المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفسير العقابي للكوارث



بلال
10-02-2004, 02:43 AM
شبهة حول الكوارث فى الارض
///////////////////////////
كلما ضربت كارثة طبيعية مجتمع من المجتمعات الإسلامية سارع الفقهاء الى تقديم ذات التفسير لهذه الكارثة ، فالزلازل والكوارث الطبيعية هي عقاب من الله ينزله على العصاة والمرقة الذين تمردوا على طاعة الله ، وسنة الله ماضية في ذلك منذ أقدم العصور، فهكذا عذب الله قوم نوح ولوط وغيرهم ممن كفر بالله ، وكذلك يفعل الله اليوم مع العصاة ليكون هذا درسا لمن يعصي الله

في اعتقادي ان تفسير الكوارث والنكبات الطبيعية على أنها عقاب من الله هو تفسير خاطئ يتعارض مع منطق العقل والنقل ايضا ..

1- ترى .. هل من العدل ان يعاقب الله الصالح مع الطالح ؟؟ اذا كان العاصي يموت في تلك الكوارث عقابا له على ما جنت يداه فما ذنب الصالح الطائع الذي قد يذهب هو ايضا ضحية هذه الكوارث ؟؟ بل ما ذنب الأطفال الذين يحصدهم هذا العقاب الطائش الظالم ؟؟ أوليس من مبادئ القرآن ذاته مبدأ فردية العقاب ( ولا تزر وازرة وزر اخرى ) ؟؟ وحتى اذا سلمنا هنا بصحة المنطق الغريب الذي يحاجج به الفقهاء لدحض هذا الاشكال العقلي بقولهم ان الله يبعث الناس يوم القيامة على نياتهم !! فيحق لنا أن نسأل هنا : ولكن ماذا عن آلاف الجرحى والمشوهين والمشردين الذين فقدوا بيوتهم وأهلهم وأموالهم ؟؟ بماذا نعلل المأساة الواقعة بهم ( وفيهم بلا شك الكثير من الصالحين ) سيما وأن لغة الأرقام تؤكد دائما أن هؤلاء هم الضحايا الحقيقيين للكوارث من حيث النسبة العددية ؟؟
////////////////////////////

الجزء 1 من 5

أبو مريم
10-02-2004, 03:19 AM
هناك ردود لا حصر لها على تلك الشبهة سأذكر ردا واحدا للمتكلمين وأدع المجال لإخوانى الكرام لنرى همتهم فى رد الشبهات .
قال المتكلمون : الله تعالى يستحيل عليه أن يتصف بالظلم ليس فقط لأن الظلم لا يليق بالكمال الإلهى وأنه صفة نقص - بل لأن الله تعالى يتصرف فى خالص ملكه فلا يكون فعله ظلما على أية حال .

ابن القيم
10-02-2004, 05:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

في اعتقادي ان تفسير الكوارث والنكبات الطبيعية على أنها عقاب من الله هو تفسير خاطئ يتعارض مع منطق العقل والنقل ايضا ..
هذا هو سبب نكبة الملحدين .. حكمهم على كل شئ بعقولهم القاصرة .. ويا ليتهم استطاعوا استيعاب كل ما فى الدنيا من موجودات .. حتى يحاكموا بعقولهم الله وأفعاله .

فهل استطاع الطفل الصغير أن يفهم حكمة والديه لما يعاقبانه على خطأ .. فلعله يعتقد انه قد وقع عليه ظلم شديد بعقابهما له .. وفى الحقيقة ما تم هو انسب ما يكون له .. ولكن لقصر عقله ومحدوديته لم يفهم الحكمة من العقاب .

فكذلك نحن فلا يجوز القول أن كل حديث يخالف مقتضى العقول والحس يُقطع بتخطئة قائله او نقول بتضارب أحداثه .. قال الله تعالى "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" .. وهذا ما قام به صاحب المقال .. وهنا ملحوظة : لا داعى لذكر مسألة إيمان هذا الملحد بالله من عدمه فما يقوله هو دعوة لمن يقرأ مقاله وهذا يشمل الملحد والمؤمن .. فواجبنا الرد على المقال بدون القول بوجوب إيمانه بالله وبحكمته أولاً ثم بعد ذلك نناقشه .. "لا" .. بل سنرد مرة واحدة إن شاء الله .

نعود لموضوعنا .. ما هو غير معقول بالنسبة لصاحب المقال ليس بمستحيل فهل كان من المعقول أن يتصور الإنسان منذ آلف عام انه سيوجد من يستطيع الطيران أو من كان يسافر فى شهور يذهب ألان فى ساعات ؟! كل هذا لم يكن معقولاً ولكنه ليس بمستحيل .

وإذا كنا نقر لأهل التخصص في تخصصهم وهم من البشر دون أن نناقشهم في ذلك كالأطباء والمهندسين وغيرهم .. وذلك لأن مستوانا التعليمي لا يسمح لنا بفهم كل ما يذكرونه .. افلا نقر للعليم الذى لا يغيب عن علمه شىء بأن ما يتصرف به في شؤون خلقه ونحن لا نفهمه أنه هو الحكمة والصواب ولاشك من باب أولى وأحرى ؟!

فبعد هذه الأمثلة لنا أن نتسائل إن كان هذا حال البشر مع بعضهم البعض وانه ليس كل ما لا يعقل يعتبر مستحيل فكيف تريدنا ان نحاكم أفعال الله بعقلنا ؟! فان كانت هذه هى دعوة الملحد لنا فقد فشل فيها ومن الواجب أن يبحث له عن مبرر جديد حتى يثنينا عن معتقدنا .. وهذا الجزء رداً على تحكيم العقل فى كل الأمور .

ترى .. هل من العدل ان يعاقب الله الصالح مع الطالح ؟؟ اذا كان العاصي يموت في تلك الكوارث عقابا له على ما جنت يداه فما ذنب الصالح الطائع الذي قد يذهب هو ايضا ضحية هذه الكوارث ؟؟ بل ما ذنب الأطفال الذين يحصدهم هذا العقاب الطائش الظالم ؟؟ أوليس من مبادئ القرآن ذاته مبدأ فردية العقاب ( ولا تزر وازرة وزر اخرى ) ؟؟ وحتى اذا سلمنا هنا بصحة المنطق الغريب الذي يحاجج به الفقهاء لدحض هذا الاشكال العقلي بقولهم ان الله يبعث الناس يوم القيامة على نياتهم !! فيحق لنا أن نسأل هنا : ولكن ماذا عن آلاف الجرحى والمشوهين والمشردين الذين فقدوا بيوتهم وأهلهم وأموالهم ؟؟ بماذا نعلل المأساة الواقعة بهم ( وفيهم بلا شك الكثير من الصالحين ) سيما وأن لغة الأرقام تؤكد دائما أن هؤلاء هم الضحايا الحقيقيين للكوارث من حيث النسبة العددية ؟؟

أعجبنى جدا مدى قلق الزميل على الناس أجمعين .. وكأنه لو ملك زمام الأمور لجعل من العالم جنة خضراء للعالمين .. ويالا دعاوى الملحدين .

نحن كمسلمين لا تنتهى حياتنا بوفاتنا بل نحن نؤمن أن وراء الموت جنة ونار .. هي التي فيها الحياة الحقيقية .. فأهل الخير يجدون جزاء ما عملوه من الخير في الدنيا بانتظارهم عند الله وأهل الشر كذلك .. فلا يمكن أن يستوي الطيب والخبيث .. وهكذا فمن ابتلي وصبر لا يمكن أن يضيع هذا الصبر عند الله .. بل ربما يتمنى الذي لم يصب في الدنيا بمثل مصيبته أن يكون قد أصيب بمثل مصابه لما يرى له من المكانة العظيمة .

