المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقض ابن حزم لمذهب السفسطة



عمر الأنصاري
11-05-2008, 11:14 PM
قال أبو محمد ذكر من سلف من المتكلمين أنهم ثلاثة أصناف فصنف منهم نفى الحقائق جملة وصنف منهم شكوا فيها وصنف منهم قالوا هي حق عند من هي عنده حق وهي باطل عند من هي عنده باطل وعمدة ما ذكر من اعتراضهم فهو اختلاف الحواس في المحسوسات كإدراك المبصر من بعد عنه صغيرا ومن قرب منه كبيرا وكوجود من به حمى صفراء حلو المطاعم مرا وما يرى في الرؤيا مما لا شك فيه رائيه أنه حق من أنه في البلاد البعيدة

قال أبو محمد وكل هذا لا معنى له لأن الخطاب وتعاطي المعرفة إنما يكون مع أهل المعرفة وحس العقل شاهد بالفرق بين ما يخيل إلى النائم وبين ما يدركه المستيقظ إذ ليس في الرؤيا من استعمال الجري على الحدود المستقرة في الأشياء المعروفة وكونها أبدا على صفة واحدة ما في اليقظة وكذلك يشهد الحس أيضا بأن تبدل المحسوس عن صفته اللازمه له بحث الحس إنما هو لآفة في حس الحاس له لا في المحسوس جار كل ذلك على رتبة واحدة لا تتحول وهذه هي البداية والمشاهدات التي لا يجوز أن يطلب عليها برهان إذ لو طلب على كل برهان برهان لاقتضى ذلك وجود موجودات لا نهاية لها ووجود أشياء لا نهاية لها محال لا سبيل إليه على ما سنبينه إن شاء الله تعالى والذي يطلب على البرهان برهانا فهو ناطق بالمحال لأنه لا يفعل ذلك إلا وهو مثبت لبرهان ما فإذا وقفنا عند البرهان الذي ثبت لزمه الإذعان له فإن كان لا يثبت برهانا فلا وجه لطلبه ما لا يثبته لو وجده والقول بنفي الحقائق مكابرة للعقل والحس ويكفي من الرد عليهم أن يقال لهم قولكم أنه لا حقيقة للأشياء حق هو أم باطل فإن قالوا هو حق أثبتوا حقيقة ما وإن قالوا ليس هو حقا أقروا ببطلان قولهم وكفوا خصمهم أمرهم ويقال للشكاك منهم وبالله تعالى التوفيق أشككم موجود صحيح منكم أم غير صحيح ولا موجود فإن قالوا هو موجود صحيح منا أثبتوا أيضا حقيقة ما وإن قالوا غير موجود نفوا الشك وأبطلوه وفي ابطال الشك إثبات الحقائق أو القطع على إبطالها وقد قدمنا بعون الله تعالى إبطال قول من إبطلها فلم يبقى إلا الإثبات

ويقال وبالله التوفيق لمن قال هي حق عند من هي عنده حق وهيباطل عند من هي عنده باطل إن الشيء لا يكون حقا باعتقاد من اعتقد أنه حق كما أنه لا يبطل باعتقاد من اعتقد أنه باطل وإنما يكون الشيء حقا بكونه موجودا ثابتا سواء اعتقد أنه حق أو اعتقد أنه باطل ولو كان غير هذا لكان الشيء معدوما موجودا في حال واحدة في ذاته وهذا عين المحال وإذا أقروا بأن الأشياء حق عند من هي عنده حق فمن جملة تلك الأشياء التي تعتقد أنها حق عند من يعتقد أن الأشياء حق بطلان قول من قال أن الحقائق باطل وهو هم قد أقروا أن الأشياء حق عند من هي عنده حق وبطلان قولهم من جملة تلك الأشياء فقد أقروا بأن بطلان قولهم حق مع أن هذه الأقوال لا سبيل إلى أن يعتقدها ذو عقل البتة إذ حسه يشهد بخلافها وإنما يمكن أن يلجأ إليها بعض المنقطعين على سبيل الشغب وبالله تعالى التوفيق

الفصل في الملل الجزء الأول ص 14 - 15

عبد الله بن أدم
11-05-2008, 11:42 PM
أتعرف أخي أبي عمر أنني أحب إبن حزم وكتاباته ولو أن أن له سقطات وهفوات
وأنا الأن أقرأ كتابه التقريب لحد المنطق وهو كتاب رأئع كما أبحث عن المناضرة التي جرت بينه وبين أبي الوليد الباجي إن كنت أخي أبي عمر تعرف أين أجدها ....وجزيت خيرا

أبو مريم
11-05-2008, 11:50 PM
الأخ عبد الله آدم بالفعل ابن حزم عالم كبير فى علوم شتى وقد استفاد منه المسلمون كثيرا ويكفى جهوده فى الذب عن السنة .
بالنسبة لكتاب التقريب لحد المنطق لابن حزم فليس بالشىء المعول عليه لا فى علم المنطق ولا فى العلم الشرعى فإن كنت تريد ما هو أفضل فعليك بمعيار العلم للغزالى واقرأ معه الرد على المنطقيين لابن تيمية .

عبد الله بن أدم
11-06-2008, 12:02 AM
أشكرك أخي أبو مريم على نصيحتك
كتب إبن تيمية بالطبع لا غنى لي عنها أما ما قلت في شأن التقريب فهو طبعا يعطيك صورة شاملة عن هذا العلم بطريقة ميسرة وأنا لست مختص أو مهتم به إلا أنه حب الإطلاع
إن شاء الله سأقرا كتاب الغزالي أما كتاب إبن تيمية فهو متوفر عندي
وأريد الأن مناضرة إبن حزم والباجي في أصول التشريع الإسلامي إن كانت متوفرة على النت
وأشكرك مرة أخرى أستاذي أبو مريم