المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكمة والحياة الإنسانية



خالد عكام
08-30-2008, 03:52 PM
الحكمة
والحياة الإنسانية

بقلم
الشيخ عبد الرحمن العيسى

حلب
1429ه 2008م





بسم الله الرحمن الرحيم







الحكمة والحياة الإنسانية
تمهيد
حينما تكون الحياة الإنسانية:مستقيمةً، والعيشة راضية،فإن قدراً كبيراً من الحكمة والتعقّل والاتزان،هو الذي يسود الموقف،ويوجه المركِب نحو الشواطئ الآمنة والوادعة...
ولكن حينما نرى أوضاع هذا الكوكب،تنقلب رأساً على عقب،وتُطوح بالبشر في مكان سحيق،فيأتون الخبائث،ويدعون الطيبات،ويلهجون بالموبقات والمؤذيات،فإننا يجب أن نعلم حينئذٍ رداءةَ ما وصلنا إليه،وخطورة ما نحن فيه،وما هو قادم أعظم وأخطر، وأشد إيلاماً،وأقسى ضرراً،إن لم تكن من الله سبحانه،عناية وتدارك،ورحمةٌ يرحم بها خلقه أجمعين...
وهذه قراءة متعمقة،في عالم الحكمة الإلهية،والحكمة الإنسانية،وأثرِ ذلك على ما يكدح إليه البشر،في خِضََمِّ الواقع المرير،والضياع الكبير...
ولا بد من هذه القراءة،التي هي في منتهى الدقة والصعوبة،نظراً لأن مضامين الحكمة،على نحو واسع،مما يضيق بها الفكر،ولا تتسع لها النفس،ولا تطاق إلا بروح فاتحةً وتأييديةً من الله تبارك وتعالى...
البحث والموضوع
ويقول عز من قائل((يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)).
الحكمة:عالََم الصواب والسداد،البعيد عن الأخطاء والفساد،فالفكر المستنير بنور المعرفة،والمعزز بالتجربة الصادقة،والوعي الكاشف،هو الذي تتنزل عليه مفاهيم الحكمة الإلهية،التي تجمع ضروب الحكمة جميعاً:قولاً وفعلاً ورأياً وتفسيراً..
والحكمة:هي أعلى مستويات الوعي والمعرفة،والإدراك السليم،
لمجمل ما يدور في العالم،وفهمه على النحو الأمين والعميق والمحايد،دونما زيادة أو نقصان،من قبل أمشاج الإنسان،ومداخلات النفس والهوى،والرديء من الرأي والفكر...
والحكيم الذي أوتي الحكمة حقاً:هو الذي خرج من عالم الوهم والظلم،وتحرر من نزوات الشهوة والإثم،وعاش للحقيقة المطلقة: يبحث عنها،ويستقي منها،ويرى الكون والأحداث بها..
ولايمكن:أن يكون الإنسان حكيماً،مادام يعافس الحياة الدنيا،ويلهو بزخرفها،ويحرص على المتعة وقضاء الوطر منها،ويستهويه حب البقاء فيها...
والحياة: بدون حكمة ولا حكماء،تغدو جنوناً وفوضى عارمة،وتؤول إلى مزرعة للأحقاد والمطامع،وتجارب الموت والدمار،وتخريب ما بناه الإله سبحانه..
إن الحكيم: الذي يستدعيه واقع العصر،المفعم باليأس والخسر،هو الذي تتوافر فيه شروط التجرد والفطنة والنزاهة،والتربية الصارمة،والانطواء على النفس:استلهاما ًللحقيقة،والبعد عن الأضواء والضوضاء،ومعاشرة الجهلاء...
ثم يوضع تحت المجهر الإلهي: ردحاً من الزمن غير قليل،ويراقب
من قبل الرقيب،لتتم تنقيته وصناعته على عين الله،تزكية لنفسه،وإشراقاً لروحه،وتأهيلاً لعقله،وشحذاً لإرادته وعزيمته،وشحناً لملكته وطاقته،وتعميقاً لتجربته،فحينئذ يكون جديراً بأن يؤتى الحكمة،أي أن يتسع صدره للعالَم،ويستوعب قضاياه الكبرى،ويرى سيئاته وسوءاته كما هي،وما هو البديل منها والخلف لها،ويصبح يفهم الحياة بصورة أفضل،
ويكون مرجعاً لكل ما هو أحسن وأكمل...