على العموم نقول نحن كمسلمين نؤمن بحكمة الله المطلقة ويجب أن يعلم أن الله يتميز عن خلقه من جميع الوجوه فليس هناك مجال للمشابهة والمقارنة بينه وبين خلقه ولذا يقول الله تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
وإذا كان المالك للشىء فى الدنيا يتصرف فيه كيف شاء دون أن يحاسبه الخلق على ذلك لأن هذا الشيء هو ملكه .. فإن الله الخالق الذى ليس كمثله شىء له أن يتصرف في ملكه كيف يشاء .. ونوقن نحن المسلمين أن ربنا الذي خلقنا له الحكمة البالغة التي لا يمكن أن يتطرق إليها أدنى نقص بأي وجه من الوجوه .. بل وكل مؤمن بوجود الرب وقد رضي به ربا يلزمه أن يؤمن بذلك وإلا فهو يؤمن برب ناقص ومعلوم عند من له أدنى عقل وإيمان أن الرب لا يمكن أن يكون ربا حتى يكون كاملا من كل وجه بعيدا عن أي نقص .. وإلا فهو ليس برب على الحقيقة .. ونحن بدورنا ولأننا خلق من خلق الله لا يمكن أن نصل إلى إدراك شئ يسير من حكمته إلا بعد تعليمه لنا فما علّمناه من حِكم أفعاله فهمناه و صدقناه .. وما كتمه عنا مما اختص بعلمه آمنا به وعلمنا أنه لا يفعل شيئا إلا لحكمة عظيمة .. لأنه هو الحكيم العليم .. ولا يمكن بحال أن يتطرق إلى قلوبنا احتمال أن نحاسبه على ما يفعل في ملكه وخلقه وإلا فقد تعدينا على مقام الربوبية وتعدينا طورنا وزعمنا أن بإمكاننا أن نعلم ما يعلمه سبحانه .. وهذا لا يمكن أن يقوله إلا ملحد لا يؤمن بوجود رب أصلا .. نعوذ بالله من الخذلان .
إننا نحن البشر نعد من الحكمة أحيانا أن نفعل بعض الأمور المكروهة لنا لما فيها من الفائدة ولو لم نفعلها لأصبحنا متهمين بنقص الحكمة والعقل .. فمثلا المريض الذي يخاف على نفسه الهلاك ويعلم أن شفاءه بإذن الله إذا شرب هذا الدواء .. فإن الحكمة هي أن يشرب ذلك الدواء ولو كان مُراً .. ولو لم يشربه لعد تقصيرا منه ونقصا في عقله .. وهكذا في أمور كثيرة في حياتنا نفعلها ونحن لها كارهون لما يترتب عليها من المصالح .
ولله عز وجل المثل الأعلى وليس هناك مجال لقياسه على خلقه .. فهو يفعل سبحانه في ملكه بعض ما يبغضه لما يترتب على ذلك من الحكم العظيمة .. التي نعجز عن إدراكها أو كثير منها وقد تتضح لنا بعض الحكم اليسيرة .. وذلك من رحمة الله بعباده المؤمنين أن يريهم بعض حكمه في الدنيا لتطمئن قلوبهم .

وتنقسم النواكب إلى نوعين :
فمنها ما يقع على الصالح ومنها ما يقع على الكافر .

فما يقع على الصالح هو امتحان من الله له ليرفع من منزلته ويحط عنه من سيئاته وهو كله خير .
والأدلة على هذا كثيرة في الكتاب والسنة فمنها :

قوله سبحانه ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) البقرة .
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " رواه مسلم

قال ابن تيمية رحمه الله : "قد يـقـترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه ، فيكون محموداً من تـلـك الجهة لا من جهة الحزن ، كالحزين على مصيبة في دينه ، وعلى مصائب المسلمين عموماً ، فهذا يثاب على ما في قلبه ، من حب الخير وبغض الشر ، وتوابع ذلك ، ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى تـرك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة ، نهي عنه ، وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه"

وبهذا يتبين لك أن المصائب التي تجري على الأبرياء في نظرنا بل وعلى جميع الناس ليس بالضرورة أن تكون عقوبة .. بل قد تكون رحمة من الله لكن لأن عقولنا قاصرة فإننا في كثير من الأحيان نعجز عن فهم حكمة الله في ذلك .. فإما أن نكون مؤمنين بأن الله أعدل منا وأحكم وأعلم وأرحم بخلقه فنسلّم له ونرضى ونحن مقرين بعجزنا لمعرفتنا بحقيقة أنفسنا .. وإما أن نتبجح بعقولنا القاصرة ونغتر بأنفسنا الضعيفة ونأبى إلا محاسبة الله والاعتراض عليه .. وهذا لا يمكن أن يخطر بقلب أي مؤمن بوجود رب خالق مالك حكيم كامل من كل وجه .. ولو فعلنا فقد عرضنا أنفسنا لغضب الله ومقته، ولن يضر الله شيئا .

وقد نبه الله على ذلك بقوله سبحانه: ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) الأنبياء
كما أن من ضعف الإنسان وقصر نظره أن يقتصر على رؤية المصائب ولا يتفطن لما فيها من الفوائد .. ولا ينظر في بقية النعم الأخرى له وفيما حوله .. فنِعم الله على بني البشر لا تقارن بمقدار ما يصيبهم به من المصائب .. ولو كان هناك إنسانٌ كثير الإحسان ولكنه لا يحسن أحياناً فإن نسيان إحسانه يعد من الجحود والنكران .. فكيف بالله سبحانه وله المثل الأعلى ؟! فكل تصرفاته في الكون هي خير ولا يمكن أن تكون شراً من جميع الوجوه .

وأيضاً فإن الأنبياء والرسل هم أحب الخلق إلى الله ومع ذلك فهم أشد الناس بلاء وأكثرهم مصائب ، فلماذا ؟ ليس عقوبة لهم ولا لهوانهم على ربهم .. ولكن لأن الله يحبهم فقد ادخر لهم كامل الأجر ليستوفوه في الجنة و كتب عليهم هذه المصائب ليزيدهم رفعة ودرجة .. فهو سبحانه يفعل ما شاء كيف شاء متى شاء لا معقب لحكمه ولا راد لأمره وهو الحكيم العليم .

وما يقع على الكافر هو تنبيه وتحذير له لعله ينتبه لما هو فيه من غفلة وسهو .. وعقاباً لمن جاءته النذر ولكنه لم يستفد منها ولم يغير من سلوكه .. واستمر على ذنوبه قال تعالى : "فأهلكناهم بذنوبهم" .
قال تعالى : "ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين"

فافهم هذا يا من تتمنى أن تفهم حكمة الله .. قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ( الأنعام .
قال السعدي رحمه الله : لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك من الأمم السالفين والقرون المتقدمين فكذبوا رسلنا وجحدوا بآياتنا . فأخذناهم بالبأساء والضراء أي بالفقر والمرض والآفات والمصائب رحمة منا بهم . لعلهم يتضرعون إلينا ويلجأون عند الشدة إلينا .
وقال تعالى : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الروم .
أي استعلن الفساد في البر والبحر ، أي فساد معايشهم ونقصانها وحلول الآفات بها .
وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك . وذلك بسبب ما قدمت أيديهم .. من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها .
هذه المذكورة ( ليذيقهم بعض الذي عملوا ) أي ليعلموا أنه المجازي على الأعمال فعجل لهم نموذجاً من جزاء أعمالهم في الدنيا ( لعلهم يرجعون ) عن أعمالهم التي أثرت لهم من الفساد ما أثرت فتصلح أحوالهم ويستقيم أمرهم .. فسبحان من أنعم ببلائه وتفضل بعقوبته .. وإلا فلو أذاقهم جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة .

فمختصر هذا الموضوع انك لو أمنت بوجود اله حكيم قدير فعال لما يريد لما سألت هذه الأسئلة وما كان لك أن تسأل لانك تعرف أن هذا الرب العادل سيجزيك فى الآخرة بخير من الدنيا وما فيها .

والله أعلى واعلم

بلال
10-02-2004, 05:40 PM
أين باقى ردود الاخوة :confused: نريد بعض الهمة فمقالات الملحدين كثييييييييييييييييييييييير ;)

بارك الله لكم فى وقتكم وعلمكم

مراقب 1
10-02-2004, 05:55 PM
باذن الله سنبدأ سلسلة الرد على مقالات الملحدين ، وهذا الموضوع سيكون الاول باذن الرحمن .

والله المستعان

أبو مريم
10-03-2004, 02:26 AM
أود أن اوضح أمرا مهما لإخوانى الكرام وهو أن هذه الشبهة على هذا النحو الذى أورده الأخ بلال ليست خاصة بالملاحدة بالمعنى الاصطلاحى الذى نقصده بل هى شبهة الجهمية والمعطلة ولا داعى لذكر أقوالهم هنا بالتفصيل لكنها بنفس ذلك المعنى : إثبات لوجود الخالق ونفى لصفة الرحمة لكن بعض الملاحدة قد استغلها للتشكيك فى وجود الخالق تعالى لكون الخالق لو وجد لكان ينبغى أن يكون عادلا ورحيما وكذلك للطعن فى القرآن الكريم وقد ناظرت بعضهم حول هذا الموضوع وتعمقت معهم فى النقاش إلى أبعد الحدود فلم أجد عندهم إلا الجهل والإصرار على الكفر ولجأ أحدهم إلى تحدى الله تعالى فقررت ترك المناقشة لكن لو جاء أحدهم يناقشنا هنا فلا مانع وأتحداه أن يصمد ليس أمامى فقط بل أمام أى مسلم موقن بالله تعالى حسن الظن بربه .
على العموم من كان لديه القدرة من الزملاء الملاحدة على الحوار حول مسألة العدل الإلهى فليتقدم.

