د.ربيع أحمد
10-26-2008, 12:39 AM
إلى الباحثين عن الحق الصفات التي يجب أن تكون في الإله الذي تعبده
بسم رب العالمين خالق السماوات والأراضيين المستحق للعبادة و الثناء الجميل أبدأ هذه الكلمات إلى الباحثين عن الحق فكل الناس عربا وعجما سودا وبيضا كبارا وصغارا مجبلون على عبادة من يعتقدون أنه الإله فكثرت الآلهة و العقل يأبى إلا أن يكون إلها واحدا هو الحق وما دونه فليس بإله حق فلو كان هناك آلهة كثيرة لهذا الكون لفسد الكون و على هذا فالناس قسمان لا ثالث لهما إما عبادا للإله المستحق للعبادة أو عبادا لغيره و لهذا كان على أي إنسان في الوجود أن يتحرى أن يعبد الإله المستحق للعبادة و يترك ما دونه فإذا كنت ممن يريد أن يعرف صفات الإله المستحق لأن تعبده فأقرأ هذه الكلمات فإن كنت خاطئا فلا يضرك كلامي و إن كنت محقا فستفوز بمعرفة الإله المستحق للعبادة
وقفة : قبل ذكر الصفات التي يجب أن تكون في الإله المستحق لأن تعبده
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه قف وقفة مع نفسك و قفة تفكر ونظر وتدبر كي تفوز بمعرفة الإله المستحق لأن تعبده فتعبده وتتلذ بعبادته و يرتاح قلبك و يهدأ بالك أنت يا من تريد معرفة الحق إذا نظرت لأي موجود في الوجود أو سمعت عن أي موجود في الوجود أو قرأت عن أي موجود في الوجود فمما لا شك فيه أنك ستجده متصف بصفات فكل شيء له وجود لابد أن يكون له صفاتحتى الجمادهذا القلم له طول وله وزن وله لون و له شكل صفات كثيرة ،و هذا الكوب له طول وله شكل و له حجم و له لون صفات كثيرة و مادام كل شيء له وجود لابد أن يكون له صفاتفمن يستحق أن تعبده فلابد أن تكون له صفات أما إذا لم يكن للإله المستحق لأن تعبده صفات فأنت تعبد عدما و العدم لا وجود له فكبف يكون من تعبده لا وجود له و أنت لك وجود ؟ !!! انتبه يا من تريد معرفة الحق كي لا تعبد عدما إذاً لابد أن يكون المستحق للعبادة له صفات و مادام المستحق للعبادة له صفات فهو موجود لا معدوم فإذا عرفت صفاته سهل عليك معرفته و إذا لم تعرف صفاته صعب عليك معرفته و الوقت ثمين و كلنا يشتاق لعبادة الإله المستحق للعبادة حتى نفوز بلذة التعبد له و من ذاق طعم عبادة الإله المستحق للعبادة فلن يتركها أبدا .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن تكون صفاته كمال لا نقص فيها
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه علمت أن الإله المستحق لأن تعبده لابد أن تكون له صفات وهذه خطوة جيدة للوصول لمعرفة الإله المستحق للعبادة و الكل يعلم أن كل موجود لابد أن تكون له صفات و الصفات قسمان لا ثالث لهما إما صفات كمال، وإما صفات نقص. فإن كان الإله الذي تعبده متصف بصفات نقص فكيف تعبد من يتصف بصفات نقص في حين أن غيرك يعبد إله متصف بالكمال هل تعتقد أن إلهك هو الإله الحق مع اتصافه بالنقص و إله غيرك المتصف بالكمال إله باطل ؟ و لو كان في الوجود إله فيه صفات نقص وصفات كمال و إله كل صفاته كمال أتترك عبادة الإله المتصف بكل كمال و تعبد الإله المتصف بصفات كمال ونقص ؟ و عجبا لك كيف تعبد إله فيه صفات نقص و من يستحق العبادة لا بد أن تكون صفاته كمال لا نقص فيها فالنقص في إله قادح في استحقاق هذا الإله بالألوهية فأنت فيك صفات كمال ونقص و الإله الذي تعبده فيه صفات كمال ونقص فما الفرق بينكما إذاً فإذا عبدت نفسك ناقضت فطرتك التي تقتضي عبادة غيرك و إذا عبدت هذا الإله المشترك معك في النقص والكمال ناقضت عقلك فالعقل يقتضي تمييز المعبود عن العبد في الصفات و كمال صفات المعبود عن العبد فلم يصر لك إلا عبادة إله لا يتصف بصفات النقص ، إذا كان الله فيه صفات نقص فكيف يهب الكمال لعباده وهو غير كامل .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون خالقك
