل قوله تعالى :  •        فمن صَرْفَ منها شيئًا لغيرِ اللهِ فهوَ مشركٌ كافرٌ .
(شرح)
(1) الإسلام هو الأمور الظاهرة كشهادتين والصلاة والصيام وغيرها.
(2) هو الأمور الباطنة كل الإيمان بالله كتبة ورسله وغير ذلك.
(3) إن تعبد الله كانك تره.
(4) هذه بعض أنواع العبادات قد تكون باطنه ود تكون ظاهرة.
(5) من صرف أي نوع من أنواع العبادة فإنه مشرك خارج عن الإسلام مخلد في النار.

والدليل قوله تعالى:     •               [المؤمنون:117] . وفي الحديث : "الدُّعاء مُخُّ العبادةِ"(1) , والدليل قوله تعالى :        •          [غافر:60]
(شرح)
(1) دليل الدعاء صرفه لغير الله شرك.
(2) أدله الدعاء.

ودليل الخوفِ قوله تعالى:        [آل عمران :175].
ودليل الرجاء قوله تعالى :                [الكهف:110].
(شرح)
(1)الخوف أنواع:
أ. خوف عبادة وهذا لا يجوز صرفة لغير الله وهو المقصود في الآية.
ب.خوف طبيعي كالخوف من الحيوان المفترس والخوف من الحريق فهذا جائز ودليل النبي صلى الله عليه وسلم " يسير الراكب من صنعى إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه" الشاهد والذئب على غنمه.
والخوف يشمل الخوف من عذاب الله وعقابه والخوف من أن لا يقبل عمله.
(2) الرجاء أن ترجو بعملك ما عند الله وأن تحسن الظن بالله .
فهذا الأمرين من أركان العبادة فاركان العبادة :
1.المحبة 2.الخوف 3.الرجاء

ودليل التوكُّلِ قوله تعالى:         [المائدة:23]. وقال تعالى :         [الطلاق:3].
ودليل الرَّغْبةِ والرَّهْبةِ والخشوع قوله تعالى:              [النساء:90].
(شرح)
(1) هو تفويض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى مع فعل الأسباب.
(2) رغبه بما عند الله سبحانه وتعالى من الأجر والثواب.
(3) رهبة من عذاب الله سبحانه وتعالى.
(4) هو انكسار القلب بين يدين الله سبحانه وتعالى.

ودليل الخشيةِ قوله تعالى :      [المائدة :3]
ودليل الإِنَابةِ قوله تعالى :        [الزمر:54] .
ودليل الاستعانة قوله تعالى :       وفي الحديثِ:" إذا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللهِ"
(شرح)
(1) ابلغ من الخشوع
(2) إي طلب العون من الله سبحانه وتعالى والاستعانه وطلب الاعانه لغير الله فيما يقدر عليه إلا الله شرك أما إذا كان يقدر عليه المخلوق فإنه جائز.

ودليل الاستعاذةِ قوله تعالى :      ، وقوله :     •• 
ودليل الاستغاثَةِ قوله تعالى :       
(شرح)
(1) هي طلب الاجوء والاعتصام من الله سبحانه وتعالى أي الوذ واعتصم بك يالله.
(2) طلب الغوث من الله سبحانه وتعالى فإذا كان ما يقدر عليه إلا الله فإنه بغير الله شرك وإذا كان يقدر عليه الإنسان فلا بد أن يكون حسي حاضر.

ودليل الذَّبْح قوله تعالى:   •                •    [الأنعام:162-163]. ومن السُّنةِ :" لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ"
ودليل النذر قوله تعالى:  •      
(شرح)
(1) هو اراقة الدم لله سبحانه وتعالى – ويذكر اسم الله عند الذبح – أما اراقته لغير الله شرك اكبر.
أما ما يذبح لضيف فإنه طاعه لله سبحانه وتعالى.
(2) هو الزام نفسه بأمر لم يكن واجب عليه وأصله مكروه والحديث " النذر لا ياتي بخير إنما يستخرج من البخيل " أو كما قال صلى الله عليه وسلم من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصية
واختلف العلاماء هل عليه كفارة أو لا على قولين.