أبو عبد الرحمن الشهري
10-03-2004, 06:51 AM
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري ما يلي

إذا انزل الله بقوم عذابا أي عقوبة لهم على سيء أعمالهم
وكان فيهم أصاب به من بين أظهرهم والمراد من كان فيهم ممن ليس هو على رأيهم ثم بعثوا على أعمالهم أي بعث كل واحد منهم على حسب عمله إن كان صالحا فعقباه صالحة وإلا فسيئة فيكون ذلك العذاب طهرة للصالحين ونقمة على الفاسقين

وفي صحيح بن حبان عن عائشة مرفوعا أن الله إذا انزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون قبضوا معهم ثم بعثوا على نياتهم وأعمالهم وأخرجه البيهقي في الشعب

وله من طريق الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عنها مرفوعا إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأسه فيهم قيل يا رسول الله وفيهم أهل طاعته قال نعم ثم يبعثون الى رحمة الله تعالى قال بن بطال هذا الحديث يبين حديث زينب بنت جحش حيث قالت أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث فيكون إهلاك الجميع عند ظهور المنكر والإعلان بالمعاصي قلت الذي يناسب كلامه الأخير حديث أبي بكر الصديق سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك ان يعمهم الله بعقاب أخرجه الأربعة وصححه بن حبان وأما حديث بن عمر في الباب وحديث زينب بنت جحش فتناسبان وقد أخرجه مسلم عقبه ويجمعهما ان الهلاك يعم الطائع مع العاصي وزاد حديث بن عمر ان الطائع عند البعث يجازى بعمله ومثله حديث عائشة مرفوعا العجب ان ناسا من أمتي يؤمون هذا البيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فقلنا يا رسول الله ان الطريق قد تجمع الناس قال نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم أخرجه مسلم

وله من حديث أم سلمة نحوه ولفظه فقلت يا رسول الله فكيف بمن كان كارها قال يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته وله من حديث جابر رفعه يبعث كل عبد على ما مات عليه وقال الداودي معنى حديث بن عمر ان الأمم التي تعذب على الكفر يكون بينهم أهل أسواقهم ومن ليس منهم فيصاب جميعهم بآجالهم ثم يبعثون على أعمالهم

وقد شوهدت السفينة ملأى من الرجال والنساء والأطفال تغرق فيهلكون جميعا ومثله الدار الكبيرة تحرق والرفقة الكثيرة تخرج عليها قطاع الطريق فيهلكون جميعا أو أكثرهم والبلد من بلاد المسلمين يهجمها الكفار فيبذلون السيف في أهلها وقد وقع ذلك من الخوارج قديما ثم من القرامطة والله المستعان


والحاصل انه لا يلزم من الاشتراك في الموت الاشتراك في الثواب أو العقاب بل يجازى كل أحد بعمله على حسب نيته

وجنح بن أبي جمرة الى ان الذين يقع لهم ذلك إنما يقع بسبب سكوتهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأما من أمر ونهى فهم المؤمنون حقا لا يرسل الله عليهم العذاب بل يدفع بهم العذاب ويؤيده قوله تعالى وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون وقوله تعالى وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ويدل على تعميم العذاب لمن لم ينه عن المنكر وان لم يتعاطاه قوله تعالى فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم

ويستفاد من هذا مشروعية الهرب من الكفار ومن الظلمة لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس الى التهلكة هذا إذا لم يعنهم ولم يرض بأفعالهم فان أعان أو رضي فهو منهم ويؤيده أمره صلى الله عليه وسلم بالإسراع في الخروج من ديار ثمود

وأما بعثهم على أعمالهم فحكم عدل لأن أعمالهم الصالحة إنما يجازون بها في الآخرة وأما في الدنيا فمهما أصابهم من بلاء كان تكفيرا لما قدموه من عمل سيء فكان العذاب المرسل في الدنيا على الذي ظلموا يتناول من كان معهم ولم ينكر عليهم فكان ذلك جزاء لهم على مداهنتهم ثم يوم القيامة يبعث كل منهم فيجازى بعمله وفي الحديث تحذير وتخويف عظيم لمن سكت عن النهي فكيف بمن داهن فكيف بمن رضي فكيف بمن عاون نسأل الله السلامة

انتهى كلامه رحمه الله

وقد يقتل الإنسان أو يهلك بكارثة ونحو ذلك ليس تعذيبا له وإنما ليرفع الله درجاته في حياة أبدية في الجنان وها هو يحيي وغيره من الأنبياء الذين قتلهم اليهود وكذلك الشهداء الذين يقتلون في المعارك ومقادير الله تجري على العباد فكل سوف يموت بما قد قدر الله له

اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .

بلال
10-03-2004, 07:48 AM
تكملة
//////////////////////////
هل تنحصر المعاصي ومظاهر الفسق والفجور في بقاع معينة من عالمنا الفسيح هذا ؟؟ وهل تتركز المعاصي في الجزائر وتركيا فقط ( وهي من المناطق الزلزالية التي تشهد الكثير من الزلازل ) ؟ ولماذا لا يعاقب الله باقي العصاة في امريكا واسرائيل بمثل هذه الكوارث ؟؟ وهل معاصينا أكبر من معاصي باقي الكفرة في العالم حتى تستوجب هذا العقاب العنيف والقاسي ؟؟ .. بل هل يمكننا حقا الجزم بأن جميع ضحايا هذه الكوارث هم من العصاة حقا ؟؟ وبماذا نعلل ظاهرة اجتماعية وهي أن جل ضحايا الكوارث هم من الفقراء المعدمين ، فهل يعني هذا أن اشد الناس فقرا وبؤسا هم أكثر الناس كفرا وفسقا وفجورا ؟؟
////////////////////////////
الجزء 2 من 5

أبو مريم
10-03-2004, 08:18 AM
الكلام مترابط والرد أيضا يجبأن ينظر إليه مترابطا مع العلم بأننا لم نقر بالتفسير العقابى فقط للكوارث بل ثم عوامل أخرى كثيرة لكن على كل حال لنلزم أنفسنا بما حاول المناظر إلزامنا به إمعانا فى هدم شبهته :
معنى الكلام الذى أورده فى هذه التكملة إذا كانت المعصية علة فى الكوارث لدارت معها وجودا وعدما ولتفاوتت معها شدة وضعفا وهذا مخالف للواقع .
والرد وهل اكتمل الواقع إن ثم فصولا أخرى لم تكملها هل يخرج أحد العصاة من الدنيا متنعما بخروج روحه هل تستطيع أن تجزم بأن من مات فى كارثة اشد عذابا ممن مات على فراشه ؟ ربما كان العكس أقرب إلى الواقع .
وهذا يذكرنا بما أشار إليه من أن المتضرر الحقيقى من الكوارث هو المصاب وليس المقتول الذى يلقى حتفه فى ثوان معدودة والرد وما الفرق بين الثوانى والسنوات إذا ما قورنت بأبد الآباد سواء قلنا بالخلود بعدها أو قلتم الفناء .. كم تساوى تلك الحياة المتناهية لذة وألما إذا ما قورنت بما لا يتناهى من الدهور ؟
إذا كانت النسبة إلى اللامتناهى فكل الأرقام تؤول إلى الصفر ولكنكم قوم تتعامون وتحت أرجلكم تنظرون .

بلال
10-03-2004, 08:19 AM
يبدو من قول هذا الشخص انه لم يعرف من الكوارث الا الزلازل فقط وخصوصا التى تحدث فى الجزائر وتركيا ؛ولا ادرى ان كان نسى او تناسى ان هناك العديد من الكوارث غير الزلازل مثل الفيضانات والبراكين والاعاصير وان هذه الكوارث تحدث فى دول اخرى غير الجزائر وتركيا مثل امريكا التى تنتشر بها الاعاصير والفيضانات واليابان بالزلازل والبراكين وغيرها فكل بلد معرضة لنوع من الكوارث وليست منحصرة فى دولة معينة كما يريد ان يوهمنا صاحب المقال .
كما انى اتعجب من منطق هذا الشخص لماذا يصب كل غضبه على الله ؟اليس من الاولى ان يفعل هذا على الطبيعة اليست هى المسئولة عن كل هذا على حد ايمانه؟ لماذا لما تتعلق الامور بافعال الله تقوم الدنيا ولا تقعد اما ما يتعلق بغير الله فنجد المئات من المبررات للافعال ؛قاتلكم الله يا اعداء انفسكم .
والحمد لله على نعمة الاسلام

باسل
10-03-2004, 08:33 AM
جزاكم الله خيراً يا أخوة

أظن من حقنا ان نعكس الاسئلة لهذا الملحد ونقول له طالما انك لا تؤمن بالله فمن السبب وراء هذه الكوارث ؟ وما هى الحكمة من ورائها ؟ ولماذا كل هؤلاء البشر يضيعون سدى وخصوصاً الفقراء والمحتاجين ؟ وما بال قوانين الصدفة والتطور خرجت خرقاء هكذا حتى انها لا تستطيع ان تتحكم فى الطبيعة التى انشأتها ؟! وكيف فعلت قوانينكم كل هذا الابداع من اشجار وسماء وماء وبشر ولم تستطع ان تتحكم فى افعالهم فاصبحت تلتهم ما تصنع ؟! فطالما هو يشككنا فى افعال الرب فمن الواجب عليه ان يرد على استفساراتنا بالمثل ويأتى لنا بالبديل .

