_aMiNe_
10-02-2008, 03:44 PM
حوار مع ماركسي !!
جاءني ، بضع فتيات يشكون لي أن مدرس الفلسفة يحاول إقناعهن بأفكار مضادة للدين وأنهن تعبن من مجادلته، واقترحن عليه أن يلقاني ليتكلم معي بما عنده.
قلت : هاتوا به في أي وقت ! و جاء الأستاذ فسألته : أ أنت شيوعي ؟ قال : أنا ماركسي ! قلت له : تتبع ماركس في إلحاده ؟ أم في اقتصاده ؟
فتريث قليلا ثم قال : بل في إلحاده أولا ، لا إله والحياة مادة !!
قلت له ـ و أنا أنظر إلى جسمه العريض و قامته المديدةـ كان وزنك عندما ولدت بضعة أرطال، و ها أنت تزن أكثر من مئتي رطل فمن جاء بهذه الزيادة ؟
قال : طبيعة الأجسام ! قلت : الطبيعة حولت الأطعمة التي تناولتها إلى هذا الكيان الحي ؟ إنها أطعمة ميتة فكيف تحولت إلى لحم و شحم تسري فيها الحياة ؟ الرغيف تقطعه بالسكين فلا يتألم و بعد أن تأكله ويتحول جزءا من بدنك تشكه بدبوس فيضطرب يدنك من الألم ! من الذي أخرج الحي من الميت ؟ قال ببرود : قلت لك إنها الطبيعة !.
قلت حسنا، إنها طبيعة عالمة قادرة ! هل تصنع ذلك معك وحدك أم مع خمسة آلاف مليون من البشر تحيون على ظهر الأرض ؟
قال ـ و هو يتوجس خيفة ـ مع سكان الأرض جميعا !
قلت : لا ريب أنها طبيعة عليمة قديرة حكيمة عظيمة تلك التي تتعهد الألوف المؤلفة من الطفولة إلى الصبا إلى اليفاعة إلى الشباب إلى الرجولة إلى الشيخوخة ... إلخ.
و في هذه المراحل كلها تهيئ الألوف المؤلفة من الأجهزة للقضم والهضم والامتصاص وتوزيع الغذاء على الأعضاء. و دفع الرئات في الصدور للحركة الدءوب، و دفع الدم في العروق مدا و جزرا، في نبض مستمر آناء الليل وأطراف النهار ..
إنها طبيعة حية تقوم على كل شيء ! ألا ترى ذلك معي ؟
قال و في نبرته إحساس الوحش الذي يقاد إلى خطر داهم : إن الطبيعة ذكية ! فأجبته، هذا الذكاء الملحوظ صفة عابرة، لابد من موصوف تقوم به، و قد اعترفت بأنك وجميع الأحياء معك تم إيجادهم وإمدادهم بطريقة تنم عن علم وقدرة و حكمة وعظمة فهل التراب أو الهواء صاحب هذه الصفات الرائعة؟ أم أن هناك موجودا تلتقي في ذاته هذه الصفات كلها؟
قال : لا معنى للف والدوران، قلت لك : إنها الطبيعة !
فسألته : أترى الطبيعة اسما من أسماء الله الحسنى ؟ إن عالمنا الذي نعيش فيه مفعم بحياة متجددة يدل سيرها كما قلت معي على العلم الواسع والحكمة البالغة والقدرة الفائقة والعظمة الباهرة فما الذات التي تنبثق منها هذه الصفات ؟ إن الصفات لابد أن تكون لشيء!.
قال : يبدو أنك شيخ زاوية مجادل ! قلت : دعك مني ! لأكن شيخ زاوية أو شيخ بادية ما يعني هذا شيئا .. إذا قلت : إنك تخين فالصفة ملتصقة بذاتك أنت و الصفات التي استيقنا من أنها وراء الكون الكبير هي صفات إله أكبر لا محالة .. قال : هذا تفكير رجعي بائد !
قلت ساخرا : مادام العقل اليقظان قد صار رجعية و الغباء الصفيق قد صار تقدمية، فأنا رجعي أيها الماركسي المغفل.
