المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نشأة الديانة المسيحية بين إتباع الظن وإتباع الهوى



سليم يوسف على
08-30-2008, 03:32 PM
نشأة الديانة المسيحية بين إتباع الظن وإتباع الهوى

تشتهر عالمة تاريخ الأديان الأمريكية ' الين بيجلز ' Elaine Pagels ( - 1943 ) بكتاباتها المثيرة للجدل حول نشأة الديانة المسيحية، ومصدر هذا الجدل هو دراستها العميقة لما يعرف باسم الأناجيل الغنوصية Gnostic Gospels ، التي اكتشفت في نجع حمادي في صعيد مصر عام 1945، وهي أناجيل رفضتها الكنيسة الأولى واعتبرتها هرطقة ،وبذلت كل جهدها لإحراقها وتدميرها، إلا أن القدر شاء أن تنجو نسخ منها وضعها شخص مجهول في جرة فخارية حفظتها إلى زماننا هذا .

ولدت بيجلز في كاليفورنيا عام ' 1943 ' وتحصلت على البكالوريوس (1964( والماجستير (1965 ) من جامعة ستانفورد ثم على الدكتوراه من جامعة هارفارد عام (1970 وكانت ضمن الفريق العلمي المكلف بدراسة مجموعة مخطوطات نجع حمادي. عام 1969 تزوجت بيجلز الفيزيائي ' هاينز بيجلز ' ثم أصبحت ومازالت حتى الآن أستاذة علم الأديان في جامعة برنستون . لقد درست بيجلز اللغات الأغريقية واللاتينية والقبطية والعبرية والفرنسية والإيطالية والألمانية لكي تتمكن من قراءة ودراسة الكتب المسيحية الأولى والتي استبعدت من الكتاب المقدس .

عام 1987 مات ولدها ' مارك ' بعد خمس سنوات من المرض ( لقد شخص الطفل منذ ميلاده بإصابته بمرض رئوي قاتل ) وفي العام التالي مات زوجها في حادثة تسلق جبال . ان هذه المآسي الشخصية عمقت وعيها الروحي وزادت من حدة انكبابها على دراسة الأصول الأولى للديانة المسيحية. لقد أرادت أن تعرف ماذا كان يعني المسيح لأتباعه قبل ظهور العقيدة الرسمية أي قبل أن تخترع الكنيسة الديانة المسيحية . والجدير بالذكر هنا أن بيجلز قد تغلبت على محنتها الشخصية وتزوجت بأستاذ قانون في جامعة كولومبيا يدعى ' كنت جرينا والت Kent Greenawalt ' وأنجبت منه ولداً وبنتاً .
وبناء على دراستها لمخطوطات نجع حمادي ، نشرت بيجلز أول كتبها المشهورة عام ' 1979 ' وهو كتاب ' الأناجيل الغنوصية ' وهو يعتبر مقدمة ممتازة لتعريف القارئ غير المتخصص بمحتوى مخطوطات نجع حمادي . وصار هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً وفاز بجائزتين محترمتين فى أمريكا وهما : جائزة ' حلقة نقاد الكتاب الوطني ' وجائزة ' الكتاب الوطني ' كما اختارته ' المكتبة الحديثة ' ليكون ضمن أحسن مائة كتاب ظهرت في القرن العشرين . والجدير بالذكر أن( معهد الدراسات المسيحية بين الكليات المسيحي) المحافظ قد أدرج نفس الكتاب في قائمة أسوأ مائة كتاب ظهرت في القرن العشرين .
ويمكن تلخيص فكرة هذا الكتاب بالقول أن اكتشاف مخطوطات نجع حمادي بين أن المسيحية كانت من الممكن أن تتطور في اتجاهات مختلفة أو أن المسيحية التي نعرفها اليوم كان من الممكن أن تختفي وإلى الأبد .أن المؤسسة التنظيمية واللاهوتية هي التي ضمنت بقاء العقيدة المسيحية الراهنة كما أرادها مؤسسوها الأوائل وهي ليست بالضرورة ما جاء به السيد المسيح وحواريوه المباشرون.

