المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان إلى الباحثين عن الحق : هيا نعرف إلهنا



د.ربيع أحمد
10-28-2008, 10:06 PM
إلى الباحثين عن الحق : هيا نعرف إلهنا



بسم رب العالمين خالق السماوات والأراضيين له الحمد و الثناء الجميل أبدأ هذه الكلمات إلى الحيارى الباحثين عن إله يعبدونه فلم يهتدوا إلى سواء السبيل ،وبحثوا فما وجدوا إلا ظلمات بعدها فوق بعض مليئة بالخرافات و الأباطيل ،و لماذا الحيرة و آثار الإله خالق السماوت و الأرض غنية عن التعريف والتبيين و الخالق لا يترك عباده تائهين عنه ضالين بل يبين لهم أنه الحق و ماسواه هو الضلال المبين و كلنا مفطور على عبادة الخالق و البعض يتوهم أن لا خالق وهؤلاء من تدنست فطرهم و أعميت بصيرتهم و من قالوا أن هناك خالق فمنهم من تخبط فيه و تعددت أرائهم نتيجة لهواهم وزيغهم و منهم من سعد بمعرفة الخالق الحق فارتاح بالهم و سيفوزون برضاه فيدخلهم الجنة التي عرفها لهم فإذا أردت معرفة الخالق رب السماوات والأراضين و مرسل الرسل عليهم الصلوات والتسليم فتعالى معي في هذه الرحلة لعلك تجد ما يشفي صدرك و يريح قلبك فإن كنت محقا فستهتدي وتسعد و لو كنت غير ذلك فلست عليك بوكيل

د.ربيع أحمد
10-28-2008, 10:09 PM
الكون لم يخلق صدفة


كي تعرف الإله الحق لابد أن تقتنع قلبا وقالبا بأن هذا الكون لم يخلق صدفة فكل ما يحدث في الكون من أفعال لابد أن يكون له فاعل فأي فعل لا بد أن يكون له من فاعل و أي موجود لابد أن يكون له من واجد ،وأي مُحدَث لابد له من محدِث ،وأي مصنوع لابد له من صانع ، وأي أثر لابد له من مؤثر .
ولو رأيت كرسي قلت أن نجار صنعه و لو رأيت سفينة تسير في البحر قلت أن لها سائق و لو وجدت طيارة تطير في الهواء قلت أن لها قائد و لو رأيت عربة تسير قلت أن لها سائق و السير يدل على المسير و براز القطة يدل على القطة وبراز الكلب يدل على الكلب وروث البهائم يدل على البهائم و الكتابة تدل على كاتب و هذه السماء ذات الأبراج وهذه الأرض ذات الفجاج و هذه البحار ذات الأمواج و هذه الشمس التي تغرب وتشرق ألا يدل كل هذا على وجود خالق قدير ؟!!
و هذا الكون يستحيل عقلا أن يكون قد أوجد نفسه بنفسه فهذا الكون حادث بعد أن لم يكن فلابد أن يكون له محدِثا ، وهذا الكون وجد بعد أن لم يكن موجودا فلابد أن يكون له موجدِا و الصدفة لا تستطيع أن تصنع ورقة و لا تستطيع أن تخلق شعرا و لاتستطيع أن تخلق ظفرا و لا تستطيع ان تخلق ماءا و لا تستطيع أن تخلق هواءا فكيف بهذا الكون العظيم ؟!!
ما رأينا يوما اختلال نظام الكون و ما رأينا يوما تعطل الشمس أو سقوط نجم من السماء على الأرض كل هذا يدل على وجود خالق قدير .
و الإنسان وجد بعد خلق الكون مما يدل على أن هناك أحدا خلق الكون لهذا الإنسان و تأمل في السماء وصفاء شكلها و تأمل في الشمس وجمال صنعها و تأمل في الأرض وكثرة خيراتها ألا يدل هذا على خالق قدير ؟
تدبر معي من خلق أول نبات ؟ و من خلق أول إنسان ؟ و من خلق أول حيوان ؟ الذي خلق أول كل شيء هو الخالق الذي خلق الأرض والسماء و النبات والماء و الحيوان والهواء .
تدبر معي الكل يرى الكون سماءا و أرضا , وما بين السماء والأرض من مخلوقات ابتداءا من المجرة إلى الحشرات. فنرى أجزاءها وجزئياتها مخلوقة بأحسن النظم , وأتقن تدبير وأحسن صنع , وأبدع تصوير , و لابد لهذا التدبير من مدبر , ولهذا التنظيم من منظم .
تدبر معي أخلقنا من غير خالق أم خلقنا أنفسنا أم هناك من خلقنا بالطبع نحن لم نخلق أنفسنا , لعدم قدرتنا على ذلك , ولاشك أيضاً أن أمثالنا لم يخلقونا لنفسالسبب , إذن لا يبقى بعد التفحص والاستقصاء إلا أن هناك خالق قد خلقنا .
تدبر معي إنا نرى العالم بجميع ما فيه متحركاً , ومعلوم أن الحركة تحتاج إلى محرك , لأن الحركة قوة والقوة لا توجد بغير علةفمن الذي يحرك هذا الكون إلا الخالق ؟
تدبر معي هل هناك عاقلا يفكر في سفينة تسير و تضع ما عليها من حمول دون وجود أحد فكيف بهذا الكون الشاسع لا يخلقه أحد ما هذا قول العقلاء و ما هذا إلا قول الأغبياء الذين تركوا عقولهم وراء الأهواء فعميت قلوبهم عن معرفة رب الأرض والسماء .
تدبر معي هل هناك عاقلا يفكر في باب انفتح دون أن يأتى أحد ويكسره أو يفتحه ؟ فكيف بهذا الكون الشاسع لا يخلقه أحد ؟!!.
تدبر معي هل هناك عاقلا يفكر في مصباح أضيء بدون أن يفتح أحد زر المصباح ؟ فكيف بهذا الكون الشاسع لا يخلقه أحد ؟!!.
تدبر معي هل هناك عاقلا يفكر في سيارة تسير بلا سائق و ترمي منها قمامة على الأرض ؟ فكيف بهذا الكون الشاسع لا يخلقه أحد ؟!!.
و إن قيل هناك ذرات ساكنة ثم تحركت وتكثفت واتحدت فنتجت هذا الكون نقول و منالذى أوجد هذه الذرات ؟ ومن الذى حركها منالسكون؟ ومن الذي جعلها تتحد ؟و هل شهدت خلق السماوات و الأرض كي تقول هذا الكلام ؟ و إن قيل إن الكون بدأ بخلية واحدة فى الماء نتيجة تفاعلات كيماوية نقول ومن الذى أوجدهذه التفاعلات لتصنع هذه الخلية ؟ و هل شهدت خلق السماوات و الأرض كي تقول هذا الكلام ؟

