تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرد جهل واكاذيب عبده مباشر/ الشيخ جمال المراكبي



قتيبة
10-25-2008, 05:03 PM
عبده مباشر.. والهجوم على السنة!!

الكاتب الصحفي عبده مباشر كتب مقالاً بالأهرام المصري يوم 7 رمضان 1421هـ الموافق 3/12/2000م، الصفحة التاسعة بعنوان: ((تنقية كتب التراث… لماذا؟)).
وقد بدأ الكاتب مقاله ببيان أن كل الذين يهاجمون الإسلام ويحاولون تشويهه، وكل من يسعى لذلك يجد في كتب التراث الأسانيد التي تدعم فكره وموقفه ووجهة نظره.
ومن هذا المنطلق دعا الكاتب إلى وجوب تنقية كتب التراث الإسلامي مما يشوبها من أخطاء ومغالطات، تساعد على تشويه صورة الإسلام، وحث الكاتب المؤسسة الإسلامية سواء بالأزهر أو غيره من المهتمين بالدعوة إلى الله إلى بذل أقصى الجهد لإنجاز هذه المهمة.
وإلى هنا - والكلام حسن طيب - ولكن ما هالني أن الكاتب شن حملة شعواء على السنة النبوية التي هي الأصل الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن، يما يوهم أن هذه النصوص والأحاديث النبوية ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي مجرد تراث كتبه رجال من القدماء، دونوا فيه أفكارهم ومعتقداتهم!! وضرب أمثلة عديدة لما يستحيل - في عقل الكاتب - أن يكون مقبولاً عند العقلاء، فضلاً عن المؤمنين الموحدين، ولهذا ذكر الكاتب بعض النماذج الحديثية التي اعترض عليها، ونسبها للعلماء الذين دونوها في كتبهم، وذلك مثل قوله:
(وللتدليل على ضرورة وأهمية هذا العمل، سأختار سطوراً من كتب التراث، وأحب أن أوضح أن هناك ما لا يمكن نقله إطلاقاً لما به من فجاجة وتجاوز في المعنى واللفظ. يقول المولى جل وعلا في كتابه الكريم: ( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) [الفجر: 22].
يقول البخاري ومسلم وغيرهما: (فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا الله، فإذا جاء ربنا عرفناه.فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعون). والخلل واضح فيما قاله البخاري ومسلم ومن سار على نهجهما، فهل للمولى صورة يعرفها الناس؟ بالطبع لا، وهل يبلغ الاجتراء على الله بالقول، أنه يأتي عباده متنكراً؟!
لقد قال المولى عن نفسه: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) [الشورى:11]، وهو القائل: ( فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَال ) [النحل: 74]، وفي موضع آخر يقول البخاري ومسلم وأهل الحديث: ((لا تزال جهنم يلقي فيها وتقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط)).
وقد قبل عدد من الرواة هذا الحديث، وبدءوا في تأيله ولم يتسائلوا: هل للمولى قدم؟ ولم يتبينوا ما في ذلك من إخلال بتنزيه المولى تبارك وتعالى وما في ذلك من انتقاص للخالق). أهـ.
ثم راح الكاتب يعرض لنماذج أخرى من الأحاديث ما بين صحيح مقبول، وضعيف مردود، وربما موضوع، يجمعها كلها في صعيد واحد، وينسبها للبخاري ومسلم والترمذي وأحمد بن حنبل وابن جرير الطبري والبيهقي وابن حزم والذهبي وابن ماجه وأبي داود، دون أدنى تمييز بين المحدثين الذين ينقلون حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وبين المفسرين والمؤرخين كالطبري والذهبي، والفقهاء كابن حزم، ودون أدنى تمييز بين ما نص العلماء المحققون على صحته، وبين ما جزموا بأنه ضعيف، أو حتى مكذوب لا تجوز روايته إلا للتحذير منها.
وهنا أحب أن أنبه الكاتب - إن كان حسن النية حقاً - أن مسلكه هذا مجرد تشكيك في كتب السنة المعتبرة كأصل من الأصول المتفق عليها عند أهل الإسلام، يعتمد هذا التشكيك على الخلط بين ما هو منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم، وبين ما هو منسوب لغيره من العلماء، وما هو مكذوب نبه أهل العلم ضعفه وتركه.