وهناك الحكمة:التي ترتكز على المجهود البشري، والرغبة في المثل الأعلى..
وتكون حصيلةً لمجموعة من التجارب والملاحظات والمعاناة،التي يختزنها الإنسان في ذاكرته وسره،ويحتفظ بها عند الحاجة إليها:دليلاً وبرهاناً ومثالاً رائداً ورافداً...
وهناك الحكمة العلمية:الصادرة عن العلوم الإنسانية،وتجارب الشعوب،وموروثها الثقافي الكبير،وما تهدف إليه جملة العلوم والمعارف والمعطيات الأخرى،فتكتسب أفعاله ونظرياته العلمية،مزيداً من الإبداع والمصداقية...
وهناك الحكمة:في مجال الأخلاق والمعاملات والعلاقات، والإرشادِ إلى أحسن السلوكيات والأذواق والآداب العامة ، والخلق الحسن..
وهناك الحكمة الإلهية اللدنية:التي هي هبة من الله سبحانه، ومحض تنزلاتً وتجليات وفيوضات،يطفح بها القلب،وينطق بها اللسان،ويترجمها البيان،ويسطرها القلم،ويتمخض عنها الفكر،ويستوعبها الوعي والسمع...
وهذه لا تكون إلا لسادات الرجال،الذين بلغوا القمة في سمو النفس،وصلاح الحال،وقدسيه الهاجس والبال، وواقعية الحدْس والظن...
وإن الحكمة من حيث هي حكمة،مشكاة ضياء، ونبراس تبصرة واعية،ومعالم على طريق الحق،ومنهج ودستور للحياة المهدية،المتسامية على الحياة الجسدية،والرغائب الفانية...
القول منها فصل،والفعل منها أسوة وفضل، والفكر ميزان،والفهم قوة وطاقة،والنظر تحليل وإصابة،والشعور عطاء وإبداع، والإشارة تنبيه وتوعية والبيان قِيم ورسالة...
ويتكشًّف هذا الحكيم بهذه الحكمة،على أسرار الوجود،وخلفيات الوقائع والأحداث،وتفسير ما يجري بواقعية ومنطقية،ورؤية حقيقية،وتقديم ما هو أجدى وأنفع،وأبعد عن مزالق الأقدام،وأقدر على تحقيق النصر والسلام...
وهكذا تتبدى لنا ضرورة الحكمة للحياة الصالحة،ولإنجاز مشاريع الحب والتنمية،وإبعادِ شبح الإخفاق والفشل والإحباط والهزيمة،حيث البشر بدون حكمة،حماقات وجهالات،وهدر لكل وقت وقيمة، ولكل نشأة ونعمة،وتخريب متعمد للبيئة المتوازنة والنظيفة...
وبذلك نستطيع أن نرى وندرك الخير الكثير حقاً،الذي يصدر عن الذي أوتي الحكمة من الله،وأعطي القدرة على إصابة كبد الحقيقة في الحياة،وتقويم ماهو سلبي،ولا يعطي إلا الشر الكثير والمتكاثر في ملحمة تنازع البقاء...
إن الحياة التي أفسدها البشر،على نحو مفزع ومخيف ومدمر،وبوسائل العلم والتطور،وبالقدرات الخارقة التي حصل عليها الإنسان،لا يرجى لها صلاح ولا إصلاح إلا بالحكمة الإلهية،أي بموجب حكمة الله الحكيم،وما تأمر به هذه الحكمة،وتدعو إليه،وتبشر به...
ولقد جاءت شريعة الله،من صميم حكمته الواسعة والفائقة،التي لا نهاية لها،ولا حدود تحدها،والتي تدفُق بالخير الكثير والمستدام،لصالح عيش الإنسان،ولمتابعة خلق الأكوان...
