المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من رسالة زعم صاحبها أن مجلبة للخير



البراء بن مالك
04-24-2005, 07:02 PM
التحذير من رسالة زعم صاحبها أن مجلبة للخير وزعم أنها دافعة للضر، وأن من أهملها فلا يلومن إلاّ نفسه، وقد بعث إلي بها بعض الإخوة بعد أن بين أنه أهملها ورد على صاحبها ولم يجد إلاّ خيراً :


الجواب:
الأخ الفاضل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكر الله لك حرصك على الخير.. ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

أما هذه الرسالة فإن فيها من الأمور المتناقضة وغير المعقولة الشيء الكثير ومثلكم لو تأملها لاتخفى عليه وإليك بعضها:
1- من أين لمرسلها أن رسالته هذه سوف تكون مجلبة للخير والفلاح؟ هل هو وحي منزل أم خبر ممن لاينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم؟
2- ممن منكم ليس عنده في بيته مصحف بل مصاحف فيها هذه الآية الكريمة.
3- أنت -أخي الكريم- على معرفة بالإنترنت وطريق نقل المعلومات فيه وتتبعه، فكيف عرف هذا الأخ أنها وزعت في العالم تسع مرات!!
4- وبأي منطق أم بأي دليل جزم بأن الرسالة ستجلب الخير بعد أربعة أيام؟ هل هو منطق عقلي أم دليل موحى؟
5- ثم إذا كنت أعرف أن شخصاً محتاجاً -وأعرف أن عنده مصحف فيه هذه الصفحة - أمرني النبي صلى الله عليه وسلم بما أمرني ربي سبحانه وتعالى من الإحسان إليه والتصدق عليه فكيف تحذرني هذه الرسالة من طاعة أمر ربي وأمر رسولي صلى الله عليه وسلم!
6- ثم لماذا أتخلص من هذه الرسالة ما دامت قرآنا وخيراً، ولماذا بعد 66 ساعة تحديداً!
7- يفهم من كلام مرسلها أنها ترسل إلى من كان ذو حاجة (بدليل أنه نهى عن إرسال نقود) ثم قال سبق أن وصلت هذه الرسالة إلى أحد رجال الأعمال.. فلماذا أوصلها له مع أنه رجل أعمال ولا يتصور في رجل الأعمال أن يكون محتاجاً، ومثله الطبيب، والمقاول، فإن لم يوصلها هو فكيف عرف!
8- ثم كيف عرف أن رجل الأعمال ربح في الصفقة 70 ديناراً؟ وكيف علم أن الطبيب أهمل الرسالة بل ربما طبق ما فيها حرفياً ثم حصل له ما حصل بقضاء الله النافذ الذي لايشور فيه البشر.
9- كيف يحكم على من يرفض توزيع هذه الرسالة الباطلة بأنه متكبر على خالقه؟ سبحان الله! إذا قلت هو (صاحب الرسالة): كذاب أو صاحب أوهام أو لم أصدقه أكون متكبراً على الله! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
10- مإن كان صادقاً فما ذنب الابن الأكبر يؤخذ بجريرة أبيه!! والله يوقل: (ولاتزر وازرة وزر أخرى).
11- ثم إن في الآية المجتزءة باليسار من سورة الأعراف(157 من سورة الأعراف) حذفاً وهو قول الله تعالى: (وعزروه ونصروه).
12- الآية المجتزءة باليسار من سورة يونس(64 يونس) فيها حذف وهو لفظ (هو) من قول الله تعالى: (ذلك هو الفوز العظيم).

هذه بعض الملاحظات كتبتها على عجالة، وقد ختم مرسلها الكلام بقول الله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا) وهذا نداء لك أخي الحبيب.. (إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).

فهل علمت عادلة المرسل لهذه الرسالة وهل أمنت ورعه وتقواه بل هل أمنت إسلامه! وقد كان محمد بن سيرين يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم.
وقال عبدالله بن مسعود: إن الشيطان ليتمثل في صورة فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب، فيتفرقون، فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه.
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم } . وفي لفظ { يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم لا يضلونكم ولا يفتنونكم } . وقال مالك لرجل : اطلب هذا الأمر من عند أهله وقال مالك أيضا لسفيان بن عيينة : إنك امرؤ ذو هيئة وكبر، فانظر عمن تأخذ ؟ وقال مالك : لا يؤخذ العلم عن أربعة ويؤخذ عمن سواهم، لا يؤخذ عن معلن بالسفه، ولا عمن جرب عليه الكذب، ولا عن صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه، ولا عن شيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث به . وقال مالك أيضا : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، لقد أدركنا في هذا المسجد سبعين ممن يقول قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان أمينا عليه فما أخذت منهم شيئا، لم يكونوا من أهل هذا الشأن، ويقدم علينا محمد بن مسلم بن شهاب الزهري وهو شاب فنزدحم على بابه . وقال يحيى بن القطان : كم من رجل صالح لو لم يحدث لكان خيرا له وقال أيضا : ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير، قال البيهقي : لأنهم اشتغلوا بالعبادة عن ضبط الحديث وإتقانه، فأدخل عليهم الكذابون ما ليس من حديثهم، ومنهم قوم توهموا أن في وضع الأحاديث في الترغيب والترهيب أجرا، وجهلوا ما في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كبير الإثم . وروى الخلال عن ابن عباس مرفوعا { لا تأخذوا العلم إلا ممن تجيزون شهادته } وروى الحسن وابن سيرين مرسلا وقال بهز بن أسد : دين الله أحق أن يطلب عليه العدول . وقال هشيم عن مغيرة عن إبراهيم النخعي قال : كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته، وإلى صلاته، وإلى حاله، ثم يأخذون عنه .