د.ربيع أحمد
10-28-2008, 10:12 PM
الخلق يدل على خالق حي عليم حكيم


مادامت الصنعة تدل على صانع فالخلق يدل على خالق لا محالة و إذا كان الصانع حين يصنع صنعته يكونا حيا لا ميتا فلابد أن يكون الخالق حيا لا ميتا و كيف يبعث الخالق الحياة في خلقه ، و هو ميت إذا كان الخالق لايمتلك الحياة لنفسه فبالأحرى لا يهب الحياة لغيره فالخالق لا بد أن يكون حيا لا ميتا ، ثم هذا الصانع عندما يصنع صنعته يعرف هذه الصنعة ويعرف عمرها و يعرف ما يضرها و يعرف ما ينفعها و كذلك الخالق لذلك وجب أن يكون هذا الخالق عليما ثم لاحظ هذا الكون باتساعه تجد فيه الحشرات والدواب و الأسود والفئران والقطط و غير ذلك و عندما تقتل جنس من الأجناس تجد اختلال في نظام البيئة فعندما تقتل جنس القطط تجد كثرة جنس الفئران و عندما تقتل جنس الفئران تتعرض لمشكلة أخرى وهي مثلا كثرة النمل مما يدل على أن هذه الأجناس في تناسق و الذي خلق كل هذه الأجناس حكيم في خلقه فجعل كل جنس له مهمة ، هذه الفئران التي نتقذذ منها تتغذى عليها حيوانات أخرى وهناك فئران نستخدمها في تجاربنا العلمية و الفئران تتغذى على أشياء صغيرة مما يدل على أن كل شيء في الكون ما خلق عبثا بل خلق لحكمة نعلمها أم لا نعلمها فلا بد أن يكون خالق الكون حيا عليما حكيما



الخالق موجود و لا يستلزم عدم رؤيتنا له عدم وجوده

الخالق موجود و لا يستلزم عدم رؤيتنا له عدم وجوده إذ لا يشترط وجود الفاعل مع الفعل في نفس المكان كي يبقى الفعل فالإنسان قد يستطيع التحكم في الفعل و إنشاء الفعل عن بعد فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق سبحانه من باب أولى ، والفعل يدل على وجود فاعل لا على مكان الفاعل أنت يمكن أن تصنع كرسي و تترك مكان الكرسي و قد تحدث تفاعلا كيماويا و أنت في مكان والتفاعل الكيماوي في مكان آخر و للخالق المثل الأعلى و لو كنا في الصحراء فوجدنا بيتا بابه مفتوح فدخلناه فوجدنا سريرا و كوبا و بعض الملابس فقال أحدنا إن هذا البيت صنع صدفة و الملابس صدفة و الكوب صدفة قلنا له لماذا قلت ذلك قال لعدم وجود أحدا به فالكل سيرد عليه إن كنت في الصحراء وجدت هذا المتغير فلابد من مغيِر و هذا المحدَث لابد له من حادث ثم هناك دلائل على أنه كان هنا إنسان و هي صنع البيت ووجود السرير والكوب والملابس فلا يلزم عدم وجود الفاعل في مكان الفعل و عدم رؤيتنا له عدم وجود الفاعل ، ولا يلزم من ذلك أن البيت و مابه وجد صدفة و ما أدراك أن الفاعل ليس موجودا مطلقا قد يكون ذاهبا لشيء ثم سيرجع، وممكن أنه هاجر من هذا المكان وترك البيت وهذه الأشياء و ليس معنى عدم رؤيتنا له أنه غير موجود و كذلك ليس معنى عدم رؤيتنا للصانع أنه غير موجود يكفي أن الصنعة دالة عليه ،و لو دخلنا محل بيع أسماك ،و لم نجد فيه أحد هل يلزم من ذلك عدم وجود السماكين أم أن السماكين غير موجودين بهذا المكان إذن عدم رؤية المغير لا يلزم عدم وجوده و الدلالة على وجوده حدوث التغير و هذا الكون التغير الذي فيه يحدث باستمرار ليل نهار شمس تشرق شمس تغرب شتاء صيف ربيع خريف دليل على وجود مغير ، وأيضا لا تشترط الرؤية الحسية للحكم على الأشياء بالوجود فهذا الهواء لا تراه مع أنه لازم لحياتك و إذا انعدم الهواء مت، وهذا العقل الذي تفكر به لا تراه و إذا فقد منك صرت مجنونا و هذه الروح التي فيك لا تراها و إذا نزعت منك مت ،و العجز عن رؤية الشيء لا يستلزم عدم وجوده والجاذبية لا نراها مع أنك إذا رميت شيئا من مكان مرتفع وقع على الأرض و المغناطيسية لا تراها مع أنك إذا قربت حديدة من مغناطيس أو مغناطيس من مغناطيس رأيت الانجذاب بينهما ،و لم تر المغناطيسية و هذا المصباح يضيء و الكهرباء فيه مع أنك لم ترها فإذا انقطعت الكهرباء انطفأ المصباح ،و أنت لا تستطيع أن ترى الشمس في النهار لقوة وضوحها و قوة أثرها و لا تستطيع أن تسمع الصوت الذي يصل لآلآف الديسيبل لقوة وضوحه و قوة أثره و للخالق المثل الأعلى فلقوة وضوحه و أثره لا تراه .