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده خالقك أي من أوجدك من عدم و صورك في هذه الصورة الجميلة من خلقك وصورك هو المستحق للعبادة فكيف تعبد من لم يخلقك و تترك عبادة الذي خلقك فهذا ليس عدل منك فخالقك هو الأحق في أن تعبده و إذا عبدت مع خالقك غيره فقد جعلت هذا الغير ندا لخالقك و هذا سوء أدب منك لخالقك إذ مادام هو وحده الذي خلق فهو وحده الذي يعبد ، و أعطيك مثال فبالمثال يتضح المقال لو أنك فعلت في شخص معروفا و نسب هذا المعروف لك ولغيرك مع أنك فاعل المعروف وحدك و هذا الغير الذي نسب إليه المعروف لم يفعل شيئا أتغضب أم لا و لمن تعبده المثل الأعلى يخلقك و تعبد غيره معه و شبهنا هنا عبادة غير خالقك مع خالقك بنسبة المعروف لصاحبه ولغيره .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون حيا
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده حيا لا يسبق وجوده عدم و لا يلحق بقاءه فناء إذ كيف تعبد ميتا وكيف يكون العابد حيا والمعبود ميتا ؟!! إذا كنت أنت حيا فلابد أن يكون المستحق للعبادة أكمل منك حياة لا بد أن يكون له البقاء المطلق فالموت نقص و المستحق للعبادة منزه عن النقص و الموت عدم والمستحق للعبادة لابد أن يكون موجودا لا عدما و المستحق للعبادة خالق و الخلق يكون من حي لا من معدوم و المستحق للعبادة واجد واجدك من عدم وواجد غيرك من عدم و الواجد لابد أن يكون حيا لا معدوما والعقل يقتضي تمييز المعبود عن العبد في الصفات و كمال صفات المعبود عن العبد و كيف يكون المعبود له صفات الكمال ،و هو ميت والكمال لا يتأتي إلا إذا كان المعبود حيا دائم الحياة
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون موجودا قبلك و قبل الخلق
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده موجودا قبلك و قبل الخلق لا يسبق وجوده عدم و لا يلحق بقاءه فناء إذ المعبود لو وجد بعدك لكان مثلك يحتاج لخالق يحتاج لمن يوجده من عدم ، والخالق يحتاجه الجميع وهو لا يحتاج لأحد والعقل يقتضي تمييز المعبود عن العبد في الصفات فكيف يوجد بعدك وهو الذي خلقك ، و لو وجد المستحق للعبادة بعد الخلق لكان مخلوقا مثلهم والعقل يقتضي تمييز المعبود عن العبد في الصفات و العقل يقتضي وجود الواجد قبل الموجود و الفاعل قبل المفعول والخالق قبل المخلوق ، وكيف يكون المعبود بعد الخلق و العقل يقتضي وجوده قبلهم ، و لا يتأتي هذا إلا إذا كان المعبود قبل الخلق .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون قيوما
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده قيوما قائم بنفسه و قائم بتدبير ما خلق من إنشاء الخلق ورزق الخلق ، ويقوم به كل موجود فلا يتصور وجود شيء إلا به ولا دوام شيء إلا به فإذا لم يكن المعبود قائم بنفسه لكان يحتاج لغيره و إذا كان يحتاج إلى غيره فكيف احتاج إليه ؟!! والاحتياج من صفات النقص و الخالق منزه عن النقص و إذا لم يكن المعبود قائما بتدبير الخلق فلا يكون خالقهم لأن الخالق مدبر أمر ما خلق كما أن الصانع يدبر أمر صنعته حتى لا تهلك و للمستحق للعبادة المثل الأعلى و مادام المعبود هو القائم بأمرك فستستغني به عمن سواه و يكون هو حسبك وعليه معتمدك فيستريح قلبك من الهموم و تذهب عنك الأحزان والغموم ؛ لأن معبودك حي قيوم .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون منزها عن الغفلة والنوم