مقتطف من كتاب "قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة و الوافدة"، لمحمد الغزالي.
جاءني ، بضع فتيات يشكون لي أن مدرس الفلسفة يحاول إقناعهن بأفكار مضادة للدين وأنهن تعبن من مجادلته، واقترحن عليه أن يلقاني ليتكلم معي بما عنده.
قلت : هاتوا به في أي وقت ! و جاء الأستاذ فسألته : أ أنت شيوعي ؟ قال : أنا ماركسي ! قلت له : تتبع ماركس في إلحاده ؟ أم في اقتصاده ؟
فتريث قليلا ثم قال : بل في إلحاده أولا ، لا إله والحياة مادة !!
قلت له ـ و أنا أنظر إلى جسمه العريض و قامته المديدةـ كان وزنك عندما ولدت بضعة أرطال، و ها أنت تزن أكثر من مئتي رطل فمن جاء بهذه الزيادة ؟
قال : طبيعة الأجسام ! قلت : الطبيعة حولت الأطعمة التي تناولتها إلى هذا الكيان الحي ؟ إنها أطعمة ميتة فكيف تحولت إلى لحم و شحم تسري فيها الحياة ؟ الرغيف تقطعه بالسكين فلا يتألم و بعد أن تأكله ويتحول جزءا من بدنك تشكه بدبوس فيضطرب يدنك من الألم ! من الذي أخرج الحي من الميت ؟ قال ببرود : قلت لك إنها الطبيعة !.
قلت حسنا، إنها طبيعة عالمة قادرة ! هل تصنع ذلك معك وحدك أم مع خمسة آلاف مليون من البشر تحيون على ظهر الأرض ؟
قال ـ و هو يتوجس خيفة ـ مع سكان الأرض جميعا !
قلت : لا ريب أنها طبيعة عليمة قديرة حكيمة عظيمة تلك التي تتعهد الألوف المؤلفة من الطفولة إلى الصبا إلى اليفاعة إلى الشباب إلى الرجولة إلى الشيخوخة ... إلخ.
و في هذه المراحل كلها تهيئ الألوف المؤلفة من الأجهزة للقضم والهضم والامتصاص وتوزيع الغذاء على الأعضاء. و دفع الرئات في الصدور للحركة الدءوب، و دفع الدم في العروق مدا و جزرا، في نبض مستمر آناء الليل وأطراف النهار ..
إنها طبيعة حية تقوم على كل شيء ! ألا ترى ذلك معي ؟
قال و في نبرته إحساس الوحش الذي يقاد إلى خطر داهم : إن الطبيعة ذكية ! فأجبته، هذا الذكاء الملحوظ صفة عابرة، لابد من موصوف تقوم به، و قد اعترفت بأنك وجميع الأحياء معك تم إيجادهم وإمدادهم بطريقة تنم عن علم وقدرة و حكمة وعظمة فهل التراب أو الهواء صاحب هذه الصفات الرائعة؟ أم أن هناك موجودا تلتقي في ذاته هذه الصفات كلها؟
قال : لا معنى للف والدوران، قلت لك : إنها الطبيعة !
فسألته : أترى الطبيعة اسما من أسماء الله الحسنى ؟ إن عالمنا الذي نعيش فيه مفعم بحياة متجددة يدل سيرها كما قلت معي على العلم الواسع والحكمة البالغة والقدرة الفائقة والعظمة الباهرة فما الذات التي تنبثق منها هذه الصفات ؟ إن الصفات لابد أن تكون لشيء!.
قال : يبدو أنك شيخ زاوية مجادل ! قلت : دعك مني ! لأكن شيخ زاوية أو شيخ بادية ما يعني هذا شيئا .. إذا قلت : إنك تخين فالصفة ملتصقة بذاتك أنت و الصفات التي استيقنا من أنها وراء الكون الكبير هي صفات إله أكبر لا محالة .. قال : هذا تفكير رجعي بائد !
قلت ساخرا : مادام العقل اليقظان قد صار رجعية و الغباء الصفيق قد صار تقدمية، فأنا رجعي أيها الماركسي المغفل.
مقتطف من كتاب "قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة و الوافدة"، لمحمد الغزالي.