حسام الدين حامد
10-12-2008, 02:13 AM
قال المنفلوطي رحمه الله في مقالةٍ له بعنوان " الإنصاف " :
إذا كان لكَ صديقٌ تحبه و تواليه ثم هجمتَ منه على ما لم يحل في نظرك ، و لم يتفق مع ما علمتَ من حاله ، و ما اطَّردَ عندك من أعماله ..
أو :
كان لك عدوٌّ تذمُّ طباعه ، و تنقمُ منه شؤونه ، ثم برقت لك من جانب أخلاقه بارقةُ خيرٍ ..
فتحدثتَ بما قام في نفسك من مؤاخذة صديقك على الخصلة التي ذممتها ، و حمدِ عدوك على الخلة التي حمدتها ..
عدَّكَ الناسُ متلونًا أو مخادعًا أو ذا وجهين ، تمدح اليوم من تذم بالأمس ، و تذم في ساعة من تمدح في أخرى ، و قالوا : إنك تُظهر ما لا تضمر و تخفي غير الذي تبدي !!
و لو أنصفوكَ لأعجبوا بك و بصدقك ، و لأكبروا سلامة قلبك من هوى النفس و ضلالها ، و لسمّوا ما بدا لهم منك اعتدالًا لا نفاقًا ، و إنصافًا لا خداعًا ، لأنك لم تغلُ في حبِّ صديقك غلوَّ من يعميه الهوى عن رؤية عيوبه ، و لم تتمسك من صداقته بالسبب الضعيف ، فعُنيتَ بتعهد أخلاقه ، و تفقد خلاله لإصلاح ما فسد من الأولى و اعوجَّ من الأخرى !!
إن صديقك الذي يبسم لك في حالي رضاك و غضبك ، و حلمك و جهلك ، و صوابك و سقطك ، ليس ممن يُغتبط بمودته أو يوثق بصداقته ، لأنه : لا يصلح أن يكون مرآتك التي تتراءى فيها فتكشف لك عن نفسك ، و تصدقك عن زينك و شينك ، و حلوك و مرك.
و هو إما : جاهلٌ متهورٌ في ميوله و أهوائه فلا يرى غير ما تريد أن ترى نفسه لا ما يجب أن تراه .
و إما : منافقٌ مخادعٌ قد علم أن هواك في الصمت عن عيوبك و تجرير الذيول عليها فجاراك فيما تريد ليبلغ منك ما يريد !!
فها أنت ذا ترى أن الناس يعكسون القضايا ، و يقلبون الحقائق ، فيسمون الصادق كاذبًا و الكاذب صادقًا و لكن الناس لا يعلمون !!
( انتهت المقالة بكاملها )
"النظرات"
ربما يكون للبقية حديث ..
إن شاء الله ..
إذا كان لكَ صديقٌ تحبه و تواليه ثم هجمتَ منه على ما لم يحل في نظرك ، و لم يتفق مع ما علمتَ من حاله ، و ما اطَّردَ عندك من أعماله ..
أو :
كان لك عدوٌّ تذمُّ طباعه ، و تنقمُ منه شؤونه ، ثم برقت لك من جانب أخلاقه بارقةُ خيرٍ ..
فتحدثتَ بما قام في نفسك من مؤاخذة صديقك على الخصلة التي ذممتها ، و حمدِ عدوك على الخلة التي حمدتها ..
عدَّكَ الناسُ متلونًا أو مخادعًا أو ذا وجهين ، تمدح اليوم من تذم بالأمس ، و تذم في ساعة من تمدح في أخرى ، و قالوا : إنك تُظهر ما لا تضمر و تخفي غير الذي تبدي !!
و لو أنصفوكَ لأعجبوا بك و بصدقك ، و لأكبروا سلامة قلبك من هوى النفس و ضلالها ، و لسمّوا ما بدا لهم منك اعتدالًا لا نفاقًا ، و إنصافًا لا خداعًا ، لأنك لم تغلُ في حبِّ صديقك غلوَّ من يعميه الهوى عن رؤية عيوبه ، و لم تتمسك من صداقته بالسبب الضعيف ، فعُنيتَ بتعهد أخلاقه ، و تفقد خلاله لإصلاح ما فسد من الأولى و اعوجَّ من الأخرى !!
إن صديقك الذي يبسم لك في حالي رضاك و غضبك ، و حلمك و جهلك ، و صوابك و سقطك ، ليس ممن يُغتبط بمودته أو يوثق بصداقته ، لأنه : لا يصلح أن يكون مرآتك التي تتراءى فيها فتكشف لك عن نفسك ، و تصدقك عن زينك و شينك ، و حلوك و مرك.
و هو إما : جاهلٌ متهورٌ في ميوله و أهوائه فلا يرى غير ما تريد أن ترى نفسه لا ما يجب أن تراه .
و إما : منافقٌ مخادعٌ قد علم أن هواك في الصمت عن عيوبك و تجرير الذيول عليها فجاراك فيما تريد ليبلغ منك ما يريد !!
فها أنت ذا ترى أن الناس يعكسون القضايا ، و يقلبون الحقائق ، فيسمون الصادق كاذبًا و الكاذب صادقًا و لكن الناس لا يعلمون !!
( انتهت المقالة بكاملها )
"النظرات"
ربما يكون للبقية حديث ..
إن شاء الله ..