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده منزها عن الغفلة والنوم فإذا كان المعبود ينام فلا يقدر أن ينفعني وهو نائم و لأن النوم من صفات النقص والمعبود منزه عن النقص ، وإذا كان المعبود تأخذ الغفلة فلا يقدر أن ينفعني وقت غفلته و لأن الغفلة من صفات النقص والمعبود منزه عن النقص .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون سميعا بصيرا
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده سميعا بصيرا فإذا لم يكن المعبود سميعا فسوف لا يسمعني إذا دعوته ، والصمم نقص و المعبود منزه عن النقص ،و إذا لم يكن المعبود بصيرا فسوف لا يراني و أنا أعبده فما فائدة عبادته و إذا لم يكن يراني فعند وجودي في مأذق لا ينجدني و مادام وقت الشدة لا ينجدني فلا اعتمد عليه وقت الشدة و مادمت لا اعتمد عليه وقت الشدة فليس بخالقي وليس بمدبري و ليس بقيومي و العمى نقص والمعبود منزه عن النقص .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون لا مثيل له
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده لا مثيل له ؛ لأنه لو كان له مثيل لكان له نوع ومادام له نوع فستعبد كل مثيل له و المستحق للعبادة لا بد أن يعبد وحده و النوع من صفات الخلق الضعيف ،والنوع له منوِع ، والمعبود واحد لا نوع ، ولو تعددت الآلهة لفسد الكون .
بسم رب العالمين خالق السماوات والأراضيين المستحق للعبادة و الثناء الجميل أبدأ هذه الكلمات إلى الباحثين عن الحق فكل الناس عربا وعجما سودا وبيضا كبارا وصغارا مجبلون على عبادة من يعتقدون أنه الإله فكثرت الآلهة و العقل يأبى إلا أن يكون إلها واحدا هو الحق وما دونه فليس بإله حق فلو كان هناك آلهة كثيرة لهذا الكون لفسد الكون و على هذا فالناس قسمان لا ثالث لهما إما عبادا للإله المستحق للعبادة أو عبادا لغيره و لهذا كان على أي إنسان في الوجود أن يتحرى أن يعبد الإله المستحق للعبادة و يترك ما دونه فإذا كنت ممن يريد أن يعرف صفات الإله المستحق لأن تعبده فأقرأ هذه الكلمات فإن كنت خاطئا فلا يضرك كلامي و إن كنت محقا فستفوز بمعرفة الإله المستحق للعبادة
وقفة : قبل ذكر الصفات التي يجب أن تكون في الإله المستحق لأن تعبده
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه قف وقفة مع نفسك و قفة تفكر ونظر وتدبر كي تفوز بمعرفة الإله المستحق لأن تعبده فتعبده وتتلذ بعبادته و يرتاح قلبك و يهدأ بالك أنت يا من تريد معرفة الحق إذا نظرت لأي موجود في الوجود أو سمعت عن أي موجود في الوجود أو قرأت عن أي موجود في الوجود فمما لا شك فيه أنك ستجده متصف بصفات فكل شيء له وجود لابد أن يكون له صفاتحتى الجمادهذا القلم له طول وله وزن وله لون و له شكل صفات كثيرة ،و هذا الكوب له طول وله شكل و له حجم و له لون صفات كثيرة و مادام كل شيء له وجود لابد أن يكون له صفاتفمن يستحق أن تعبده فلابد أن تكون له صفات أما إذا لم يكن للإله المستحق لأن تعبده صفات فأنت تعبد عدما و العدم لا وجود له فكبف يكون من تعبده لا وجود له و أنت لك وجود ؟ !!! انتبه يا من تريد معرفة الحق كي لا تعبد عدما إذاً لابد أن يكون المستحق للعبادة له صفات و مادام المستحق للعبادة له صفات فهو موجود لا معدوم فإذا عرفت صفاته سهل عليك معرفته و إذا لم تعرف صفاته صعب عليك معرفته و الوقت ثمين و كلنا يشتاق لعبادة الإله المستحق للعبادة حتى نفوز بلذة التعبد له و من ذاق طعم عبادة الإله المستحق للعبادة فلن يتركها أبدا .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن تكون صفاته كمال لا نقص فيها
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه علمت أن الإله المستحق لأن تعبده لابد أن تكون له صفات وهذه خطوة جيدة للوصول لمعرفة الإله المستحق للعبادة و الكل يعلم أن كل موجود لابد أن تكون له صفات و الصفات قسمان لا ثالث لهما إما صفات كمال، وإما صفات نقص. فإن كان الإله الذي تعبده متصف بصفات نقص فكيف تعبد من يتصف بصفات نقص في حين أن غيرك يعبد إله متصف بالكمال هل تعتقد أن إلهك هو الإله الحق مع اتصافه بالنقص و إله غيرك المتصف بالكمال إله باطل ؟ و لو كان في الوجود إله فيه صفات نقص وصفات كمال و إله كل صفاته كمال أتترك عبادة الإله المتصف بكل كمال و تعبد الإله المتصف بصفات كمال ونقص ؟ و عجبا لك كيف تعبد إله فيه صفات نقص و من يستحق العبادة لا بد أن تكون صفاته كمال لا نقص فيها فالنقص في إله قادح في استحقاق هذا الإله بالألوهية فأنت فيك صفات كمال ونقص و الإله الذي تعبده فيه صفات كمال ونقص فما الفرق بينكما إذاً فإذا عبدت نفسك ناقضت فطرتك التي تقتضي عبادة غيرك و إذا عبدت هذا الإله المشترك معك في النقص والكمال ناقضت عقلك فالعقل يقتضي تمييز المعبود عن العبد في الصفات و كمال صفات المعبود عن العبد فلم يصر لك إلا عبادة إله لا يتصف بصفات النقص ، إذا كان الله فيه صفات نقص فكيف يهب الكمال لعباده وهو غير كامل .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون خالقك
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده خالقك أي من أوجدك من عدم و صورك في هذه الصورة الجميلة من خلقك وصورك هو المستحق للعبادة فكيف تعبد من لم يخلقك و تترك عبادة الذي خلقك فهذا ليس عدل منك فخالقك هو الأحق في أن تعبده و إذا عبدت مع خالقك غيره فقد جعلت هذا الغير ندا لخالقك و هذا سوء أدب منك لخالقك إذ مادام هو وحده الذي خلق فهو وحده الذي يعبد ، و أعطيك مثال فبالمثال يتضح المقال لو أنك فعلت في شخص معروفا و نسب هذا المعروف لك ولغيرك مع أنك فاعل المعروف وحدك و هذا الغير الذي نسب إليه المعروف لم يفعل شيئا أتغضب أم لا و لمن تعبده المثل الأعلى يخلقك و تعبد غيره معه و شبهنا هنا عبادة غير خالقك مع خالقك بنسبة المعروف لصاحبه ولغيره .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون حيا
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده حيا لا يسبق وجوده عدم و لا يلحق بقاءه فناء إذ كيف تعبد ميتا وكيف يكون العابد حيا والمعبود ميتا ؟!! إذا كنت أنت حيا فلابد أن يكون المستحق للعبادة أكمل منك حياة لا بد أن يكون له البقاء المطلق فالموت نقص و المستحق للعبادة منزه عن النقص و الموت عدم والمستحق للعبادة لابد أن يكون موجودا لا عدما و المستحق للعبادة خالق و الخلق يكون من حي لا من معدوم و المستحق للعبادة واجد واجدك من عدم وواجد غيرك من عدم و الواجد لابد أن يكون حيا لا معدوما والعقل يقتضي تمييز المعبود عن العبد في الصفات و كمال صفات المعبود عن العبد و كيف يكون المعبود له صفات الكمال ،و هو ميت والكمال لا يتأتي إلا إذا كان المعبود حيا دائم الحياة
