المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يهود العصور الوسطي بين اضطهاد النصارى وتسامح المسلمين



سليم يوسف على
09-04-2008, 03:27 PM
يهود العصور الوسطي بين اضطهاد النصارى وتسامح المسلمين

(موسى بن ميمون : عبقرية يهودية في دار الإسلام)

أن ما سنعرضه على القارئ فيما يلي من السطور ليس بحثاً تاريخياً أكاديمياً ، وإنما هو تأمل وتدبر في جملة وقائع تاريخية تدور حول اضطهاد اليهود على يد نصارى أوربا في العصور الوسطي ومحاولة استخلاص العبرة من ذلك .
أن ما نريد تدبره في هذه الحوادث التاريخية هو أن العوامل الخارجية أو الداخلية، والتي يزعم أنها ولدت تلك المعاملة البالغة القسوة لليهود على يد نصارى أوروبا في القرون الوسطي ، لا تكفى وحدها لتبرير درجة وحشية تلك المعاملة واستمرارها رغم انطفاء حدتها أحياناً ، وإنما الأمر يبدو للمتدبر على أنه أصلاً تسليط الهي مقدر ، تصديقاً لقوله تعالى في القرآن الكريم(سورة الأعراف ،آية 167 ) متحدثاً عن اليهود ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ .... ) ويزداد هذا الأمر وضوحاً إذا انتبهنا إلى أن المسلمين، رغم بعض الحالات شبة الفردية هنا وهناك ، قد أحسنوا معاملة اليهود في نفس تلك العصور ، لأن الله سبحانه وتعالى لم يرد لأمة الإسلام أن تكون أداة خسف يسلطها على اليهود تنفيذاًً لوعيده لهم .
ولنقص باختصار قصة عذابات اليهود وهوانهم على يد نصارى أوروبا القرون الوسطي .
لقد كانت الحملة الصليبية الأولى نقطة تحول في حياة يهود أوروبا، فحتى ذلك الحين كانت هناك أعمال عنف محدودة وقليلة ضد جماعات اليهود . لقد كان منطق متعصبة الصليبين كما يلي : إذا كنا نحارب أعداء الرب، فلماذا لا نبدأ باستئصال أعدائه الذين يعيشون بيننا أي اليهود القاطنين في أوربا ؟ في عام 1096 ، قامت مجموعات من فرسان الصليبيين بذبح اليهود في مدن فرنسية وألمانية مدعين أنهم بذلك يثأرون من ' قتلة المسيح ' ، وقد عاونهم في فعلتهم الشنيعة هذه سكان تلك المدن مدفوعين بكراهية شديدة لليهود وبطمع في الاستيلاء على ممتلكاتهم .
في مدينة مينتز Mainz الألمانية ، قتل أكثر من ألف يهودي، وفضل بعضهم الأخر قتل أنفسهم وقتل أولادهم على أن يعمدوا غصباً أو أن يلاقوا موتاً بشعاً على يد الصليبيين؛ ويكتب أحد المعاصرين لتلك الأحداث الدامية قائلاً :
' لقد هبوا بروح قاسية ضد الشعب اليهودي المتناثر في تلك المدن وذبحوهم دون رحمة ،ولست أدري ما الذي دفعهم إلى ذلك :اهو حكم الرب أم خلل في العقل ؟ وكانوا يؤكدون أن ذلك كان ما يتوجب فعله لأعداء المسيحية ... عندما علم يهود مدينة مينتز بذبح إخوانهم في المدن الأخرى ، التجئوا إلى حمى الأسقف روثارد Rothard الذي أدخلهم إلى صالة منزله الواسعة جداً، ولكن الصليبين هاجموهم في تلك الصالة بالسهام والرماح , ثم كسروا الأبواب والمزاليج ، وقتلوا حوالي سبعمائة يهودي. لقد قتلوا النساء أيضاً ، وشقوا بسيوفهم أبدان الأطفال الناعمة دون اعتبار لجنس أو لعمر ' .
أن هذه الكراهية السامة والتي أطلقت عنانها الحملة الصليبية الأولى ، كانت مقدمة سلسلة مذابح أخرى راح ضحيتها اليهود في القرون الوسطي ،والتي كان بعضها نتيجة تحريض بعض رجال الكنيسة .
لقد نظر الملوك والسادة الإقطاعيين على اليهود على أنهم ممتلكات يجب استغلالها وفرض الضرائب الباهظة عليها . وفي بعض الفترات كان الملك يطرد اليهود برمتهم من جميع أراضى بلاده ليصادر أملاكهم .لقد طردوا من انجلترا عام 1290 ومن فرنسا عام 1306 .
أن الجماعة اليهودية التي كانت تقطن منذ قرون جنوب إيطاليا قد اختفت تماماً في الفترة ما بين عامي 1290 و 1293 بسبب عمليات الطرد والمذابح والإدخال القسري في المسيحية .
