المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمرو بن العاص وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما



محارب الروافض
10-16-2008, 08:10 AM
عمرو بن العاص

ما أكثر المواقف التي تألق فيها ذكاء عمرو بن العاص ودهاؤه (...) وقد كان أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله، ولعن الله قاتله أبا لؤلؤة فيروز المجوسي يدرك ويعرف مواهب ودهاء عمرو بن العاص ومن أجل ذلك وعندما أرسله إلى الشام قبل مجيئه إلى مصر قيل لأمير المؤمنين إن على رأس جيش الروم «أرطبونا» أي قائدا وأميرا من الشجعان الدهاة فكان جواب عمر: «لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب».

وضع عمرو بن العاص دهاءه وشجاعته في خدمة الإسلام، وعندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى كان عمرو واليه على عمان، وفي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبلى عمرو بن العاص بلاءه المشهود في حروب الشام ثم في تحرير مصر من الرومان، وحين كانت الأحداث الخطيرة تجتاح المسلمين كان عمرو بن العاص يتعامل مع تلك الأحداث بأسلوب أمير معه من الذكاء والدهاء والمقدرة ما يجعله واثقا بنفسه معتزا بتفوقه، ولكن معه كذلك من الأمانة ما جعل أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه- وهو الصارم في اختيار ولاته- يختاره واليا على مصر طوال حياة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وفي السنة الثالثة والأربعين من الهجرة أدركت الوفاة عمرو بن العاص بمصر حيث كان واليا عليها، وتحت ثرى مصر ثوى رفاته، وفوق أرضها لا يزال مجلسه قائما عبر القرون تحت سقف مسجده العتيق- جامع عمرو بن العاص- أول مسجد في مصر ذكر فيه اسم الله الواحد الأحد، وأعلنت بين أرجائه ومن فوق منبره كلمات الله ومبادئ الإسلام.

***

سعد بن أبي وقاص الأسد في براثنه من هذا الذي كان إذا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه حيّاه وداعبه قائلا:

«هذا خالي... فليرني امرؤ خاله»

إنه سعد بن مالك الزهري أو سعد بن أبي وقاص الأسد في براثنه، يقول أحد الصحابة عنه: «ما سمعت رسول الله يفدي أحد بأبويه إلا سعداً، فإني سمعته يوم أحد: إرم سعد.. فداك أبي وأمي».

كان سعد من أشجع فرسان العرب والمسلمين، وكان له سلاحان رمحه ودعاؤه، إذا رمى في الحرب عدواً أصابه.. وإذا دعا الله دعاءً أجابه، كيف لا وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الدعوة المأثورة: «اللهم سدد رميته.. وأجب دعوته».

جاء يوم القادسية، وتجمع الفرس جيشاً وشعباً كما لم يتجمعوا من قبل بقيادة أشهر وأخطر قادتهم «رستم» فوقف لهم سعد الفارس المقدام خال رسول الله صلى الله عليه وسلم والسابق إلى الإسلام بطل المعارك والغزوات الذي لا ينبو له سيف ولا يزيغ منه رمح، يقف على رأس جيشه في إحدى معارك التاريخ الكبرى، واستقبل جنوده مكبراً أربعاً الله اكبر... وقد ذراعه كالسهم النافذ مشيراً إلى العدو وصاح في جنوده: هيا على بركة الله، وكان صوته المفعم بقوة العزم والأمل يجعل من كل جندي فرد، جيشاً بأسره، وتهاوى جنود الفرس كالذباب المترنح وتهاوت معهم الوثنية وعبادة النار، وطارت فلولهم المهزومة بعد أن رأوا مصرع قائدهم وخيرة جنودهم، وطاردهم الجيش حتى «نهاوند»، ثم «المدائن» فدخلوهما ليحملوا إيوان كسرى وتاجه غنيمة.

وجاءت موقعة المدائن بعد موقعة القادسية بقرابة عامين، تجمعت فيها فلول الجيش الفارسي، وبقاياه في المدائن، وأصدر سعد أمره إلى الجيش بعبور نهر دجلة إلى المدائن، وجهز كتيبتين لتأمين مكان الوصول على الضفة الأخرى التي يرابط العدو حولها إحداهما كتيبة (الأهوال) بقيادة عاصم بن عمرو والثانية (الكتيبة الخرساء) بقيادة القعقاع بن عمرو، ونجحت خطة (سعد) يومئذ نجاحاً ذهل له المؤرخون، بل لم تضع منهم شكيمة فرس! وانتصر الإسلام على وثنية الفرس وأطفأ الله نيرانهم.

وذات يوم من أيام العام الرابع والخمسين للهجرة وقد جاوز سعد سن الثمانين، لقى ربه، وكفنوه في رداء قديم لقي به المشركين في يوم بدر وادخره لذلك اليوم، وفوق أعناق الرجال حمل من العقيق إلى المدينة جثمان آخر المهاجرين وفاة، ليأخذ مكانه إلى جوار ثلة طاهرة في تراب البقيع وثراه، وثوى في البقيع بطل القادسية، وفاتح المدائن، ومطفئ النار المعبودة في بلاد فارس إلى الأبد.

?ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم? «سورة الحشر، الآية10»



aalhadlaq@alwatan.com.kw

تاريخ النشر 16/10/2008

ناصر التوحيد
10-16-2008, 08:51 AM
بارك الله فيك واحسن الله اليك
أولئك آبائـي وعظماء امتي فجِئني بالمزيد عنهم