الأصل الثاني :
معرفةُ دِينِ الإِسلامِ بالأدلةِ وهو الاسْتِسْلامُ للهِ بِالتَّوْحيدِ والانقيادُ له بالطاعةِ، والخلوصُ مِنَ الشِّرْكِ.
وهو ثلاثُ مَراتِبَ : " الإسلامُ " و "الإِيمَانُ" و " الإِحْسانُ" . وكُلُّ مَرْتَبَةٍ لهَا أَرْكَانٌ.
(شرح)
(1) تعريف الإسلام.
فعلا الإنسان أن يعرف دينه الإسلام ويطبقة بالأدلة فيعبد الله على علم.
(2) مرتب الدين
(3) إذا اجتمع الإسلام والإيمان في نص واحد يفسر الإسلام بالمور الظاهرة ويفسر الإيمان بالمور الباطنة وإذا افترق الإسلام والإيمان بإن ذكر أحدهما في نص واحد فيشمل الأمرين
(4)مرتبة اعلا المراتب وسياتي إنشاء الله
فأركَانُ الإِسلام خَمسةٌ: شَهَادةٌ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وإقَامُ الصَّلاةِ، وإِيِتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وحَجُّ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ .
فَدَليلُ الشَّهادَةِ قوله تعالى:                     [آل عمران:18].
ومعناها : لا معبودَ حَقٌ إِلا اللهُ وحدَه ."لا إِلـهَ" نافيًا جميعَ ما يُعبدُ من دونِ الله . "إِلا اللهُ" مُثْبِتًا العبادَةَ للهِ وَحْدَهُ، لا شريكَ له في عبَادَتِهِ، كما أنهُ ليس له شريكٌ في مُلْكِهِ .
وتفسيرُها الذي يوضحها قوله تعالى :                         [الزخرف:26-28]
وقوله تعالى:                                  [آل عمران:64]. ودليلُ شهادِة أن محمدًا رسولُ اللهِ قوله تعالى :                [التوبة:128] .
ومعنى شهادة أن محمدًا رسولُ اللهِ طاعتُه فيما أَمَرَ، وتصديقُه فِيما أَخْبَرَ، واجتنابُ ما عنه نَهى وَزَجَرَ، وأنْ لا يُعْبَدَ اللهُ إِلا بما شَرَعَ .

(شرح)
ومن الشهدة أن محمد رسول الله أن تطيعه في أوامره وتجتنب ما نهى عنه وتصديقه في أخبارة.
وأن تعبد الله فيما شرع.
وهاتان الشهادتين هي التي تدخل الشخص في الإسلام فإذا نطق بهما يحكم بإسلامة ثم ننضر بعد ذلك في أعماله وهي بقية أركان الإسلام فإن قام بها كان مسلم وإلم يقم بها فإنه كافر ولا تنفعة الشهادتان لإن من حقوق وواجبات الشهادتين القيام لما بعدها من أركان الإسلام.

ودليلُ الصلاةِ والزكاةِ وتفسيرُ التَّوْحِيدِ قوله تعالى:             •     

(شرح)
(1) لغة الدعاء شرعاً هي افعال واقوال مخصوصة في اوقات مخصوصة على كيفية مخصوصة.
(2) لغة الطهارة شرعاً اخراج مال مخصوص في اوقات مخصوصة على فائة مخصوصة.
(3) هذه الآية فيها دليل الصلاة والزكاة وفيها دليل تفسير التوحيد.

ودليل الصيام قوله تعالى { يآأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} ودليلُ الحج قوله تعالى :     •          ••          •     

(شرح)
(1) لغة الإمساك وسرعاً الإمساك عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس
(2) القيام باعمال مخصوصة الطواف والوقوف بعرفة ورمي الجمرات ـ في أوقات مخصوصة.
المَرْتَبةُ الثَّانِيَةُ: الإيمانُ, وهو بِضْعٌ وسبعونَ شُعْبَةً، فأعلاها قولُ لا إِله إلا اللهُ، وأَدْنَاهَا إِماطَةُ الأَذَى عن الطَّرِيقِ، والحياءُ شُعْبَةُ من الإِيمانِ .

(شرح)
(1) ما بين الثلاثة إلى التسعة.
(2) وفي رواية بضع وستون ولعل المراد ليس الحصر وإنما الكثرة .
(3) شعب الإيمان تتفاوت فبعضها قد تكون واجب وبعضها قد تكون ركن وبعضها قد تكون سنة فاعلاها لا إله إلا الله وقد يكون هناك شعب أقل منها أو مساوية لها وإدناها إماطة الاذى عن الطريق هناك شعب مساوية لها, فشعب كثير وتتفاوت بدرجاتها كلً بحسب.