وحكمة الله المطلقة،قد لا تكون مفهومة بالضرورة،وقد تأتي على نسق عجيب وغريب،وغير مستساغ لدى طوائف البشر،المحدودي الفهم والإدراك،والغارقين في اللهو والغفلات،والفتنة في ظواهر الماديات والمحسوسات...
حيث النفس البشرية،تهوى وتعشق كل ما هو معوج وشائك،وممنوع ومحرم،تحت غطاء من التبريرات البالغة السوء والرداءة،وأن الغاية تبرر الواسطة،وهذه حكمة المفسدين في الأرض،والمخربين لابداعات الجمال الإلهي الرائع...
إن حكمة الله التي تقول بالخير الكثير،الذي لا نهاية له،هي التي عليها المعوَّل،وإليها المرجع،في إعادة صياغة ما أظلم،وبناء ما تهدم...
وبعد أن سيطرت حكمة المجانين والشياطين،الضالعين في موبقات الظلم والإثم،وسفك الدم،والاستقواء على كل ما
هو حب وخير وتسامح وتصالح،فإن المخرج الوحيد أصبح معروفاً، الإفلاتَ موصوفاً،والعود الحميد ممهداً ومألوفاً
والله سبحانه وتعالى أعلم..
ماهية العلاج بالحكمة
إن التصدي لمعضلات الحياة المعاصرة،على ضوء الحكمة الإلهية والإنسانية،فيه دلالة،كبرى،ومعنىً،أكبر..
ويتم العلاج بادئ ذي بَدء،بمحاولة وضع الأمور في نصابها،وإعادة النظر من جديد،ووقف تدهور الحياة نحو الانحلال والاختلال،والتجاوزات المنطلقة من كل عقل وعقال...
فالحكمة تقول:بالقصد والمقاربة والاعتدال، والترفق والتأتي المحبَّب،بعيداً عن القسر والعنف والإكراه،وتصدير القناعات بالقوة، وبالبأس والشدة...
وفي مجتمع فوضوي وجائر،ويضغط على الناس بألوان البلاء والإحراج الشديد،لايكون فيه مكان للحكمة...
والحكمة عديمة الجدوى،في مجتمع ظالم غير متراحم،لأنه لكي يكون المجتمع مؤهلاً لإجراءات الحكمة الفاعلة والمفعَّلة،عليه أن يخضع لتمهيد وتأهيل، وشروط الكفايةوالعدل،وردم منابع الفساد والإفساد،وتدمير أخلاقيات العباد،وثروات البلاد...
فتأتي الحكمة مرحلةً متوسطة بين الفوضى والنظام،والخصام والوئام،والبرء والعافية ومستنقع الآلام،وصولاً إلى الحياة الإنسانية الكريمة...
ولكن كيف تولد الحكمة ويشتد عودها؟لابد من وجود الحكيم الذي استحق هذا النعت والوصف،بجدارة فائقة،واستعداد فَذٍّ،فحينئذٍ تتدفق ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه وبيانه،ويكون سلوكه متسماً بالحكمة الرصينة،والتوازن الحق،
والتجرد عن الهوى والعرض،والأدنى من العرض...
وقد يستعمل –أي هذا الحكيم-مقتضيات الحكمة،بخلق الإيثار العظيم، والتسامي المطلق،والنزاهة الحقة،والدين الخالص.
((ألا لله الدين الخالص))
ولله الحكمة البالغة ،التي تغني بني آدم،
وتثري حياتهم،وترفع الحرج والعسر عنهم،وتداويهم من أدوائهم،وتضمن لهم شفاءهم من مطلق عنائهم وبلائهم...
الحكمة في المجال السياسي
كانت السياسة في الماضي:إجراءاتٍ ومبادرات تتسم بالسطحية والارتجالية، وفيها شئ من الكيد والمكر،والخطة المصطنعة،واليوم فإن السياسة:مدارس ومناهج وفلسفات،وكليات وجامعات، وشهادات عالية وتخصصات،بعد دراسة مضنية،وتحصيل صعب،واجتهادواطلاع كبير، وتجربة إعلامية غنية...