أبو عبد الرحمن الشهري
10-04-2004, 05:51 AM
قولك هل تنحصر المعاصي ومظاهر الفسق والفجور في بقاع معينة من عالمنا الفسيح هذا ؟؟

وهل معاصينا أكبر من معاصي باقي الكفرة في العالم حتى تستوجب هذا العقاب العنيف والقاسي ؟؟
بل هل يمكننا حقا الجزم بأن جميع ضحايا هذه الكوارث هم من العصاة حقا ؟؟

الجواب على ذلك

أن الكوارث التي تحدث بسبب ذنوب بني آدم
قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) (الشورى : 30 )
ولم تقع تلك المصيبة إلا بمشيئة الله وعلمه وتقديره
قال تعالى (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ *لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد : 22 - 23 )

وقال تعالى (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (التغابن : 11 )

وهذه لكوارث تكون عقوبة للكافرين وأما لمؤمنين فهي تطهير له ورفعة درجات وقد تكون شهادة في سبيل الله لأن الهدمى والغرقى والحرقى والموت بداء البطن ونحوها ورد فيها أحاديث أنها من أسباب الشهاده في سبيل الله ولكنها دون اجر الشهادة التي تحصل في قتال الكفار في لمعركة


وأما قول الملحد لماذا لا يعاقب الله باقي العصاة في امريكا واسرائيل بمثل هذه الكوارث ؟؟
فإن الله يعجل العقاب لمن شاء ويؤخره لمن شاء (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الأنبياء : 23 )

قال تعالى(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً) (فاطر : 45 )

وقال تعالى(لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً) (الكهف : 58 )

أي لهم مكاناً يؤولون إليه، وهذا يوم القيامة، ويحتمل أن يكون ما يحصل للكفار من القتل ولهلاك وغيره وما سيكون عليهم يوم القيامة لا مفر منه.

والله يملي لظالم فإذا أخذه لم يفلتة
قال تعالى (فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) (الطارق : 17 )

قال تعالى (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) (آل عمران : 178 )


وقولك وبماذا نعلل ظاهرة اجتماعية وهي أن جل ضحايا الكوارث هم من الفقراء المعدمين ، فهل يعني هذا أن اشد الناس فقرا وبؤسا هم أكثر الناس كفرا وفسقا وفجورا ؟؟

فهذا استنتاج غير صحيح فهل الكوارث خاصة بالقراء الكوارث لا تعرف غني ولا فقير ومع صحة أن جل ضحايا الكوارث هم من الفقراء المعدمين فذلك لحكمة يعلمها الله جل وعلى وليس المهم بأي طريقة تهلك المهم أن تاتيك منيتك وأنت عبد صالح مؤمن بالله والعبرة بما النهاية ونهاية المؤمن الجنة ومهما حصل له من الابتلاء فهو تطهير ورفعة .

ابن القيم
10-04-2004, 06:00 AM
هل تنحصر المعاصي ومظاهر الفسق والفجور في بقاع معينة من عالمنا الفسيح هذا ؟؟

بل الفسق والفجور فى كل مكان وزمان منذ خلق آدم عليه السلام إلى يوم القيامة .

وهل تتركز المعاصي في الجزائر وتركيا فقط ( وهي من المناطق الزلزالية التي تشهد الكثير من الزلازل ) ؟ ولماذا لا يعاقب الله باقي العصاة في امريكا واسرائيل بمثل هذه الكوارث ؟؟

معذرة إن قلت أن هذا السؤال أحمق للغاية .. أما سمع صاحب المقال عن حدوث كوارث فى شتى بقاع الأرض من قبل .. من المشرق الى المغرب ومنها أمريكا نفسها التى يتسائل عنها ؟! أما عرف من الكوارث غير الزلازل ؟!
إن كان هذا اعتقاد شخص فى أمور لا يختلف عليها اثنان فكيف بالله عليكم يوجد شخص واحد يصدق ما قد كُتب فى هذا المقال .. والله انه لعار على موقع الملحدين نشر هذه المقالة التافهة .. والحمد لله على نعمة العقل .

؟؟ وهل معاصينا أكبر من معاصي باقي الكفرة في العالم حتى تستوجب هذا العقاب العنيف والقاسي ؟؟ بل هل يمكننا حقا الجزم بأن جميع ضحايا هذه الكوارث هم من العصاة حقا ؟؟

تم شرح هذه النقطة من قبل وقلنا ان النواكب لا تقع على الكافر فقط دون المؤمن أو العكس .. بل هى تقع على المؤمن والكافر سواء مع توضيح الأسباب .

وبماذا نعلل ظاهرة اجتماعية وهي أن جل ضحايا الكوارث هم من الفقراء المعدمين ، فهل يعني هذا أن اشد الناس فقرا وبؤسا هم أكثر الناس كفرا وفسقا وفجورا ؟؟

لا تعليق :confused:

بلال
10-05-2004, 06:18 AM
تكملة
////////////////////////////////
ان التفاعل النفسي مع التفسير العقابي للكوارث سيولد في النفس الإحساس بالشماتة والتشفي من ضحايا الكوارث لأنهم مجرد عصاة فجّار يستحقون ما اصابهم ، ولا تحسبنّ ان في هذا التصور مبالغة أو شطط فقد استنكر عالم معروف في سورية ( وهو الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ) وصف ضحايا الزلزال بـ ( الأبرياء ) لأن مثل هذا الوصف يوحي بأنهم ماتوا دون ذنب ، والواقع - في زعمه - يخالف ذلك ، فالزلزال عقاب والضحايا عصاة نالوا جزاء ما اقترافت يداهم !! ( قال البوطي هذا الكلام في خطبة الجمعة بمناسبة زلزال تركيا عام 1999 )

الا تدفعنا تلك النظرة الى الاحجام عن مد يد العون والمساعدة لضحايا الكوارث ؟؟ ولماذا نغيثهم وهم مجرد فساق وعصاة لا يستحقون الا العقاب ؟؟
////////////////////////////////
الجزء 3 من 5

أبو مريم
10-05-2004, 07:25 AM
هذا لا يدعو إلى الشماتة بالعصاة بل يدعو إلى الشفقة عليهم والحذر من فعل ما أودى بهم وقد نهانا الإسلام عن الشماتة وأمرنا بإغاثة الملهوف ولو كان كافرا على أننا لا زلنا نسلم جدلا بأن التفسير العقابى هو التفسير الوحيد .
أما المثال الذى اتى به فعلى كل حال لو سلمنا له فهى حالات فردية وهناك أمثلة تعارضه كما ورد عن ابن تيمية حين مات ألد أعدائه من المبتدعه وجاء الناس يهنئونه فنهرهم وأتى منزل المتوفى وعزى أهله وقدم لهم المساعدة .

بلال
10-09-2004, 01:58 AM
تكملة
////////////////////////////////
ما ثمرة الإيمان بالتفسير العقابي للكوارث ؟؟ يجيبنا الفقهاء : ان في ذلك موعظة وتذكرة للناجين بضرورة التوبة واجتناب المعاصي والعودة الى الله وطلب طاعته .. ولكن .. بماذا سيفيدني اتعاظي بما جرى لغيري اذا اذا أصر الباقون على معاصيهم واسرفوا على انفسهم ولم يرتدعوا بما أصاب غيرهم ؟؟ هل ستحميني توبتي اذا قرر لله عقاب بني قومي بسبب معاصيهم ؟؟ يقول القرآن في ذلك ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذي ظلموا منكم خاصة )
////////////////////////////////
الجزء 4 من 5

بلال
10-09-2004, 03:08 AM
انا ارى ان الرد على هذه الشبهة فى القرآن فى سورة هود حين قص الله علينا قصة سيدنا شعيب مع اهله ونصحه اياهم فلما عصوا عوقب القوم الظالمين ونجا القوم الصالحين :

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ (86) قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)‏ وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ (89) وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95) (سورة هود)

ابن القيم
10-09-2004, 03:46 AM
تعقيباً على الجزء الثالث :

ان التفاعل النفسي مع التفسير العقابي للكوارث سيولد في النفس الإحساس بالشماتة والتشفي من ضحايا الكوارث لأنهم مجرد عصاة فجّار يستحقون ما اصابهم

ليس من خلق المسلمين ولله الحمد والمنة الشماتة والتشفى .. ولنا فى رسول الله أسوة حسنة لما مات أبو جهل وكان يمر ابنه بالصحابة وكان لا يزال على الكفر كان الصحابة يريدون التشفى فيه ولكن الرسول كان يمنعهم وهذا كان سبب إسلامه .

ولا تحسبنّ ان في هذا التصور مبالغة أو شطط فقد استنكر عالم معروف في سورية ( وهو الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ) وصف ضحايا الزلزال بـ ( الأبرياء ) لأن مثل هذا الوصف يوحي بأنهم ماتوا دون ذنب ، والواقع - في زعمه - يخالف ذلك ، فالزلزال عقاب والضحايا عصاة نالوا جزاء ما اقترافت يداهم !! ( قال البوطي هذا الكلام في خطبة الجمعة بمناسبة زلزال تركيا عام 1999 )

أما قول سعيد البوطى فقوله كمثال استنكارنا قول كل من مات فى معركة فهو شهيد .. فليس كل من مات فى معركة هو شهيد ولا كل من مات فى كارثة هو برىء .
فما أدراك أن أحد هؤلاء القتلى كاد يهم بقتل نفس أخرى أو سرقة شخص ما أو منزل فهل هذا برىء فى نظرك ؟ لهذا فنحن نطلق عليهم قتلى على العموم والله اعلم بحال كل شخص وقت الكارثة . ولا أرى أى مشكلة فى هذا القول فهذا هو اعدل ما يمكن قوله على من قتل فقول قتيل ليست بمسبة أو منقصة على من تطلق عليه .

