مهاجر
09-02-2008, 06:44 PM
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
أما بعد :
فإن مما ( لا يختلف [ فيه ] المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن إثمه أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر وأنه معرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة )
وقد وردت الآيات القرآنية تترى في تعظيم قدر الصلاة وبيان شديد إثم تاركها أو المتهاون بها :
قال تعالى : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب } [ مريم : 59 - 60 ]
وقال سبحانه : { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون } [ الماعون : 4 - 7 ]
وقال جل شأنه : { ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين } [ المدثر : 42 - 43 ]
إلى غير ذلك من آيات كريمات تقرع الآذان وتصك الأسماع
وقد جاءت أحاديث عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فيها عن عظيم الذنب الذي يتلبس به تارك الصلاة أو المتهاون بها أو المتخاذل عنها :
فقال صلى الله عليه وسلم : ( بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة ) ( 1 )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ( 2 )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ) ( 3 )
قلت : وإزاء هذه النصوص القرآنية والنبوية : اختلف الأئمة والعلماء في تكفير متعمد ترك الصلاة كسلا
فمنهم من قال بكفر تارك الصلاة كسلا ومنهم من قال أنه كفر دون كفر ولكن ذنبه أكبر من ذنب القاتل والسارق والزاني
وقد أستدل كلا الفريقين بأدلة كثيرة على قوله وقام كل فريق بالرد على أدلة مخالفيه
والحق أنني كلما قرأت لأحد من علمائنا سواء ممن يكفرون تارك الصلاة
أو ممن لا يكفرونه أجد نفسي مقتنع بأدلته
ولما كانت هذه المسألة في غاية الأهمية لأنها تحدد أشياء كثيرة
لأننا طبعا لن نعامل المسلم حتى ولو كان فاسقا كما نعامل الكافر
كما أن هناك أحكام شرعية كثيرة مبنية على تحديد هذه المسألة
فإن الكافر لا يرث ولا يورث ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا
يدفن في مقابر المسلمين ولا يتزوج من المسلمين وأبسط شيء أنه لا
يجوز حتى إلقاء السلام عليه فإن بدئك بالسلام فقل له وعليك
وأشياء كثيرة لا تجوز إلا للمسلم
وفى كتاب حكم تارك الصلاة للشيخ الألباني رحمه الله أستدل الشيخ
بحديث الشفاعة على أن تارك الصلاة كسلا ليس بكافر كفرا أكبر مخرج من الملة وهذا نص كلام الشيخ[متن الحديث :
روى الإمام معمر بن راشد في ( الجامع ) ( 11 / 409 - 411 - الملحق ب ( مصنف عبد الرزاق ) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا خلص المؤمنون من النار و أمنوا ف [ و الذي نفسي بيده ] ما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا بأشد من مجادلة المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار
قال : يقولون : ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا و يصومون معنا و يحجون معنا [ و يجاهدون معنا ] فأدخلتهم النار
قال : فيقول : اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم
فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم لا تأكل النار صورهم [ لم تغش الوجه ] فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه و منهم من أخذته إلى كعبيه [ فيخرجون منها بشرا كثيرا ] فيقولون : ربنا قد أخرجنا من أمرتنا