الخالق واحد لا يتعدد


الخالق واحد لا يتعدد فالعقل يأبى إلا أن يكون إلها واحدا هو الحق وما دونه فليس بإله حق فلو كان هناك آلهة كثيرة لهذا الكون لفسد الكون فمثلا هذا إله يريد أن يأت بالشمس من المشرق والآخر يريد أن يأتيي بالشمس من المشرق إله يريد أن تأكل البهائم عشابا و إله يريد أن تأكل البهائم لحما الكون سيضطرب حتما فالخالق لا بد أن يكون واحدا يخلق كل شيء كي يتصرف في كل شيء و إذا لم يخلق كل شيء من الموجودات فلا يقدر على التدخل في شيء منها من حيث الإيجاد والحياة ، ومن لا يستطيع التصرف في كل شيء لا يستطيع أن يمسك زمام عنصر واحد في الوجود ؛ لأن العنصر الواحد كي يسيطَر عليه لابد من السيطرة على جميع الموجودات التي تتعلق به ويتعلق بها وانتظام أفعال هذا الكون و عدم تغيرها يدل على وجود خالق واحد و خلق الأشياء من عدم مهمة كبيرة والمهام الكبيرة عندما يديرها واحد تكون أحسن من أن يديرها أكثر من واحد ؛ لأن هذا الواحد سيكون له السيطرة في كل شيء بنفس القوة و النفوذ أما الكثرة فأفكار مختلفة و سلطان متساوي فسيحدث خلاف بينهما و سيحدث اضطراب النظام و طلاقة خلق الكون و انتظام الكون و تناسق الكون دليل على إله واحد فخلق النبات يحتاج لتربة وهواء و شمس والشمس في مجرة و المجرة حولها مجرات فلو كان هناك إله يملك أحد العناصر والآخر يملك العناصر الأخرى لتعطل هذا النظام .




الخالق لابد أن يكون موجودا قبل الخلق

الخالق لابد أن يكون موجودا قبل الخلق فالفاعل قبل الفعل والواجد قبل الموجَد و المحدِث قبل المحدَث فلايسبق وجود الخالق عدم و لا يلحق بقاء الخالق فناء و لو وجد الخالق بعدك لكان مثلك يحتاج لخالق يحتاج لمن يوجده من عدم ، والخالق يحتاجه الجميع وهو لا يحتاج لأحد والعقل يقتضي تمييز الخالق عن المخلوق في الصفات فكيف يوجد بعدك وهو الذي خلقك ، و لو وجد الخالق بعد الخلق لكان مخلوقا مثلهم .

د.ربيع أحمد
10-28-2008, 10:15 PM
الخالق لابد أن تكون له صفات الكمال و يتنزه عن كل صفات النقص
الخالق لابد أن تكون له صفات الكمال و بتنزه عن كل صفات النقص فكل موجود إما أن تكون له صفات كمال، وإما أن تكون له صفات نقص. و الثاني باطل بالنسبة للخالق فنافص الكمال لا يعطي الكمال وكيف يهب الكمال وهو غير كامل فينزه الله عن الضعف والذل والنوم و الغفلة والموت والاحتياج للطعام والشراب و العمى والصمم و غير ذلك من صفات المخلوق الضعيف .

الخالق لابد أن يكون فوق خلقه و ليس في خلقه

الخالق لابد أن يكون فوق خلقه و ليس في خلقه و العلو صفة كمال في حق المخلوق ، فهي في حق الخالق أولى ؛ لأن كل صفة كمال مطلقة, فهي ثابتة للخالق من باب أولى فمعطي الكمال أكمل ، والخالق كان ولا شيء معه لا سماء و لا أرض ثم خلق السماوات والأرض فإما أن يكون خلقها في ذاته فهي حالة فيه و هو حال فيها وهذا باطل ، و إذا كان الأمر كذلك فمخلوقاته بائنة عنه غير مختلطة به . و حينئذ فإما أن يكون الخالق فوق مخلوقاته و إما أن تكون مخلوقاته فوقه و هذا باطل بداهة فلم يبق إلا أن يكون الخالق فوقها ، وأيضا السماوات والأرض صغيرة بالنسبة لمن خلقها فكيف يكون فيها ؟و الخالق كان ولا شيء معه لا سماء ولا أرض ثم خلق السماء و الأرض فكان الخالق لا يحتاج للسماء والأرض قبل خلقهم وكذلك بعد خلق السماء و الأرض و لا تجد عاقلاً في أي مكان وفي أي ملة إلا و هو يثبت أن الخالق فوق المخلوقات ففي الشدائد ترى الواحد مهما تكن ديانته وشريعته بفطرته يمد يديه, ويرفع بصره إلى العلو يدعو الخالق فتعين أن الخالق فوق الجميع .