الا تدفعنا تلك النظرة الى الاحجام عن مد يد العون والمساعدة لضحايا الكوارث ؟؟ ولماذا نغيثهم وهم مجرد فساق وعصاة لا يستحقون الا العقاب ؟؟

بالطبع لا قال الله تعالى فى محكم آياته " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {8} المائدة

وإغاثة ضحايا القتل هى من العدل حتى ولو كانوا ألد أعدائنا .. فان كنا منهيين عن فعل السوء مع أصحاب الملل والنحل الأخرى مثل الكذب والخيانة والسرقة أفلا نغيثهم وقت الضيق .. كيف بالله عليك !!!

تعقيباً على الجزء الرابع :

ما ثمرة الإيمان بالتفسير العقابي للكوارث ؟؟ يجيبنا الفقهاء : ان في ذلك موعظة وتذكرة للناجين بضرورة التوبة واجتناب المعاصي والعودة الى الله وطلب طاعته .. ولكن .. بماذا سيفيدني اتعاظي بما جرى لغيري اذا اذا أصر الباقون على معاصيهم واسرفوا على انفسهم ولم يرتدعوا بما أصاب غيرهم ؟؟ هل ستحميني توبتي اذا قرر لله عقاب بني قومي بسبب معاصيهم ؟؟ يقول القرآن في ذلك ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذي ظلموا منكم خاصة )

الذى سيفيد من الاتعاظ بما حدث للغير هو الامتناع عن فعل المعاصى فنكون من عباد الله الصالحين المتقين الذين مثواهم الجنة .. اللهم اجعلنا من المتقين .
أما لو استمر الباقين فى فعل ما هم عليه من سوء فوجب علينا نصحهم وتذكيرهم أما لو أصروا فلا يضرنا إصرارهم فهم "إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"{108} الأنعام .. وان شاء الله سيجعل الله للمتقين مخرجاً "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً" {2} الطلاق .
وقد أورد الأخ بلال قصة سيدنا شعيب وفيها الفائدة إن شاء الله .

والله اعلم

أبو عبد الرحمن الشهري
10-14-2004, 09:38 AM
انا ارى ان الرد على هذه الشبهة فى القرآن فى سورة هود حين قص الله علينا قصة سيدنا شعيب مع اهله ونصحه اياهم فلما عصوا عوقب القوم الظالمين ونجا القوم الصالحين :

ليس الأمر كما ذكرت وإنما ذلك قياس مع الفارق حيث أن الآيات خاصة بأولئك الرسل وأقوامهم وقد أهلك الله أقوامهم عامة ولم يبقى الإ الرسل والمؤمنين بهم وهذه معجزات خاصة بأولئك الرسل . وكان كل رسول يرسل على قومه خاصة .

وأما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أرسل إلى الناس كافة فرسالته عالمية قال تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (الأعراف : 158 )

وقال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ : 28 )

و أمة محمد قسمين :
1- أمة الدعوة، يدخل فيها اليهود والنصاري وعامة الناس فمن سمع بمحمد صلى الله عليه وسلم لايسعة إلا الدخول في الإسلام وإلا كان كافرا.

2- أمة الإجابة وهم الذين استجابوا للرسول وهم المسلمون
وقد وعد الله محمد صلى الله عليه وسلم أن لا يهلك أمته بعذاب عام يشملهم جميعا كما أهلك الأمم السابقة وإنما يكون العقاب جزئي في أماكن من الأرض حسب ما تقتضيه حكمة الله وتقديره ، وليس عام في كل الأرض وجميع الناس .

وقد سبق بيان أن العقاب قد يعم الكفار والعصاة والصالحين في المكان الذي يقع فيه وأن كل يبعث على نيته.



وقولك ما ثمرة الإيمان بالتفسير العقابي للكوارث ؟؟ يجيبنا الفقهاء : ان في ذلك موعظة وتذكرة للناجين بضرورة التوبة واجتناب المعاصي والعودة الى الله وطلب طاعته .. ولكن .. بماذا سيفيدني اتعاظي بما جرى لغيري اذا اذا أصر الباقون على معاصيهم واسرفوا على انفسهم ولم يرتدعوا بما أصاب غيرهم ؟؟ هل ستحميني توبتي اذا قرر لله عقاب بني قومي بسبب معاصيهم ؟؟ يقول القرآن في ذلك ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذي ظلموا منكم خاصة )

فقد بيان أن العقاب قد يعم وكل يبعث على نيته وإذا تاب فلن يضيعه الله حتى لو هلك بعقاب كما يخاف وهذه الافتراضات يقولها من لا يؤمن بالله ولم يذاق طعم لإيمان لأن من ذاق طعم لإيمان فقلبه مطمئن ولا يخاف إلا الله لأنه عرف أن الحياة الدنيا حقيره وأن الحياة هي الأخرى حياة دائمة أبدية .

بلال
10-16-2004, 03:03 AM
تكملة
///////////////////
5- ان السير مع منطق التفسير العقابي للكوارث سيوصلنا حتما الى نتائج غريبة يرفضها الدين ذاته ، فاذا كانت كل نكبة أو كارثة عقاب الهي للعصاة فهل النار التي التهمت خيام الحجيج في مكة قبل عدة سنوات عقاب الهي ؟؟ وهل انهيار جسر المشاة في المدينة والذي اودى بحياة عدد من الحجاج عقاب الهي ؟؟

اذا كانت مثل تلك التساؤلات غير واردة اصلا في تصور البعض فان عالما معروفا ( وهو الدكتور البوطي مرة اخرى ) أعلن قبل عدة سنوات أن المأساة الفلسطينية المتمثلة باحتلال وطنهم وتشريدهم في الأرض ما هي الا عقاب الهي استحقه الفلسطينيون جزاء بعدهم عن الله !!!

فهل هذا ما يؤمن به أنصار نظرية التفسير العقابي ؟؟؟
///////////////////
الجزء 5 من 5

والحمد لله الذى تتم به الصالحات

أبو مريم
10-16-2004, 03:49 AM
قلنا قبل ذلك ليس هذا هو التفسير الإسلامى الوحيد للكوارث كما زعم صاحب الشبهة لكن مع التسليم الجدلى بذلك نقول ليس ثم تناقض قال تعالى (( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة )) وليس ذلك قاصرا على الكافرين بل يشمل أهل التوحيد وخيرة الموحدين قال تعالى (( أولما أصابتكم مصية قد اصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )).
لكن مع بعض التعسف وكثير من الجهل بعظم من نعصى يمكن للبعض ترديد مثل هذه الشبهات التافهة والتأثر بها .

أبو عبد الرحمن الشهري
10-16-2004, 07:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الشبهات التي تورد تافهة يعرف تفاهتها كل من له أدنى معرفة بالحق والحريق الذي وقع في مكة مثلا ومات منه بعض الحجاج فأعلم أن من كان منهم على منهج دين الإسلام الحق فإن مثل تلك الميتة خاتمة حسنة ومثلها مطلب للمؤمنين وذلك لأمور منها
1- أنهم فارقوا الحياة في الأماكن المقدسة وهم على طاعة فهم يؤدون مناسك الحج
2- الموت بالحريق يعتبر شهادة للمسلم وقد أوضحت ذلك سابقا

و المسلمون لا يقصرون نظرهم على الدنيا بل ينظرون إلى الحياة الأبدية الأخروية إما في جنة أو في نار فالمؤمن همه الجنة ولذلك عرفت شجاعة المسلمين منذ القدم وأنهم لا يهابون الموت وقد استقر في نفوسهم أن الميتة التي قدرها الله عليهم لن يتعدونها أبد ولذلك فهم يفكرون كيف يتقربون إلى الله ويسلكون الطريق الذي يوصلهم للجنة فيطيعون الله جل وعلى ويسلكون طريق الرسل فإذا أتهم الأجل وإذا هم على استعداد له
وقد يكون قبض أروحهم بسهوله وراحة لهم حتى وإن ماتوا بالحريق أو بشي قد يراه البعض عقاب قاسي فا الله قادر أن يجعل تلك الميته سهلة على أولياه .
وأما لكافر فيكون قبض روحه عسير حتى وإن مات على فراشه


و تأمل الآيات التالية التي فيها ذكر الموت
(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران : 185 ) فكل سيذوق الموت والفائز من يكون من أهل الجنة .

(أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) (النساء : 78 ) وأصحاب تلك الشبه تنطبق في حقهم هذه الآية فهم لا يكادون يفقهون حديثا .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (آل عمران : 156 )


(الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (آل عمران : 168 )


(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ) (الأنعام : 61 )

(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) (الأنعام : 93 )

(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء : 35 )

(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (العنكبوت : 57 )

(قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (السجدة : 11 )

(قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (الأحزاب : 16 )

(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر : 42 )

(وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) (قـ : 19 )

(نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) (الواقعة : 60 )

(قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (الجمعة : 6 )

(قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (الجمعة : 8 )

(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك : 2 )


وقال عن المؤمنين (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) (الدخان : 56 )

(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل : 32 )

(وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) (النساء : 100 )

سيف الكلمة
10-31-2004, 11:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

يدبر الله أمر الأفراد والجماعات
بما رآه وهو العادل وليس فوق عدله عدل
الخطأ الفردى يعاقب عليه الفرد
والخطأ الجماعى تعاقب عليه الجماعة ولو كانت أمة أو شعب
قوم سدوم وعمورة قالوا عن لوط وأهله (أخرجوا آل لوط من قريتكم) والسبب ( إنهم قوم يتطهرون)
حينما ذم المجتمع كله الفضيلة واعتبرها رذيلة حقت كلمة العقاب عليهم
وأخرج الله قوم لوط ونفذ الحكم على قرى سدوم وعمورة بما فيها من رجال ونساء وأطفال وشيوخ
لأن القرية مجتمعة على الضلال

مثال / من أسباب الحكم ما حكم به نوح فى دعائه
وأيده ربه بالتنفيذ والإستجابة للدعاء

جوهر الحكم
(.....رب لا تذلر على الأرض من الكافرين ديارا)

حيثيات الحكم
(إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا)

نموذج آخر لهذا العقاب الجماعى
حديث شريف أكتبه من الذاكرة بما معناه
(ما فشا الزنا والربا فى قوم إلا ظهر فيهم أوجاع (أو أمراض) لم تكن فيمن قبلهم)

ومنها التحذير الإلهى:
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب)

والعقاب الجماعى من الله ذكرت منه أمثلة عديدة فى الكتاب المقدس منها:
حزقيال إصحاح 12 عدد19و20
(وقل لشعب الأرض . هكذا قال السيد الرب . على سكان أورشليم فى أرض إسرائيل يأكلون خبزهم بالغم ويشربون ماءهم بحيرة لكى تخرب أرضها عن ملئها من ظلم كل الساكنين فيها 20 والمدن المسكونة تخرب والأرض تقفر فتعلمون أنى أنا الرب)

العقاب الفردى ضرورة للإصلاح أو لحماية المجتمع
فإذا انتشر الخطأ يقيض الله للناس من يخبرهم بخطئهم
سواء أنبياء أو علماء أو مصلحين
إذا أصر المجتمع ولم يستجب لأمر الله
يرسل عليهم بعض اللإبتلاءات تباعا (لعلهم يتضرعون)إلى الله
كما حدث فى الآيات التسع لقوم فرعون
وهو مرحلة صغرى من العقاب الجماعى
إذا استمر الإصرار على الخطأ يكون المجتمع مستحقا لعقوبة كبيرة
كغرق فرعون وجنوده
أو عقوبة الإفناء
كما حدث لقوم نوح وقوم لوط وأقوام عاد وثمود وصالح وغيرهم
مما ذكر لنا أو مما لم يذكر لنا

نلاحظ أن هناك تدرجا فى العقوبة
والله أعدل من أن ينزل العقوبة على شعب دون نذير
والمتعلل بوجود الأطفال وغيرهم
عليه أن يقرأ دعاء نوح صلى الله عليه وسلم ليعرف سبب لماذا تشتمل العقوبة عليهم
(ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا)
فقد يكون إغراق الأطفال فى طوفان نوح
إنقاذا لهم من تعلم الكفر والفجر
وإنقاذا لهم من العقاب فى الآخرة
وهنا تكون لهم رحمة لا عقوبة
أما من تعلم الفساد فهو مستحق له
وصور العقاب الجماعى كثيرة منها الغرق وحجارة من سجيل والصيحة
وما شاء الله من زلازل وبراكين وحروب إبادة يسلط الله الأمم على الأمم
وقد يكون فى ذلك عقابا لأمم وهو نفسه إنذارا لأمم أخرى
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) البقرة 251
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز )40 الحج
وذكر اسم الله هنا لفائدة الناس يوم يقوم الناس لرب العالمين
فليست هناك فائدة لله فهو الغنى عن العالمين ونحن الفقراء إلى مغفرته ورضوانه

ولا يعنى ذلك انتفاء وجود أسباب أخرى للكوارث
فلو لم تخرج الأرض بعض ما فى باطنها
لتكدس حتى يخرج دفعة واحدة بما يبيد الحياة من على وجه الأرض
وفيما يخرج من جوف الأرض ما يعيد صلاحية التربة وتعويض العناصر التى استهلكها الإنسان والحيوان والنبات منها عبر العصور
والله أعلم

fares79
05-23-2007, 10:45 PM
أقرب التفسيرات للحقيقه هو أكثرها بساطه وهذه حقيقه منطقيه
يقول الملحد أن الكارثه كذا حدثت بسبب كذا
الزلازل والبراكين والأعاصير والسيول من أهم الكوارث الطبيعيه ولا ننسي الجفاف الذي هو السبب الرئيسي للصراع في دارفور حاليا ولكل كارثه من هذه الكوارث تفسير علمي سهل وبسيط ، لكن المؤمنون يرفضون الأخذ بهذه الأسباب السهله والبسيطه ويرجعون الأمر إلي الإله وكذلك كانوا يفعلون حتي وقت قريب مع الأمراض المختلفه ويعتبرونها أنها عقاب من الله او بلاء إذا كان مشهور عن الإنسان الصلاح ، ويوما بعد يوم يحرز العلم نصرا جديدا ويكشف حقيقة جديده
تسقط أسرائيل المطر صناعيا الآن عن طريق قنابل نيترات الفضه وإن كانت التكلفه عاليه
وتدور ابحاث في امريكا للسيطره علي الأعصار عن طريق تغطية سطح المياه بطبقه زيتيه تمنع تبخر الماء الذي هو السبب الرئيسي للأعصار إذا كان يوزاي التبخر منخفض جوي
وعرف العالم كله الآن أن المرض هو بسبب الميكروب وليس بلاء وأن العلاج بالمضاد الحيوي وليس بالصلاة
ولم يبقي سوي الزلازل والبراكين وإن كان العلم يعجز عن إيجاد حل لها فهو علي الأقل قد أمن للناس وسائل نقل سريعه تجليهم من منطقة الكارثه في حالة البركان مثلا ويطور وسائل تتنبأ بالزلزال لتقليل حجم الخسائر

لو تحدثنا عن الكارثه بمنطق المؤمن بالله لوقعنا في مشكله كبيره سنأخذ التسونامي الذي حدث منذ عامين وراح ضحيته أكثر من 200 الف إنسان معظمهم من المسلمين وقد فسر شيوخ المسلمين هذا الأمر بأنه عقاب من الله تعالي للعصاة من عباده وخاصة ان هذه المنطقه يوجد بها الكثير من اماكن اللهو والفجور . (...)

لماذا لا يجيد الله سوي العقاب الجماعي ؟
هل يعجز الله عن معاقبة العصاة وحدهم ؟
في كارثة مثل تسونامي معظم الضحايا كانوا من الفقراء الذين يعيشون في مساكن خشبيه اطاح بها الفيضان وتركهم في العراء كذلك معظم الضحايا من الضعفاء كالأطفال الذين لم يرتكبوا أية معصيه وكالعجائز الذين توقفوا عن ارتكاب المعاصي وكذلك النساء اللواتي تأخذهن العاطفه لأنقاذ الصغار فيهلكوا سويا بينما القوي القادر علي ارتكاب المعطيه يستطيع ان ينجو بحياته
هل مسلمي أندونيسيا اشد عصيانا لله من اسرائيل ؟
من يستدل بأن قوم كذا عوقبوا بكذا بعد ان كذبوا النبي الفلاني ؟ من هو النبي الذي كذبه الفقراء في شرق آسيا وبعدها في بكستان حينما ضرب زلزال عظيم في الشتاء وترك الناس في العراء ولم ينقذهم سوي المنظمات الإنسانيه التي تتبع الكفار ؟


متابعة إشرافية
مراقب 1

ناصر التوحيد
05-23-2007, 11:32 PM
واضح انك يا لاديني قرأت العنوان فقط وكتبت مداخلتك العدمية هذه
ارجع واقرأ ما سبق وكتبه وعقب عليه الاخوة الافاضل ووفر علينا اعادة كتابتها
فيا ايها الملحد او اللاديني او اللاادري
قبل ان تكتب موضوعا جديدا استخدم خاصية البحث
http://www.eltwhed.com/vb/search.php
وذلك كي تستفيد من المواضيع الموجودة ..
وكي توفر عليك وعلينا الوقت والجهد والعودة الى البحث في مواضيع استوفيت وقتلت بحثا

