المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سهرة مع ملحد سعودي



لينة
09-04-2008, 12:06 AM
يعلم الجميع مكانة أهل الخير والصلاح ، فهم كالمصباح الذي يضيء للغير الطريق ، لكن هل يحرق غيره لتوقده واشتعاله؟!! لا يمكن أن يشكك أحد في دوافعهم وأهدافهم ،فنواياهم طاهرة صافية، يحبون الطاعات ويكرهون المعاصي ،نشئوا وترعرعوا في بيئات خيرة دعتهم إلى الفضائل واجتناب الرذائل ، وبعد أن خرجوا من ذلك المحيط صدموا بواقع بعض إخوانهم ، فمنهم من كان كالمصباح يستضاء به ،ومنهم _ هداه الله _ من كان إحراقه أكثر من إنارته فإليكم قصة الشاب ثامر الملحـــد سابقا ،والذي لم يتجاوز 21سنة من عمره آنذاك وهو من أهل هذه البلاد، لم يكن إلحاده بسبب دعاة الكفر والإلحاد ،أو قراءة في شيء من فكرهم بل كان سبب إلحــاده

......

.....

....

...

..

.

نحن _والله المستعان_؟!!!!!



سهرة مع ملحد سعودي



كتبت مقالين متتاليين، الأول بعنوان «هل يوجد ملحد كويتي؟»، والثاني بعنوان «ملاحدة من بلدي»! وأخبرني علي السند معيد في كلية التربية الأساسية انه نشر المقالين في مواقع وشبكات حوارية على النت. وأنا بعيد جداً عن أجواء هذه المنتديات لكني فوجئت برسالة جاءتني على الهاتف في تمام السابعة و11 دقيقة مساء بتاريخ 20/8/2007 نصها ما يلي:


«قرأت مقالك، جداً رائع، وقد أصبت في تحديد أصناف الملحدين، وسقط سهواً صنف مهم وهو صنفي... لقد كنت أتألم كوني ملحداً... كنت أتمنى أن يكون هناك إله، لكن عقلي يرفض!».


تأملت رقم هاتف المرسل وإذا بالمفتاح الدولي سعودي (00966)... هاتفته فعرفت صوته، انه الشاب الذي اتصل بي قبل اسبوعين وطرح علي اسئلة فكرية ثم عرض لي تجربته القاسية مع الغيب والدين والتدين والإيمان بالله، قال: لقد ذكرت بجدارة أنواع الملاحدة، الملحد المنحط الذي ليس له غرض سوى السب والاستهزاء، والملحد النفسي صاحب الأزمات، والملحد بهدف الشهرة والدعاية والتذاكي، والملحد العملي، والملحد اللاأدري الشكاك، والملحد المنتقم من خصومه أهل الدين، والملحد الذي يريد تبرير فسوقه وشذوذه بإنكاره لوجود الله، والملحد العقلي ذو النزعات الفلسفية والتأملية، والملحد العملي الذي يستعين بالعلوم الطبيعية... الخ، لكنك يا دكتور نسيت الملحد الصادق وأنا نموذج لهذا الإلحاد. قرر الشاب زيارتي، وكانت لي معه سهرة تجمع بين المتعة الثقافية وكشف ملابسات وشبهات تعصف بعقول بعض الشباب.


كانت السهرة الأولى ليلة الخميس الماضي في أحد مطاعم الكويت العاصمة، والسهرة الثانية كانت ليل الجمعة في مكتبتي الخاصة... استأذنني بصحبة صديقه الكويتي نواف الوادي المهتم بالثقافة واستأذنته بعلي السند المتخصص في العقيدة والذي كان أحد أسباب ميلاد هذا اللقاء المفعم بالروح الصادقة والعقل المتحفز والصراع مع الذات. الشاب اسمه ثامر، في الخامسة والعشرين من عمره، من سكان مدينة الرياض، من أسرة متدينة، مؤدب عقلاني هادئ يسأل ويتساءل، جريء في طرح الأفكار يستمتع بسماع ومعرفة كل فكرة جديدة... كان فعلاً يبحث عن الحقيقة، وله علاقة مع ملاحدة سعوديين وكويتيين وغيرهم. وشكرت له خلقه في عدم ذكر اسمائهم وحفظه لخصوصياتهم. والسؤال: لماذا ألحد؟ ومن يتحمل مسؤولية حيرته وقلقه سنين عديدة؟