وأركانُهُ سِتَّةٌُ : أَنْ تُؤْمنَ باللهِ وملائكتِهِ وكُتُبِهِ ورسلِهِ واليومِ الآخرِ وبالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ .والدليل على هذه الأَركانِ الستةِ قوله تعالى :                   • 
ودليل القدَرِ قوله تعالى :   •    

(شرح)
(1) وهو الاعتقاد الجازم بوجود الله سبحانه وتعالى بربوبيتة والوهيتة .
ويتضمن أربعة أمور:
1.الإيمان بوجود الله 2.توحيد الربوبية
3.توحيد الولهيية 4.توحيد الأسماء والصفات
وسبق شرحها في كتاب التوحيد.
(2) الإيمان بملائكته الاعتقاد الجازم بإن لله عز وجل ملائكة خلقهم من نور لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
ويتضمن الإيمان بهم أمور:
1.الإيمان بوجودهم 2.الإيمان بما علمنا اسمه منهم
3.الإيمان بهمجملاتن وتفصيلا (ما علمنا من اعمالهم واسمائهم وصفاتهم نؤمن به تفصيلا ومن لم نعلم عنه شيء نؤمن به جملاً).
(3) هو الاعتقاد الجازم بأن لله عز وجل كتب سمويه أنزلها على رسلة افضلها القرآن وناسخها.
ويتضمن ذلك أمور:
1.أنها وحي من الله 2.أن الله أنزلها على رسلة
3.الإيمان بها جملاتن وتفصيلا ( تفصيلا لم علمناه منها وجملاتن لما لم نعلم) وهي خمسة: أ.صحف إبراهيم وموسى ب.الزبور ج.التورة د.الانجيل هـ.القرآن .
وإذا فرق بين صحف إبراهيم وموسى يصبح عدد الكتب السماوية المعلوم لدينا ستة.
(4) الاعتقاد الجازم بأن سبحانه وتعالى أرسل رسل إلى خلقة مبشرين ومنذرين .
ويتضمن أمور :
1.الإيمان بانهم رسل من عند الله
2.الإيمان بانهم لا ينطقون عن الهوء وانهم معصومون بما يخبرون به .
(5)هو الاعتقاد الجازم بان هناك يوم موعود يبعث فيه الخلائق :
ويتضمن أمور:
1.الايمان بعذاب القبر ونعيمة.
2.البعث والنشور.
3.بالصراط والميزان والحوض
4.الإيمان باجنة والنار.
(6) هو الاعتقاد الجازم بان الله عز وجل قدر المقادير على الخلق وأنما اصابهملم يخطائهم وما اخطائهم لم يكن ليصيبهم .
ويتضمن أربعة أمور :
1.العلم 2.المشئة
3.الكتابة 4.الخلق.

المَرْتَبَةُ الثَّالِثَةُ: الإِحسانُ. رُكْنٌ واحدٌ. وهو أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فإِنْ لم تكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك.
والدليل قوله تعالى :  •    • •   [النحل:128] .وقوله تعالى :                     [الشعراء:217-220]. وقوله تعالى :                •  •     

(شرح)
(1) هذه المرتبه اعضم المراتب فل محسنين أفضل من المؤمنين والمؤمنين أفضل من المسلمين.
(2) وهذا الركن يفضل على مرتبتين:
أ.مرتبة المشاهدة
ب.مرتبة المراقبة
(3) بيان فضل الإحسان وهو أن الله معهم في معينة الخاصة.

والدليل من السُّنَّةِ حديثُ جبْرِيلَ المشهورُ, عن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه قال : " بَيْنَما نحن جُلوسٌ عند النبي إذْ طَلَعَ علينا رجلٌ شديد بياض الثياب شديدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليهِ أَثَرُ السَّفَرِ ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، فَجَلَسَ إلى النَّبِيِّ  فأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ وقال : يا محمدُ، أَخْبِرني عن الإسلام، فقال : أَنْ تَشْهَدَ أَن لا إِله إلا الله وأَنَّ محمدًا رسولُ الله، وتُقيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَصَومَ رَمَضَانَ، وتَحُجَّ البيتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، قال: صَدَقْتَ، فَعجِبْنَا لَهُ يَسْأَلَهُ ويُصَدِّقُهُ، قال: أخبرني عن الإيمانِ، قال : أن تُؤمِنَ بالله وملائكته وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ واليوم الآخِرِ وبالقَدَر خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قال: أخبرني عن الإحسان، قال : أَن تَعْبُدَ اللهَ كأَنَّكَ تَرَاهُ، فإن لم تَكُنْ تَرَاهُ فإِنَّه يَرَاكَ، قال : أخبرني عن السَّاعَةِ، قال : ما المسؤولُ عنها بأَعْلَمَ من السَّائِل، أخبرني عن أَمَارَاتِهَا، قال : أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَها، وأنْ تَرى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يتطاولُونَ في البُنْيَانِ، قال : فَمَضَى فَلبِثْنا مَلِيًّا فقال : يا عمرُ أَتَدْرُونَ مَنِ السَّائلُ؟ قلنا : الله ورسوله أَعلمُ، قال : هذا جِبريلُ أَتاكُم يُعَلِّمكُم أَمْرَ دينِكُمْ" (1).