الخالق لا يحتاج لأحد و لا يضره أحد

الخالق لا يحتاج لأحد و لا يضره أحد فلا يستطيع أحد نفعه و لا يستطيع أحد ضره فلو استطعاع نفعه أحد فهو محتاج له وكيف يكون الخالق محتاجا و هو الذي يقضي حاجات عباده ؟ و إذا استطعاع أحد ضره فهو ضعيف وكيف يكون خالق القوى ضعيفا ؟!


الخالق هو الذي يشرع لعباده

الخالق هو الذي يشرع لعباده ما يصلحهم في الدنيا والآخرة فكما أنه الخالق وحده فهو الآمر وحده له الخلق وله الأمر لم يترك التشريع لعباده علما منه أن الإنسان قد يرى الشيء الضار نافعا ، ويرى النافع ضارا متأثرا بشهواته و تتطلعه للنفع العاجل اليسير دون النظر للضرر الآجل الجسيم .

د.ربيع أحمد
10-28-2008, 10:29 PM
الخالق لابد أن يكون لابد أن يكون سميعا بصيرا

الخالق لابد أن يكون سميعا بصيرا فإذا لم يكن سميعا فسوف لا يسمعمعك إذا دعوته ،و إن وقعت في ورطة تستنجد بالخالق بفطرتك فيستجيب الخالق لك فالخالق مجيب الدعاء و يسمع الدعاء ومادام يسمع الدعاء و لست أنت وحدك بل بلايين غيرك والصمم نقص و الخالق منزه عن النقص ،و إذا لم يكن الخالق بصيرا فسوف لا يراك و أنت تعبده فما فائدة عبادته و إذا لم يكن يراك فعند وجودك في مأذق لا ينجدك و مادام وقت الشدة لا ينجدنك فلا تعتمد عليه وقت الشدة و مادمت لا تعتمد عليه وقت الشدة فليس بخالقك و العمى نقص والخالق منزه عن النقص .

الخالق عرفنا نفسه بالفطرة والعقل و إرسال الرسل
الخالق عرفنا نفسه بالفطرة والعقل و إرسال الرسل فصاحب أي محل من المحلات تجده معه دليل أنه صاحبه و صاحب أي مصنع من المصانع يكون معه دليل أنه صاحبه و للخالق المثل الأعلى فلابد أن يعرفنا أنه صاحب هذا الكون الشاسع وخالق هذا الكون الشاسع ، و عرفنا الخالق أنه صاحب هذا الكون بالعديد من الأدلة منها أن الخالق فطر الناس على وجوده و لا ينكر وجوده إلا من تدنست فطرته و الخالق أعطانا عقل نفكر به و هذا العقل يقتضي أن هذا الكون لا بد له من خالق و لم يعرفنا الخالق نفسه عن طريق فطرتنا وعقلنا وحسب بل أيضا يعرفنا نفسه عن طريق إرسال الرسل التي تدعو إليه و ليس عن طريق نفسه فإذا كان ملوك الدنيا لا يعرفون الناس أنفسه بأنفسهم بل عن طريق رسل ولخالقهم المثل الأعلى فلابد أن يرسل الخالق رسول لك يعرفك .


الخالق يأمر الناس أن يعبدوه وحده و ألا يشركوا له في عبادته
الخالق يأمر الناس أن يعبدوه وحده و ألا يشركوا له في عبادته فهل رأيت صاحب محل من المحلات يحب نسبة المحل لغيره بالطبع لا و إذا نسبت المحل لغيره غضب وهل رأيت أبا يحب أن ينتسب ابنه لغيره بالطبع لا و إذا نسبت الابن لغيره غضب وهل رأيت كاتبا يحب أن تنسب كتاباته لغيره بالطبع لا و إذا نسبت الكتابات لغيره غضب و للخالق المثل الأعلى فمادام خلق فلا تنسب هذا الخلق لغيره و الخالق كان ولا خلق معه فهو مستغني عنهم و مادام مستغني عنهم فلا يريد بخلقهم نفعه و إنما يريد منهم عبادته لذلك أرسل لهم الرسل كي يعرفه الناس وكي يعبدوه و الرسل تبلغ الناس أنهم من عند الله الذي يقول لهم أنا الخالق فأعبدوني فالخالق وحده هو المستحق للعبادة وحده و العباد لا يعرفون كيفية عبادته إلا ببيان منه و ليس عن طريق نفسه بل عن طريق رسل يعرفون الناس ما يحبه وما يكرهه و كيفية عبادته و كيف تعبد من لم يخلقك وتترك من خلقك هذا ليس عدل منك بل سوء أدب منك للذي خلقك و يحك أيها الإنسان أتعطي الإحسان لغير أهله و تترك أهله .



مهمة الرسل تعريفنا بالخالق و كيفية عبادته

الخالق خلق الخلق ليعبدوه ، والخالق لا يعرفنا نفسه وكيفية عبادته عن طريق نزوله لنا بل أرسل لنا رسل منا لنعرف الخالق ونعرف كيفية عبادته و نعرف ما يحب وما يكره و ما ينبغي له وما لا ينبغي له فمهمة الرسل دعوة الناس للخالق وكيفية عبادته و تعريفهم بأسمائه و صفاته و الرسل بحاجة لتأييد ليعرف الناس أنهم من قبل الخالق فلا بد أن يأيدهم بالمعجزات و مع هذه المعجزات يدعون الناس لدين الخالق و عبادة الخالق تمييزا لهؤلاء الرسل عن غيرهم ممن تحدث لهم بعد الخوارق لكنهم لايدعون لعبادة الخالق ولا لدين الخالق ،وتأييد الخالق رسله بالمعجزات من كمال عدله ورحمته ومحبته للعذر وإقامته للحجة علىالعباد، إذ لم يبعث الخالق رسولا من الرسل إلا ومعه آية تدل على صدقه فيما أخبربه،ومن عظيم حكمة الخالق أن جعل معجزات رسله من جنس ما أبدع فيه القوم المرسلإليهم، إمعاناً في الحجة، وقطعاً للعذر، فلو جعلت معجزة الرسول في أمر يجهله منأرسل إليهم ، لكان لهم عذر في عدم إحسان ما يجهلونه ، والرسل قد ذكروا أن اسم هذا الخالق العظيم الله ومن الرسل موسى عليه السلام الذي أرسل في قوم كان السحر شائعا بينهم ، فآتاه الخالق من الآيات مافاق به قدرة السحرة على أن يأتوا بمثله ، فلما رأى السحرة ذلك ، علموا أن هذا أمرليس من فعل السحر ، وإنما هي المعجزة الربانية التي أيَّدَ الخالق بها رسوله موسى ،فما كان من السحرة إلا أن آمنوا وأذعنوا ومن الرسل عيسى عليه السلام ولما بعث الخالق عيسى في بني إسرائيل كان فن الطب فيهمشائعاً، فاقتضت حكمة الخالق أن جعل كثيراً من معجزاته عليه السلام من قبيل أعمالأهل الطب، فأبرأ الخالق على يديه الأبرص والأكمه - الذي ولد أعمى - وأحيا الموتى، وكلمن البرص والكمه فضلا عن الموت من الأمراض المستعصية التي لم يكن بمقدور الأطباء فيذلك الزمان التسبب في الشفاء منها ، فآتى الخالق عيسى عليه السلام معجزة الشفاء منهابلمسة ودعاء، وكل ذلك يدل على أن فعله عليه السلام لم يكن من جنس ما يفعله الأطباء،فإن الأطباء يمكنهم أن يشفوا من البرص ، لكن بعد معالجة وزمن، وكذلك يمكنهم أنيشفوا من العمى الذي يكون عرضياً ليس مخلاً بجوهر البصر، وأما شفاء الأكمه عديمالبصر فهذا ليس في طاقتهم ، وكذلك إحياء الموتى،ومثل ذلك مع رسول الإسلام محمد عليه السلام فقد بعث في قوم كانوا أهل فصاحة وبيان، وكانعليه السلام أميا لا يقرأ ولا يكتب، فلما بعثه الخالق جعل معجزته منجنس ما نبغ فيه العرب، وهو الكلام الفصيح، فآتاه الخالق القرآن، وتحدى العرب أن يأتوابمثله فعجزوا ، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، ثم تحداهم أن يأتوا بمثلسورة منه فعجزوا ، ثم أعلمهم بأنه لو اجتمع البشر كلهم، وتظاهرت الجن معهم على أنيأتوا بمثل هذا القرآن ما استطاعوا أن يأتوا بمثله ،ولقد أعجَز الخالق فصحاء العرب وتَحدَّاهم أن يأتوا بِسُورةمِن مثل هذا القرآنو كل من حاول الإتيان بِقول مسجوع يحاكي به القران يجيء بْالْمُضْحِكات مع أنه وجد قبل النبوة فُصحاء وبلغاء وشُعراء ، وكان فيهم خُطباء نَطَقُوا بالْحِكْمة ، مثل : قسّ بن ساعدة ، وغيره ، ليس إعجاز القران فقط في بلاغته ونظمه بل أيضا في ذكره لحقائق علمية لم تعرف إلا في العصر الحديث كانشقاق القمر كقوله تعالى : ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ﴾[1]، و مراحل تكوين الجنين من نطفة ثم علقة ثم مضغة ومن تكوين العظام قبل اللحم قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾[2] و أنه يوجد أكثر من شمس و أكثر من قمر فقد قال تعالى : ﴿ و َمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾[3] فالحديث في الآية عن الشمس والقمر، ومع ذلك قال تعالى : خلقهن وليس (خلقهما)، مما يدل على وجود أكثر من شمس و أكثر من قمر وفي زمن نزول القرآن أي قبل 1400 سنة لم يكن أحد يعرف شيئاً عن وجود أقمار غير قمرنا وشموس غير شمسنا، ولكن الاكتشافات الجديدة في علم الفلك أثبتت وجود ما لا يقل عن مئة ألف مليون شمس مثل شمسنا، وهذه موجودة في مجرتنا فقط، فكيف لو أحصينا عدد الشموس في الكون؟! و قد تحدث القران ليس فقط عن حقائق علمية بل عن أمور مستقبلية و قد وقعت مثل إخباره بموت أبي لهب على الكفر قال تعالى :﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ﴾[4] و أبو لهب كان يسمع هذه الآية و مع ذلك لم يسلم ظاهريا كي يكذب دعوة محمد الله عليه وسلم .


[1] - القمر الآية 1
[2] - المؤمنون الآية 12 - 14
[3] - فصلت الآية 37
[4] - سورة المسد