وإن المطلوب من السياسي، أن يقرأ
الأحداث والتطورات والسياسات،من
خلفياتها وما وراءها،مما هو ممكن ومحتمل،ويدخل ضمن إطار الظن والاعتقاد،والحدْس والتخمين...
وكلما كان أمهر وأقدر،جاءت تحليلاته وقراءاته،مقاربةً للواقع،ومطابقةً للهدف البعيد،والمرمى الخفي...
ولكن المفقود في عالم السياسة المعاصرة،هو الحكمة المتوازنةوالمحايدة حيث السياسة مكائد ومصائد ومطبات،وتصريحات مجانية مخادعة،والتفاف على الحقيقة الكامنة،وهي-أي السياسة المعاصرة-انحيازات فاضحة،للمرجعيات الظالمة، والمعسكرات المرهبة،والمصالح الجائرة والروح العدوانية الصارخة...
وحينما نفهم السياسة الحالية،انتهازية ووصولية وميكيافيلية،فإننا نعلم سبيل الأخذ بالحكمة الإلهية والإنسانية،في عالم السياسة والحكم،وتدبير أمور الممالك والرئاسات،وتوجيه السياسات،حيث الرحمة عنوان،والصدق مبدأ،والإنصاف والتوازن هدف وغاية،وإحقاق الحق أسلوب وهداية،والسياسةحيطة ودراية...
والسياسة نوعان:داخلية وخارجية،كما هو معلوم ومفهوم،ففي السياسة الداخلية:الحكمة فيها تقتضي الرفق بالعباد،ورعايتهم والتمهيد لهم،وأخذهم باللين الذي لا ضعف معه،وبالشدة التي لاعنف فيها،واستدعاء شاردهم،وتألُّف نافرهم،ودفعَ الأمور بالتي هي أحسن،وتأمين العيش الكريم...
فالضعيف قوي حتى يؤخذ له الحق
والقوي ضعيف حتى يؤخذ الحق منه...
أما في السياسة الخارجية،فالحكمة فيها دعوة إلى السلم والعلاقة المتكافئة
والتسامح والتعاون،والمشاركة في بناء عالم متواصل ومتكافل،ومتحررمن كل أشكال الاستعمار والاستغلال،والازدواجية وانعدام المصداقية،والأنانية والهيمنة العنصرية،والصدام الحضاري...
إن الحكمة السياسية المنشودة:تقارب وحوار،وعطاء لا شح فيه،ووفاء في الذمة والعهد،وصراحة في
النية والقصد،وجدية نقية،في الوسائل الإعلامية،وممارسة الحرية،وأصالة القضيةِ...
إن الحكمة في معناها الأخص:تكمن في أن يمارس الرجل المسؤول الحكم والسياسة،حسب مايراه مناسباً من الفعل والقول والإجراء،تُجاه ما يعرض من إشكالات الحياة،ودواعي السياسة،ومتطلبات التدبير والمواجهة، و التحديث والمعاصرة...
إن الحكمة حسب التعبير القرآني،هي الخير الكثير،وإن هذه الحياة،لايمكن أن تستغني عن هذا الخير،مهما كثر وكبر،
فالخيرلا حدود له ولا نهاية،ولايأباه إلا ظالم غادر شرير،وبهذا الخير المتكاثر والكثير،تطيب الحياة،وتستقر الأوضاع، وتهدأ النفوس،ويتعايش البشر في أخوَّة حميمية صادقة...

أحمد هنداوي
08-31-2008, 01:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا وإمامنا وحكيم امتنا النبي الأمي الطاهر الزكي وعلى آله وصحب أجمعين
للحقيقة إن ما تفضل به علينا فضيلة الشيخ (عبد الرحمن) في هذه المقالة الدسمة ما هو إلا فتح من الله عليه وكما عودنا دائما في مقالاته على طرق الأبواب المغلقة والمنسية
ها هو اليوم يطرق باب من أهم أبواب السلوكيات و الضروريات البشرية
إن موضوع الحكمة وإستعمالاتها من أهم المواضيع التي يجب على المسلم التفكر والتمحص فيه ,فليس كل من إدعى الحكمة كان حكيما وعلينا نحن كمسلمين الإنتباه لهذا الموضوع
وفي هذه المقالة شرح لنا فضيلة الشيخ من هو الحكيم وما هي مقوماته وان البشر بدون حكمة ما هم إلا مخلوقات بدون وعي أو إدراك
وبين لنا الفرق بين حكمة الله وحكمة الشياطين والمجانين وأن الحكمة الإلاهية هي الخير الكثير والمعول الأول
ويفهم القارء من ما أورده فضيلة الشيخ ان على المرء التميز بين الحكمة الإلاهية وبعض السلوكيات البشرية المغالطة والمدسوسة إلينا عبر تاريخ طويل من الإستعمار الفكري
حيث اننا غدونا في زماننا هذا لانميز الحكمة من قلة العقل ومن أهم المغالطات وأكبرها ما يتردد ويردد على أفواه شببنا ومسنينا هذه الأيام بل إن أكثر هاؤلاء اخذوا هذه الأقاويل
والأمثال وجعلوا منها قاعدتهم الأساسية ومنهاج حياتهم الذي ينهجون به بدون أن يعلموا ان هذا ما سيوصلهم الى الهاوية
ومن أخطر وأكبر هذه المغالطات والمصطلحات والتي تدعونا الي مقت هذه الفئة من الناس هي مقولة (حلال على الشاطر)اي ان كل ما يقوم به (الشاطر) من إنتهاكات لحقوق الغير
ومخالفات للعرف والشريعة والعقائد والإنتمائات حلال على فاعله مهما كان كبيرا او حراما او عيبا وما أكثر الشطار في زماننا هذا
وللتستر تحت غطاء واهي لايستر من العييب شيء أو ليدفنون رأسهم في التراب كما تفعل النعامة يستعينون بقول أفظع من سابقه ألا وهو (حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس)
وهذا اذا كان يدل على شيء فهو يدل على قلة عقل وإنعدام الثقافة الدينية والدنيوية لأنه لايوجد في الدنيا كلها شريعة تنص بذلك
وفي زماننا هذا او لنقل في جيلنا هذا لأن (الزمان ليس له علاقة بجهلنا وتخلفنا ) تغيرت طريقة نظر الناس للمخالف حيث غدا هو قمة الصحيح ومن يعارضه هو الغبي الذي ليس عنده حكمة
لأن حكمة هذا الجيل تكون في الإلتفاف حول كل ما هو قيم وسوي ومخالفة كل ما هو صيحيح حتي ألبسوا الباطل ثياب الحق وهذه فتنة عظيمة نسأل الله أن يحفظنا وينجينا منها
ويتبين للقارء أيضا ان السياسة ترتبط ارتباطا قويا بالحكمة وانها علم قائم بحد ذاته وانها بدون الحكمة لاتساوي شيء وبناء على هذا فعلى السياسي أو المسؤل أن يكون حكيما
ولكن وياللأسف ما آل اليه حال المسؤلين لايمت للحكمة بشيء لأنه هناك فرق كبير بين طريقة تفكير المسؤل عن طريقة تفكير الحكيم فمن كان حكيما في جيلنا هذا هو الذي يبتعد عن المسؤلية
والمناصب والقيادات وينطوي على نفسه لأنه ليس من الحكمة معاكسة التيار
إن هذه الأمة بأمس الحاجة الى حكيم يحكم بحكمة الله وأبشركم إخوتي ان هذا الحكيم سيظهر كما أخبرنا حبيبنا المصطفى عليه صلوات الله وانه سيقوم المعوج ويمحق الباطل بالحق وينير الدرب
بنور الله وحكمته وينهج نهج الأنبياء ليعيد الضالين الى الطريق المستقيم ويأخذ بأيديهم للخروج من هذه الظلمات
نسأل الله ان يجعل الحكمة في قلوب وعقول مسؤلينا وأولياء امورنا وان يوفقهم الى ما يحبه ويرضاه
والشكر الجزيل لفضيلة الشيخ نسأل الله ان يفتح عليه بما فتح على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين