قطائف

[السعيد شويل]

بسم الله الرحمن الرحيم


*********************

( قطائف متنوعة )

*********************

الجهل واليقين :

************

من أهم ما يجب على أهل دين الله كشفه .. وأولى ما يلزم بحثه :

ما كان لأصل دينهم قواما .. ولقاعدة توحيدهم عمادا ونظاما .. وعلى صدق نبيهم صلى الله عليه وسلم

برهانا

*****

واعلم :

أن الصدر الأول فى الإسلام لم يكن فيهم إلا نجم زاهر أو بحر زاخر

*****
وأن غالب من كان يطعن فيه عند ظهورأول أمره :

قد استبان له رشده .. وأبصر له قصده .. فتاب وأناب ..

*****
أما نحن فى هذا الزمان : فالجهل فينا هو الأغلب ... والملحدون فيه عن الرشد أبعد

*****

فالناس قد اختلفت أحوالهم :

**
ما بين جاهل وجاحد .. وما بين كافر نعمة وحاسد

وما بين مرتاب فى طريق الإستدلالات ... وحائد النظر فى الدلالات ...

وما بين ناقص فى باب البحث ... ومختل الآلة فى وجه الفحص

وما بين ذاهب عن الحق ذاهل عن الرشد

وما بين من هو مصدود عن نصرته .. و بين ماهو مكدود فى صنعته

****

كل هذا :

أدى إلى خوض الملحدين فى أصول الدين

كما أدى إلى تشكيك أهل الضعف فى كل يقين

****
فالجهل ممدود الرواق .. شديد النفاق .. مستول على الآفاق ..

بل وأصبح العلم إلى عفاء .. وعلى خفاء ..

*****

فالدين قد أسلمه أهله .. حتى صارعرضة لمن شاء ..

فقل أنصاره .. واشتغل عنه أعوانه ..

*****

فاحمد الله على مارزقك فيه من الفهم .. وقل رب زدنى علما

*****

وإن ارتبت فى اليقين .. فازدد فى تعلم الصنعة وتقدم فى المعرفة

لتقف على الطريق الأرشد وتصل على الوجه الأحمد

فإنك إن فعلت ذلك أحطت علما .. وتيقنت فهما

*****

فالحمد لله الذى أنعم على عباده بما هداهم إليه من الإيمان .. وبما تمم لهم إحسانه بما أنزل لهم من

القرآن .. وبما أقام لهم فيه من جلى البرهان


*******************************

كتاب الله :

**********

لسان عربى مبين .. حير الألباب .. أدهش العقول .. ألسن أصحاب الكلام .. وأمراء البيان .. أبهر

فصحاء العرب : فكانوا أمامه حيارى مبهوتين

****
من مناهله تغترف .. ومن أنواره تقتبس .. ومن فيضه تستمد وتمد

****
من عرفوا الحق اتبعوه فأشربت قلوبهم معانيه .. وعلقت ألسنتهم وحواسهم بأساليبه ومبانيه

****
سور محكمات .. وآيات مفصلات :

يتقلبون فى رياضها .. يتنقلون بين أفيائها وظلالها .. يأخذون من المعانى أبلغها وأجزلها .. ومن

المبانى أمتنها وأكملها .. بما تقتضيه حكمة التنزيل الإلهية وشرف البلاغة القرآنية

****
يرتفع بالإنسانية إلى أسمى الدرجات .. ويسمو بالعقول إلى أبعد الغايات ... ويطهر النفوس من أدران

الأوهام ... ويطلقها من أسر الجهل والتقليد

****
فهو كمال وجلال .. أنزله ذو الجلال

رشادا للضالين ..ومنارا للحائرين .. وشفاء ورحمة للمؤمنين

*********************
أقوال فى النبوة :

**************
قال الملك سيف بن ذى يزن ملك الحبشة لعبد المطلب بن هاشم وهو فى رهط

من قريش :

إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة كانت له الإمامة ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة وهذا حينه الذى

يولد فيه يموت أبوه وأمه ويكفله جده وعمه

**
الله باعثه جهارا وجاعل له منا أنصارا يعز بهم أولياءه ويذل بهم أعداءه

يعبد الرحمن ويدحض الشيطان ويخمد النيران ويكسر الأوثان

قوله فصل وحكمه عدل يأمر بالمعروف ويفعله وينهى عن المنكر ويبطله

**
صلى الله عليه وسلم


***************************

شهر رمضان :

**************

تفتح فيه أبواب الجنان .. وتغلق فيه أبواب النيران .. ويصفد فيه كل مارد

وشيطان

فأعدوا له العدة .. واسألوا الله التوفيق حتى تكملوا العدة ..

والحذر من التفريط والإهمال والتكاسل عن صالح الأعمال

واهجروا المنام وقوموا فى جنح الظلام .. واستغفروا الله فى الأسحار .. وداوموا على التسبيح

والأذكار

*****
فهمة الصالحين فيه :

القيام والصيام .. والكف عن فضول الكلام .. والسلامة من جميع الآثام ..

والإشتغال بذكر الله الملك العلام

*****
وهمة الغافلين :

التلذذ بألوان الطعام .. وتضييع أوقاته باللهو والغفلة والمنام

*****

كتب الله علينا صيامه وأوجب علينا تعظيمه وأجزل الله فيه ثوابه

*****

فهو غنيمة للصادقين : فى مضاعفة الأعمال .. وفى حط الأوزار الثقال .. وفى إجابة الله للدعاء

والسؤال

*********************

تأملات :
*****

الشمس تميل نحو الغروب فتسير وتجنح إلى المغييب

لقد رقت أشعتها بعد قسوة .. وبردت حرارتها بعد اللهيب

****

لقد لانت ورقت وبردت ..وهى ..هى ..قرصها هو هو .. منظرها هوهو

****
تبدأ حنونة تنشر النور والضياء .. وتزداد حرارة ويشتد حرها ويلتهب سعيرها .. ثم تبرد وتبرد ..حتى

تكون هالة دامية كأنها بصمة من دماء على صفحة الأفق فى السماء

****
أثر ضعيف من نورها .. يكافح من أجل البقاء

سرعان ما ينهزم فلولها وتتلاشى وتغيب

****

قرصها يحث الخطى مسرعا .. يمهد للظلام والليل .. يمهد للبدر والنجوم

****
يزحف الظلام بقوة وعزم .. يمحو آية النهار المتشبث بالبقاء

سرعان ما يولى النهار ويرقد كالوحش المتعب وينام

****
يأتى الليل بحلكته ليسدل ستائره ويلف الكون بظلمته

تهشه نجمة تلمع حتى تتكاثرعليه النجوم ببصيص ضوئها الرقيق فى هذه الصفحة المظلمة لتكون هديا

وهداية

****

يتلألأ القمر بسناه .. ليلة بعد ليلة .. فيعلو ويزدهى .. ويمتلىء زهوا .. وينفض أضواءه جمالا : يملأ

النفوس رضا ولذة .. يترجمه الشعراء شعرا .. والعاشقون وجدا ونشوة.. والعابدون والقانتون صلاة

ودعاء

****

رياح تعصف وتعصف .. وتدوى وتقصف .. ثم تلهث وتصمت .. ثم ترقد فى سبات عميق

****

برق ورعد .. مطر وسحاب .. أقوات ونبات

****

زرع يخرج شطأه فى حذر وضعف .. ثم يقوى ويقوى عوده ويتصلب ساقه .. ثم يصفر وييبس .. ثم يفنى

بالحصاد

****

أمواج متلا طمة .. ظلمة موحشة .. وعراك مع الرياح العاصفة

****

حياة تهبط من البطون ثم تغيب فى القبور

****

ألم وراحة .. هناء وشقاء .. ابتسام ودموع

****

حياة مفعمة بالفرح والسرور .. وحياة مملوءة بالأهازيج وتفتح الزهور ..

****

حياة صامتة أوراقها ذابلة .. أشجارها مصفرة ..