قال : ثم [ يعودون فيتكلمون ف ] يقول : أخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من الإيمان
[ فيخرجون خلقا كثيرا ] ثم [ يقولون : ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا
م يقول : ارجعوا ف ] من كان في قلبه وزن نصف دينار [ فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا . . . ]
حتى يقول : أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة [ فيخرجون خلقا كثيرا ]
قال أبو سعيد :
فمن لم يصدق بهذا الحديث فليقرأ هذه الآية :
[ إن الله لا يظلم مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه أجرا عظيما ] [ سورة النساء : 4 ]
قال : فيقولون : ربنا قد أخرجنا من أمرتنا فلم يبق في النار أحد فيه خير
قال : ثم يقول الله : شفعت الملائكة و شفعت الأنبياء و شفع المؤمنون و بقي أرحم الراحمين
قال : فيقبض قبضة من النار - أو قال : قبضتين - ناسا لم يعملوا لله خيرا قط قد احترقوا حتى صاروا حمما
قال : فيؤتى بهم إلى ماء يقال له : ( الحياة ) فيصب عليهم فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل [ قد رأيتموها إلى جانب الصخرة و إلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان أخضر و ما كان منها إلى الظل كان أبيض ]
قال : فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ و في أعناقهم الخاتم ( و في رواية : الخواتم ) عتقاء الله
قال : فيقال لهم : ادخلوا الجنة فما تمنيتم و رأيتم من شيء فهو لكم [ و مثله معه ] [ فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه و لا خير قدموه ]
قال : فيقولون : ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين
قال : فيقول : فإن لكم عندي أفضل منه
فيقولون : ربنا و ما أفضل من ذلك ؟
[ قال : ] فيقول : رضائي عنكم فلا أسخط عليكم أبدا )
تخريجه :
و إسناده صحيح على شرط الشيخين
و هو من رواية عبد الرزاق عن معمر :
و من طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد ( 3 / 94 ) و النسائي ( 2 / 271 ) و ابن ماجة ( رقم : 60 ) و ابن خزيمة في ( التوحيد ) ( ص 184 و 201 و 212 ) و ابن نصر المروزي في ( تعظيم قدر الصلاة ) ( رقم : 276 )
و تابع عبد الرزاق :
محمد بن ثور عن معمر به لم يسق لفظه و إنما قال : بنحوه
يعني حديث هشام بن سعد الآتي تخريجه
و تابع معمرا جماعة :
أولا : سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم به أتم منه و أوله : ( هل تضارون في رؤية الشمس و القمر . . . ) الحديث بطوله
أخرجه البخاري ( 7439 ) و مسلم ( 1 / 114 - 117 ) و ابن خزيمة أيضا ( ص 201 ) و ابن حبان ( 7333 - الإحسان )
ثانيا : حفص بن ميسرة عن زيد :
أخرجه مسلم ( 1 / 114 - 117 ) و كذا البخاري ( 4581 ) و لكنه لم يسقه بتمامه و كذا أبو عوانة ( 1 / 168 - 169 )
ثالثا : هشام بن سعد عن زيد :
أخرجه أبو عوانة ( 1 / 181 - 183 ) بتمامه و ابن خزيمة ( ص 200 ) و الحاكم ( 4 / 582 - 584 ) و صححه و كذا مسلم ( 1 / 17 ) إلا أنه لم يسق لفظه و إنما أحال به على لفظ حديث حفص بن ميسرة نحوه
و تابع زيدا :
سليمان بن عمرو بن عبيد العتواري - أحد بني ليث و كان في حجر أبي سعيد - قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
فذكره نحوه مختصرا و فيه الزيادة الثالثة
أخرجه أحمد ( 3 / 11 - 12 ) و ابن خزيمة ( ص 211 ) و ابن أبي شيبة في ( المصنف ) ( 13 / 176 / 16039 ) و عنه ابن ماجة ( 4280 ) و ابن جرير في ( التفسير ) ( 16 / 85 ) و يحيى بن صاعد في ( زوائد الزهد ) ( ص 448 / 1268 ) و الحاكم ( 4 / 585 ) و قال :