الشاب ذو تجربة عريضة متنوعة المحاور سيصدرها في كتاب ويطلب مني تقديم الكتاب! لماذا؟! أولاً فلنختصر أهم عناصر أزمته مع عقيدته التي نشأ عليها، الشاب يحمل مسؤولية إلحاده مدرسي التربية الإسلامية والوعاظ وشيوخ الدين! لماذا يا ثامر؟ قال: بدأت قصتي مع مدرس الدين الذي كان يكبتني ويزجرني ويتهمني في ديني كلما وجهت له استفساراً جريئاً في حصة الدين، فكرهت المادة والمدرس معاً، وتولدت لديّ تساؤلات محيرة خفت في مجتمعنا المحافظ من طرحها خشية تكفيري ولم أكن كافراً ولكن مستفهماً عن إشكالية عقدية.



ثم يقول الشاب: ودخلت مسجداً في القصيم لأصلي، وكنت ألبس على رأسي «كاب» فزجرني أحد المصلين بطريقة فيها انتقاص وقسوة وأخجلني وأحرجني وجعلني أخرج من المسجد، وهكذا توالت المواقف من رجال الدين وأهل الدعوة فنفروني منهم، اضافة الى خوفي من مفاتحتهم، وأنا الصادق في البحث عن أجوبة مقنعة في زمن الانفتاح والتساؤلات والشكوك، وصلت بي الحال الى اني كنت من شدة الحيرة والقلق والتأرجح بين الشك واليقين، أخرج الى صحراء الرياض حيث لا ناس ولا أضواء ولا مطاوعة ومشايخ... وأصرخ: يا رب ان كنت موجوداً فأرني أي شيء ولو ضررا في جسمي، أي علامة... قد تعجب من كلامي لكن أقول لك هذا ما حصل. دخلت مواقع النت الحوارية والمنتديات والشبكات، فتلقفني مجموعة ممن زادوا شكي وأصّلوه...




ذكر الشاب كثيراً ممن زارهم لطرد شكوكه مثل الشيخ محمد العريفي وغيره، ولكن الذي استطاع ان يبصره بذاته هو الطبيب وعالم الأبحاث فهد الخضيري. دخل معه من خلال عظمة خلق الإنسان ونقض عليه دليل الصدفة العمياء وخرافة تولد الحياة من المادة وشرح له فكرة النظام والقصد والغاية وهدم مبدأ العبثية... الخ. عاد الرجل الى الإيمان لكنه ثائر... على ماذا؟ على واقع المشايخ في بيئته. يقول: كثير من علمائنا ودعاتنا في واد والشباب الجديد والجيل القادم في واد آخر... انتقدهم حسب تصوره، انهم لا يعرفون الواقع ولا الأولويات ولا كيف يدعون... وشخصياتهم مبنية على مجرد الإنكار والتنفير، وضرب أمثلة محزنة في اليوم الثاني في مكتبي، قال لي ثامر الملحد السابق:


من تجربتي مع الالحاد خرجت بقاعدتين: الأولى ان الملحد قلق، والثانية بداية الالحاد قد تكون بذكاء، ولكن الاستمرار في الالحاد قمة الغباء. قلت له هذا عين ما يقوله الفيلسوف الانكليزي فرانسيس بيكون «ان جرعة ضئيلة من الفلسفة قد تميل بذهن الإنسان الى الإلحاد، غير ان التعمق في دراسة الفلسفة يلقي بالإنسان في أحضان اليقين»، ولذا فإن كبار الأذكياء يعودون بعد إلحادهم إلى الإيمان، فهذا عباس العقاد أعظم مثقف موسوعي في القرن الماضي بعد نقده للقرآن يعود يدافع عن الرسول والقرآن ويؤلف كتاب «الله في إثبات وجوده»، وهذا زكي نجيب محمود الذي يسمونه أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء، يعد فلسفته الوضعية المنطقية، يعود الى تراثه ويكتب تجربته، وهذا اسماعيل مظهر العالم الذي ترجم كتاب دارون (أصل الأنواع) والذي يعتمد عليه الملاحدة، رجع عن فكره وأخذ يؤلف دفاعاً عن الاسلام، والبروفيسور جفري لانغ الاميركي يلحد عشر سنوات الحاداً رياضياً ثم يصل الى الإيمان بل يعلن إسلامه ويؤلف «انطباعات أميركي اعتنق الإسلام»، وغيرهم كثير. أما قولك انهم قلقون فإن أشهر ملحد عربي هو اسماعيل أدهم صاحب كتاب «لماذا أنا ملحد»، نهايته انتحر غرقاً. أما أشهر ملحد غربي فهو فريدرنس نيتشه صاحب مقولة «موت الإله» أصابته نوبة خبل واصابته بالزهري ومات دون ان يسترد وعيه الفكري. يا ثامر لأنك باحث عن الحق وذكي رجعت إلى الله.

محمد العوضي



ملحد الرياض ... في ضيافة العريفي!




هل تجوز استضافة من يكفر بالله وكتبه ورسله، بل ينكر وجود الرب سبحانه وتعالى؟ هل أخطأ الدكتور الداعية محمد العريفي عندما استقبل الملحد ثامر في منزله وهش في وجهه وبش وسقاه ماءً زلالاً وشاياً منعنعاً!!.. مقالي السابق كان بعنوان
«سهرة مع ملحد سعودي». اتصل بي الملحد السابق بعد نشر المقال وذكر لي ردود الأفعال الهائلة التي تلقاها وبعث لي هذه الرسالة التي يرجوني نشرها إتماماً للفائدة. يقول في رسالته:


--------------------------------------------------------------------------------




اتصلت بالدكتور محمد العوضي في اليوم الذي يروي قصة لقائه بي ومقتطفات من حياتي فلم يذكر د. محمد في المقال الا نقطة من بحر ما قلته له في الليلتين وطلبت منه ان اكتب تعقيباً على المقال كوني (الملحد) سابقاً، والملحد الكافر حالياً في نظر البعض. نعم يا دكتور محمد - هذه هي الحقيقة وهذه هي الاغلال - كنت أنتظر بشائر خير وردوداً طيبة بعد المقال وإذ اتصلت بي احدى الأخوات تحكي لي ما دار بينها وبين أخيها بعد أن قرأ المقال فقد قال لها - وهو منفعل - حسبي الله عليه، عدو الله الملحد عاش سنين كافر فالله لا يساعده ويجعله في جهنم، هذا وأشكاله وبال على المجتمع نسأل الله أن يهلكه وأن يجعله عظة وعبرة وسأدعي عليه حتى في صلاتي - فقالت حرام عليك تدعي عليه - فقال الله لا يهديه ولا يرده للصواب... انتهت المكالمة - وهذا والله ما حدث. وفي يوم الخميس بعد لقائي بالدكتور محمد ذهبت أنا وصديقي نواف الوادي في زيارة لأحد الأصدقاء وكان عنده ضيف وأثناء الحوار تم طرح قضية (شرب الدخان) فقال الضيف شرب الدخان محرم. فقلت أتفق معك ولكن هناك رأياً فقهياً لعلماء الأزهر يقول بكراهيته فقال من يحلل حراماً فقد كفر!! وهؤلاء مخنثون! فقلت بصوت عال وصرخت في وجهه علماء الأزهر مخنثون!! رحماك يا ربي فتوقف النقاش نظراً لحدته.



وقمت بارسال رسالة للدكتور محمد العوضي نصها «لقد خرجت من بيت «تفكير» إسلامي عقلاني واع إلى مجلس «تكفير» اقصائي متشدد!! ان هذا الطرح وهذه العقليات هي ما جعلتني أشك في الدين وهي من اوصلني إلى طريق الالحاد هي من تسبب في خروجي عن الدين (7) سنوات وكرهوني في الإسلام هؤلاء هم من أوصلوني إلى كتب الالحاد هم من جعلوني ألجأ إلى الملحدين. عندما كتبت افكاري في الإنترنت والمنتديات أنكر الكثير كوني «سعودياً ملحداً» لماذا!!.. فوجدنا عتاة ومنظري الملاحدة يفتحون لنا قلوبهم وأوقاتهم ويحضنوننا بل ومستعدون لتقديم الخدمات الشخصية لنا. بعد ثلاث سنوات عشت فيها ملحداً وقبلها أربع سنوات شاكاً تائهاً قابلت الشيخ الحبيب محمد العريفي ذا الأخلاق العالية وقال أول ملحد أقابله في حياتي. لأن الملاحدة يخشون المشايخ. لم أخرج من منزله ناطقاً بالشهادتين ولكن يكفي أنه سمعني ولم يطلب مني الاستتابة وكتم أمري.