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون موجودا قبلك و قبل الخلق
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده موجودا قبلك و قبل الخلق لا يسبق وجوده عدم و لا يلحق بقاءه فناء إذ المعبود لو وجد بعدك لكان مثلك يحتاج لخالق يحتاج لمن يوجده من عدم ، والخالق يحتاجه الجميع وهو لا يحتاج لأحد والعقل يقتضي تمييز المعبود عن العبد في الصفات فكيف يوجد بعدك وهو الذي خلقك ، و لو وجد المستحق للعبادة بعد الخلق لكان مخلوقا مثلهم والعقل يقتضي تمييز المعبود عن العبد في الصفات و العقل يقتضي وجود الواجد قبل الموجود و الفاعل قبل المفعول والخالق قبل المخلوق ، وكيف يكون المعبود بعد الخلق و العقل يقتضي وجوده قبلهم ، و لا يتأتي هذا إلا إذا كان المعبود قبل الخلق .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون قيوما
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده قيوما قائم بنفسه و قائم بتدبير ما خلق من إنشاء الخلق ورزق الخلق ، ويقوم به كل موجود فلا يتصور وجود شيء إلا به ولا دوام شيء إلا به فإذا لم يكن المعبود قائم بنفسه لكان يحتاج لغيره و إذا كان يحتاج إلى غيره فكيف احتاج إليه ؟!! والاحتياج من صفات النقص و الخالق منزه عن النقص و إذا لم يكن المعبود قائما بتدبير الخلق فلا يكون خالقهم لأن الخالق مدبر أمر ما خلق كما أن الصانع يدبر أمر صنعته حتى لا تهلك و للمستحق للعبادة المثل الأعلى و مادام المعبود هو القائم بأمرك فستستغني به عمن سواه و يكون هو حسبك وعليه معتمدك فيستريح قلبك من الهموم و تذهب عنك الأحزان والغموم ؛ لأن معبودك حي قيوم .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون منزها عن الغفلة والنوم
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده منزها عن الغفلة والنوم فإذا كان المعبود ينام فلا يقدر أن ينفعني وهو نائم و لأن النوم من صفات النقص والمعبود منزه عن النقص ، وإذا كان المعبود تأخذ الغفلة فلا يقدر أن ينفعني وقت غفلته و لأن الغفلة من صفات النقص والمعبود منزه عن النقص .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون سميعا بصيرا
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده سميعا بصيرا فإذا لم يكن المعبود سميعا فسوف لا يسمعني إذا دعوته ، والصمم نقص و المعبود منزه عن النقص ،و إذا لم يكن المعبود بصيرا فسوف لا يراني و أنا أعبده فما فائدة عبادته و إذا لم يكن يراني فعند وجودي في مأذق لا ينجدني و مادام وقت الشدة لا ينجدني فلا اعتمد عليه وقت الشدة و مادمت لا اعتمد عليه وقت الشدة فليس بخالقي وليس بمدبري و ليس بقيومي و العمى نقص والمعبود منزه عن النقص .
الإله المستحق لأن تعبده لابد أن يكون لا مثيل له
يا من تريد معرفة الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الإله المستحق لأن تعبده لا مثيل له ؛ لأنه لو كان له مثيل لكان له نوع ومادام له نوع فستعبد كل مثيل له و المستحق للعبادة لا بد أن يعبد وحده و النوع من صفات الخلق الضعيف ،والنوع له منوِع ، والمعبود واحد لا نوع ، ولو تعددت الآلهة لفسد الكون .