أما في ألمانيا ، فأن اضطرا بات وفتن كانت تنجم بين الحين والأخر أدت إلى تعذيب وقتل اليهود .
وعندما اكتسح الموت الأسود ( الطاعون ) أوربا عامي 1348 – 1349 ( والذي جاءت جرثومته إلى ميناء صقلية عام 1347 قادمة من مؤاني البحر الأسود ) ، اتهم اليهود بأنهم قد نشروا الوباء بتسميم مياه الآبار ، فاحرق آلا لاف منهم أحياءً في بازل وفرايبورج وستراسبورج ومينتز وغيرها من المدن الأوربية .
أن هناك عدة عوامل أوقدت نار الكراهية لليهود في العصور الوسطي. أن رفض اليهود لاعتناق المسيحية كان عملاً دنيئاً وشريراً في أعين نصارى القرون الوسطي والذين أخبرتهم الكنيسة أن كتاب العهد القديم قد تنبأ وبشر بقدوم يسوع المسيح ، كما أن جريمة قتل الإله كما تصورها الأناجيل ، كانت ملقاة في اعتقاد النصارى على عاتق كل الشعب اليهودي وإلى الأبد .
أن علماء اللاهوت النصارى كانوا على شبة إجماع بأن اليهود يجب أن يعيشوا خاضعين للمسيحيين ولهذا كثيراً ما تكرر مشهد يهودي بائس يحرق حياً في ميدان أحدى المدن بينما يصادر الأمير أملاكه . كما زاد من هذه الكراهية انتشار أسطورة مفادها أن اليهود عندما سفكوا دم المسيح ، صاروا متعطشين دوماً للدماء، وخاصة دماء أطفال النصارى لاستعمالها في أغراض تعبدية .
كما أن دور اليهود كمرابين أجج تلك العداوة ضدهم . من المعروف أن استعباد اليهود من التجارة الدولية ومن معظم المهن، وأحياناً حتى من امتلاك الأرض ، لم يبق لهم كوسيلة كسب رزق ألا الإقراض بالربا، وهذا النشاط والذي كان نظرياً محرماً على المسيحيين، أثار حقد الفلاحين ورجال الدين والا قطاعين والملوك الذين كانوا جميعاً يقترضون من اليهود .
أن موقف الكنيسة الرسمي تجاه اليهود كان وجوب حماية أرواحهم وممتلكاتهم ، ولكنها – أي الكنيسة – أرادت أيضاً أن يحيا اليهود بذل وهوان كعقاب على قتلهم الرب ( حسب زعم النصارى ) وإصرارهم على رفض المسيحية .
وهكذا فإن المجمع اللاتيرانى Lateran الرابع قد منع اليهود من تقلد المناصب الرسمية وأمرهم بإخلاء الشوارع أثناء الاحتفالات المسيحية، وأن يلبسوا شارةً تميزهم كعلامة على انحطاطهم .
أن الفن المسيحي والأدب والتعليم الديني رسم لليهودي صورة منحطة إلى درجة اعتباره متماهيا مع الشيطان والذي كان ذا وجود مفزع في عقول وأرواح نصارى القرون الوسطي، ولهذا كان طبيعياً أن يعتقد هؤلاء الآخرين أن اليهودي هو شر محض ولا يستحق أي رحمة. ونظراً لاعتبار اليهودي حليفاً شريراً للشيطان في مؤامرته ضد الرب وضد المسيحية ، فأن كراهية اليهود كانت تعبيراً عن فضيلة مسيحية.
أن صورة اليهودي الشائنة باعتباره مخلوقاً حقيراً والتي حفرت بعمق في عقول وقلوب المسيحيين ؛ هذه الصورة ظلت باقية في العقلية الأوربية إلى القرون الحديثة ، ففي عام مثلا1895 خطب عضو معادي للسامية من أعضاء مجلس النواب الألماني (الرايخشتاغ) فقال : ' أن أي يهودي لم يفعل شراً حتى الآن، سيفعله إذا توافرت له الظروف ، لأن صفاته العرقية تدفعه إلى ذلك. أن اليهود يعشون كطفيليات .. أن اليهود هم جراثيم الكوليرا ' .
وهذا الكلام كان يقال في أعظم عواصم أوروبا وأكثرها تنوراً حتى قبل وصول النازيين للحكم بحوالي ثلاثين عاماً .
ولكن وعلى الرغم من خطورة وضعهم ، فأن يهود القرون الوسطي حافظوا على دينهم ووسعوا أدبيات التوراة وطوروا أدباً عبرياً مزدهراً ، كما أن أعمال المترجمين والفلاسفة اليهود قد ساهمت في إثراء ثقافة العصور الوسطي المتأخرة .
