المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فى رحاب السنة حق العباد على الله



ايمان نور
10-14-2008, 12:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا مايتسائل العباد عن حقهم على الله سبحانه وتعالى
وهو أمر مُسلسل او دعنا نقول أن حق العباد على الله هو نتيجة منطقية لأداء واجبهم أمام الله أو حقه تعالى عليهم
***


‏حدثنا ‏ ‏هداب بن خالد الأزدي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏همام ‏ ‏حدثنا ‏ ‏قتادة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏عن ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قال ‏
‏كنت ‏ ‏ردف ‏ ‏النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ليس بيني وبينه إلا ‏ ‏مؤخرة الرحل ‏ ‏فقال يا ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قلت لبيك رسول الله وسعديك قال ‏ ‏هل تدري ما حق الله على العباد قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم سار ساعة قال يا ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قال قلت الله ورسوله أعلم قال أن لا يعذبهم ‏
باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا فى كتاب الإيمان صحيح مسلم


ومن الشرح :

‏قال صاحب التحرير اعلم أن الحق كل موجود متحقق أو ما سيوجد لا محالة
فحق الله تعالى على العباد معناه ما يستحقه عليهم متحتما عليهم وحق العباد على الله تعالى معناه أنه متحقق لا محالة . هذا كلام صاحب التحرير وقال غيره : إنما قال حقهم على الله تعالى على جهة المقابلة لحقه عليهم ...

***
بإختصار ألزم الله نفسه بالعدل والرحمة وعدم تعذيب من حقق حق الله عليه ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً والظلم هنا مرادف للشرك تماماً كقول الله تعالى : الَّذِينَ آمنوا وَلمْ يَلْبسُوا إِيمَانَهمْ بظُلْمِ أولَئكَ لَهُم الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدونَ ، أى لم يختلط بتوحيدهم شرك بالله تعالى وهم فى ذلك صنفان إما مؤمن لم يقع فى الكبائر أو تاب منها فله بذلك الأمن من عذاب النار أو وقع فى كبائر وذنوب فله بذلك الأمن من الخلود فى النار أى خلود دون الخلود وهو معنى قول الله تعالى وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وقوله : وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً

فكما نرى حتى المؤمن صاحب الكبيرة ينجيه الله من عذاب الخلود فى النار .

لأن الذنوب والمعاصى مهما عظمت ووصلت إلى الكبائر لا تُعدم صاحبها توحيده وإيمانه الذى به _ أى إنعدام التوحيد _ يستحق الفرد الخلود فى النار..
وهذا معنى الرواية بين أيدينا :
حدثنا ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن أبي عدي ‏ ‏عن ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏حبيب بن أبي ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن وهب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي ذر ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال لي ‏ ‏جبريل ‏ ‏من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم يدخل النار قال وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ‏.

باب ذكر الملائكة كتاب بدء الخلق ..صحيح البخاري ..

وعدم الدخول هنا أى عدم الخلود فيها خلود الكافر ..
السؤال وإن لم يتب ؟!
نعم وإن لم يتب
فقال الإمام شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني -رحمه الله تعالى-:

ويعتقد أهل السنة أن المؤمن وإن أذنب ذنوبا كثيرة صغائر وكبائر، فإنه لا يُكَفَّرُ بها، وإن خرج عن الدنيا غير تائب منها، ومات على التوحيد والإخلاص، فإن أمره إلى الله -عز وجل- إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة يوم القيامة سالما غانما غير مبتلى بالنار ولا معاقَب على ما ارتكبه واكتسبه، ثم استصحبه إلى يوم القيامة من الآثام والأوزار، وإن شاء عاقبه وعذبه مدة بعذاب النار، وإذا عذبه لم يخلده فيها، بل أعتقه وأخرجه منها إلى نعيم دار القرار.

أى يقع فى خطر المشيئة إما عفو بغير عذاب وإما عقاب بعده الجنة ...

إذا الفيصل فى ذلك التوحيد ...

وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
إذاً :
حق الله على عباده : الإيمان به وبصفاته وأسمائه وتوحيده وعدم الشرك به وحبه واتباع محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان برسله بإختصار بعد توحيده > إتباع ما جاء به رسول كل أمة وهذا ملمح فى قوله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة إلى جانب ملامح أخرى منها تكفير تارك الصلاة .

نأتى لقوله ( ص ):
أن لا يعذبهم ‏

والمراد هنا عذاب الخلود فى النار ويتضح هذا من اسم الباب
الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا

أسئلة عديدة يطرحها الغير مسلم
هل الخلود فى النار مكافىء لذنب الكفر؟
هل من قال كلمة التوحيد فى آخر عمره يدخل الجنة على ماكان منه من كفر وجحد وعلى ما سيكون من إيمان بغير عمل ؟
هل يكفى إيمان القلب وعدم نطق الشهادة ؟

الجواب :
‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وزهير بن حرب ‏ ‏كلاهما ‏ ‏عن ‏ ‏إسمعيل بن إبراهيم ‏ ‏قال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن علية ‏ ‏عن ‏ ‏خالد ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏الوليد بن مسلم ‏ ‏عن ‏ ‏حمران ‏ ‏عن ‏ ‏عثمان ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة

باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا كتاب الإيمان صحيح مسلم

من الشرح :
ومذهب أهل السنة أن المعرقة مرتبطة بالشهادتين لا تنفع إحداهما ولا تنجي من النار دون الأخرى إلا لمن لم يقدر على الشهادتين لآفة بلسانه أو لم تمهله المدة ليقولها , بل اخترمته المنية
إذا مذهب السنة أن التوحيد يتحقق بالقلب ويصدقه القول والعمل بالجوارح ولا يكفى القلب وحده ..
لكن هب أن كافراً أسلم وقت الإحتضار ولم يعمل بأى عمل ؟!
تقبل توبته مالم يغرغر
الله أكبر
ويثبت هذا ما قاله الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبى طالب عند موته قبل ( الغرغرة )
يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله . رواه البخاري ومسلم.

إذا المحك فى >>> التوحيد والعمل بحسب مايقدره الله فهذا أسلم ومات وهذا أسلم وقال الشهادة بقلبه ولم يسعفه لسانه ومرضه .
وهذا نجده فى رواية أقتطف منها :
وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها .
لا إله إلا الله


ونأتى للسؤال :
هل الخلود فى النار مكافىء لذنب الكفر؟

وأى تكافؤ وأى عدل أكثر من هذا
هذا العذاب والخلود غضب بعد رحمة وإمهال
حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عجلان ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي ‏
‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح غريب ‏
سنن الترمذى ، وفى البخارى

أن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه أن رحمتى سبقت غضبى .

رحمة الله بالكافر وصور إمهاله له :

فألزم الله نفسه بإمهال الكافر والمذنب وهذه رحمة ،
وألزم نفسه بقبول التوبة والإسلام ولو قبل الغرغرة وهذه رحمة ،
وألزم نفسه بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين وهذه رحمة ،
ومن مظاهر رحمته أيضاً ماألزمنا به نحن كمن قال كلمة التوحيد وصدق بها لمن كفر بها
من حسن المعاشرة وصلة رحم الأهل والإحسان إليهم ولو كفروا
عن أسماء بنت أبي بكررضي الله عنهما ، قالت : قدمت عليَّ أمي ، وهي مشركة في عهد قريشٍ إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إنّ أمي قدمت عليَّ وهي راغبة ، أفأصلها ؟ قال : " نعم ، صليها .
وهذا من الرحمة ونشر كلمة التوحيد بمقتضاها أى بما أدت إليه من حسن العمل والعشرة ومن نفس الباب حسن جوار الكافر والدفاع عن المظلوم وكل صور المعاملة بالمعروف للتأليف والدعوة إلى الكلمة السواء ، وهى التوحيد .
لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين َ.
ومن رحمته التى وضعها فينا وألزمنا بها إجارة المشرك - حتى يسمع كلام الله .
أيضاً من رحمته تأكيد ماجاء به رسله بإشارات فردية أى للكافر بعينه إن شاء الله منها إجابة دعاء المضطر


أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوۤءَ

الله
ففى تلك اللحظة المضطر يخلص ولكن ينتكس بعدها على عقبيه كما قال الله تعالى : فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ

لذا فى الآخرة لا يُستجاب لهم وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ لأن الفرصة مرّت والإمهال إنتهى ولم يحقق الكافر واجبه ( التوحيد ) فليس له عند الله حق .

