المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب شروط الصلاة



ماجد الغريب
08-27-2008, 03:33 PM
كتاب شروط الصلاة

شيخ الإسلام
محمد بن عبد الوهاب

شرح الأخ
ناصر وارد الذيابي

عني به
ماجد ناصر












شروط الصلاة
لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله –
الإسلام، والعقل، والتمييز، ورفع الحدث، وإزالة النجاسة، وستر العورة، ودخول الوقت، واستقبال القبلة، والنية.

(شرح)
(1) الشروط تسبق الصلاة فشروط الصلاة هي تسبق الصلاة فتكون ملازمة لصلاة أما الأركان والواجبات تكون في أثناء الصلاة.
(2) ذكر المؤلف رحمة الله شروط الصلاة جمله ثم يفصلها تفصيل.
فائدة : وهذه الشروط تسقط مع العجز ومع الإكراه فإذا عجز عن وجود الماء فإنه يتيمم وإذا اكره على الصلاة عريان فإنه يصلي ولا يعيد.

الشرط الأول: الإسلام وضده الكفر والكافر عمله مردود ولو عمل أي عمل والدليل قوله تعالى { ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولآئك حبطت أعمالهم وفي النار هم } وقوله تعالى { وقدمنآ إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هبآء منثورًا }

(شرح)
(1) وهو الإستسلام لله بتوحيد والأنقياد له بطاعة والخلوص من الشرك وأهله ،وهو شرط فيه جميع العبادات فلا تقبل عبادة الكافر حتى يسلم، والكافر اصلاً مطالب بفروع الإسلام لكن لا تقبل منه حتى ينطق الشهادة.
(2) جميع أنواع ملل الكفر.

الثاني: العقل وضده الجنون، والمجنون مرفوع عنه القلم حتى يفيق ، والدليل الحديث ( رفع القلم عن ثلاثة: النائم حتى يستيقظ ، والمجنون حتى يفيق، والصغير حتى يبلغ).

(شرح)
(1) ايضن العقل شرط في جميع أنواع العبادات لإنه بالعقل يمييز أنواع العبادات ويميز كيفيتها .
(2) أي يعود إلى عقله.

الثالث : التمييز وضده الصغر, وحده سبع سنين ،ثم يؤمر بالصلاة ،لقوله صلى الله عليه وسلم ( مروا أبناءكم بالصلاة لسبع ،واضربوهم عليها لعشر ،وفرقوا بينهم في المضاجع).

(شرح)
(1) ايضن التمييز شرط في جميع أنواع العبادات
حد التمييز سبع سنوات لحديث المتن وقد يميز قبل ذلك لكن الغلاب سبع سنوات.

الشرط الرابع : رفع الحدث وهو الوضوء المعروف ، وموجبه الحدث ، وشروطه عشرة: الإسلام ، والعقل ، والتمييز والنية ، واستصحاب حكمها بأن لا ينوي قطعها حتى تتم الطهارة،

(شرح)
(1) أي الطهارة أو الوضوء من نواقضة وهو النوم أو الخارج من السبيلين أو أكل لحم الجزور وغيرها من النواقض .
(2) أي نواقض الوضوء
(3) شروط الوضوء
(4) النية هو أن ينوي في قلبه الطهارة من الحدث
(5) لا ينوي قطع الوضوء الوضوء اثناء ادئه لطهارة فلو نوى قطع الوضوء اثناء الوضوء بطلت طهارته أما إذا نوى قطع الو ضوء بعد إذا أن اتم الطهارة فلا تبطل طهارته إلا أن يأتي بناقض من نواقض الوضوء السابقة.

وانقطاع موجب، واستنجاء أو استجمار قلبه ، وطهورية ماء وإباحته، وإزاله ما يمنع وصوله إلى البشرة ، ودخول وقت على من حدته دائم لفرضه.