الأصل الثالث : معرفة نبيكم محمد ,
هو محمدُ بن عبد الله بن عبد المُطِّلِبِ بن هاشمٍ . وهاشمٌ من قُرَيْشٍِ، وقريشٌ من العربِ، والعَرَبُ من ذريّة إسماعيلَ بن إبراهيمَ الخليل، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاةِ والسلامِ .
ولـه من العمر ثلاثٌ وستون سنةً، منها أربعون قبلَ النبُّوَّةِ ، وثلاثٌ وعشرون نبيًّا رسولاً .
(شرح)
(1) معرفة نبينا محمد معرفة تفصيلية.
(2) ثلاثة عشر في مكة وعشرون في المدينة.

نُبِّىءَ (بِاقْرَأَ) . وأُرْسِلَ (بالمُدَّثر)ِ. وبلدُه مكةُ بَعَثَهُ اللهُ بالنِّذَارَةِ عن الشِّرْكِ ويَدْعو إلى التوحيد. والدليلُ قوله تعالى:                        .
(1) أول مانزل عليه الوحي نبي باقرأ نبى بصورة العلق.
(2) صار نبى باقرأ وصار رسول بالمدثر فليس كل نبي رسول وإنما كل رسول نبي.
(3) ساسة ومولدة في مكة.
(4) بعثة الله سبحانه وتعالى لينذر الأمة عن الشرك ويدعوهم لتوحيد الله.

ومعنى     يُنْذِرُ عن الشرك ويدعو إلى التوحيد،
{وربك فكبر } عظمه التوحيد {وثيابك فطهر } أي طهر أعمالك من الشرك { والرجز فاهجر}الرجز الأصنام وهجرها تركها وأهلها والبراءة منها وأهلها . أخذ على عشر سنين يدعو إلى التوحيد.
(شرح)
(1) ينذرها عن الشرك وهو صرف أي نوع من أنواع العبادات لغير الله والمراد بالتوحيد توحيد العبادة.
(2) وهذا معنى قوله الخلوص من الشرك واهله في تعريف ( الإسلام) فلا يكفي الإيمان بالله فقط بل لابد بالكفر باطاغوت والبراءة من الكفار.

وبعد العشر عرج به إلى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة والهجرة الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام.

(شرح)
(1) فيصبح مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد النبوة ثلاثة عشر سنة .
والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وهي باقية إلى أن تقوم الساعة.
والدليل قوله تعالى:  •           •                   •                          

(شرح)
(1) الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام واجب إلا إذا استطاع أن يظهر شعائر الإسلام.

وقوله تعالى:     •     . قال البغويُّ :
سببُ نُزُولِ هذه الآية في المسلمين الذين في مكَّةَ لم يُهاجِرُوا، ناداهم الله باسم الإِيمانِ. والدليل على الهجرةِ من السنةِ قوله : " لا تَنْقَطِعُ الهجرةُ حتى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، ولا تنقطع التوبةُ حتى تَطْلُعَ الشمسُ من مَغْرِبِها "
فلما استقر بالمدينة أمر ببقية شرائع الإسلام مثل الزَّكاةِ، والصوم، والحجَّ، والأذانِ، والجهادِ، والأَمْرِ بالمعروف والنهي عن المُنْكَرِ، وغير ذلِكَ من شرائع الإِسلام.
أَخَذَ على هذا عشرَ سنينَ . وتُوُفِّيَ، صلاةُ الله وسلامه عليه، ودِينُهُ باقٍ، وهذا دينُه : لا خَيْرَ إِلاَّ دَلَّ الأُمَّةَ عليه، ولا شَرَّ إِلاَّ حَذَّرَها عنه. والخيرُ الذي دَلّها عليهِ التوحيدُ وجميعُ ما يُحِبُّهُ الله ويرضاه، والشَّرُّ الذي حَذَّرَها عنه الشركُ وجميعُ ما يَكرهه الله ويأباه .