محمد أحمد محمود
05-24-2007, 06:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا...لله بحكم خلقه للخلق وملكه لهم وعلمه بهم أن يعاجل بعقابه من شاء وأن يؤجل العذاب لمن يشاء فيستدرجه حتي يأخذه علي غرة كما فعل بشارون...وله أن يهلكهم بالزلازل أو الأعاصير أو الفيضانات أو الخسف أوالأمراض الفتاكة كالسيدا (الإيدز)والزهري والسيلان وغير ها من الأمراض الخبيثة وله أن يصيب بهاالفساق والكفار عقابا لهم وله أن يصيب بها بعض المؤمنين ببعض ذنوبهم تمحيصا ورفعا لدرجاتهم...
ثم إن الله تعالي لايهلك بعقابه الدنيوي إلا أهل المنكر أو من سكتوا عن إنكاره فقد ذكر الله في عقابه الذي أنزله ببني إسرائيل أنه أنجي الذين كانوا ينهون عن السوء فقط...ثم إن من مات فيه من الصالحين-علي فرض صلاحه- والله أعلم بسريرته يكون إصابته بالعقاب مع الظالمين تكفيرا لذنب سكوته علي المنكر ..أو ذنوب أخري الله أعلم بها...أماالآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر صادقين مخلصين فلاشك أن العقاب لايشملهم اللهم إلا مااستثناه الله تعالي في قوله*واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب*.
والأرض كلها معرضة للزلال والخسف والبراكين والإنهيارات والفيضانات والأعاصير وما جاز علي البعض يجوز علي الكل فقد وقع في كل بقاع الأٍض أشياء من هذاالقبيل وأي مانع لها من الوقوع في الأنحاء الأخري.
وإذا أراد الله أمرا هيأ له الأسباب كما جرت سنته بذلك ولاتبديل لسنته كما أخبر سبحانه إلا إذا شاء ومن ما شاء معجزات الأنبياء وأما خوارق السحرة فهي كما أثبت العلم الحديث أوهام لاحقيقة لها.
ثم إن للزلال وغيرها أسباب روحية أي متعلقة بعالم الروح وهذه الأسباب هي المعاصي والفجور ..وأسباب مادية هي التي ندرسها في علم الجيو لوجيا ونرصدها في الأجواء والأسباب الروحية حاكمة علي الأسباب المادية وهي المحرك لها.
و......... من العقاب عقاب عظيم كبير جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااا...ولكن الكثير من الناس غافلون عنه وجاهلون به-كما هو ديدنهم-هذالعقاب هو الجهل بالله العلي الكبير الخالق وبرسالاته وأحكامه -بالنسبة للكفار- والغفلة والمعاصي - بالنسبة للعصاة- وإليهما وردت الإشارة بقوله تعالي**فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم** ولكن هيهات أن يدركه الجاهلون فهم جاهلون بالله وجاهلون أنهم معاقبون بهذاالجهل نتيجة مسارعتهم في الكفر والفجور.
ويملي الله للكافرين والفجاراستدراجا وإن شاء عاجلهم بالعقوبة ويبتلي الله المؤمنين إذهم في دار ابتلاء لادار جزاء...علي أن الله لايهلك قرية حتي يغلب شرها علي خيرها بمعني أن يكون المفسدون فيها أكثر من الصالحين مع انعدام المصلحين...والكوارث في النهاية سبب من أسباب الموت ليست عقابا في حق الصالحين إذ يوقنون أن ذلك أجلهم المكتوب وشاء الله أن يأتي بهذه الطريقة.
والله سبحانه لأفعاله حكم كبيرة جدا بحيث لم تسعها عقول الملحدين الصغيرة المتحجرة ...والله أكبر ولله الحمد وهو العليم الحكيم القوي العزيز.

محمد أحمد محمود
05-24-2007, 08:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب علي ماأثارfare79(فار79)
ستجد الرد الشافي إن شاء الله خالقي علي كلامك
**بالنسبة لنا ولله الحمد أقرب التفسيرات للحقيقة هو الإسلام الذي حل كل شئ لا..الإلحاد الحائرالمتناقض**
*أولا-( ولكل كارثه من هذه الكوارث تفسير علمي سهل وبسيط )
فمن هو الذي أعطي هذاالعلم ذي القمة العظيمة ؟؟؟؟هل هي العقول والذاكرة المخزنة البديعة ؟؟؟فمن أعطي هذه الأشياء المهمة والمفيدة كالعقول والذاكرات؟؟؟ ،
*ثانيا-( لكن المؤمنون يرفضون الأخذ بهذه الأسباب السهله والبسيطه ويرجعون الأمر إلي الإله) المؤمنون نظرتهم عميقة لاسطحية ولاعقيمة فسذاجتهم-كماتري- لاتكفي لإن يردوا كل أمر لشئ سطحي ساذج كما يفعل (أهل التعقل ... )-كما يرون-
*ثالثا-(ويوما بعد يوم يحرز العلم نصرا جديدا ويكشف حقيقة جديده) يا..هذا تابع أخبارالعلم جيدا-يبدوا أنك منذو فترة غائب عن دنياالعلوم-فبمجرد نظرة بسيطة تدرك أن العلم يسير ضدكم حثيثا لاضدنا.. لكنكم تنكرون كل علم عارض وهمكم وذلك كإنكاركم لحقيقة الإنفجار الكوني الذي ثبت بالأدلة العلمية فيزيائيا وكيميائيا والحقيقة لاتخشي البحث.

*رابعا-(وعرف العالم كله الآن أن المرض هو بسبب الميكروب) هذا كمثل أهل منزل يسكنون تحت جبل تتساقط عليهم أحيانا حجارة من أعلاه وبعد فترة قررواالصعود إلي الجبل فأدركوا أن الحجارة تسقط منه فمن خلق الجبل والحجارة ومن وضع الجاذبية التي تجذب نحوهم الحجارة؟؟؟
*خامسا-( وليس بلاء وأن العلاج بالمضاد الحيوي وليس بالصلاة) لماذالم يحصل الشفاء لكثير من الناس ولأكثر الأمراض بالمضاد الحيوي والعمليات الجراحية.
*سادسا-(ولم يبقي سوي الزلازل والبراكين وإن كان العلم يعجز عن إيجاد حل لها ) ليكن في علمك أن العلم كما عرف أن سبب الأمراض هو الميكروبات فقد عرف أن سبب الزلازل والبراكين هو تحرك الصفائح-فأين أنت من الإطلاع علي كل العلوم- فمن هو الذي حكم ياتري بأن تتحرك الصفائح مع أنها جماد .
*سابعا-( ويطور وسائل تتنبأ بالزلزال لتقليل حجم الخسائر) لقد أنفقت اليابان أموالا مذهلة لهذاالمشروع وإضافة لذلك بنت مدنا تزعم أنها مقاومة للزلازل ولكنها مشاريع باءت كلها بالفشل من زمن بعيد- فأين كنت من أخبار العالم والعلم- وأماالمدن فقد تحطمت أمام أول زلزال وكأنها كانت مصنوعة من الورق...علي أن الإسلام يشرع لأهله دفع الأضرار عنهم كما قال عمر رضي الله عنه’ندافع قدر الله بقدر الله’

*ثامنا- ( سنأخذ التسونامي الذي حدث منذ عامين وراح ضحيته أكثر من 200 الف إنسان) لماذا لاتجيدون ذكر جميع الحقائق فلماذااندهش العالم أمام كون المساجد لم ينهدم منها شئ حتي أن السكان صاروا فيما بعد يلجؤون إلي المساجد عند الإحساس بأي خطر ولماذالم يقتل تسونومي حيوانا؟؟؟هذه أسئلة نحتاج لطرحها جميعا وموازنتها ونحن لجوابها أحوج .
تاسعا-( وقد فسر شيوخ المسلمين هذا الأمر بأنه عقاب من الله تعالي للعصاة من عباده وخاصة ان هذه المنطقه يوجد بها الكثير من اماكن اللهو والفجور) أهل المنطقة أنفسهم فسروها هذاالتفسير وهم أدري بما حل بهم وأعلم منا بخبايا أسبابه.