(شرح)
(1) هو طهارة السبيلين بالماء.
(2) هو طهارة السبيلين بالحجار ونحوها .
* وهذان يسبقان الوضوء.
(3) أي من شروط الوضوء أن يكون الماء طاهر ويطلق عليه مسمى ماء فلا يتطهر بنجس أو ما سلب عنه مسمى ماء .
(4)إي أن يكون الماء مباح إي لا مغصوب ولا مسروق والصحيح أن المغصوب والمسروق لا يس له علاقة في الطهارة وإنما الطهارة صحيحة وعليه أثم اسرقة أو الغصب فلا يعتبر هذا شرط في الصلاة.
(5) إي جميع حائل يمنع إلى جلد الإنسان مثل الطين أو العجين أو البوية.
(6) من كان به سلس في البول أو الريح أو بها استحاضة فإن هاولاء يتطهرون عند كل صلاة.

وأما فروضه فستة: غسل الوجه ، منه المضمضة والاستنشاق ، وحده طولاً من منابت شعر الرأس إلى ال ذقن ، وعرضاً إلى فروع الأ ذنين ، وغسل اليدين إلى المرفقين ، ومسح جميع الرأس ، ومنه الأ ذنان ،

(شرح)
(1) فروض الوضوء فلو ترك واحده منها بطل وضوئه .
(2) إي حدود الوجه
(3) بمعنى من
(4) المسح المجزئ أن يمسح من مقدمة الراس إلى قفاه مع الأذنين والسنة أن يبداء من مقدمه رأسه إلى قفاه ثم يعود إلى المقدمة.

وغسل الرجلين إلى الكعبين ، والترتيب، والموالاة، والدليل قوله تعالى { يآأيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلاوة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرفقين وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين }
الآية ودليل الترتيب الحديث : ( ابدءوا بما بدأ الله به)،

(شرح)
(1) مع الكعبين
(2) أي أن تاتي بالعضاء بعضها بعد بعض كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم وكما ذكر المؤلف في كتابه.
(3) أن يغسل الأعضاء بعدها يلي بعض فلا يفعل بينها حتى ينشف العضو ال ذي بعده والعرف يحدد ذلك .
(4) دليل فروض الوضوء وهي الاعضاء الاربعة السابقة والترتيب
(5) دليله الحديث مع الآية السابقة.

ودليل الموالاة حديث صاحب اللمعة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه رأى رجلاً في قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره بالإعادة)
وواجبه التسمية مع الذكر.

(شرح)
(1) وجه الدلالة أنه لما فصل بين هذه المعة التي في القدم وبين أعضاء الوضوء الآخرآ أمرة أن يعيد الوضوء فلو لم تكن الموالاة شرط لاما امرة أن يغسل هذه المعة ولم يأمرة بالعادة .
(2) أي واجبه في الوضوء التسمية متى ذكر وقيل أن التسمية سنه وقيل أنها واجبه من البداية.

نواقضه ثمانية: الخارج من السبيلين والخارج من الفاحش النجس من الجسد وزوال العقل ومس المرأة بشهوة ومس الفرج باليد قبلاً كان أو دبراً وأكل لحم الجزور وتغسيل الميت والردة عن الإسلام أعاذنا الله من ذلك.

(شرح)
(1) يشمل البول والغائط والريح والحيض والإستحاضة والمني والمذي وغيرها.
(2)
(3) سوء بجنون أو بئغماء .
(4) الصحيح أنها ليست ناقص .
(5) أي بدون حائل .
(6) أي الابل ويشمل الكبد والقلب وغيرها على الصحيح .
(7) الصحيح أنه ليس بناقض إلا إ ذا مس فرجه بدون حائل.

الشرط الخامس: إزالة النجاسة من ثلاث : من اليدن والثوب والبقعة ، والدليل قوله تعالى { وثيابك فطهر}

(شح)
(1) كائن يزيل النجاسة الخارج من السبيلين أو يزيل أي نجاسة كدم المسفوح إذا وقع على يدية فإنه يزيله ثم يصلي .
(2) أن يغسل موقع النجاسة في الثوب بالماء إذا علم موقعها وإذا جهل موقعها فإنه يغسل الثوب كامل.
(3) أي طهارة الأرض أو الفرشة التي يصلي عليها فإذا كانت النجاسة في الأرض فإنها تطهر باشمس أو بريح أو يصب ماء عليها أو بي قلع النجاسة من الأرض بأن يشيل النجاسة وإن كانت على الفرش فإنه يصب الماء ويدلك.
* تطهير النجاسات تختلف حسب موقعها.