ان مؤسسي المسيحية الأوائل سيطروا على الروايات الخاصة بنشأة المسيحية وسموا أنفسهم ' أرثوذكس ' ' أي السائرون على السنة القويمة ' وسموا مخالفيهم ' هراطقة '، وهكذا وكما يحدث غالباًَ كتب المنتصر التاريخ كما يريده أن يبدو للأجيال اللاحقة . يؤمن العرفانيون(او الغنوصيون) بإمكانية الفهم العرفاني ، أي بقدرة كل فرد أن يعرف النور الإلهي في داخله وفي الكون الخارجي دون حاجة لمؤسسة مهيمنة على شؤونه الروحية كما هو شأن الكنيسة الرسمية .
بعد مجمع نيقية الذي قررت فيه عقيدة الثليث وعقيدة ألوهية المسيح ، دعا الأساقفة إلى تدمير الكتب المخالفة ، ففي عام 367 أرسلت أسقفية الإسكندرية رسالة في عيد الفصح موجهة إلى كنائس قريبة وبعيدة تدعوها فيها إلى ' التخلص من تلك الكتب المحرمة والخفية '، ولكن شخصاً مجهولا أخذ تلك المخطوطات، وهي أوراق بردي تعود إلى القرن الرابع، من مكتبة دير القديس باخوميوس الواقع حالياً قرب قرية نجع حمادي في صعيد مصر وحزمها بجلد غزال ووضعها في جرة فخارية طولها ستة أقدام.وظلت تلك الجرة دفينة الارض حتى اكتشفها عرضاً عام 1945 فلاح صعيدي اسمه محمد علي . سلمت المخطوطات، وعددها 52 مخطوطة، إلى المتحف القبطي في القاهرة وبدأت فرق علمية من كندا وألمانيا واسكندنافيا والولايات المتحدة العمل لفك شفرة القصائد والصلوات والأقوال التي ترجمت من لغتها الأصلية الإغريقية إلى اللغة القبطية . تقول بيجلز أن سمعة هذه الأناجيل الغنوصية كانت سيئة جداً عند العلماء المختصين في تاريخ الكنيسة المبكرة، وبذلك بسبب شهرة وقوة الهجوم الذي شنه عليها كتابةً في خمسة أجزاء ارينيوس Irenaeus (أسقف ليون 130 -202 تقريبا) والذي كان المصمم الأول للكتب المقدسة المعتمدة . وعليه فقد توقع هؤلاء العلماء ومن بينهم بيجلز أن يجدوا تلك الأناجيل زاخرة بالتجديف والأفكار الغريبة بل توقعوها مجرد خليط مشوش يبعث على الضحك. ولكنهم وجدوا عكس ذلك تماماً؛ وجدوا فيها كلاماً جاداً يشكل فهماً أخر لمعنى المسيح ولمعنى الخلاص الإنساني ،غير الفهم المعتمد رسمياً من الكنيسة .
أن التيار االغنوصى المسيحي والتيار الأرثوذكسى وجد كل منهما مرجعية قوية في أقوال المسيح .ونورد هنا للقارئ الكريم ترجمة الفقرة الأخيرة من هذا الكتاب ثم نتابع بقية حديثنا عن إلين بيجلز وكتابها الرئيسي الآخر:
' عندما حطم الفلاح الصعيدي محمد علي جرة الفخار المملؤة بأوراق البردي على الجبل الواقع قرب نجع حمادي وشعر بخيبة أمل لعدم عثوره على ذهب، لم يكن يتخيل نتائج
اكتشافه العرضي ذاك. لو اكتشفت هذه النصوص الغنوصية قبل ألف سنة لأحرقت بكل تأكيد على أنها هرطقة، ولكنها بقيت مخبأة حتى القرن العشرين الذي منحتنا تجربتنا الثقافية فيه فهماً جديداً للمسائل التي تثيرها تلك النصوص. اننا نقرأها اليوم بعيون مختلفة وليس على إنها' مجرد جنون وتجديف' ، بل كما عاشها المسيحيون في القرون الأولى، أي بديلاً قوياً لما يعرف بالمعتقد المسيحي الرسمي .لقد بدأنا الآن فقط نفكر في الأسئلة التي تثيرها ' ( 155 – 154 طبعة 1995 Penguin )