غام سماؤها . كسف شمسها . احتجب بدرها .. نومها لماما متقطعا ..يقظتها مفاجئة .. سهادها

موحش .. راحتها قلق .. رقادها أرق .. أمنها خوف .. ضياؤها ظلام

****

أشباح وذكريات .. سكون يدوى كطنين الحشرات

****

أين المنعة .. أين العظمة .. أين المجد .. أين المال .. أين الحياة .. أين الناس

**

كل إلى فناء

***

اللهم من أحسن فبفضلك يفوز .. ومن أساء فبخطيئته يهلك

فلا المحسن استغنى عن معونتك ... ولا المسىء استبد بأمر خرج عن قدرتك

***

فسبحانك أنت الخالق العظيم .. سبحانك أنت رب العرش الكريم


**********************************

مأثورات :

**********

الناس ثلاثة :

رجل شغله معاده عن معاشه .. فهذه درجة الفائزين

رجل شغله معاشه لمعاده .. فتلك حالة

الناجين رجل شغله معاشه عن معاده .. فهذه صفة الهالكين

*****

( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَاد )


تلك هى زينة الله فى الحياة الدنيا


وزينة الله فى الحياة .. لم يحرمها الله .. بل أباحها ... ولكن بحقها

يقول الله جل علاه


( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )


ويقول سبحانه وتعالى


( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا )


*****

من كانت الآخرة همه : جعل الله غناه فى قلبه .. وأتته الدنيا وهى راغمة

*****

ما يلحق المؤمن من عمله بعد موته : إلا علما علمه ونشره .. أو ولدا صالحا تركه .. أو مسجدا بناه ..

أو نهرا أجراه ..

************************************************** ********************

من الأشعار :

********

أنا مشغول بذنبى عن ذنوب العالمينا

وخطايا أثقلتنى تركت قلبى حزينا

صرت فى الأرض وحيدا فى جوار الهالكينا

بعد ما كنت جليلا فى عيون الناظرينا

صرت فى ظلمة قبرى ثاويا فيه رهينا

وتركت المال والأهل والبنينا

ولقد عمرت أياما وشهورا وسنينا

فى نعيم وسرور فوق وصف الواصفينا

فيا أيها العبد لله بادر لثواب الصالحينا

فالذى صح وعلمناه يقينا

أن الموت يأتى علينا فيفنينا

ولا حى يبقى سوى رب العالمينا

*****

أخلف أخاك إذا غاب عنك .. بمثل ما تحب أن يخلفك به إذا غبت عنه

*****

الأسفار :

منها ما هو فرض : وهو ما هرب به المرء من معصية

ومنها ما هو فضل : وهو ما طلب به طاعة

ومنها ما هو مباح : وهو ما ضرب به فى الأرض من تجارة

ومنها ما هو معصية : وهو ما كان سعى المرء فيها إلى فساد


فمن كان قلبه يسكن إلى ما فيه صلاح دينه وعمارة آخرته ومحبة ربه

فهذا هو سكون القلب

ومن كان قلبه يسكن إلى ما فيه الهوى والحظوظ واللهو فهذا هو سكون النفس


فعلى المسافر أن يفرق بين سكون القلب وسكون النفس


فيقبل على ما يسكن إليه قلبه .. ويترك ماتسكن إليه نفسه


فشتان ما بين عمل تذهب لذته .. وتبقى تبعته .. وبين عمل تذهب مؤنته ..

ويبقى أجره وثوابه

****

من الإخلاص أن لا تحب أن يحمدك الناس على عبادة الله

*****

ومن الخيرأن تفقه فى العبادة .. وإذا قرأت فلتتدبر فى القراءة

فالكتاب :

والج الأبواب .. جرىء على الحجاب .. مفهم لا يفهم .. ناطق لا يتكلم

****

تجد الكتب على النقد كما .. تجد الإخوان صدقا وكذابا


فتخيرها كما تختاره .. وادخر فى الصحب والكتب اللبابا


صالح الإخوان يبغيك التقى .. ورشيد الكتب يبغيك الصوابا

****

الفطر المريضة : يبهرها التزيين والتضليل

والعقول الضعيفة : يستهويها الإغواء

فلا ينفع معهما طب أو دواء


ماالذى ينفع الدواء إذا

لم يك فى الجسم ما يعين الدواء


*****************************
*****************************************
سعيد شويل