الشرط السادس: ستر العورة. أجمع أهل العلم على فساد صلاة من صلى عريانًا وهو يقدر، وحد عورة الرجل من السرة إلى الركبة والأمة كذلك.
(شرح)
(1) وستر العورة تختلف من المراءة إلى الرجل وتختلف من الأمة .
والعورة قسمان:
1. عورة نضر وهي في الرجل من السرة إلى الركبة على المشهور.
وكذلك الأمة أما المراة كلها عورة.
2.عورة الصلاة أي أن هذه العورة خاصة في الصلاة في الرجل من السر إلى الركبة وتغطية أحد العاتقين وقول أنه يغطي
العاتقين أما المرأة فكلها عورة إلا وجهها في بعض العلماء قال الوجه واليدين والقدمين وبعضهم قال الوجه واليدين بشرط عدم حضور الرجال ،ودليل ستر العورة قول الله سبحانه وتعالى { خذوا زينتكم عند كل مسجد} قول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يصلي أحدكم وليس على عاتقة شيء )) وفيه رواية (( على عا تقيه شيء))
(2) هذا شرط ستر العورة.

والحرة كلها عورة إلا وجهها . والدليل قال تعالى { يابنى ءادم خذوا زينتكم عند كل مسجد } أي عند كل صلاة .
الشرط السابع : دخول الوقت ، والدليل من السنة حديث جبريل عليه السلام أنه أم النبي صلى الله عليه وسلم في أول الوقت وفي آخره ، فقال ( يا محمد الصلاة بين هذين الوقتين) .

(شرح)
(1) وقت الفجر من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الفجر .
ووقت الظهر من زوال الشمس إلى ظل الشيء مثليه .
ووقت العصر من ظل الشيء مثليه إلى غياب الشمس .
ووقت من غياب الشمس إلى غياب الشفق الأحمر.
ووقت العشاء من غياب الشفق الأحمر إلا نصف الليل.

فائدة: نصف الليل ليسا ثابت وقت معين بل يختلف من الشتاء إلى الصيف وطريقة حساب نصف الليل من غياب الشمس إلى طلوع الفجر ثم يقسمه على اثنين ثم يضيف على وقت غروب الشمس.

وقوله تعالى{ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا }
أي مفروضًا في الأوقات ،ودليل الأوقات قوله تعالى:
{ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق اليل وقرءان الفجر إن قرءان الفجر كان مشهودا }.

(شرح)
(1) يعني وقت محدد .

الشرط الثامن : استقبال القبلة، والدليل قوله تعالى {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبله ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره }.

(شرح)
(1) استقبال القبلة يختلف حسب الموقع فإذا كان في المسجد الحرام فإنه يتجه إلى عين الكعبة فإن كان في اطراف مكة فإنه يتجه إلى المسجد الحرام وإن كان بعد عن مكة فإنه يتجه إلى مكة وما بين المشرق والمغرب قبله لإهل الجنوب والشمال والجنوب قبله لإهل المشرق والمغرب هذا إذا كان يعلمون الأتجاة أما إذا كانوا لا يعلم الاتجاه فله حالاتاً:
1.إذا كان في بلد فإنه لا بد أن يسال عن القبلة أو أن يذهب لينضر اتجاه المسجد .
2.إذا كان في صحراء وجهل الأتجاه فإنه استطاع أن يسال فليسال وإذا لم يستطع فإنه يتحراء ويصلي ولا يعيد إذا تبين له خطائة بعد الصلاة على الصحيح .

الشرط التاسع: النية ومحلها القلب، والتلفظ بها بدعة، والدليل الحديث :
( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى )

(شرح)
أن ينوي الصلاة بقلبه بان ينوي بأنها صلاة الظهر أو العصر أو النافلة وغير ذلك والتلفظ بها بدعه أي لا يقول نويت أن اصلي كذا وكذا ويتلفظ بها بلسانه فهذه بدعة .

وأركان الصلاة أربعة عشر : القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام ، وقراءة الفاتحة ، والركوع والرفع منه ، والسجود على الأعضاء السبعة ، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين ، والطمأنينة في جميع الأركان ، والترتيب ، والتشهد الأخير ، والجلوس له ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتسليمتان.

(شرح)
(1) لغة: هو ما يبناء عليه غيرة وشرعاً : هو تركه عمد يبطل الصلاة ولا يسقط بتركه سهو .
لا بد أن يأتي به في الصلاة فلا يسقط الركن بأي حاله من الأحوال لكن قد تتغير كيفيته عند العجز عنه أو في بعض المسأل وإذا نسي الركن في الصلاة وذكرة فإنه يرجع إليه ويأتي به إلا إذا ذكره في نفس الموضع فإنه ينويه الركن الذي سقط ويأتي بركعة زايدة وإذا ذكر الركن بعد الصلاة فإنه يأتي بركعة التي نقص فيها الركن ما لم يطول الفاصل فإذا طال الفاصل فإنه يعيد الصلاة .
(2) ذكر المؤلف رحمة الله اركان الصلاة مجمله وسيفصل بإذن الله
(3) المقصود باتسليمتان الفظ ليس اللتفات .

الركن الأول : القيام مع القدرة، والدليل قوله تعالى { وقوموا لله قانتين }

(شرح)
(1) أي الوقوف على القدمين وشرطة أن يكون مقتدر فمن عجز عنه فإنه ينتقل لما بعده وهو الجلوس فمن عجز عن الجلوس فينتقل لما بعده وهو الصلاة على جنب ـ فالقيام على حسب القدرة وهذا ركن في الفرائض أما النوافل يجوز له أن يصليها جالس ولو كان مقتدر لحديث (( صلاة القاعدة نصف صلاة القائم إلا لعذر )) أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

الثاني : تكبيرة الإحرام ، والدليل الحديث (( تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ))

(شرح)
(1) المراد بالتكبير النطق بلفظ ( الله اكبر ) ولا يجزي غير هذه الفضة أما رفع اليدين حذوا المنكبين أو الأذنين فإنه سنة وليست بركن .

وبعدها الاستفتاح وهو سنة قول ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ولا إله غيرك ) ومعنى ( سبحانك اللهم ) أي انزهك التنزيه اللائق بجلالك ، ( وبحمدك ) أي ثناء عليك ، (وتبارك اسمك ) أي البركة لا تنال إلا بذكرك ، ( وتعالى جدك ) أي جلت عظمتك ، ( ولا إله غيرك) أي لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله .

(شرح)
(1) هي التي تركها عمداً لا يبطل الصلاة .
(2) هذا صيغة دعاء الاستفتاح وهناك سيغ آخر .
(3) شرح موجز لدعاء الاستفتاح.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) معنى (أعوذ) ألوذ وألتجئ وأعتصم بك ، ( بالله من الشيطان الرجيم) المطرود المبعد عن رحمة الله لا يضرني في ديني ولا في دنياي.

(شرح)
(1) الاستعاذه سنة وذكر المؤلف شرح موجز للستعاذة.

الركن الثالث وقراءة الفاتحة : ركن في كل ركعة كما في الحديث ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) وهي أم القرآن .

(شرح)
هي ركن في كل ركعة على الإمام والمنفرد وفي الصلاة السرية على الجميع أما في الجهريه فقد اختلف العلماء في المأموم هل يقرأها أو لا يقرأها فمنهم من قال قراءة الإمام للمأموم ومنهم من قال لا بد أن يقرأها المأموم.

الله الرحمن الرحيم } بركة واستعانة.
{الحمد لله} الحمد ثناء والألف واللام لأستغراق جميع المحامد. وأما الجميل الذي لا صنع له فيه الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحاً لا حمدًا.

(شرح)
(1) الفرق بين الحمد والمدح إن الحمد هو الثناء مع الحب والتعظيم أما المدح فلا يشترط فيه الحب والتعظيم.

رب العالمين } الرب هو المعبود المالك المتصرف مربي جميع الخلق بالنعم { العالمين} كل من سوى الله عالم وهو رب العالمين.
{ الرحمن } رحمة عامة جميع المخلوقات { الرحيم } رحمة خاصة بالمؤمنين ،والدليل قوله تعالى { وكان بالمؤمنين رحيما }.

(شرح)
(1) خاصة بالله سبحانه وتعالى.
(2) الإنس عالم والجن عالم والحيونات عالم.
(3) تشمل الكافر والمسلم هذه الفظة خاصة بالله سبحانه وتعالى .
(4) الفرق بين الرحمن والرحيم الرحمن عامة تشمل الكافر والمسلم وغير ذلك والرحيم خاصة بالمؤمنين.

يوم الدين} يوم كل يجازى بعمله ، إن خيراً فخير ، وإن شرًا فشر .
والدليل قوله تعالى { ومآ أدرك ما يوم الدين * ثم مآ أدرك ما يوم الدين * يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله } والحديث عنه صلى الله عليه وسلم (( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ))

(شرح)
(1) تفسير { ملك يوم الدين }

نعبد } أي لا نعبد غيرك ، عهد بين العبد وبين ربه ألا يعبد إلا إياه { وإياك نستعين } عهد بين العبد وبين ربه ألا يستعين بأحد غير الله.
{ اهدنا الصراط المستقيم } معنى اهدنا دلنا وأرشدنا وثبتنا.
والصراط الإسلام .وقيل الرسول وقيل القرآن والكل حق ، والمستقيم الذي لا اعوجاج فيه { صراط الذين أنعمت عليهم } أي الطريق المنعم عليهم والدليل { ومن يطع الله والرسول فأولآئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهدآء والصالحين وحسن أولآئك رفيقا }

(شرح)
(1) حصر العبادة لله سبحانه وتعالى أي لا تعبد إلا الله فتقديم أياك دليل على الحصر .
(2) أي لا نستعين إلا بك والمعنى أن نعبد الله ونطلب منه الإعانة على العبادة.
(3) هذا شرح اهدنا الصراط المستقيم مختصراً.
(4) المنعم عليهم هم الذين في الآية .

المغضوب عليهم } وهم اليهود معهم علم ولم يعملوا به ، تسأل الله أن يجنبك طريقهم.
{ ولا الضالين} وهم النصارى يعبدون الله على جهل وضلال ، تسأل الله أن يجنبك طريقهم ، والدليل الضالين قوله تعالى { هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا }

(شرح)
(1) يعني علم بلا عمل .
(2) عمل بلا علم.

والحديث عنه صلى الله عليه وسلم (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه) قالوا يا رسول الله : اليهود والنصارى ؟ قال : فمن؟ ) أخرجاه.

(شرح)
(1) أن الأمة المحمدية يقلدون اليهود والنصارى في كل شيء .

الحديث الثاني ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة .قلنا : من هي يا رسول الله؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي )

(شرح)
(1) وهم أهل السنة والجماعة.

والركوع والرفع منه والسجود على الأعضاء السبعة والاعتدال
منه والجلسة
بين السجدتين، والدليل قوله تعالى { يآأيها الذين ءامنوا
اركعوا واسجدوا}
والحديث عنه صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أسجد على
سبعة أعظم).

(شرح)
(1) هو انحناء الضهر إلى الأمام تعظيم لله سبحانه وتعالى .
(2) وهو أن يعتدل ظهر قائماً .
(3) هي الجبهة والأنف واحد والكفين والركبتين والقدمين .
(4) هو أن يعتدل جالساً .
(5) دليل الركوع والسجود.
(6) دليل السجود على السبعة الأعظم السابقة.

والطمأنينة في جميع الأفعال ، والترتيب بين الأركان ، والدليل حديث المسيء عن أبي هريرة قال : بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ دخل رجل فصلى ، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل - فعلها ثلاثاً ثم قال : والذي بعثك بالحق نبيًا لا أحسن غير هذا فعلمني.

(شرح)
(1) أن يأتي بكل ركن في موضعه فإذا ترك موضعه فإنه يعود إليه كما سبق .

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ).

(شرح)(1) هذا الحديث دليل لكثير من الأركان.
والتشهد الأخير ركن مفروض كما في الحديث عن ابن م سعود رضي الله عنه قال ( كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد : السلام على الله من عبادة السلام على جبريل وميكائيل وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقولوا : السلام على الله من عباده فإن الله هو السلام ، ولكن قولوا : التحيات لله والصلوات الطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ).

(شرح)
(1) دليل التشهد الأخير.

ومعنى (التحيات) جميع التعظيمات لله ملكاً واستحقاقًا مثل : الانحناء والركوع والسجود. والبقاء والدوام وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو لله ، فمن صرف منه شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر.
(والصلوات ) : معناها جميع الدعوات ، وقيل: الصلوات الخمس، (والطيبات لله ) الله طيب ولا يقبل من الأقوال والأعمال إلا طيبًا.

(شرح)
(1) الصلاوات لله سبحانه وتعالى وأيضن الدعاء يصرف لله سبحانه وتعالى .

السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) ندعو للنبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة والرحمة والبركة ورفع الدرجة. والذي يدعى له ما يدعى مع الله.
(السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) تسلم على نفسك وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض ، والسلام دعاء ، والصالحون يدعى لهم ولا يدعون مع الله .

(شرح)
(1) لأن الذي يدعى له لا يملك الربوبية ولا يملك لنفسه شيئاً .

(أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) تشهد اليقين ألا يعبد في الأرض ولا في السماء بحق إلا الله . وشهادة أن محمدًا رسول الله بأنه عبد لا يعبد ورسول لا يكذب . بل يطاع ويتبع .شرفه الله بالعبودية والرسالة. والدليل قوله تعالى { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا } .
(اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ،كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى كما حكى البخاري في صحيحة عن أبي العالية قال: (صلاة الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى ), وقيل : الرحمة ، والصواب الأول ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الآدميين الدعاء .(وبارك) وما بعدها سنن أقوال وأفعال.

(شرح)
(1) أي بارك على محمد وعلى آل محمد .........الخ

والواجبات ثمانية: جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام ، وقول : ( سبحان ربي العظيم) في الركوع ، وقول : ( سمع الله لمن حمده ) للإمام والمنفرد ، وقول( ربنا ولك الحمد ) للكل ، وقول : ( سبحان
ربي الأعلى ) في السجود ،وقول : ( رب اغفر لي ) بين السجدتين ،

(شرح)
(1) هو ما تركة عمد يبطل الصلاة وتركة سهو يجبر بسجود السهو.
(2) الواجب مرة واحدة والباقي سنة .
(3) هذا الواجب والزيادة سنة وقد وردت باربعة الفاظ:
1.ربناء ولك الحمد 2.ربناء لك الحمد 3.اللهم ولك الحمد 4.اللهم لك الحمد.
(4) الواجب مرة واحده .

والتشهد الأول، والجلوس له. فالأركان ما سقط سهواً أو عمداً بطلت الصلاة بتركة ، والواجبات ما سقط عمداً بطلت الصلاة بتركة، وسهواً جبره بسجود السهو ، والله اعلم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبة وسلم .
(شرح)
(1) إذا اعتدل قائماً وشرع في قراءة الفاتحة ثم ذكر التشهد فإنه يحرم عليه أن يعود لتشهد ويجبر ذلك بسجود السهو.
أما إذا اعتدل قائماً وقبل أن يشرع في الفاتحة فذكر التشهد فإنه يكره أن يعود لذلك ويجبر ذلك بسجود سهو قبل السلام وإذا ذكره قبل أن يعتدل قائماً فإنه يجب عليه أن يعود لتشهد .
(2) هذا الفرق بين الركن والواجب أما السنة فلا تبطل الصلاة بتركها عمداً أو سهواً



انتهى ............................................