وبعد رحلة طويلة بالنسبة لعمري الصغير 21 «خريفاً» في ذلك الوقت توقفت فصول الربيع في حياتي حتى تعرفت على عالم الابحاث البروفيسور فهد الخضيري الذي انتشلني من براثن الالحاد ومن العيش في المجهول... فلولا الدكتور فهد الخضيري لكان ثامر - عبدالله قصيمي آخر - وفي كتابي سوف أشرح ما أقول. نحن الشباب نريد فقط من العلماء والدعاة والمفكرين ان يسمعوا أصواتنا. على العلماء ان يهتموا بالشباب والفتيات ويعلموا ان هناك «أولويات»... يا علماءنا، اني أحبكم فلا تكرهوني، اني مددت يدي لكم. فلا تحبطوني. يا علماءنا. الشباب فئة غالية في كل مجتمع. فلا تسترخصونا، ياعلماءنا. لكل مرحلة زمنية خطابها الثقافي ومشكلاتها الفكرية فاقتربوا من واقعكم وتعرفوا على ما يعصف بأفكارنا. وهذه كلمة موجزة للدكتور محمد العوضي. فمن دون أي مجاملة لم أر في حياتي رجلاً بهذا الفكر والعلم والوعي وروحك العالية. ومتأكد أني لن أرى مثلك يا دكتور. لأن محمد العوضي «واحد». فشكراً على وقتك الذي منحتني إياه وعلى ثقتك وعلى سعة بالك على اسئلتي التي قد تكون استفزازية وجريئة. لقد منحتني بسمة بعد كل سؤال وإشكال. جعلتني استرسل في الكلام بلا خوف أو تردد. انكم محظوظون أيها الكويتيين... أن بينكم محمد العوضي. وأني محظوظ أني.معاصرله. ثامر عبدالله



تعليق على رسالة ثامر:


أولاً :اتصلت به ورجوته بحذف الفقرة الأخيرة لأنها حرجة وغير واقعية وعاطفية، فقال لا أنا ارجوك لأن هدفي هو الدعاة الذين يقسون على العصاة ويغلقون الأبواب في وجوههم ويصدونهم عن سبيل الله. قلت انت حر ولكن الحمدلله لست ممن يستثمر المدح للنزول في الانتخابات.


وثانياً: لو وجد هذا الشاب من يفتح له أبواب الأمل ويتفهم شكوكه لما وصل إلى ما وصل اليه من احتقان لهذا جاء ثناؤه المبالغ جداً على كاتب هذه السطور كردة فعل ضد الآخرين، وما معاملة الدكتور العريفي الطيبة الا بداية ليتواصل من أخذ بيده إلى بر اليقين بعد جحيم الشك... ثامر ملحد الرياض السابق طلب مني أن أضع بريده الإلكتروني وبريدي أنا كي ارى ردود الفعل واستفيد من التعليقات. وهذا بريده تحت اسمه كما وضعته، أما أنا فليس من عادتي وضع بريدي لضيق الوقت ولكن من أجل طلبك وخدمة الموضوع فهذا بريدي

محمد العوضي

المصدر : موقع ركاز



وهذا الرابط: http://www.rekaaz.com/index.php?opti...1&limitstart=0


منقول

أبو المسيطر
09-04-2008, 03:05 AM
لله الحمد الذي هداه وأنجاه من السعير
والحمدلله أن هناك من الدعاة من في صدورهم سعة لأخوانهم المحتاجين لعلمهم بارك الله فيكم

لينة
09-04-2008, 04:16 PM
عليه الصلاة وافضل السلام
جزاك الله خير