المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـواد اليويو !!



حسام الدين حامد
10-19-2008, 02:40 PM
" الواد اليويو "

عندما تكون باحثًا في الرياضيات فأنت تحتاج عقلًا و ورقًا و قلمًا و سلة مهملات !! فإن كنت فيلسوفًا فأنت لا تحتاج إلى سلة المهملات !! و عندما تكون " وفاء سلطان " فما تحتاج غير قلمٍ و أوراق !!

" الواد اليويو " على سن و رمح .. قَيْحٌ ينزُّ من جُرح .. جُرحٌ سببُه حيرة اللّئام .. من أين يُهدم الإسلام ؟! .. فدبّروا له المكائد .. و احتاجوا لهَجوِه القصائد .. فحاروا و ماروا .. و لفّوا و داروا .. إنّهم لا يُحسنون القوافي و الأوزان .. كما أن ظهورهم يصم القصيدة بالبطلان .. فبحثوا عن متكلمٍ بلغة الضاد .. و جابوا لغرضهم خبايا البلاد .. و قام السوق ثم انفض .. راجت الخسة و غيرها كسد ..

" الواد اليويو " على سن و رمح .. قيحٌ ينزُّ من جُرح.. قيحٌ يسيل بلا إرادة .. مُوجّهٌ لغرضهم " بزيادة " .. سال سيلانًا ثقيلًا .. و ملأ حَلْقَه عويلًا .. و أخرجه مرسلًا يتخلص من أذى .. ثم أكل و شرب و تلمظَ .. و من جفّ حلقُه .. و قلّ رزقُه .. أمسكَ قلمَه و كتب .. فإذا المُعطي قد وهب ..

" الواد اليويو " على سن و رمح .. قيحٌ ينزُّ من جُرح.. همسٌ في الأذن .. " اكتب و لا تستكن!" .. لك أجر ما كتبت .. "حسنات" ، "تشكرات" ، "لقاءات" كما أردت .. قرعٌ على الأذن .. مذيع إسرائيل يقول "I love you" .. !!!!! .. !!!!! .. أية مصيبةٍ حلّت برأسك يا فتى ؟! .. أُتيت من عمهٍ أم من عمى ؟!! .. المذيع يحب " يو " .. أم يحب الـ "يو يو " ..


" الواد اليويو " على سن و رمح .. قيحٌ ينزُّ من جُرح.. في عقله انقسام .. و في نفسه انفصام .. يرى الحادثة واحدةً هي هِي .. فتكون حُسنًا و قُبحًا كما تشتهي .. و تكون الحكاية ذاتها تخلفًا و حضارة .. و إن النفس بالسوء لأمارة .. فإن كانت الحادثة في ديارٍ مسلمة .. فهي القبح و التخلف بلا تمتمة .. و إن كانت في ديار أمريكا .. فإنها علامة الحضارة و "الهارمونيكا" ..

" الواد اليويو " على سن و رمح .. قيحٌ ينزُّ من جُرح .. لسانٌ مشقوق .. حافرٌ مشقوق .. كعبٌ مشقوق .. ضميرٌ مشقوق .. لسانٌ مشقوقٌ يفحُّ فحيحًا .. وقاحةً و سبًّا و تجريحًا .. حافرٌ مشقوقٌ " يَبْصُم " حيث يوقف به .. فإن لم " يبصم " فالرفس أولى به .. كعبٌ مشقوقٌ بين غُدوٍّ و رَوَاح .. مؤتمر ، لقاء ، حفلات ، أفراح .. ضميرٌ مشقوقٌ ذو مصفاة من ورق .. و في ظل غليان الأسعار احترق الورق ..

" الواد اليويو " على سن و رمح .. قيحٌ ينزُّ من جُرح .. جسم إنسان .. سَمْت قرصان .. عينٌ عليها رقعة .. رِجلٌ محلها خشبة .. خطافٌ معلقٌ في الذراع .. سوء خُلقٍ مبثوثٌ في الطِّباع .. عينٌ تكيل بمكيالين و تُخسر الميزان .. تُغمض في وجه الحق و تلمع بالكفران .. رِجلٌ لا تعرف طريق التحقيق .. و لا تسلك سبيل التدقيق .. يدٌ لا تعرف الإنصاف .. و لا تنال إلا من الأشراف .. طبعٌ إن رأى مصائب المسلمين فرح .. و هل يأتي الإناء من غير نفسه إذا نضح ؟! ..

أتفكّر فيمن يُفصح عن مكنون الصدر .. فيُثبت أن ذاك الصنف موجودٌ يُعرف بمجرد النظر .. فوجدتُ " أحمد نجم " يكفيني المقال .. و لسوف أذهب بعيدًا عن " أجواء اليويو " أسأل السؤال ..

يا واد يا يويو .. يا مبرراتي ..
يا جبنة حادقة على فول حراتي ..
آستك لسانك ..
فارد ولامم ..
حسب الأُبَيِّج يا مهلباتي

يا واد يا يويو يا مهلبية ..
فوق الصواني ..
سايحة و طرية ..
في كل جلسة تلبس قضية ..
و تخيل عليها أوي يا مشخصاتي

يا واد يا يويو يا مبرراتي ..
حسب الوظيفة وانت و شطارتك ..
تظهر حلاوتك .. تظهر مرارتك ..
لو خفضوك ترتفع حرارتك ..
لو صعدوك حالا ..
تنقلب جيلاتي ..
يا واد يا يويو يا مبرراتي ..


السؤال :
لماذا تكتب "وفاء سلطان" عن الإسلام ؟!

تستمد "وفاء سلطان" توصيفاتها من بيئتها و نفسها – لابد – فتصف المراجع و الكتب الإسلامية بقولها (القمامة التي تعثر عليها عندما تسبر أغوار الكتب والمراجع الإسلامية ).

سلمنا جدلًا أن تلك الكتب " قمامة " .. فلِمَ تُصرُّ "وفاء سلطان" على البحث في "القمامة" ؟!
هوايةٌ و طبعٌ أم فراغٌ أم رسالةٌ إنسانيةٌ أم ( شيءٌ آخر ) ؟!!

إنها تقول مُناقضةً نفسها كعادتها – لا قُطعت لها عادة - ( إنّ وقتي أثمن –قال حسام : و لك أن تتخيل الثمن!- بكثير من أضيّع أجزاء من ثوانيه في قراءة مقالة تبدو هشّة للغاية، عندما أقرأ السطر الأول من فكر هشّ أرميه في أقرب برميل للقمامة).

فإن صدَقَتْ – و هي دائمًا صادقةٌ كدمعة تمساح – فلا تكون المسألةُ مسألةَ هوايةٍ و طبعٍ أو مسألةَ فراغٍ لأنّ وقتها (أثمن بكثير من أضيّع أجزاء من ثوانيه ) و لأنها حين تقرأ فكرًا هشًّا فضلًا عن "قمامة" فإنها تتركه عند (السطر الأول ) ..

فلماذا إذن تُصرُّ على البحث في "القمامة" بل تصرّح تصريحًا – صادقًا كتوسلات ثعلب – فتقول :
( طبعا درست كتب التفسير من ألفها إلى يائها) .
و هو تصريح – كما هو ظاهر – لم يجرؤ على التصريح به عالمٌ فضلًا عن طالبِ علمٍ في تاريخ الإسلام !!

لماذا تُصرُّ على البحث في " القمامة " .. و تتبجح بتصريحاتٍ صادقةً صدقَ سلحفاةٍ تفتخر بماضيها في مضمار سباق ..
لماذا إذن ؟!! رسالةٌ إنسانيةٌ أم ( شيءٌ آخر ) ؟!!

حدثتني نفسي – كعادتها معي – أنّ " وفاء سلطان " تفعل ذلك لتقوم بما لا يقوم به غيرها من بيانٍ لحال هذه "القمامة" تحذيرًا منها ... فتقوم بتلك الرسالة الإنسانية متحمِّلةً في سبيل ذلك مخالفةَ هوايتها و طبعها و مقتطعةً من وقتها ..

كدتُ أركن إلى هذا التبرير " رسالةٌ إنسانيةٌ " لولا أن وجدت قولها ( أليس ما يجري دليلا قاطعا على أن العالم كله قد اتحد لمواجهة الإسلام ... ) .

فرددتُ قول نفسي – كعادتي معها - إذ لم يبقَ أمامي إلا أمران :

- أن "وفاء سلطان" كذبت حين قالت عن الكتب إنها " قمامة " إذ لو كانت كذلك لما اتّحدَ العالم كلّه لمواجهتها .. فليس العالم من الحقارة و التفاهة بحيث يحتشد لمواجهة كتب هي " قمامة " كما زعمت "وفاء سلطان" !! و ليس العالم " كله " من العبث و السفه بحيث لا يترفع عن قراءة "القمامة" كما تترفع "وفاء سلطان" بأجزاء ثوانيها !!

- أنها تكتب عن الإسلام لا من فراغٍ و لا من هوايةٍ و طبعٍ و لا من رسالةٍ إنسانيةٍ و لكنْ من أمرٍ رابعٍ لا أحسبه خفيًّا !!

في خُبثٍ سألَ موقعُ " تقرير واشنطن " الكاتبة :

( هل صحيح أن حسابك البنكي انتفخ بشكل مفاجئ منذ بدأت تهاجمين الإسلام؟)

فردت بكلماتٍ كأنّ الفزع صُبّ فيها صبًّا :
(هذا ليس سؤالا، هذا إتهام وتدخل سافر في خصوصياتي! رصيدي البنكي ومصدر ذلك الرصيد أمر شخصي ولا يحق لأحد أن يسأل عنه. ما يهم الناس رصيدي الفكري والعقلي ومصدر ذلك الرصيد.
لو قلت لك بأن رصيدي مليون دولارا، هل سيغيّر اعترافي هذا من مصداقية كتاباتي؟ لكن عندما أقول لك بأن الإسلام عقيدة إرهابية وأبرهن لك بالعلم والمعرفة، أكون قد غيرّت الكثير.
ومع هذا أقول: ثقي تماما بأن وفاء سلطان هي من أغنى نساء العالم!)

و نحن على ثقةٍ تامةٍ أنها من أغنى نساء العالم ..
و لولا " العين الوحشة " و " العين الراصدة " لكانت في مجلة "فوربس" عشيةَ بدأت الهجوم على الإسلام !!
و حتى يعلم القارئ حقيقة " الانتفاخ المفاجئ في الحساب البنكي " أقتبس له شيئًا ذا دلالةٍ كاشفةٍ من أول رسالةٍ أرسلتها الكاتبة لإحدى صديقاتها في سوريا بعد وصولها الولايات المتحدة فتكتب فيها :
( هنا لا ندفع رشوة كي نحصل على البيض، بل يدفعون لنا رشوة كي نشتري البيض، فقسائم الحسم تصلنا كل أسبوع بالبريد!.. ) .
أي و الله !! " البيض " !! " البيض " يا مسلم !!
نعم !! كان " البيض " يشغل حيّزًا من رسالتها " الأولى " لصديقتها !!
أما اليوم فقد صارت من أغنى نساء العالم !!


في خُبثٍ مماثلٍ حدثتني نفسي :
( اقرأ مقالات وفاء سلطان لتقف على ما فيها و لترى هل هي " تعمل بلقمتها " أم لا !! )
رددتُ :
( أي نفسي !! ماذا تقصدين بقولك " تعمل بلقمتها " ؟!)
استرسلتْ في الخُبثِ قائلةً :
(هذا تعبير يدل على الإخلاص في العمل لا غير ) !!

قرأتُ مقالاتها .. و تذكرتُ قول الرافعي رحمه الله :
( قد ذهبتُ لأرى كيف يتساخف أهلُ هذه الصناعة .. فكان حكمي أن السخافةَ عندنا سخيفةٌ جدًّا ) .
" وحي القلم "

و أنا إذ أقول ذلك لا أقف أمام أخطاء من طراز قول "وفاء سلطان" (الهستامين هرمون ) أو قولها عن طفيليّ ما ( يقوم باختراق دماغ النملة) .. فهي و إن كانت أخطاءً لا يقع فيها دارسٌ للطبّ تخطّى السنة الجامعية الثالثة .. فإنها أمورٌ تدل على مدى العلم الطبي للكاتبة و هو أمرٌ لا أبالي به .. فلا أظن أن هناك من يذهب إليها طالبًا العلاج .. و إلا تعيّن التحذير !!

و لا أقف كثيرًا كذلك أمام أخطاء من مثل قولها (الفيلسوف والمفكر الأمريكي Richard Dawkins) و ريتشارد ليس أمريكيّا -بل هو بريطاني- كما أنه ليس فيلسوفًا -إلا إن كان كل متكلمٍ يسمى فيلسوفًا- و لا أعرف الجديد في وصف إنسانٍ عاقلٍ بـ " المفكر " !! ، أو قولها ( الراهب البوذي المعروف عالميا Dalai Lama ) و "الدالي لاما" ليس اسم شخصٍ بل هو درجةٌ دينيةٌ عند البوذيين اندرج تحتها إلى الآن 14 شخصًا لهم أسماؤهم .. فهذه و إن كانت أخطاء مضحكةً لا يقع فيها شخصٌ له علمٌ بما يتكلم عنه .. فإنها أمورٌ تدل على مدى علم الكاتبة بمن تنقل عنهم – إن كانت هي الناقلة – و هو أمر لا أبالي به .. فلا أظن أن هناك من يسألها عن السير الذاتية .. و إلا لزم التنويه !!

كما أني لن أطيل التعليق على مثل قولها ( قام عالم نفس أمريكي " كذا قالت !! " بوضع مجموعة من البراغيث داخل قطرميز من الزجاج محكّم الإغلاق. حاولت البراغيث الهرب، فارتطمت بالغطاء ومات بعضها. ) فكلما تصورتُ برغوثًا " يرتطم " بالغطاء فـ " يموت متأثرًا بجراحه " لا أملك نفسي ضحكًا على العقلية التي تتصور هذه الحادثة " المروعة " و التي " لا وجود لها " .. غير أني لا أظن الكاتبة يُستعان بها في التجارب العلمية و لا في تحليلها .. و إلا وجب التنبيه !!


(لا أقف .. و إلا تعيّن التحذير !! .. و لا أقف كثيرًا.. و إلا لزم التنويه !! .. لن أطيل التعليق .. و إلا وجب التنبيه !!)
لعل القارئ إن ربط بين كلامي هذا أن يستنتج أني إذ أرى " وفاء سلطان " ليست أهلًا للتحذير منها في أمور التجريب و الطب و السِّيَر ؛ فإني – من باب أولى - لا أراها أهلًا للالتفات إليها في أمر الدين !!

و لذا أعلن - قطعًا للتوهمات و الظنون - أن غرضي من هذا الكلام ليس الدفاع عن الإسلام و لا تحذير المسلمين من "وفاء سلطان" بل غرضي واحدٌ أرنو إليه ، و هو إثبات أن "وفاء سلطان" ليست أهلًا للحوار أصلًا ، و أن الحوار معها و الرد عليها هدرٌ للوقت إذ هي تفتقد الآلة التي يعتمد عليها أي محاور !!

أعود إلى التساخف السخيف جدًّا فأذكر كلمةً مجملةً عن مقالات " وفاء سلطان " ، إذ انتهجت لنفسها سبيلًا في الكتابة لا يتطلب إلا بعض الثرثرة و الكثير من التطاول "أو" بعض التطاول و الكثير من الثرثرة .. و هكذا تقع الطيور على أشكالها .. و لذلك ..

و لذلك لو فككتَ أي مقال لوفاء سلطان – في التهجم على الإسلام – لوجدتَها لجأت في صياغته إلى ثلاثة أمور :

الأمرِ الأولِ : ثرثرةٍ كثيرةٍ عن علم النفس أو عظمة أمريكا - لا سيما في أمر "البيض" - أو تجارب علمية – كتجربة "البراغيث" - أو غير ذلك .. هذا كله دون أن توثِّقَ كلامها بذكر مصادره ، و كأنها تريد أن تفرض كلامها بالسطوة الفكرية على القارئ لا بالاقتناع .. و هذه الثرثرة تساعد على تطويل المقال ..

الأمرِ الثاني : مجموعةٍ من الحكايات – الصادقة أو الكاذبة - يتخللها الافتراء و المبالغة و التحامل و سوء التفسير .. و هذه الحكايات محاولة لإضفاء الجاذبية على المقال ..

الأمرِ الثالثِ : مجموعةٍ من الشبهات مصاغة بطريقةٍ أقل ما توصف به أنها " ساذَجة " و أقصى ما توصف به أنها " انعكاسٌ لأخلاق الكاتبة " .. و هذه الشبهات محاولةٌ للتنفيس و محاربةٌ للتفليس و " علم سيس !! أدب سيس !! " .

يعني .. أعطِ "وفاء سلطان" شبهةً.. و ستعطيك مقالةً و الثرثرة و "الحكاوي" من عندها ..
"يا بلاش" !! و رحم الله زمانًا تحدثت فيه عن "البيض" في رسائلها !!

أما عن أفكارِ مقالاتِ "وفاء سلطان" – تلك – فهي لو حللتَ أية مقالة :
( الطعن في الإسلام ) و ( أيُّ شيءٍ غير الإسلام عظيمٌ حتى لو كان " وفاء سلطان " !! ) .

ثم إني إذ أمثّل لذلك أكتفي بمقالاتٍ للكاتبة – ذكرت أنها ستكون كتابًا - سمّتها ( نبيك هو أنت .. ) !! و هذه المقالات الثمانية عشرة – حتى اللحظة التي أرقُم فيها هذه الكلمات - أعرض منها ما يدل على نصيب الكاتبة من العلم و الفهم و الإنصاف و الانتماء و الصدق !! أرنو إلى هدفٍ واحدٍ هو (إثبات أن " وفاء سلطان " ليست أهلًا للحوار أصلًا ، و أن الحوار معها و الرد عليها هدرٌ للوقت إذ هي تفتقد الآلة التي يعتمد عليها أي محاور !!) .

تنبيه :
عزيزي القارئ !!
حفاظًا على الكينونة الفكرية للكاتبة .. سيتم نقل كلامها كما هو بما فيه من أخطاء لغوية!!

تفصيل :

1- تناقضات .
2- جولة في صفات الكاتبة .

3- افتراء على المسلمين .
4- موقفها من القضية الفلسطينية و اليهود .

5- حكايات .
6- أحاديث مكذوبة .

7- كيف تفهم ؟!
8- شهادة للإسلام من حيث لا تدري و افتراء عليه و كأنها لا تدري.


9- مصادر " وفاء سلطان " في الكتابة و الكلام !!
10- مانيفستو !!



11- دعوها !! فإنها .... !!

حسام الدين حامد
10-22-2008, 04:40 PM
تناقضات ..

و أتى المأمون بإنسانٍ متنبئٍ – أي يدّعي النبوة - فقال له : ألك علامة ؟!
قال : نعم ، علامتي أني أعلم ما في نفسك !
قال : قربت علي ما في نفسي !!؟
قال له : في نفسك أني كذاب !!
قال : صدقت !!

وأمر به إلى الحبس ، فأقام به أياماً ، ثم أخرجه.

فقال : أُوحِيَ إليك بشيء ؟!!
قال : لا .
قال : و لِمَ ؟!!
قال: لأن الملائكة لا تدخل الحبس .

فضحك المأمون وأطلقه .

....................................

وأُتيَ القارئ بوفاء سلطان فقال لها : ألك علامة ؟!
قالت : نعم ، علامتي أني عاقلةٌ باحثة .
قال القارئ : عاقلةٌ باحثة .. فهاتِ ما عندك .

فقالت و قالت ..


(1)
قالت الكاتبة و أنقل الكلام بما فيه من خللٍ في الصياغة :
(ينصح هؤلاء العلماء – أي علماء النفس و السلوك - أن لا يُجبر الناس بطريقة قسرية على التخلي عن بعض العقائد التي اُثبت بطلانها، ولا على أن يُعاملوا كأغبياء أو تافهين لو أصرّوا على التعلق بها) .

و حيث إن الكاتبة ليست من علماء النفس و السلوك و لا تتبع نصحهم فإنها تقول عن مجتمعات المسلمين :
(وعلى مدى أربعة عشر قرنا من الزمن، ظل الغباء الطابع المميّز لتلك المجتمعات دون غيرها) .


(2)
تقول الكاتبة :
( يحتار علماء النفس والسلوك أمام ظاهرة تشبث الناس بعقائدهم رغم إثبات بطلانها، ويتساءلون: كيف يستطيع هؤلاء الناس أن يتمسكوا بعقائد وهم يروون بأمّهات أعينهم البرهان العلمي الذي ينفي مصداقيتها؟!
هذه الحيرة، ولسوء الحظ، قادت في الماضي هؤلاء العلماء إلى النظر بإزدراء إلى أمثال هؤلاء الناس الذين لا يغيّرون عقائدهم بعد دحض العلم لها، وقد وصل بهم الأمر إلى اعتبارهم أغبياء أو مجانين. موقفهم آنذاك يؤكد عدم فهمهم .... )

فالكاتبة تصف علماء النفس و السلوك بسوء الفهم لأنهم اعتبروا المتمسكين بعقيدتهم – التي ثبت بطلانها - أغبياء أو مجانين ..
و هي كذلك تصف نفسها بسوء الحظ و الفهم حين تعتبر بل تصف فتقول :
(في كلّ الاديان، هناك مجانين، ولكن نقمتنا في الإسلام ونعمتهم في كل الأديان الأخرى تكمن بأنّ مجانينهم أقلّ بكثير من عقلائنا!) .

و تقول :
( جميع النقد الذي وجهته للإسلام لم يخرج عن كونه سؤالا حاولت أن أطرحه ثم أجد له الجواب. ماذا كانت النتيجة؟!!
نوبة جنون ضربت أغلبهم فتدافعوا يرفسون ويركلون ويهددون ويتوعدون بالقتل والأرهاب!)

هذا حظّها من الفهم حكمت به لنفسها .. أترك للقارئ الحكم على حظها من الأدب !!

(3)
تقول الكاتبة :
( لن ينجح المعنيون بالتغيير إلا في حالة واحدة، وهي عندما يعتمدون في حوارهم على الحكمة والإحترام ويتجنبون إثارة المشاعر وإذلال الآخرين. )

لذلك حين قرأت كلام الكاتبة بعد ذلك رأيت الفشل يظلل مستقبلها !!


تصف أركان المجتمع المسلم بما يدل على منتهى الحكمة و الاحترام بقولها :
( أنتجت امرأة معتوهة ورجلا أشدّ عتها، وبالتالي مجتمعا عقيما مريضا عاجزا على أن يجاري المجتمعات البشرية الأخرى في انسانيتها وتطورها.) .

و تصف الحياة في مجتمعٍ مسلمٍ بعيدًا عن إثارة المشاعر بقولها :
(فدفعت الحياة في تلك المجتمعات ثمن عته المرأة وغرور الرجل بالإضافة إلى عتهه هو الآخر.)

(4)
تقول الكاتبة :
( أليس ما يجري دليلا قاطعا على أن العالم كله قد اتحد لمواجهة الإسلام ... ).

فهل تصدق أن الكاتبة بذات نفسها بشحمها و شحمها هي التي تقول :
(الغرب، يا سادة، لا يسعى لتدمير الإسلام، بل الإسلام نفسه يسعى لتدمير نفسه. )
ليس هذا و حسب بل إنها تقول :
( الغرب، ياسادة، لا يسعى لتدمير الإسلام، بل للحفاظ عليه! للغرب مصالح في البلدان الإسلامية، تلك حقيقة لا أحد يستطيع إنكارها، والحفاظ على الإسلام هو الطريقة الوحيدة التي تضمن للغرب مصالحه. )

إنها ترى العالم كله اتحد لمواجهة الإسلام و عندها الدليل القاطع على ذلك ..
ثم إنها " يا سادة " ..
تقول إن الغرب يسعى للحفاظ على الإسلام و تلك حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها ...

كيف تفسر هذا الكلام أيها القارئ الكريم ؟!!
هل تظن مثلًا أن الكاتبة لا تعتبر " الغرب " من " العالم " ؟!
أم لعل الكاتبة تظن أن "مواجهة" و " الحفاظ على " لهما نفس المعنى ؟!!
أم هذه حالة فريدة من حالات " الواد اليويو " ؟!!

(5)
قالت الكاتبة :
( استمريت قدر الإمكان في شرح وجهات نظري بطريقة بعيدة كل البعد عن الإستهزاز والسخرية والتجريح. )

ثم تسب مجتمعًا بأكمله و تُلحقه بالحيوانات فتقول :
(الناس في مجتمعاتنا تملك خاصة القطيع لأنها ليست في مستوى وعي أعلى من مستوى وعي القطيع.)
و تسب أفرادًا بأعينهم فتقول :
(ولكي لا أظلم الشيخ الشعراوي، يجب أن أعترف بأنه ليس أول معتوه ...........)
و ترشح كلماتها بعظيم أدبها فتقول :
( نرى المسلم المتمركس يسقط بين الحين والآخر مع القرضاوي في نفس الخندق، كمؤخرتين في سروال واحد!)


(6)
تقول الكاتبة :
( يجب أن تناقش العقائد بطريقة أخلاقية بعيدة عن الإستهزاء والسخرية)

و لو قرأنا ما في كلام الكاتبة من " عدم الاستهزاء و السخرية " لوجدنا قولها عن شخصٍ تراه يعجز عن تقييم عقيدته :
(متى يستطيع هذا المعتوه أن يركّز على نقاط تستطيع أن تصل به إلى خلاصات تتعارض مع تلك الفوضى العقائدية التي تُبرمج اللاوعي عنده؟!!) .

(7)
تقول الكاتبة :
( تقتل امرأتان على الأقل في الباكستان يوميّا بتهمة الزنى، ومنذ عدّة سنوات قرأت إحصائية أخرى تثبت أنه وفي عام واحد تمّ قتل أربعين امرأة في الضفة الغربية بنفس التهمة.)

امرأتان في اليوم في باكستان .. أربعون في العام في الضفة الغربية .. هل ترى أن هذه النسب – إن صحت - متساوية ؟!

الكاتبة ترى ذلك فتقول :
( لماذا تقتصر جريمة القتل "دفاعا عن الشرف" على البلاد الإسلامية دون غيرها، علما بأن لتلك البلاد عادات وتقاليد تختلف بإختلافها؟ ما الذي يجعل معدل تلك الجريمة في الباكستان هو نفسه في الضفة الغربية، ولكلّ من المنطقتين تاريخ وعادات وتقاليد تختلف عن الأخرى) ..

فكيف نثق في كلام الكاتبة في الإحصاء و هي لا تعرف مبادئ علم الحساب من الجمع و الضرب ..

(8)
تقول الكاتبة :
( لي صديق فلسطيني من مواليد الكويت وهو رجل أعمال كبير في إحدى دول الخليج.)

يُقال " فلسطيني يعيش في الكويت أو العكس " أو " فلسطيني معه جنسية كويتية أو العكس " !! أما " فلسطيني من مواليد الكويت " !!

كل هذا لتنتقص أهل فلسطين !! فتقع في نكتةٍ كهذه " فلسطيني من مواليد الكويت " !!

(9)
تقول :
(لماذا تقتصر جريمة القتل "دفاعا عن الشرف" على البلاد الإسلامية دون غيرها، علما بأن لتلك البلاد عادات وتقاليد تختلف بإختلافها؟)

و تقول :
(عندما قال المسيح لأتباعه:"من كان منكم بلا خطيئة فليرميها بحجر"، برمجت عبارته تلك عقولهم وتحكّمت بسلوكهم منذ اللحظة الأولى وحتى تاريخ اليوم، فلم يُرتكب ذلك النوع من الجرائم في بلدان مسيحيّة! )

فهي تزعم أن جرائم القتل " دفاعًا عن الشرف" – كما تسميها - غير موجودة في بلدان مسيحية ..
لكنها تحكي لنا ما هو أشد من تلك الجرائم و في الولايات المتحدة ، فهي تقول :

(عام 1932 ولدت الطفلة الأمريكية آنا Anna في إحدى قرى ولاية بنسلفانيا النائية كثمرة لعلاقة غير شرعية.
كان جدها، والد أمّها، فلاحا كاثولكيا متعصبا. رفض آنا رفضا قاطعا، ولكي يتفادى رؤيتها بعد أن هربت والدتها وتركتها في رعايته قام بسجنها في إحدى غرف المؤونة القابعة في الطابق العلوي لبيته، والتي لا تحوي أية نافذة باستثناء طاقة صغيرة يدخل منها الهواء وبعض أشعة الشمس.
لم يسمح لأحد برؤيتها، وكان يلقي لها الطعام والشراب وينظف قازوراتها وهي تغط في نومها.
عندما بلغت آنا السادسة من عمرها، وبالصدفة المحضة، اكتشفها بعض المارة فأبلغوا السلطات المسؤولة عن حماية الأطفال في الولاية.
هاجم البوليس بيت الجد وعثروا على الطفلة. لم تكن آنا آنذاك سوى شبحا لا يملك من صفات البشر سوى العظم والجلد.
تلقفها علماء النفس والإجتماع وبدأوا يدرسون حالتها. لم تستطع آنا أن تتفاعل معهم إلا من خلال صوت غريب كان يصدر عنها بين الحين والآخر.
بعد دراسة كافية وافية، اكتشفوا أن ذلك الصوت ما هو إلا صوت هدير القطار الذي كان يمرّ على بعد ميل واحد من بيت جدها مرتين في اليوم، والذي يبدو أنه الصوت الوحيد الذي سمعته خلال حياتها.
تفرغت عالمة نفس أمريكية لدراسة حالة آنا، وحاولت بكل جهدها أن تعيد تأهيل تلك الطفلة، لكن محاولتها باءت بالفشل، وماتت آنا بعد ثلاث سنوات من إكتشافها. )

أليست هذه جريمة أبشع من القتل انتقامًا للشرف ؟!
إن هذا الفلاح الكاثوليكي المتعصب – أي أنه أُتِي من قِبل تدينه – قتل طفلةً بعد أن هربت أمها منه .. أم أن موت هذه الطفلة لا يعتبر عندهم جريمة ؟!!

و هكذا تذم الكاتبة الجريمة في بلاد العرب .. لكنها تتغاضى عن جرائم أبشع في بلادٍ هي تعتز بسكناها .. بل تزعم أن تلك الجرائم غير موجودة هناك ..


(10)
تقول :
( لا أعرف الكثير عن التعاليم اليهودية ولست بحاجة لأن أعود إليها، ولكنني على ثقة أنها تختلف عن التعاليم الإسلامية مهما كانت درجة التشابه بينهما ، فواقع اليهود عبر التاريخ يُثبت صحة ما أقول وما يقول اليهود أنفسهم عن ديانتهم.)

فهاهنا معضلةٌ من المتناقضات ..
فكيف تقول " لا أعرف الكثير " و في نفس الوقت " على ثقة " !!
كيف تقول " تختلف عن التعاليم الإسلامية " و في نفس الوقت " مهما كانت درجة التشابه " !!
كيف تعتمد على " واقع اليهود " و " ما يقول اليهود أنفسهم عن ديانتهم " دون رجوع إلى المصادر ؟!

و عندئذٍ ..

ضحك القارئ كما ضحك المأمون و أطلق سراح كتابها إلى القمامة ..

حسام الدين حامد
10-22-2008, 04:52 PM
جولة في صفات الكاتبة !!

قال العتبي : قال أبي : و أنشدني أبو وائل المجنون :
ما أوجع البين من غريب *** فكيف إن كان من حبيبٍ .
يكاد من شوقه فؤادي *** إذا تذكرته يموتُ .

فقال له أبي : إن هذا باء وهذا تاء !!
قال : لا تنقط أنت شيئاً !

قلت: يا هذا !! إن البيت الأول مخفوض وهذا مرفوع !
قال: أنا أقول لا تنقط وهو يشكل !!

...........................................


فماذا لو رأينا " أبا وائل " قيّمًا على كتب الشعر يزن و يضبط ؟!
ماذا يكون ؟!!

ماذا لو رأينا " أبا وائل " قيّمًا على الأديان يقارن و يقرر ؟!
ماذا يكون ؟!!

ماذا لو رأينا إنسانًا غير سويّ يكتب مقالاتٍ يرشد و يوجه ؟!!
فكان ماذا ؟!!

كان أن قال و قال ..

(1)
حين وجه شخصٌ ما الاتهام للكاتبة بقوله :
(يقولون بأنك رجل مسيحي يتخفى تحت اسم امرأة مسلمة ) .
عقَّبَت بَقَولِها :
(نزلت رسالته على رأسي كالصاعقة، لا لأنه شكّ بمصداقيّة هويتي، بل لأنه اعتبرني رجلا. ) .

و أترك لكم التعليق على عقلية الكاتبة من خلال هذا التفكير !!
علمًا بأن التشكيك في مصداقية هوية الكاتبة لا يمثل شيئًا ذا بال بالنسبة لها !!

(2)
و على ذكر عقلية الكاتبة ، فإنها تقول :
(الأمّة الإسلامية أمّة مفلسة على جميع الأصعدة إفلاسا أخلاقيا وفكريا وعقليّا ونفسيّا وتربويّا وحضاريّا، والأهم من كل هذا وذاك إفلاسا لغويّا!) .

و يطفو سؤالٌ على السطح :

هل الكاتبة لها علم بـ " علم الأخلاق " و " علم النفس " و " علم التربية " و " الحضارات الإنسانية " و " اللغة " حتى تحكم على أمةٍ بأكملها – بماضيها و حاضرها - بالإفلاس أم هي تجترئ على أمةٍ بأكملها دون علمٍ و لا هدى !!؟!

أما عن "علم النفس" فانظر المقال السابق " تناقضات " ، و أما "الأخلاق" و "التربية" فانظر تطبيق ذلك على أدبها و مستوى رقيها في الكتابة إذ هي تملك موهبة صياغة أفكار و ألفاظ السُّوقة في مقالات ، أما "اللغة" فتأمّل صياغة الكاتبة لأفكارها في جمل ضعيفة التركيب بها من الأخطاء ما بها و لولا أن القارئ لا يُدقق – تساهلًا – لعادت من مقالها بنتفٍ لا تفيد ، و أما عن علمها "بالحضارات" فإن :

(3)
مقياس الحضارة عند الكاتبة هو :
(لو كان كلّ أمريكيّ غارقا في إباحيته ومهووسا في رؤية هذه الأفلام لما كان عدد السيارات في مقاطعتين من مقاطعات كاليفورنيا (لوس انجلوس واورانج كاوني) أكثر من عدد السيارات في الصين وروسيا مجتمعين.)

فإن كان هذا مقياسًا للحضارة عند الكاتبة .. فكيف نرضى منها بعد ذلك بتقييم أو "تلقين" عن الحضارات ؟!

(4)
و على ذكر الحضارة ؛ فإن الاختلاف في "الهوية الجنسية" لا يفسد للاحترام قضية !
تقول الكاتبة :
(لو سمعت بأن الشيخ الخولي لوطيّ لن أقلل من احترامي له ) .


(5)
و على ذكر الحضارة – أيضًا – فإليك بعض الحقائق العلمية عند الكاتبة :

(الحقيقة العلمية التي تؤكد بأن الرجل هو الإله الذي يعبده) !!
(منذ أن عرف العالم علم الإحصاء، والإحصائيات تؤكد على أن عدد الولادات من الذكور هي أعلى قليلا من عدد الولادات من الإناث) !!
(تلك الحقيقة العلميّة التي تقول: بأن نسبة اللواطين في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية لا تزيد عن نسبتهم في دول الخليج العربي ولا حتّى عن نسبتهم بين شيوخ الأزهر!) !!

ذكرتني هذه " الحقائق العلمية " بنكتة تقول " 94.8% من الإحصائيات مفبرك " .

(6)
و على ذكر الفبركة إليك " مناظرة مع صدى الصوت" أتت بها الكاتبة !!

تقول الكاتبة :
(لقد جرت العادة أن يحمّل الإسلام المرأة مسؤولية آثام الرجل،
ولذلك لن أستغرب إن سمعت يوما أحدهم - هنا تسمع صدى صوت - يقول: لقد أثبت العلم الحديث بأن الرجل لا يضل إلا عندما ترفض زوجته الذهاب معه إلى الفراش، إذ يُصاب عندها بحالة هذيان عقلي، وتجنبا لذلك سمح له الإسلام أن ينكح ما هبّ ودبّ مما طاب له من النساء وما ملكت يمينه!!!"
وهنا - حيث ترد على صدى الصوت - نملك الحق أن نتساءل: هل تندرج عنزاته وغنماته تحت لواء ما ملكت يمينه؟!!)

و لو شئتُ أن أذهب في تحليل هذه الجملة و بيان كفايتها لسقوط أي كاتبٍ كائنًا ما كان تاريخه ، فكيف إن كان بغير تاريخ ؟!

لكن لا بأس من الإشارة ..
الكاتبة تكذب على الإسلام و تقول إنه حمّل المرأة آثام الرجل ، و الله تعالى يقول (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) [الأنعام : 164]

ثم لا تكتفي بتلك الكذبة .. فتفترض افتراضًا خياليّا أن " أحدهم " سيقول لها ما ذكرته من خزعبلات و عدم حياء " صدى الصوت " ..

ثم لا تكتفي بهذا الافتراض الخيالي بل تشطح بعيدًا حين ترد على هذا الافتراض و تناظره ..

ثم لا تكتفي بالرد على صدى صوتها فتأتي في الرد بقلة حياء و خزعبلات أخرى !!

(7)
و على ذكر الخزعبلات ، إليك تعريف الإيمان عند الكاتبة !!

(الإيمان عملية قبول مطلق لفكرة ما رغم عدم وجود برهان لإثباتها.)

فالإيمان و البرهان لا يجتمعان !! و لا أدري أي مؤمنٍ على ظهر الأرض أو في بطنها رضي بهذا التعريف أو ذكره ؟!!


(8)
و وصلًا للخزعبلات ، فالوصول إلى الله بغير الحواس الخمسة يفقدنا صفتنا البشرية !!
تقول الكاتبة في جملة أنقلها بصياغتها الغثة :
( نحن، وبحواسنا الخمس، أصعب من أن نتوصل الى الله. ولذلك عندما ندّعي بأننا توصلنا إليه نفقد خواصنا البشرية التي تميزنا عنه، ونجرّده من خاصته المطلقة التي تميّزه عنّا.)

أين الوجدانيات ؟! و أين البدهيات ؟!
أين تواتر النبأ ممن يستحيل تواطؤهم على الكذب ؟!
أين ذهب الاستنتاج العقلي ؟! و أين ذهبت رسالات الرسل ؟!


(9)
و من الخزعبلات – كذلك – أن الكاتبة ترى أن الإلحاد يعظّم الله أكثر من الأديان !!

(عندما يرفض الملحدون وجود الله يعترفون بعجزهم عن إدراكه، ويعترفون أيضا بعظمته غير القابلة للإدراك. الإلحاد أصدق من أي عقيدة تدعي أنها توصلت إلى الله، بل واحتكرته دون غيرها من العقائد.)

و على هذا ..
الذي يقول ( لا إله ) أشد تعظيمًا لله من الذي يقول (لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) !!
و الذي يقول ( لا إله ) أصدق من الذي يقول لله ( سبحانك !! لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) !!



(10)
و تمام الخزعبلات أن نذكر شيئًا من اعتقاد الكاتبة في خالق الكون :
Mother Nature !! و عودة إلى الطواطم !!

فالكاتبة إذ تمدح الإلحاد فهي ليست ملحدةً بل هي مؤمنةٌ بخالقٍ لهذا الكون .. فهي تقول :
( الدماغ مصنوع لغاية سامية وهي الحفاظ على الحياة.) ..
و هذا يعني أنها تقر أن الدماغ مصنوع و صانعه كان له غاية من صنعه و حكمة من فعله .. و لكن لا تعجل فإنها تقول :
( عدد الولادات من الذكور هي أعلى قليلا من عدد الولادات من الإناث، وطبعا لأمّنا الطبيعة في ذلك حكمتها.)
و لا أدري أترضى الطبيعة الصماء بهذه الجهالات إن كانت تعقل أو تسمع !!؟



(11)
و على ذكر الجهالات ، تقول الكاتبة عن البوذية :

(أطلقت البوذية على الله اسم الكون، وبذلك تكون قد أعطته حقه أكثر من أي دين آخر، فالكون تعبير مطلق لا يستطيع إنسان أن يُدرك حدوده. واعتبرت البوذية الإنسان جزءا من الكون وعليه أن يسعى دوما ليبقى جزءا غير متجزء من ذلك الكون. )

" أطلقت البوذية على الله اسم الكون " !!
أين ذلك ؟!
أُوف !! خلّ عنك حديث الأدلة و التوثيق هذا أيها القارئ !!
إذا قالت الكاتبة فلا تجادل لتريح و تستريح !!

(12)
و على ذكر الراحة ، فإن الكاتبة لا تبالي .. ثم لا تبالي .. إلا إن كان الأمر له علاقة بالطعن في الإسلام !!

أما عن اليهود فتقول : ( هم قادة العالم؟! لا أعرف شيئا عن دورهم كقادة لهذا العالم ولا يعنيني الأمر ) ..
أما عن التعاليم اليهودية فتتنصل : (لا أعرف الكثير عن التعاليم اليهودية ولست بحاجة لأن أعود إليها ) ..
أما عن الإباحية الغربية فإنها : (لا أريد أن أتستر على إباحية الغرب فالأمر لا يعنيني ولا يعنيهم) ..
أما عن الزنا فليس ذي بال فتقول (الزنى، مقارنة بالإغتصاب، جريمة أخف هذا إذا اعتبرناه جريمة فهو فعل يتمّ باتفاق الطرفين ) ..

فكاتبة لا تهتم بالإباحية و لا تبالي بجرم الزنا و لا يعنيها وضع اليهود و ليست في حاجة لمعرفة تعاليمهم ..
لماذا إذن تهتم بالطعن في الإسلام ؟!!
راجع " المقدمة " لتقف على السبب !!


(13)
و مواصلة لذكر الراحة - و ذو العقل يشقى في النعيم بعقله - سألتُ نفسي سؤالًا لا أخفيه عن القارئ :
هل كانت الكاتبة في بلدها العربي فاقدةً للعقل ؟!

تقول :
(وجودي في أمريكا غيّرني، ولدت وعشت حياتي في بلدي شخصا وأنا الآن شخص آخر.... في بلدي الجديد رفعت مستوى وعي ورحت أخرج بقناعات جديدة من تجاربي اليومية. ليس هذا وحسب - يا سلام !! - ، وإنما بدأت أستفيد من تجارب الآخرين وذلك باطلاعي على قناعاتهم الجديدة والتي خرجوا بها من تلك التجارب.) .

ما شاء الله !! ما شاء الله !!
رفعت مستوى وعيها لتستفيد من تجاربها اليومية !! بل – touch wood – صارت تستفيد من تجارب الآخرين !!
و أنا هنا لن أتكلم عن الراشدين بل أسأل عن الأطفال : هل الطفل في بلاد العرب لا يستفيد من تجاربه اليومية ؟!
فلماذا إذن تعمد الكاتبة إلى عقلها فتسبه هذا السب القبيح ؟!!
هل هي تسب عقلها مدحًا في أمريكا ؟! أم تجلد ذاتها تجريحًا في العرب ؟!

(14)
و على ذكر جلد الذات .. فإن الكاتبة تحكم على نفسها أنها قاتلة .. قتلت الحقيقة و دفنتها !!

تقول :
(لا أعرف الكثير عن التعاليم اليهودية ولست بحاجة لأن أعود إليها، ولكنني على ثقة أنها تختلف عن التعاليم الإسلامية مهما كانت درجة التشابه بينهما، فواقع اليهود عبر التاريخ يُثبت صحة ما أقول وما يقول اليهود أنفسهم عن ديانتهم. )

و تعليقي على ذلك هو قولها – في موضع آخر :
(الإنحياز يقتل الحقيقة، وتضارب السلوك مع القول يدفن تلك الحقيقة.)
فهي قتلت الحقيقة حين انحازت لليهود .. و دفنتها حين استنكرت الانحياز ثم اقترفته فتضارب القول و السلوك !!

(15)
و على ذكر التضارب ، فانظر تصور الكاتبة للإبداع !!

تقول الكاتبة :
(لا إبداع مع البرمجة، ولا يمكن لأيّ إنسان أن يأتي بجديد إلاّ عندما يتجاوز برمجته، ويصل إلى استنتاجات جديدة تتعارض مع برمجة اللاوعي عنده )
هل فهمت شيئًا ؟! ما تلبث تعتقد شيئًا ثم تنفض يدك منه بناء على فهم الكاتبة للبرمجة !! و هذا شرط الإبداع !!

(..)
و على ذكر الإبداع عند الكاتبة ، فإني أنفض يديَّ منها اكتفاءً بما سبق خشية الإطالة إن ذكرت كل ما عندي !! و إنه لكثير !!

ما أوجع البين من غريب ... فكيف و البائن الحبيبُ .
يكاد من شوقه فؤادي ... إذا تذكرته يذوبُ .

أيرضى التاريخ بهذا التصويب و يُلغي خبر أبي وائل فيريح العقلاء ممن اقتدت به ؟!!
لا أعتقد .. فالتاريخ الذي رصد أبا وائل لن يترك من اقتدى به ..
جنبًا إلى جنب !! بل إنها دونه !!

حسام الدين حامد
04-23-2010, 08:06 PM
افتراءٌ على المسلمين !!

قيل لمجنون : أيسرك أن تُصلَبَ في صلاح هذه الأمة ؟!
قال : لا ! و لكن يسرني أن تصلب الأمةُ في صلاحي !!

.....................................



تقول وفاء سلطان في تعقيبها على إحدى الكاتبات (لقد ارتكبت السيدة الدكتورة خطأين كبيرين كافيين لقتل مصداقية أي كاتب يحترم نفسه وقلمه وقارئه. لقد مدحت قومها بما ليس فيهم وطعنت غيرهم بما ليس فيهم!)

فماذا نقول فيمن يطعن قومه بما ليس فيهم و يمدح غيرهم بما ليس فيهم ؟!!
إن كان مدح القوم بما ليس فيهم يدل على عدم الإنصاف ..
فإنّ طعن القوم بما ليس فيهم يدل على الخسة و عدم الإنصاف ..
إن كان مدح القوم بما ليس فيهم دافعه الغلو في الحب و الانتماء ..
فإن طعن القوم بما ليس فيهم دافعه الغلو في العداوة و البغضاء ..

إن الكاتبة لم تطعن المسلمين بما فيه أخذٌ و ردٌّ أو شدٌّ و جذب ..
إنها رمتهم بأمور باطلة لا تحتاج ردًّا و لا تبيانًا و لا تعليقًا ..
و إليكم المثال ..

(1)
قالت الكاتبة :
(هل سمعتم رجلا مسلما يوما يعتذر عن إهانة وجهها لغيره؟ طبعا لا!)
لا تعليق !!


(2)
تقول الكاتبة :
(يتصرف المسلم ويطلق كلماته عنانا دون أن يأخذ بعين الإعتبار ما الأثر الذي تتركه تصرفاته وأقواله على مشاعر الغير .)
انظر التعليق على النقطة السابقة !!

(3)
قالت الكاتبة عن الطفل المسلم :
( كل فعل يقوم به تلقائيا لا يسمع تعقيبا عليه سوى إحدى كلمتين إما "عيب" وإما "حرام". )
هكذا كل فعل ..
لا تعليق !!


(4)
تقول عن العرب و المسلمين :
( حبّ الأذى مزروع في جيناتهم، زرعته ثقافة صحراوية كانت وليدة بيئة قاحلة بخيلة لم تنعم على أبنائها سوى بتأجيج الرغبة لديهم في الثأر والإنتقام! )

هكذا اطلعت الكاتبة على الخريطة الجينية الخاصة بالعرب و المسلمين جميعًا فوجدت حب الأذى هنالك مزروعًا !!
قد كان من المحتمل أن أصدق قدرة الكاتبة على الخوض في الجينات لولا أني أعلم أنها أصلًا لا تحسن الجمع و الضرب !!

(5)
تقول الكاتبة :
(هل بإمكانكم أن تتصورا وضع مجمتع لا هدف لنسائه في الحياة سوى الزواج وإنتظار الحتف؟!)
لا هدف لنساء المسلمين إلا و إلا .. و لا أدري كيف يكون انتظار الحتف هدفًا !!

(6)
تقول الكاتبة :
(هل يستطيع مسلم في الأرض أن يُقنعني بأنه ليس مبرمجا على الحقد على غيره وبالتالي على معاداة ذلك الغير؟ )
كل المسلمين يحقدون على غيرهم ..
و الكاتبة لا يمكن أن تقتنع بوجود مسلم لا يحقد على غيره ..
و ما ضر المسلمين أن تقتنع أو لا تقتنع !!

(7)
قالت الكاتبة :
(عندما أصغي إلى خطبة الجمعة في أي بلد إسلامي وأعي كل كلمة قيلت فيها، استغرب كيف يستمع ملايين الناس إلى تلك الخطب، بما فيهم أصحاب الشهادات العليا من أطباء ومهندسين وعلماء رياضيات وخبراء في علم النفس، ولا يشنقون خطبائهم!)
الخطباء في كل البلدان الإسلامية يستحقون الشنق !!
نعمت العقلية تلك !!

(8)
تقول الكاتبة :
( يتساءل الواحد منّا لماذا لا يملك المسلم قدرة على الإنتاج والإبداع؟)
هكذا !!
راجع "شرط الإبداع" عند الكاتبة لتعرف مكمن الداء !!

(9)
تقول الكاتبة عن معاملة المسلمين لأطفالهم :
(كيف يتعامل الرجل المسلم مع أطفال زوجته؟!! كيف تتعامل المرأة المسلمة مع أطفال زوجها؟!! كيف يتعامل المسلم مع أبناء أخيه عندما يفقدون والدهم؟!! ناهيك عن الطريقة التي يتعامل بها المسلمون عموما مع الأطفال الذين يسمّونهم "غير شرعيين"!)
هذا يبين أن حظ الكاتبة من العدل في القول كحظ الحمار من مضمون كتاب يحمله !! و لقد فرطتُ في دقة التشبيه !!



(10)
تقول الكاتبة :
(ابتلى العالم بمجمتعات إسلامية تعج بشعوب جائعة جاهلة مريضة هائمة، تستكين لوضعها وتقدس التعاليم التي آلت إلى ذلك الوضع.)
المسلمون ابتلاء للعالم !!
فماذا يعمل العالم بهذا البلاء ؟!
أظن التخلص من البلاء قد يريح العالم !!
و لا أظن العالم قصّر فإن (العالم كله قد اتحد لمواجهة الإسلام ...) كما قالت الكاتبة !!

(11)
تقول الكاتبة :
(في العالم الإسلامي لا قيمة للمشاعر العاطفية، يموت الناس من القهر العاطفي والنفسي ولا أحد يتحسس آلامهم)

لن أطرح موضوع إحساس الأمريكان بآلام بعضهم .. و لن أسأل عن صلتهم لأرحامهم .. و لن أناقش تآكل الروابط بينهم ..
لكن السؤال : لماذا تسب الكاتبة العرب بما ليس فيهم بينما هي تخاطب العرب في الوقت ذاته ؟!!
أستطيع أن أفهم أن يفتري المرء على إنسان .. لكن أن يفتري عليه أمامه و في وجهه ؟!

(12)
تصف الأمة الإسلامية و تقول :
( لا أعتقد بأن هناك أمّة على سطح الأرض مجردة من عواطفها كما هي الأمة الإسلامية على وجه العموم والعرب على وجه الخصوص. عندما أنظر إلى الطريقة التي يتعاملون بها مع غيرهم، وحتى مع أقرب الناس اليهم، أراهم مجردين من عواطفهم. ) .

مجردين من العواطف .. الأم و ابنها .. الأخ و أخوه .. المارة في الشارع و مستغيث بهم ..
الجمعيات الخيرية .. الصدقات الجارية .. صلة المسلمين أرحامهم ..
كل هؤلاء مجردون من العواطف !!
أما أمريكا فإنها تتمتع بـ " صلة الأرحام " و " غوث الملهوف " و " إكرام الضيف " و غيرها من المعاني العربية الأصيلة ..
أكتفي فقط بذكر مثالٍ لكلام الكاتبة عن خُلُق إكرام الضيف قبل و بعد عيشها في الولايات المتحدة ..
( عليّ أن أحني رأسي عملا بأصول الضيافة: "من داس على عتبتك داس على رقبتك". )
هذا ما ذهبت به إلى أمريكا من بلاد العرب ..
أما الآن فإنها نادمة تقول :
( كم أتمنى الآن أن يعود الزمن إلى الوراء كي أدوس على رقبة من لا يحترم عتبتي! )
هكذا قالت !! و هكذا تزعم أن العرب هم المجردون من المشاعر !!



(13)
تقول في مقارنةٍ غزليةٍ هجائيةٍ بين الأمريكان و المسلمين :
(تلفت نظري الطريقة التي يتكلم بها الأمريكان عن قناعاتهم الجديدة التي يخرجون بها من خلال تجارب جديدة والتي تعيد قولبتهم باستمرار. ليست مرونتهم هي وحدها التي تشدني، وإنما قدرتهم على استنباط خلاصة جديدة عندما يمرون في تجربة جديدة.
يمر الإنسان المسلم في تجربة جديدة تثبت له عكس قناعاته القديمة لكنه يبقى أعمى البصيرة .. )
للطرافة .. راجع النقطة (13) من " جولة في صفات الكاتبة " .



فماذا نقول إذن في الكاتبة التي تطعن قومها بما ليس فيهم ؟!!
هل فقدت مصداقيتها أم فقدت مصداقيتها بعد أن فقدت كرامتها ؟!!
هل هي فقدت احترام "نفسها وقلمها وقارئها" لتكسب "سلة من البيض" ؟!!

و أختم بما قاله الشاعر :
لا يكذب المرء إلا من مهانته *** أو فعله السوء أو من قلة الأدب .

حسام الدين حامد
04-23-2010, 08:08 PM
موقفها من القضية الفلسطينية و اليهود !!

مر إبراهيم الشيباني ببهلول المجنون و هو يأكل "خبيصًا" فقال له : أطعمني !!
فأجاب بهلول : ليس هو لي ! إنما هو لعاتكة بنت الخليفة بعثته إلي لآكله لها !!

..............................................

و رأينا مقالاتٍ " كأنها " ليست هي " لها " و إنما " لهم " بعثوها " إليها " لتنشرها " لهم " ..


موقفها من التعاليم اليهودية !!

صراحةً حين قرأت كلام الكاتبة عن اليهود لم أدرِ أهو " علمٌ و فهمٌ " يستملي من العقل فأحتكم حين قراءته لقواعدَ و أسس .. أم هو فاصلٌ من الغزل يستملي من العاطفة وحدها فأضرب عنه صفحًا و أدع العشّاق لعشقهم !!

(1)
كتبت !! :
( لا أعرف الكثير عن التعاليم اليهودية ولست بحاجة لأن أعود إليها، ولكنني على ثقة أنها تختلف عن التعاليم الإسلامية مهما كانت درجة التشابه بينهما، فواقع اليهود عبر التاريخ يُثبت صحة ما أقول وما يقول اليهود أنفسهم عن ديانتهم. ) .
راجع – تكرمًا - التعليق في مقال " تناقضات " النقطة (10) إن كان الأمر يحتاج إلى تعليق !!

(2)
كتبت !! :
(كجزء أساسي من العقيدة اليهودية، أن يطرحوا أسئلتهم وأن يتبنوا الأجوبة التي توافق قناعاتهم حتى ولو تعارضت مع تعاليم دينهم.)
لاحظ أن الكاتبة تتكلم عن العقيدة اليهودية و هي التي لا تعرف عنها الكثير !!
ثم لاحظ أن العقيدة اليهودية تدعو معتنقيها إلى تبني ما يتعارض مع دينهم !!
ثم لاحظ أننا نتكلم عن العقيدة اليهودية لا عن اليهود !!

(3)
كتبت !! :
(لا أستطيع، إن كنت ألمّ بتعاليم الديانة اليهودية أم لا، إلاّ أن أعطي بعض المصداقية لتلك التعاليم التي أنجزت إنسانا قادرا على الإبداع والإنجاز.)
الكاتبة تؤكد أنها تشهد بمصداقية تعاليم اليهودية سواءً ألمت بها أم لا !!
ألا يجوز – أيتها الكاتبة – أن يكون الإبداع و الإنجاز حدثا لمَّا تخلى اليهودي عن تعاليمه ؟!!


(4)
كتبت !! :
(من يتطلع على انجازات اليهود في كل الحقول يعرف تماما مساحة الحرية التي أتاحتها لهم عقيدتهم، وإلا كيف نستطيع أن نفسّر واقعهم كناتج حتمي لسلوكهم، وسلوكهم كناتج حتمي لتعاليمهم؟!!)
فهل هذه " الحتمية " لازمة ؟!!
ألا يجوز أن يكون اليهود قد تبنوا " الأجوبة التي توافق قناعاتهم حتى ولو تعارضت مع تعاليم دينهم " كما قالت !!؟
ألا يجوز أن يكون " استطاع اليهود أن يتجاوزوا مفهموم ما جاء في كتبهم. " كما قالت ؟!!



موقفها من اليهود :

(5)
أما عن رجال الدين اليهودي :
(هل سمعنا في حياتنا رجل دين يهودي يصدر فتوى بقتل يهودي آخر لأنه لا يتبع تعاليمه بحذافيرها؟ طبعا لا!)
لعل الحبر الذي كُتب به خبر " زئيف شتيرنهيل " المؤرخ اليهودي و الانفجار الذي كاد يودي بحياته لم يجف بعدُ ..
فلعل الكاتبة تجعله نقطة انطلاق للبحث عن موقف رجال الدين اليهود من قتل بني جلدتهم فضلًا عن غيرهم !!


(6)
أما إن أتيت على ذكر الأصوليين اليهود :
(الأصوليون اليهود لا يتجاوزون الـ 4% من يهود العالم، وهم وحدوهم دون غيرهم يؤمنون بحرفية تعاليمهم المتشابهة مع تعاليم الإسلام.)
و أظن ظنّا أنك لو أتيت للكاتبة بكل عنفٍ و قتلٍ في تاريخ اليهود لألحقته بـ " 4% " منهم ..


(7)
فإن عرّجت على علماء اليهود و مبدعيهم :
(إن مشاركة اليهود في إبداعات وإنجازات البشرية، وبالقياس إلى عددهم، هي بلا شكّ الأعلى في تاريخ البشرية.)


(8)
أما عن نساء اليهود و هذا سر من أسرار اليهود لا تخاف الكاتبة أن تفضي به فيبدو أنه قد أُذِن لها في ذلك :
( أعرف سرّا من أسرارهم، اطلعت عليه من خلال صداقاتي مع البعض منهم، ولا أخاف أن أفضيه! سرّ نجاح اليهود يكمن في أن نسائهم هم قادتهم ) .




...............................................
...........................
لا تبحث !!
لا تبحث أيها القارئ الكريم عن موقف الكاتبة من الجيش اليهودي ..
دع عنك البحث عن استنكارها قتل الأبرياء في فلسطين و التحريض على قتلهم في غيرها ..

لا تبحث عن كلامٍ لها عن مذبحة بلدة الشيخ " أكثر من 500 قتيلًا " ، و عن 20 منزلًا نُسفت في قرية سعسع ، و لا عن دير ياسين " حوالي 360 قتيلًا " ، و لا عن قرية أبي شوشة " 50 قتيلًا " ، و لا مذبحة اللد " حولي 430 قتيلًا " ، و لا عن 60 منزلًا دمرت في قرية قبية ، و لا عن 49 قتيلًا في مذبحة كفر قاسم ، و لا عن 250 قتيلًا في خان يونس ، و لا عن 3500 قُتلوا في صابرا و شاتيلا ، و لا عن المصلين لصلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي 25/ 2 / 1994 ، و لا عن 160 قتيلًا في مذبحة قانا ، و لا عن 70 قتيلًا في مذبحة النفق ، هذه إنجازات اليهود حتى عام 1996 دون استقصاء ، فإن مررت بهذه الإنجازات إلى عامنا هذا فأنت إلى أضعافِ ما مضى ذاهب ، و على أهوالٍ فوق ما مضى واقف ، حيث تطورت الأسلحة و طُمست الأضرحة ..

هذا عن القتل .. اللهم اكتب كل قتلانا شهداء يدخلون الجنة بغير حساب ..
فإن ذهبت إلى الغصب و السرقة فأنت لاقٍ كثيرًا من ذلك لا يسرك ..
فإن ذهبت إلى محاولات الإهانة و تضييع الكرامة فلن تقف عند حد ..

فإن ذهبت تسأل الكاتبة عن رأيها في ذلك ..
هل كل ما يجري لا يمثل إلا 4% من اليهود هي نسبة الأصوليين ؟!
فإن ذهبت تسأل الكاتبة عن قولها في ذلك ..

أين كلامك عن هؤلاء ؟!
أين انتقادك لأفعال هؤلاء ؟!!
فلن تسمع إلا صدى صوتك ..

بل ليت الأمر اقتصر على صدى الصوت .. بل سيرجع لك مع صدى الصوت فحيحٌ ترجمته :
(فالعامل الثاني الذي لعب دورا في ازدياد حدّة التخريب عند الإنسان العربي المسلم فهو القضية الفلسطينية!)

إذن ..
فهي لم تسكت عن اليهود بل أيّدتهم ، لم تنصر المظلوم بل قهرته ، لم تمد يدها للمقتول بل صفقت للقاتل ، لم تدعُ الناس إلى استنكار الجريمة بل صرفتهم عنها ، ما خافت و سكتت بل نافقت و باركت ..

و إليك ..


موقفها من القضية الفلسطينية و أهل فلسطين !!


القضية الفلسطينية سبب تخلف العرب !!

(9)
قالت :
(فالعامل الثاني الذي لعب دورا في ازدياد حدّة التخريب عند الإنسان العربي المسلم فهو القضية الفلسطينية! لقد نخرت تلك القضية كل خلية في دماغ العربي مسلما كان أم مسيحيا حتى عطّلت فعالياته. )
إذن فلنطرد هذه القضية من " دماغ العربي " حتى تعود إليه فعالياته !!



(10)
قالت :
(خسر الإنسان العربي أرضه، ولم تكن تلك أكبر خسائره. فلقد خسر أيضا القسم الأكبر من حيّز التفكير عنده، ليقتصر على تلك القضية، تلك الخسارة التي نحتاج إلى قرون لو حاولنا تعويضها.)
و أيضًا .. لو طردنا تلك القضية من " دماغ العربي " فإن عودته إلى فعالياته ستستغرق قرونًا ..
فالوقت يداهمنا !!


(11)
قالت :
(فلقد زاحمت تلك القضية ثرثرة الكتب الإسلامية واحكترت العقل العربي)
إذن آن الأوان لنتوجه إلى ثرثرة "وفاء سلطان" !!
لا أدري و لا أرى تلك الإنجازات التي تدعونا إلى الاكتفاء بثرثرتها أو حتى الالتفات لها بعناية !!
و لا أدري ما هي الإنجازات التي تُحسب لوفاء سلطان يوم يُستخرج التاريخ من قبرها و قبورنا !!
بل لا أدري أيكتبون – يومها – الكذب و الغش و الخداع و النفاق في " مدونة مزبلة التاريخ " أم يترفعون عن مجرد ذكر اسم "وفاء سلطان" في تلك المدونة !!



موقفها من الإنسان الفلسطيني ..


(12)
تقول عن دور الإنسان الفلسطيني تُجاه قضيته :
( لقد لعب ذلك الإنسان ولم يزل دور الضحية ووجد في ذلك الدور مهربا له من مسؤولياته )


(13)
أما عن موقف الفلسطينيّ من إخوانه العرب :
( فهو في حالة سخط دائم على غيره من العرب رغم كلّ التضحيات التي ساهمت فيها الدول العربية الأخرى ) .
( لم يواجه الفلسطيني عموما قضيّته بمسؤولية ولم يقدّر تضحيات من شاطره تلك المسؤولية. )

(14)
أما عن موقف الفلسطيني من مُحاوره :
(يُشعرك الفلسطيني عندما تتعامل معه بأنك مدين له وبأنك سبب قضيّته.) !!


(15)
أما عن أغنياء فلسطين و حكامها :
( استغل أغنيائه وحكامه تلك القضيّة من أجل تحقيق مآرب ومنافع شخصية. )


(16)
أما عن فقراء فلسطين :
( الفرص التي نالها الفلسطينيون عموما لم ينلها أحد من شعوب المنطقة، وخصوصا السوريين والمصريين والعراقيين باعتبارهم أكثر من دفع ثمن القضية الفلسطينية بين العرب. فتحت لم أبواب الهجرة إلى أوروبا وأمريكا أكثر من غيرهم وتدفقت عليهم مساعدات لم يحلم بها معظم فقراء العالم.)

(17)
أما عن القادة الفلسطينيين :
(لم يكن قادة الفلسطينين يوما أفضل من أسوأ قائد عربي آخر)

(18)
أما عن الشعب الفلسطيني :
( ولكن الشعب الفلسطيني من أقل الشعوب العربية انتقادا لقادته وحكومته ودوما يلقي كرته بإتجاه مرمى الآخرين.
ولا أجد تفسيرا لتلك الظاهرة إلا أنه استعذب دور الضحية الذي يلعبه والذي حرره إلى حدّ ما من مسؤولياته، وهو إذ اعترف بتقصير قادته وحكومته سيخفف من حدّة قدرته على إثارة شفقة الآخرين وإحساسهم بالذنب تجاهه. )


(19)
أما عمن سمتهم " الانتحاريين " و أترك كلامها بقبحه حتى يرى الجميع أننا أما وقاحة ليست أقبح من أي وصفٍ آخر – كالعمالة - حتى ننزه صاحبة هذه الوقاحة عن هذا الوصف :
(يحاول الكثيرون من علماء النفس في أمريكا الغوص في سايكولوجية الإنتحاري الذي يقدم على تفجير نفسه وقتل غيره من الأبرياء بلا أدنى درجات الشفقة والرحمة. لكنني أصرّ، ومن خلال عملي وعلاقتي بهم ( هكذا قالت !!!! ) ، على أن أهم تلك الأسباب هو القمع الجنسي الذي يمارسه الإسلام على الإنتحاري ـ ومعظم الإنتحاريين في ذروة عنفهم الجنسي ـ ثم غسل دماغه على أنه سيكون خلال ثوان في جنّة النعيم ينتقل بقضيبه المنتصب والمتدفق كنهر صاخب من حورية إلى أخرى!)


موقفها من تعاون العرب على حل القضية الفلسطينية !

(20)
تقول الكاتبة عن السبيل لـ " إخصاب !! " العقل العربي :
(لا يمكن إخصابه إلا بعد زمن طويل من تجاوز تلك القضية وإلزام الفلسطينين أنفسهم دون غيرهم بحلّ مشاكلهم، وهذا حكما لا يعني الإساءة اليهم.)


حلول مقترحة للقضية الفلسطينية !!


بيان من شهبندر التجار كحل للقضية الفلسطينية !!

(21)
قالت عن القضية الفلسطينية :
( فلم تترك أمام الإنسان العربي خيارا آخر ليفكر فيه. استنزفت وقته وماله وجهده وكلّ طاقته، وفي حقيقة الأمر وجد فيها مبررا لكسله وتقاعسه وفشله.)

بيان من شهبندر التجار الناصح الأمين .. بالكف عن " استنزاف " الأموال لصالح أهل فلسطين .. و تحويل تلك الأموال إلى حسابٍ جارٍ في بنكٍ من بنوك "وول ستريت" .. و عندها ستتحول الأقلام لمدح كل ما هو عربي و لو كان "علبة كبريت" .. و عندها يشعر العربي بقيمته .. و ينتفض مسرورًا من هجعته .. و رضيت الكاتبة و ارتضت .. فقد باضت لها في البنوك و فرخت .. فهذا حل جديد .. و قول سديد .. أن حل أزمة الإنسان العربي .. و فكاك عقدة التأخر الإسلامي .. ينبع من تخلي العربي عن عروبته .. و ارتداد المسلم عن "إسلاميته" .. كما أن حل مشكلة " أطفال الشوارع " .. يكون بإلغاء الشوارع .. و هكذا كفت الكاتبة اليهود شر النقد .. و صفى بينها و بينهم خالص الود .. و نعوذ بالله من قولٍ يميل به هوى النفوس .. كما نعوذ به من هوى تميل به الفلوس !!



بيان آخر من شهبندر الرعاة !!

(22)
تقول :
( لقد حلّ بالإنسان العربي من جرّاء تلك القضية ما حل بالراعي الذي ترك القطيع كله وراح يبحث عن الحمل الضائع، فلم يجد الحمل ولمّا عاد إلى القطيع لم يجد له أثرا، لقد خسر القطيع كله من أجل حمل واحد. )

نعم أيها الراعي .. خذ بالنصيحة و العقلَ لا تراعِ .. فإن ضاع منك حَمَلٌ فاتركه فلست راعيه .. فإن ضاع غيره فهو ليس بأولى من أخيه .. و هكذا دع الحملان تتفلت .. و عن القطيع لا تتلفت .. و هكذا حتى يضيع القطيع .. و كن " فريش " فالجو ربيع .. و إياك أن تستعين بمن يحرس القطيع حتى تبحث عن الحمل .. و إياك أن تأخذ القطيع معك تبحث عن الحمل .. بل عليك بقول وفاء بنت سلطان .. فإنه حلقة الوصل بين القرد و الإنسان .. آه لو رآه داروين .. إذن لمات مرتين .. مرةً حسرةً على أنه لم يرها قبل الآن .. و مرةً حسرةً أن رد أصل الإنسان إلى القرد و ليس الثعبان !!


الراعي يقف في بيته مع الحملان !! الحَمَل يريد البقاء في كنف راعيه !!
فيدخل عليه اللص دونما استئذان !! يأخذ الحملان يستدر خيرها ، يجز صوفها ، يذبحها ، يضع لحمها نيّئًا في فيه !!
فكيف يطلب مخدوعٌ من الراعي التخاذل ؟! كيف يصيح مأفونٌ بالراعي ألّا يقاتل ؟!

القطيع لم يشرد عن صاحبِه !! القطيع أصلًا لم يغادر مرتَعَه !!
الراعي لم يغفل عن الحمل حين شرد !! الراعي يرى الحملان تُذبح ، فكيف لا يرد ؟!

فما هذا التشبيه الشنيع ؟! تشبيه الأمة بسير القطيع ؟!
و أين هذا من تلك ؟! و لمَ تعامت عن التشبيه الأدق ؟!
اعجب ما عجبت .. و استفزز فكرك ما شئت ..

و الآن ..

الآن أخبرني ..

كيف رأيك في بهلول .. فقد كان ظريفًا يكذب في أمر " الخبيص " .. و هو فوق ذلك مجنون !!؟
و كيف أنت إن قرأت لثقيل دم .. يلف و يدور و يحاول " التخبيص " .. و هو فوق ذلك يعد نفسه من العقلاء ؟!!

حسام الدين حامد
04-23-2010, 08:10 PM
حكايات !!

و قال مجنونٌ في قصصه يوماً : كان اسم الذئب الذي أكل يوسف "هملاج" !!
قالوا : إن يوسف لم يأكله الذئب !!
قال : فهذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف !!

...........................................

الحكاية خبر .. و الخبر صدقٌ أو كذب .. و الكذب فجور ..
تلجأ "وفاء سلطان" إلى "الحكايات" طمعًا في إضفاء شيءٍ من شيءٍ من جاذبيةٍ على مقالاتها !!
و جعل المقالات جذابةً أمرٌ مطلوب ، و التحول إلى كذابةٍ أمرٌ غير مرغوب !!

فتحولت و تحولت ..
أعني : فقالت و قالت ..


(1)
تقول الكاتبة :
(عمّة زوجي سيدة متديّنة جدا، لكنها أميّة لا تجيد القراءة والكتابة. أقسمت لي مرّة أنّ زوجها، ولمدة ثلاث سنوات، ظل يضربها بـ "يد الهاون" على رأسها حتى تمكنت من حفظ سورة الفاتحة. ) .

ثلاث سنواتٍ - يا عزيزي - و لو كانت ثلاثة أيامٍ لاستكثرتها ؟!!
هل تصدق أيها القارئ أن سيدةً متدينةً جدًّا تستغرق ثلاث سنوات حتى تحفظ "الفاتحة" ؟!
ثم إنها لو كانت تحفظ " البقرة " في ثلاث سنواتٍ لقلنا إنّ هذا كثيرٌ ، فكيف و هي "الفاتحة" ؟!!
" الفاتحة " التي يصلي بها المسلم في يومه و ليلته على الأقل خمس صلوات ..
ثم ..
هل تصدق أن رجلًا يضرب زوجته بـ " يد الهون " لتحفظ "الفاتحة" ؟!!
و يضربها ثلاث سنوات ؟!!
ضربًا على رأسها ؟!!

الكاتبة تذكر – أو تختلق – هذه الخرافة طالما أنها تساعدها في إلصاق المعايب بالمسلمين ..
تذكرها حتى و لو كان ذكرها إياها علامةً على التجني .. فإن " اليويو " هكذا يعمل !!



(2)
تحكي الكاتبة قصةً جديدةً فتقول عن أحد العازفين :

(في عام 1995 أعتلى المسرح ليبدأ إحدى حفلاته. وضع عكازتيه إلى جانبه، وكان على وشك أن يعزف، وإذا بصوت قوي وكأنه طلق ناري يصدر في الصالة.
عرف الجميع بأنّ الصوت قد نجم عن انقطاع أحد أوتار الكمان، وتوقعوا أنه سيعيد ربط قدميه بالجهاز الحديدي وسيمسك بعكازتيه ويقف ليعتذر لهم عما حدث ثم يرحل، مالم يجد غيتارا آخر يعزف عليه.
تصبب عرقا وأغمض عينيه برهة، ثم أوعز للأوركسترا أن تبدأ. لقد عزف بالأوتار التي بقيت له ولكن برغبة وحب لم يشهد له أن تمتع بهما من قبل.
كل من يلّم، ولو قليلا، بالموسيقا يعرف بأنه من المستحيل أن تقوم بأي عمل سيمفوني بثلاثة أوتار فقط. لكن السيّد بيرلمان رفض أن يصدق ذلك، ودوزن غيتاره كي يعزف بأوتاره الثلاثة الباقية، وكان قد أبدع في عزفه.
عندما انتهي ساد صمت رهيب في القاعة، ثم وقف الجمهور واستمروا بالتصفيق لوقت زاد كل التوقعات.
ابتسم ومسح عرقه وقال بتواضع: إنها مسؤوليتنا أن نقوم بأعمالنا ضمن الإمكانيات المتوفرة لدينا، وهذا ما حاولت أن أفعله.
هذا هو ذلك الرجل الذي تبرمج خلال حياته الموسيقية على أن يعزف على أربعة أوتار، فواجه لحظة جديدة في حياته لن تخدمه بها تلك البرمجة. خلال ثوان اتخذ قررا بأن يتجاوز قناعاته ويعزف بما لديه، وكان عزفه تلك المرة أجمل من كل مرة سبقت. )

ما رأيك في هذه القصة ؟! ما تعليقك عليها ؟!!
ضع تعليقًا على هذه القصة و اسبح بخيالك بعيدًا ما شئت مبتعدًا حتى تقف عند حدود المعقول ..
الآن .. أخبرني ..
هل من المعقول أن يكون تعليق الكاتبة على هذه القصة هو :
(فمتى نقتنع بأن برمجتنا العقائدية لم تعد صالحة لمواجهة اللحظة الراهنة التي نعيشها؟!! ومتى سنسعى لفكّ تلك البرمجة واستبدالها بأصلح منها؟!!)
نعم !! هذا هو تعليقها على هذه الحادثة بعد أن ذكرتها مباشرة !!

و أظن أن الكاتبة لو أتاها نادلٌ في مطعمٍ بطلبها ثم سألها عن رأيها في الطعام لقالت :
" متى يفهم المسلمون أن برمجتهم العقائدية لم تعد ... ؟ " !!!!

(3)
تقول الكاتبة :
(أذكر ذلك اليوم وكأنه البارحة، عندما ناقشنا كطلاب ذلك الحديث مع مدرس مادة التربية الدينية وكنت في الصف الأول الإعدادي.
سألت طالبة ، كان اسمها شادية حمود وكانت متميزة بروح النكتة: "استااااااذ إذا بعت قلم مكسورا ريشتو لبنت مسيحية بكون غشيتا؟"
أخذ نفسا عميقا ونظر من النافذة كي يوهمنا بأنه يفكّر، وكأنه عالم ينظر من خلال عدسة مجهره، ثم اجتهد فقال: يا بنيتي! كل عمل تقومين به وفيه مصلحة للمسلمين لا يعتبر غشا!
طبعا لا مصلحة للمسلمين بقلم حبر انكسرت ريشته، فإذا تمكنت شادية من غش بنت مسيحية فباعته لها بـ 50 قرشا سوريا، وكان يومها كيلو الخبز (!!) بـ 35 قرش، ستكون قد حققت مصلحة للمسلمين!)

إن علمتَ أن عمر الكاتبة خمسون سنة تقريبًا ، فلا أدري ما تعليقك على تذكرها لحادثةٍ عابرةٍ كهذه "كأنها البارحة" !!
ثم حتى تحبك القصة تذكر الفتاة ذات روح النكتة باسمها و اسم أبيها " شادية حمود " !!
ثم تذكر ردَّ فعلِ الأستاذ الذي نظر من النافذة كأنه و كأنه .. !!
ثم الأستاذ لا يفهم " نكتة شادية حمود " فيرد عليها بجديةٍ لا بنكتةٍ مماثلة !!
ثم العجيب – إن لم تعجب مما سبق – هو تحديد الكاتبة لسعر بيع القلم بـ 50 قرشًا و هي صفقةٌ لم تحضرها و لم تتم !!

(4)
تقول الكاتبة :
(فاضل شاب في مقتبل العمر من إحدى دول المغرب العربي، حمل مرّة إحدى مقالاتي وتوجه إلى شيخ قريته قائلا له: أرجوك يا سيدي الشيخ أن تساعدني كي أفنّد ما قالته تلك السيدة يبدو أنها تعي ما تقول. لم يكد صاحبنا الشيخ رضي الله عنه ينهي قراءة بضعة أسطر حتى صرخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إياك يا بنيّ وتلك المرأة الفاسقة الفاجرة المأجورة من الغرب، لعنة الله عليها إنها مسكونة بالشياطين!)

يعني "فاضل" سيقول للشيخ " يبدو أنها تعي ما تقول " !! أم هذه " حتة زيادة " من الكاتبة إرضاءً لغرورها !!
ثم إن تصرف الشيخ هكذا بهذه الطريقة يدل على أنه على علمٍ مسبقٍ بوفاء سلطان ، و هذا ما يتنافى مع كونه " صرخ " ..

إذن فقول الكاتبة " صرخ " و قول الكاتبة على لسان الشيخ " الفاسقة الفاجرة المأجورة من الغرب " لا يجتمعان في عقل هذه واحدة ، فإن أضفت إلى ذلك أن قول الكاتبة على لسان الشاب " تعي ما تقول " واضح التكلف و أنه من تأليف الكاتبة و ليس من قول الشاب هذه الثانية ، و الثالثة ما تبين سابقًا من عدم ترفع الكاتبة عن التهويل و التطويل و المبالغة و التأليف ، فتلك الثلاثة مجتمعة تجعلنا نرد هذه الحكاية رأسًا ، بل لو أردت الدقة لقلنا إن هذه الثلاثة تجعلنا نرد كل ما تذكره الكاتبة و لا تُوثقه بذكر مصدره .


(5)
تقول الكاتبة :
(كشفت الطرق التحليلة النفسية التي أجراها الطبيب على ذلك المريض أنه وفي الرابعة من عمره كان يجلس في عربة التسويق التي تجرها أمه، ولسبب ما قامت أمه عندها بصفعه كفا على وجهه أصابه لحظتها بالألم الشديد وبالدوار.)

آه لو كانت تلك الصفعة في ديار الإسلام .. إذن لقالت و قالت !!
أما و هي هناك .. فيكفي أن يقال فيها " و لسبب ما " !!
و لعل القارئ يظن أني أبالغ في القول ، ومن حقي أن أدفع عن نفسي هذه الظِّنَّة بعرض كلام الكاتبة في موضع آخر و هي تفترض أمرًا و تطول الكلام عليه و كأنه وقع ، فتقول :

(عندما كان - فهو أمر تفترضه لا علم لها به - الشيخ محمّد طفلا صغيرا وراح ينقل لأمه رأي صديقه بحذائه، صفعته صفعة قوية وشتمته: أيّها الغبي لماذا لم تهشّم وجهه وتلقنه درسا لن ينساه، كيف يتجرأ ويقول أنّ حذاءه أجمل؟! منذ ذلك الحين، لايعرف الشيخ محمّد سوى أن يهشّم وجوه الآخرين! لو كان الشيخ محمّد مهيئاً تربويا وأخلاقيّا لممارسة حريّته الشخصيّة في التعبير والكلام، والتي يمنحه القانون الأمريكي حقّ ممارستها،............................... إلخ )

فهذه الصفعة التي تخيلتها الكاتبة أخذتنا إلى الكلام عن " تهشيم الوجوه " و " التهيئة التربوية و الأخلاقية " و " الحرية الشخصية " و " القانون الأمريكي " " إلخ إلخ إلخ " !! كل هذا و هي صفعةٌ مُتوَهَّمة !!
أما الصفعة الأخرى التي حدثت في ديار غير ديار الإسلام فيكفي فيها (ولسبب ما قامت أمه .... أصابه لحظتها بالألم الشديد وبالدوار. ) و فقط !! و انتهى الأمر عند " لحظتها " !!
إنها العدالة و المَعْدَلة !!

(6)
تقول الكاتبة :
(كنت حديثة العهد في أمريكا، وأقف في دوري مع طفلتي كي أشتري لي ولها بطاقتين لدخول مباراة كرة قدم في مدرستها.
كان سعر البطاقة للبالغين والأطفال فوق السابعة أربعة دولارات، وسعرها للأطفال تحت السابعة دولاران.
وقف أمامي رجل أمريكيّ ومعه طفلان. ناول البائع عشرة دولارات وقال: ثلاثة بطاقات لي ولولديّ، مايكل 7 سنوات وجان 5 سنوات. فأعاد البائع له دولارين وقال: دعنا نقول مايكل 6 سنوات، فلا أحد يعرف!
امتعض الرجل من تصرف البائع وألقى بالدولارين أمامه، وهو يقول: ولكن ابني يعرف عمره الحقيقي!
كانت تلك الحادثة درسا لي لن أنساه في حياتي) .

أتوقع أن لو كانت تلك الحادثة في بلاد العرب .. لأقامت الدنيا و كتبت المقالات على تصرف البائع و تناست المشتري ..
أَمَا و الحادثة هناك حيث "تكتب" .. فلابد أن تتعلم درسًا لن تنساه في حياتها .. و كأنها لم تسمع بالصدق و الأمانة قبلُ !!

(7)
تقول الكاتبة :
( أقصى بارفيز Aqsa Parvez شابة كنديّة من أصل باكستاني، لم تتجاوز بعد ربيعها السادس عشر، قتلها والدها المسلم منذ حوالي ثلاثة أسابيع بلا رحمة لأنها رفضت أن ترتدي الحجاب.
لا شئ على سطح الأرض يبرر أن يتجرد الإنسان من عاطفته تُجاه فلذة كبده فيقدم على قتلها، إنّها البرمجة العقلية التي تهبط به إلى مستوى حيوان يدوس في بطن وليده ولا يعي ما فعل!)

يرحم الله " أقسى برفيز " !! يرحمها الله !! و لعن الله الكاذبين !!
نقلت المواقع عن الإخبارية عن "لبنى" أقرب صديقة لـ " أقسى برفيز " قولها : " إن باقي النساء في الأسرة لا يرتدين الحجاب ، و إن مسألة الحجاب هي إحدى المشاكل بين البنت و أبيها لكنها ليست السبب في القتل" ..

فلا علاقة للإسلام بهذا العنف الشنيع ، بل الإسلام يستنكره ، بل الإسلام يحرمه ، بل الإسلام ردع أمثاله بتشريعه الحدود !!
كما و الإسلام لا يقر قتل من أبت ارتداء الحجاب !! و ليس هناك عالمٌ مسلمٌ على ظهر الأرض أو في بطنها قال بذلك !!
فلماذا الكذب !؟!


(8)
تقول الكاتبة :
( أقسمت لي سيدة مسلمة بأنها كانت مرّة تفرشي أسنانها في الحمام وهي تنظر في المرآة، يبدو أنها تذكرت حدثا ما فابتسمت لصورتها. رآها زوجها فراح يركض إلى الفناء الخلفي للدار علّه يعثر على الرجل الذي "يزني" مع زوجته. وظل يضربها على رأسها كي تعترف بأنها كانت تتحدث مع أحد من طاقة الحمام الصغيرة حتى اُغمي عليها.
أليس هذا الرجل مريض؟ هل مخاوفه الوهمية تكفي لإتخاذ قراره بضرب زوجته؟)

!!!!
إلى غيرها من علامات التعجب حتى يرضى القارئ و لا إِخاله يرضى عند عدد !!
سيدةٌ تغسل أسنانها .. تبتسم للمرآة .. يراها زوجها .. فلا يسكت و لا يسألها عن سبب ابتسامتها .. بل يجري إلى الفناء الخلفي يبحث عن الرجل الذي " يزني " مع زوجته .. و لا أدري كيف يتم زنا بين رجلٍ في الفناء و امرأةٍ في الحمام و زوجها في البيت .. ثم لا يجد الرجل أحدًا في الحديقة .. فلا يسكت و لا يستحي من نفسه .. بل يذهب لزوجته ليسألها .. لا ... ليس ليسألها بل ليستخرج منها اعترافًا .. ثم لما أبت أن تعترف بما لم تفعل يضربها على رأسها ..
فلا أدري أيهما أشد مرضًا .. هذا الرجل الخيالي أم مَن يصدق هذه القصة !!؟

(9)
تقول الكاتبة :
(ممتاز رجل مسلم من جنوب مقاطعة زابول في افغانستان( اقرأ القصة كاملة في اللينيك أدناه) حلق شعر زوجته البالغة من العمر 17 والتي يكبرها بـ 17 سنة "عالصفر"، ثم قطع أنفها واذنيها وظل يضربها حتى كسر أسنانها ويديها ورجليها.
قائد شرطة المقاطعة الجنرال محمد يعقوب خان اعترف بالحادثة وصرّح بأن رجال شرطته مازالوا يبحثون عن الجاني.
صرحت الضحية بأن زوجها يشك في سلوكها وقد أقسمت له أكثر من مرّة بأنها لم تخنه، لكنه لم يصدقها. قبيل عيد الأضحى بعدة أيام حلق شعرها وصبيحة العيد قطع أنفها واذنيها وكسر أسنانها ويديها ورجليها.)

هذا الرجل " ممتاز " مجرم ، تقول عنه ضحيته إنه كان ( متزوجًا قبلها و قتل زوجته السابقة ) ..
فما علاقة الإسلام بهذا الإجرام ؟!

لو كان الإسلام يحكم على هذا الرجل لقُتل قصاصًا قبل أن يتزوج الثانية !!
لكنه في شريعة الغاب حيث يَقتل الرجل فيُسجن في قفص ثم يهرب منه و يتستر بين الناس و يتزوج أخرى ليقتل و كذا دواليك !!
إن هذه الفتاة ضحية عدم تطبيق القصاص الإسلامي في هذا المجرم الهارب !!

ثم لأسأل سؤالًا : ما هي العقوبة لو قُبض على هذا الرجل وفقًا للقانون الأمريكي و ما هي العقوبة وفقًا للقانون الإسلامي ؟!
و أي العقوبتين أجمل في جبر خاطر الضحية و أشد في الانتصاف من المجرم و أعظم ردعًا لغيره دون جورٍ على أي طرف؟!

(وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [المائدة : 45]
ثم أضف إلى القصاص الدية .. و أضف إلى الدية عقوبة الآخرة ..
فيخرج لك الشرع الإسلامي نورًا و رحمة .. جبرًا و زجرًا .. حكمَ عدلٍ و حكمةً بالغة ..

فما هو العقاب الأمريكي لهذا الرجل ؟!

هذا هو تناول القضية دون تلبيس و تدليس و تحسيس من طراز قول الكاتبة :
( الرجل الأفغاني ممتاز، طبعا هو ممتاز على الطريقة الإسلامية!)
نسأل : ما هو العقاب الأمريكي لهذا الرجل ؟!



(10)
قالت الكاتبة :

( تقدم طبيب أمريكي في مدينة سان فرانسيسكو إلى المحكمة بدعوى يطلب من خلالها عدم السماح للمدارس في أن تفرض على الطلاب ترداد النشيط الوطني الأمريكي، بحجة أن ذلك النشيد يتضمن مقطعا يقول: نحن أمة واحدة تحت عرش الله.....One nation under God
وهذا المقطع يؤكد تدخل الدين في الدولة، خلافا للدستور الأمريكي الذي يصرّ على الفصل بينهما.
رُفعت القضية يومها إلى المحكمة العليا، واحتدم الخلاف على الصعيد الشعبي بين مؤيد ومعارض، فلجأ الإعلام كالعادة إلى استجواب الناس على اختلاف عقائدهم. صحيفة Press Enterprise الصادرة في مقاطعة ريفرسايد في ولاية كاليفورنيا قابلت الشيخ المسلم مصطفى كوكو المسؤول عن المسجد في الولاية المذكورة وسألته عن رأيه، فأجاب حرفيا: "هل ذكر الله يؤذي أحدا؟ هل أدى النشيد الوطني يوما إلى قتل أحد لإحتوائه تلك العبارة؟ وتابع: نحن في السودان ننشد مقطعا مشابها لهذا المقطع، اقترح هنا أن نغير الدستور كي نضع حدا لذلك الجدل!" ............. قامت الصحيفة نفسها بطرح نفس السؤال على الحاخام اليهودي Harold Kimenker المسؤول عن المعبد اليهودي في المقاطعة نفسها. تعالوا نقرأ بإمعان رده، ونقارنه برد الشيخ كوكو:
"إن قرار المحكمة بإلغاء النشيد من المدارس مناسب جدا، وسيلاقي دعما من كل يهودي في أمريكا. كيف نستطيع كأقلية يهودية في أمريكا أن نمارس حقوقنا ما لم نعترف بحقوق الأقليات الأخرى بما فيهم الأقلية التي لا تؤمن بالله؟")

صراحةً بحثتُ عن Harold Kimenker و Press Enterprise و one nation under God في مواقع الانترنت فلم أجد شيئًا مما ذكرته الكاتبة ..
و لا أدري ما السر ورء ذلك ؟؟!
هل قضيةٌ مهمةٌ مثل هذه لا تُنشر في مواقع الانترنت و قضايا أهون منها خطرًا يتم نشرها ؟!!
ثم ما الفائدة المرجوة من المقارنة بين الشيخ مصطفى و الحاخام هارولد مادام كلاهما يعبر عن رأيه لا فتواه هذا إن ثبتت القصة ؟!!

(11)
تقول الكاتبة :
(في المرحلة الإبتدائية كان في صفنا طفل اسمه فادي، وكان معلّم الصف بين الحين والآخر يشدّه من اذنه بكلّ قوته، فنسمع صراخ فادي: آآآآآآآآآخ! ولا نعرف السبب حتى نسمع صوت المعلم يقول: يا حيوان امسك القلم باليمين!
وما أن يدير المعلم ظهره حتى يعود فادي إلى مسك القلم بيساره. لم يتابع فادي تعليمه. التقيت به في آخر زيارة لسوريا، الكلّ يعتبره رجل أعمال ناجح، له زوجة جميلة وأولاد وثروة وجاه، ولكنه لا يكتب شعرا!
على حدّ قول المفكر المصري توفيق الحكيم: لو بقي الإنسان طفلا لأصبح شاعرا.لم يبق فادي طفلا ولذلك لم يُصبح شاعرا ) .

تأمل !!
المرحلة الابتدائية أي أننا نرجع بالذاكرة إلى الوراء أربعين سنة على الأقل..
و الكاتبة كعادتها تتذكر الأسماء ..
ثم في آخر زيارة لها إلى سوريا و لنقل منذ خمس سنوات مثلًا ..
تقابله الكاتبةُ صدفةً بعد خمسٍ و ثلاثين عامًا فتعرفه !!
ما هذه الذاكرة ؟!!
لماذا ينكرون إذن أن يتذكر الصحابة رضي الله عنهم الأحاديث و قد كانت شغلهم الشاغل و لم يفصلهم عنها 35 سنة ؟!