( صحيح الإسناد على شرط مسلم )
و بيض له الذهبي
و إنما هو حسن فقط لأن فيه محمد بن إسحاق و قد صرح بالتحديث
فقهه :
بعد تخريج هذا الحديث هذا التخريج الذي قد لا تراه في مكان آخر و بيان أنه متفق عليه بين الشيخين و غيرهما من أهل ( الصحاح ) و ( السنن ) و ( المسانيد ) أقول :
في هذا الحديث فوائد جمة عظيمة منها : شفاعة المؤمنين الصالحين في إخوانهم المصلين الذين أدخلوا النار بذنوبهم ثم بغيرهم ممن هم دونهم على اختلاف قوة إيمانهم
ثم يتفضل الله تبارك و تعالى على من بقي في النار من المؤمنين فيخرجهم من النار بغير عمل عملوه و لا خير قدموه
و لقد توهم ( بعضهم ) أن المراد بالخير المنفي تجويز إخراج غير الموحدين من النار
قال الحافظ في ( الفتح ) ( 13 / 429 ) : ( و رد ذلك بأن المراد بالخير المنفي ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين كما تدل عليه بقية الأحاديث )
قلت : منها قوله صلى الله عليه و سلم في حديث أنس الطويل في الشفاعة أيضا :
( فيقال : يا محمد ارفع رأسك و قل تسمع و سل تعط و اشفع تشفع
فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال : لا إله إلا الله
فيقول : و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن منها من قال : لا إله إلا الله )
متفق عليه و هو مخرج في ( ظلال الجنة ) ( 2 / 296 )
و في طريق أخرى عن أنس :
( . . . و فرغ الله من حساب الناس و أدخل من بقي من أمتي النار فيقول أهل النار : ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله عز و جل لا تشركون به شيئا ؟
فيقول الجبار عز و جل : فبعزتي لأعتقنهم من النار
فيرسل إليهم فيخرجون و قد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون . . . ) الحديث
أخرجه أحمد و غيره بسند صحيح و هو مخرج في ( الظلال ) تحت الحديث ( 844 ) و له فيه شواهد ( 843 - 843 ) و في ( الفتح ) ( 11 / 455 ) شواهد أخرى
و في الحديث رد على استنباط ابن أبي جمرة من قوله
صلى الله عليه و سلم فيه : ( لم تغش الوجه ) و نحوه الحديث الآتي بعده : ( إلا دارات الوجوه ) : أن من كل من مسلما و لكنه كان لا يصلي لا يخرج [ من النار ] إذ لا علامة له )
و لذلك تعقبه الحافظ بقوله ( 11 / 457 ) :
( لكنه يحمل على أنه يخرج في القبضة لعموم قوله : ( لم يعملوا خيرا قط و هو مذكور في حديث أبي سعيد الآتي في ( التوحيد )
يعني هذا الحديث
و قد فات الحافظ - رحمه الله - أن في الحديث نفسه تعقبا على ابن أبي جمرة من وجه آخر و هو أن المؤمنين لما شفعهم الله في إخوانهم المصلين و الصائمين و غيرهم في المرة الأولى فأخرجوهم من النار بالعلامة فلما شفعوا في المرات الأخرى و أخرجوا بشرا كثيرا لم يكن فيهم مصلون بداهة و إنما فيهم من الخير كل حسب إيمانهم
و هذا ظاهر جدا لا يخفى على أحد إن شاء الله
مباحث و مناقشات :
و على ذلك فالحديث دليل قاطع على أن تارك الصلاة إذا مات مسلما يشهد أن لا إله إلا الله : أنه لا يخلد في النار مع المشركين
ففيه دليل قوي جدا أنه داخل تحت مشيئة الله تعالى في قوله : [ إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ]
و قد روى الإمام أحمد في ( مسنده ) ( 6 / 240 ) حديثا صريحا في هذا من رواية عائشة رضي الله عنها مرفوعا بلفظ : ( الدواوين عند الله عز و جل ثلاثة . . . ) الحديث
وفيه :
فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله قال عز وجل : [ من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ] ] المائدة : 7 [
وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه أو صلاة تركها فإن الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء
الحديث
و قد صححه الحاكم ( 4 / 576 )
و هذا و إن كان غير مسلم عندي لما بينته في ( تخريج الطحاوية ) ( ص 367 - الطبعة الرابعة ) فإنه يشهد له هذا الحديث الصحيح فتنبه
إذا عرفت ما سلف - يا أخي المسلم - فإن عجبي لا يكاد ينتهي من إغفال جماهير المؤلفين الذين توسعوا في الكتابة في هذه المسألة الهامة ألا و هي : هل يكفر تارك الصلاة كسلا أم لا ؟
لقد غفلوا جميعا - فيما اطلعت - عن إيراد هذا الحديث الصحيح مع اتفاق الشيخين و غيرهما على صحته
لم يذكره من هو حجة له و لم يجب عنه من هو حجة عليه و بخاصة منهم الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى فإنه مع توسعه في سوق أدلة المختلفين في كتابه القيم ( الصلاة ) وجواب كل منهم عن أدلة مخالفه فإنه لم يذكر هذا الحديث في أدلة المانعين من التكفير إلا مختصرا اختصارا مخلا لا يظهر دلالته الصريحة على أن الشفاعة تشمل تارك الصلاة أيضا فقد قال رحمه الله :
( و في حديث الشفاعة : يقول الله عز و جل : ( و عزتي و جلالي لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله ) و فيه : فيخرج من النار من لم يعمل خيرا قط )
قلت : و هذا السياق ملفق من حديثين :
فالشطر الأول منه : هو في آخر حديث أنس المتفق عليه و قد سبق أن ذكرت ( ص 33 ) الطرف الأخير منه
و الشطر الآخر هو في حديث الكتاب :
( . . . فيقبض قبضة من النار ناسا لم يعملوا لله خيرا قط . . . )
و أما أن اختصاره اختصار مخل فهو واضح جدا إذا تذكرت أيها القارئ الكريم ما سبق أن استدركته على الحافظ ( ص 34 ) متمما به تعقيبه على ابن أبي جمرة مما يدل على أن شفاعة المؤمنين كانت لغير المصلين في المرة الثانية و ما بعدها و أنهم أخرجوهم من النار
فهذا نص قاطع في المسألة ينبغي به أن يزول به النزاع في هذه المسألة بين أهل العلم الذين تجمعهم العقيدة الواحدة التي منها عدم تكفير أهل الكبائر من الأمة المحمدية و بخاصة في هذا الزمان الذي توسع فيه بعض المنتمين إلى العلم في تكفير المسلمين لإهمالهم القيام بما يجب عليهم عمله مع سلامة عقيدتهم خلافا للكفار الذين لا يصلون تدينا و عقيدة و الله سبحانه و تعالى يقول : [ أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون ] ؟ ]
هذا ما نقلته من كلام الشيخ رحمه الله وله بقية لمن أراد الاستزادة في كتاب حكم تارك الصلاة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
و جزاه الله خيرا
وأردت فقط أن أقول في النهاية أن قول النبي فى حديث الشفاعة عن عتقاء الرحمن يدخلون الجنة بغير عملا عملوه ولا خيرا قدموه
فإن له تأويلين
التأويل الأول : أنه ينفى عنهم أصل العمل وهذا القول يلزمه أن ينفى عنهم التوحيد وهذا لا يجوز لأن الجنة حرمها الله على الكافرين وحتى إن قلنا
أن المقصود بعد التوحيد فهذا نجده يصطدم بقاعدة لغوية وهى
(النكرة فى سياق النفى تفيد العموم) فكلمة عملا نكرة وكلمة خيرا نكرة
وهما فى سياق النفى (بغير)
التأويل الثانى :أنه ينفى عنهم أجر العمل وهذا نجده موافقا لحديث فى
( سنن الترمذي )
2418 حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيقعد فيقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح .
تحقيق الألباني :
صحيح ، الصحيحة ( 845 ) ، أحكام الجنائز ( 4 )
وبه يثبت لهم إتيانهم بالتوحيد وبالصلاة وبسائر أركان الإسلام وسقط عنهم الفرض ولم ينالوا أجر كل هذه الأعمال
فهم يدخلون الجنة فى النهاية لأنهم ماتوا على الإسلام
برغم أنهم ليس معهم من الحسنات شىء
والله أعلم بمراده ومراد نبيه و الله سبحانه - و حده - الموفق للصواب
أسأل الله أن يتوفانا مسلمين وأن يدخلنا الجنة برحمته من غير سابقة عذاب آمين
و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
أما بعد :
فإن مما ( لا يختلف [ فيه ] المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن إثمه أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر وأنه معرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة )
وقد وردت الآيات القرآنية تترى في تعظيم قدر الصلاة وبيان شديد إثم تاركها أو المتهاون بها :
قال تعالى : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب } [ مريم : 59 - 60 ]
وقال سبحانه : { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون } [ الماعون : 4 - 7 ]
وقال جل شأنه : { ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين } [ المدثر : 42 - 43 ]
إلى غير ذلك من آيات كريمات تقرع الآذان وتصك الأسماع
وقد جاءت أحاديث عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فيها عن عظيم الذنب الذي يتلبس به تارك الصلاة أو المتهاون بها أو المتخاذل عنها :
فقال صلى الله عليه وسلم : ( بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة ) ( 1 )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ( 2 )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ) ( 3 )
قلت : وإزاء هذه النصوص القرآنية والنبوية : اختلف الأئمة والعلماء في تكفير متعمد ترك الصلاة كسلا
فمنهم من قال بكفر تارك الصلاة كسلا ومنهم من قال أنه كفر دون كفر ولكن ذنبه أكبر من ذنب القاتل والسارق والزاني
وقد أستدل كلا الفريقين بأدلة كثيرة على قوله وقام كل فريق بالرد على أدلة مخالفيه
والحق أنني كلما قرأت لأحد من علمائنا سواء ممن يكفرون تارك الصلاة
أو ممن لا يكفرونه أجد نفسي مقتنع بأدلته
ولما كانت هذه المسألة في غاية الأهمية لأنها تحدد أشياء كثيرة
لأننا طبعا لن نعامل المسلم حتى ولو كان فاسقا كما نعامل الكافر
كما أن هناك أحكام شرعية كثيرة مبنية على تحديد هذه المسألة
فإن الكافر لا يرث ولا يورث ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا
يدفن في مقابر المسلمين ولا يتزوج من المسلمين وأبسط شيء أنه لا
يجوز حتى إلقاء السلام عليه فإن بدئك بالسلام فقل له وعليك
وأشياء كثيرة لا تجوز إلا للمسلم
وفى كتاب حكم تارك الصلاة للشيخ الألباني رحمه الله أستدل الشيخ
بحديث الشفاعة على أن تارك الصلاة كسلا ليس بكافر كفرا أكبر مخرج من الملة وهذا نص كلام الشيخ[متن الحديث :
روى الإمام معمر بن راشد في ( الجامع ) ( 11 / 409 - 411 - الملحق ب ( مصنف عبد الرزاق ) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا خلص المؤمنون من النار و أمنوا ف [ و الذي نفسي بيده ] ما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا بأشد من مجادلة المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار
قال : يقولون : ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا و يصومون معنا و يحجون معنا [ و يجاهدون معنا ] فأدخلتهم النار
قال : فيقول : اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم
فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم لا تأكل النار صورهم [ لم تغش الوجه ] فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه و منهم من أخذته إلى كعبيه [ فيخرجون منها بشرا كثيرا ] فيقولون : ربنا قد أخرجنا من أمرتنا
قال : ثم [ يعودون فيتكلمون ف ] يقول : أخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من الإيمان
[ فيخرجون خلقا كثيرا ] ثم [ يقولون : ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا
م يقول : ارجعوا ف ] من كان في قلبه وزن نصف دينار [ فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا . . . ]
حتى يقول : أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة [ فيخرجون خلقا كثيرا ]
قال أبو سعيد :
فمن لم يصدق بهذا الحديث فليقرأ هذه الآية :
[ إن الله لا يظلم مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه أجرا عظيما ] [ سورة النساء : 4 ]
قال : فيقولون : ربنا قد أخرجنا من أمرتنا فلم يبق في النار أحد فيه خير
قال : ثم يقول الله : شفعت الملائكة و شفعت الأنبياء و شفع المؤمنون و بقي أرحم الراحمين
قال : فيقبض قبضة من النار - أو قال : قبضتين - ناسا لم يعملوا لله خيرا قط قد احترقوا حتى صاروا حمما
قال : فيؤتى بهم إلى ماء يقال له : ( الحياة ) فيصب عليهم فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل [ قد رأيتموها إلى جانب الصخرة و إلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان أخضر و ما كان منها إلى الظل كان أبيض ]
قال : فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ و في أعناقهم الخاتم ( و في رواية : الخواتم ) عتقاء الله
قال : فيقال لهم : ادخلوا الجنة فما تمنيتم و رأيتم من شيء فهو لكم [ و مثله معه ] [ فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه و لا خير قدموه ]
قال : فيقولون : ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين
قال : فيقول : فإن لكم عندي أفضل منه
فيقولون : ربنا و ما أفضل من ذلك ؟
[ قال : ] فيقول : رضائي عنكم فلا أسخط عليكم أبدا )
تخريجه :
و إسناده صحيح على شرط الشيخين
و هو من رواية عبد الرزاق عن معمر :
و من طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد ( 3 / 94 ) و النسائي ( 2 / 271 ) و ابن ماجة ( رقم : 60 ) و ابن خزيمة في ( التوحيد ) ( ص 184 و 201 و 212 ) و ابن نصر المروزي في ( تعظيم قدر الصلاة ) ( رقم : 276 )
و تابع عبد الرزاق :
محمد بن ثور عن معمر به لم يسق لفظه و إنما قال : بنحوه
يعني حديث هشام بن سعد الآتي تخريجه
و تابع معمرا جماعة :
أولا : سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم به أتم منه و أوله : ( هل تضارون في رؤية الشمس و القمر . . . ) الحديث بطوله
أخرجه البخاري ( 7439 ) و مسلم ( 1 / 114 - 117 ) و ابن خزيمة أيضا ( ص 201 ) و ابن حبان ( 7333 - الإحسان )
ثانيا : حفص بن ميسرة عن زيد :
أخرجه مسلم ( 1 / 114 - 117 ) و كذا البخاري ( 4581 ) و لكنه لم يسقه بتمامه و كذا أبو عوانة ( 1 / 168 - 169 )
ثالثا : هشام بن سعد عن زيد :
أخرجه أبو عوانة ( 1 / 181 - 183 ) بتمامه و ابن خزيمة ( ص 200 ) و الحاكم ( 4 / 582 - 584 ) و صححه و كذا مسلم ( 1 / 17 ) إلا أنه لم يسق لفظه و إنما أحال به على لفظ حديث حفص بن ميسرة نحوه
و تابع زيدا :
سليمان بن عمرو بن عبيد العتواري - أحد بني ليث و كان في حجر أبي سعيد - قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
فذكره نحوه مختصرا و فيه الزيادة الثالثة
أخرجه أحمد ( 3 / 11 - 12 ) و ابن خزيمة ( ص 211 ) و ابن أبي شيبة في ( المصنف ) ( 13 / 176 / 16039 ) و عنه ابن ماجة ( 4280 ) و ابن جرير في ( التفسير ) ( 16 / 85 ) و يحيى بن صاعد في ( زوائد الزهد ) ( ص 448 / 1268 ) و الحاكم ( 4 / 585 ) و قال :
( صحيح الإسناد على شرط مسلم )
و بيض له الذهبي
و إنما هو حسن فقط لأن فيه محمد بن إسحاق و قد صرح بالتحديث
فقهه :
بعد تخريج هذا الحديث هذا التخريج الذي قد لا تراه في مكان آخر و بيان أنه متفق عليه بين الشيخين و غيرهما من أهل ( الصحاح ) و ( السنن ) و ( المسانيد ) أقول :
في هذا الحديث فوائد جمة عظيمة منها : شفاعة المؤمنين الصالحين في إخوانهم المصلين الذين أدخلوا النار بذنوبهم ثم بغيرهم ممن هم دونهم على اختلاف قوة إيمانهم
ثم يتفضل الله تبارك و تعالى على من بقي في النار من المؤمنين فيخرجهم من النار بغير عمل عملوه و لا خير قدموه
و لقد توهم ( بعضهم ) أن المراد بالخير المنفي تجويز إخراج غير الموحدين من النار
قال الحافظ في ( الفتح ) ( 13 / 429 ) : ( و رد ذلك بأن المراد بالخير المنفي ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين كما تدل عليه بقية الأحاديث )
قلت : منها قوله صلى الله عليه و سلم في حديث أنس الطويل في الشفاعة أيضا :
( فيقال : يا محمد ارفع رأسك و قل تسمع و سل تعط و اشفع تشفع
فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال : لا إله إلا الله
فيقول : و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن منها من قال : لا إله إلا الله )
متفق عليه و هو مخرج في ( ظلال الجنة ) ( 2 / 296 )
و في طريق أخرى عن أنس :
( . . . و فرغ الله من حساب الناس و أدخل من بقي من أمتي النار فيقول أهل النار : ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله عز و جل لا تشركون به شيئا ؟
فيقول الجبار عز و جل : فبعزتي لأعتقنهم من النار
فيرسل إليهم فيخرجون و قد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون . . . ) الحديث
أخرجه أحمد و غيره بسند صحيح و هو مخرج في ( الظلال ) تحت الحديث ( 844 ) و له فيه شواهد ( 843 - 843 ) و في ( الفتح ) ( 11 / 455 ) شواهد أخرى
و في الحديث رد على استنباط ابن أبي جمرة من قوله
صلى الله عليه و سلم فيه : ( لم تغش الوجه ) و نحوه الحديث الآتي بعده : ( إلا دارات الوجوه ) : أن من كل من مسلما و لكنه كان لا يصلي لا يخرج [ من النار ] إذ لا علامة له )
و لذلك تعقبه الحافظ بقوله ( 11 / 457 ) :
( لكنه يحمل على أنه يخرج في القبضة لعموم قوله : ( لم يعملوا خيرا قط و هو مذكور في حديث أبي سعيد الآتي في ( التوحيد )
يعني هذا الحديث
و قد فات الحافظ - رحمه الله - أن في الحديث نفسه تعقبا على ابن أبي جمرة من وجه آخر و هو أن المؤمنين لما شفعهم الله في إخوانهم المصلين و الصائمين و غيرهم في المرة الأولى فأخرجوهم من النار بالعلامة فلما شفعوا في المرات الأخرى و أخرجوا بشرا كثيرا لم يكن فيهم مصلون بداهة و إنما فيهم من الخير كل حسب إيمانهم
و هذا ظاهر جدا لا يخفى على أحد إن شاء الله
مباحث و مناقشات :
و على ذلك فالحديث دليل قاطع على أن تارك الصلاة إذا مات مسلما يشهد أن لا إله إلا الله : أنه لا يخلد في النار مع المشركين
ففيه دليل قوي جدا أنه داخل تحت مشيئة الله تعالى في قوله : [ إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ]
و قد روى الإمام أحمد في ( مسنده ) ( 6 / 240 ) حديثا صريحا في هذا من رواية عائشة رضي الله عنها مرفوعا بلفظ : ( الدواوين عند الله عز و جل ثلاثة . . . ) الحديث
وفيه :
فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله قال عز وجل : [ من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ] ] المائدة : 7 [
وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه أو صلاة تركها فإن الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء
الحديث
