المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن لا يملك لمن لا يستحق



سليم يوسف على
10-17-2008, 05:20 PM
ممن لا يملك لمن لا يستحق


في الأسبوع الأول من الشهر الجاري تناقلت وكالات الأخبار نبأ مطالبة روسيا لإسرائيل بتسليمها قطعة أرض تقع في قلب مدينة القدس ، وتقوم عليها الآن مباني تضم مكاتب وزارة الزراعة الإسرائيلية ومكاتب جمعية حماية الطبيعة في إسرائيل .
وهذه القطعة من الأرض تسمى باحة سيرجي Sergei’s Courtyard
وتشمل حديقة غناء ومباني كبيرة تحيط بها ، وقد سميت على اسم الدوق سيرجي الكسندروفتش ابن القيصر الروسي ألكسندر الثاني و بنى فيها الروس عام 1890 محل إقامة للحجاج الروس القاصدين الأماكن المقدسة المسيحية في فلسطين .
ومنذ حوالي 45 سنة اشترى الإسرائيليون معظم هذه الأرض من الروس مقابل شحنات برتقال بسبب افتقار إسرائيل آنذاك للعملة الصعبة .
وتأتي هذه المطالبة في وقت شهدت فيه العلاقات الروسية الإسرائيلية توتراً حاداً بسبب غزو روسيا لجورجيا - والتي أصبحت أخيراً حليفاً مقرباً لإسرائيل - وبسبب موقف روسيا المؤيد إلى حد ما لبرنامج إيران النووي .
وقد وافقت الحكومة الإسرائيلية على تسليم هذه الأرض لروسيا بشرط عدم إحداث أي تغييرات رئيسية فيها إلا بموافقة الحكومتين الإسرائيلية والروسية معاً .
ولكن التسليم قد يتأخر بسبب دعوى قضائية رفعها ( المجلس الوطني القانوني لأرض إسرائيل ) الذي يقول أن هذه الاتفاقية تمثل انتهاكاً لسيادة دولة إسرائيل .
أنكر المسئولون الروس أن تكون لروسيا أي نية في اكتساب نفوذ أكبر في الشرق الأوسط عبر استردادها لباحة سيرجي ، وقالوا أن المسألة تتعلق فقط باستعادة ملكية مكان ذي قيمة تاريخية وزعموا بأن هذا المكان سيتحول الى مركز ثقافي يسعى إلى تحسين العلاقات بين البلدين .
وبعد بسط القول فى تفاصيل هذه المطالبة ، فإن المرء يعجب كل العجب من غياب أو تغييب المالك الشرعي لتلك الباحة ولكل فلسطين ألا وهو الشعب العربي الفلسطيني .
أليس من الأولى أن يرد الروس تلك الأرض إلى صاحبها الأصلي الذي كان يملكها إبان القرن التاسع عشر؟ وأصلاً بأي حق باعها الروس ليهود ) هم أيضاً روس ولا شك( بشحنات برتقال فلسطيني ؟
ولست أدري لأي الأمرين يكون كل العجب والاستغراب : لوقاحة الروس والإسرائيليين الذين يتفاوضون على قطعة أرض ليست أصلاً لأي منهم بل هي لمالك آخر يعرفونه جيداً كما يعرفون أبناءهم أم لهوان أرضنا علينا نحن العرب والمسلمين حتى صار الأغراب يتفاوضون ويتخاصمون عليها كالذئاب ؟