د.ربيع أحمد
10-28-2008, 10:31 PM
لا أحد يجتمع فيه صفات الخالق إلا الله

لا أحد يجتمع فيه صفات الخالق إلا الله ، وغيره لا يسمى خالقا بحال من الأحوال فبوذا مثلا ليس خالقا فقد وجد بعد خلق الكون والخالق لابد أن يكون قبل المخلوق كما أن الصانع قبل المصنوع والفاعل قبل المفعول و و بوذا لم يقل يوما أنا خالق السماوات والأرض و أنا الإله فأعبدوني و بوذا لم يرسل رسلا كي يعبده الناس و أي حيوان من الحيوانات ليس خالقا فقد وجد الحيوان بعد الخلق والخالق لابد أن يكون قبل المخلوق والحيوان يحتاج للطعام والشراب و يموت ويمرض و الخالق منزه عن هذه الأشياء و الحيوان مسخر للإنسان و الخالق لابد أن يكون مسخر الخلق لا الخلق الذين يسخرونه ،و الشمس ليست خالقا فهي جماد والجماد صفة نقص والخالق منزه عن النقص ،ووجدت الشمس بعد الخلق والخالق لابد أن يكون قبل المخلوق و الشمس لم ترسل رسولا لتعرف الناس بها ولم تقل أنا خالق الكون فأعبدوني ، والماء ليست خالقا فهي جماد والجماد من صفات النقص و الماء تستطيع ضرها بأن تلوثها و تشرب منها فتنقصها و الماء وجدت بعد الخلق و الماء لم ترسل رسولا لتعرفنا بنفسها ولم تقل أنا خالق الكون فأعبدوني ، والأصنام ليست خالقا فالإنسان هو الذي صنعها و كيف يكون الخالق مصنوعا ووجدت الأصنام بعد الخلق والخالق لابد أن يكون قبل المخلوق و الأصنام لم ترسل رسلا ليعرفها الناس ولم تقل أنا خالق الكون فأعبدوني و عيسى ليس خالقا فقد وجد بعد الخلق والخالق لابد أن يكون قبل المخلوق و كان المسيح عليه السلام يأكل ويشرب ففي أناجيل النصارى : ( ثُمَّ جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَقُلْتُمْ: هَذَا رَجُلٌ شَرِهٌ سِكِّيرٌ، صَدِيقٌ لِجُبَاةِ الضَّرَائِبِ وَالْخَاطِئِينَ )[1] و كان المسيح عليه السلام يجوع ففي أناجيل النصارى : ( وَبَعْدَمَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيراً )[2] و كان المسيح عليه السلام ينام ففي أناجيل النصارى : ( وكان هو نائماً ) [3] و قد ضره الناس في عصره ولطموه وصلبوه كما يقال النصارى في كتبهم و المسيح لم يقل أنا خالق الكون فأعبدوني بل قال كما في أحد أناجيلهم : (( الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني ))[4] فهذا الكلام فيه نص بأن المسيح مرسَل من عند إله غيره ،و رسول لإله غيره ألا وهو الله ومادام المسيح رسولا فلا يمكن أن يكون المسيح إلها ؛ لأن الإله يرسل الرسل و الإله يعرف نفسه لعباده عن طريق رسله وأنبيائه لا عن طريق نزوله لهم إذ هذا لا يليق لملك من ملوك الأرض فكيف بخالق السماوات والأرض ؟!! فالملك يرسل رسله للناس لكي يعرفه الناس ،و لا ينزل من ملكه للناس ليعرفهم بنفسه ،والخالق أجل و أعظم من كل ملوك الأرض ،و قال المسيح أيضا : (( أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ))[5] ، وهذا نص على أن المسيح رسول ، والرسول يكون من جنس قومه وهم البشر فالمسيح إذاً بشر ،و إن قالوا الله تجسد في صورة المسيح فهذا باطل لأن الخالق لا يليق به أن يتجسد في صورة إنسان مخلوق ضعيف ، و إذا نظرت لصفات الله وجدت اجتماع كل صفات الربوبية و الألوهية فيه فقد كان الخالق قبل وجود الخلق فقد قال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم : « كان الله و لم يكن شيء قبله ، و كان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض »[6] و الله له صفات الكمال فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ ﴾[7]أي الوصف الأعلى الوصف الكامل و الله واحد أحد فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ و َإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾[8]و الله لا ينام و لا يغفل حي قيوم مالك السماوات والأرض فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾[9] و الله فوق عباده لا معهم فقد قال الله في القران كتاب المسلمين: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ [10]،و قال : ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾[11] و قد أرسل الله لنا الرسل فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ ﴾[12] ،وقال : ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾[13] و قال لمحمد صلى الله عليه وسلم : ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴾[14] و خلق الجميع لعبادته وحده فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾[15] و أمر بعبادته وحده ونهى عن عبادة من سواه فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾[16] فقد قال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم : يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله ؟ قلت ( أي معاذ ) الله ورسوله أعلم قال : فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا[17] .

















[1] - لوقا إصحاح 7 عدد 34 و متى إصحاح 11عدد 19
[2]- متى إصحاح 4عدد 2
[3]- متى إصحاح 24عدد 8
[4] - يوحنا إصحاح 12 عدد 44
[5] - يوحنا إصحاح 17 عدد 3
[6] - رواه البخاري في صحيحه
[7] - النحل من الآية 60
[8] - البقرة الآية 163
[9] - البقرة الآية 255
[10] - الأنعام من الآية 18
[11] - طه الآية 5
[12] - المائدة الآية 70
[13] - الرعد 38
[14] - البقرة الآية 119
[15] - الذاريات الآية 56
[16] - النحل الآية 36
[17] - رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما

د.ربيع أحمد
10-28-2008, 10:32 PM
الله الخالق ليس له ابن


الله الخالق ليس له ابن فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً ﴾[1] وقال : ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾[2] الخالق لا يحتاج لابن فالأب يحتاج للولد لبقاء اسمه أما الله فهو باقي دائم الحياة لا يموت فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ و َلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾[3] وفي نسبة الولد إلى الله انتقاص منه ؛ لأن الذي يحتاج إلى الولد إنما هو المخلوق الناقص الضعيف، فنسبة الولد للإنسان كمال ،والعقيم الذي لا يولد له عنده نقص بخلاف الذي يولد له ،و المخلوق ضعيف يحتاج إلى الولد ليعينه ويساعده ولاسيما في وقت الكبر، أما الرب سبحانه وتعالى فلا يحتاج إلى أحد، فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾[4]وهو سبحانه وتعالى القائم بنفسه المقيم لغيره الحي القيوم سبحانه وتعالى ، فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾[5] أي حي بنفسه ويحيي غيره قائم بنفسه ويقيم غيره ، و النسل يتم بين شيئين من نفس النوع ، وكيف يتزوج الإله من مخلوق ؟، والنسل يكون سبقه إفراغ شهوة فحاشى للخالق أن يكون له شهوة ، وإن قيل ليست الولادة للخالق ولادة جسدية فيمكن أن يكون لك ابن دون أن تلده , لكن لا يمكن أن يكون لك ولدا دون أن تلده, بمعنى آخر أن كلمة ولد تدل على الولادة الجسدية المباشرة و هذا ما لا ينطبق مع ما نقوله فنحن نقول ابن الله أي لا يوجد أي تأثير لأي ولادة جسدية بل: عندما يكون هناك شاعر و يحاول أن يجسد بنات أفكاره في أبيات قصيدة, هل بنات أفكاره هي نابعة عن زواج ؟ بالتأكيد لا ، وهو أنه جسد بنات أفكاره في أبيات الشعر, كذلك تجسد الله في الكلمة التي هي ابن الله بالمعنى و هذا الكلام باطل فكيف تكون البنوة معنوية و من يقولون هذا الابن عندهم شخص يأكل و يشرب ويجوع وينام فهل الشيء المعنوي يصبح ذاتا ؟ و لو كان المقصود بنوة معنوية لهذه الذات لما كان فرق بين هذه الذات المخلوقة وغيرها فالكل يمكن أن ينسب لله الخالق ببنوة معنوية غير حقيقية ، وقد قالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله فقد قال الله في القران كتاب المسلمين : ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾[6] و جاء في أناجيل النصاري : ( آدم ابن الله )[7] ، و في أناجيل النصاري قال المسيح عن الحواريين : ( قولي لهم : إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم )[8] ، وفي أناجيل النصاري قال المسيح للتلاميذ : ( فكونوا أنتم كاملين ، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل )[9] ، وعلم المسيح التلاميذ أن يقولوا في الصلاة : أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك.. [10].




[1]- مريم الآية 92
[2]- الإخلاص اية 3
[3]- القصص الآية 88
[4]- ال عمران من الآية 97
[5] - البقرة من الآية 255
[6]- المائدة الآية 18
[7] - لوقا إصحاح 3 عدد 38
[8] - يوحنا إصحاح 20 عدد 17
[9] - متى إصحاح 5 عدد 48
[10] - متى إصحاح 6 عدد 9

د.ربيع أحمد
10-28-2008, 10:34 PM
خاتم رسل الخالق أعظم الرسل
خاتم رسل الخالق أعظم الرسل فكلنا يعلم أن المعلم الحديث يعرف أكثر من المعلم القديم فالمعلم الحديث يعرف العلم القديم والعلم الحديث معا أما المعلم القديم فهو لا يعرف إلا العلم القديم إذاً علم المعلم الحديث أفضل من علم المعلم القديم و نصائح المعلم الحديث أفضل من نصائح المعلم القديم لأن المعلم الحديث عرف نصائح المعلم القديم و عرف نصائح أخرى و إذا كان الدين أعظم علم فإن أول من يعلم هذا الدين من البشر يكون أقل علم من آخر من يعلمهم ، ومن يعلم هذا الدين هم الرسل والأنبياء و أولهم آدم عليه السلام و آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم فيكون محمد صلى الله عليه وسلم أعظم رسول و رسالته أعظم رسالة و أعلم رسالة من سابقيها فمن يحب أن يعبد خالقه فلابد أن يعبده كما في رسالة آخر الأنبياء و المرسلين يعبده بشريعة الإسلام خاتمة الشرائع السماوية والتي كتابها القران ، فهي التي جمعت الشرائع السماوية السابقة و زيادة عليها أيضا ولدخول في الإسلام لابد من شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .

د.ربيع أحمد
10-28-2008, 10:36 PM
نتيجة الدراسة :
بينت الدراسة أن هذا الكون لم يخلق صدفة .
بينت الدراسة أنه لابد لهذا الكون من خالق .
بينت الدراسة أن خالق الكون حي عليم حكيم .
بينت الدراسة أن خالق الكون موجود و إن كنا لا نراه فآثاره دالة عليه .
بينت الدراسة أن الخالق واحد لا يتعدد .
بينت الدراسة أن الخالق لا بد أن يكون موجودا قبل الخلق .
بينت الدراسة أن الخالق لابد أن يكون فوق خلقه وليس فيهم .
بينت الدراسة أن الخالق لا يحتاج لأحد ولا ينفعه أحد .
بينت الدراسة أن الخالق هو الذي يشرع لعباده .
بينت الدراسة أن الخالق لابد أن يكون سميعا بصيرا .
بينت الدراسة أن الخالق عرفنا نفسه بالفطرة والعقل و إرسال الرسل .
بينت الدراسة أن الخالق يأمر الناس أن يعبدوه و ألا يشركوا به شيئا .
بينت الدراسة أن مهمة الرسل تعريفنا بالخالق و تعريفنا بكيفية عبادته .
بينت الدراسة أن لا أحد يجمع صفات الخالق إلا الله .
بينت الدراسة أن الله ليس له ابن .
بينت الدراسة أن خاتم الرسل أعظم الرسل فيجب اتباعها دون غيرها .
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة الأربعاء22/9/2008م 22 شوال 1429 هجريا

