المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة لاحمد شوقي في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم



حمادة
10-19-2008, 12:25 PM
نـبـي الـبـر بـينه سـبيلا === و سـن خـلاله و هدى الشعابا

تـفرق بـعد عيسى الناس فيه=== فـلما جـاء كـان لـهم مـتابا

وشـافي النفس من نزغات شر=== كـشاف مـن طـبائعها الذئابا

وكـان بـيانه لـلهدي سـبلا=== و كـانت خـيله لـلحق غـابا

و عـلمنا بـناء الـمجد حـتى=== أخـذنا إمرة الأرض اغـتصابا

و مـا نـيل الـمطالب بالتمني === و لـكن تـؤخذ الـدنيا غلابا

و مـا استعصى على قوم منال=== إذا الإقـدام كـان لـهم ركـابا

تـجلى مـولد الهادي و عمت=== بـشائره الـبوادي و الـقصابا

و أسـد ت لـلبرية بنت وهب=== يـدا بـيضاء طـوقت الرقابا

لـقد وضـعته وهـاجا مـنيرا === كـما تـلد الـسماوات الشهابا

فـقام عـلى سماء البيت نورا === يـضيء جـبال مـكة و النقابا

و ضـاعت يثرب الفيحاء مسكا === و فـاح الـقاع أرجـاء و طابا

أبـا الزهراء قد جاوزتُ قدري=== بـمدحك بـيد أن لـي انتسابا

فـما عـرف الـبلاغة ذو بيان=== إذا لــم يـتخذك لـه كـتابا

مـدحت الـمالكين فزدت قدرا=== فـحين مـدحتك اقتدت السحابا

سـألت الله فـي أبـناء ديـني=== فـإن تـكن الـوسيلة لي أجابا

و مـا لـلمسلمين سواك حصن=== إذا مـا الـضر مـسهم و نابا

كـأن النحس حين جرى عليهم=== أطـار بـكل مـملكة iiغـرابا

و لـو حفظوا سبيلك كان نورا=== و كـان من النحوس لهم حجابا

بـنيت لـهم من الأخلاق ركنا === فـخانوا الركن فانهدم اضطرابا

وكـان جـنابهم فـيها مـهيبا=== و لَـلأخلاق أجـدر أن تـهابا

فـلولاها لـساوى الـليث ذئبا ==== و ساوى الصارم الماضي قرابا

فـإن قـرنت مـكارمها بـعلم=== تـذللت الـعلا بـهما صـعابا

و فـي هـذا الزمان مسيح علم === يـرد عـلى بـني الأمم الشبابا