و قد صححه الحاكم ( 4 / 576 )
و هذا و إن كان غير مسلم عندي لما بينته في ( تخريج الطحاوية ) ( ص 367 - الطبعة الرابعة ) فإنه يشهد له هذا الحديث الصحيح فتنبه
إذا عرفت ما سلف - يا أخي المسلم - فإن عجبي لا يكاد ينتهي من إغفال جماهير المؤلفين الذين توسعوا في الكتابة في هذه المسألة الهامة ألا و هي : هل يكفر تارك الصلاة كسلا أم لا ؟
لقد غفلوا جميعا - فيما اطلعت - عن إيراد هذا الحديث الصحيح مع اتفاق الشيخين و غيرهما على صحته
لم يذكره من هو حجة له و لم يجب عنه من هو حجة عليه و بخاصة منهم الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى فإنه مع توسعه في سوق أدلة المختلفين في كتابه القيم ( الصلاة ) وجواب كل منهم عن أدلة مخالفه فإنه لم يذكر هذا الحديث في أدلة المانعين من التكفير إلا مختصرا اختصارا مخلا لا يظهر دلالته الصريحة على أن الشفاعة تشمل تارك الصلاة أيضا فقد قال رحمه الله :
( و في حديث الشفاعة : يقول الله عز و جل : ( و عزتي و جلالي لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله ) و فيه : فيخرج من النار من لم يعمل خيرا قط )
قلت : و هذا السياق ملفق من حديثين :
فالشطر الأول منه : هو في آخر حديث أنس المتفق عليه و قد سبق أن ذكرت ( ص 33 ) الطرف الأخير منه
و الشطر الآخر هو في حديث الكتاب :
( . . . فيقبض قبضة من النار ناسا لم يعملوا لله خيرا قط . . . )
و أما أن اختصاره اختصار مخل فهو واضح جدا إذا تذكرت أيها القارئ الكريم ما سبق أن استدركته على الحافظ ( ص 34 ) متمما به تعقيبه على ابن أبي جمرة مما يدل على أن شفاعة المؤمنين كانت لغير المصلين في المرة الثانية و ما بعدها و أنهم أخرجوهم من النار
فهذا نص قاطع في المسألة ينبغي به أن يزول به النزاع في هذه المسألة بين أهل العلم الذين تجمعهم العقيدة الواحدة التي منها عدم تكفير أهل الكبائر من الأمة المحمدية و بخاصة في هذا الزمان الذي توسع فيه بعض المنتمين إلى العلم في تكفير المسلمين لإهمالهم القيام بما يجب عليهم عمله مع سلامة عقيدتهم خلافا للكفار الذين لا يصلون تدينا و عقيدة و الله سبحانه و تعالى يقول : [ أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون ] ؟ ]
هذا ما نقلته من كلام الشيخ رحمه الله وله بقية لمن أراد الاستزادة في كتاب حكم تارك الصلاة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
و جزاه الله خيرا
وأردت فقط أن أقول في النهاية أن قول النبي فى حديث الشفاعة عن عتقاء الرحمن يدخلون الجنة بغير عملا عملوه ولا خيرا قدموه
فإن له تأويلين
التأويل الأول : أنه ينفى عنهم أصل العمل وهذا القول يلزمه أن ينفى عنهم التوحيد وهذا لا يجوز لأن الجنة حرمها الله على الكافرين وحتى إن قلنا
أن المقصود بعد التوحيد فهذا نجده يصطدم بقاعدة لغوية وهى
(النكرة فى سياق النفى تفيد العموم) فكلمة عملا نكرة وكلمة خيرا نكرة
وهما فى سياق النفى (بغير)
التأويل الثانى :أنه ينفى عنهم أجر العمل وهذا نجده موافقا لحديث فى
( سنن الترمذي )
2418 حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيقعد فيقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح .
تحقيق الألباني :
صحيح ، الصحيحة ( 845 ) ، أحكام الجنائز ( 4 )
وبه يثبت لهم إتيانهم بالتوحيد وبالصلاة وبسائر أركان الإسلام وسقط عنهم الفرض ولم ينالوا أجر كل هذه الأعمال
فهم يدخلون الجنة فى النهاية لأنهم ماتوا على الإسلام
برغم أنهم ليس معهم من الحسنات شىء
والله أعلم بمراده ومراد نبيه و الله سبحانه - و حده - الموفق للصواب
أسأل الله أن يتوفانا مسلمين وأن يدخلنا الجنة برحمته من غير سابقة عذاب آمين
و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك