المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاولة بسيطة لإنهاء الصراع بين المثالية والمادية



عصام المغربي
09-11-2008, 02:38 AM
باسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله خاتم النبيئين الصديقين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً

إخوتي الكرام
بعد دراسة بسيطة متواضعة ليست بالمعمقة في تاريخ الفلسفة، وجدت على أن أهم مدرستين وجدتا في تاريخ الفكر البشري، هما المدرسة المثالية والمدرسة المادية.
ببساطة بدأت المدرسة المثالية مع الفيلسوف اليوناني أفلاطون، والكل يعلم بالمدينة الفاضلة التي خطها أفلاطون في كتبه ولإنهاء الصراع الذي دار بينه وبين السوفسطائيين داخل ساحة الآغورا في أثينا. في حين نجد أن المدرسة المادية بدأت بوادرها مع تلميذه أرسطو وذلك من خلال كتبه العديدة في المنطق والرياضيات.
واحتدم الصراع بين المدرستين حول الوجود وعلاقته بالفكر.
السؤال الذي طرح وشكل كل هذا الصراع بين الماديين والمثاليين هو: من الذي يسبق، هل الوجود يسبق الفكر؟ أم الفكر يسبق الوجود؟
إن زملاءنا الماديين الملاحدة يعتقدون أن الوجود سابق على الفكر، وذلك ما يبرهنون عليه بأن الشيء يوجد في الواقع وبعد ذلك يتبادر إلى فكر الإنسان، وهذا دليل يحترم لكن يبقى ناقصاً وسأثبت فيما بعد كيف ذلك.
أما الزملاء المثاليين الذين يرفضون الفكر المادي، فينطلقون من أن الفكر سابق على الوجود، ودليلهم هنا هو أن الشيء يتبادر إلى ذهن صانعه قبل أن يوجد في الواقع، وهذا أيضا دليل يحترم لكن يبقى ناقصاً هو الآخر، وسأثبت فيما بعد كيف ذلك.

الصراع أخذ شكلاً إيديولوجيا وحاداً مع الفيلسوف الألماني "جورج هيجل" وما كتيه في كتاب :"فينومينولوجية الروح" أو ما ترجم بـ"ظاهراتية الفكر" حيث اعتبره من جاء من بعده مثاليا إلى حد لا يوصف، بل وجاء على لسان من تأثر بفلسفته بشكل كبير الفيلسوف الشهير "كارل ماركس" بأن الخطأ الذي جعل هيجل لا يوصل فكره لكافة الشعب هو أن جدله كان مثاليا، وأتى ماركس بمقولته الشهيرة التي أرى فيها نوعاً من التكبر: "كان الجدل يمشي مع هيجل على رأسه وجعلته يمشي على قدميه" أي بعدما أن ربط ماركس مادية "فيورابخ" الفيلسوف الألماني بجدل "هيجل"، وجاءنا بخرافة تسمى المادية الجدلية....
نعود للفكرة الرئيسية في عرضنا البسيط هذا حول السؤال المطروح من السابق الفكر أم الوجود؟
إن الخطأ الذي يقع فيه كل من الماديين والمثاليين هو النظرة الأحادية الجانب للمسألة، المادييون ينظرون من الخارج والمثاليون من الداخل، كيف ذلك؟ إن الزملاء المادييين الذين من صلبهم جاءنا الفكر الإلحادي، ينطلقون بعقل قاصر لفهم المسألة حيث يعتبرون أن ذواتهم هي مركز الكون وهذا هو قمة التكبر بل أكثر من هذا أن هذه الفكرة هي التي تجعلهم كل يغني على ليلاه، ليسوا متحدين في الرؤى ولا في المناهج. ببساطة أيها المادي عندما أفكر أنا في أن أصنع شيئا بسيطاً فلابد أن يتبادر هذا الشيء البسيط إلى ذهني البسيط، قبل أن يخرج لهذا الواقع المعقد، أليس كذلك؟ إذا هل يمكننا أن نعتبر أن فكرة الوجود سابق عن الفكر فكرة خاظئة وحان الوقت لتغييرها؟
أما الإخوة المثاليين، فالخطأ الذي يقعون فيه هو أنهم ينطلقون من ذات الصانع ولا ينتبهون للذات المدركة بعين الاعتبار.
أي على كل من الماديين والمثاليين أن ينظرو للمسألة من جهة نظر الصانع ومن جهة نظر الذات المدركة للشيء المصنوع.
وهنا سنخلص إلى أن الوجود سابق عن الفكر، والفكر سابق عن الوجود في آن واحد.
إذا خلصنا بهذه الفكرة سنؤمن بأن هناك صانعاً لهذا الكون الذي ستذركه حواسنا فيما بعد، ونؤمن بالله سبحانه وتعالى بشكل علمي فلسفي دقيق.
أعتذر عن الإطالة ووفقنا الله لكل ما فيه خير للبشرية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.