قتيبة
10-24-2008, 05:26 PM
عبقرية التاليف العربي.. كتاب مهم عن علاقات النصوص والاتصال العلمي
أصدره الدكتور كمال عرفات نبهان
بقلم: أمجد محمد سعيد
ارقي، وانبل، وقت قضيته، وانا اتصفح كتاب (عبقرية التاليف العربي، علاقات النصوص والاتصال العلمي) تاليف الاستاذ الدكتور، كمال عرفات نبهان، الصادر عام 2007، عن مركز دراسات المعلومات والنصوص العربية، بالقاهرة.
واقول : اتصفح، لان قراءتي الاولي له، لا تبدو غير تصفح، ليس الا، امام دقة، وعمق، وتنوع، ما تضمنه الكتاب.
واني لاستغرب حقا، ان يصدر مثل هذا الكتاب العملاق، لمؤلف عربي، مصري، دون ان يثير سيلا من المتابعات، والاحتفاءات، والعروض، والندوات، من قبل المؤسسات العلمية، والاكاديمية، والابداعية، والصحفية، في مصر، والوطن العربي، ناهيك عن ترشيحه، لارفع الجوائز العربية والعالمية، التي ادعوها الان، ان تفعل ذلك.
تمر اوقات طويلة حقا، قبل ان يصادف احدنا، كتابا يملا الجوارح، والعقل، والقلب، بالعلم، والمتعة، والابتكار، والثقة، والوطنية الحقة، ايضا، مثلما يمنحه هذا الكتاب.
واذ يقدم العلامة الدكتور، مصطفي الشكعة، الكتاب، يشيد باصالة البحث، وعظمة الاضطلاع بتاليفه، علي هذا النهج الدقيق، الامين، الرصين، بحيث يعد الكتاب، فاتحة للتاليف الاصيل، في فرع دقيق، من فروع المعرفة الانسانية، الراقية، هو فرع التاليف العربي، ويحيي الدكتور الشكعة، المؤلف، علي عطائه الخصيب، الذي قدمه للمعرفة الانسانية، في نطاق، من ادب التاليف، وامانة العرض، وسلامة المنهج، وتواضع العلماء.
والكتاب الذي يقع، في خمسمئة وخمسين صفحة، تقريبا، من القطع الكبير، هو بحق، فتح في مجال التعامل مع النصوص، اذ يتناول، موضوع التاليف، كظاهرة اتصال، واستجابة، لحاجات علمية، وتعليمية، وثقافية، ومن اجل ذلك، ظهرت اليات، واصول، في صنعة تكوين النصوص، في التاليف العربي الاسلامي، عمل المؤلف الدكتور كمال علي استكناه جذورها، وتتبع مفاصلها، وتجسيم رؤاها، وتاطير مساحاتها وفروعها الشاسعة.
ويشير المؤلف في مقدمته، الي انه، من بين انواع التاليف المختلفة، يوجد شكل متميز، هو اعتماد مؤلف ما، علي كتاب، سبق ظهوره، يهتم به، ويتخذ منه محورا، يدور حوله، كتابه الجديد، في شكل شرح، او تهذيب، او تذييل، او استدراك، او معارضة، او محاكمة، الخ.
ويسمي الدكتور كمال عرفات نبهان، هذا النوع، ( التاليف النصي المحوري)، الذي يمثل ظاهرة عامة، وهامة، استمرت في التاليف العربي، الاسلامي، في مختلف عصوره، وما زالت بعض مظاهره موجودة، حتي الان، كما ان بعض انواعه، موجودة في الثقافة الاجنبية في عدد من لغات العالم، ولدي العديد من الشعوب.
يكشف الدكتور كمال عرفات نبهان، عن اكثر من ستين نوعا، من التاليف العربي، يتوالد بعضها عن بعض، مستندة جميعها حول نص، مؤثر، اول، لتنشا عنه، منظومة معرفية، تمثل عائلة النص.
ويوضح، ان عبقرية التاليف العربي، استجابت للوظائف العلمية، لتظهر انواعا مختلفة، مثل المقدمات، والعرضات، والهيئات، والمسائل، والتخريج، والتوليد، والمفاتيح، والنظم، وصياغة، المعاجمم، والموسوعات، وغيرها.
وينفرد المؤلف، بتعريفات خاصة، مبتكرة، للكثير من المفاهيم والمصطلحات، التي لم يكن احد، من الباحثين السابقين، قد اعارها اهتماما، دقيقا، رغم انها موجودة في الالاف، من كتب التاريخ، والتراث، كما انه حاول، ان يعيد تعريف العديد من المصطلحات، علي ضوء تجربته الفريدة، في هذا الكتاب، ومن امثلة ذلك، التاليف، والنص، وانواعه، و مثل العرضة، والابرازة، والهيئة، وتعريف المؤلف، وخصائصه، في الثقافة العربية.
اضافة الي ذلك، فقد طرح المؤلف، نظرية جديدة، حول النصوص، هي ما اسماها (الببليوجرافيا التكوينية)، ونظاما جديدا، لوصف، وبرمجة، علاقات النصوص العربية.كما يستكشف، ظواهر التواصل والتناغم، بين المعرفي، والسيسيولوجي، في الحضارة العربية الاسلامية، وامكانيات النص، كمشروع قابل للاستمرار، مثل مقدمة ابن خلدون، وقانون ابن سينا، وغيرهما.
يعتقد المؤلف، ان الكثير من الكتب، في الحضارة العربية - الاسلامية،
يمثل مشروعا فكريا، قابلا للتطوير، وتحسين السلالة، ويعتبر الكتاب موضع الاهتمام، اصلا قابلا للتلقي، والاضافة، والتصحيح، والمعارضة والتكملة، والاستمرار، يقوم بذلك مؤلفون، في عصره، او في عصور تالية لتاليفه، ويظل هذا الكتاب، الهام (مدونة) قيد التاليف المتتابع والمتنوع في مدارات موصولة، في زمن يطول، او يقصر.
ويستمر التاليف، المرتبط بالنص، حتي تبلغ منظومة المؤلفات،(الاصل وتوابعه) صورة مثالية، في ثبوتها الاخير، في شكل (عائلة النص).
وقد يتحول بعض النصوص التابعة - بدوره - الي مركز، تدور حوله المؤلفات الجديدة، لياخذ التاليف شكل الشجرة المتفارعة، التي تضم القديم، والجديد.
لقد كانت هذه المؤلفات، تسعي، كما يشير الدكتور كمال عرفات نبهان، الي تحقيق (الاحاطة والتمام) حول عدد من الكتب الامهات، في مختلف المجالات، وقد حظي صحيح البخاري، مثلا، بنحو اربعة وتسعين مؤلفا يدور حوله، والفية ابن مالك، بنحو اثنين وسبعين مؤلفا، وكثرت المؤلفات ايضا، علي الكشاف، للزمخشري، والقاتون في الطب، لابن سينا، والبردة، للبوصيري، وغيرها.
ويجتهد المولف، ليجد، ان وظيفة الحفظ، تتحقق في اشكال المختصرات، والمنظومات، ووظيفة متابعة التغطية، في الذيول والصلات، والتصحيح، وتكملة النقص، في الاستدراك، والفهم، في الشروح، والحواشي، والتعليقات، والسيطرة علي النص، في التهذيب، والجدل، والمناقشة، والمعارك الفكرية، في الردود، والمحاكمات، ومفاتيح الاسترجاع من النصوص، في الاطراف، والكشافات، وتنمية واستثمار النصوص، في البناء علي النص.
وكانت المؤلفات، تتفارع علي الاصل، وفروعه، وفروع الفروع، حتي تصل احيانا، الي الرتبة الرابعة، من التفاريع، والتشجير، لتتحقق وظائف التكامل، والنواصل، والتصحيح، والتركيم، الي غير ذلك، مما يذكره المؤلف.
ويؤكد المؤلف، ان كتابه، يتفرد بتقديم مجالات، واشياء جديدة تماما، في موضوع التاليف العربي، والعالمي، ايضا، من ذلك مثلا، تعريف التاليف، عموما، والعربي، خصوصا، وتمييز انواعه، وهي، التاليف الابداعي، والتاليف الوثائقي، والتايف النصي المحوري (الذي يرتكزعلي نص واحد)، والجذور العربية للتاليف، من التدوين والتصنيف.
وانه كذلك، قدم جديدا، في تعريف مفردة (المؤلف)، وخصائصه في الثقافة العربية، والاسلامية، وتعريف النص، وتمييز اشكاله، اضافة الي ذلك، فانه طرح نظرية، اسماها (الببليوجرافيا التكوينية)، وهي جديدة في مضمونها، وتسميتها، وهي تؤسس مجالا جديدا، في دراسة التاليف وعلاقات النصوص، والضبط الببليوغرافي التكويني، وتضيف بعدا جديدا، في علم الببليوغرافيا، وعلم المعلومات، وتقدم بداية نظرية وميدانية، لتاسيس علم النصوص العربية.
ويقصد المؤلف بالببيوغرام (ان يكون اداة تستخدم كمخطط ببليوغرافي لتمثيل العلاقات بين المؤلفات او النصوص).
ويشير الي ان فكرة الببليوجرام تبلورت لديه اثناء دراسته للانتاج الفكري العربي القديم والحديث، وما لاحظه من قصور وخلل في المعالجة الببليوجرافية للنصوص العربية حيث يشار الي هذه النصوص في الفهارس والببليوجرافيات كوحدات منفصلة، مع اغفال العلاقات المتعددة التي قد توجد بين عمل فكري معين وما سبقه او لحقه من مؤلفات، او عدم ادراك هذه العلاقات اطلاقا لعدم وجود القواعد والمسميات التي تنبه اليها.
هذا النظام المبتكر، لوصف تمثيل، علاقات النصوص، داخل عائلة النص، هو، ( مخطط علاقات النصوص) الذي اسماه (ببليوجرام) وهي كلمة جديدة، علي اللغة الانجليزية، تم تركيبها لاول مرة، من قبل المؤلف، ويتفرع منها المخطط الزمني، لعلاقات النصوص، وقد ابتكره ايضا، و اسماه (ببليوجرونوجرام) لاول مرة ايضا، لوصف وتمثيل الامتداد الزمني، لتاثير النص، في ظهور المؤلفاتالمتفارعة عليه، وقد بلغ تاثير بعض النصوص، الي ثمانية قرون من الزمان.
و يذكرالمؤلف، الي ان كتابه، يحتوي علي كثيرمن المصطلحات، التي تمت صياغتها، لتكون رصيدا للببليوجرافي، وعالم المعلومات والمخطوطات، والنصوص، ومؤرخ العلم، وناقد الادب، ومجالات اخري، كثيرة.
ولعل افضل ما نختتم به هذه الاضاءة، هو قول المؤلف عن كتابه، وجهده : (انه استغرق زهرة العمر، وزهوة الفكر، لا اقدمه ترفا، انما كمشروع حضاري، وانساني، وتبليغ يدوي في افق الوعي، والانجاز العلمي، والحضاري، ولا بد ان ياتي، يوم، وقوم، ينجزون ما يطرحه، من اجل تطوير علم النصوص العربية، و الببليوجرافيا التكوينية، والحصر الشامل لكل النصوص، في ببليوجرام شامل، يربط النص بعائلته، واجداده، وابائه، وتوا بعه، من النصوص، مستفيدا من تكنولوجيا المعلومات، وحينئذ، سوف توضع الذاكرة العربية الاسلامية، في قلب الحضارة الانسانية، و تتجسد خريطة العقل، والذكاء، والتاليف، الذي اسهم في بنائها).
ولعلنا لا نبالغ، اذا اعتبرنا هذا الكتاب، واحدا من منجزات التاليف العربي المعاصر، المؤسس، الذي يستبطن، ويغور عميقا، في جذور الثقافة العربية، والاسلامية، ليؤكد، علي قدرة الامة، في استكناه ماضيها العظيم، توجها الي مستقبل زاخر، بالمنجزات الثقافية، والفكرية المختلفة.
اما الاستاذ الدكتور، كمال عرفات نبهان، فهو استاذ علم المعلومات، بجامعة مصر، للعلوم والتكنولجيا، ورئيس مركز دراسات المعلومات والنصوص العربية، دكتوراه، بمرتبة الشرف الاولي، في علم المعلومات، والمكتبات بجامعة القاهرة.
أصدره الدكتور كمال عرفات نبهان
بقلم: أمجد محمد سعيد
ارقي، وانبل، وقت قضيته، وانا اتصفح كتاب (عبقرية التاليف العربي، علاقات النصوص والاتصال العلمي) تاليف الاستاذ الدكتور، كمال عرفات نبهان، الصادر عام 2007، عن مركز دراسات المعلومات والنصوص العربية، بالقاهرة.
واقول : اتصفح، لان قراءتي الاولي له، لا تبدو غير تصفح، ليس الا، امام دقة، وعمق، وتنوع، ما تضمنه الكتاب.
واني لاستغرب حقا، ان يصدر مثل هذا الكتاب العملاق، لمؤلف عربي، مصري، دون ان يثير سيلا من المتابعات، والاحتفاءات، والعروض، والندوات، من قبل المؤسسات العلمية، والاكاديمية، والابداعية، والصحفية، في مصر، والوطن العربي، ناهيك عن ترشيحه، لارفع الجوائز العربية والعالمية، التي ادعوها الان، ان تفعل ذلك.
تمر اوقات طويلة حقا، قبل ان يصادف احدنا، كتابا يملا الجوارح، والعقل، والقلب، بالعلم، والمتعة، والابتكار، والثقة، والوطنية الحقة، ايضا، مثلما يمنحه هذا الكتاب.
واذ يقدم العلامة الدكتور، مصطفي الشكعة، الكتاب، يشيد باصالة البحث، وعظمة الاضطلاع بتاليفه، علي هذا النهج الدقيق، الامين، الرصين، بحيث يعد الكتاب، فاتحة للتاليف الاصيل، في فرع دقيق، من فروع المعرفة الانسانية، الراقية، هو فرع التاليف العربي، ويحيي الدكتور الشكعة، المؤلف، علي عطائه الخصيب، الذي قدمه للمعرفة الانسانية، في نطاق، من ادب التاليف، وامانة العرض، وسلامة المنهج، وتواضع العلماء.
والكتاب الذي يقع، في خمسمئة وخمسين صفحة، تقريبا، من القطع الكبير، هو بحق، فتح في مجال التعامل مع النصوص، اذ يتناول، موضوع التاليف، كظاهرة اتصال، واستجابة، لحاجات علمية، وتعليمية، وثقافية، ومن اجل ذلك، ظهرت اليات، واصول، في صنعة تكوين النصوص، في التاليف العربي الاسلامي، عمل المؤلف الدكتور كمال علي استكناه جذورها، وتتبع مفاصلها، وتجسيم رؤاها، وتاطير مساحاتها وفروعها الشاسعة.
ويشير المؤلف في مقدمته، الي انه، من بين انواع التاليف المختلفة، يوجد شكل متميز، هو اعتماد مؤلف ما، علي كتاب، سبق ظهوره، يهتم به، ويتخذ منه محورا، يدور حوله، كتابه الجديد، في شكل شرح، او تهذيب، او تذييل، او استدراك، او معارضة، او محاكمة، الخ.
ويسمي الدكتور كمال عرفات نبهان، هذا النوع، ( التاليف النصي المحوري)، الذي يمثل ظاهرة عامة، وهامة، استمرت في التاليف العربي، الاسلامي، في مختلف عصوره، وما زالت بعض مظاهره موجودة، حتي الان، كما ان بعض انواعه، موجودة في الثقافة الاجنبية في عدد من لغات العالم، ولدي العديد من الشعوب.
يكشف الدكتور كمال عرفات نبهان، عن اكثر من ستين نوعا، من التاليف العربي، يتوالد بعضها عن بعض، مستندة جميعها حول نص، مؤثر، اول، لتنشا عنه، منظومة معرفية، تمثل عائلة النص.
ويوضح، ان عبقرية التاليف العربي، استجابت للوظائف العلمية، لتظهر انواعا مختلفة، مثل المقدمات، والعرضات، والهيئات، والمسائل، والتخريج، والتوليد، والمفاتيح، والنظم، وصياغة، المعاجمم، والموسوعات، وغيرها.
وينفرد المؤلف، بتعريفات خاصة، مبتكرة، للكثير من المفاهيم والمصطلحات، التي لم يكن احد، من الباحثين السابقين، قد اعارها اهتماما، دقيقا، رغم انها موجودة في الالاف، من كتب التاريخ، والتراث، كما انه حاول، ان يعيد تعريف العديد من المصطلحات، علي ضوء تجربته الفريدة، في هذا الكتاب، ومن امثلة ذلك، التاليف، والنص، وانواعه، و مثل العرضة، والابرازة، والهيئة، وتعريف المؤلف، وخصائصه، في الثقافة العربية.
اضافة الي ذلك، فقد طرح المؤلف، نظرية جديدة، حول النصوص، هي ما اسماها (الببليوجرافيا التكوينية)، ونظاما جديدا، لوصف، وبرمجة، علاقات النصوص العربية.كما يستكشف، ظواهر التواصل والتناغم، بين المعرفي، والسيسيولوجي، في الحضارة العربية الاسلامية، وامكانيات النص، كمشروع قابل للاستمرار، مثل مقدمة ابن خلدون، وقانون ابن سينا، وغيرهما.
يعتقد المؤلف، ان الكثير من الكتب، في الحضارة العربية - الاسلامية،
يمثل مشروعا فكريا، قابلا للتطوير، وتحسين السلالة، ويعتبر الكتاب موضع الاهتمام، اصلا قابلا للتلقي، والاضافة، والتصحيح، والمعارضة والتكملة، والاستمرار، يقوم بذلك مؤلفون، في عصره، او في عصور تالية لتاليفه، ويظل هذا الكتاب، الهام (مدونة) قيد التاليف المتتابع والمتنوع في مدارات موصولة، في زمن يطول، او يقصر.
ويستمر التاليف، المرتبط بالنص، حتي تبلغ منظومة المؤلفات،(الاصل وتوابعه) صورة مثالية، في ثبوتها الاخير، في شكل (عائلة النص).
وقد يتحول بعض النصوص التابعة - بدوره - الي مركز، تدور حوله المؤلفات الجديدة، لياخذ التاليف شكل الشجرة المتفارعة، التي تضم القديم، والجديد.
لقد كانت هذه المؤلفات، تسعي، كما يشير الدكتور كمال عرفات نبهان، الي تحقيق (الاحاطة والتمام) حول عدد من الكتب الامهات، في مختلف المجالات، وقد حظي صحيح البخاري، مثلا، بنحو اربعة وتسعين مؤلفا يدور حوله، والفية ابن مالك، بنحو اثنين وسبعين مؤلفا، وكثرت المؤلفات ايضا، علي الكشاف، للزمخشري، والقاتون في الطب، لابن سينا، والبردة، للبوصيري، وغيرها.
ويجتهد المولف، ليجد، ان وظيفة الحفظ، تتحقق في اشكال المختصرات، والمنظومات، ووظيفة متابعة التغطية، في الذيول والصلات، والتصحيح، وتكملة النقص، في الاستدراك، والفهم، في الشروح، والحواشي، والتعليقات، والسيطرة علي النص، في التهذيب، والجدل، والمناقشة، والمعارك الفكرية، في الردود، والمحاكمات، ومفاتيح الاسترجاع من النصوص، في الاطراف، والكشافات، وتنمية واستثمار النصوص، في البناء علي النص.
وكانت المؤلفات، تتفارع علي الاصل، وفروعه، وفروع الفروع، حتي تصل احيانا، الي الرتبة الرابعة، من التفاريع، والتشجير، لتتحقق وظائف التكامل، والنواصل، والتصحيح، والتركيم، الي غير ذلك، مما يذكره المؤلف.
ويؤكد المؤلف، ان كتابه، يتفرد بتقديم مجالات، واشياء جديدة تماما، في موضوع التاليف العربي، والعالمي، ايضا، من ذلك مثلا، تعريف التاليف، عموما، والعربي، خصوصا، وتمييز انواعه، وهي، التاليف الابداعي، والتاليف الوثائقي، والتايف النصي المحوري (الذي يرتكزعلي نص واحد)، والجذور العربية للتاليف، من التدوين والتصنيف.
وانه كذلك، قدم جديدا، في تعريف مفردة (المؤلف)، وخصائصه في الثقافة العربية، والاسلامية، وتعريف النص، وتمييز اشكاله، اضافة الي ذلك، فانه طرح نظرية، اسماها (الببليوجرافيا التكوينية)، وهي جديدة في مضمونها، وتسميتها، وهي تؤسس مجالا جديدا، في دراسة التاليف وعلاقات النصوص، والضبط الببليوغرافي التكويني، وتضيف بعدا جديدا، في علم الببليوغرافيا، وعلم المعلومات، وتقدم بداية نظرية وميدانية، لتاسيس علم النصوص العربية.
ويقصد المؤلف بالببيوغرام (ان يكون اداة تستخدم كمخطط ببليوغرافي لتمثيل العلاقات بين المؤلفات او النصوص).
ويشير الي ان فكرة الببليوجرام تبلورت لديه اثناء دراسته للانتاج الفكري العربي القديم والحديث، وما لاحظه من قصور وخلل في المعالجة الببليوجرافية للنصوص العربية حيث يشار الي هذه النصوص في الفهارس والببليوجرافيات كوحدات منفصلة، مع اغفال العلاقات المتعددة التي قد توجد بين عمل فكري معين وما سبقه او لحقه من مؤلفات، او عدم ادراك هذه العلاقات اطلاقا لعدم وجود القواعد والمسميات التي تنبه اليها.
هذا النظام المبتكر، لوصف تمثيل، علاقات النصوص، داخل عائلة النص، هو، ( مخطط علاقات النصوص) الذي اسماه (ببليوجرام) وهي كلمة جديدة، علي اللغة الانجليزية، تم تركيبها لاول مرة، من قبل المؤلف، ويتفرع منها المخطط الزمني، لعلاقات النصوص، وقد ابتكره ايضا، و اسماه (ببليوجرونوجرام) لاول مرة ايضا، لوصف وتمثيل الامتداد الزمني، لتاثير النص، في ظهور المؤلفاتالمتفارعة عليه، وقد بلغ تاثير بعض النصوص، الي ثمانية قرون من الزمان.
و يذكرالمؤلف، الي ان كتابه، يحتوي علي كثيرمن المصطلحات، التي تمت صياغتها، لتكون رصيدا للببليوجرافي، وعالم المعلومات والمخطوطات، والنصوص، ومؤرخ العلم، وناقد الادب، ومجالات اخري، كثيرة.
ولعل افضل ما نختتم به هذه الاضاءة، هو قول المؤلف عن كتابه، وجهده : (انه استغرق زهرة العمر، وزهوة الفكر، لا اقدمه ترفا، انما كمشروع حضاري، وانساني، وتبليغ يدوي في افق الوعي، والانجاز العلمي، والحضاري، ولا بد ان ياتي، يوم، وقوم، ينجزون ما يطرحه، من اجل تطوير علم النصوص العربية، و الببليوجرافيا التكوينية، والحصر الشامل لكل النصوص، في ببليوجرام شامل، يربط النص بعائلته، واجداده، وابائه، وتوا بعه، من النصوص، مستفيدا من تكنولوجيا المعلومات، وحينئذ، سوف توضع الذاكرة العربية الاسلامية، في قلب الحضارة الانسانية، و تتجسد خريطة العقل، والذكاء، والتاليف، الذي اسهم في بنائها).
ولعلنا لا نبالغ، اذا اعتبرنا هذا الكتاب، واحدا من منجزات التاليف العربي المعاصر، المؤسس، الذي يستبطن، ويغور عميقا، في جذور الثقافة العربية، والاسلامية، ليؤكد، علي قدرة الامة، في استكناه ماضيها العظيم، توجها الي مستقبل زاخر، بالمنجزات الثقافية، والفكرية المختلفة.
اما الاستاذ الدكتور، كمال عرفات نبهان، فهو استاذ علم المعلومات، بجامعة مصر، للعلوم والتكنولجيا، ورئيس مركز دراسات المعلومات والنصوص العربية، دكتوراه، بمرتبة الشرف الاولي، في علم المعلومات، والمكتبات بجامعة القاهرة.