في عام 2003 أصدرت بيجلز كتابها ' ما بعد الاعتقاد:
انجيل توماس السرى' الذي ظل ثلاثة شهور في قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعاً كما رشح لنيل جائزة بولتزر. ويمكن اعتباره تكملة لكتابها ' الأناجيل الغنوصية ' متضمناً ما استجد في هذا المجال. في هذا الكتاب الهام تعارض بيجلز بين إنجيل توماس (وهو من الأناجيل غير المعترف بها من قبل الكنيسة الرسمية والتي عثر عليها في نجع حمادي) وبين إنجيل يوحنا. تقول بيجلز أن قراءةً دقيقًة للكتابين تبين أنه في حين يؤكد يوحنا على أن المسيح ' هو نور العالم' فإن توماس يقول' أنه يوجد نور في داخل كل شخص وهذا النور ينير العالم كله وإذا لم يشع هذا النور فسيحل الظلام ' . كما أن ' توماس ' يعتنق اعتقاداً سرياً ( مشاركاً أفراداً آخرين في هذا الاعتقاد ) مفاده أن المسيح ليس إلهاً وإنما هو معلم يسعى لكشف النور الإلهي الموجود في جميع بني الإنسان .
وترى بيجلز ان إنجيل يوحنا قد كتب كرد فعل وتفنيد لإنجيل توماس . وهذه الفكرة خطيرة جداً وتهدد أساس المعتقد المسيحي السائد والذي يقوم على تأكيد يوحنا على أن يسوع المسيح هو مركز الإيمان .
وتبين بيجلز أن إنجيل يوحنا يعارض بشدة تعاليم إنجيل توماس والتي تقول أن جميع بني الإنسان يملكون وسيلةً مباشرًة للوصول إلى الرب ،إذ إن الإنسان قد خلق على صورة الرب كما ورد في ' سفر التكوين ' من كتاب العهد القديم ، أما إنجيل يوحنا فيؤكد أن الطريق الوحيد لمعرفة الرب تكون عبر المسيح الذي هو الإله في صورة بشرية .
وتدفعنا بيجلز الى التساؤل معها :لماذا وصف يوحنا في إنجيله توماس بأنه قليل الإيمان وشاك وأنه لا يستطيع الإيمان دون أن يرى بعينه ،في حين تذكره أناجيل متّى ومرقص ولوقا على أنه فقط أحد الحواريين الإثنا عشر؟
وخلال الاضطهاد الروماني للمسيحيين قام آباء الكنيسة بتأسيس المعتقد وتعيين الكتب المعترف بها وإنشاء النظام الكنسي ( أساقفة – قسيسون – شماسون ) واستبعدوا في أثناء ذلك بعض المصادر الروحية؛ كل ذلك لتجنب الصدام مع القانون والدين الرومانيين .

إن دراسة بيجلز للنتائج التاريخية واللاهوتية لبعض النصوص الغنوصية وخاصة ' إنجيل توماس '، والتي اعتبرتها الكنيسة المبكرة كتابات مهرطقة لأنها تتحدث فقط على المسيح الإنسان ولا تؤكد على ألوهيته ، هذه الدراسة تبين أن المسيحيين الأوائل كان لديهم أنواع مختلفة من الفهم للإنجيل المسيحي .
ان إنجيل توماس يصف المسيح بأنه ' نور إلهي صادر من السماء ' ولكنه يقول ' أنت أيضاً تملك أن تصل من داخلك إلى ذلك المصدر الأصلي ' حتى بدون المسيح . أي أنك لا تحتاج إلى كنيسة أو قس أو إلى مؤسسة اياً كانت .
لقد رفض آباء الكنيسة الأوائل هذه التعاليم التي تهدد سلطتهم الروحية، ومن أجل الحفاظ على الكيان الجديد قاموا باستبعاد ما يتنافى مع خط اعتقادهم الرسمي ، ووضعوا قائمة بالكتب المعترف بها وعددها ' 27 ' كتاباًَ وهي التي تكون الآن العهد الجديد .

إن كتاب ' ما بعد الاعتقاد ' هو كتاب صغير الحجم يحوي خمسة فصول ويحاول أن يبين أن ما يعد اليوم الديانة المسيحية الرسمية لم تؤسس على نحو صحيح على تعاليم المسيحية الأصلية . ففي الفصل الأول تشرح بيجلز كيف تطورت المسيحية من منظومة أخلاقية إلى منظومة اعتقاد ، وفي الفصل الثاني تبين كيف أنه وبمصادفة تاريخية وسلطوية وشخصية تم اعتماد ' إنجيل يوحنا ' بدلاَ من ' إنجيل توماس ' وكيف أدى هذا الأمر إلى تحويل المسيحية إلى منظومة اعتقا دية تؤله المسيح. وفي الفصل الثالث تشرح المؤلفة كيف أن رؤساء الكنيسة الأولى ، وبغرض الحفاظ على تقليد ديني مغلق تجاهلوا وأعادوا النظر في الفكرة التو راتية القائلة بأن الإنسان مخلوق على صورة الربّ ، وبالتالي رفضوا إمكانية أن يستطيع ' وحي مستقبلي ' تغيير ذلك التقليد المغلق . أما في الفصل الرابع فتبين المؤلفة أن الأسقف ارينيوس Irenaeus '130 – 202 ميلادي تقريباً ' بتدشينه ' للتقليد الرسولي ' سعى لإلغاء التقاليد الأخرى وجعل قراءته ' لإنجيل يوحنا ' مرادفةً تماماً للمسيحية .
أما في الفصل الخامس والأخير فتبين بيجلز تحول المسيحية من منظومة أخلاقية إلى منظومة اعتقاد ومن عدة مفاهيم إلى مفهوم واحد ، وكيف دعم هذا التحول دخولُ الأمبراطور ' قسطنطين ' في المسيحية وانعقاد مجمع نيقية وانتصار الأسقف ااناثسيوس على الأريوسيين .
وهكذا وابتداءً من القرن الثاني وحتى القرن الرابع الميلادي ، قام آباء الكنيسة برفض واستبعاد العديد من الكتب المتضمنة الوحي المسيحي ، واعتمدوا بدلاً من كل ذلك كتاب العهد الجديد المكون بصوره رئيسة من أناجيل متى ومرقص ولوقا ويوحنا ، وهو الكتاب الذي أعطى المسيحية شكلها المعروف حتى يومنا هذا . ووفق ما تقوله بيجلز فإن ' يوحنا ' هو الانجيلى الوحيد الذي يصرح بأن المسيح هو الربّ متجسداً ، وهذا الكلام قد قاله من قبل اوريجون Origon (وهو أهم علماء اللاهوت المسيحيين في القرن الثالث الميلادي ) – فقد كتب قائلاً ' عندما تصف الأناجيل الأخرى المسيح بأنه بشر ، فإنها لا تتحدث صراحةً عن ألوهيته كما يفعل يوحنا ' . وعندما جمعت الأناجيل الأربعة ورسائل ' بولس ' في ' كتاب العهد الجديد '
( حوالي 160 – 360 م ) ، فإن معظم المسيحيين قد قرءوا الأناجيل الأربعة خلال عدسة يوحنا، أي أن المسيح هو ' ربَ وإله '.
وتقول بيجلز إنه لو تم إدخال ' إنجيل توماس ' في كتاب العهد الجديد بدلاً من إنجيل يوحنا أو ضم إليه لاتخذ تطور المسيحية اتجاهاً مختلفاً تماماً .
لقد أثارت كتب بيجلز كثيراً من الجدل والنقد الحاد وخاصة من جانب المسيحيين الملتزمين بالعقيدة المسيحية الرسمية ، ورغم اعتراف الجميع بتمكنها في مجال بحثها وبإمكانياتها الأكاديمية القوية ( فهي قبل أن تنشر أفكارها في كتب كانت تعرضها بلغة فنية دقيقة في المجلات المتخصصة ) فإن ' بول مانكوفسكي ' الكاتب بالمعهد الباباوي للكتاب المقدس بروما يذهب إلى حد القول إنها لا تستحق أن توضع في مصاف علماء النصوص الجادين ولا يعترف بكونها خبيرة ضليعة في دراسة الغنوصية والمسيحية القبطية بل يرى أنها ' مجرد كاتبة روائية '، وهذا الشطط في النقد يفصح عن مدى القلق الذي تشعر به الكنيسة الرسمية ازاء هذه الأفكار الثورية والعلمية في نفس الوقت ،والتي توجب إعادة النظر في موضوع حساس وخطير ألا وهو نشأة المسيحية وتكوين الكنيسة الأولى .
لقد أصبح من الأمور المقررة أن نشأة العقيدة المسيحية كما هي معتمدة الآن يحوطها الغموض والالتباس وكذلك ظروف ظهور الكنيسة الأولى، مما أدى الى ظهور الكثير من النظريات والى اختلاط الأقاويل والمزاعم، إلى حد ان الكنيسة الكاثوليكية اتخذت موقفاً دفاعياً غريباً من نتائج أعمال البحث والتنقيب في تلك الحقبة الهامة من تاريخها، وذلك بأن زعمت أن هناك يسوع الإيمان ويسوع التاريخ ، وقد وهبت الثاني للعلماء والباحثين ليفعلوا به ما يشاءون، أما هي فقالت أنها تحتفظ بالأول وتتمسك به ولو وقفت ضدها جميع البراهين العقلية ونتائج البحث التاريخي والأثري !
وصدق الله العظيم حيث يقول في القرآن الكريم في سياق الحديث عن سيدنا عيسى عليه السلام
(( وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه، ما لهم به من علم الا إتباع الظن...)) ' سورة النساء الآية 157 '

وفي الختام أقول أننا وكمسلمين قد لا نوافق البروفسورة بيجلز في كل ما تقوله، ولكننا نرى في ما تعرضه هي وسواها من العلماء الذين ينهجون نهجها ، دليلاً على أن النصارى الأوائل في تعاملهم مع ' الإنجيل السماوي ' الذي أوحاه الله سبحانه وتعالى إلى رسوله ' عيسى عليه السلام ' كان شأنهم في ذلك شأن اليهود من قبلهم في تعاملهم مع ' التوراة '
(( .. تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً .. )) ' سورة الأنعام – الآية 91 '
وهكذا يظهر نور الحق شيئاً فشيئاً ؛ ليس فقط من أماكن العبادة الحقة بل أيضاً - ولعل هذا هو الأهم- من أروقة وقاعات كبريات الجامعات ومعاهد العلم العالمية .
(( ويومئِذٍ يفرح المؤمنون .... )) ' سورة الروم الآية 4 ' .

ماجد الغريب
08-30-2008, 05:49 PM
الحمد لله على نعمة الاسلام