الكاتب يُشكك في البخاري ومسلم!!
إن الكاتب يريد أن يشكك في البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجه وأحمد وغيرهم، وهم الذين دونوا لنا ما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نصوص حديثية، بالغمز تارة، والتصريح بالتهامهم بالتخريف والاستهانة بعقول المسلمين، حتى يوحي للقارئ أهم حفنة كذابين مخرفين!!
ما هو التراث الذي ينبه الكاتب إلى وجوب تنقيته؟ كنت أظن أن الكاتب يريد كتب التاريخ أو الأدب والشعر، ولكن الكاتب - وأمثاله - يعتبرون أن الأدب والشعر العربي تراثاً خالداً، ولكنه - سامحه الله - يقصد سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومناهج النقد التي أسسها العلماء الأجلاء لتمييز حديث النبي صلى الله عليه وسلم صحيحه وسقيمه.
الرسول صلى الله عليه وسلم ينبه على وجب تنقية السنة:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول من نبه على وجب تنقية نصوص الوحي الثاني - السنة - مما سيختلط بها من أكاذيب حينما حذر من الكذب عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد من الناس، من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار))، وهو الذي قال: ((من روى عني حديثاً يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)). وقال صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)).
وقد أخطأ الكاتب حين روى هذه الأحاديث الموضوعة دون بيان حالها، وتحذير العلماء منها، مثل قوله:
· ((إن آخر وطئة وطأها الله تعالى كانت بمدينة الطائف)).
· ((إن الرب سيطوف في الأرض بعد خرابها وقد خلت عليه البلاد)).
· ((إن الله خلق الملائكة من نور صدره وذراعيه)).
وهذه كلها أحاديث موضوعة وضعها الزنادقة، وقيض الله لها أهل العلم فبينوا زيفها وكذبها، ولو رجع الكاتب لأقوال أهل العلم لعلم أنها أحاديث موضوعة مكذوبة لا يحل روايتها، إلا للتحذير منها، فلماذا يطلب تنقيتها وقد نقاها العلماء فعلاً وهو لا يدري!!
الخلط بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة!!
ثم خلط الكاتب بهذه الأحايث المكذوبة أحاديث صحيحة أو حسنة، ولكنه رواها بالمعنى الذي خطر له منها، ثم عاد ليستنكرها، كقوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينظر إلى النساء الأجنبيات فتعجبنه فيأتي إلى واحدة من نسائه ليقضي حاجته من النساء، والحديث ليس بهذا اللفظ الفج.
ومثل قوله: ذكروا أن موسى عليه السلام ضرب ملك الموت حتى فقأ عينه، وعاد إلى الله أعور لمجرد أن الله أمره بقبض روحه.
ومثل قوله: وعن خليل الرحمن إبراهيم أبي الأنبياء، قال البعض: إن إبراهيم سيستغفر ويشفع لأبيه الكافر يوم القيامة، فيأبى الله ويتحول أبوه إلى ضبع يتلطخ في نتنه.
ولو رجع الكاتب إلى شروح السنة كشرح البخاري لابن حجر، أو شرح مسلم للنووي، لعلم أن أهل العلم قد تكلموا على هذه الأحاديث ببيان سلامتها، وردوا على أهل البدع الذي انتقدوها وطعنوا من خلالها في السنة النبوية كلها، وبينوا المعنى المراد منها ومن أمثالها بما يطول المقام جداً لو استقصيناه.
دور العلماء في التنقية والتصفية!!
لقد قام العلماء الأفذاذ من لدن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بتنقية السنة مما يشوبها، فوضعوا علم الجرح والتعديل حين قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظرون لأهل العدل الثقات الضابطين فينقلون عنهم، ويتركون أهل الفسق والبدعة وغير الضابطين فلا ينقلوا عنهم، بل ويحذرون منهم.
ولا يزال العلماء العاملون يجدون في هذا العمل، ويُخرجون للناس الصحيح ويميزونه عن الضعيف، وذلك بمنهج واضح منضبط، ولهذا نجد أن كتب السنة غير الصحيحين قد خرجت للناس مطبوعة محققة، وكتب الشيخ الألباني - رحمه الله - وتلامذته وكتب إخوته من العلماء شاهدة على ذلك، فليرجع إليها الكاتب ليرى الجهد المبذول للتنقية والتصفية.
وإذا كان الكاتب يرد بعض النصوص الصحيحة، لأن عقله لا يقبلها، كما في المثال الذي نقلناه عنه، وفي الأمثلة التي ذكرها ، فإنني أقول له: وماذا ستصنع في آيات القرآن الكريم التي لن يقبلها عقلك، ماذا تقول في قول الله الذي استشهدت به: ( وَجَاءَ رَبُّكَ )، وهل يمكن لله أن يجيء وينتقل ويتحرك؟!
اعذرني أيها القارئ الكريم، فليس هذا التساؤل من عندي، ولكنه تساؤل يورده بعض أهل البدع على أهل الحق لتشكيكهم في القرآن والسنة، ثم يعمد بعضهم إلى التأويلات المنحرفة لآيات القرآن الكريم، زاعمين أنهم ينزهون الله سبحانه عن النقص.
ماذا يقول الكاتب في هذه الآيات: ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) [الأنفال: 30]، ( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) [التوبة: 67]…إلخ!!
وهل يعقل أن يوصف الله سبحانه بالمكر أو بالنسيان أو الاستهزاء؟ هل سيرد الكاتب نصوص القرآن أيضاً بدعوى تنقية التراث أم سيحاول أن يـأولها كما يفعل الكثيرون، أم سيؤمن بها بغير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل، مع اعتقاد تنزيه الله عن كل نقص كما هو منهج أهل السنة والجماعة: ( كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ*) [الشورى: 11].
على الكابت أن يقرأ منهج أهل السنة والجماعة!!
إن ما سيفعله الكاتب مع هذه الآيات يستطيع أن يفعل مثله بسهولة ويسر مع الأحاديث الصحيحة التي لا يعقلها، ولهذا أختم مقالي بنصيحة للكاتب أن يقرأ منهج الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، ويترك مناهج أهل البدع والضلال.
قال الله تعالى: ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [النحل: 43].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هلا سألوا إذ لم يعلموا، فإن شفاء العي السؤال)). نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، والله من وراء القصد.
جمال المراكبي

http://www.elmarakby.com/subindex.asp?idd=211

قتيبة
10-25-2008, 11:17 PM
لطم موسى لملك الموت

عن أبي هريرة عن رسول الله قال : " أرسل ملك الموت إلى موسى . فلما جاءه صكه . فرجع إلى ربه ، فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت . قال : ارجع إليه وقل له ليضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال : أي ربي ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت . قال : فالآن " . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية عند مسلم قال : " قال ملك الموت لموسى : أجب ربك . فلطم موسى عين الملك ففقأها " قال : " فردها الله عليه " .هذا الحديث صحيح الإسناد وفي معناه إشكالات :أولاً ـ لو فقأ أحدنا عين واحد من عامة الناس لعد فاسقاً باغياً . فما حال من فقأ -71-عين ملك مقرب ؟! إن فسقه وظلمه يكون أعظم وأظهر .ثانياً ـ الحديث يدل على أن ملك الموت جاء موسى ظاهراً فأبصره . وهل ملك الموت يبصر ؟! .ثالثاً ـ الحديث يدل على أن موسى ما كان يعلم بأنه مائت لا محالة ، بل يشك في خلوده . ولهذا يقول : " ثم ماذا " كأنه لا يعلم أن الموت من بعد .رابعاً ـ إما أن يكون الله أرسل ملك الموت إلى موسى ليتوفاه أو يكون الملك ذهب من تلقاء نفسه . على الأول كيف يرجع إلى الله قبل توفيه ؟! أو ليس قادراً على ذلك وإن كره موسى والحديث يشهد على أن الله أرسله ؟! وعلى الثاني كيف يجوز لملك أن يتوفى نبياً من أنبياء الله المرسلين لإنقاذ البشرية من الشرك والفساد بلا أر من الله ، ألا يكون معتدياً أهلاً لما نزل به ؟! .خامساً ـ لا شك أنه ما لطم الملك فأطار عينه إلا كراهية الموت وحباً للحياة إذاً ماله لم يقبل ذلك العمر الذي عرضه الله عليه وهو عدد الشعرات التي تتناولها يده إذا وضعها على ظهر ثور ؟! فهذا قد يشعر بشيء من التناقض .هذه إشكالات قد تعترض القارئ ، وقد ترد عليه ، وإن لم يستطع الإبانة عنها . وقد كذب الحديث أقوام لذلك. وهي واردات لا تصل إلى إضعاف الحديث الصحيح . وبيان ذلك :أما الإشكال الأول وهو أنه يكون ظلماً وبغياً . فيقال : إن موسى ما كان يعلم أنه ملك الموت ، وأن الله بعثه إليه ، بل حسب أنه إنسي يريد العدوان عليه ، كما حسب إبراهيم ولوط الملائكة الذين جاءوهما أناسيّ فرأى أن الدفاع عن النفس جائز أو واجب . كيف وهو رسول الله أرسله لغرض من أشرف الأغراض ، وهو إقامة التوحيد والعدل في الأرض . وليس في الحديث ما يشهد بأنه عالم حقيقة الملك .وأيضاً ربما ظن أنه تصلح مدافعة ملك الموت ، كما تصلح مدافعة الأقدار والنوازل التي ينزلها الله ويبعثها لقصم العباد ، فحسب أن المكلف يطالب بأن يدافع كلما هجم عليه مطلقاً ، فدافعه ، كما يجب علينا أن ندافع الموت ووسائله على قدر طاقتنا ، وإن كنا غير قادرين على دفعه .-72-وأيضاً ربما حسب أن الملك ليس ملزماً بأن يقبض روحه ، فطلب منه الإمهال ، فلم يجب ، فأصابه بما أصابه . ولعله لم يكن قاصداً فقء عينه . وقد قص القرآن من فعل موسى ما يقارب هذا . وهو ما حكاه عن قتل القبطي . قال في سورة القصص ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه ، قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ، قال ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) وقال في ذلك ـ لما ذكره فرعون فعلته ـ من سورة الشعراء ( قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين ) ولا نرى موسى كان مريداً قتل ذلك القبطي، وإنما أراد أن يخلص الإسرائيلي منه ، فكانت القاضية .أما الإشكال الثاني ، وهو أن الملك جاءه فرآه . فيقال إن الملائكة تأتي الأنبياء بصور الرجال ، كما جاءوا إلى إبراهيم وإلى لوط بهيئة أضياف ، وكما كان جبرائيل يجيء رسول الله . هذا شيء لا ينكر ولا يستشكل .وأما الرواية التي رواها الإمام أحمد في الحديث وهي " وكان ملك الموت يأتي الناس عياناً فلا أظنها صحيحة . وهي ـ إن كانت صحيحة ـ من قول أبي هريرة ، ليست مرفوعة .وأما الإشكال الثالث ، وهو أن موسى كان يشك في خلوده . فيقال : إن الاستفهام في الكلام يكون ضروب كثيرة . وليس بلازم أن يقارنه الجهل والشك . وقد يستفهم العالم والجاهل فلا يدل الاستفهام مطلقاً على إن المستفهم جاهل وشاك فيما استفهم عنه . فقد جاء الاستفهام في القرآن كثيراً كقوله ( هل أتى حين على الإنسان من الدهر ) ، ( هل أتاك حديث الغاشية ) ، ( وهل أتاك نبأ الخصم ) ، ( آلآن وقد عصيت ) ، ( وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني ) الآية وأمثال هذا . فهل الاستفهام هنا يقارنه الشك ؟! كلا . ومثل هذا موجود في كلام الناس . فقد يقع الاستفهام منهم كثيراً بلا شك ولا جهل . فكذلك قال موسى " ثم ماذا " لا يدل على أنه شاك في مصيره الأخير .وأما الإشكال الرابع فنقول فيه : إن الله أرسل الملك إلى توفيه . والروايات شاهدة بذلك . ولكن لما رأى حرص موسى على الحياة ، وخوفه من الممات ظن أن الله ينسأ له في أجله ، فتركه . ولهذا يقول " أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، أو أنه أثر فيه ما أصابه من موسى ، فرجع إلى ربه مشتكياً قبل أن يقوم بمهمته . ولا مانع أيضاً أن يكون إرساله لتوفيه -73-ليس على طريق الإيجاب والإلزام ، بل على طريق التخيير والتفويض . وقد جاء في الصحيح أن الأنبياء لا يموتون حتى يستشاروا ويخيروا بين الموت والحياة . فالملك يعلم أن موته في تلك الساعة ليس لازماً . وعليه لم يبادر إلى توفيه ، أو أن الملك جاءه مخيراً له بين الموت والحياة ، فظنه موسى عادياً ، فلما صكه علم أنه لا يختار الموت فتركه .وأما الإشكال الخامس فجوابه ما جاوبنا به الإشكال الأول ، وهو أن موسى لم يعلم أنه ملك الموت ، بل حسبه معتدياً عليه ، فلطمه لذلك دفعاً عن نفسه ، لا فراراً من الموت ، ولا رغباً في الحياة . فلما عرف أنه ملك الموت رغب في لقاء ربه ، واختار جواره ، كما اختار ذلك سائر الأنبياء بعد أن خيروا . ثم أي مانع من أن يختار الإنسان أولاً الحياة ثم الموت ؟ ليس في ذلك إستحالة ولا بعد . فلا يجوز رد الأحاديث الصحيحة بمثل هذه الواردات التي ترد على كل شيء ، والتي لا يسلم منها كلام ، وإن بلغ من السمو والصحة والجودة . والله أعلم

قتيبة
10-25-2008, 11:19 PM
فتح الباري، شرح صحيح البخاري، الإصدار 2.05 - للإمام ابن حجر العسقلاني
المجلد الثامن >> كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ >> باب وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ

الحديث: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا أَخِي عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لَا تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ فَيَقُولُ اللَّهُ إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ
الشرح: قوله: (حدثنا إسماعيل) هو ابن أبي أويس، وأخوه هو أبو بكر عبد الحميد.
قوله في الطريق الموصولة (يلقى إبراهيم أباه فيقول: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون، فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرين) هكذا أورده هنا مختصرا، وساقه في ترجمة إبراهيم من أحاديث الأنبياء تاما.
قوله: (يلقى إبراهيم أباه آزر) هذا موافق لظاهر القرآن في تسمية والد إبراهيم، وقد سبقت نسبته في ترجمة إبراهيم من أحاديث الأنبياء.
وحكى الطبري من طريق ضعيفة عن مجاهد أن آزر اسم الصنم وهو شاذ.
قوله: (وعلى وجه آزر قترة وغبرة) هذا موافق لظاهر القرآن (وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة) أي يغشاها قترة، فالذي يظهر أن الغبرة الغبار من التراب، والقترة السواد الكائن عن الكآبة.
قوله: (فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك) في رواية إبراهيم بن طهمان " فقال له قد نهيتك عن هذا فعصيتني، قال: لكني لا أعصيك واحدة".
قوله: (فيقول إبراهيم يا رب إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد) وصف نفسه بالأبعد على طريق الفرض إذا لم تقبل شفاعته في أبيه، وقيل: الأبعد صفة أبيه أي أنه شديد البعد من رحمة الله لأن الفاسق بعيد منها فالكافر أبعد، وقيل: الأبعد بمعنى البعيد والمراد الهالك، ويؤيد الأول أن في رواية إبراهيم بن طهمان " وإن أخزيت أبي فقد أخزيت الأبعد " وفي رواية أيوب " يلقى رجل أباه يوم القيامة فيقول له: أي ابن كنت لك؟ فيقول: خير ابن، فيقول: هل أنت مطيعي اليوم؟ فيقول: نعم.
فيقول خذ بارزتي.