(شرح)
(1) فرضت باقي الشرائع في المدينة أما مكة كانت دعوة لتوحيد وفي أخرها فرضت الصلاة.
(2) الدين كامل ومن زعم أنه ناقص فهو كافر ومن اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر ومن اعتقد أن الدين سيضمحل ويزول ويفنا فهو كافر.
بعَثَهُ الله إلى النَّاس كافة، وافْتَرضَ طاعتَه على جميع الثَّقَلَيْنِ، الجنِّ والإِنْسِ. والدليل قوله تعالى :    •     •  والدليل قوله تعالى {قل يآأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً}.

(شرح)
(1) هذه خاصية من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم لا لغير من الأنبياء وكل نبي بعث لقومه إلا النبي صلى اله عليه وسلم لناس عامة ولثقلين .
(2) الشاهد { جميعاً} يعني العالم بأكمله الإنس والجن.

وكمل الله به الدين، والدليلُ قوله تعالى :               والدليل على موتهقوله تعالى: •  • •         .

(شرح)
(1) هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كغيره من البشر يحيا ويموت ويأكل الطعام فليس له خاصية من خصائص الربوبية بل أنه عبد الله ورسوله.

والناسُ إذا ماتُوا يُبْعَثُونَ. والدليل قوله تعالى :           [طه:55],وقوله تعالى:            

(شرح)
(1) فيه دليل على البعث وهو أخراج ما في القبور وما ذرى في الصحراء والبحار.
وهذا من الإيمان باليوم الآخر.

وبعد البعثِ مُحَاسَبُونَ ومجزِيُّونَ بأَعمالِهِمْ. والدليل قوله تعالى:                 
وأرسلَ اللهُ جميعَ الرُّسُلِ مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِينَ . والدليل قوله تعالى :       ••       [النساء:165], وأولهم نوحٌ  ، وآخِرُهُمْ محمدٌ ، وهو خاتَمُ النَّبِيِّينَ. والدليل على أنَّ أَوَّلَهُمْ نوحٌ قوله تعالى:          •     .
(1) مبشرين بالجنة وينذر أهل الشرك من النار .
(2) أي أول الرسل.

وكلُّ أُمَّةٍِ بعث اللهُ إِليهِمْ رسولاً من نوح، إلى محمدٍ يأْمُرُهُم بعبادة الله وحدهُ، وينهاهُم عن عبادةِ الطاغوتِ, والدليل قوله تعالى:      •         وافترض اللهُ على جميع العبادِ الكُفْرَ بالطَّاغُوتِ والإِيمانَ باللهِ.

(شرح)
(1) الحكمة من ارسال الرسل أن يدعو ا لتوحيد الله سبحانه وتعالى فكل نبي دعى قومه لتوحيد الله سبحانه وتعالى.
(2) فلا بد أن يكفر بطاغوت ويتبراء منه ويؤمن بالله فمن شرط الإيمان بالله الكفر بطاغوت.

قال ابنُ القَيِّمِ : معنى الطَّاغُوتِ ما تَجَاوَزَ بِهِ العبدُ حَدَّهُ مِنْ معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاعٍ.
الطَّواغيتُ كثيرون، ورؤوسهم خمسةٌ : إِبْليسُ لعنه الله، ومَنْ عُبِدَ وهو راضٍ، ومَنْ دعا الناس إِلى عبادة نفسِهِ، ومَنِ ادَّعَى شيئًا من علم الغيبِ، ومن حَكَمَ بغيرِ ما أَنزَلَ اللهُ .

(شرح)
(1) أي رضي أن يعبده الناس فهو طاغوت لأنه تجاوز حده لأنه عبد لله.
(2) أي يطلب من الناس أن يعبدوه ويأمرهم أن يعبدوه حتى ولم يعبده احد خلاف الذي قبله لم يدعهم إلى عبادته لكن راضي بفعلهم.
.(3) لأنه من خصائص الله سبحانه وتعالى ومن ادعاها فقد تجاوز حدة.

والدليل قوله تعالى :        ••                     [البقرة:256] .
وهذا معنى لا إِله إِلا الله. وفي الحديث:"رأسُ الأَمرِ الإِسلامُ، وعَمُودُهُ الصلاةُ، وذُرْوَةٌ سَنَامِهِ الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ" واللهُ أَعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
انتها شرحه في 26/11/1427هـ