لأقرّب لك الأمر – و هو قريب – و لكن من كلام الكاتبة ..
الكاتبة كانت في زيارةٍ لسوريا قريبًا و أرادت من يساعدها فتذكرت زميلًا لها في الجامعة – لا الابتدائية – قد علمت عنه "من أحد زملائها" – هكذا - و اتصلت به و كان تعليقها :
(اتصلت به آملة أن يتذكّرني بعد مايزيد عن ربع قرن.)
ربع قرن لا 35 عامًا على الأقل !!
هذا عن ضبط الحادثة ..

إن أردتَ تحليل مضمون الحادثة ..
فلماذا يضرب المدرس التلميذ ؟! أهناك حديثٌ متنه " اكتب بيمينك " ؟!!
ثم لو فرضنا أن هناك حديثًا نصه " اكتب بيمينك " – و هو غير موجود - فهذا الأمر يكون للإرشاد لا الإلزام ؟!!

ثم لنفرض أن المدرس اختلق حديثًا ثم أساء فهم الحديث المختلق ثم ضرب " فادي " !!
فادي لم يستطع أن يطيع المدرس ، فأين والدي "فادي"؟! أين أبوه و أمه يُحذرون المدرس ؟!
هل أبوه و أمه يطيعان المدرس إلى هذه الدرجة ؟!!

ثم لنفرض أنهما كانا حريصين على المدرس إلى هذه الدرجة ، فلماذا ترك "فادي" التعليم إذن ؟!!
هل "فادي" يتصرف من تلقاء نفسه ؟!!

ثم لنفرض أنه يتصرف من تلقاء نفسه ..
فمعنى ذلك أن شخصيته مازالت متماسكة و هو ما تحاول الكاتبة أن تنفيه ..

ثم لنفرض أن الدنيا سارت في هذه القصة بقوانين معقدة إلى حد ألا نستطيع تبينها .. و أن فادي نجح في حياته ..
فإن الكاتبة حين قابلت فادي صاحبَ الثروةِ و الجاهِ و الزوجةَ الجميلةَ و الأولاد .. لم يعجبها ذلك كله ..
فتقول (ولكنه لا يكتب شعرا! ) !!
فليت شعري .. ما هذه العقلية المتكلفة الفجة ؟!!
و هل كل الأمريكان يكتبون الشعر ؟!!
و هل كل العرب لا يكتبون الشعر ؟!!
و هل توفيق الحكيم الذي تستدل الكاتبة بكلامه لم يكن عربيّا تربى في بيئة عربية ؟!!

كما أن ..
كما أن ..


هذا الكلام لا علاقة له بالإسلام كما هو هدف الكاتبة من ذكر هذه القصص !!
أم أن الكاتبة تقصد الإسلام الذي لم ينزل على محمد صلى الله عليه و سلم ؟!!

حسام الدين حامد
04-23-2010, 08:12 PM
أحاديثُ مكذوبة !!


قال بعضهم : رأيتُ بحمصٍ مجنوناً يقول :
يا قوم !! من يتعلم " لا أدري " ؟!!
يا هذا !! تعلم " لا أدري " !!
فإنك إذا قلت "لا أدري" علموك حتى تدري ، وإذا قلت "أدري" سألوك حتى لا تدري!

..................................................

قال الأديب أبو فهر محمود شاكر رحمه الله :

( ما الذي يحمل المرء على الكذب و التنفُّخ و الادِّعاء ؟!
أهي فطرةٌ يُفطر عليها الكذاب ؟!
أم هي نقيصةٌ يجدها المرء فيريد أن يسترها بالألفاظ التي تحتال على القارئ أو السامع ؟!
أم هي حِكةٌ في اللسان كالجرَب ، لا يشفي منها إلا " هرْش " اللسان بكلماتٍ يُدَهورها عليه ؟!
أم هي لا هذا ، و لا ذاك ، و لا تلك ..
بل هي سَوْرةٌ كسورة الخمر تأخذ شاربها حتى ينتشي ، فإذا انتشى عاودَ فإذا عاودَ ضَرِي عليها ، فإذا ضري عليها صار مدمنًا لا يفيق من نشوة الكذب و التنفخ و الادعاء ، حتى تتبين العربدةُ في الكلمات في حالتي الصحو و السكر لا فرق بين الخُمَار و الإفاقة ؟!
و أي ذلك كان ، فالكذب خليقةٌ مرذولةٌ ، و خَصْلةٌ مستهجنةٌ ، و خبيثةٌ من الخبائث ).
" أباطيل و أسمار "

و قال أخوه الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر رحمه الله :
( الخبر الموضوع هو : المختلق المصنوع ، و هو الذي نسبه الكذابون المفترون إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
و هو شر أنواع الرواية ..
و من علم أن حديثًا موضوعًا فلا يحل له أن يرويه منسوبًا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا مقرونًا ببيان وضعه ..
و هذا الحظر عام في جميع المعاني ، سواء الأحكام و القصص و الترغيب و الترهيب و غيرها ..
لحديث سمرة بن جندب و المغيرة بن شعبة قالا :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " رواه مسلم في صحيحه . )
" التعليق على ألفية السيوطي "

نحن أمام كاتبةٍ تأبى إلا أن تقول "أدري"، و تستفزها نفسها إلى الكذب لفطرةٍ أو نقيصةٍ أو حِكةٍ أو سورةٍ أو ما شئت أن يكون هو، فتردد الأكاذيب تنسبها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، لا لتبين وضعها بل لتؤيدها، و لا عجب أن تأتي شر أنواع الرواية من الكذابين المفترين!!


فكذبت و كذبت ..
أقصد قالت و قالت ..


(1)
تقول الكاتبة :
("شاورا النساء وخالفوهن، ففي مخالفتهن بركة" )
هكذا وضعت الكلام بين علامتي تنصيص !
فمن الذي ذكر هذا " النص " !! أهو آيةٌ أم حديثٌ أم ماذا ؟!
هل وضعه بين علامتي تنصيص محاولةٌ للتدليس و الإيهام بأنه حديث ..
فإن قيل لها " ليس بحديث " قالت " لم أزعم ذلك " ؟!!!

" أهي فطرةٌ يُفطر عليها الكذاب ؟! "


(2)
تكذب الكاتبة :
(ـ كان "صلى الله عليه وسلم" يحكّ اربه بين فخذيّ عائشة وهي في السادسة من عمرها)

أين هذا الحديث ؟!
أهو حديث لا وجود له اخترعته الكاتبة أو نقلته عن كذاب – آخر – اخترعه ؟!

" أم هي نقيصةٌ يجدها المرء فيريد أن يسترها بالألفاظ التي تحتال على القارئ أو السامع ؟! "


(3)
تقول الكاتبة :
(أما المسلمون فظلوا حتى القرن الواحد والعشرين يؤمنون بأن بول الإبل يشفي من كل الأمراض، ولم يستطع طبيب مسلم واحد أن يواجه تلك الخرافة بجرأة وعلى الملأ!)

أين النص الذي فيه أن بول الإبل يشفي كل الأمراض ؟!
أين هذه الحديث ؟! و أين رضا الأطباء المسلمين بهذا الكلام !؟

" أم هي حِكةٌ في اللسان كالجرَب ، لا يشفي منها إلا " هرْش " اللسان بكلماتٍ يُدَهورها عليه ؟! "


(4)
تكذب – أقصد تقول - في بيان حكمٍ شرعيٍّ جديدٍ بالنسبة للمسلم :
(وعليه هو أن يعيد وضوئه إذا مرّت بقربه تلك المرأة وهو يصلي لأنها، على حدّ تعاليم نبيّه، كالكلب والحمار تفسد وضوئه!)

فأين في تعاليم نبينا صلى الله عليه و سلم هذا الذي زعمتْ ؟!!

" أم هي لا هذا ، و لا ذاك ، و لا تلك ، بل هي سَوْرةٌ كسورة الخمر تأخذ شاربها حتى ينتشي "


(5)
و تقول أيضًا .. أي و تكذب أيضًا :
(وما تبقى لدى الرجل المسلم من عقل قضى عليه حديث محمّدي آخر:
"لا تطعم المرأة أحدا دون اذن الزوج إلا إذا كان طعاما قارب على الفساد. فإن أطعمت عن رضاه كان لها مثل أجره وإن أطعمت بغير رضاه كان له الأجر وعليها الوزر" )
قبل أن تثرثر بكلام كثير طويل عريض و " تهلهل " بكثير من " هل ؟! " و " هل ؟! " ..
أين هذا الحديث ؟! و ما إسناده ؟! و ما درجته من الصحة ؟!!

" فإذا انتشى عاودَ "


(6)

اعتمدت الكاتبة على حديث ذكرته فقالت :
(عندما يقول نبيّ الإسلام:"اوتيت قوة أربعين رجلا" )

أين هذا الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه و سلم " أوتيت قوة أربعين رجلا " ؟!! وما إسناده ؟! وما صحته ؟!
أليست هذه الجملة مقتطعةً من حديثٍ ذكره ابن الجوزي في الأحاديث الموضوعة ؟!!

" فإذا عاودَ ضَرِي عليها "


(7)
قالت الكاتبة :
( أما في باب النكاح فتقرأ ما يقشعر له الأبدان، منها على سبيل المثال لا الحصر ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس بن مالك قال: يجيء الناكح يده يوم القيامة ويده حُبلى!)

من الواضح أن الكاتبة ذكرت المصدر هنا بالذات لأن الموقع الذي تنسخ و تلصق منه ذكرها !!
ما إسناده ؟! و ما درجته من الصحة ؟!!

" فإذا ضري عليها صار مدمنًا لا يفيق من نشوة الكذب و التنفخ و الادعاء "


(8)
تقول الكاتبة :
(المعلم المسلم يقرأ على طلابه قول عائشة أمّ المؤمنين:" كان النبي يضع رأسه بين فخذيّ ويقرأ القرآن وأنا حائض" )


الحديث الذي يعرفه المسلمون هو ما روته عائشة رضي الله عنها قالت :
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع رأسه في حجري وأنا حائضٌ ويقرأ القرآن .)

و الحجر هو ( ما يحويه مجتمع الرّجلين للجالس المتربّع ) " التحرير و التنوير " .

فما الذي جعل الكاتبة تنتزع " حجري " و تضع مكانها " بين فخذي " ؟!! أسوء فهمٍ أم سوء قصدٍ أم كلاهما ؟!!

إن عائشة رضي الله عنها تجلس متربعةً و يسند النبي صلى الله عليه و سلم رأسه على حجرها و يقرأ القرآن !!
فما المشكلة في هذا الحديث ؟!

هل وضع الرجل رأسه في حجر زوجته عيب ؟! أم قراءة القرآن عيب ؟! أم اجتماعهما عيب ؟!!

هل الكاتبة تنصر قول أصحاب العقول المتحجرة التي تحظر على الرجل مجرد الاقتراب من امرأته أيام الحيض ؟!
أم هي ذات عقلٍ "متكلسٍ" توافق أن يقترب الرجل من زوجته لكن دون أن يقرأ القرآن بحجة أن المرأة " نجسة " ؟!!!

رضي الله عن عائشة إذ علمت الناس قيمة المرأة و لم تنتقص منها شيئًا إذ بلغت ما رأت !!

إن كثيرًا من الناس ينظر للمرأة أيام حيضها بشيء من التحفظ غير المبرر !!
فأتى الإسلام بعدلٍ و حكمةٍ ، فحرم الجماع أيام الحيض، وفي غير ذلك تكون العلاقة بين الرجل و المرأة كما هي ..
ذلك أن الحيض أمر كتبه الله على بنات حواء .
بل إن هذه النظرة المتحفظة غير المبررة كانت سائدةً عند النساء ..

يقول أبو هريرة رضي الله عنه : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقال : يا عائشة ناوليني الثوب ، فقالت : إني حائض ، فقال : إن حيضتك ليست في يدك ، فناولته .

يبقى السؤال :
لماذا حرّفت الكاتبة " في حجري " فجعلتها " بين فخذي " ؟!

" حتى تتبين العربدةُ في الكلمات في حالتي الصحو و السكر لا فرق بين الخُمَار و الإفاقة "


قال أحد الحكماء :
(لا يقدر أحدٌ أن يكذب كذباً لا صدق فيه من جهة من الجهات ، و هو يقدر أن يصدق صدقاً لا كذب فيه من جهة من الجهات.)

فما الذي اضطر الكاتبة للكذب غير أنها لم تجد في الإسلام موضع عيبٍ فكذبت عليه ؟!
و إن عرفتَ أن من يتطاول على الإسلام لا يجد سبيلًا إلا الكذب علمتَ قدر الإسلام ..
كما علمتَ قدر من يتطاول ..

" فالكذب خليقةٌ مرذولةٌ ، و خَصْلةٌ مستهجنةٌ ، و خبيثةٌ من الخبائث " .

حسام الدين حامد
04-23-2010, 08:13 PM
كيف تفهم؟!


قال أبو فزارة الأسدي :
قلتُ لسعيدٍ بن هشيم : لو حفظتَ عن أبيك عشرة أحاديث سُدتَ النّاس، وقيل هذا ابن هشيم فجاءوك فسمعوا منك!!
قال سعيد : شغلني عن ذلك القرآن .
فلما كان يوم آخر قال لي سعيد : جبير كان نبيًّا أم صديقاً ؟
قال : قلت : من جبير !!؟
قال : قوله عز و جل " واسأل به جبيراً " ( يقصد قوله تعالى " فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً " [الفرقان : 59])
قال : قلت له : يا غافل!! زعمت أن القرآن أشغلك!!

.................................................. ....

تقول وفاء سلطان :
( طبعا درست كتب التفسير من ألفها إلى يائها ) !!!!
و إليكم فهمها لآيات كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم مع تعليق إن لزم الأمر !!


المثال الأول :

عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللًا ، فقال : ما هذا يا صاحب الطعام ؟! قال : أصابته السماء يارسول الله !!
قال : أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ؟! من غشنا فليس منا .

تقول الكاتبة :
( هذه الشرع باطل وغير أخلاقيّ! عندما تتبرمج على أن تغشّ من لا ينتمي إلى دينك تصبح قادرا على أن تغشّ أخيك باعتباره ليس أنت! )

منطق الكاتبة كالتالي :
عندما تقول لابنك " لا تكسر لعبك " فمعناها أنه يستطيع أن يحرقها، ويستطيع أن يكسر الأطباق!!
وبعد أن يحرق اللعب و يكسر الأطباق فسوف يكسر اللعب!!
عندما تقول لطفل "لا تسب والديك" فمعناها أن يعق غير والديه!! كما يستطيع ضرب والديه!!
وبعد أن يعق غير والديه و يضرب والديه فسوف يسب والديه!!

لا أقول إن هذا فهمٌ باطلٌ، بل أقول إنه عدم فهمٍ أصلًا، و ذلك لأسباب :

1- " من غشنا فليس منا " لا تؤدي إلى نتيجة أن " من غش غيرنا فهو منا " !!
2- لم يذكر أحدٌ من علماء المسلمين هذا الفهم و لم يستعمله و لم يفتِ به .
3- مناسبة الحديث كانت أن بائعًا غش في ما يعرضه أمام المشترين في السوق .. و نهاه النبي صلى الله عليه و سلم عن فعله ذلك و لم يقل له " افعل هذا في أسواق غير المسلمين " .. إذ الأسواق للناس جميعًا ..
4- نص الحديث نفسه " أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ؟! " و لم يقل كي يراه المسلمون .
5- روايات الحديث عن أبي هريرة بألفاظٍ تفسر بعضها ، منها " من غش فليس مني " وفي رواية " منا " وفي أخرى " ليس منا من غش " وفي رابعة " ليس منا من غشنا " وفي خامسة " ألا من غشنا فليس منا " كما قال الألباني رحمه الله .



المثال الثاني :

قال صلى الله عليه و سلم :
( من مات و لم يغزُ أو تحدثه نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية ).

كيف فهمته الكاتبة و نزّلته على واقعنا المعاصر ؟!
تقول :
(والرجل المسلم يتصيد منصبا كي يغزوه، ومتى اُتيحت له الفرصة يغنم كل ما تقع عليه يده بدون رحمة أو شفقة التزاما بعقيدة الغزو والغنائم، ومن لم تتح له تلك الفرصة يقضي حياته لاهثا وراء الرغيف )
إلى آخر تلك الفكاهات ..
طبعًا !!
لا ..
تعليق !!


المثال الثالث :

يقول الله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ)

الكاتبة لا تفتخر بجهلها و حسب، بل تفتخر به أمام الناس، بل تتهم به كل الناس فتقول :
(منذ ألف وأربعمائة عام والمسلمون يتلون الآية السابقة، هل أحد فيها يعي ما تقوله؟!!
هل أحد فيهم يعرف أين تبدأ الجملة فيها وأين تنتهي؟)

لا أدري بأي وجه تزعم الكاتبة أنها درست – لا قرأت وحسب – كتب التفسير من ألفها إلى يائها ..
و لو كان لها وجهٌ في ذلك القول لكان – كعادتها - وجه كذاب!! لكن ..
ما هو الوجه الذي تأتي به لتتهم المسلمين على مر الدهر أنهم لا يعون الآية و لا يعرفون مبدأ الكلام و آخره؟! أي وجه؟!

الآية تبين حكم الاستئذان بين أهل البيت الواحد ..
إذ تكون هناك أوقات خلوة بين الرجل و زوجته أو أوقات نوم أو أوقات وضع الثياب ..

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ "
نعلّمهم الاستئذان كل حين أم له أوقات ..
" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ "
لماذا ؟!
" ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ "

نعم .. فلا يجوز أن يطلع أحدٌ على هذه العورات .. فيلتزم الأبناء بالاستئذان في أوقاتٍ ثلاثةٍ محددة .. فيتعلم الطفل أدب الاستئذان و يعلم أن له وزنًا يُثقله استئذانه فهو ليس " قطعة أثاث " لا يبالي أحد بوجودها ، كما يتعلم الولد احترام خصوصية غيره .. كما لا يتعرض الطفل لرؤية والديه في حال لا ينبغي له أن يراهما فيه فتتأثر نفسيته و تتبدل عقليته قبل الأوان .. و في هذا التعليل إشارةٌ إلى أن علة النهي ألا يقع الأبناء على عورات الآباء .. فإن أتى الآباء ما يأتونه في غير هذه الأوقات فعليهم اعتبار ذلك عورة و لا يجوز أن يعتبروا الأبناء بُلهًا مغفلين لا يعرفون إلامَ ينظرون ؟!
و كم تأثرت نفسيات أطفال و سلوكياتهم من جراء اطلاعهم على آبائهم في خلوتهم ..

يقول فرويد :
( متى عاين صغار الأطفال اتصالًا جنسيّا بين أهلهم – و غالبًا ما يتيح لهم هؤلاء الفرصة اعتقادًا منهم بأن الطفل أصغر سنّا من أن يفهم الحياة الجنسية – بادروا على تأويل الفعل الجنسي على أنه ضرب من سوء المعاملة أو من إساءة استعمال القوة ، أي أنهم يخلعون على هذا الفعل مدلولًا ساديّا ، إن انطباعًا كهذا في الطفولة الأولى يُسهم إسهامًا كبيرًا في تمهيد السبيل لاحقًا أمام نقل سادي للهدف الجنسي ) .
" ثلاثة مباحث في نظرية الجنس ، ترجمة : جورج طرابيشي " .

لا أدري هل ذكر فرويد تنبيهات تحمي الطفل من هذه المشاهدة من جهته أو من جهة والديه أم لا ..
لكني أعلم أن الله تعالى أغنانا عن فرويد و استنتاجاته في أمور التربية و التنشئة القويمة للأبناء ..
فعلّم – سبحانه – الآباء أن يستتروا عن خلطائهم .. و علمهم أن يعلموا أبناءهم الاستئذان ..

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ "
نعلّمهم الاستئذان كل حين أم له أوقات ..
" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ "
لماذا ؟!
" ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ "
و في غير العورات .. ألا نعلمهم الاستئذان .. فهو كما يبدو شيءٌ مطلوب ؟!
" لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ "
" عَلَيْكُمْ " ؟؟
قال ابن عاشور رحمه الله :
( فإن الأمر باستئذان هؤلاء عليهم يقتضي أمر أهل البيت بالاستئذان على الذين ملكت أيمانهم إذا دعاهم داعٍ إلى الدخول عليهم في تلك الأوقات كما يرشد السامعَ إليه قوله " ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ " ، وإنما لم يصرح بأمر المخاطبين بأن يستأذنوا على الذين ملكت أيمانهم لندور دخول السادة على عبيدهم أو على غلمانهم إذ الشأن أنهم إذا دعتهم حاجة إليهم أن ينادوهم فأما إذا دعت الحاجة إلى الدخول عليهم فالحكم فيهم سواء ، وقد أشار إلى العلة قوله تعالى " طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ " .)


" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ "
نعلّمهم الاستئذان كل حين أم لها أوقات ..
" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ "
لماذا ؟!
" ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ "
و في غير العورات .. ألا نعلمهم الاستئذان .. فهو كما يبدو شيء مطلوب ؟!
" لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ "
لماذا ؟!
" طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ "
إذن يكون الاستئذان في ثلاث أوقات – غالبًا أوقات نوم للطفل - فلا يصير البيت بالنسبة للطفل المميِّز سجنًا ..
فيكون في الحكم تربيةٌ على الاحترام و الحب .. و الفصل و الوصل .. و الاستئذان و المخالطة ..
" كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "
الحمد لله العليم الحكيم قبل التبيان و بعده ..
لا نحصي ثناء عليه كما أثنى على نفسه ..

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )



المثال الرابع:

قال تعالى :
(وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ.)

علّقت الكاتبة على هذه الآية الكريمة بأُحمُوقتين .. أعلقُ على الأولى و أترك الثانيةُ لأنها لا تستدعي تعليقًا ..

الأُحمُوقَة الأولى :
الكاتبة تتظاهر بأنها من أهل اللغة – رغم أخطائها اللغوية الكثيرة – فتقول في تكلف ممجوج و تعالم قبيح :
(لاحظوا كلمة " لا تكرهوا "، فالإغتصاب هنا مجرد إكراه وليس انتهاكا للإرادة، والفرق بين الإكراه والإنتهاك كبير للغاية!)
يا سلام!!

أولًا :
ما الفرق الكبير للغاية ؟! بل ما الفرق بين انتهاك الإرادة و الإكراه ؟!

إن اللفظ هنا دقيق لا يقوم مقامه لفظٌ آخر .. فانتهاك الإرادة يكون بالعصيان و بالإكراه و بالتجاهل و غير ذلك ..

والدٌ يطلب من ابنه شيئًا فيتجاهله " انتهك إرادته " .. شخصٌ يمنع الناس دخول بيته فيدخلون " انتهكوا إرادته " .. امرأةٌ تريد الإحصان فأجاءها – أي اضطرها - وليها إلى فعله " انتهك إرادتها " .. فانتهاك الإرادة عام و الإكراه خاص و الخاص أدق من العام إذ يمنع غير المرغوب من الدخول في مدلوله و ينص على المراد دون تقصير ..

ثانيا :
لو سلمنا جدلًا أن الفرق كبير ..
أليست الصياغة تكون بقولنا ( و لا تنتهكوا إرادة فتياكم فتكرهوهن على البغاء إن أردن تحصنًا ) ؟!
فلابد إذن من ذكر صورة انتهاك الإرادة و هي الإكراه !!
ثم يكون هناك تطويلٌ بغير داعٍ إذ مفهومٌ بداهةً – عند من يملك البديهة !- أن الإكراه صورةٌ من صور انتهاك الإرادة !!
ثم يكون هناك تطويلٌ بذكر الإرادة التي انتهكت مرتين " إرادة " و " أردن " !!

ثالثًا :
في قوله تعالى " تُكرِهُوا " رحمة بمن أكرهها وليها ..
لأن الإرادة قد لا تكون منتهكة كلية في حالة إكراه الفتاة على البغاء ..
إذ إن أرادتها لا تكون ملغاةً بالكلية ، بل غالبًا ما يكون لها بعض إرادة ..
فرحمها الله تعالى من التكليف بتلك الإرادة و جعل الذنب على وليها و على من فعل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا..
و أكد سبحانه ذلك بأنه غفورٌ رحيمٌ لا يؤاخذها بما أكرهت عليه ...


( سبب الاختلاف أن الإكراه نوعان :
الأول : مُلجِئ ، فيكون الإنسان فيه آلة لا قدرة له و لا اختيار و هذه الحالة لا نزاع فيها أنه غير مكلفٍ أصلًا .
الثاني : غير ملجئ ، و يكون للإنسان فيه نوع اختيارٍ أو إرادةٍ فهذا فيه نوع تكليف .
و من النوع الثاني غير الملجئ :
- من أُكره على قتلِ رجلٍ آخر : فهذا يفعل و له نوع إرادة ، و قد أُمِر بقتل هذا الرجل و إلا قُتِل ، ففي هذه الحالة لا يجوز له قتله و إن أُكرِه على ذلك لأن الحفاظ على حياة أحدهما ليس بأولى من الحفاظ على حياة الآخر .
- من أُكره على الزنا : فهذا له نوع اختيار و في هذه الحالة يكون الإكراه معتبرًا بدليل قوله تعالى " وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " و لا يتصور البغاء في الإكراه الملجئ )
" الشرح الصوتي لكتاب التوحيد، د. ياسر برهامي، بتصرف "

الخلاصة :
أن الكاتبة تتنطع و تتكلف أمورًا ليست من اللغة و لا العقل ..

الأُحموقة الثانية :
المفاجأة في قول الكاتبة في هذه الآية الكريمة بأنها توحي بأن الاغتصاب حلال :
(لم يتجاهل القرآن الإغتصاب وحسب، بل خفف من أهميته ووقعه إلى حد أوحى بتحليله)
" وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا "
هذه توحي بأن الاغتصاب حلال !!

لو أن لؤمك عاد جوداً عشرُه ... ما كان عندك حاتمٌ مذكورًا!!



المثال الخامس :

قال تعالى :
(فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)

أيبلغ الشطط بإنسان أو "لا إنسان!" أن يقول إن " مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " تشمل العنزات و الغنم !!

تقول الكاتبة :
(وهنا نملك الحق أن نتساءل: هل تندرج عنزاته وغنماته تحت لواء ما ملكت يمينه؟!! )
ثم تبسط " حُجتها " فتقول :
( الشق الأول من الآية ألحق عبارة ـ ما طاب لكم ـ بكلمة النساء تحديدا. أما في الشق الثاني من الآية فعبارة ـ أو ما ملكت أيمانكم ـ غير واضحة ولم تحدد النساء فقط ! )

إذن فماذا تقول الجهبوذة الفذة في قوله تعالى (فَوَاحِدَةً ) أليست واحدة من النساء و بالتالي أو ما ملكت أيمانكم من النساء ؟!
هذا لو لجأنا للغة العرب وحدها و تركنا " العقل " كليةً تنزلًا لمستوى الكاتبة !!

تتابع الكاتبة في " تفسيرها!! " فتقول:

( عادة (ما) تشير إلى غير العاقل و(من) تشير إلى العاقل، والأوضح لو جاءت على هذا الشكل: وممن ملكت أيمانكم! فهل هذا كتاب مبين؟!!
أضرب مثلا: عندما أقول:( لقد وجدت ما أحبّه)، هل ينطبق معنى تلك العبارة على معنى عبارة ( لقد وجدت من أحبه)؟!!
أليست كلمة (من) في العبارة الثانية تحدد بأنني وجدت الإنسان الذي أحبه، وليس الكتاب أو الطعام أو الحيوان أو ما شابه ذلك والذي تقصده (ما) في العبارة الأولى؟!!)

تأمل قولها " عادة " في بداية الكلام .. فكأنها تعلم أن " ما " و " من " قد يتبادلان الأماكن عند العرب و في نفس الوقت تأبى إلا الاعتراض .. أو تنطلق من أرضيةٍ علميةٍ غير صلبةٍ أو غير موجودةٍ فتحتاط لنفسها بقولها "عادة " !!

عمومًا :

لو أن الكاتبة جهلت اللغة و وقعت على شيء من كتب التفسير و هي التي درستها من ألفها إلى يائها لوجدت مثلًا :

( تنبيه : عبر تعالى عن النساء في هذه الآية « بما » التي هي لغير العاقل في قوله { فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ } ولم يقل "من طاب" ، لأنها هنا أُريد بها الصفات لا الذوات ، أي : ما طاب لكم من بكر أو ثيب ، أو ما طاب لكم لكونه حلالاً ، وإذا كان المراد الوصف عبر عن العاقل « بما » كقولك ما زيد في الاستفهام تعني أفاضل؟ )
"أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن "

(جيء بـ ( ما ) الغالبة في غير العقلاء ، لأنّها نُحِي بها مَنْحى الصفة وهو الطيب بلا تعيين ذات ، ولو قال " مَنْ " لتبادر إلى إرادة نسوةٍ طيباتٍ معروفاتٍ بينهم ، وكذلك حال " ما " في الاستفهام ، كما قال صاحب "الكشاف" وصاحب "المفتاح" . فإذا قلت : ما تزوجت؟ فأنت تريد ما صفتها أبكرا أم ثيّباً مثلاً ، وإذا قلت : مَن تزوجت؟ فأنت تريد تعيين اسمها ونسبها) .
" التحرير و التنوير "

و هناك أقوالٌ أخرى تتبارى في الصحة ، و تتسابق إلى الرجحان كفرسي رهان ، لكن حفاظًا على عقل "!! " الكاتبة لا نعرضها عليها دفعة واحدة فتندهش فتصاب بسكتة دماغية !!

و لها الرجوع التدريجي – و يلزم التدرج !! - إلى كتب التفسير شيئًا فشيئًا حتى تعرف أن " مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " لا تشمل العنزات و الغنم كما يعرف ذلك جميع العقلاء !!


المثال السادس :

الفرق بين التلاوة و القراءة !!

تقول الكاتبة :
(المسلمون لا يقرأون القرآن وإنما يتلونه، وهناك فرق كبير بين القراءة والتلاوة. عندما تتلو لا تستطيع أن تصغي لأنك تسقط عبدا للنغمة، أما عندما تقرأ فأنت ملزم بالإصغاء كي تعي ما تقرأ.)

لا أدري من أين أتت الكاتبة بهذه التفرقة ..
أَمِن كتب اللغة ، و فيها (تَلا يَتْلو تِلاوَة يعني : قرأَ قراءة ) " لسان العرب " ؟!
أم من كتب التفسير ، و فيها ({ أَتْلُ } اقرأ ) " تفسير الجلالين " ؟!
أم من كتب فيها التفرقة بين ما شاع ترادفه ، و فيها (التلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعدًا ، و القراءة تكون للكلمة الواحدة، يقال "قرأ فلان اسمه" ولا يقال "تلا اسمه" ) ، كما فيها (التلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة وتارة بالارتسام ) " الفروق اللغوية " ؟!

لا أدري من أين أتت الكاتبة بهذه التفرقة الجديدة بين " التلاوة " و " القراءة " ..

قال الله تعالى :
" وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " [الأعراف : 204] .
" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " [محمد : 24] .


أيها القارئ الكريم .. ألا تقول معي – كُفِيتَ الشر - :
يا غافلة !! زعمت أنك " درستِ " كتب التفسير من ألفها إلى يائها ؟!!