المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفي الله شك؟



مهاجر
10-09-2008, 07:42 PM
الحمد لله حمدا لا منتهي لعدده حمدا يليق بجلال وجهه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين أما بعد
إن من الظلم الأكبر المستبين إنكار وجود رب السماوات والأرضيين بديع السماوات والأرض الذى له في كل شىء دليل وآية سبحانه وتعالى عما يقول الملحدون الظالمون وما يظلمون إلا أنفسهم وما يشعرون
هو الرحمن آمنا به. هو الغنى عن العالمين.
وقد أطلعت على كثير من كتابات الملحدين وحاولت أن أتعرف على العقل الإلحادي وقد كنت من قبل غير مهتم بهذه القضية
وظللت فترة طويلة أراجع كتب العلماء القدماء والمعاصرين لكي أجد بعض أقوال العلماء في قضية الإلحاد وبالفعل وجدت في بعض كتب علماء السلف بعض ما أبحث عنه ولكنى وجدت أن العلماء عندما يتحدثون
عن منكري وجود الله يصفونهم بأنهم قليلون ووجدتني يشرد ذهني فى بداية عصر الإلحاد والأسباب التي أدت إلى كثرة الملحدين فى هذا الزمان منذ مائتي عام فقط لم تكن مشكلة الإلحاد بهذه الحدة والانتشار ولكن في القرنين الأخيرين ظهرت عوامل كثيرة جعلت من الإلحاد والكفر بالله ديناً عاماً منتشراً
ونستطيع أن نجمل أهم الأسباب في انتشار الإلحاد فيما يلي:
- الكنيسة الأوروبية:
لقد كانت الكنيسة الأوروبية سبباً غير مباشر أحياناً وسبباً مباشراً أحياناً أخرى في نشر الإلحاد والزندقة والكفر الكامل بوجود الله وذلك لأن القائمين على هذه الكنيسة من الرهبان والقساوسة أدخلوا في دينهم كثيراً من الخرافات والخزعبلات، وجعلوها عقائد دينية، كرفعهم عيسى عليه السلام من مرتبة البشرية إلى الإلوهية وظهور فكرة الخطيئة والصلب والخلاص وأضافوا إلى ذلك كثيراً من الخرافات الدارجة عن الأرض والكون والحياة، وعندما بدأ عصر النهضة الأوربية واكتشف بعض العلماء حقائق جديدة عن الأرض والكون والحياة هب الرهبان والقساوسة ينكرون ذلك، ويتهمون من يعتقد بالحقائق الجديدة ويصدق بها بالكفر والزندقة ويوعزون إلى السلطات الحاكمة بقتلهم وحرقهم بالنار، ولقد لقي كثير من العلماء هذا المصير المؤلم جزاء مخالفتهم لآراء الكنيسة.. ولكن حركة العلم لم تتوقف واستطاع العلماء أن يقدموا كل يوم براهين جديدة على نظرياتهم العلمية وابتدأت آراء الكنيسة ومعتقداتها تهزم كل يوم هزيمة جديدة وكانت الجولة في النهاية لعلماء المادة على رجال الكهنوت فاندفع الناس نحو الإيمان بالعلم المادي كإله جديد سيحمل الرخاء والقوة والرفاهية للناس، وفتش الناس أسرار الكنيسة فهالهم ما رأوه من فساد أخلاقي بين الرهبان والراهبات وأرادوا التخلص إلى غير رجعة من السلطان الكهنوتي والقهر الزمني الذي مارسته الكنيسة ضدهم ومن الإتاوات والضرائب التي فرضتها الكنيسة على رقابهم فكان الرفض الكامل لكل المعتقدات الدينية والكراهية العامة لكل عقيدة تنادي بالإيمان بالغيب واتهام الرسل جميعاً بالكذب والتدليس وهكذا برزت الموجة الأولى من موجات الإلحاد العالمي.
- مظالم العالم الرأسمالي:
ما كادت أوربا تتخلص جزئياً من سلطان الكنيسة ويكتشف الناس قوة البخار والآلة حتى تحول الناس من الزراعة إلى الصناعة، وهرع أهل الإقطاع إلى التصنيع فامتلكوا المصانع الكبيرة وحازوا الثروات الضخمة واستغلوا العمال استغلالاً فاحشاً وانتشرت المظالم الهائلة وظهرت الطبقات المتفاوتة من رأسماليين جشعين إلى عمال فقراء مظلومين، وكان رؤية هذا الظلم الجديد، ومساندة رجال الدين أو سكوتهم عنه سبباً جديداً في انتشار الإلحاد والشك في وجود الله، واتهام الدين بمساندة الظلم أو عجزه عن تقديم حل ناجح لمشكلات الإنسان على الأرض وابتدأت العقائد الدينية تنحسر انحساراً جديداً عن حياة الناس وابتدأ الناس يعملون أفكارهم في خلق عقائد تستطيع أن تحل مشكلاتهم على الأرض، وتقنع عقولهم وعجزت الكنيسة الأوروبية أيضاً عن تقديم هذا العلاج للناس.
3- ظهور المذاهب الاقتصادية الإلحادية:
كان العامل الثالث الذي ساعد على انتشار موجة الإلحاد هو ظهور المذاهب الاقتصادية الإلحادية وخاصة الشيوعية التي بشر بها كارل ماركس (اليهودي الألماني الذي تنصر والده) فبالرغم من أن هذا المذهب ينطلق من منطلق اقتصادي ويستهدف حسب إعلان المبشرين به معالجة المظالم الرأسمالية الفردية والسيطرة على مجتمع اشتراكي يعمل فيه كل إنسان حسب طاقته ويأخذ حسب حاجته فقط، إلا أن القائمين على هذا المذهب الاقتصادي صبغوه بالصبغة العقائدية وأعطوه أبعاداً أخرى غير اقتصادية فزعموا أن الحياة التي يعيشها الناس حياة مادية فقط وأنه لا يوجد روح ولا بعث ولا إله، ولا حياة أخرى وأن الناس منذ وجدوا لا هم لهم إلا المصالح المادية وزعموا أن ظهور الأديان إنما كان من فعل الأغنياء ليلبسوا على الفقراء ويستغلوهم وأن الأخلاق كالأمانة والعفة والصدق ما هي إلا نتاج خبيث للفكر الديني الذي يريد أن يخدم المصالح الرأسمالية، واعتقد الشيوعيون لذلك أن الأنبياء ما كانوا إلا دجالين أرادوا بنشر أديانهم تخدير الشعوب لتستنيم للظلم والقهر وبهذا أصبح هذا المذهب الاقتصادي بفلسفته التي أطلقها على الأديان موجة جديدة من موجات الإلحاد والزندقة. ولعل هذه الموجة الجديدة التي جاءت بها الشيوعية كانت أعتا موجات الإلحاد جميعاً وذلك أن الشيوعية تبنت الدفاع عن المظلومين والفقراء وهذه قضية عادلة وإنسانية في ذاتها ولذلك تبنى هؤلاء الفقراء والمظلومون وهم أغلبية الناس دائماً هذه العقيدة الجديدة والدين الجديد لأنه يدافع عن مصالحهم ويتبنى قضاياهم وبالطبع أخذوا هذا الدين بفلسفته العقائدية وليس بفكره الاقتصادي فقط.
وهكذا انتشر الإلحاد سريعاً مع هذا المذهب الاقتصادي الجديد وكان النجاح الهائل الذي لاقته الدعوة الشيوعية بتفجير الثورة البلشفية في روسيا والاستيلاء على الحكم عاملاً كاسحاً في هدم الأديان ونشر الإلحاد وانتقاله ليصبح عقيدة عالمية.
ولما كانت الدعوة الشيوعية ترى أن نهاية العالم الحتمية إلى الشيوعية وتدعو لذلك بل تنتهج الثورة والعنف الدموي سبيلاً إلى نشر الشيوعية فإنه سرعان ما تأجج العالم من أقصاه إلى أقصاه بالثورات التي أججتها هذه العقيدة وابتدأت التحولات القسرية لشعوب بأجمعها نحو الإلحاد كما حدث في الجمهوريات الإسلامية في روسيا وكذلك في الصين وغيرها وما زال المد الإلحادي الذي تؤججه العقيدة الماركسية يمتد عبر بلدان العالم جميعها. وها هي البلدان العربية التي كانت معقلاً للإسلام تغزوها العقيدة الماركسية الإلحادية في عقر دارها.
4- اقتران الإلحادية بالقوة المادية:
السبب الرابع الذي شجع الناس على الكفر بالله والانطلاق نحو الإلحاد الكامل هو اقتران القوة المادية بالإلحاد، وذلك أن الناس رأوا أن أوربا لم تتقدم و تمتلك القوى المادية وتكتشف أسرار الحياة إلا بعد أن تركت أفكار الكنيسة وعقائدها. وأن دولة كروسيا لم تصبح دولة عظمى إلا بعد أن أعلنت أنها دولة إلحادية، ورأوا مع ذلك أن الدول التي ما زالت تتمسك بالدين دولاً متخلفة في القوة والصناعات فظن الناس لذلك أن الإلحاد سبب للقوة والعلم، وأن الدين يعني التخلف والجهل، ولما كان للعلم المادي آثاره الظاهرة والباهرة من تيسير حياة الإنسان على ظهر الأرض ونشر الرفاهية والرخاء فإن الناس انصرفوا عن العقائد الدينية وآمنوا بالعلم المادي كإله جديد قادر على أن يذلل لهم كل الصعاب على هذه الأرض، بل أطمعهم هذا الإله المادي أيضاً في الوصول إلى الكواكب الأخرى وتسخيرها في خدمة الإنسان وهكذا ساعد اقتران العلم المادي والكشوف الجديدة بالإلحاد على ظن الناس أن العلم ثمرة ونتيجة للإلحاد، وكان هذا خطأ عظيماً عمت بسببه موجة الإلحاد.
- هزيمة العالم الإسلامي أمام الهجمة الأوربية:
ما كاد الأوربيون يمتلكون القوة المادية، ويستخدمون الآلة، ويبنون المصانع حتى اتجهوا إلى دول العالم بحثاً وراء الأسواق لمنتجاتهم الصناعية، وجلباً للمواد الخام اللازمة للصناعة. ولما كانت هذه الدول تطمع في الحصول على ما تريد فأبخس الأثمان أو بلا ثمن أصلاً فإنها استخدمت قوتها العسكرية النامية للحصول على ما تريد. ولما كان العالم الإسلامي في غاية التخلف والفقر والضعف العسكري والسياسي، فإنه لم يصمد طويلاً أمام الهجمة الأوربية الاستعمارية، وكان للهزيمة العسكرية التي مني بها المسلمون أمام الغزو الأوربي أثرها البعيد في زلزلة العقائد الإسلامية، وانحسارها أمام المد الإلحادي الذي حمله المستعمرون الأوربيون، وطفقت الشعوب الإسلامية، تقلد المستعمر الأوربي وتتشبه بأخلاقه وعاداته، وتدخل في عقيدته الإلحادية ظناً منها أن الأوربيين لم يصلوا إلى القوة إلا برفضهم للدين، وكانت هذه خطيئة جديدة وسبباً آخر أسهم في الظاهرة الإلحادية العالمية
6- الحياة الجديدة ومباهج الحضارة:
فتح العلم المادي للناس أبواباً عظيمة من أبواب الرفاهية والترف ومغريات الحياة، فالمراكب الفخمة من سيارات وطائرات، وقطارات، ووسائل الاتصال ووسائل الراحة والتسلية، والمطاعم والمشارب الفاخرة، والألبسة الأنيقة، والتفنن العجيب في التلذذ بالحياة، والجري وراء الشهوات والمغريات كل هذا فتح على الناس ألواناً لم يعهد وها من الاستمتاع بالحياة، والانغماس في الشهوات والملذات.
ولما كان الدين بوجه عام ينهى عن الإسراف ويأمر بالقصد والاعتدال، ويحرم الاستمتاع بالحرام كالخمر والزنا والتعري فإن الناس الذين يجهلون سر أمر الدين بذلك ظنوا أن هذه قيوداً على حريتهم، وحجراً لملذاتهم وشهواتهم فازدادوا لذلك بعداً عن الدين، وكراهية لمن يذكرهم بالآخرة ومن يحذرهم من نار أو يطمعهم في جنة. وبذلك أيضاً ازدادت غربة العقائد الدينية وانتشرت عقائد الإلحاد والزندقة
7- دوامة الحياة:
كان لانطلاق الناس الصارخ نحو العب من الحياة والاستمتاع بكل ما أفرزته الحضارة الغربية من ملهيات ومغريات، واقتناء كل مستطاع من وسائلها الحديثة أثره البالغ في انشغال الناس عن كل شيء حتى عن أنفسهم، فضاعف الناس ساعات عملهم طمعاً في المزيد من الأجور ولتحصيل المزيد من وسائل الراحة كالغسالات والثلاجات والسيارات، ونحوها، وفي سبيل ذلك أيضاً انطلقت المرأة من المنزل لتشارك الرجل أعباء الحياة وتكاليفها الجديدة، وللحصول على مزيد من الرفاهية والراحة، وابتدأ السعار المجنون والرغبة الجامحة نحو اقتناء مغريات الحياة فتطلب ذلك زيادة في الجد والنشاط وانشغالاً بالليل والنهار، وهكذا بدأت دوامة الحياة تطحن الإنسان المعاصر وتشغله في ليله ونهاره ولا تترك له فرصة للتفكير في نفسه أو في مصيره فهو يعمل في متجره أو مصنعه ويعود لملهياته وشهواته ثم يعود إلى عمله وهكذا دون أن تترك له الحياة المعاصرة وقتاً للفراغ يستطيع فيه أن يفكر في حقائق الدين، وأن يجيب عن الأسئلة الخالدة التي تتردد داخل كل نفس: من خلق هذا الكون؟ ومن خلقنا؟ ولماذا خلقنا؟ وإلى أين نسير؟ وهل لهذا العالم نهاية؟ وهل له من بداية؟ ولماذا يعيش الناس متفاوتين فهذا غني وهذا فقير، وهذا ظالم، وذاك مظلوم، وهذا قاتل، وذاك مقتول؟ وفيم كل هذا؟ بل بقيت هذه الأسئلة حائرة في أكثر النفوس وبلا جواب وذلك أن الإنسان المعاصر المستهلك الذي تطحنه دوامة الحياة لا يجد وقتاً للتفكير في كل هذه الأسئلة.
هذه هي الأسباب البارزة لوجود ظاهرة الإلحاد وانتشارها على هذا النحو السريع
وبناء على ما سبق فإننا نقول إن الإلحاد فكر محدث وليس هو الأصل فى عقول الناس وعقيدتهم وإنما فطرة الإنسان تؤمن بوجود خالق لهذا الكون وإن أنحرف كثير من الخلق عن الصواب وعبدوا غير الله أو أشركوا مع الله غيره فى العبادة
إننا نحن المسلمون لا نفضل بين كافر وكافر فالكفر كله ملة واحدة ولكن حديثنا هذا ليس عن ذلك ولسنا نقارن بين كافر ينكر وجود الله وكافر يقر بوجود الله ويشرك معه غيره فى العبادة.
إن العرب الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بوجود الله وكانوا يؤمنون به ربا خالقا رازقا مدبرا لأمور الخلق بل وكانوا أيضا يعبدونه ولكنهم أشركوا مع الله غيره فى العبادة عبدوا مع الله غيره وقالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله .
فبشركهم هذا لم يغنى عنهم شيئا إيمانهم بالله ربا خالقا وكانوا كافرين
بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أمرهم معه ما كان وما هو معروف
وكنت فيما مضى يدور فى عقلي سؤال وأعتقد أن كثير غيري شغلهم هذا السؤال ولو بعض الوقت
وهذا السؤال هو : رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبه قومه وآذوه وعادوه وعذبوه وأصحابه ولم يتركوا سبيلا
من أجل إخماد دعوة التوحيد إلا وسلكوه وبذلوا من أجل ذالك أموالهم ودمائهم كل هذا وهم قومه وعشيرته وأهله
وكل هذا وهم لم يعلموا عنه سوءا قبل ذلك قط وكانوا يصفونه بالصادق الأمين وهو من هو فيهم من الشرف والنسب
والسؤال هو ليس لماذا هم فعلوا ذالك فأنا أعرف أنهم قالوا له لقد جئت بأمر عظيم سفهت به أحلامنا وعبت من مضى من آبائنا
ولكن السؤال هو لماذا أبتلاه الله سبحانه وتعالى بهذا البلاء ؟
اجتهادا منى سأحاول أن أجاوب عن هذا السؤال
ليكون ذلك الإنكار والتكذيب والمعاداة دليلا وبرهانا على صدق رسول الله وأن القرآن كلام الله
وسأشرح ذلك إن شاء الله بعد قليل ولكن أولا أريد أن أعرف كلمة الإلحاد
الإلحاد
لغة: الميل عن القصد، أخذ من قوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم}الحج:25 ، أى ترك القصد فيما أمر به ،ومال إلى الظلم قال تعالى: {لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين}النحل:103 ، فمن قرأ: يَلحدون ، أراد: يميلون ، ومن قرأ: يُلحدون ، أراد يعترضون.
واصطلاحا: الشك فى الله أو فى أمر من المعتقدات الدينية.
إذا عندما يقول الملحد أنه ملحد فهو لو كان عنده قليل من عقل وقليل من علم باللغة التي يتكلم بها لعلم أنه
يعترف على نفسه أنه ظالم مائل عن الحق
ونعود إلى الكلام عن (كيف يكون معاداة أهله وقومه له صلى الله عليه وسلم برهانا على أن القرآن كلام الله )
وهذا البرهان الذى سأتحدث عنه الآن ليس المقصود به قريش وإنما على الملحدين فى هذا العصر
كيف ذلك:
يقول الله سبحانه وتعالى(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) )
يتحدث ربنا فى هذه السورة من القرآن عن حدث عاصره هؤلاء الناس ويذكرهم به وقد قلنا أن مشركى العرب كانوا يؤمنون بالله ربا خالقا رازقا يحي ويميت ولكن كانوا يشركون معه فى العبادة غيره معللين ذلك بقولهم ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله
فكان الله يذكرهم بما رأوه بأعينهم من قدرة الله وعلمهم بربوبيته سبحانه ويطالبهم بأن يخلصوا له العبادة
فلو أن هذا الحدث الذى يتكلم عنه ربنا فى هذه السورة لم يحدث لكانوا كذبوه ولكنهم رأوا هذا بأعينهم .
وقد يقول أحد الملحدين إن المعجزات برهانا على من رآها وليس علينا
فأقول أنا لا أستدل بهذا الذى لم تراه ولكن أستدل بإقرارهم بهذا الحدث رغم عداوتهم
ومن المعروف أنه لو أعترف لك عدوك بفضل فيك فلا شك أن هذا الفضل أو هذه الصفة الحسنة فيك بالفعل
لأن عدوك لن يدخر جهدا فى تشويه صورتك ولو بالباطل ولا يعترف لك بفضل إلا أن يكون لا خلاص له من ذلك .

.