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(ولو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة: لم ييأس من الجنة. ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب: لم يأمن من النار) .

ولكن الكافر يأس من الجنة والنار والبعث والحساب .
يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم من اليهود قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور

وكذلك الإيمان درجات كلما زاد فى القلب زاد الوجل من عقاب الله مع الرجاء فتكثر الأعمال الصالحة .

وهذا معنى قوله : "مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِله إِلاَّ الله وحدهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ محمَّداً عبده ورسُولُه وَأنَ عِيسى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وكلمتُه ألقاها إِلى مريم ورُوحٌ منه والجَنَّةَ حقٌّ والنَّارَ حقٌّ أدخله الله الجَنة على ما كان من العمل "

لذا فالكافر لم يؤمن بكلمة التوحيد ولا بالجنة والنار والبعث والحساب فحُرمت عليه الجنة فكيف يكفر بها وبمن خلقها ومن بشّر بها ويأمل فى العيش فيها !
لذا رحمته تعالى غلبت وسبقت غضبه ,

فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
إيمان عبد الفتاح

نصرة الإسلام
10-14-2008, 03:45 PM
الأخت الفاضلة ايمان :
بارك الله فيك و جزاك خيراً على هذا الطرح المنظم المتسلسل .


حق الله على عباده : الإيمان به وبصفاته وأسمائه وتوحيده وعدم الشرك به وحبه واتباع محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان برسله بإختصار بعد توحيده > إتباع ما جاء به رسول كل أمة وهذا ملمح فى قوله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة إلى جانب ملامح أخرى منها تكفير تارك الصلاة و بالنسبة للملمح المذكور ههنا من تكفير تارك الصلاة , فأود أن أشير ابتداءً إلى أن هذا ليس هو رأى الجمهور .

و لستُ هنا بصدد بيان الآراء الفقهية المختلفة لهذه المسألة , و لستُ معترضةً أيضاً على كون تكفير تارك الصلاة ( كفراً أكبر مخرج من الملة ) هو رأى فقهى لعلماء كبار معتبرين , و لكنى أعتقد أنه مادامت المسألة فقهية مختلَف فى حكمها بين العلماء المعتبرين فلابد من ذكر الآراء الفقهية كلها , لا أن يُقتصَر على ذكر الاعتقاد الفقهى لكاتب المقال إذ أن المقال موجه لكل المسلمين على اختلاف مذاهبهم الفقهية المتبَعة , حتى لا يكون الرأى الفقهى لكاتب المقال حَجراً على الآراء الفقهية المختلفة التى يتبعونها , و حتى لا يكون المقال نفسه حِكراً على المتبعين لمذهب فقهى معين دون الآخرين .

بل إن عدم ذِكر الحكم الفقهى أصلاً ( فى موضوع كهذا لا يَنْصَب فى أصله على الصلاة و حكمها ) لَهُوَ الأسلوب الدعوى الأمثل فى هذه الحالة .

وفقكِ الله لما يحب و يرضى و جزاك خيراً كثيراً ..... اللهم آمين .

ايمان نور
10-14-2008, 05:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***
سبب عدم ذكرى لأقوال الفقهاء ياأخية ذكرتيه أنتِ بقولك


و لستُ هنا بصدد بيان الآراء الفقهية المختلفة لهذه المسألة
إلى جانب أنى مع أقوى الأدلة ..
أما سبب أخذى بقول تكفيره
فهناك ياأختى مايسمى بترجيح الأدلة
وأختصر لكِ القول من مركز الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأخذ بالقول بكفر تارك الصلاة أ غيره من أقوال أهل العلم في المسائل التي فيها خلاف سببه الترجيح بين الأدلة الواردة في الموضوع، ولهذا رجحنا القول بكفر تارك الصلاة ت كاً كلياً لرجحان الأدلة الواردة في القول بكفره،
فلو كان مشايخنا الكرام عند الكلام يتحدثون بما رجحوه ونجد مثلاً ابن تيمية يقول اختلف العلماء فى تلك المسألة والرأى الصحيح هو كذا لا يفرض رأيه فقط يقوله .:emrose: وكلمة الصحيح أى الراجح . فليس عيباً أن أقتدى بهم .من باب الترجيح لا فرض الرأى على القارىء بل أفتح له الباب ليقرأ ويزداد إطلاعاً .
وسبب الترجيح يظهر بصورة جلية هنا فى شرح الشيخ بن عثيميين
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16940.shtml

وبارك الله فيكِ أخية ورفع قدرك وهدانى وإياكِ لما يحب ويرضا ..
والحمد لله على نعمة الإسلام ..

نصرة الإسلام
10-14-2008, 06:43 PM
اختى الفاضلة ايمان :
ليس عيبا اطلاقا يا حبيبتى ان تقتدى بمن شئتِ من علماءنا الافاضل .
فالخلافات الفقهية المعتبرة بين علمائنا ليس فيها حرج .... لماذا ؟؟
لأن كلهم مجتهد و بالتالى فكلهم لا يأثم و كلهم مأجور إما بالأجر أو الأجرين , و كذلك أيضاً العوام المتبعون لهم من باب أولى .
فلا غضاضة ابداً فى أن يتبع أىٌ من العوام من شاء من العلماء المعتبرين , و لذلك قلتُ لك آنفاً أنى لست معترضة على كون تكفير تارك الصلاة ( كفراً اكبر مخرج من الملة ) رأياً فقهياً لعلماء كبار , و أعلم ُ أدلتهم جيداً و أحترمها على الرغم من كونى لا آخذ بهذا الرأى بل برأى الجمهور .

أما بالنسبة لقولك ( الرأى الراجح ) .... الراجح بالنسبة لمن ؟؟؟
فمن الطبيعى أن يكون الرأى الراجح بالنسبة لك هو رأى العلماء الذين أنت مقتنعة بأدلتهم , و كذلك الأمر بالنسبة إلى هؤلاء العلماء أنفسهم , فمن البدهى أن يكون الراجح بالنسبة إليهم هو رأيهم لاقتناعهم بأدلتهم الشرعية .
و بالتالى فإن من البدهى أيضاً أن يكون الرأى الراجح عند الفريق الآخر هو الرأى الثانى لاقتناعهم بأدلته و إلا لو كان عندهم مرجوحاً لما اقتنعوا به أساساً .

و تقولين أختى أن ابن تيمية عند ذكره للراجح عنده لم يكن يفرض رأيه على الآخرين .
هذا صحيح بالطبع لأن أساس كلامه و موضوع كتابه هو الأحكام الفقهية أو الفتاوى , فبدهى أن يذكر الرأى الراجح عنده و أدلته الشرعية مباشرة و صراحة .
و هذا عين ما قصدتُه بقولى ( أن أساس موضوعك لا ينصب على الصلاة و حكمها ), لذلك لو قرأتيه بدون عبارة تكفير تارك الصلاة لوجدتيه تاماً مكتمل المعنى , لأن اساسه ينصب على حق العباد على الله و قد صغتِهِ بأسلوب يصنفه فى باب الرقائق أى أنه مما تُستمال به القلوب . بخلاف كلام ابن تيمية , لو حذفتى منه حكم تارك الصلاة اختل المعنى بل لأصبح كلامه بلا معنى لأن أساس و موضوع كلامه هو الفتوى و ذِكر الحكم الشرعى ( و أنتِ نفسك أتيت بالفتوى من مركز الفتوى ) .
و من الأساليب الدعوية المثلى عند استمالة القلوب ألا يذكر الداعى اعتقاده الفقهى ( و خصوصاً عندما يكون تكفيراً ) لأنه يستميل القلوب عامة و ليس قلوب من على نفس مذهبه الفقهى خاصةً , إضافة إلى أن التكفير له وقع شديد و قاسٍ ( و لستُ أبالغ إن قلتُ منفر ) على قلوب الناس , فينبغى التلطف فى استخدام الكلمات - لاسيما أن المسألة فقهية مختلَف فيها و ليست عقدية - خاصة و الداعى بصدد ترقيق القلوب و ليس الإفتاء و ذكر الأحكام الشرعية كما فى حال ابن تيمية .