د.ربيع أحمد
10-28-2008, 10:39 PM
إلى الباحثين عن الحق هيا نعرف إلهنا (http://www.4shared.com/file/68018809/2b612dd6/______.html?dirPwdVerified=95e123a0)

عمر الأنصاري
10-28-2008, 10:53 PM
أحسن الله إليكم دكتور ربيع احمد


لي مداخلة بسيطة بارك الله فيكم وفي علمكم
ما الفرق بين قولنا لكل موجود موجد وقولنا لكل محدَث محدِث ؟

د.ربيع أحمد
10-29-2008, 12:29 AM
أحسن الله إليكم دكتور ربيع احمد


لي مداخلة بسيطة بارك الله فيكم وفي علمكم
ما الفرق بين قولنا لكل موجود موجد وقولنا لكل محدَث محدِث ؟

جزاكم الله خيرا على مشاركتكم الطيبة
الفرق بين قولنا لكل موجود موجد وقولنا لكل محدَث محدِث أي الفرق بين الإيجاد و الإحداث و الإيجاد و الإحداث معناهما متقارب ،و إن كان الإحداث يطلق على الصفات لوجود الحدث فيها أي العمل و الإيجاد يطلق على إيجاد الذوات و إيجاد الأبعاض والصفات أي الإيجاد أعم ، ويقال أوجد الشيء ( الذات ) و أوجد الفعل و أحدث الفعل ( العمل ) والله أعلم

عمر الأنصاري
10-29-2008, 02:40 AM
بارك الله فيكم دكتور ربيع أحمد

حتى أظهر سؤالي بشكل أوضح
يجوز من باب الإخبار أن نقول الله موجود وهذا ربما واضح لا يحتاج لبيان
وبالتالي إذا طبقنا تلك القضية لكل موجود واجد سنقع في تناقض

ولذلك سألت أيهم أصح من باب الاستدلال هل لكل موجود موجد أم لكل محدث محدث

فما تعليقكم دكتور ربيع وبارك الله فيكم

الحمدلله
10-29-2008, 05:13 AM
د.ربيع أحمد

بارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين
ابدعت يادكتورنا الفاضل

د.ربيع أحمد
10-30-2008, 02:58 AM
بارك الله فيكم دكتور ربيع أحمد

حتى أظهر سؤالي بشكل أوضح
يجوز من باب الإخبار أن نقول الله موجود وهذا ربما واضح لا يحتاج لبيان
وبالتالي إذا طبقنا تلك القضية لكل موجود واجد سنقع في تناقض

ولذلك سألت أيهم أصح من باب الاستدلال هل لكل موجود موجد أم لكل محدث محدث

فما تعليقكم دكتور ربيع وبارك الله فيكم

أخي الحبيب أولا : أنا دكتور أي طبيب حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة عين شمس بمصر ، ولست حاصلا على دكتوراه في الشريعة فلقبت نفسي دكتور من باب لقبي المهني .
و سيرتي الذاتية كتبتها في ملتقى المذاهب الفقهية عندما طلب الدكتور عبد الحميد الكراني مني ذلك ، و على هذا الرابط سيرتي الذاتية و تعليق الدكتور عبد الحميد عليها :

عرف نفسك بين إخوانك، مع ذكر مؤهلاتك العلمية، والعلماء والمشايخ الذين تلقيت عنهم العلم (http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=28&page=2)

و سيرتي الذاتية كما كتبها المشرف العام على موقع منتديات طريق الهداية على هذا الرابط :

السيرة التعريفية ب د ربيع (http://www.hidyaway.com/vb/showthread.php?t=1030)

ثانيا : لدفع الإيهام سأكتب في توقيعي طبيب بشري بإذن الله .

ثالثا : القول بأن لو قلنا قضية لكل موجود موجد سنقع في تناقض قول غير مسلم إذ الكلام يفهم معناه حسب السياق ،والله موجود و المخلوق موجود ويفترق الوجودان وكلمة موجود عند إطلاقها على الله فهي من باب الإخبار عن الله بوصف الوجود النافي للعدم فالموجود ضد المعدوم كما في كتب اللغة ، أي الموجود يطلق وقد يراد به من ليس بمعدوم كما في قولك فلان موجود أي ليس معدوما في المكان فهو حاضر في المكان وليس غائبا ، ولا يكون في ذهنك حينئذ أن فلانا له من أوجده بل في ذهنك أن فلانا ليس معدوم في المكان أي فلان حاضر في المكان والوصف يليق بالموصوف الله له ذات والمخلوق له ذات و تفترق الذاتان الله له حياة والمخلوق له حياة وتختلف الحياتان فذات المخلوق لها من أوجدها و ذات الخالق واجبة الوجود و حياة المخلوق لها من أوجدها و حياة الخالق قائمة به ، ، وفي باب الاحتجاج العقل والمنطق و الفطرة جميعا يقروا بأن من له وجود فلا بد أن يكون شيء أوجده و الخالق ليس بكذلك كذلك الذات و الحياة و السمع والقدرة و البصر ..... من أوجد السمع في المخلوق من أوجد الحياة في المخلوق من أوجد وجود المخلوق أما الخالق فلا يصح هذا السؤال من أوجد الخالق ؟ إذا هذا سؤال فيه جمع بين نقيضين و النقيضان لا يجتمعان فالخالق لو كان له من أوجده فكيف يكون مخلوقا وخالقا ؟!!!!!

د.ربيع أحمد
10-30-2008, 03:04 AM
د.ربيع أحمد

بارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين
ابدعت يادكتورنا الفاضل

جزاكم الله خيرا على الدعاء