*تاسعا_(لماذا لا يجيد الله سوي العقاب الجماعي ؟
هل يعجز الله عن معاقبة العصاة وحدهم ؟) إعلم بأن الله عندما يريد أمرا ليس بحاجة إلي أخذ رأيي أو رأيك أورأي فلان أو علان فهو أعلم بخلقه من كل أحد وأحكم في أفعاله من أي أحد وأقدر...وهل شوورت لتأتي إلي الدنيا.
*عاشرا-(في كارثة مثل تسونامي معظم الضحايا كانوا من الفقراء الذين يعيشون في مساكن خشبيه اطاح بها الفيضان وتركهم في العراء كذلك معظم الضحايا من الضعفاء كالأطفال الذين لم يرتكبوا أية معصيه وكالعجائز الذين توقفوا عن ارتكاب المعاصي وكذلك النساء اللواتي تأخذهن العاطفه لأنقاذ الصغار فيهلكوا سويا بينما القوي القادر علي ارتكاب المعطيه يستطيع ان ينجو بحياته) الحقيقة أن هناك عقول تعترف أن هناك كثيرا من العلم غاب عنها وهناك (عقول)-إن صح المعني- تظن أنها أحاطت بكل شئ وحسب الإنسان اعترافه بجهله أووقوعه منه-علي الأقل- دليلا .
حادى عشر-(هل مسلمي أندونيسيا اشد عصيانا لله من اسرائيل ؟) عقاب الله ليس منحصرا في فترة حياتك أنت وعذابه ليس حكرا علي الدنيا وحدها
*ثاني عشر-(من يستدل بأن قوم كذا عوقبوا بكذا بعد ان كذبوا النبي الفلاني ؟ من هو النبي الذي كذبه الفقراء في شرق آسيا وبعدها في بكستان حينما ضرب زلزال عظيم في الشتاء وترك الناس في العراء ولم ينقذهم سوي المنظمات الإنسانيه التي تتبع الكفار ؟)لقد بعث النبي محمد صلي الله عليه وسلم إلي شرق آسيا وإلي كل الناس في كل زمان ومكان وكتاب الله وسنة الرسول صلي الله عليه وسلم ناطقتان لكل راغب فيهما ومن يرغب عنهماويستكبر فقد كذب خاتم الأنبياء صلي الله عليه وسلم قولا واعتقادا إن كان كافرا وعملا إن كان فاجرا عاص..والله رحم ضعافهم الناجين بعد هلاك قومهم فحرك قلوب المنظمات وغرز فيهم هذاالشعور تجاه هؤلاء القوم.
ولعلك أن تقول لماذا يرحمهم بعد أن عذبهم لعل رأيك مهم في هذه القضية عند الله العليم الحكيم.
قال البحتري رحمه الله
علي نحت المعاني من معادنها *** ولا علي إذا لم تفهم البقر
ملاحظة ..مابين القوسين بعد الأعداد كلام( فار79 )المذكور أعلاه

محمد أحمد محمود
06-17-2007, 03:35 AM
ما بالك مالك لاتجيب يا fares79؟؟؟؟؟ نحن هنا بحمد الله فأين أنت؟؟؟؟؟؟؟؟

الطبيب العراقي
08-01-2007, 08:57 AM
لى الاخوة المسلمون اود ان اطلب منكم طلب و هو في نفس الوقت سؤال ايهما افضل لكم ان تبقوا تتناقشوا في هذا المنتدى لوحدكم حيث ارائكم كلها سواء ام ان تستمعوا للراي الذي يخالفكم حتى تستفيدوا و تفيدوا من يخالفكم كي (تهدوه للطريق الصحيح من وجهة نظركم ) انا متأكد أني لو أردت أن أكتب بحرية فان الأدارة ستكم فمي تماما كما هو حال الحكومات العربية المتخلفة لهذا اتمنى من الادارة توضيح موقفها منالسماح او عدم السماح للراي الاخر في هذا المنتدى

سيف الكلمة
02-03-2008, 11:22 PM
وجدت هذا الرد للأخ الفاضل العميد
وهو على صلة بالموضوع ويشمل فوائد أخرى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على حبيبي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
يقول السائل :
" إذا كان الله طيب ويحب عباده : لماذا يأذن الله بحدوث المجاعات والزلازل ووو ؟ "

وللجواب أقول وبالله أستعين :
إن الله جعل الدنيا دار امتحان وابتلاء ، يقول سبحانه وتعالى : {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك/2]
فبالابتلاء يتميز المؤمن الشاكر الصابر عن غيره ، فترتفع درجاتهم عند الله ويعود عليهم صبرهم بالأجر والثواب ودخول الجنة.

وللبلاء جوانب كثيرة تظهر فيها حكمة الله سبحانه وتعالى :
فقد يكون البلاء :
1 - لرفع الدرجات ونوال الثواب :
فعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ تَعالى لِمَلائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : مَاذَا قَالَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ : حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ . فَيَقُولُ اللَّهُ : ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ » أخرجه الترمذي وحسنه ، وصححه الألباني في الصحيحة/ 1408.
وعند البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ قَالَ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ يُرِيدُ عَيْنَيْهِ
وعَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَا مِنْ النَّاسِ مُسْلِمٌ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ .

2 - سببًا في غفر الخطايا والذنوب :
ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود رفعه قال"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا" .
وفي رواية "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا".
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
"مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ" متفق عليه.
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ
{قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ } أخرجه الترمذي ابن ماجه وصححه الألباني في الصحيحة 142 .

3 - لتنبيه الغافلين وتذكيرهم بالله وتوبة العصاة :
فقد يقع البلاء لتنبيه الغافلين وتذكيرهم بالله وتوبة العصاة ورجوعهم عن المعاصي أو الكفر إن كانوا كفارًا ، يقول الحق سبحانه وتعالى :
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم/41]
وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف/168]
وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف/48]
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأحقاف/27]

4 - للحض على الاستغفار والتوبة من الذنوب :
فمن ابتلي بوقوع القحط والجفاف والفقر وحرمان الولد فعليه بالاستغفار ، يقول الله عز وجل حاكيًا عن نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم :
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح/10، 11، 12]

5 - للحض على تقوى الله :
فجعل الله العودة إليه وتقواه مخرجًا من الهم والغم والبلاء ،فيقول عز وجل :
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق/ 2 ،3]

6 - للحض على اللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع.
فيحصل للمؤمن الخير والبركة بالدعاء واللجوء إلى الله فيبقى على اتصال بربه ، ويحصل على الأجر والثواب.
قال تعالى:
أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل/62}
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ [الأنعام/42]
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186}

7 - لتمييز المؤمنين ومعرفة الكافرين :
يقول الله تعالى:
إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [آل عمران/140]
هذا عندما هُزِم المسلمون في غزوة أحد ، فكان بلاء شديدًا عليهم .
وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ [لقمان/32]
فَأَمَّا الْأِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ [الفجر:15-16].
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ [فصلت/51]

8 - لمكافأة الصابرين :
يقول الله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة/155-157]

9 - للتذكير بنعم الله :
فإن الإنسان إذا ابتلي بمرض أو غيره ثم عوفي منه ، أحس بنعمة الله عليه ، وهكذا كل بلاء عند كشفه فإنه يُذِّكر بنعمة الله على الإنسان التي لا تحصى ، فقال عز وجل :
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم/34]
لذا نجد في أماكن من القرآن قوله تعالى {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} بعد كشف الضر والبلاء ، كقول الله تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المائدة/11]
فذكر الله المؤمنين بنعمته بعد أن رفع عنهم البلاء وكف أيدي قريش عنهم.
وكقول الله حاكيًا عن موسى عليه السلام:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [إبراهيم/6]
فذكر موسى قومه بنعمة الله عليهم بعد أن كشف البلاء العظيم الذي ألحقه فرعون بهم .
وأكثر الناس ينسون نعمة الله عليهم ، فبالبلاء يذكرونها ويعودون إلى الله ، فيشكرونه على نعمه مما يعود عليهم بالفوز وزيادة النعم ، قال تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم} [إبراهيم/7].
ومنهم يعرفونها وينكرونها ، كما حكى الله عنهم :
{يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} [النحل/83]

10 - عذابًا وعقوبة على الظلم والكفر والتعدي:
اقرأ قوله تعالى :
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل/112]
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [البقرة/59]
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف/96]
وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [فصلت/17]

هكذا نرى أن البلاء فيه الكثير من الحكمة ، والمؤمن على خير دائمًا في البلاء إذا صبر واحتسب ، كما يقول صلى الله عليه وسلم :
{عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ} أخرجه مسلم من حديث صهيب .
فالمؤمن إذا صبر في البلاء واحتسب عاد عليه بالنفع والخير الكثير ونواله الأجر والثواب بلزوم الاستغفار والتذكير بنعمة الله والتوبة والصبر واللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع .
والبلاء للكافر يذكره بالله والتوبة والندم والرجوع إليه .

وبقي أمر وجب أن ننبه إليه ، وهو أنه ليس كل ما يظنه الإنسان خيرًا هو خير ، فقد يكون شرًا والعكس .
كإنسان أراد السفر ، وهو في الطريق إلى المطار تسبب في حادث فوت عليه موعد الطائرة ، فحزن على هذا البلاء ، فإذا به يعلم أن الطائرة التي كان يريد السفر بها قد سقطت ، وكثير من هذه الأمثلة.
أو قد يرزق الله إنسانًا مالًا وثروة عظيمة ، فيغير هذا المال صاحبه ، ويقلبه إلى جشع أناني ، وقد يفتنه عن دينه ويبعده عن ربه كثعلبة بن حاطب ، ولقد رأينا من الأغنياء من هو غارق بالمخدرات والمسكرات والفواحش ، وغيرها كثير ، فما عاد هذا المال على صاحبه إلا بالخسران والضياع .
يقول الله تعالى :
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [البقرة/216]

وأختم قائلًا إن الخير كل الخير هو الفوز برضى الله ، والبلاء ينقلب خيرًا ويهون إذا ما علم أجر الصابرين المحتسبين ، فلقد أخرج الترمذي بسند حسن عن جابر قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
{يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ} .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
كتبه العميد

http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?p=82524#post82524

خالد12
08-02-2010, 03:31 PM
(...)


اقتباسك لمشاركة تَمَّ الرد عليها باستفاضة هو عمل سيُعرقل الحوار
ومرحبا إن كان عندك رد جديد أو تعقيب على رد الإخوة
مشرف 3