فالداعية مثلاً إذا تصدى لدعوة النساء للحجاب , فليس من الفطنة أن يذكر لهم ابتداءً أدلة فرضية النقاب !!!!!!!!! بل عليه أن يتحاشى ذلك بقدر الإمكان .
لكن بداية يستميل قلوبهن بتحبيب الحجاب إليهن و أنه ليس ظلماً للمرأة أو عائقاً لها عما أحل الله لها من متع الدنيا .... الخ , أى يتدرج معهن فى الدعوة حتى يصل إلى صفة الحجاب الشرعى و آراء الفقهاء ... و هكذا .
و أذكر أنى كنتُ أذهب إلى أخت منتقبة تدعو الأخوات المتبرجات للحجاب و كانت كلما ورد ذكر الحجاب أجدها تصفه بكلمة (الحجاب الشرعى ) و لم تذكر كلمة ( النقاب ) مطلقاً لأنها داعية فطنة و تعلم أنها إن فعلت ذلك مع أخوات متبرجات فلن تسمع لها واحدة منهن , بل ستنفرهن من الدين بالكلية , فاستخدمت كلمة توافق فكرها و اعتقادها و لا تنفرهن من الحجاب فى ذات الوقت , و كانت النتيجة أن تحجبن كلهن لاحقاً و منهن من انتقبن بفضل الله تعالى .

فلست معترضة اطلاقاً على الحكم الفقهى و الراجح و المرجوح أختى الكريمة , بل لا أعنيه أصلاً ههنا و لكنى أوضح الأسلوب الدعوى الأمثل المتبَع و الذى يختلف باختلاف موضوع الدعوة و المدعوين لها .
أتمنى أن يكون قد اتضح مقصدى و لكِ حبيبتى أن تختارى الأصلح لكِ .
رعاك ِ الله و وفقكِ ...... اللهم آمين .

ايمان نور
10-14-2008, 09:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله عنى خيرا استفدت من تعقيبك بخصوص الأسلوب الدعوى
بالنسبة لقولك

أما بالنسبة لقولك ( الرأى الراجح ) .... الراجح بالنسبة لمن ؟؟؟
فمن الطبيعى أن يكون الرأى الراجح بالنسبة لك هو رأى العلماء الذين أنت مقتنعة بأدلتهم , و كذلك الأمر بالنسبة إلى هؤلاء العلماء أنفسهم , فمن البدهى أن يكون الراجح بالنسبة إليهم هو رأيهم لاقتناعهم بأدلتهم الشرعية .
و بالتالى فإن من البدهى أيضاً أن يكون الرأى الراجح عند الفريق الآخر هو الرأى الثانى لاقتناعهم بأدلته و إلا لو كان عندهم مرجوحاً لما اقتنعوا به أساساً
هذا للتوضيح فقط مادمنا تحدثنا ولكن بإذن الله لا نستفيض حتى لا يذهب هدف الموضوع الأصلى ..
فى الغالب أختى نقول أن الراجح معناه هو قول الجمهور حتى لا يتشتت السائل إن كان غير ذى علم فقهى ويأخذ بقولهم .ولكن قد يرجح القول المخالف للجمهور على قول الجمهور فلا يؤخذ الأمر بالكثرة .
ولكن معنى ترجيح هو وضع كل رأى فى كفة ونرى أيهما يرجح على الآخر بناءاً على الثبوت والوضوح والصراحة والمدلول وغيرها وهذا ليس لى بل للعلماء بعد جمع الأدلة المتعارضة .

أتمنى أن يكون قد اتضح مقصدى و لكِ حبيبتى أن تختارى الأصلح لكِ
جزاكِ الله خيراً وشكراً لنصحك الهادف المفيد صراحةً استفدت من نصحك بارك الله فيكِ ولا حرمنا الله نصحك الجميل .