فيأخذ بارزته.
ثم ينطلق حتى يأتي ربه وهو يعرض الخلق، فيقول الله: يا عبدي ادخل من أي أبواب الجنة شئت، فيقول: أي رب أبي معي، فإنك وعدتني أن لا تخزني".
قوله: (فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرين) في حديث أبي سعيد " فينادى: إن الجنة لا يدخلها مشرك".
قوله: (ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك؟ انظر، فينظر فإذا هو بذيخ متلطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار) في رواية إبراهيم بن طهمان " فيؤخذ منه فيقول: يا إبراهيم أين أبوك؟ قال: أنت أخذته مني، قال: انظر أسفل، فينظر فإذا ذيخ يتمرغ في نتنه".
وفي رواية أيوب " فيمسخ الله أباه ضبعا " فيأخذ بأنفه فيقول: يا عبدي أبوك هو، فيقول: لا وعزتك " وفي حديث أبي سعيد " فيحول في صورة قبيحة وريح منتنة في صورة ضبعان " زاد ابن المنذر من هذا الوجه " فإذا رآه كذا تبرأ منه قال: لست أبي " والذيخ بكسر الذال المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم خاء معجمة ذكر الصباع، وقيل لا يقال له ذيخ إلا إذا كان كثير الشعر.
والضبعان لغة في الضبع.
وقوله: " متلطخ " قال بعض الشراح: أي في رجيع أو دم أو طين.
وقد عينت الرواية الأخرى المراد وأنه الاحتمال الأول حيث قال: فيتمرغ في نتنه.
قيل: الحكمة وفي مسخه لتنفر نفس إبراهيم منه ولئلا يبقى في النار على صورته فيكون فيه غضاضة على إبراهيم.
وقيل: الحكمة في مسخه ضبعا أن الضبع من أحمق الحيوان، وآزر كان من أحمق البشر، لأنه بعد أن ظهر له من ولده من الآيات البينات أصر على الكفر حتى مات.
واقتصر في مسخه على هذا الحيوان لأنه وسط في التشويه بالنسبة إلى ما دونه كالكلب والخنزير وإلى ما فوقه كالأسد مثلا، ولأن إبراهيم بالغ في الخضوع له وخفض الجناح فأبى واستكبر وأصر على الكفر فعومل بصفة الذل يوم القيامة، ولأن للضبع عوجا فأشير إلى أن آزر لم يستقم فيؤمن بل استمر على عوجه في الدين.
وقد استشكل الإسماعيلي هذا الحديث من أصله وطعن في صحته فقال بعد أن أخرجه: هذا خبر في صحته نظر من جهة أن إبراهيم علم أن الله لا يخلف الميعاد؛ فكيف يجعل ما صار لأبيه خزيا مع علمه بذلك؟ وقال غيره: هذا الحديث مخالف لظاهر قوله تعالى: (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) انتهى.
والجواب عن ذلك أن أهل التفسير اختلفوا في الوقت الذي تبرأ فيه إبراهيم من أبيه، فقيل: كان ذلك في الحياة الدنيا لما مات آزر مشركا، وهذا أخرجه الطبري من طريق حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وإسناده صحيح.
وفي رواية: " فلما مات لم يستغفر له " ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نحوه قال: " استغفر له ما كان حيا فلما مات أمسك " وأورده أيضا من طريق مجاهد وقتادة وعمرو بن دينار نحو ذلك، وقيل إنما تبرأ منه يوم القيامة لما يئس منه حين مسخ على ما صرح به في رواية ابن المنذر التي أشرت إليها، وهذا الذي أخرجه الطبري أيضا من طريق عبد الملك بن أبي سليمان سمعت سعيد بن جبير يقول: إن إبراهيم يقول يوم القيامة: رب والدي، رب والدي.
فإذا كان الثالثة أخذ بيده فيلتفت إليه وهو ضبعان فيتبرأ منه.
ومن طريق عبيد بن عمير قال: يقول إبراهيم لأبيه: إني كنت آمرك في الدنيا وتعصيني، ولست تاركك اليوم فخذ بحقوي، فيأخذ بضبعيه فيمسخ ضبعا، فإذا رآه إبراهيم مسخ تبرأ منه.
ويمكن الجمع بين القولين بأنه تبرأ منه لما مات مشركا فترك الاستغفار له، لكن لما رآه يوم القيامة أدركته الرأفة والرقة فسأل فيه، فلما رآه مسخ يئس منه حينئذ فتبرأ منه تبرءا أبديا وقيل: إن إبراهيم لم يتيقن موته على الكفر بجواز أن يكون آمن في نفسه ولم يطلع إبراهيم على ذلك، وتكون تبرئته منه حينئذ بعد الحال التي وقعت في هذا الحديث.
قال الكرماني: فإن قلت: إذا أدخل الله أباه النار فقد أخزاه لقوله: (إنك من تدخل النار فقد أخزيته) وخزي الوالد خزي الولد فيلزم الخلف في الوعد وهو محال، ولو أنه يدخل النار لزم الخلف في الوعيد وهو المراد بقوله: (إن الله حرم الجنة على الكافرين) والجواب أنه إذا مسخ في صورة ضبع وألقي في النار لم تبق الصورة التي هي سبب الخزي، فهو عمل بالوعد والوعيد.
وجواب آخر: وهو أن الوعد كان مشروطا بالإيمان، وإنما استغفر له وفاء بما وعده، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه.
قلت: وما قدمته يؤدي المعنى المراد مع السلامة مما في اللفظ من الشناعة، والله أعلم.

قتيبة
11-26-2008, 03:45 PM
الرد الكامل لكل الاحاديث التي نشرها عبده مباشر التي نقلها من منكري السنة والنصارى والشيعة


الرد على شبهات حول بعض الأحاديث النبوية

1-حديث لا تملأ النار حتى يضع الله رجله فيها
2-تخريج حديث لو أنكم دليتم [ رجلا ] بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله
3- آخر وطأة وطئها الله لبوج
4- فأصبح ربك عز وجل يطوف في الأرض
5- قردة في الجاهلية زنت فرُجمت
6- لأجد نفس ربكم من قبل اليمن
7- إن الله خلق الملائكة من نور صدره وذراعيه
8- قلب المؤمن بين أصبعين من اصابع الرحمن
9- رايت ربي وضع يدهبين كتفي حتي وجدت برد أنامله
10- خلق الله آدم على صورته
11- الحجر الأسود يمين الله
12- ترون ربكم كما ترون القمر
13- سليمان يطوف الليلة بمائة امراة
14- المرأة والكلب والحمار تقطع الصلاة
15- هل هذا تعارض بين امرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و ماجاء في القرآن الكريم و لا اكراه في الدين
16- البرص- الوزغ ينفخ النار على ابراهيم عليه السلام
17- البقرة والذئب يتكلمان مع الراعي
18- هل عرش الرب تطوقه حية
19- المرأة تقبل في صورة شيطان
20- أوعال عند العرش
21- حقو الله اي خصر الرب الحجزة
22- اربعة من الملائكة لكل ملك منهم أربعة وجوه وجه إنسان ووجه نسر ووجه أسد ووجه ثور
23- ملاك علي صورة ديك تحت العرش يكلم الله
24- ابوهريرة و الشيطان
25- ‏اكثر اهل النار من النساء
26- لولا حواء لم تخن أنثى زوجها
27- الشؤم في ثلاث المرأة و الدار - البيت و الدابة
28- اثبات العجب والضحك لله سبحانه
29- رؤية الله والضحك
30- رؤية الله يوم القيامة في صورة
31- الصحابة يسترقون النظر الي النساء في الصلاة
32-هل النبي صلى الله عليه وسلم فظ غليظ
33- أب النبي ابراهيم يتحول إلي ضبع يتلطخ في نتن
34- لطم موسى لملك الموت
35- رضاع الكبير عند الشيعة والنصارى
36- موسى عاري أن خصيتي موسي ليس بهما فتاق وأن حجمهما طبيعي
37- سحر لبيد النبي
38- ينزل مطر كمني الرجال فيحي الاموات من القبور ايعجز ان يحي الموت من دون


http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=15272