ومن المجمع عليه أن أعظم عالم وفيلسوف يهودي ظهر في القرون الوسطي هو موسى بن ميمون ، والذي يعرف في الغرب باسمه الإغريقي Maimonides .ولكن هذا العالم لم يظهر في أوروبا النصرانية وإنما ظهر في قرطبة بأسبانيا والتي كانت حينذاك تحت حكم المسلمين .
وبتغير المكان دون الزمان، تتغير الصورة تماماً ويزاح عن اليهود كابوس الاضطهاد المسيحي وينعمون بما أتفق المؤرخون على تسميته ' العصر الذهبي لليهود '.
فلنلقي الآن نظره سريعة على اليهود الذين عاشوا في كنف الإسلام في نفس العصور، بعد أن رأينا هوانهم وذلهم في أوروبا المسيحية . نتيجة للفتوحات الإسلامية والتي استمرت حوالي قرن من الزمان بعد تأسيس الجماعة الإسلامية الأولى في المدينة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأن معظم الجماعات اليهودية والمسيحية القاطنة في غرب آسيا وشمال أفريقيا وأسبانيا دخلت تحت الحكم الإسلامي، وكان هذا تحسناً عظيماً في أحوال تلك الجماعات وخاصة اليهود، إذ أنهم لم يعودوا مجرد جماعة منبوذة تضطهدها الكنيسة الحاكمة ،وإنما صاروا جزءاً من رعية واسعة لها وضع خاص ، إذ أن الشريعة الإسلامية في معاملتها لأهل الكتاب لا تفرق بين اليهود وبين النصارى. وعموما فأن أحكام ذلك الوضع الخاص كانت إلى درجة كبيرة أرحم من العسف البيزنطي .
ولهذا فلم يكن مستغرباً أن اليهود في كل مكان ،وخاصة في فلسطين وسوريا وأسبانيا،ساعدوا فعلاً الفاتحين المسلمين واعتبروهم حلفاءً لهم . وابتدءاً من تلك اللحظة أصبح من المقرر تاريخياً أن ' وضع غير المسلمين تحت الحكم العربي الإسلامي كان أفضل كثيراً من وضع اليهود في أوروبا المسيحية خلال العصور الوسطي ' . ( أنظر كتاب S.D.Goitein اليهود والعرب – اتصالهم عبر العصور ، ص 84 ) .
يقول المؤرخ البريطاني بول جونسون في كتابه المشهور ' تاريخ لليهود ' (عندما غزا المسلمون أسبانيا عام 711 ساعدهم اليهود في ذلك ، غالباً بتشكيل حاميات عسكرية في المدن المفتوحة لتحمي الجيوش العربية المتقدمة . حدث هذا في قرطبة وغر ناطة وطليطلة واشبيلية . وفيما بعد أشار بعض الجغرافيين العرب إلى غر ناطة بأنها ' مدينة يهودية ' .أصبحت قرطبة عاصمة الخلافة الأموية ومقر الخلفاء الأمويين الذين عاملوا اليهود بتسامح وعطف عظيمين. وهكذا فأن اليهود في قرطبة كما في بغداد وفي القيروان لم يكونوا فقط صنعةً وتجاراً وإنما أيضا أطباءً . وأثناء حكم الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث
( 912-61 ) فان طبيبه الخاص اليهودي حسدايا بن شابروت أحضر إلى المدينة علماء دين وفلاسفة وشعراء وعلماء يهود وجعل منها مركز الثقافة اليهودية في العالم .. وهكذا تمتع يهود أسبانيا المسلمة بعيش راغد ووجود منتج لم يعرفه اليهود في أي مكان ألا في القرن التاسع عشر ' ( ص ، 177 – 178 ).
صحيح أن النصارى واليهود الذين كانوا يعيشون في أرض الإسلام لم يكن لهم جميع الحقوق التي للمسلم، ألا أنهم بوصفهم ' أهل كتاب ' كانوا يتمتعون بالحماية اللازمة ،وكانوا يتقلبون في معاشهم ويمارسون شعائر ديانتهم في مأمن من أي اضطهاد . لقد كان اليهود أكثر أماناً في بلاد الإسلام منهم في بلاد المسيحيين، إذ أن المسلمين، على خلاف نصارى القرون الوسطي ،لم ينظروا أبداً لليهود على أنهم شياطين أو حلفاء للشيطان يستحقون اللعنة كعقاب الهي .
لقد اضطهد اليهود في القرون الوسطي و أهينوا على يد المسيحيين لأسباب دينية في المحل الأول ، أما في القرن التاسع عشر فقد زادت الاعتبارات القومية العرقية من حدة ذلك التحيز الديني . أن المسيحي المعادي للسامية يعتقد أن اليهود إذا اعتنقوا المسيحية سوف يتخلصوا من اللعنة اللصيقة بدينهم ، أما المعادي للسامية العرقي فهو يستخدم لغة النظرية الداروينية الاجتماعية ويعتقد أن اليهود ينتمون إلى نوع مختلف من الجنس الإنساني، وأنهم ملطخون إلى الأبد بتكوينهم البيولوجي، وأن شرهم وضعتهم ناشئان من خصائصهم العرقية الموروثة والتي لا تزول حتى لو انسلخوا عن دينهم .
ونحن نتوقف قليلاً أمام هذه الكراهية العجيبة والتي لم تسلط على أي شعب أخر بمثل هذه الحدة والعنف. الا نرى في هذا تصديقا لقوله تعالى ' وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة '؟ ، وأي لفظة يمكنها أن تعبر عن السم الناقع الطافح في كلام المعاديين للسامية أقوى من لفظة ' البغضاء ' ؟ ولكن لنعد إلى موسى بن ميمون .
هو موسى بن ميمون بن يوسف بن إسحاق ، ولد في قرطبة بأسبانيا المسلمة عام 1135 م (529 هـ) ومات في القاهرة عام 1204 م (601 هـ) بعد أن أقام بها سبعة وثلاثين عاماً عمل خلالها طبيباً في البلاط الأيوبي ، كما كان رئيساً روحياً لليهود وقد دفن في طبرية بفلسطين. ( أنظر الأعلام للزر كلي ، مجلد 7 ) وقد كتب أهم كتبه وهو كتاب 'دلالة الحائرين ' بالعربية والحروف العبرية. وقد عزا بعض المؤرخين هجرته مع عائلته من الأندلس إلى مصر إلى اضطهاد الموحدين لليهود والنصارى .
وتقول الرواية المشهورة أن أبن ميمون هاجر إلى المغرب واستقر بفاس ثلاثة أعوام متظاهرا بالإسلام وممارساً لمهنة الطب التي اشتهر بها فيما بعد، ثم انتقل إلى القاهرة عام 561 هجري وعاد إلى دينه الأصل. كل هذا في عهد الدولة الأيوبية السنية في مصر . أي أن الرجل عندما غادر الأندلس هرباً من الاضطهاد الديني المزعوم لم يذهب إلى أوروبا المسيحية وإنما إلى بلدين عربيين مسلمين ، أعلن في أحدهما وهو مصر، ارتداده عن الإسلام وعودته إلى اليهودية، فلم يضطهد حينذاك مع توفر المبررات ،بل صار طبيباً خاصاً للسلطان صلاح الدين وعميداً للجالية اليهودية الهامة في مصر حتى لقب بالرئيس لمكانته العلمية والروحية . وأي كان دافع هجرته من الأندلس فأنه لم يهاجر إلى الشمال نحو أوروبا النصرانية وإنما هاجر نحو بلد مسلم أخر ( المغرب أولاً ثم مصر ) وجد فيه أمناً وسلاماً، أظهرا إمكانياته العلمية والدينية العظيمة بحيث أصبح أعظم يهود القرون الوسطي واحد كبار شراح الشريعة اليهودية طوال تاريخ اليهود .
ولنقف قليلاً لنتخيل أن هجرته كانت إلى أوروبا بدلاً من مصر ؛ مثلاً إلى إحدى المدن الألمانية أو الفرنسية، حيث لا يعدو اليهودي كونه شيطاناً أو حليفاً شريراً للشيطان . لو حدث هذا فماذا سيكون مصير ابن ميمون ؟لعله كان سيحرق حياً في ميدان قرية ألمانية صغيرة ويتقاسم سكانها متاعه البائس ، دون أن يكتب كتاباً واحداً أو يصبح طبيباً و زعيماً روحياً .
وطوال حياته في القاهرة كان موسى بن ميمون مبجلا من جانب اليهود وغيرهم،وكانت كتبه محل تقدير المسلمين، رغم أنه في بعض كتاباته العبرية كان عندما يذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، يذكره بلفظة ' الإسماعيلي ' ( ينسبه إلى إسماعيل عليه السلام على سبيل الهمز إذ أن اليهود يعتبرون سيدنا إسماعيل عليه السلام مجرد ابن جارية ) .
وهكذا ورغم الجحود والإنكار المتعصب، فإن صفحة الإسلام المشرقة في العصور الوسطي ستظل ساطعةً وحيةً ، وسيظل المؤرخون اليهود وغير اليهود يعترفون (بعضهم بمرارة وعلى مضض) بتسامح الإسلام وعظمة أهله ، وسيظل ظهور أبن ميمون كأعظم مفكر يهودي في العصور الوسطي ، أقول سيظل ظهوره في أرض الإسلام دون سواها، دليلاً ساطعاً حياً على عظمة هذا الدين واتساعه لجميع بني الإنسان ؛هذا الاتساع النابع من الحق الذي هو وحده يهب القوة والثقة بالذات المعينة على قبول الأخر.